نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ٦

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار0%

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 423

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: السيد علي الحسيني الميلاني
تصنيف: الصفحات: 423
المشاهدات: 170504
تحميل: 5861


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15 الجزء 16 الجزء 17 الجزء 18 الجزء 19 الجزء 20
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 423 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 170504 / تحميل: 5861
الحجم الحجم الحجم
نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء 6

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

وقدوةً، صاحب تصانيف سائرة وأجلّ أهل عصرة بغير ارتياب وإماماً فاضلاً، وزاهداً عابداً قانتاً، وخاشعاً لله » *:

« قال ابن حجر: حديث كثير الطرق جداً، استوعبها ابن عقدة في كتابٍ مفرد، منها صحاح ومنها حسان »(١) .

٣ ) ابن حجر العسقلاني أيضا ً

وذكر ابن حجر العسقلاني كتاب ابن عقدة في مواضع من ( الإِصابة في معرفة الصحابة ) فأثبت صحبة عدد منهم، استناداً الى رواية ابن عقدة عنهم في كتاب الموالاة الذي جمع فيه طرق حديث الغدير.

فمن ذلك قوله: « عبد الله بن ياميل - آخره لام، رأيته مجوداً بخط الصريفيني، ذكره أبو العباس ابن عقدة في جمع طرق حديث « من كنت مولاه فعلي مولاه » أخرج بسند له الى إبراهيم بن محمد - أظنه ابن أبي يحيى - عن جعفر بن محمد، عن أبيه، وأيمن بن نابل - بنون وموحدة - عن عبد الله بن ياميل، قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - يقول: من كنت مولاه، الحديث، واستدركه أبو موسى »(٢) .

ومن ذلك قوله: « عبد الرحمن بن مدلج، ذكره أبو العباس ابن عقدة في كتاب الموالاة، وأخرج من طريق موسى بن نصر بن الربيع الحمصي: حدثني سعد ابن طالب أبو غيلان، حدثني أبو إسحاق، حدثني من لا أحصي: أنّ عليّاً أنشد الناس في الرّحبة: من سمع قول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه؟، فقام نفر - منهم عبد الرحمن بن مدلج - فشهدوا أنهم سمعوا إذ ذاك من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . وأخرجه ابن شاهين عن ابن عقدة،

___________________

(١). فيض القدير في شرح الجامع الصغير ٦ / ٢١٨.

(٢). الإصابة في أسماء الصحابة ٢ / ٣٧٤.

٦١

واستدركه أبو موسى » (١) .

ومن ذلك قوله: « أبو قدامة الأنصاري، ذكره أبو العباس ابن عقدة في كتاب الموالاة الذي جمع فيه طرق حديث « من كنت مولاه فعلي مولاه » فأخرج فيه من طريق محمد بن كثير، عن فطر، عن أبي الطفيل، قال: كنا عند علي، فقال: أنشد الله من شهد يوم غدير خم، فقام سبعة عشر رجلاً - منهم أبو قدامة الأنصاري - فشهدوا أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - قال ذلك. واستدركه أبو موسى، وسيأتي في الذي بعده ما يؤخذ منه اسم أبيه وتمام نسبه »(٢) .

٤ ) الشّريف السمهودي

فقد ذكر كتاب ابن عقدة ونقل عنه في كتابه ( جواهر العقدين ) كما سيأتي إنْ شاء الله تعالى.

٥ ) الشيخاني القادري

وقال الشيخاني القادري * وهو محمود بن محمد بن علي الشيخاني القادري * المدني، ويظهر تعصّبه من مراجعة كتابه الذي ننقل عنه * بعد أن ذكر بعض طرق حديث الغدير: « وقد استوعب طرق الأحاديث المذكورة وغيرها ابن عقدة في كتاب مفرد، وذكر أيضاً بعضها الشيخ نور الدين السيد الجليل علي بن جمال الدين عبد الله بن أحمد الحسيني السمهودي الشافعي في كتابه المسمى: أنجح المساعي في ردّ شبهة الداعي »(٣) .

___________________

(١). الإِصابة ٢ / ٤١٣.

(٢). المصدر نفسه ٤ / ١٥٩.

(٣). الصراط السوي في مناقب آل النبي - مخطوط.

٦٢

٦ ) البدخشاني

وقال البدخشاني * وهو المرزا محمد بن معتمد خان البدخشاني، وهو من كبار العلماء المشهورين في الديار الهندية، وقد أثنى عليه رشيد الدين الدهلوي وحيدر علي الفيض آبادي في كتابيهما واستندا إليه * بعد أن ذكر بعض طرق الحديث: « أقول: هذا حديث صحيح مشهور، نصّ الحافظ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي التركماني الفارقي ثم الدمشقي على كثير من طرقه بالصحة، وهو كثير الطّرق جداً، وقد استوعبها الحافظ أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي المعروف بابن عقدة في كتاب مفرد »(١) .

وقال أيضاً: « فإنّ الحديث كثير الطّرق جداً، وقد استوعبها ابن عقدة في كتابٍ مفرد، وقد نصّ الذهبي على كثير من طرقه بالصحة »(٢) .

رواة كتاب الموالاة

لقد أثبت جماعة من الأعلام كتاب ( الموالاة ) لأبي العباس ابن عقدة، وهم ابن تيمية وابن حجر العسقلاني والسمهودي والمناوي والقادري والبدخشاني، وقد تقدّمت نصوص كلماتهم المفيدة لذلك.

وعلمنا من خلال التتبّع لكتب الأسانيد أن كتاب ( الموالاة ) من مرويّات جماعة من أعيان علماء أهل السنّة، فهم يروونه عن مؤلّفه الحافظ ابن عقدة، بسند متصل إليه فيه الحافظ ابن حجر العسقلاني، وهؤلاء هم:

___________________

(١). مفتاح النجا في مناقب آل العبا - مخطوط.

(٢). نزل الابرار بما صح من مناقب أهل البيت الأطهار: ٢١.

٦٣

١ ) محمد بن عابد السندي

وهو محدّث المدينة المنورة في وقته، ومن مشاهير علماء أهل السنة في عصره قال عمر رضا كحالة: « حافظ فقيه عالم بالعربية رجع الى الحجاز وولّاه محمد علي رياسة العلماء بالمدينة، وتوفي بها في ١٨ ربيع الأول، ودفن بالبقيع، ثمّ ذكر تصانيفه، وقد أرخ وفاته بسنة ١٢٥٧(١) .

٢ ) محمد حسين الأيوبي

وهو شيخ السندي المذكور، فقد ذكره في ( حصر الشارد ) بقوله: « قد منّ الله تعالى عليّ - وله الحمد - بقراءة القرآن العظيم من فاتحته إلى خاتمته على قراءة الأئمّة السّبعة المشهورين، برواتهم الأربعة عشر المحصورة من طرقهم المشهورة، على شيخنا العلامة الفهّامة زينة دهره، وقدوة عصره، الحاوي لعلم الأديان والأبدان الجامع للفنون العقلية والنقلية، والموضّح لنا بأحسن بيان، عمّي وصنو أبي الشيخ محمد حسين بن محمد مراد الأنصاري الخزرجي الأيوبي نسباً، السندي بلدا، النقشبندي طريقة، والحنفيّ مذهباً ، رحمه‌ الله تعالى وبوّأه دار كرامته »(٢) .

٣ ) محمد مراد الانصاري

وهو والد الأيوبي المذكور وشيخه، قال محمد عابد السندي بعد ما تقدم « قال شيخنا قرأت بها على والدنا وشيخنا الحافظ الامام المحقق ولي الله تعالى العارف الشيخ محمد مراد بن محمد يعقوب بن محمود الأنصاري السندي ».

___________________

(١). معجم المؤلفين ١٠ / ١١٣.

(٢). حصر الشارد من أسانيد محمد عابد: ٣.

٦٤

٤ ) محمد هاشم السندي

وهو شيخ محمد مراد المذكور، قال السندي بعد العبارة المتقدمة: قال - يعني محمد مراد - قرأت بها جميع القرآن العظيم من فاتحته إلى خاتمته على شيخنا الامام الهمام مقتدى الأنام الشيخ محمد هاشم ».

٥ ) عبد القادر الصديقي

وهو مفتي الحنفية بمكة المكرمة في عصره وشيخ محمد هاشم السندي، قال السّندي: « قال - يعني محمد هاشم -: قرأت بها على جماعة أجلّهم علّامة دهره وحجة الله تعالى على عصره، الشيخ عبد القادر بن أبي بكر بن عبد القادر الصديقي نسباً، المكي بلداً، والحنفيّ مذهباً، مفتي الحنفيّة بمكّة المشرفة ».

وقال غلام علي آزاد بترجمة محمد طاهر الكجراتي: « ومن أحفاده الشيخ عبد القادر ابن الشيخ أبي بكر مفتي مكة المعظمة، كان عالماً جيّداً لا سيّما في الفقاهة، فصيحاً بليغاً، ومن تآليفه: الفتاوي، أربع مجلدات، ومجموعة المنشآت، توفي سنة ١١٣٨ »(١) .

وقال عبد الرحمن الكزبري الدمشقي، في ( أسانيده ) في ذكر شيوخه: « ومنهم العلامة المسند الشيخ عبد القادر الصديقي المكيّ المفتي »(٢) .

وترجم له أيضاً: المرادي في أعيان القرن الثاني عشر(٣) .

٦ ) حسن العجيمي

وهو من أعلام علمائهم، قال السندي بعد العبارة المذكورة عنه: « قال

___________________

(١). سبحة المرجان / ٤٤.

(٢). رسالة الأسانيد: ٥.

(٣). سلك الدرر ٣ / ٤٩.

٦٥

عبد القادر: قرأت بها على ولي الله تعالى العارف، عمدة القرّاء قدوة الحفاظ، أبي البقاء الحسن بن علي العجيمي المكيّ ».

والعجيمي - هذا - من مشايخ إجازة شاه وليّ الله، فقد قال: « قد اتصل سندي - والحمد لله - بسبعة من المشايخ الأجلّة الكرام، الأئمّة القادة الأعلام من المشهورين بالحرمين المحترمين، المجمع على فضلهم بين الخافقين، الشيخ محمد ابن العلاء والشيخ حسن بن العجيمي المكي »(١) .

وترجم له عمر رضا كحالة وأرخّ وفاته بسنة ١١١٣(٢) .

٧ ) أحمد الشناوي

المتوفى سنة ١٠٢٨ ترجم له المحبّي ترجمةً ضافية(٣) .

وهو من أكابر مشايخ إجازة الشاه وليّ الله الدهلوي أيضاً، فقد قال الدهلوي: « وقد استفاد واستوعب الوالد الماجد أخيراً في المدينة المنورة ومكة المعظمة من أجلّاء مشايخ الحرمين بكلّ استيعاب واستقصاء، وقد كان أكثر ذلك عند جناب حضرة الشيخ أبي طاهر المدني - قدس الله سره - الذي كان وحيد عصره في هذا الباب - رحمة الله عليه وعلى أسلافه ومشايخه -. ومن حسن الاتفاق: أنّ للشيخ أبي طاهر -قدس‌سره - سنداً مسلسلاً إلى الصوفيّين والعرفاء حتى الشيخ زين الدين زكريا الأنصاري، وذلك أنه أخذ عن أبيه الشيخ إبراهيم الكردي، وهو عن الشيخ أحمد القشاشي، وهو عن الشيخ أحمد الشناوي، وهو عن والده الشيخ(٤) عبد القدوس الشناوي. وأيضاً عن الشيخ محمد بن أبي الحسن البكري. وأيضاً عن الشيخ محمد بن أحمد الرملي. وأيضاً عن الشيخ عبد الرحمن

___________________

(١). الإِرشاد إلى مهمات الأسناد، وقد أدرج هذه الرسالة ولده الدهلوي في رسالة أصول الحديث له.

(٢). معجم المؤلّفين ٣ / ٢٦٤.

(٣). خلاصة الأثر في اعيان القرن الحادي عشر ١ / ٢٤٣ - ٢٤٦.

(٤). كذا، والصحيح: علي بن عبد القدّوس الشناوي.

٦٦

ابن عبد القادر بن فهد، وهؤلاء كلهم من أجلّة المشايخ العارفين بالله. »(١) .

٨ ) علي بن عبد القدوس الشناوي

وهو والد الشناوي المتّقدم ذكره، ومن شيوخ مشايخ الشاه ولي الله الدهلوي، والشيخ عبد الله بن سالم البصري(٢) ، وكان حيّاً سنة ١١٤٢.

٩ ) عبد الوهاب الشعراني

وهو من أكابر العلماء الثقات وجهابذة العرفاء المشهورين، وكثيراً ما تنتهي سلاسل إجازات الشاه وليّ الله الدهلوي إليه.

١٠ ) جلال الدين السيوطي

وهو أيضاً من شيوخ مشايخ والد الدهلوي، كما أثنى هو عليه في ( أصول الحديث ). وقد لقّبه المقري في ( فتح المتعال ) بمجدّد الدين النبوي في المائة التاسعة.

١١ ) ابن حجر العسقلاني

وهو الحافظ، صاحب التصانيف، شيخ الإِسلام.

١٢ ) أبو العباس المقدسي الحنبلي

وهو أحمد بن أبي بكر شيخ ابن حجر العسقلاني المذكور، ومن مشاهير الفقهاء والمحدثين، ترجم له ابن حجر بقوله: « أحمد بن أبي بكر بن أحمد أبو

___________________

(١). أصول الحديث لعبد العزيز الدهلوي: ٢٥.

(٢). الإِنتباه في سلاسل أولياء الله، الامداد بمعرفة علو الاسناد: ١٤.

٦٧

العباس المقدسي، حدّث بالكثير وكان خاتمة المسندين بدمشق، مات في ربيع الآخر سنة ٧٩٨ وقد أجاز لي غير مرة. »(١) .

١٣ ) اسحاق بن يحيى الحنفي

ترجم له الذهبي في ( معجمه المختص ) بقوله: « إسحاق بن يحيى بن إسحاق المسند، عفيف الدين أبو محمد الآمدي الحنفي، ولد سنة ٧٤٢ بآمد وتفرّد بأشياء، مات في رمضان سنة ٧٢٥ ».

وأورد ابن حجر كلام الذهبي هذا ثم قال: « قلت: ثنا عنه بالسماع غير واحد، منهم أحمد بن أقبرص بن بلعاق، وحدّث بالكثير، وكان يشهد على القضاة، وكان لطيفاً بشوشاً، يتفرد بأشياء من العوالي، وعمل لنفسه معجماً، مات سنة ٧٢٥ »(٢) .

١٤ ) يوسف بن خليل الدمشقي

وهو من كبار الحفاظ، ترجم له الذهبي بقوله: « ويوسف بن خليل الحافظ الرحّال محدّث الشام »(٣) وقال السيوطي: « ابن خليل الحافظ المفيد الرحال الإِمام مسند الشام وكان حافظاً ثقة عالماً بما يقرأ عليه، لا يكاد يفوته اسم رجل، واسع الرواية متقناً »(٤) .

١٥) محمد بن حيدرة

وهو شيخ ابن خليل المتقدّم ذكره، وقد صرح العلماء بأنّ رواية العدل الثقة

___________________

(١). الدرر الكامنة ١ / ١١٧.

(٢). الدرر الكامنة ١ / ٣٨١.

(٣). العبر - حوادث سنة ٦٤٨.

(٤). طبقات الحفاظ / ٤٩٥.

٦٨

عن رجل - هي وحدها - دليل عدالة المرويّ عنه وإنْ لم يصرّح الراوي باسمه، فكيف إذا كان من شيوخ الإِجازة؟

ومن ذلك: جعل ابن حجر المكيّ رواية الصحابة والتابعين عن معاوية بن أبي سفيان دليلاً على اجتهاد معاوية وإمامته!!. كما في كتاب ( تطهير الجنان ).

ومن ذلك: أخذ سيف الله بن أسد الله الملتاني رواية مالك وأبي حنيفة وجماعة دليلاً على وثاقة الإِمام جعفر بن محمد الصادق -عليه‌السلام ! كما في ( تنبيه السفيه ).

ومن ذلك: استناد الذهبي في إثبات وثاقة أحمد بن عمر بن أنس بن دلهان الأندلسي إلى رواية ابن عبد البرّ وابن حزم عنه كما في ( العبر ).

ومن ذلك: اعتزاز المقري برواية ابن عبد البرّ والخطيب عن أبي الوليد الباجي كما في ( نفح الطيب ).

هذا ولقد نصّ ابن القيّم على ما ذكرنا في ( زاد المعاد ) بقوله: « وأحد القولين: إنّ مجرّد رواية عدل عن غيره هو تعديل لذلك الغير وإنْ لم يصرّح الراوي بتعديله، وهذا إحدى الروايتين عن أحمد بن حنبل ».

ونستنتج من ذلك كله: أن رواية الحافظ ابن خليل عن ابن حيدرة تدلّ علىجلالة ابن حيدرة ووثاقته.

١٦ ) محمد بن علي بن ميمون الكوفي

وهو من الحفاظ المشهورين، قال الذهبي: « أبيّ النرسي أبو الغنائم محمد ابن علي بن ميمون الكوفي الحافظ، روى عن محمد بن عليّ بن عبد الرحمن العلوي وطبقته بالكوفة، وعن أبي إسحاق البرمكي وطبقته ببغداد، وناب في خطابة الكوفة، وكان يقول: ما بالكوفة من أهل السنة والحديث إلّا أنا. وقال ابن ناصر: كان حافظاً متقناً ما رأينا مثله، كان يتهجّد ويقوم الليل، وكان أبو عامر العبدري

٦٩

يثني عليه ويقول: ختم به هذا الشأن »(١) .

١٧ ) دارم بن محمد النهشلي

وهو شيخ أبي الغنائم المذكور.

١٨ ) محمّد بن ابراهيم السري

وهو شيخ دارم المذكور.

هؤلاء رواة كتاب ( الموالاة ) وفيما يلي النص الكامل للسند:

قال الشيخ محمد عابد السندي: « وأما كتاب الموالاة لأبي العباس ابن عقدة، فأرويه عن عمي الشيخ محمد حسين بن محمد مراد الأنصاري السندي عن أبيه، عن الشيخ محمد هاشم بن عبد الغفور السندي، عن مفتي مكة الشيخ عبد القادر الصدّيقي الحنفي، عن الشيخ حسن العجيمي، عن الشيخ أحمد الشناوي، عن أبيه الشيخ علي الشناوي، عن الشيخ عبد الوهاب الشعراني، عن الحافظ السيوطي، عن الحافظ ابن حجر، عن أحمد بن أبي بكر بن عبد الحميد المقدسي، أنا إسحاق بن يحيى بن إسحاق الآمدي، عن يوسف بن خليل الحافظ، أنا أبو المعمر محمد بن حيدرة بن عمر الحسيني، أنا أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون، أنا دارم بن محمد بن زيد النهشلي، أنا محمد بن إبراهيم بن السري التميمي، أنا أبو العباس أحمد بن محمد بن عقدة »(٢) .

___________________

(١). العبر حوادث سنة ٥١٠ - ٤ / ٢٢، وأنظر: تذكرة الحافظ ٤ / ١٢٦٠ والنجوم الزاهرة ٥ / ٢١٢، وشذرات الذهب ٤ / ٢٩، وطبقات الحفاظ / ٤٥٨، ومرآة الجنان، وحوادث سنة ٥١٠.

(٢). حصر الشارد -حرف الميم: ١٦٢ قلت: وفي كفاية الطالب للحافظ الكنجي / ٦٢، ما نصه: « أخبرنا الحافظ يوسف بن خليل الدمشقي بحلب، قال: أخبرنا الشريف أبو المعمر بن حيدرة الحسيني الكوفي ببغداد، أخبرنا أبو الغنائم محمد بن ميمون النرسي بالكوفة، أخبرنا أبو المثني دارم ابن محمد بن زيد النهشلي، حدثنا أبو حكيم محمد بن إبراهيم السري التميمي، حدثنا أبو العباس =

٧٠

ويظهر من كلام السندي في خطبة كتابه أنّه لا يذكر فيه إلّا أسانيده في الكتب المعتبرة إذْ قال: « إنَّه طالما لاذ بي بعض طلبة علم الحديث، وسألوني أن ألخّص لهم شيئاً من أسانيدي في الكتب المعتبرة ».

ترجمة ابن عقدة ووثاقته

هذا، ولما رأى المعاندون كثرة طرق حديث الغدير، بحيث جمعها واستوعبها الحافظ ابن عقدة في كتابٍ مجرد، وأنه لا يمكن الطعن في شيء من تلك الطرق عمدوا إلى الطعن في ابن عقدة نفسه، حتى لا يتم للامامية مطلوبهم بالاستناد إلى كتابه.

فهذا أبو نصر الكابلي يذكر: أن ابن عقدة ليس من أهل السنة، وكان جارودياً رافضياً، وإليك نص كلامه في المطلب السادس من ( الصواقع الموبقة ) الذي خصه بذكر المكايد: « التاسع والتسعون: نقل ما يؤيد مذهبهم عن كتاب رجل يتخيّل أنّه من أهل السنة وليس منهم، كابن عقدة كان جارودياً رافضياً، فإنّه ربّما ينخدع منه كل ذي رأي غبين، ويميل إلى مذهبهم أو تلعب به الشكوك »(١) .

وهذا ( الدهلوي ) يقلّد الكابلي في هذا الحكم كغيره، ويضيف إلى ابن عقدة: ابن قتيبة وأخطب خوارزم(٢) .

___________________

= أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني ( ابن عقدة ) وحدثنا ابراهيم بن الوليد بن حماد، أخبرنا أبي، أخبرنا يحيى بن يعلى، عن حرب بن صبيح، عن ابن أخت حميد الطويل، عن ابن جدعان، عن سعيد ابن المسيب قال: قلت لسعد بن أبي وقاص: إني أريد أن أسألك عن شيء وإني أتقيك. قال: سل عما بدا لك فإنما أنا عمك. قال: قلت: مقام رسول الله -صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - فيكم يوم غدير؟

قال: نعم قام فينا بالظهيرة فأخذ بيد علي بن أبي طالب، فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره. قال: فقال أبو بكر وعمر: أمسيت يا ابن أبي طالب مولى كل مؤمن ومؤمنة ».

(١). الصواقع الموبقة. المطلب السادس في المكايد.

(٢). التحفة الاثنا عشرية، الباب الثاني، المكيدة الحادية والثمانون: ٦٨.

٧١

ومن قبلهما حثالة من الناس

ولكن يكفي دليلاً على جلالة ابن عقدة وكونه من أكابر حفاظ أهل السنة: إعتماد كبار أئمتهم عليه وأخذهم بآرائه وأقواله ألا ترى أن ابن حجر العسقلاني يعتبر الرّجل صحابيّاً إستناداً إلى ( كتاب الموالاة ) المذكور، وأنه يلقّبه بأمير المؤمنين في الحديث، وأنه يصحّح كثيراً من طرق حديث الغدير في كتاب الموالاة!؟

بل إنّ كتبهم في الرجال مشحونة بذكر آراء ابن عقدة من جرحٍ وتعديلٍ ومدحٍ وذمٍ ...، فقد ذكر المزي بترجمة أحمد بن محمد بن نيزك بن حبيب أبي جعفر البغدادي: « قال أبو العباس ابن عقدة: في أمره نظر »(١) .

وقد أورد رأي ابن عقدة في هذا الرجل هكذا كلّ من: الذهبي وابن حجر العسقلاني، فقال الذهبي: « قال ابن عقدة: في أمره نظر »(٢) وقال ابن حجر « قال ابن عقدة: في أمره نظر »(٣) .

وقال الذهبي في العبر: « أبو إسحاق بن حمزة الحافظ قال ابن عقدة: قلّ من رأيت مثله »(٤) وكذا نقل قول ابن عقدة جلال الدين السيوطي بترجمة الرجل من طبقاته(٥) .

بل لابن عقدة آراؤه في علم قواعد الحديث، قال السيوطي في بيان أقسام تحمل الحديث: « السابع: إجازة المجاز كأجزتك مجازاتي، [ أو جميع ما أجيز روايته ] فمنعه بعض من لا يعتدّ به والصحيح الذي عليه العمل: جوازه، وبه قطع الحفاظ: الدارقطني و [ أبو العباس ] ابن عقدة [ الكوفي ] وأبو نعيم وأبو

___________________

(١). تهذيب الكمال ١ / ٤٧٥.

(٢). تذهيب التهذيب - مخطوط.

(٣). تهذيب التهذيب ١ / ٧٨.

(٤). العبر - حوادث سنة ٣٣٢.

(٥). طبقات الحفاظ / ٣٧١.

٧٢

الفتح نصر المقدسي »(١) .

أقول: وفي هذا القدر كفاية لثبوت جلالة ابن عقدة ووثاقته.

كلمات في توثيقه

أضف إلى ذلك: توثيق علماء الرجال وفطاحل أهل السنة أبا العباس ابن عقدة، وثنائهم الصريح عليه، وتنصيصهم على رواية الأكابر عنه، واعتمادهم عليه، ولنذكر نصوص عبارات بعضهم:

١ ) السمعاني

« كان حافظاً متقناً عالماً، جمع التراجم والأبواب والمشيخة، وأكثر الرواية وانتشر حديثه، سمع أحمد بن عبد الحميد الحارثي وعبد الله بن أبي سلمة

روى عنه الأكابر من الحفاظ مثل: أبي بكر محمد بن عمر [ ابن ] الجعابي وأبي القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، وأبي نعيم، وعبد الله بن عدي الجرجاني، وأبي الحسين محمد بن المظفر البغدادي، وأبي الحسن علي بن عمر الدارقطني، وأبي حفص عمر بن أحمد بن شاهين وخلق يطول ذكرهم

وكان الدارقطني يقول: أجمع أهل الكوفة على أنه لم ير من زمن عبد الله بن مسعود إلى زمن أبي العباس ابن عقدة أحفظ منه، وقال أبو الطيب ابن هرثمة: كنا بحضرة ابن عقدة المحدث ونكتب عنه، وفي المجلس رجل هاشمي إلى جانبه، فجرى حديث حفاظ الحديث، فقال أبو العباس: أنا أجيب في ثلاثمائة ألف حديث من حديث أهل بيت هذا سوى غيرهم - وضرب بيده على الهاشمي -

ولد في سنة أربع [ تسع ] وأربعين ومائتين ليلة النصف من المحرم، ومات سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة »(٢) .

___________________

(١). تدريب الراوي ٢ / ٤٠.

(٢). الأنساب - العقدي.

٧٣

٢ ) البدخشاني

فانّه أورد كلمات السمعاني هذه، ثم قال: « قلت: ذكره الذهبي وابن ناصر الدين في طبقات الحفاظ »(١) .

٣ ) السيوطي

في ذكر حديث ردّ الشمس ردّاً على قدح ابن الجوزي في ابن عقدة: « وابن عقدة من كبار الحفاظ، والناس مختلفون في مدحه وذمه، قال الدارقطني: كذب من اتّهمه بالوضع، وقال حمزة السهمي: ما يتّهمه بالوضع إلّا طمل، وقال أبو علي الحافظ: أبو العباس إمام حافظ، محله محل من يسأل عن التابعين وأتباعهم »(٢) .

تراجم الموثقين لابن عقدة

أقول: ولنعرف هؤلاء الموثقين لابي العباس ابن عقدة فنقول: أمّا الدارقطني، فقد أوردنا ترجمته بالتفصيل في ( مجلد حديث الطير ) وأمّا السيوطي فستأتي ترجمته في كتاب ان شاء الله تعالى، وأمّا حمزة السهمي:

ترجمة السهمي

فقد قال الذهبي: « وأبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي الجرجاني الحافظ من ذرية أو شام بن العاص، سمع سنة أربع وخمسين من محمد بن أحمد بن إسماعيل الصرّام صاحب محمّد بن الضريس، ورحل الى العراق سنة ثمان وستين فأدرك ابن ماشي، وهو مكثر عن ابن عدي والاسماعيلي وكان من أئمّة

___________________

(١). تراجم الحفاظ. وهو كتاب مستخرج من الأنساب للسمعاني، وهو مخطوط.

(٢). اللئالي المصنوعة ١ / ٣٣٧.

٧٤

الحديث حفظاً ومعرفة وإتقافاً »(١) .

وبمثله قال السيوطي وأضاف: « صنّف وخرّج وعدّل وصحّح وعلّل، مات سنة ٤٢٧ »(٢) .

وقال السمعاني بترجمته: « أحد الحفاظ المكثرين »(٣) .

ترجمة أبي علي الحافظ

وأمّا أبو علي النيسابوري، فقد ترجم له الذهبي بقوله: « أبو علي الحافظ الحسين بن علي بن يزيد النيسابوري، أحد الأعلام قال الحاكم: هو واحد عصره في الحفظ والإِتقان والورع والمذاكرة والتصنيف، سمع ابراهيم ابن أبي طالب وطبقته، وفي الرحلة من النسائي وأبي خليفة وطبقتهما، وكان آية في الحفظ، كان ابن عقدة يخضع لحفظه »(٤) .

وبمثله قال اليافعي(٥) .

ونقل السيوطي عن تلميذه الحاكم قوله: « وأقام ببغداد وما بها أحفظ منه إلّا أن يكون أبو بكر الجعابي، فإنّي سمعت أبا علي يقول: ما رأيت ببغداد أحفظ منه قال ابن مندة: سمعت أبا علي يقول - وما رأيت أحفظ منه -: ما تحت أديم السماء كتاب أصح من كتاب مسلم، وقال ابن منده: ما رأيت في اختلاف الحديث والإتقان أحفظ من أبي علي.

وقال القاضي أبو بكر الأبهري: سمعت أبا بكر ابن أبي داود يقول لأبي علي: من إبراهيم عن إبراهيم عن إبراهيم؟ قال: إبراهيم بن طهمان، عن إبراهيم بن

___________________

(١). العبر - حوادث سنة ٤٢٧.

(٢). طبقات الحفاظ / ٤٢٢.

(٣). الأنساب - الحافظ.

(٤). العبر - حوادث سنة ٣٤٩.

(٥). مرآة الجنان، حوادث سنة ٣٤٩.

٧٥

عامر البجلي، عن إبراهيم النخعي. فقال: أحسنت يا أبا علي.

قال الحاكم: كان أبو علي يقول: ما رأيت في أصحابي مثل الجعابي في حفظه، فحكيت هذا للجعابي، فقال: يقول أبو علي هذا وهو أستاذي في الحقيقة »(١) .

٤ ) محمد بن طاهر الفتنى

« حديث أسماء في رد الشمس، فيه فضيل بن مرزوق، ضعيف، وله طريق آخر فيه ابن عقدة: رافضي رمي بالكذب، ورافضي كاذب.

قلت: فضيل صدوق احتج به مسلم والأربعة، وابن عقدة من كبار الحفاظ وثّقه الناس، وما ضعّفه إلّا عصريّ متعصب، والحديث صرح جماعة بتصحيحه منهم القاضي عياض »(٢) .

٥ ) سبط ابن الجوزي

في الكلام على حديث ردّ الشمس: « وكذا قول جدي: « أنا لا أتهم به إلّا ابن عقدة » من باب الظن والشك لا من باب القطع واليقين، وابن عقدة مشهور بالعدالة، كان يروي فضائل أهل البيت ويقتصر عليها ولا يتعرض للصحابة - رضي الله تعالى عنهم - بمدحٍ ولا بذم، فنسبوه إلى الرفض »(٣) .

٦ ) الخوارزمي

« أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن بن زياد بن عبد الله بن العجلان

___________________

(١). طبقات الحفاظ: ٣٦٨.

(٢). تذكرة الموضوعات: ٩٦. وتوجد ترجمة محمد بن طاهر الفتني في أخبار الأخبار للشيخ عبد الحق الدهلوي، وسبحة المرجان في آثار هندوستان لغلام علي آزاد البلجرامي، وغيرهما، وستأتي خلاصتها عن « النور السافر في أخبار القرن العاشر ».

(٣). تذكرة خواص الأمة: ٥١.

٧٦

أبو العباس الكوفي الهمداني المعروف بابن عقدة، كان ثقة فقيهاً عالماً بالنحو واللغة والقراءة متقناً في الحديث حافظاً لرواته، ومدار هذه المسانيد عليه »(١) .

٧ ) السبكي - في ذكر الطبقات -

« فأين أهل عصرنا من حفاظ هذه الشريعة أبي بكر الصديق

ومن طبقة أخرى من التابعين

طبقة أخرى

أخرى

أخرى

أخرى

أخرى: وأبي بكر بن زياد النيسابوري وأبي حامد أحمد بن محمد بن السرفي وأبي جعفر محمد بن عمرو العقيلي وأبي العباس الدغولي وعبد الرحمن ابن أبي حاتم

وأبي العباس ابن عقدة

فهؤلاء مهرة هذا الفن، وقد أغفلنا كثيراً من الأئمّة، وأهملنا عدداً صالحاً من المحدّثين، وإنّما ذكرنا من ذكرنا لننبّه بهم على من عداهم، ثمّ أفضى الأمر إلى طيّ بساط الأسانيد رأساً، وعدّ الإِكثار منها جهالة ووسواساً »(٢) .

أقول: ومن هذه العبارة التي اختصرناها نستفيد أموراً:

الأول: كون ابن عقدة أعظم من علماء عصر السبكي وما قبله، وبما أنّ مرتبة ( الدهلوي ) وغيره أدنى بكثير من مرتبة علماء عصر السبكي، فإنّ كلامهم غير مسموع في ابن عقدة.

الثاني: كون ابن عقدة من حفاظ الشريعة.

___________________

(١). جامع مسانيد أبي حنيفة، لأبي المؤيد الخوارزمي المتوفى سنة: ٦٥٥ توجد ترجمته في الجواهر المضيئة في طبقات الحنفية ٢ / ١٣٢ وتاج التراجم: ٤٩.

(٢). طبقات الشافعية الكبرى ١ / ٣١٤ - ٣١٨.

٧٧

الثالث: كون ابن عقدة في طبقة كبار أساطين الأئمّة من أهل السنّة، كالعقيلي وابن أبي حاتم و و و و

الرابع: كون ابن عقدة من مهرة فن الحديث وأئمة هذا العلم.

الخامس: كون ابن عقدة أعظم من الأئمّة الذين أغفل السبكي ذكرهم، وهم كثيرون

السادس: كون ابن عقدة كأبي بكر و و و من حفاظ الشريعة، وبعد هذا، فهل تبقى قيمة لطعن طاعنٍ أو قدح قادح؟

٨ ) السيوطي

« ابن عقدة - حافظ العصر والمحدث البحر أبو العباس كان إليه المنتهى في قوّة الحفظ وكثرة الحديث، ورحلته قليلة، ألّف وجمع، حدّث عنه الدارقطني وقال: أجمع أهل الكوفة على أنه لم يربها من زمن ابن مسعود إلى زمنه أحفظ منه.

وعنه: أحفظ مائة ألف حديث بأسنادها، وأجيب عن ثلاثمائة ألف حديث من حديث أهل البيت وبني هاشم.

وقال أبو علي: ما رأيت أحفظ منه لحديث الكوفيين. وعنده تشيّع. ولد سنة ٢٤٩ ومات في ذي القعدة سنة ٣٣٢ »(١) .

أقول: قوله: « وعنده تشيّع » ليس بقادح عندهم ولا سيّما بعد تلك الفضائل وآيات الثناء عليه - وقد قال ابن حجر الحافظ:

« والتشيع محبّة علي وتقديمه على الصحابة، فمن قدّمه على أبي بكر وعمر فهو غال في التشيع ويطلق عليه رافضي وإلّا فشيعي، وإنْ انصاف الى ذلك السب والتصريح بالبغض فغال في الرفض، وإنْ اعتقد الرجعة الى الدنيا فأشدّ في

___________________

(١). طبقات الحفاظ / ٣٤٨.

٧٨

الغلو »(١) .

فالحمد لله الذي حللنا بعونه عقدة كيد ( الدهلوي ) في جرح ابن عقدة، حيث أثبتنا أنه ثقة معتمد، بأقوال الاساطين الذين بيدهم عقدة الجرح والتعديل، وهم أهل الحل والعقد في هذا الفن الجميل.

___________________

(١). فتح الباري شرح صحيح البخاري - مقدمة الكتاب: ٤٦٠.

٧٩

(٣ )

تصنيف الطبري كتاباً في طرق حديث الغدير

وصنّف أبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد الطبري مصنّفاً بطرق حديث الغدير قال صاحب العمدة: « وقد ذكر محمد بن جرير الطبري صاحب التاريخ خبر يوم الغدير وطرقه في خمسة وسبعين طريقاً، وأفرد له كتاباً سمّاه كتاب الولاية »(١) .

وقال السيد ابن طاوس -رحمه‌الله -: « من ذلك: ما رواه محمد بن جرير الطبري صاحب التاريخ الكبير، صنّفه وسمّاه كتاب الردّ على الحرقوصية روى [ فيه ] حديث الغدير وما نصّ النبي -عليه‌السلام - على عليّ بالولاية والمقام الكبير، وروى ذلك من خمس وسبعين طريقاً »(٢) .

وقال -رحمه‌الله - أيضاً: « وأما الذي ذكره محمد بن جرير صاحب التاريخ في ذلك فإنّه مجلّد»(٣) .

وقال السيدرحمه‌الله : « وقد روى حديث يوم الغدير محمد بن جرير الطبري صاحب التاريخ من خمس وسبعين طريقاً، وأفرد له كتاباً سمّاه كتاب

___________________

(١). العمدة: ٥٥.

(٢). الاقبال: ٤٥٣.

(٣). المصدر نفسه: ٤٥٧.

٨٠