نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ٧

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار13%

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 424

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 424 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 257409 / تحميل: 6462
الحجم الحجم الحجم
نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ٧

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

١

٢

٣

٤

سند

حديث الغدير

٥

٦

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين من الأولين والآخرين.

قد عرفت أن حديث الغدير من الأحاديث المتواترة، بل هو من أشهر الأحاديث المتواترة بين المسلمين، على اختلاف مذاهبهم ونحلهم، وهو مخرّج في كتب أهل السنّة، وأسفارهم وجوامعهم الحديثية، بطرق وأسانيد لا تحصى كثرةً، حتى التجأ بعض أكابرهم، الذين ربّما ناقشوا في أسانيد غيره من الأحاديث، إلى الاعتراف بتواتره، والتصريح بكثرة طرقه، وعني آخرون منهم بجمع طرقه وأسانيده، في مصنّفات تخص هذا الموضوع بمفرده.

قد عرفت هذا كلّه في الجزء السابق هو المدخل للبحث.

ولا غرابة في ذلك، بل إن ما ذكروه قليل بالنسبة إلى شأن هذا الحديث، وبحوثهم حوله هي دون عظمته بكثير، فتلك واقعة حضرها عشرات الألوف من المسلمين، وشهدها أعلام الصحابة من الرجال والنساء.

وإن هذا الذي وصل إلينا من أخبار الغدير، وأسماء رواته من الصحابة والتابعين ومن بعدهم، بعد كتم المخالفين حسداً وعناداً، والموالين خوفاً وتقية، لنزر يسير، وقليل من كثير

وفي هذا الجزء من الكتاب، نذكر أسماء طائفة من أعلام القوم، من رواة حديث الغدير ومخرّجيه، مع ذكر نص روايته، أو الاشارة إلى موضعها، ابتداءاً

٧

بالقرن الثاني حتى القرن الثالث عشر، ثمّ الرابع عشر، مع ترجمة موجزة لكلّ واحد منهم، نقتصر فيها على كلمة التوثيق والمدح، عن أئمّة الجرح والتعديل، وعلماء الرجال والتاريخ.

وقد وضعنا إلى جنب الاسماء، رموزاً مأخوذة من ( الكاشف للذهبي ) و ( تقريب التهذيب لابن حجر العسقلاني )، وهي: « ٤ » لأرباب السّنن الأربعة، و « م » لمسلم، « خت » للبخاري في التاريخ، « ع » لمن أخرج حديثه في الصحاح الستة، « عس » للنسائي في مسند علي، « ق » لابن ماجة، « د » لأبي داود، « ت » للترمذي، « س » للنسائي، « خ » للبخاري.

والأرقام الموجودة إلى جنب الأسامي، هي سنّي الوفيات، ولدي الاختلاف نذكرها جميعاً:

٨

القرن الثاني

١ - محمد بن إسحاق - ع م مقروناً - ( ١٥١ / ١٥٢ ).

٢ - معمر بن راشد أبو عروة الأزدي - ع - ( ١٥٣ / ١٥٤ ).

٣ - إسرائيل بن يونس السبيعي الكوفي - ع - ( ١٦٠ / ١٦٢ ).

٤ - شريك بن عبدالله القاضي - خت م ع - (١٧٧).

٥ - محمد بن جعفر المدني المعروف بغندر - ع - (١٩٣).

٦ - الوكيع بن الجرّاح الروّاسي - ع - (١٩٧).

٧ - عبدالله بن نمير الهمداني - ع - (١٩٩).

القرن الثالث

٨ - محمد بن عبدالله أبو أحمد الزبيري الحبّال - ع - (٢٠٣).

٩ - يحيى بن آدم بن سليمان الأموي - ع - (٢٠٣).

١٠ - محمد بن إدريس الشّافعي - ع - (٢٠٤).

١١ - الأسود بن عامر الشامي المعروف بشاذان - ع - (٢٠٨).

١٢ - عبد الرزاق بن همّام الصنعاني - ع - (٢١١).

٩

١٣ - حسين بن محمد بن بهرام المروزي - ع - (٢١٣).

١٤ - الفضل بن دكين أبو نعيم الكوفي - ع - ( ٢١٨ / ٢١٩ ).

١٥ - عفّان بن مسلم الصفّار - ع - (٢٢٠).

١٦ - سعيد بن منصور الخراساني - ع - (٢٢٧).

١٧ - إبراهيم بن الحجاج السامي - س - ( ٢٣١ / ٢٣٢ ).

١٨ - علي بن حكيم الأودي - م س - (٢٣١).

١٩ - علي بن محمد الطنافسي - عس ق - (٢٢٣).

٢٠ - هدبة بن خالد البصري - خ م د - ( ٢٣٥ / ٢٣٦ ).

٢١ - عبدالله بن محمد بن أبي شيبة العبسي - خ م د س ق - (٢٣٥).

٢٢ - عبيدالله بن عمر القواريري - خ م د س - (٢٣٥).

٢٣ - إسحاق بن إبراهيم ابن راهويه - خ م د ت س - (٢٣٨).

٢٤ - عثمان بن محمد بن أبي شيبة - خ م د ق - (٢٣٩).

٢٥ - قتيبة بن سعيد البلخي - ع - (٢٤٠).

٢٦ - أحمد بن محمد بن حنبل - ع - (٢٤١).

٢٧ - هارون بن عبدالله أبو موسى الحمّال - م٤ - (٢٤٣).

٢٨ - محمد بن بشار الشهير بـ ( بندار ) العبدي - ع - (٢٥٢).

٢٩ - محمد بن المثنى أبو موسى العنزي - ع - (٢٥٢).

٣٠ - الحسن بن عرفة العبدي - ت ق - (٢٥٧).

٣١ - محمد بن يحيى الذهلي - خ٤ - (٢٥٨).

٣٢ - حجاج بن يوسف المعروف بابن الشاعر البغدادي - م د - (٢٥٩).

٣٣ - إسماعيل بن عبدالله الاصبهاني الملقب بسمويه (٢٦٧).

٣٤ - الحسن بن علي بن عفان العامري - ق - (٢٧٠).

٣٥ - محمد بن يزيد بن ماجة القزويني (٢٧٣).

٣٦ - أحمد بن يحيى البلاذري (٢٧٩).

١٠

٣٧ - عبدالله بن مسلم الدينوري المعروف بابن قتيبة (٢٧٦).

٣٨ - محمد بن عيسى بن سورة الترمذي (٢٧٩).

٣٩ - أحمد بن عمرو الشيباني المعروف بابن أبي عاصم (٢٨٧).

٤٠ - زكريا بن يحيى السّجزي الخيّاط - س - (٢٨٩).

٤١ - عبدالله بن أحمد بن محمد بن حنبل - س - (٢٩٠).

٤٢ - علي بن محمد المصيصي - س -.

٤٣ - إبراهيم بن يونس البغدادي الملقّب بحرمي - س -.

٤٤ - أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار (٢٩٢).

القرن الرّابع

٤٥ - أحمد بن شعيب النسائي (٣٠٣).

٤٦ - حسن بن سفيان النسوي (٣٠٣).

٤٧ - أحمد بن علي أبو يعلى الموصلي (٣٠٧).

٤٨ - محمد بن جرير الطبري (٣١٠).

٤٩ - عبدالله بن محمد أبو القاسم البغوي (٣١٧).

٥٠ - محمد بن علي بن الحسين بن بشير الزاهد الحكيم الترمذي.

٥١ - أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي (٣٢١).

٥٢ - أحمد بن محمد بن عبد ربه أبو عمر القرطبي (٣٢٨).

٥٣ - حسين بن إسماعيل المحاملي (٣٣٠).

٥٤ - أحمد بن محمد بن سعيد أبو العباس المعروف بابن عقدة (٣٣٢).

٥٥ - يحيى بن عبدالله العنبري (٣٤٤).

٥٦ - دعلج بن أحمد السجستاني (٣٥١).

٥٧ - محمد بن عبدالله البزار الشافعي (٣٥٤).

١١

٥٨ - أبو حاتم محمد بن حبان البستي (٣٥٤).

٥٩ - سليمان بن أحمد الطبراني (٣٦٠).

٦٠ - أحمد بن جعفر القطيعي (٣٦٨).

٦١ - علي بن عمر الدار قطني (٣٨٥).

٦٢ - عبيدالله بن عبدالله المعروف بابن بطة (٣٨٧).

٦٣ - محمد بن عبد الرحمن المخلّص الذهبي (٣٩٣).

القرن الخامس

٦٤ - محمد بن عبدالله الحاكم النيسابوري (٤٠٥).

٦٥ - عبد الملك بن محمد بن إبراهيم الخركوشي (٤٠٧).

٦٦ - أحمد بن عبد الرحمن الفارسي الشيرازي (٤٠٧).

٦٧ - أحمد بن موسى بن مردويه الاصبهاني (٤١٠).

٦٨ - أحمد بن محمد بن يعقوب أبو علي مسكويه (٤٢١).

٦٩ - أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي (٤٢٧).

٧٠ - أحمد بن عبدالله أبو نعيم الاصبهاني (٤٣٠).

٧١ - إسماعيل بن علي بن الحسين المعروف بابن السمّان (٤٤٥).

٧٢ - أحمد بن الحسين بن علي البيهقي (٤٥٨).

٧٣ - يوسف بن عبدالله المعروف بابن عبد البر النمري القرطبي (٤٦٣).

٧٤ - أحمد بن علي المعروف بالخطيب البغدادي (٤٦٣).

٧٥ - علي بن أحمد أبو الحسن الواحدي (٤٦٨).

٧٦ - مسعود بن ناصر السجستاني (٤٧٧).

٧٧ - علي بن محمد الجلّابي المعروف بابن المغازلي (٤٨٣).

٧٨ - عبيدالله بن عبدالله أبو القاسم الحسكاني.

١٢

٧٩ - أبو المظفر منصور بن محمد السمعاني (٤٨٩).

٨٠ - علي بن الحسن بن الحسين الخلعي (٤٩٢).

القرن السادس

٨١ - محمد بن محمد أبو حامد الغزالي (٥٠٥).

٨٢ - الحسين بن مسعود البغوي (٥١٦).

٨٣ - رزين بن معاوية العبدري (٥٣٥).

٨٤ - أحمد بن محمد العاصمي(١) .

٨٥ - محمود بن عمر الزمخشري (٥٣٧).

٨٦ - محمد بن علي بن ابراهيم أبو الفتح النطنزي.

٨٧ - الموفّق بن أحمد الخوارزمي المكيّ المعروف بأخطب خوارزم (٥٦٨).

٨٨ - عمر بن محمد بن خضر الأردبيلي المعروف بالملّا.

٨٩ - علي بن الحسن بن هبة الله المعروف بابن عساكر الدمشقي (٥٧١).

٩٠ - محمد بن عمر بن أحمد أبو موسى المديني الاصبهاني (٥٨١).

٩١ - فضل الله بن أبي سعيد الحسن بن الحسن التوربشتي(٢) .

٩٢ - أسعد بن محمود بن خلف أبو الفتح العجلي (٦٠٠).

القرن السابع

٩٣ - محمد بن عمر الرازي (٦٠٦).

____________________

(١). ذكر في الغدير في القرن الخامس.

(٢). ذكر في الغدير في القرن السابع.

١٣

٩٤ - المبارك بن محمد بن محمد أبو السعادات ابن الأثير الجزري (٦٠٦).

٩٥ - علي بن محمد بن محمد أبو الحسن ابن الأثير (٦٣٠).

٩٦ - ضياء الدّين محمد بن عبد الواحد المقدسي الحنبلي (٦٤٣).

٩٧ - محمد بن طلحة النصيبي (٦٥٢).

٩٨ - يوسف بن محمد أبو الحجاج البلوي المعروف بابن الشيخ.

٩٩ - يوسف بن قزغلي سبط ابن الجوزي (٦٥٤).

١٠٠ - محمد بن يوسف الكنجي الشافعي (٦٥٨).

١٠١ - عبد الرزاق بن رزق الله الرسعني (٦٦١).

١٠٢ - يحيى بن شرف النووي (٦٧٦).

١٠٣ - أحمد بن عبدالله محب الدين الطبري المكّي (٦٩٤).

١٠٤ - إبراهيم بن عبدالله الوصّابي اليمني الشافعي.

١٠٥ - محمد بن أحمد الفرغاني (٦٩٩).

القرن الثامن

١٠٦ - إبراهيم بن محمد الجويني (٧٢٢).

١٠٧ - أحمد بن محمد بن أحمد علاء الدّولة السمناني (٧٣٦).

١٠٨ - يوسف بن عبد الرحمن المزي (٧٤٢).

١٠٩ - محمد بن أحمد الذهبي (٧٤٨).

١١٠ - حسن بن حسين نظام الدين الأعرج النيسابوري.

١١١ - محمد بن عبدالله ولي الدين الخطيب التبريزي.

١١٢ - عمر بن مظفر الشهير بابن الوردي (٧٤٩).

١١٣ - أحمد بن عبد القادر بن مكتوم تاج الدين القيسي (٧٤٩).

١١٤ - محمد بن يوسف الزرندي ( بضع وخمسين وسبعمائة ).

١١٥ - محمد بن مسعود الكازروني (٧٥٨).

١٤

١١٦ - عبدالله بن أسعد اليمني اليافعي (٧٦٨).

١١٧ - إسماعيل بن عمر الدمشقي المعروف بابن كثير (٧٧٤).

١١٨ - عمر بن الحسن أبو حفص المراغي (٧٧٨).

١١٩ - علي بن شهاب الدين الهمداني (٧٨٦).

١٢٠ - محمد بن عبدالله بن أحمد المقدسي (٧٨٩).

القرن التاسع

١٢١ - محمد بن محمد المعروف بخاجا بارسا (٨٢٢).

١٢٢ - محمد بن محمد شمس الدين الجزري (٨٣٣).

١٢٣ - أحمد بن علي بن عبد القادر المقريزي (٨٤٥).

١٢٤ - شهاب الدين بن شمس الدين الدولت آبادي (٨٤٩).

١٢٥ - أحمد بن علي بن محمد المعروف بابن حجر العسقلاني (٨٥٢).

١٢٦ - علي بن محمد بن أحمد المعروف بابن الصبّاغ المالكي (٨٥٥).

١٢٧ - محمود بن أحمد العيني الحنفي (٨٥٥).

١٢٨ - حسين بن معين الدين اليزدي الميبدي (٨٧٠)(١) .

١٢٩ - عبدالله بن عبد الرحمن المشهور بأصيل الدين المحدّث (٨٣٣).

١٣٠ - فضل الله بن روزبهان الخنجي الشيرازي.

____________________

(١). قال العلّامة الأمينيرحمه‌الله : شرح الديوان المنسوب إلى أمير المؤمنين سنة ٩٨٠ وألّف كتاباً في الحكمة والفلسفة بشيراز سنة ٨٩٧ وله شرح حديث ألّفه سنة ٩٠٨. فما في بعض التراجم من أنه توفي ٨٧٠ ليس في محلّه.

١٥

القرن العاشر

١٣١ - علي بن عبدالله نور الدين السمهودي (٩١١).

١٣٢ - عبد الرحمن بن أبي بكر جلال الدين السيوطي (٩١١).

١٣٣ - عطاء الله بن فضل الله الشيرازي المعروف بجمال الدين المحدّث(١) .

١٣٤ - عبد الوهاب بن محمد بن رفيع الدين أحمد (٩٣٢).

١٣٥ - أحمد بن محمد بن علي بن حجر الهيتمي المكي (٩٧٣).

١٣٦ - علي بن حسام الدين المتقي (٩٧٥).

١٣٧ - محمد طاهر الفتني (٩٨١).

١٣٨ - الميرزا مخدوم بن عبد الباقي ( حدود: ٩٩٥ ).

القرن الحادي عشر

١٣٩ - علي بن سلطان محمد الهروي المعروف بالقاري (١٠١٤).

١٤٠ - محمد عبد الرؤف بن تاج العارفين المناوي (١٠٣١).

١٤١ - شيخ بن عبدالله العيدروس اليمني (١٠٤١).

١٤٢ - محمود بن محمد بن علي الشيخاني القادري المدني.

١٤٣ - علي بن إبراهيم بن أحمد بن علي نور الدين الحلبي (١٠٤٤).

١٤٤ - أحمد بن المفضل بن محمد باكثير المكي (١٠٤٧).

____________________

(١). لم يذكر السيد هنا تاريخ وفاته، وفي بعض المجلدات سنة ١٠٠٠ وتبعه في الغدير، ولكن التحقيق أنه سنة ٩٢٦.

١٦

١٤٥ - عبد الحق بن سيف الدين البخاري الدهلوي (١٠٥٢).

١٤٦ - محمد بن محمد المصري.

١٤٧ - محمد بن صفي الدين جعفر الملقب بمحبوب عالم.

١٤٨ - صالح بن مهدي المقبلي(١) .

القرن الثاني عشر

١٤٩ - محمد بن عبد الرسول البرزنجي المدني (١١٣٠).

١٥٠ - حسام الدين بن محمد بايزيد السّهارنفوري.

١٥١ - الميرزا محمد بن معتمد خان البدخشاني.

١٥٢ - محمد صدر العالم.

١٥٣ - ولي الله أحمد بن عبد الرحيم الدهلوي (١١٧٦).

١٥٤ - محمد بن إسماعيل بن صلاح الأمير اليماني الصنعاني (١١٨٢).

١٥٥ - محمد بن علي الصبان(٢) .

١٥٦ - إبراهيم بن مرعي بن عطيّة الشبرخيتي المالكي(٣) .

١٥٧ - أحمد بن عبد القادر العجيلي.

القرن الثالث عشر

١٥٨ - رشيد الدّين خان الدهلوي تلميذ ( الدهلوي ).

١٥٩ - المولوي محمد مبين اللكهنوي.

____________________

(١). أرخ وفاته في الغدير بسنة ١١٠٨ ومن هنا ذكره في علماء القرن الثاني عشر.

(٢). ذكر في الغدير تاريخ وفاته سنة ١٢٠٦ ولذا ذكره في القرن الثالث عشر.

(٣). ذكر في الغدير تاريخ وفاته سنة ١١٠٦.

١٧

١٦٠ - محمد سالم البخاري الدهلوي.

١٦١ - المولوي وليّ الله اللكهنوي.

١٦٢ - المولي حيدر علي الفيض آبادي الهندي.

* * *

١٨

(١)

رواية محمد بن إسحاق

علمت رواية محمد بن إسحاق فيما تقدم من كلمات جماعة من الحفاظ والعلماء: كابن كثير وابن حجر المكي والبرزنجي والسهارنفوري.

ترجمته

١ - الذهبي: « وفيها مات محمد بن إسحاق بن يسار المدني، صاحب السيرة، الذي يقول فيه شعبة: كان ابن إسحاق أمير المؤمنين في الحديث »(١) .

٢ - اليافعي: « والامام محمد بن إسحاق بن يسار، المطّلبي مولاهم المدني، صاحب السّيرة، وكان بحراً من بحور العلم، ذكيّاً حافظاً، طلابة للعلم، أخباريّاً نسّابة، ثبتاً في الحديث عند أكثر العلماء، وأمّا في المغازي، والسير فلا تجهل إمامته.

قال ابن شهاب الزهري: من أراد المغازي فعليه بابن إسحاق، ذكره البخاري في تاريخه، وروى عن الشافعي أنه قال: من أراد أن يتبحّر في المغازي فهو عيال على

____________________

(١). دول الإسلام - حوادث سنة ١٥١.

١٩

محمد بن إسحاق، وقال سفيان بن عيينة ما أدركت أحداً يتّهم ابن إسحاق في حديثه، وقال شعبة بن الحجاج: محمد ابن إسحاق أمير المؤمنين في الحديث، وحكى عن يحيى بن معين وأحمد بن حنبل ويحيى بن سعيد القطان أنّهم وثّقوا محمد ابن إسحاق، واحتجّوا بحديثه، وإنما لم يخرّج البخاري عنه وقد وثّقه، وكذلك مسلم بن الحجاج لم يخرّج عنه إلّا حديثاً واحداً في الرجم، من أجل طعن مالك ابن أنس فيه، وإنما طعن فيه مالك لأنّه بلغه عنه أنه قال هاتوا حديث مالك فأنا طبيب لعلّته »(١) .

٣ - ابن سيد الناس: « وعمدتنا فيما نورد من ذلك على محمد بن إسحاق، إذ هو العمدة في هذا الباب لنا ولغيرنا فأما ابن إسحاق فهو محمد بن إسحاق حدّث عنه أئمّة العلماء منهم: يحيى بن سعيد الأنصاري، وسفيان الثوري، وابن جريج، وشعبة، والحمّادان، وابراهيم بن سعد، وشريك بن عبدالله النخعي، وسفيان بن عيينة، ومن بعدهم.

ذكر ابن المديني عن سفيان بن عيينة: أنه سمع ابن شهاب يقول: لا يزال بالمدينة علم ما بقي هذا - يعني ابن اسحاق - وروى ابن أبي ذئب عن الزهري أنه رآه مقبلاً فقال: لا يزال بالحجاز علم كثير ما دام هذا الأحول بين أظهرهم، وقال ابن عيينة: سمعت شعبة يقول: محمد بن إسحاق صدوق في الحديث، ومن رواية يونس بن بكير عن شعبة: محمد بن إسحاق أمير المحدّثين، فقال له: لم؟ قال: لحفظه. وقال ابن أبي خيثمة: نا ابن المنذر عن ابن عيينة أنه قال: ما يقول أصحابك في محمد بن إسحاق؟ قال قلت: يقولون إنه كذّاب. قال: لا تقل ذلك. وقال ابن المديني: سمعت سفيان بن عيينة - وسئل عن محمد بن إسحاق - فقيل له: ولم يرو أهل المدينة عنه، قال: جالسته منذ بضع وسبعين سنة وما يتّهمه أهل المدينة ولا يقولون فيه شيئاً. وسئل أبو زرعة عنه فقال: من تكلّم في محمد بن إسحاق؟! هو صدوق. وقال أبو حاتم: يكتب حديثه.

____________________

(١). مرآة الجنان - حوادث سنة ١٥١.

٢٠

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

( إيهاب ـ مصر ـ ١٥ سنة ـ طالب )

القائلون بحرمتها من أهل السنّة :

س : أنا لاعب شطرنج ، أصلّي وأصوم ، وأحبّ زملائي في اللعبة ، هل لعب أحدكم الشطرنج ليعرف مدى رقي تلك اللعبة؟ وأنّها لا يمكن أن تكون الرجز من الأوثان.

ج : إنّ الأحكام الشرعية لا يمكن إدراك العلل الواقعية لها ، وإنّ أغلبها تأتي غير معلّلة ، فلذلك لا يستطيع أحد أن يعترض على تلك الأحكام ، بل عليه التسليم لها.

والذي يمكن البحث فيه والنقاش هو : متابعة دليل الفقيه في استنباط الحكم الشرعي ، فإذا كان دليله فقط الآية القرآنية نوقش فيها ، وإن كان هناك دليل آخر من السنّة ، نوقش فيه أيضاً ، فلابدّ إذاً من فهم الأدلّة التي أدّت بالفقهاء للقول بحرمة الشطرنج.

وكما ذكرنا سابقاً ، فإنّ الذي شرح مراد الآية القرآنية هي الروايات الواردة عن المعصومينعليهم‌السلام ، فالإمام المعصوم هو الذي يقول : أنّ من الميسر كُلّ ما يتقامر به ، ومنه الشطرنج ، وهذا القول قد قبله بعض علماء أهل السنّة وعمل به.

هذا وأنّ هناك روايات كثيرة تكفي لوحدها أن تكون دليلاً على حرمة الشطرنج ، حتّى لو لم نفهم المراد من الآية القرآنية ، ومن تلك الروايات ما ورد عن أبي بصير عن الإمام الصادقعليه‌السلام قال : «بيع الشطرنج حرام ، وأكل ثمنه سحت ، واتخاذها كفر ، واللعب بها شرك ، والسلام على اللاهي بها معصية ، وكبيرة وموبقة »(١) .

____________

١ ـ السرائر ٣ / ٥٧٧.

٤١

ولسنا الوحيدين القائلين بحرمة الشطرنج ، فقد ورد في فقه السنّة : « فمن حرّمه : أبو حنيفة ومالك وأحمد ، وقال الشافعي وبعض التابعين : يكره ولا يحرم »(١) .

وأمّا قولك : أنّ اللعبة فيها رقي ، فنحن لا ننكر أنّ في اللعبة منافع ، بل إنّ هذا هو لسان القرآن ، إذ قال :( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا ) (٢) .

فإذا قال لك أحد : إنّ في الخمر منافعاً ، وأنّه شراب لذيذ مثلاً ، وإنّي أشرب منه مقدار لا يضرّ بعقلي ، فهل يحقّ له أن يعترض على حرمة الخمر؟ فإذا لم تقبل منه اعتراضه ، فكذلك الحال في الشطرنج ، فوجود المنافع فيها لا يزيل عنها الحرمة.

____________

٢ ـ أُنظر : فقه السنّة ٣ / ٥١٣.

١ ـ البقرة : ٢١٩.

٤٢

الشفاعة :

( أُمّ زهراء ـ السعودية ـ )

لا يستحقّها الظالم لأهل البيت :

س : ما حكم من يعتقد بأنّ شفاعة المعصومين عليهم‌السلام ربّما قد تشمل ظالميهم ، ومن أغتصب حقّهم ، وظلم شيعتهم ، أو أنّ رحمة الله فوق كُلّ هذا ، أم يستحيل أصلاً ورود الرحمة والشفاعة في مثل هذا المورد بالخصوص؟ مثل قتل الإمام الحسين عليه‌السلام ، وكسر ضلع الزهراء عليها‌السلام ، وغصب الخلافة؟

ج : وردت نصوص تفيد بأنّ الظالمين لآل محمّدعليهم‌السلام آيسون من رحمة الله تعالى ، ومن هذا يظهر عدم شمول الشفاعة لمن ظلمهم.

وأمّا من ظلم شيعتهم ، فتارة ظلم شيعتهم لأنّهم شيعة لأهل البيتعليهم‌السلام ، فهذا بحكم الناصبي ، والناصبي لا شفاعة له ولا نجاة.

وتارة أُخرى ظلم شيعتهم بعنوان شخصي ، فهذا يدخل ضمن مظالم العباد ، ومظالم العباد فيما بينهم ـ حسب ما في الروايات ـ معلّق على أداء الحقّ إلى أصحابه ، فإذا أدّى هذا الإنسان الظالم الحقّ إلى أصحابه ، أو ابرأ ذمّتهم ، فحينئذ يمكن أن تعمّه الشفاعة.

وأمّا إذا لم يعد الحقّ إلى صاحبه ولم يستبرئ ذمّته ، فمقتضى الروايات الواردة : أنّ الشفاعة موقوفة على رضا صاحب الحقّ ، ولكن قد يستفاد من بعض الروايات بأنّه من الممكن أنّ الله تعالى لبعض الأعمال الصالحة لهذا

٤٣

الإنسان الظالم يرضي عنه خصومه يوم القيامة ، ثمّ ينجّيه ، ويظهر من هذا توقّف النجاة على الرضا ، فهنا يمكن أن تتناول الشفاعة هذا القسم.

فالخلاصة : من ظلمهمعليهم‌السلام لا تشمله الشفاعة ، وأمّا من ظلم شيعتهم لتشيّعهم فهو ناصبي فلا تشمله أيضاً ، وإن لم يكن لتشيّعهم فيدخل في مظالم العباد ، فإن أدّى الحقّ أو ابرأ الذمّة فتشمله الشفاعة ، وإلاّ فلا تشمله الشفاعة إلاّ أن يرضي الله خصومه.

أمّا كيف يرضي الله خصومه؟ فيمكن أن يكون بسبب الأعمال الصالحة ـ من قبيل الاستغفار والصدقة على الطرف المعتدى عليه ـ وهذه مسألة متروكة إلى الله تعالى.

ثمّ إنّ المتبادر من ظالميهم من ظلم مقامهم وولايتهم ، وأنكر مودّتهم أو ما شاكل ذلك ، فمن اعتقد أنّ الشفاعة تشمل هكذا ظالم ، فهو منحرف الاعتقاد.

وأمّا لو أنّ شخصاً يحبّ الإمام الحسينعليه‌السلام مثلاً ، ويعتقد بإمامته ، ولكن دخل معه في معاملة فظلمه بدينار مثلاً ، فهنا يمكن للإمامعليه‌السلام أن يعفو عنه ويصفح عنه ، لأنّها مظلمة شخصية مادّية ، فتناله الشفاعة ، لأنّ ظلمه هذا لم يكن ناتج عن بغض لهمعليهم‌السلام وإنكار لمقامهم.

( نضال ـ قطر ـ )

رواياتها في كتب العامّة :

س : ما هي حقيقة الشفاعة؟ وما هي البراهين عليها من كتب السنّة؟

ج : إنّ الشفاعة التي وقع الخلاف فيها هي نوع من الوساطة إلى الله تعالى ، من وليّ مقرّب عنده ، ليغفر لمذنب ويسامحه ، وقد أثبتها المسلمون قاطبة لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلاّ من شذّ منهم.

٤٤

والأدلّة على ثبوتها كثيرة جدّاً ، ومتضافرة على حصول الشفاعة في يوم القيامة ، من قبل الصالحين والأولياء إلى المذنبين والعاصين ، واستجابة لطلبك سوف نقتصر على بعض الروايات المثبتة للشفاعة عند أهل السنّة :

١ ـ عن ابن عمر قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من قضى لأخيه حاجة ، كنت واقفاً عند ميزانه ، فإن رجح ، وإلاّ شفعت له »(١) .

٢ ـ قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من صلّى على محمّد وقال : اللهم أنزله المقعد المقرّب عندك يوم القيامة ، وجبت له شفاعتي »(٢) .

٣ ـ قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من قال حين يسمع النداء : اللهم ربَّ هذه الدعوة التامّة والصلاة القائمة ، آت محمّداً الوسيلة والفضيلة ، وأبعثه مقاماً محموداً الذي وعدته ، حلّت له شفاعتي يوم القيامة »(٣) .

٤ ـ عن أبي أُمامة عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال : « صنفان من أمّتي لن تنالهما شفاعتي ، ولن أشفع لهما ، ولن يدخلا شفاعتي : سلطان ظلوم غشوم عسوف ، وغال مارق عن الدين »(٤) .

وهذا الحديث يدلّ بالمفهوم على ثبوت الشفاعة ، وإمكانها لطوائف آخرين في أمّة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٥ ـ عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « أعطيت خمساً لم يعطهّن أحد قبلي وأعطيت الشفاعة ، ولم يعط نبيٌّ قبلي »(٥) .

____________

١ ـ الدرّ المنثور ٣ / ٧١.

٢ ـ مسند أحمد ٤ / ١٠٨ ، كتاب السنّة : ٣٨١ ، المعجم الأوسط ٣ / ٣٢١ ، المعجم الكبير ٥ / ٢٦.

٣ ـ صحيح البخاري ١ / ١٥٢ و ٥ / ٢٢٨ ، سنن النسائي ٢ / ٢٧ ، السنن الكبرى للبيهقي ١ / ٤١٠ ، المعجم الصغير ١ / ٢٤٠ ، مسند الشاميين ٤ / ١٤٩.

٤ ـ المعجم الكبير ٨ / ٢٨١ و ٢٠ / ٢١٤ ، كنز العمال ٦ / ٢١ و ٣٠ ، مجمع الزوائد ٥ / ٢٣٥ ، كتاب السنّة : ١٨٤.

٥ ـ صحيح البخاري ١ / ١١٣ ، صحيح مسلم ٢ / ٦٣ ، سنن النسائي ١ / ٢١١.

٤٥

ولنقتصر على هذا القدر من الروايات.

( شهيناز ـ البحرين ـ سنّية ـ ٢٠ سنة ـ طالبة جامعة )

في الكتاب والسنّة :

س : ما الدليل من الكتاب والسنّة على الشفاعة؟

ج : إنّ القول بالشفاعة لم يختصّ بالشيعة وحدهم ، بل اشترك في ذلك جميع المسلمين ، ودليلهم القرآن الكريم والسنّة الشريفة :

أمّا من القرآن الكريم ، فقوله تعالى :( وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى ) (١) ، إلى غيرها من الآيات الكريمة التي تؤكّد شفاعة المقرّبين عند الله تعالى ، ومن يرتضيهم من شفعاء.

أمّا السنّة الشريفة : فعن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله تلا قول الله عزّ وجلّ :( وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى ) ، قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « إنّ شفاعتي لأهل الكبائر من أمّتي »(٢) .

وعن قتادة قال : وذكر لنا أنّ نبي اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : « إنّ في أمّتي رجلاً ليدخلن الله الجنّة بشفاعته أكثر من بني تميم »(٣) .

وعن أنس بن مالك قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « أنا أوّل شفيعٍ يوم القيامة ، وأنا أكثر الأنبياء تبعاً يوم القيامة ، إنّ من الأنبياء لمن يأتي يوم القيامة ما معه مصدّق غير واحد »(٤) .

وعن جابر بن عبد الله قال : قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « أنا قائد المرسلين ولا فخر ، وأنا خاتم النبيين ولا فخر ، وأنا أوّل شافع ومشفع ولا فخر »(٥) .

____________

١ ـ الأنبياء : ٢٨.

٢ ـ المستدرك ٢ / ٣٨٢.

٣ ـ المصدر السابق ٦ / ٢٨٥.

٤ ـ السنن الكبرى للبيهقي ٩ / ٤ ، تاريخ بغداد ١٢ / ٣٩٨.

٥ ـ المعجم الأوسط ١ / ٦١ ، الجامع الصغير ١ / ٤١٣ ، كنز العمّال ١١ / ٤٣٦ ، التاريخ الكبير ٤ / ٢٨٦.

٤٦

فهذه الآيات والروايات تؤكّد أصل وجود الشفاعة ، وهي خاصّة بمن ارتضاهم الله وفضّلهم وأكرمهم.

( محمّد ـ السعودية ـ ١٦ سنة ـ طالب ثانوية )

لا تنال شفاعتنا من استخف بصلاته :

س : أسأل الله العلي القدير أن يمنّ عليكم بنعمة نشر المعارف الحقّة المستقاة من منبع الطهر والعصمة محمّد وآله الطاهرين.

السؤال حول الحديث المروي عن الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله الذي يقول : « ادخرت شفاعتي لأهل الكبائر من أمّتي يوم القيامة »(١) ، وهناك رواية تنقل عن الإمام جعفر الصادقعليه‌السلام تقول : « إنّه لا ينال شفاعتنا من استخفّ بالصلاة »(٢) .

والسؤال هو : إذا كان الاستخفاف بالصلاة من الكبائر ، والتي وعد صاحبها بعدم نيل الشفاعة ، فهل ينال صاحبها شفاعة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ وكيف؟ وهل هناك بين الروايتين تناقض؟ إذ لا ينال الشفاعة من استخفّ بالصلاة لأنّه عمل كبيرة ، وينال الشفاعة من جهة أُخرى لأنّ شفاعة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله لأهل الكبائر قد ادخرت؟ فعلى كلا الوجهين سينال الشفاعة ممّن سيشفع لمن يستحقّ الشفاعة ، إذ إنّهم عليهم‌السلام لا يشفعون إلاّ لمن ارتضى ، وهم من خشيته مشفقون ، أم إنّ الذي يأتي بما تقدّم لا ينال الرضى ليستحقّ الشفاعة؟ أم ماذا؟ أفيدونا مأجورين.

ج : يمكن أن نتصوّر عدّة أجوبة للجمع بين الحديثين :

١ ـ إنّ قول النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله عام يشمل جميع أهل الكبائر ، وأمّا قول الإمام الصادقعليه‌السلام فهو خاص ينحصر بالمستخف بالصلاة ـ أي المتهاون بها ـ ، فيحمل العام على الخاصّ ، كما هو متعارف عليه عند الأُصوليين في مثل هذه الحالة ، وتسمى بالتعارض غير المستقرّ ، وتجمع جمعاً عرفياً ، ذُكر بشكل مفصّل في بحوث أُصول الفقه ، مبحث التعارض والتراجيح.

____________

١ ـ التبيان ١ / ٢١٣ ، المعجم الأوسط ٦ / ١٠٦ ، البداية والنهاية ١٠ / ٢٥٤.

٢ ـ الكافي ٣ / ٢٧٠ و ٦ / ٤٠١ ، تهذيب الأحكام ٩ / ١٠٧.

٤٧

٢ ـ إنّ شفاعة أهل البيتعليهم‌السلام لها منازل متعدّدة ، فيمكن حمل قول النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله على منزل منها ، كأن يكون آخر المراحل في يوم القيامة ، ويحمل قول الإمام الصادقعليه‌السلام على عدم نيل الشفاعة في منزل آخر ، كأن يكون في البرزخ مثلاً أو غيره.

وهنالك ما يؤيّد ما ذكرناه ، وهو قول النبيّ : « ادخرت » ، إٍذ إنّ الادخار يفيد معنى عدم الإعطاء في أوّل أزمنة الحاجة ، والحفاظ عليها إلى الأزمنة المهمّة جدّاً.

٣ ـ يمكن أن يكون الفرق هو : إنّ الإمام الصادقعليه‌السلام ينفي الشفاعة عن المستخفّ بالصلاة على النحو الفعلي وواقعاً ، وهذا لا تعارض له مع قول النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، إذ إنّ النبيّ لم يقل إنّي اشفع فعلاً لأهل الكبائر ، بل قال : إنّي أدّخر شفاعتي لهم ، ومعنى الادخار هو الحفاظ عليها إلى وقت الشدّة ، والحفاظ لا يعني إعطاؤه بشكل قطعي ، فربما يعطي الشفاعة وربما لا يعطيها.

وهذا كما نجده في قوله تعالى :( قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاء وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ) (١) ، فليس معنى السعة لكُلّ شيء هو حصول الرحمة ووقوعها للجميع فعلاً ، وإلاّ لتعارض مع عقاب أيّ مخلوق ـ الكفرة وغيرهم ـ بل المقصود أنّ الرحمة من الله تعالى لها قابلية الشمول للجميع ، لكن البعض ليست له القابلية على نيلها ، وكما يقال : العجز في القابل لا في الفاعل.

وهنالك أوجه أُخرى يمكن تصوّرها لا داعي لذكرها.

( منير ـ السعودية ـ )

تكون للأنبياء والأئمّة والشهداء و... :

س : من هم الذين يسمح الله لهم بالشفاعة يوم القيامة؟ هل هم الأنبياء فقط؟ أم هناك غيرهم أيضاً؟ وهل هناك أدلّة تؤيّد ذلك؟

____________

١ ـ الأعراف : ١٥٦.

٤٨

ج : الظاهر من روايات كثيرة واردة في كتب الفريقين : إنّ الشفاعة يوم القيامة تكون للأنبياء وللأئمّة والعلماء والشهداء وغيرهم ، ومن تلك الروايات :

١ ـ عن ابن عباس قال : أوّل من يشفع يوم القيامة في أمّته رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأوّل من يشفع في أهل بيته وولده أمير المؤمنين ، وأوّل من يشفع في الروم المسلمين صهيب ، وأوّل من يشفع في مؤمني الحبشة بلال(١) .

٢ ـ عن عثمان بن عفّان عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : « أوّل من يشفع يوم القيامة الأنبياء ، ثمّ الشهداء ، ثمّ المؤذّنون »(٢) .

٣ ـ عن عثمان بن عفّان قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « أوّل من يشفع يوم القيامة الأنبياء ، ثمّ العلماء ، ثمّ الشهداء »(٣) .

( جعفر سلمان ـ البحرين ـ )

شفاعة المعصوم تحقق إرادة الله :

س : هل شفاعة المعصوم عليه‌السلام متأخّرة رتبة على إرادة الله؟ وليس دورها إلاّ مطابقتها لهذه الإرادة ، ويكون هدفها فقط بيان مقام هؤلاء المعصومين؟ أو أنّ الأمر أبعد من ذلك ، حيث تكون شفاعة المعصوم من مقتضيات تحقّق إرادة الله تعالى ، وبالتالي تكون جزء علّة لفعل الله ، أو أنّ هناك شيء آخر؟

ج : لا يخفى أنّ كُلّ شيء وجودي في الكون مسبوق بعلم الله تعالى أزلاً ، ومقيّد بتعلّق إرادة الله الفعلية به في الوجود تكويناً.

هذا ، وإنّ مقام الشفاعة بتفاصيلها يدخل ضمن المخطّط الإلهي في الوجود ، فلا يخرج عن علمه تعالى أوّلاً ، وعن إرادته سبحانه في الوجود ثانياً.

____________

١ ـ مناقب آل أبي طالب ٢ / ١٤.

٢ ـ مجمع الزوائد ١٠ / ٣٨١.

٣ ـ الجامع الصغير ١ / ٤٣٤ ، كنز العمّال ١٠ / ١٥١ ، تاريخ بغداد ١١ / ١٧٨ ، تهذيب الكمال ٢٢ / ٥٥١.

٤٩

على ضوء ما ذكرنا ، يظهر أنّ مقام الشفاعة قد أعطي للمعصومعليه‌السلام من قبل الله تعالى ، ثمّ إنّ المعصومعليه‌السلام واستناداً إلى هذه المرتبة الممنوحة له يشفع في العباد.

فالنتيجة : إنّ مقام الشفاعة وإن أعطيت أصالةً من قبل الله تعالى ، ولكن تنفيذه وتطبيقه بيد المعصومعليه‌السلام ، فلا يكون دوره شكلياً بل حقيقياً ، وإن كنّا نعلم ـ بمقتضى صفة العصمة ـ أنّهعليه‌السلام لا يخرج في شفاعته عن رضوان الله تعالى.

ومجمل الكلام : إنّنا إن نظرنا إلى المسألة من زاوية الإرادة الإلهية التكوينية ، فالشفاعة وثمراتها سوف تكون مسبوقة بإرادة الله تعالى ، ومتأخّرة من حيث الشأن والرتبة والوجود ، وإن نظرنا إليها من ناحية الإرادة الإلهية التشريعية ، فسوف تعتبر الشفاعة حينئذٍ أصيلة وغير منوطة بأيّ شيء ، ويكون المعصومعليه‌السلام فيها مختاراً مستقلاً ، وبالنتيجة يكونعليه‌السلام من أجزاء تحقّق إرادة الله تعالى.

( الحائر ـ السعودية ـ )

تشمل أهل المعاصي لا النواصب :

س : إلى الإخوان العاملين في مركز الأبحاث ، تحية طيّبة ، أشكركم على الإجابة السابقة ، وإن تأخّرت بعض الشيء.

سؤالي لكم كالتالي : هل الشفاعة تشمل أهل المعاصي الذين ماتوا عليها غير تائبين؟ وهل تشمل كُلّ موحّد وإن كان من الذين نصبوا العداء لأهل البيتعليهم‌السلام ؟

ج : إنّ بحث الشفاعة بحث علمي ودقيق ، وللوقوف على أصلها وحدودها نحتاج إلى تفصيل وإطناب في الكلام ، فلا يسعنا تصوير البحث بنحو تامّ ، ولكن نجيب على سؤالك بالإجمال.

٥٠

أوّلاً : الظهور الأوّلي المتبادر من مفهوم الشفاعة ، هو شمولها لأهل المعاصي غير التائبين ، إذ إنّ التائب حقيقةً لا ذنب له ، فلا يحتاج إلى شفاعة في ذلك المورد.

مضافاً إلى أنّ بعض الروايات الواردة في المقام تصرّح بهذا المعنى ، قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّ شفاعتي لأهل الكبائر من أمّتي »(١) .

ثانياً : إنّ شمول الشفاعة للعاصين يختلف باختلاف المعاصي والعصاة في كيفية صدور المعصية عنهم وكمّيتها ؛ فمنهم من تناله الشفاعة في بادئ الأمر ، ومنهم من لا يليق لهذه المكرمة إلاّ بعد مسّه النار وتطهيره ، ومنهم بين ذلك.

ثالثاً : بحسب الأدلّة النقلية فإنّ الشفاعة بمراتبها المختلفة مشروطة بوجود مؤهّلات ومواصفات في المشفوع لهم ، منها : التوحيد وعدم الشرك.

ومنها : الإسلام والإيمان.

ومنها : محبّة أهل البيتعليهم‌السلام وعدم العداء لهم.

ومنها : عدم الاستخفاف بالصلاة.

ويدلّ على ذلك كُلّه الأخبار الواردة في المقام ، نذكر بعضها :

قال الإمام الصادقعليه‌السلام : « إنّ المؤمن ليشفع لحميمه ، إلاّ أن يكون ناصباً ، ولو أنّ ناصباً شفع له كُلّ نبي مرسل وملك مقرّب ما شفعوا »(٢) .

وقال الإمام الصادقعليه‌السلام أيضاً : «لا ينال شفاعتنا من استخفّ بالصلاة »(٣) .

____________

١ ـ المستدرك ٢ / ٣٨٢.

٢ ـ المحاسن ١ / ١٨٦.

٣ ـ الكافي ٣ / ٢٧٠ و ٦ / ٤٠١ ، تهذيب الأحكام ٩ / ١٠٧.

٥١
٥٢

الشهادة الثالثة في الأذان :

( السيّد علي رضا ـ ـ )

الأدلّة على جوازها :

س : ما هي حقيقة الشهادة الثالثة؟ وهل وصّى بها النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، أم أنّها أضيفت بعد فترة؟

ج : قد اتفق علماء الشيعة على جواز الشهادة الثالثة في الأذان ، ثمّ ذهب بعضهم إلى أنّها جزء مستحبّ من أجزاء الأذان ، كما هو الحال في القنوت بالنسبة إلى الصلاة.

وذهب أكثر علمائنا إلى أنّها مستحبّة لا بقصد الجزئية ـ أي ليست جزءً ، ولا فصلاً من فصول الأذان ـ مستفيدين الاستحباب من بعض العمومات والإطلاقات في الروايات المؤكّدة على المقارنة بين اسم النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله واسم الإمام عليعليه‌السلام ، كما هو الحال في الصلاة على محمّد وآل محمّد بعد الشهادة الثانية.

من تلك العمومات والإطلاقات :

١ ـ عن القاسم بن معاوية ، عن الإمام الصادقعليه‌السلام قال : «فإذا قال أحدكم : لا اله إلاّ الله ، محمّد رسول الله ، فليقل : علي أمير المؤمنين »(١) ، والحديث لم يتقيّد بزمان ولا مكان ، ولا في فعل خاصّ ، فهو عام يشمل الأذان وغيره.

____________

١ ـ الاحتجاج ١ / ٢٣١.

٥٣

٢ ـ عن أبي الحمراء عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : « لمّا أسري بي إلى السماء نظرت إلى العرش ، فإذا عليه مكتوب : لا إله إلا الله ، محمّد رسول الله أيّدته بعلي ونصرته به »(١) .

٣ ـ عن عبد الله بن مسعود عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : « يا عبد الله أتاني ملك فقال : يا محمّد ، سل من أرسلنا من قبلك من رسلنا على ما بعثوا؟ قال : قلت : على ما بعثوا؟ قال : على ولايتك وولاية علي بن أبي طالب »(٢) .

٤ ـ عن حذيفة بن اليمان عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : « لو علم الناس متى سمّي علي أمير المؤمنين ما أنكروا فضله ، سمّي أميراً وآدم بين الروح والجسد ، قال الله تعالى :( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ ) (٣) قالت الملائكة : بلى ، فقال تبارك وتعالى : أنا ربّكم ومحمّد نبيّكم وعلي أميركم »(٤) .

ففي كُلّ مورد يذكر رسول الله يذكر علي معه ، والأذان من جملة الموارد ، ومن شواهدها من كتب أهل السنّة قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي : «ما سألت ربّي شيئاً في صلاتي إلاّ أعطاني ، وما سألت لنفسي شيئاً إلاّ سألت لك »(٥) .

____________

١ ـ مناقب أمير المؤمنين ١ / ٢٤٤ ، شرح الأخبار ١ / ٢١٠ ، المعجم الكبير ٢٢ / ٢٠٠ ، شواهد التنزيل ١ / ٢٩٨ ، جواهر المطالب ١ / ٩٢ ، ينابيع المودّة ١ / ٦٩ و ٢ / ١٦٠ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٣٣٦ ، تهذيب الكمال ٣٣ / ٢٦٠ ، الشفا بتعريف حقوق المصطفى ١ / ١٧٤.

٢ ـ شواهد التنزيل ٢ / ٢٢٣ ، كشف الغمّة ١ / ٣١٨.

٣ ـ الأعراف : ١٧٢.

٤ ـ فردوس الأخبار ٢ / ١٩٧.

٥ ـ السنن الكبرى للنسائي ٥ / ١٥١ ، خصائص أمير المؤمنين : ١٢٥ ، ذخائر العقبى : ٦١ ، مجمع الزوائد ٩ / ١١٠ ، كتاب السنّة : ٥٨٢ ، أمالي المحاملي : ٢٠٣ و ٣٦٧ ، المعجم الأوسط ٨ / ٤٧ ، نظم درر السمطين : ١١٩ ، كنز العمّال ١١ / ٦٢٥ و ١٣ / ١٥١ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٣١٠ ، المناقب : ١١٠ ، جواهر المطالب ١ / ٢٣٩ ، سبل الهدى والرشاد ١١ / ٢٩٨ ، ينابيع المودّة ٢ / ١٤٩.

٥٤

والخلاصة : إنّ الشهادة لعليعليه‌السلام بالولاية في الأذان ـ عند أكثر علمائنا ـ مكمّلة للشهادة الثانية بالرسالة ، ومستحبّة في نفسها ، وإن لم تكن جزءً من الأذان.

ونلفت انتباهكم إلى أنّ ما قد يفهم من ظاهر كلمات بعض الأعلام من منعها في الأذان ، فهو وقوعها على نحو الجزئية ، لا على نحو أنّها مستحبّة في نفسها.

جعلنا الله وإيّاكم من المتمسّكين بولاية أمير المؤمنينعليه‌السلام .

( طلال ـ الكويت ـ سنّي )

أذان الشيعة من مصادر أهل السنّة :

س : لله الحمد أنّنا مسلمون ، ومنّ الله علينا بالإسلام.

سؤالي : أُريد دليلاً على أنّ الأذان الحالي عندكم هو ما كان عليه في صدر الإسلام ، وعهد الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله .

ج : إنّ الأذان الموجود عند الشيعة ـ بحسب الأحاديث التي وصلتهم ـ هو ما كان في عهد الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مضافاً إلى تأييد هذه الصورة من الأذان في كتب أهل السنّة ، فنذكر لك فيما يلي مواضع الاختلاف بين فصول أذان الشيعة وأذان السنّة ، وما يدلّ عليها من مصادركم :

١ ـ التكبير في أوّل الأذان بنظر الشيعة أربع مرّات ، ويوافقنا في ذلك الشافعي وأبو حنيفة وأحمد والثوري(١) .

مضافاً إلى ورود رواية من طرق السنّة تصرّح بهذا الحكم ، فعن محمّد بن عبد الملك بن أبي محذورة عن أبيه عن جدّه قال : قلت : يا رسول الله علّمني سنّة

____________

١ ـ أُنظر : المجموع ٣ / ٩٠ ، فتح العزيز ٣ / ١٦٠ ، مختصر المزني : ١٢ ، مغني المحتاج ١ / ١٣٥ ، المغني لابن قدامة ١ / ٤١٥ ، بداية المجتهد ١ / ٨٨.

٥٥

الأذان ، فمسح مقدّم رأسه ، وقال : « تقول : الله أكبر »(١) فذكر التكبير أربع مرّات.

وأيضاً أنّ الحديث الذي هو المستند في تثنية التكبير لا دلالة له أصلاً ، بل هو إخبار عن المنام ، فهو كما ترى!!(٢) .

٢ ـ أطبقت الشيعة الإمامية على تثنية التهليل في آخر الأذان ، ويدلّ عليه من كتب أهل السنّة ، ما ورد من أمر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بلالاً أن يشفّع الأذان(٣) .

٣ ـ التثويب بدعة عند الشيعة في الصبح وغيره ، ويوافقنا في ذلك الشافعي في أحد قوليه(٤) .

ويؤيّد هذا الرأي بما روي في الصحيح عن أذان النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله خالٍ عن التثويب(٥) .

وروى ابن أبي شيبة : أنّ الأسود بن يزيد كان يعترض لزيادة هذه الفقرة في الأذان(٦) .

وروى الترمذي : إنكار ابن عمر على من زادها في الأذان ، باعتبارها بدعة(٧) .

وعن الإمام عليعليه‌السلام أنّه قال حين سمعها : « لا تزيدوا في الأذان ما ليس منه »(٨) .

____________

١ ـ سنن أبي داود ١ / ١٢١ ، تحفة الأحوذي ١ / ٤٨٦ ، صحيح ابن حبّان ٤ / ٥٧٨ ، المعجم الكبير ٧ / ١٧٤ ، تهذيب الكمال ٢٦ / ٢٣ ، السنن الكبرى للبيهقي ١ / ٣٩٤.

٢ ـ أُنظر : الجامع الكبير ١ / ١٢٢ ، صحيح ابن خزيمة ١ / ١٨٩ ، أُسد الغابة ٣ / ١٦٦.

٣ ـ صحيح البخاري ١ / ١٥٠ ، صحيح مسلم ٢ / ٢ ، سنن ابن ماجة ١ / ٢٤١ ، الجامع الكبير ١ / ١٢٤ ، سنن الدارمي ١ / ٢٧٠ ، سنن أبي داود ١ / ١٢٥ ، سنن النسائي ٢ / ٣.

٤ ـ الأُم ١ / ١٠٤ ، المجموع ٣ / ٩٢ ، فتح العزيز ٣ / ١٦٩ ، مختصر المزني : ١٢ ، بدائع الصنائع ١ / ١٤٨.

٥ ـ صحيح مسلم ٢ / ٣.

٦ ـ المصنّف لابن أبي شيبة ١ / ٢٣٧.

٧ ـ الجامع الكبير ١ / ١٢٨ ، السيرة الحلبية ٢ / ١٣٥.

٨ ـ نيل الأوطار ٢ / ١٨.

٥٦

٤ ـ أجمعت الشيعة على ذكر فقرة « حيّ على خير العمل » في الأذان ، وممّا يدلّ عليها : أنّ عمر نهى عنها ـ وهو على المنبر ـ إذ قال : أيّها الناس ثلاث كنّ على عهد رسول الله ، أنا أنهى عنهنّ ، وأُحرمهنّ وأُعاقب عليهنّ وهي : متعة النساء ، ومتعة الحجّ ، وحيّ على خير العمل(١) ، وهذا الكلام منه دليل ورود هذه الفقرة « حيّ على خير العمل » في أذان النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله .

وورد أيضاً أنّ الإمام زين العابدينعليه‌السلام وابن عمر كانا يقولان في الأذان بعد حيّ على الفلاح ، حيّ على خير العمل(٢) .

وأيضاً جاء عن بلال أنّه كان يؤذّن بالصبح فيقول : حيّ على خير العمل(٣) .

٥ ـ المستحبّات الواردة قبل البدء في الأذان وبين فقراتها كثيرة ، كقول بعض المؤذّنين في الابتداء : «وقل الحمد لله الذي لم يتخذ صاحبة ولا ولداً » ، أو الصلاة بعد ذكر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله .

ثمّ إنّ من المستحبّات الشهادة لأمير المؤمنينعليه‌السلام بالولاية بعد الشهادتين.

فالشيعة لا ترى هذه الفقرة جزءً أو فصلاً من الأذان ، بل هي ذكر مستحبّ ، لورود أحاديث كثيرة في مصادر أهل السنّة ، قرنت بين اسم النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله وبين اسم عليعليه‌السلام (٤) .

أضف إلى ذلك ، فقد قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «هو وليّ كُلّ مؤمن من بعدي »(٥) .

____________

١ ـ شرح تجريد العقائد : ٣٧٤.

٢ ـ السيرة الحلبية ٢ / ١٣٧ ، السنن الكبرى للبيهقي ١ / ٤٢٤ ، المصنّف للصنعاني ١ / ٤٦٤ ، المصنّف لابن أبي شيبة ١ / ٢٤٤ ، مسند زيد بن علي : ٩٣.

٣ ـ السنن الكبرى للبيهقي ١ / ٤٢٥ ، المعجم الكبير ١ / ٣٥٢ ، كنز العمّال ٨ / ٣٤٢.

٤ ـ مناقب أمير المؤمنين ١ / ٢٤٤ ، شرح الأخبار ١ / ٢١٠ ، المعجم الكبير ٢٢ / ٢٠٠ ، شواهد التنزيل ١ / ٢٩٨ ، جواهر المطالب ١ / ٩٢ ، ينابيع المودّة ١ / ٦٩ و ٢ / ١٦٠ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٣٣٦ ، تهذيب الكمال ٣٣ / ٢٦٠ ، الشفا بتعريف حقوق المصطفى ١ / ١٧٤.

٥ ـ فضائل الصحابة : ١٥ ، المستدرك ٣ / ١٣٤ ، مسند أبي داود : ١١١ و ٣٦٠ ، المصنّف لابن أبي شيبة ٧ / ٥٠٤ ، الآحاد والمثاني ٤ / ٢٧٩ ، كتاب السنّة : ٥٥٠ ، السنن الكبرى للنسائي

٥٧

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله أيضاً : « أنا وهذا حجّة على أمّتي يوم القيامة »(١) .

وأخيراً :( أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الحقّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ) (٢) .

( ـ لبنان ـ )

تعقيب على الجواب السابق :

أودّ إضافة شيء على الجواب الجيّد ، وهو أنّه لنا التمسّك بعموم الخبر الصحيح الوارد في الاحتجاج لإثبات أرجحية ذكر الشهادة بالولاية عقب الشهادة بالرسالة ، انقل مضمونه : من قال لا اله إلاّ الله محمّد رسول الله ، فليقل : علي أمير المؤمنين

____________

٥ / ٤٥ و ١٢٦ و ١٣٢ ، خصائص أمير المؤمنين : ٦٤ و ٩٧ ، مسند أبي يعلى ١ / ٢٩٣ ، صحيح ابن حبّان ١٥ / ٣٧٤ ، المعجم الكبير ١٢ / ٧٨ و ١٨ / ١٢٩ ، نظم درر السمطين : ٧٩ و ٩٨ ، موارد الظمآن : ٥٤٣ ، كنز العمّال ١١ / ٥٩٩ و ٦٠٧ و ١٣ / ١٤٢ ، فيض القدير ٤ / ٤٧١ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ١٠٠ و ١٩٨ ، أُسد الغابة ٤ / ٢٧ ، سير أعلام النبلاء ٨ / ١٩٩ ، الإصابة ٤ / ٤٦٧ ، الجوهرة : ٦٤ ، البداية والنهاية ٧ / ٣٨١ ، المناقب : ١٢٧ و ١٥٣ ، جواهر المطالب ١ / ٢١٢ ، سبل الهدى والرشاد ١١ / ٢٩١ ، ينابيع المودّة ١ / ١١٢ و ٢ / ٧٨ و ٨٦ و ١٥٩ و ٢٣٦ و ٣٩٨ و ٤٩٠ و ٣ / ٣٦٤.

١ ـ كنز العمّال ١١ / ٦٢٠ ، تاريخ بغداد ٢ / ٨٦ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٣٠٩ ، سبل الهدى والرشاد ١١ / ٢٩٢.

٢ ـ يونس : ٣٥.

٥٨

الشورى :

( علي ـ البحرين ـ )

معنى( وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ ) :

س : ما معنى قوله تعالى : ( وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ ) ؟

ج : جاء في تفسير مجمع البيان : « وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ(١) أي : استخرج آراءهم ، واعلم ما عندهم.

واختلفوا في فائدة مشاورتهصلى‌الله‌عليه‌وآله إيّاهم ـ مع استغنائه بالوحي عن تعرّف صواب الرأي من العباد ـ على أقوال :

أحدها : إنّ ذلك على وجه التطييب لنفوسهم ، والتآلف لهم ، والرفع من أقدارهم ، ليبيّن أنّهم ممّن يوثق بأقوالهم ، ويرجع إلى آرائهم ، عن قتادة والربيع وابن إسحاق.

وثانيها : إنّ ذلك لتقتدي به أمّته في المشاورة ، ولم يروها نقيصة ، كما مدحوا بأنّ أمرهم شورى بينهم ، عن سفيان بن عيينة.

وثالثها : إنّ ذلك ليمتحنهم بالمشاورة ، ليتميّز الناصح من الغاش.

ورابعها : إنّ ذلك في أُمور الدنيا ، ومكائد الحرب ، ولقاء العدو ، وفي مثل ذلك يجوز أن يستعين بآرائهم ، عن أبي علي الجبائي »(٢) .

____________

١ ـ آل عمران : ١٥٩.

٢ ـ مجمع البيان ٢ / ٤٢٨.

٥٩

وعن ابن عباس بسند حسن : لمّا نزلت :( وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ ) ، قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :( أما أنّ الله ورسوله لغنيان عنها ، ولكن جعلها الله رحمة لأمّتي ، فمن استشار منهم لم يعدم رشداً ، ومن تركها لم يعدم غيّاً ) (١) .

إنّ هذه الرواية تفيد : أنّ استشارتهصلى‌الله‌عليه‌وآله أصحابه لا قيمة لها على صعيد اتخاذ القرار ، لأنّ الله ورسوله غنيان عنها ، لأنّهما يعرفان صواب الآراء من خطئها ، فلا تزيدهما الاستشارة علماً ، ولا ترفع جهلاً ، وإنّما هي أمر تعليمي أخلاقي للأُمّة ، وإذا كانت الاستشارة أمراً تعليمياً أخلاقياً ، فلا محذور على الرسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله فيها(٢) .

( أحمد ـ السعودية ـ )

ليست مشروعة في تعيين الخليفة :

س : هل يمكن أن تكون الشورى بديلاً عن النصوص الواردة في تحديد الخلافة بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ؟

ج : لاشكّ أنّ الشورى لا تصلح أن تكون بديلاً عن النصوص القاطعة في خصوص إمامة أمير المؤمنينعليه‌السلام بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وذلك لأنّ ترك النصوص واللجوء إلى الشورى يعدّ رأياً واجتهاداً في مقابل النصّ ، وهو بلاشكّ غير صحيح لقوله تعالى :( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ الله وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً مُّبِينًا ) (٣) .

فالموقف النهائي والقول الفصل يعود إلى الله تعالى ورسوله لا إلى من سواهما ، وليس لأحد الامتناع أو المخالفة في ذلك ، إلاّ أن يخرج عن دائرة

____________

١ ـ الدرّ المنثور ٢ / ٩٠ ، فيض القدير ٥ / ٥٦٥ ، فتح القدير ١ / ٣٩٥.

٢ ـ الصحيح من سيرة النبيّ ٦ / ٩٠.

٣ ـ الأحزاب : ٣٦.

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424