نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ٧

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار18%

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 424

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 424 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 257414 / تحميل: 6462
الحجم الحجم الحجم
نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ٧

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

أقول : تخيّلوا معي ، لو أنّ المسلمين اليوم تسابقوا مع زوجاتهم ، تأسّياً بما رواه أئمّتهم عن الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، الذي بعث ليتمم مكارم الأخلاق؟ أين آداب الطريق يا رسول الله؟ أين هي الغيرة؟ وهل من الخُلق العظيم أن يتسابق الرجل مع زوجته؟ وهل يبقى لرسول الله ولأُمّ المؤمنين عائشة هيبة إذا رآهما أحد؟!

وعن أبي سلمة قال : دخلت أنا وأخو عائشة على عائشة ، فسألها أخوها عن غسل النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله فدعت بإناء نحو من صاع فاغتسلت ، وافاضت على رأسها ، وبيننا وبينها حجاب(١) .

سؤال : هل يعقل أن يصدر هذا الفعل من امرأة ، يفترض أن تكون عنواناً للعفّة والأخلاق ، وقدوة حسنة للمؤمنات ، بحكم كونها أُمّهم؟! فماذا ترون يا سادة يا كرام ، فيمن يرمي نبيّكم بهذا الكلام؟

( غانم النصار ـ الكويت ـ )

حكمها في الدنيا الإسلام :

س : هل يقول كبار علماء الشيعة بأنّ عائشة كافرة؟ جزاكم الله خيراً.

ج : إنّ حكمها في هذه الدنيا الإسلام ، وكونها مسلمة ، وما ارتكبته من مخالفات لله ورسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله فإنّ هذا متعلّق بيوم القيامة.

( جعفر صادق ـ البحرين ـ )

خلاصة حرب الجمل :

س : ما هي خلاصة حرب الجمل؟

ج : بعد مقتل عثمان بن عفّان ، بايع الناس الإمام أمير المؤمنين عليعليه‌السلام ، ومن بين المبايعين طلحة بن عبيد الله ، والزبير بن العوام ، وطلباً منهعليه‌السلام أن يولّيهما بعض ولاياته ، ولكن الإمامعليه‌السلام قال لهما : «واعلما إنّي لا أشرك في

____________

١ ـ صحيح البخاري ١ / ٦٨.

٢٤١

أمانتي إلاّ من أرضى بدينه وأمانته من أصحابي ، ومن عرفت دخيلته »(١) ، فداخلهما اليأس من المنصب ، فاستأذناه للعمرة ، وخرجا من المدينة إلى مكّة ناكثين بيعة أمير المؤمنينعليه‌السلام .

ولمّا وصلا إلى مكّة دخلا على عائشة ، وأخذا يحرّضانها على الخروج ، فخرجت عائشة معهما على جمل ـ مطالبة بدم عثمان ـ قاصدين الشام ، فصادفهم في إثناء الطريق عبد الله بن عامر ـ عامل عثمان على البصرة ـ قد صرفه أمير المؤمنينعليه‌السلام بحارثة بن قدامة السعدي ، فرجّح لهم البصرة ، لما فيها من كثرة الضيع والعدّة ، فتوجّهوا نحوها ، فمانع عنها عثمان بن حنيف ، والخزّان والموكلون ، فوقع بينهم القتال ، ثمّ اسروا عثمان وضربوه ونتفوا لحيته.

ولمّا سمع أمير المؤمنينعليه‌السلام بوصولهم ، جهّز جيشاً وخرج إلى البصرة ، ولمّا وصلها بعث إليهم يناشدهم ، فأبوا إلاّ الحرب لقتاله.

ثمّ أخذ الإمامعليه‌السلام يناشد طلحة والزبير فلم تنفع معهما ، عند ذلك نشبت الحرب بينهما ، وأسفرت عن قتل ستة عشر ألف وسبعمائة وسبعون رجلاً من أصحاب الجمل ، وأربعة آلاف رجلاً من أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وانكسار جيش أصحاب الجمل.

ثمّ إنّ الإمامعليه‌السلام أمر محمّد بن أبي بكر ، أن ينزل عائشة في دار آمنة بنت الحارث ، ثمّ أمر بإرجاعها إلى المدينة ، ورجع هوعليه‌السلام إلى الكوفة.

هذا ، ومع العلم بأنّ أكثر المؤرّخين ذكروا : أنّ عائشة كانت من أوائل المحرّضين على قتل عثمان ، وعباراتها مشهورة ومعروفة : « اقتلوا نعثلاً لعن الله نعثلاً فقد كفر» !!(٢) .

____________

١ ـ شرح نهج البلاغة ١ / ٢٣١.

٢ ـ شرح نهج البلاغة ٦ / ٢١٥ و ٢٠ / ١٧ ، تاريخ الأُمم والملوك ٣ / ٤٧٧ ، الإمامة والسياسة ١ / ٧٢.

٢٤٢

( أبو الزين ـ الأردن ـ )

تفسير القمّي في قوله تعالى :( فَخَانَتَاهُمَا )

س : أيّها الأحبّة ، جاء في تفسير القمّي في قوله تعالى :( ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً فَخَانَتَاهُمَا ) (١) : « والله ما عنى بقوله :( فَخَانَتَاهُمَا ) إلاّ الفاحشة ، وليقيمن الحدّ على فلانة فيما أتت في طريق ، وكان فلان يحبّها ، فلمّا أرادت أن تخرج إلى »(٢) .

فكيف بعد ذلك تنفون الموضوع بشدّة وتقولون : الشيعة قاطبة على القول بأنّ الآية نازلة في حقّ مارية ، مع أنّ طائفة قليلة من علمائهم فقط أشارت لذلك.

ثمّ أودّ أن أسألكم : هل أنّ زوجات الأنبياء متّفق عند الإمامية على منع وقوع الفاحشة منهن شرعاً تكريماً للنبي؟ أم أنّ في المسألة خلاف؟ وشكراً.

ج : بالنسبة للرواية المنقولة من تفسير القمّي فيلاحظ :

أوّلاً : إنّ الأدلّة العقلية والنقلية ـ ومنها إجماع الإمامية ـ قائمة على تنزيه زوجات الأنبياءعليهم‌السلام من الفواحش ، احترازاً من مسّ حياة الأنبياءعليهم‌السلام بالدنس ، وعليه فما يوهم أن يكون خلاف ذلك فهو مردود أساساً.

ثانياً : لا يوجد هناك تفسير شيعي يشير إلى أنّ الآية المذكورة قد نزلت في حقّ مارية ، وأغلب الظنّ أنّ الذين أسندوا هذا القول للشيعة خلطوا بين هذه الآية وبين شأن نزول الآيات الأوّل من السورة ، التي وردت روايات كثيرة بأنّها نزلت في حقّ مارية ، عندما أفشى بعض زوجات النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله سرّها.

ثالثاً : إنّ الرواية المذكورة ليست تامّة السند ، فللبحث السندي فيها مجال ، فمثلاً : أنّ الروايات الموجودة في نفس الصفحة كُلّها مسندة إلى المعصومعليه‌السلام ، ولكن هذه الرواية بظاهرها هي مقول قول علي بن إبراهيم ، ولم يسندها إلى الإمامعليه‌السلام .

____________

١ ـ التحريم : ١٠.

٢ ـ تفسير القمّي ٢ / ٣٧٧.

٢٤٣

مضافاً إلى أنّ إسناد تفسير القمّي ليست كُلّها معتبرة ، ففيها الصحيح وفيها غيره ، فلابدّ من ملاحظة السند في كُلّ مورد ، وهو كما ترى في المقام.

رابعاً : إنّ الرواية لم تصرّح باسم الشخص ، ولا يمكننا الجزم بنية القائل في استعمال فلان وفلانة ، وتمييزهما دعوى بدون دليل.

خامساً : من المسلّم القطعي بإجماع المسلمين ، حرمة نكاح زوجات النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بصراحة :( وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ) (١) ، فكيف يحتمل مخالفة هذا الحكم القطعي بمرأى ومسمع من المسلمين؟!

وبالجملة : فالاستدلال المذكور مفنّد من أساسه عقلاً ونقلاً.

( أبو توفيق ـ السعودية ـ ١٩ سنة ـ طالب جامعة )

القمّي والبرسي والمجلسي واتهامهم لها بالفاحشة :

س : أمّا بعد ، هل قال أحد من علماء الإمامية : بأنّ عائشة قد زنت؟ علماً بأنّ عثمان الخميس في مناظرته على قناة المستقلّة ذكر : أنّ القمّي والمجلسي ورجب البرسي قد ذكروا هذا الفعل من عائشة ، ولم يرد السيّد محمّد الموسوي كلامه.

أفيدونا جزاكم الله خيراً.

ج : إنّ الأدلّة العقلية والنقلية ـ ومنها إجماع الإمامية ـ قائمة على تنزيه زوجات الأنبياءعليهم‌السلام من الفاحشة ـ أي الزنا ـ ، احترازاً من مسّ حياة الأنبياءعليهم‌السلام بالدنس ، وعليه فما يوهم أن يكون خلاف ذلك فهو مردود أساساً.

وعليه فما ادّعاه عثمان الخميس ـ من أنّ المجلسي والقمّي والبرسي ذكروا في كتبهم زنا عائشة ـ فهو كذب وافتراء عليهم ، ولا صحّة له من الواقع ، فهذه كتبهم ومؤلّفاتهم مطبوعة ، وفي متناول أيدي الناس.

____________

١ ـ الأحزاب : ٦.

٢٤٤

نعم ، قال القمّي عند تفسير قوله تعالى :( ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا ) (١) ما نصّه : « والله ما عنى بقوله فخانتاهما إلاّ الفاحشة ، وليقيمن الحدّ على فلانة فيما أتت في طريق ، وكان فلان يحبّها ، فلمّا أرادت أن تخرج إلى قال لها فلان : لا يحلّ لك أن تخرجي من غير محرم ، فزوّجت نفسها من فلان »(٢) .

وقد نقل العلاّمة المجلسي هذا عن القمّي وقال عنه ما نصّه : « فيه شناعة شديدة ، وغرابة عجيبة ، نستبعد صدور مثله عن شيخنا علي بن إبراهيم ، بل نظنّ قريباً أنّه من زيادات غيره ، لأنّ التفسير الموجود ليس بتمامه منهقدس‌سره ، بل فيه زيادات كثيرة من غيره ، فعلى أيّ هذه مقالة يخالفها المسلمون بأجمعهم ـ من الخاصّة والعامّة ـ وكُلّهم يقرّون بقداسة أذيال أزواج النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ممّا ذكر ، نعم بعضهم يعتقدون عصيان بعضهنّ لمخالفتها أمير المؤمنين عليعليه‌السلام »(٣) .

وجاء في البحار بعد نقله قول القمّي ما نصّه :

« بيان : المراد بفلان طلحة ، وهذا إن كان رواية فهي شاذة مخالفة لبعض الأُصول ، وإن كان قد يبدو من طلحة ما يدلّ على أنّه كان في ضميره الخبيث مثل ذلك ، لكن وقوع أمثال ذلك بعيد عقلاً ونقلاً وعرفاً وعادةً ، وترك التعرّض لأمثاله أولى »(٤) .

ومن هذا يتّضح أنّ العلاّمة المجلسي مجرد ناقل قول القمّي ، ورادّ عليه ، فكيف يتّهمه الخميس بأنّه قائل بذلك.

وأمّا الحافظ البرسي ، فعلى فرض أنّه نقل شيئاً من ذلك ، فعلماؤنا لا يأخذون بما تفرّد بنقله.

____________

١ ـ التحريم : ١٠.

٢ ـ تفسير القمّي ٢ / ٣٧٧.

٣ ـ بحار الأنوار ٢٢ / ٢٤٠.

٤ ـ المصدر السابق ٣٢ / ١٠٧.

٢٤٥

وقال العلاّمة المجلسي حول كتب البرسي : « ولا اعتمد على ما يتفرّد بنقله ، لاشتمال كتابيه على ما يوهم الخبط والخلط والارتفاع »(١) .

( المنصور ـ البحرين ـ )

زواج النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله منها كان بأمر الله :

س : هل زواج النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله من عائشة بأمر من الله تعالى؟

ج : إنّ زواج النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله من عائشة كان بأمر من الله تعالى ، ومن ضمن الأهداف التي تحصّلت من هذا الزواج وغيره ارتباط النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بجميع قبائل العرب ، فهناك حكمة إلهية وتدبير منه تعالى ، وتمييز من يطيعه عمّن يعصيه ، ولا ينفعها ذلك إن كانت خانت الله والرسول ، بخروجها على إمام زمانها

قال تعالى :( ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلاَ النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ) (٢) .

( ألياس ـ السعودية ـ ٢٤ سنة ـ طالب جامعة )

موقفها من دفن الحسن :

س : هل توجد أدلّة في كتب التاريخ عن ما جرى في دفن الإمام الحسن المجتبى عليه‌السلام ، من منع دخول الإمام الحسين عليه‌السلام بجثمان أخيه من قبل عائشة وقولها : أتدخلون بيتي من لا أحبّ؟

ج : نعم ، ذكرت كتب التاريخ والسير موقف عائشة من دفن الإمام الحسنعليه‌السلام ، وإليك بعضها :

____________

١ ـ المصدر السابق ١ / ١٠.

٢ ـ التحريم : ١٠.

٢٤٦

١ ـ روى الشيخ الكلينيقدس‌سره بسنده عن محمّد بن مسلم قال : سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول : « لمّا احتضر الحسن بن عليعليهما‌السلام قال للحسين : يا أخي إنّي أُوصيك بوصية فاحفظها ، فإذا أنا متّ فهيّئني ، ثمّ وجّهني إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لأحدث به عهداً ، ثمّ اصرفني إلى أُمّي فاطمةعليها‌السلام ، ثمّ ردّني فادفنّي بالبقيع.

واعلم أنّه سيصيبني من الحميراء ما يعلم الناس من صنيعها وعداوتها لله ولرسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وعداوتها لنا أهل البيت.

فلمّا قُبض الحسنعليه‌السلام وضع على سريره ، فانطلقوا به إلى مصلّى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، الذي كان يصلّي فيه على الجنائز ، فصلّى على الحسنعليه‌السلام ، فلمّا أن صلّي عليه حمل فادخل المسجد ، فلمّا أوقف على قبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بلغ عائشة الخبر ، وقيل لها : إنّهم قد أقبلوا بالحسن بن علي ليدفن مع رسول الله ، فخرجت مبادرة على بغل بسرج ـ فكانت أوّل امرأة ركبت في الإسلام سرجاً ـ فوقفت وقالت : نحّوا ابنكم عن بيتي ، فإنّه لا يدفن فيه شيء ، ولا يهتك على رسول الله حجابه.

فقال لها الحسين بن عليعليهما‌السلام : قديماً هتكت أنت وأبوك حجاب رسول الله ، وأدخلت بيته من لا يحبّ رسول الله قربه ، وإنّ الله سائلك عن ذلك يا عائشة ، إنّ أخي أمرني أن أقرّبه من أبيه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ليحدث به عهداً.

واعلمي أنّ أخي أعلم الناس بالله ورسوله ، وأعلم بتأويل كتابه من أن يهتك على رسول الله ستره ، لأنّ الله تبارك وتعالى يقول :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ ) (١) ، وقد أدخلت أنت بيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الرجال بغير أذنه ، وقد قال الله عزّ وجلّ :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ ) (٢) ولعمري لقد ضربت أنت لأبيك وفاروقه عند

____________

١ ـ الأحزاب : ٣٥.

٢ ـ الحجرات : ٢.

٢٤٧

إذن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله المعاول ، وقال الله عزّ وجلّ :( إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللهِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى ) (١) ، ولعمري لقد أدخل أبوك وفاروقه على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بقربهما منه الأذى ، وما رعيا من حقّه ما أمرهما الله به على لسان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، إنّ الله حرّم من المؤمنين أمواتاً ما حرّم منهم أحياء ، وتالله يا عائشة ، لو كان هذا الذي كرهتيه من دفن الحسن عند أبيه رسول اللهعليهما‌السلام جائزاً فيما بيننا وبين الله ، لعلمت أنّه سيدفن ، وإن رغم معطسك ».

قال : ثمّ تكلّم محمّد بن الحنفية وقال : يا عائشة يوماً على بغل ، ويوماً على جمل ، فما تملكين نفسك ، ولا تملكين الأرض عداوة لبني هاشم.

قال : فأقبلت عليه فقالت : يا بن الحنفية هؤلاء الفواطم يتكلّمون فما كلامك؟ فقال لها الحسينعليه‌السلام : « وأنى تبعدين محمّداً من الفواطم ، فو الله لقد ولدته ثلاث فواطم : فاطمة بنت عمران بن عائذ بن عمرو بن مخزوم ، وفاطمة بنت أسد بن هاشم ، وفاطمة بنت زائدة بن الأصم ابن رواحة بن حجر بن عبد معيص بن عامر ».

قال : فقالت عائشة للحسينعليه‌السلام : نحّوا ابنكم ، واذهبوا به فإنّكم قوم خصمون.

قال : فمضى الحسينعليه‌السلام إلى قبر أُمّه ، ثمّ أخرجه فدفنه بالبقيع »(٢) .

٢ ـ قال الشيخ الحرّ العامليقدس‌سره : لمّا توفّي الحسنعليه‌السلام مسموماً ، وخرج به أخوه الحسينعليه‌السلام ليجدد به العهد بقبر جدّهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، خرجت عائشة على بغلة شهباء ، يحف بها بنو أُمية وهي تصيح : لا تدخلوا بيتي من لا أحبّ ، إنّ دفن الحسن في بيتي لتجز هذه ، وأومأت إلى ناصيتها.

____________

١ ـ الحجرات : ٣.

٢ ـ الكافي ١ / ٣٠٢.

٢٤٨

وليت شعري ألم تسمع أُمّ المؤمنين قول جدّه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في حقّه : « اللهم إنّي أحبّه فاحبّه ، وأحبّ من يحبّه »(١) .

وقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « اللهم إنّ هذا ابني وأنا أحبّه ، فأحبّه وأحبّ من يحبّه »(٢) .

وقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من سرّه أن ينظر إلى سيّد شباب أهل الجنّة ، فلينظر إلى الحسن »(٣) (٤) .

٣ ـ روى ابن عساكر بسنده عن أبي عتيق قال : « سمعت جابر بن عبد الله يقول : شهدنا حسن بن علي يوم مات ، فكادت الفتنة أن تقع بين حسين بن علي ومروان بن الحكم ، وكان الحسن قد عهد إلى أخيه أن يدفن مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فإن خاف أن يكون في ذلك قتال فليدفن بالبقيع ، فأبى مروان أن يدعه ، ومروان يومئذ معزول ، يريد أن يرضي معاوية بذلك ، فلم يزل مروان عدوّاً لبني هاشم حتّى مات.

قال جابر : فكلّمت يومئذ حسين بن علي فقلت : يا أبا عبد الله اتق الله ، فإنّ أخاك كان لا يحبّ ما ترى ، فادفنه بالبقيع مع أُمّه ففعل »(٥) .

____________

١ ـ مسند أحمد ٢ / ٢٤٩ و ٣٣١ و ٥٣٢ ، صحيح البخاري ٣ / ٢٠ و ٧ / ٥٥ ، سنن ابن ماجة ١ / ٥١ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٧٦ ، مسند الحميدي ٢ / ٤٥١ ، مسند ابن الجعد : ٢٩٥ ، السنن الكبرى للنسائي ٥ / ٤٩ ، مسند أبي يعلى ١١ / ٢٧٩ ، صحيح ابن حبّان ١٥ / ٤١٧ ، المعجم الكبير ٣ / ٣٢ ، نظم درر السمطين : ١٩٨ ، تاريخ بغداد ١٢ / ٩ ، تاريخ مدينة دمشق ١٣ / ١٧٦ و ١٨٦ و ١٩٢ و ٢٨٨ ، تهذيب الكمال ٦ / ٢٢٦ ، سير أعلام النبلاء ٣ / ٢٥٠ ، تهذيب التهذيب ٢ / ٢٥٨ ، البداية والنهاية ٨ / ٣٨ ، سبل الهدى والرشاد ٩ / ٣٦٩ و ١١ / ٦٤ ، ينابيع المودّة ٢ / ٤٤ ، ذخائر العقبى : ١٢٢.

٢ ـ كنز العمّال ١٣ / ٦٥٢ ، تاريخ مدينة دمشق ١٣ / ١٩٧.

٣ ـ الجامع الصغير ٢ / ٦٠٩ ، موارد الظمآن : ٥٥٣ ، كنز العمّال ١٢ / ١١٦ ، تاريخ مدينة دمشق ١٣ / ٢٠٩ ، الأنساب ٣ / ٤٧٦ ، البداية والنهاية ٨ / ٣٩ ، ينابيع المودّة ٢ / ١٠٢.

٤ ـ وسائل الشيعة ١ / ٣٥.

٥ ـ تاريخ مدينة دمشق ١٣ / ٢٨٧.

٢٤٩

وعن ابن عمر قال : « حضرت موت حسن بن علي ، فقلت للحسين : اتق الله ولا تثر فتنة ، ولا تسفك الدماء ، وادفن أخاك إلى جنب أُمّه ، فإنّ أخاك قد عهد بذلك إليك ، فأخذ بذلك الحسين »(١) .

٤ ـ جاء في تاريخ اليعقوبي : « وقيل : إنّ عائشة ركبت بغلة شهباء وقالت : بيتي لا آذن فيه لأحد ، فأتاها القاسم بن محمّد بن أبي بكر فقال لها : يا عمّة! ما غسلنا رؤوسنا من يوم الجمل الأحمر ، أتريدين أن يقال يوم البغلة الشهباء؟ فرجعت »(٢) .

( ـ ـ سنّي )

كانت مخطئة ومخالفة لأمر الله ورسوله :

س : أتمنّى أن تعينوني على فهم بعض الأُمور التي مرّت عليّ ، وأُريد التأكّد منها ، هل ما سمعت عن كره الشيعة للسيّدة عائشة صحيح؟ جزاكم الله كُلّ خير.

ج : إنّ مسألة الحبّ والبغض من المسائل المتّفق عليها بين المسلمين كافّة ، وهي الحبّ في الله ، والبغض في الله ، وكذلك الموالاة لأولياء الله والمعاداة لأعدائه.

قال تعالى :( لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ باللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ الله وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللهِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) (٣) .

____________

١ ـ المصدر السابق ١٣ / ٢٨٨.

٢ ـ تاريخ اليعقوبي ٢ / ٢٢٥.

٣ ـ المجادلة : ٢٢.

٢٥٠

ولا عداء شخصي للشيعة مع أحد أبداً ، وإنّك ترى أنّ أهل البيتعليهم‌السلام يرحمون حتّى أعداءهم وقاتليهم ، ويبكون عليهم ويوصون بهم.

وترى أنّ الشيعة يتعاملون مع المسلمين كافّة كُلّ بحسبه ، فالمؤمن الصادق موقّر لديهم ، وإن كان ابن كافر ، والمنحرف مذموم لديهم ، وإن كان ابن أو أخ إمام.

فهذا عمّار وسلمان وأبو ذر والمقداد وأُمّ سلمة وعبد الله بن عباس ومحمّد بن أبي بكر ، وغيرهم من المؤمنين الملتزمين الممدوحين في الأحاديث الشريفة الصحيحة.

وها هو عبيد الله بن العباس وجعفر الكذّاب ، وغيرهم من السادة الهاشميين ، ولكنّهم يتبرّأون منهم ، ويبغضون أعمالهم.

فنحن لدينا موازين شرعية نضع الناس بحسبها لا بأهوائنا ولا بالنسب ، وإنّما بالتقوى والسيرة الحسنة ، أو العكس لأيّ شخص كائناً من كان.

وأمّا بخصوص عائشة ، فقد ثبت أنّها آذت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في كثير من المواقف ، كما في قصّة المغافير ، وتهديد الله تعالى لها أشدّ تهديد في القرآن لأحد من العالمين ، قال تعالى :( وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ الله هُوَ مَوْلاَهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلاَئِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ ) (١) ، وكذلك في الكثير من أقوالها وأفعالها معهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

وكذلك موقفها من الإمام عليعليه‌السلام بعد تحذير النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله إيّاها من ذلك الخروج ، وحرب أمير المؤمنين والخروج على إمام زمانها.

وأيضاً موقفها من دفن الإمام الحسن المجتبىعليه‌السلام مع جدّهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وعدم إذنها بذلك ، وغير ذلك ممّا هو معلوم لدى الجميع.

فموقفنا ليس شخصياً وعداءً لذاتها ، بل هو موقف من أعمالها ، وعدم كونها بمستوى المسؤولية والموقع الرفيع ، بكونها زوجة خاتم النبيينصلى‌الله‌عليه‌وآله ،

____________

١ ـ التحريم : ٤.

٢٥١

وقد قال تعالى :( يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرًا وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى ) (١) ، وكان عمر في زمن خلافته يمنعهن حتّى من الخروج للحجّ ، حتّى أذن لهن في آخر خلافته ، فكيف بالخروج على إمام زمانها ومحاربته.

فإنا نعتقد أنّها كانت مخطئة ومخالفة لأمر الله ورسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وعلى هذا فالدليل يسوقنا إلى عدم موالاتها ، ولا غرابة ، فالقرآن يعلّمنا البراءة من زوجة نوح ولوط ، وموالاة آسية امرأة فرعون.

( عيسى الشيباني ـ الإمارات ـ ٢٦ سنة ـ طالب ثانوية عامّة )

كانت تعلم بمبايعة الناس لعليعليه‌السلام :

س : وفّقكم الله لخدمة الإسلام والمسلمين ، وأظهر الحقّ على لسانكم وفي كتبكم المقدّسة ، يدّعي البعض بأنّ خروج عائشة في معركة الجمل عن عدم درايتها بأنّ علي بن أبي طالبعليه‌السلام قد تمّت له البيعة ، واستلام الخلافة له , وبالتالي هي معذورة في خروجها على الإمام في تلك الحرب ، حيث أنّها لو علمت لما خرجت على رأس الجيش؟

الرجاء توضيح هذه الشبهة ، ولكم فائق الاحترام والتقدير.

ج : المعروف أنّ واقعة الجمل كان سببها خروج عائشة مع طلحة والزبير للمطالبة بدم عثمان ، إلاّ أنّ الثابت تاريخياً أنّ عائشة هي التي حرّضت الناس على قتل عثمان بن عفّان ، وأصدرت فتوى بقتله بعد نعته بنعثل اليهودي ، وقالت : « اقتلوا نعثلاً فقد كفر »(٢) ، تعني عثمان ، وفي رواية أُخرى : « اقتلوا نعثلاً قتل الله نعثلاً »(٣) تعني عثمان ، ونعثل هو رجل يهودي كان يعيش في

____________

١ ـ الأحزاب : ٣٠ ـ ٣٣.

٢ ـ تاريخ الأُمم والملوك ٣ / ٤٧٧ ، شيخ المضيرة أبو هريرة : ١٧١.

٣ ـ تاج العروس ٨ / ١٤١ ، لسان العرب ١١ / ٦٧٠ ، شرح نهج البلاغة ٦ / ٢١٥ و ٢٠ / ٢٢.

٢٥٢

المدينة طويل اللحية ، بل ورد أنّ حفصة وعائشة قالتا لعثمان : « إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله سمّاك نعثلاً تشبيها بنعثل اليهودي »(١) ، وقيل : « إنّ نعثل هو الشيخ الأحمق ، وهو رجل من أهل مصر كان طويل اللحية وكان يشبه عثمان »(٢) .

وقال ابن أبي الحديد : « قال كُلّ من صنّف في السير والأخبار : إنّ عائشة كانت من أشدّ الناس على عثمان ، حتّى أنّها أخرجت ثوباً من ثياب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فنصبته في منزلها ، وكانت تقول للداخلين إليها : هذا ثوب رسول الله لم يبل ، وعثمان قد أبلى سنّته»(٣) .

وقد صدّق المسلمون ـ وعلى رأسهم الصحابة ـ دعوى عائشة ، واستجابوا لتحريضها ، فشاركوا في قتله ، ودفنوه في مقبرة اليهود(٤) .

ولكن السؤال المثير هو : لماذا خرجت عائشة للمطالبة بدم عثمان؟ وتجييش الجيوش من أجل ذلك؟

قال الطبري عن تلك الأحداث : « أنّ عائشة لما انتهت إلى سرف ـ موضع ستة أميال من مكّة ـ راجعة في طريقها إلى مكّة ، لقيها عبد ابن أُمّ كلاب ، وهو عبد ابن أبي سلمة ينسب إلى أُمّه ، فقالت له : مهيم؟

قال : قتلوا عثمان ، فمكثوا ثمانياً ، قالت : ثمّ صنعوا ماذا؟

قال : أخذها أهل المدينة بالاجتماع ، فجازت بهم الأُمور إلى خير مجاز ، اجتمعوا على علي بن أبي طالب ، فقالت : والله ليتَ إنّ هذه انطبقت على هذه إن تمّ الأمر لصاحبك ، ردّوني ردّوني ، فانصرفت إلى مكّة وهي تقول : قتل والله عثمان مظلوماً ، والله لأطلبن بدمه ، فقال لها ابن أُمّ كلاب : ولم؟ فو الله أنّ أوّل من أمال حرفه لأنتِ ، ولقد كنتِ تقولين : اقتلوا نعثلاً فقد كفر.

____________

١ ـ كشف الغمّة ٢ / ١٠٨.

٢ ـ لسان العرب ١١ / ٦٩٩.

٣ ـ شرح نهج البلاغة ٦ / ٢١٥.

٤ ـ أُنظر : الطبقات الكبرى ٣ / ٧٨.

٢٥٣

قالت : إنّهم استتابوه ثمّ قتلوه ، وقد قلت وقالوا ، وقولي الأخير خير من قولي الأوّل ، فقال ابن أُمّ كلاب :

منكِ البداء ومنكِ الغير

ومنكِ الرياح ومنكِ المطر

وأنتِ أمرتِ بقتل الإمام

وقلتِ لنا أنّه قد كفر

فهبنا أطعناكِ في قتله

وقاتله عندنا من أمر

إلى آخر الأبيات.

فانصرفت إلى مكّة ، فنزلت على باب المسجد ، فقصدت الحجر ، فسترت واجتمع إليها الناس ، فقالت : يا أيّها الناس ، إنّ عثمان قُتل مظلوماً ، ووالله لأطلبن بدمه »(١) .

والحاصل : إنّ عائشة كانت تعلم بمبايعة الناس لأمير المؤمنين عليعليه‌السلام ، ومن هنا كانت نقطة الانقلاب في موقفها ، وبمراجعة يسيرة إلى المصادر التاريخية تجد أنّ عائشة حتّى عند إخبارها بمقتل عثمان قبل علمها بمبايعة عليعليه‌السلام كانت تسمّيه نعثلاً وتتشفّى بمقتله ، ولكن علمها بمبايعة الإمامعليه‌السلام قلب موقفها تماماً ، وقادها إلى القيام بتلك الفتنة الكبيرة التي راح ضحيّتها عشرات الآلاف من المسلمين ، فكيف لا تعلم عائشة بمبايعة الناس لأمير المؤمنين عليعليه‌السلام ، وهي عندما قدمت إلى البصرة وجدت عليها عثمان بن حنيف عامل أمير المؤمنينعليه‌السلام عليها ، وقد أرسل أليها أبو الأسود الدؤلي يسألها عن خبرها ، وعن علّة مجيئها إلى البصرة ، فقالت له : أطلب بدم عثمان ، قال : إنّه ليس في البصرة من قتلة عثمان أحد ، قالت : صدقت ولكنّهم مع علي بن أبي طالب بالمدينة(٢) .

____________

١ ـ تاريخ الأُمم والملوك ٣ / ٤٧٦.

٢ ـ شرح نهج البلاغة ٦ / ٢٢٦.

٢٥٤

وعندما لم تجد عائشة آذاناً صاغية من عثمان بن حنيف وأصحابه في البصرة في مطالبها ، اشتد النزاع بين الفريقين حتّى حصلت تلك الواقعة المسمّاة بـ « واقعة الجمل الأصغر » ، والتي كان من آثارها أن قتل أربعون رجلاً من شيعة عليعليه‌السلام في المسجد ، وسبعون آخرون في مكان آخر ، وأسروا عثمان بن حنيف ، وكان من فضلاء الصحابة ، فأرادوا قتله ، ثمّ خافوا أن يثأر له أخوه سهل والأنصار ، فنتفوا لحيته وشاربيه وحاجبيه ورأسه وضربوه وحبسوه ، ثمّ طردوه من البصرة(١) .

وكان النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قد أخبر عائشة عن خروجها هذا وحذّرها منه ، وقال لها : «لا تكوني التي تنبحك كلاب الحوأب » ، والحوأب هو وادي كثير الماء نبحت كلابه عند مسير عائشة إلى البصرة ، وعندما سألت عنه أخبروها أنّ هذا المكان يسمّى بماء الحوأب.

فقالت : ردّوني ، ردّوني ، وذكرت التحذير الذي سمعته من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولكن وبمحضر من طلحة والزبير أحسّ بجسامة الموقف ، فاحضر خمسين رجلاً ، وشهدوا بأنّ هذا المكان لا يسمّى بماء الحوأب ، وكانت تلك أوّل شهادة زور في الإسلام كما يذكره المؤرّخون(٢) .

وخلاصة القول في مسير عائشة هو قول أمير المؤمنينعليه‌السلام في خطبة له : « أيّها الناس ، إنّ عائشة سارت إلى البصرة ومعها طلحة والزبير ، وكُلّ منهما يرى الأمر له دون صاحبه ، أمّا طلحة فابن عمّها ، وأما الزبير فختنها ، والله لو ظفروا بما أرادوا ـ ولن ينالوا ذلك أبداً ـ ليضربن أحدهما عنق صاحبه بعد تنازع

____________

١ ـ تاريخ الأُمم والملوك ٣ / ٤٨٥ ، انساب الأشراف : ٢٢٥ ، أُسد الغابة ٢ / ٤٠ ، شرح نهج البلاغة ٦ / ٢٢٦.

٢ ـ أُنظر : مسند أبي يعلى ٨ / ٢٨٢ ، شرح نهج البلاغة ٦ / ٢٢٥ و ٩ / ٣١٠ ، انساب الأشراف : ٢٢٤ ، تاريخ اليعقوبي ٢ / ١٨١ ، البداية والنهاية ٧ / ٢٥٨ ، المناقب : ١٨١.

٢٥٥

منهما شديد ، والله إنّ راكبة الجمل الأحمر ما تقطع عقبة ، ولا تحل عقدة إلاّ في معصية الله وسخطه ، حتّى تورد نفسها ومن معها موارد الهلكة »(١) .

وقد حذّر الله سبحانه قبل هذا نساء النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله من الخروج من بيوتهنّ وأمرهنّ بالقرار فيها بقوله :( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى ) (٢) ، ولذا نقول : ما حكم من خرجت من بيتها ومدينتها بل وكُلّ بلادها ، وذهبت إلى بلاد أُخرى تبعد عنها آلاف الأميال ، وأشعلت كُلّ هذه الفتنة التي يراها البعض بداية لفتن صفّين والنهروان ، وثمّ تولّي معاوية على رقاب المسلمين ، ثمّ واقعة كربلاء ، وما جرى على المسلمين إلى يومنا هذا؟ التي يعدّها البعض نتيجة حتمية لضعف العرب والمسلمين بسبب الفتن التي أشعلها الأوائل بوجه الخلافة العلوية.

ولا نريد أن نشير هنا إلى قول النبيّ الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله الذي رواه مسلم عن ابن عمر قال : خرج رسول الله من بيت عائشة فقال : «رأس الكفر من هاهنا من حيث يطلع قرن الشيطان »(٣) ، بل جاء في صحيح البخاري عن عبد الله قال : قام النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله خطيباً ، فأشار نحو مسكن عائشة فقال : «هاهنا الفتنة ، هاهنا الفتنة ، هاهنا الفتنة ، من حيث يطلع قرن الشيطان »(٤) .

____________

١ ـ شرح نهج البلاغة ١ / ٢٣٣.

٢ ـ الأحزاب : ٣٣.

٣ ـ صحيح مسلم ٨ / ١٨١.

٤ ـ صحيح البخاري ٤ / ٤٦.

٢٥٦

عالم الذرّ :

( ميسون رضا ـ لبنان ـ ٢٣ سنة ـ دراسة ماجستير في العلوم الإلهية )

بحث مفصّل للعلاّمة الطباطبائي حوله :

س : فكرة موجزة عن عالم الذرّ : أهم العلماء الذين يؤيّدون هذه النظرية ، بعض المصادر التي تناولت هذا الأمر من خلال أحاديث أهل البيت عليهم‌السلام .

ج : ننقل لك ما قاله العلاّمة الطباطبائيقدس‌سره حول الموضوع :

قوله تعالى :( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا ) (١) .

أخذ الشيء من الشيء يوجب انفصال المأخوذ من المأخوذ منه ، واستقلاله دونه بنحو من الأنحاء ، وهو يختلف باختلاف العنايات المتعلّقة بها ، والاعتبارات المأخوذة فيها ، كأخذ اللقمة من الطعام ، وأخذ الجرعة من ماء القدح ، وهو نوع من الأخذ ، وأخذ المال والأثاث من زيد الغاصب ، أو الجواد أو البائع أو المعير ، وهو نوع آخر ، أو أنواع مختلفة أُخرى ، وكأخذ العلم من العالم ، وأخذ الأهبة من المجلس ، وأخذ الحظّ من لقاء الصديق وهو نوع ، وأخذ الولد من والده للتربية ، وهو نوع إلى غير ذلك.

فمجرد ذكر الأخذ من الشيء لا يوضّح نوعه إلاّ ببيان زائد ، ولذلك أضاف الله سبحانه إلى قوله :( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ ) الدال على تفريقهم وتفصيل بعضهم من بعض.

____________

١ ـ الأعراف : ١٧٢.

٢٥٧

قوله :( مِن ظُهُورِهِمْ ) ليدلّ على نوع الفصل والأخذ ، وهو أخذ بعض المادّة منها ، بحيث لا تنقص المادّة المأخوذ منها بحسب صورتها ، ولا تنقلب عن تمامها واستقلالها ، ثمّ تكميل الجزء المأخوذ شيئاً تامّاً مستقلاً من نوع المأخوذ منه ، فيؤخذ الولد من ظهر من يلده ويولده ، وقد كان جزء ، ثمّ يجعل بعد الأخذ والفصل إنساناً تامّاً مستقلاً من والديه ، بعدما كان جزء منهما.

ثمّ يؤخذ من ظهر هذا المأخوذ مأخوذ آخر ، وعلى هذه الوتيرة حتّى يتمّ الأخذ ، وينفصل كُلّ جزء عمّا كان جزء منه ، ويتفرّق الأناسي وينتشر الأفراد ، وقد استقلّ كُلّ منهم عمّن سواه ، ويكون لكُلّ واحد منهم نفس مستقلة لها ما لها ، وعليها ما عليها ، فهذا مفاد قوله :( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ) ، ولو قال : أخذ ربّك من بني آدم ذرّيتهم أو نشرهم ونحو ذلك ، بقي المعنى على إبهامه.

وقوله :( وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ ) ينبأ عن فعل آخر إلهي تعلّق بهم ، بعد ما أخذ بعضهم من بعض ، وفصل بين كُلّ واحد منهم وغيره ، وهو إشهادهم على أنفسهم ، والإشهاد على الشيء هو إحضار الشاهد عنده ، وإراءته حقيقته ، ليتحمّله علماً تحمّلاً شهودياً ، فإشهادهم على أنفسهم ، هو إراءتهم حقيقة أنفسهم ، ليتحمّلوا ما أُريد تحمّلهم من أمرها ، ثمّ يؤدّوا ما تحمّلوه إذا سئلوا.

وللنفس في كُلّ ذي نفس جهات من التعلّق والارتباط بغيرها ، يمكن أن يستشهد الإنسان على بعضها دون بعض ، غير أنّ قوله :( أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ ) يوضّح ما أشهدوا لأجله ، وأُريد شهادتهم عليه ، وهو أن يشهدوا ربوبيته سبحانه لهم ، فيؤدّوها عند المسألة.

فالإنسان وإن بلغ من الكبر والخيلاء ما بلغ ، وغرّته مساعدة الأسباب ما غرّته ، واستهوته لا يسعه أن ينكر أنّه لا يملك وجود نفسه ، ولا يستقلّ بتدبير أمره ، ولو ملك نفسه لوقّاها ممّا يكرهه من الموت ، وسائر آلام الحياة

٢٥٨

ومصائبها ، ولو استقلّ بتدبير أمره لم يفتقر إلى الخضوع قبال الأسباب الكونية ، والوسائل التي يرى لنفسه أنّه يسودها ويحكم فيها ، ثمّ هي كالإنسان في الحاجة إلى ما وراءها ، والانقياد إلى حاكم غائب عنها ، يحكم فيها لها أو عليها ، وليس إلى الإنسان أن يسدّ خلّتها ويرفع حاجتها.

فالحاجة إلى ربّ ـ مالك مدبّر ـ حقيقة الإنسان ، والفقر مكتوب على نفسه ، والضعف مطبوع على ناصيته ، لا يخفى ذلك على إنسان له أدنى الشعور الإنساني ، والعالم والجاهل ، والصغير والكبير ، والشريف والوضيع في ذلك سواء.

فالإنسان في أيّ منزل من منازل الإنسانية نزل ، يشاهد من نفسه أنّ له ربّاً يملكه ويدبّر أمره ، وكيف لا يشاهد ربّه وهو يشاهد حاجته الذاتية؟ وكيف يتصوّر وقوع الشعور بالحاجة من غير شعور بالذي يحتاج إليه؟

فقوله :( أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ ) بيان ما أشهد عليه ، وقوله :( قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا ) اعتراف منهم بوقوع الشهادة وما شهدوه ، ولذا قيل : إنّ الآية تشير إلى ما يشاهده الإنسان في حياته الدنيا ، أنّه محتاج في جميع جهات حياته من وجوده ، وما يتعلّق به وجوده من اللوازم والأحكام ، ومعنى الآية إنّا خلقنا بني آدم في الأرض ، وفرّقناهم وميّزنا بعضهم من بعض بالتناسل والتوالد ، وأوفقناهم على احتياجهم ، ومربوبيتهم لنا ، فاعترفوا بذلك قائلين : بلى شهدنا أنّك ربّنا.

وعلى هذا يكون قولهم :( بَلَى شَهِدْنَا ) من قبيل القول بلسان الحال ، أو إسناد اللازم القول إلى القائل بالملزوم ، حيث اعترفوا بحاجاتهم ، ولزمه الاعتراف بمن يحتاجون إليه ، والفرق بين لسان الحال ، والقول بلازم القول :

أنّ الأوّل انكشاف المعنى عن الشيء لدلالة صفة من صفاته ، وحال من أحواله عليه ، سواء شعر به أم لا ، كما تفصح آثار الديار الخربة عن حال ساكنيها ، وكيف لعب الدهر بهم؟ وعدت عادية الأيّام عليهم؟ فأسكنت

٢٥٩

أجراسهم وأخمدت أنفاسهم ، وكما يتكلّم سيماء البائس المسكين عن فقره ومسكنته وسوء حاله.

والثاني انكشاف المعنى عن القائل ، لقوله بما يستلزمه أو تكلّمه بما يدلّ عليه بالالتزام.

فعلى أحد هذين النوعين من القول ، أعني القول بلسان الحال ، والقول بالاستلزام يحمل اعترافهم المحكي بقوله تعالى :( قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا ) ، والأوّل أقرب وأنسب ، فإنّه لا يكتفي في مقام الشهادة إلاّ بالصريح منها المدلول عليه بالمطابقة دون الالتزام.

ومن المعلوم : أنّ هذه الشهادة على أيّ نحو تحقّقت فهي من سنخ الاستشهاد المذكور في قوله :( أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ ) ، فالظاهر أنّه قد استوفى الجواب بعين اللسان الذي سألهم به ، ولذلك كان هناك نحو ثالث يمكن أن يحمل عليه هذه المساءلة والمجاوبة ، فإنّ الكلام الإلهي يكشف به عن المقاصد الإلهية بالفعل ، والإيجاد كلام حقيقي ـ وإن كان بنحو التحليل ـ كما تقدّم مراراً في مباحثنا السابقة ، فليكن هنا قوله :( أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ ) وقولهم :( بَلَى شَهِدْنَا ) من ذاك القبيل ، وسيجيء للكلام تتمّة.

وكيف كان فقوله :( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ ) الآية ، يدلّ على تفصيل بني آدم بعضهم من بعض ، وإشهاد كُلّ واحد منهم على نفسه ، وأخذ الاعتراف على الربوبية منه ، ويدلّ ذيل الآية وما يتلوه أعنّي قوله :( أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ * أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ ) (١) على الغرض من هذا الأخذ والإشهاد.

وهو على ما يفيده السياق إبطال حجّتين للعباد على الله ، وبيان أنّه لولا هذا الأخذ والإشهاد ، وأخذ الميثاق على انحصار الربوبية ، كان للعباد أن يتمسّكوا

____________

١ ـ الأعراف : ١٧٢ ـ ١٧٣.

٢٦٠

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

٤ - ابن حجر: « صدوق »(١) .

(٧٢)

أبو سعيد يحيى بن سليمان الكوفي الجعفي المقرئ

المتوفى سنة (٢٣٧). وهو شيخ ابراهيم بن الحسين بن علي الكسائي المعروف بابن ديزيل صاحب كتاب صفين. وقد أخرج عنه الحديث كما تقدّم في الكتاب.

ترجمته:

١ - ذكرهابن حبان في الثقات(٢) .

٢ - وثّقهالدارقطني والعقيلي (٣) .

٣ - الذهبي: « وعنه: خ والحسن بن سفيان، صويلح، مات سنة ٢٣٧.

وقال أبو حاتم: شيخ »(٤) .

٤ - ابن حجر: « صدوق يخطئ، من العاشرة، مات سنة سبع أو ثمان وثلاثين. خ ت »(٥) .

٥ - وقد ترجم لهالخزرجي في خلاصته(٦) .

____________________

(١). تقريب التهذيب ١ / ٤٣.

(٢). الثقات ٩ / ٢٦٣.

(٣). أنظر تهذيب التهذيب ١١ / ٢٢٧ وغيره.

(٤). الكاشف ٣ / ٢٥٧.

(٥). تقريب التهذيب ٢ / ٣٤٩.

(٦). خلاصة تذهيب الكمال: ٣٦٤.

٣٠١

(٧٣)

يعقوب بن حميد بن كاسب أبو يوسف المدني

المتوفى سنة (٢٤١). في فضائل علي لأحمد بن حنبل بالإِسناد عن عبدالله بن الصقر سنة ٢٩٩ قال: حدثنا يعقوب بن حمدان - والصحيح: حميد - بن كاسب، حدثنا سفيان عن ابن أبي نجيح، عن أبيه وربيعة الجرشي عن سعد بن أبي وقاص »(١) .

ترجمته:

١ - ذكرهابن حبان في الثقات(٢) .

٢ - الذهبي: « يعقوب بن حميد بن كاسب، الامام المحدث، عالم المدينة، حدث عنه: البخاري وابن ماجة وعبدالله بن أحمد واسماعيل القاضي وأبوبكر بن أبي عاصم وطائفة. ذكر البخاري فقال: لم نر إلّا خيرا »(٣) .

٣ - وفيالكاشف عن البخاري: « لم نر إلّا خيراً، هو في الأصل صدوق.

مات سنة ٢٤١ »(٤) .

٤ - ابن حجر: « صدوق ربما وهم، مات سنة أربعين أو احدى وأربعين عخ ق »(٥) .

____________________

(١). وهذا الحديث من زيادات القطيعي في فضائل أحمد بن حنبل كما تقدم في « ابن أبي نجيح ».

(٢). الثقات ٩ / ٢٨٥.

(٣). تذكرة الحفاظ ١ / ٤٦٦.

(٤). الكاشف ٣ / ٢٩٠.

(٥). تقريب التهذيب ٢ / ٢٧٥.

٣٠٢

(٧٤)

الحسن بن حماد بن كسيب أبو علي سجادة البغدادي

المتوفى سنة (٢٤١) روى عنه الواحدي نزول آية التبليغ في ولاية علي ٧ يوم غدير وقد تقدم الحديث عن قريب.

ترجمته:

١ - ذكرهابن حبان في الثقات(١) .

٢ - الخطيب: « وكان ثقة » ثم روى عن أحمد أنه قال: « صاحب سنّة وما بلغني عنه إلّا خير »(٢) .

٣ - الذهبي: « وعنه: د، ق، وأبو يعلى، وابن صاعد. ثقة، صاحب سنّة، توفي سنة ٢٤١»(٣) .

٤ - الذهبي: « صدوق »(٤) .

(٧٥)

أبو عمار الحسين بن حريث المروزي

المتوفى سنة (٢٤٤). أخرجه النسائي عن الحسين بن حريث المروزي إذ قال: « أخبرنا الحسين بن حريث

____________________

(١). الثقات ٨ / ١٧٥.

(٢). تاريخ بغداد ٧ / ٢٩٥.

(٣). الكاشف ١ / ٢٢٠.

(٤). تقريب التهذيب ١ / ١٦٥.

٣٠٣

المروزي قال: أخبرنا الفضل بن موسى، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن وهب قال قال علي كرم الله وجهه في الرحبة: أنشد بالله من سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم غدير خم يقول: إنّ الله ورسوله ولي المؤمنين، ومن كنت وليه فهذا وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره؟ قال: فقال سعيد: قام إلى جنبه ستة، وقال زيد بن يثيع: قام عندي ستّة. وقال عمرو ذي مر: أحب من أحبه وأبغض من أبغضه، وساق الحديث »(١) .

ترجمته:

١ - الخطيب: « روى عنه: محمد بن إسماعيل البخاري، ومسلم بن الحجاج النيسابوري أبو عبد الرحمن النسائي قال: الحسين بن حريث مروزي ثقة »(٢) .

٢ - الذهبي: « ثقة، توفي سنة ٢٤٤ »(٣) .

٣ - ابن حجر: « ثقة، من العاشرة. مات سنة أربع وأربعين. خ م د ت س »(٤) .

(٧٦)

هلال بن بشر أبو الحسن البصري

المتوفى سنة (٢٤٦). أخرج النسائي قال: « أخبرنا هلال بن بشر البصري قال: حدثنا محمد بن خالد قال: حدثني موسى بن يعقوب قال: حدثنا مهاجر بن مسمار بن سلمة، عن عائشة بنت سعد

____________________

(١). الخصائص: ١٠٣.

(٢). تاريخ بغداد ٨ / ٣٦.

(٣). الكاشف ١ / ٢٢٩.

(٤). تقريب التهذيب ١ / ١٧٥.

٣٠٤

قالت: سمعت أبي يقول سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم الجحفة، فأخذ بيد علي، فخطب فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيّها الناس إني وليّكم؟ قالوا: صدقت يا رسول الله. ثم أخذ بيد علي فرفعها فقال: هذا وليي ويؤدّي عنّي ديني، وأنا موالي من والاه ومعادي من عاداه »(١) .

ترجمته:

١- ذكرهابن حبان في الثقات(٢) .

٢ - الذهبي: « عنه، د، س، وابن خزيمة، وابن صاعد. ثقة. مات سنة ٢٤٦ »(٣) .

٣ - ابن حجر: « ثقة »(٤) .

(٧٧)

أبو الجوزاء أحمد بن عثمان البصري

المتوفى سنة (٢٤٦). أخرج النسائي قال: « أخبرنا أحمد بن عثمان البصري أبو الجوزاء عن سعد قال: فأخذ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بيد علي فخطب، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ألم تعلموا أني أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: نعم صدقت يا رسول الله، ثم أخذ بيد علي فرفعها فقال: من كنت وليه فهذا وليه، وإن الله ليوالي من والاه ويعادي من عاداه »(٥) .

____________________

(١). الخصائص: ٤٧.

(٢). الثقات ٩ / ٢٤٨.

(٣). الكاشف ٣ / ٢٢٦.

(٤). تقريب التهذيب ٢ / ٣٢٢.

(٥). الخصائص: ١٠١.

٣٠٥

ترجمته:

١ - ذكرهابن حبان في الثقات(١) .

٢ - وترجمهابن حجر في تهذيبه، فنقل كلمات الأعلام في ثقته والثناء عليه(٢) .

٣ - وفيتقريبه: « ثقة، من الحادية عشرة، مات سنة ست وأربعين. م ت س »(٣) .

٤ - وقالالذهبي: « وعنه: م، ت، س، وابن خزيمة، وابن جرير. ثقة ناسك. مات ٢٤٦»(٤) .

(٧٨)

محمد بن العلاء الهمداني الكوفي أبو كريب

المتوفى سنة (٢٤٨). أخرج أبو يعلى الموصلي قال: « ثنا أبوبكر ابن أبي شيبة، أنبأنا شريك عن أبي يزيد داود الأودي، عن أبيه يزيد الأودي قال: دخل أبو هريرة المسجد فاجتمع اليه الناس، فقام إليه شاب فقال: أنشدك بالله هل سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه؟ قال: فقال: إني أشهد أني سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه »(٥) .

و كذا أخرجه الحافظ النسائي، قال: « أخبرنا أبو كريب محمد بن العلاء الكوفي، قال: حدثنا أبو معاوية قال: حدثنا الأعمش، عن عميرة بن سعد عن

____________________

(١). الثقات ٨ / ٤٢.

(٢). تهذيب التهذيب ١ / ٦١.

(٣). تقريب التهذيب ١ / ٢٢.

(٤). الكاشف ١ / ٦٥.

(٥). مسند أبي يعلى. وأنظر مجمع الزوائد ٩ / ١٠٥.

٣٠٦

ابن بريدة، عن أبيه، قال: بعثنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم واستعمل علينا علياً، فلما رجعنا سألنا كيف رأيتم صحبة صاحبكم؟ فلما شكوته أنا - وما شكاه غيري - فرفعت رأسي - وكنت رجلا مكباباً - وإذا وجه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد أحمر. فقال: من كنت وليّه فعلي وليّه »(١) .

ترجمته:

١ - الذهبي: « أبو كريب محمد بن العلاء الهمداني الكوفي، الحافظ الثقة، محدّث الكوفة وعنه: الجماعة، وعبدالله بن أحمد، والفريابي، وابن خزيمة، وأبو عروبة، ومحمد بن قاسم المحرابي، وخلق كثير. قال ابن نمير: ما بالعراق أحد أكثر حديثا من أبي كريب، ولا أعرف بحديث بلدنا منه، وكان ابن عقدة يقدم أبا كريب في الحفظ والكثرة على جميع مشايخهم وقال أبو حاتم: صدوق »(٢) .

٢ - ابن حجر العسقلاني: « ثقة حافظ. من العاشرة مات سنة سبع وأربعين. وهو ابن سبع وثمانين سنة. ع »(٣) .

(٧٩)

يوسف بن عيسى بن دينار الزهري أبو يعقوب المروزي

المتوفى سنة (٢٤٩) أخرج النسائي قال: « أخبرنا يوسف بن عيسى قال: أخبرنا الفضيل بن موسى قال: حدثنا الأعمش، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن وهب قال: قال

____________________

(١). الخصائص: ٩٣.

(٢). تذكرة الحفاظ ٢ / ٤٩٧.

(٣). تقريب التهذيب ٢ / ١٩٧.

٣٠٧

عليرضي‌الله‌عنه في الرحبة: أنشد الله من سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم غدير خم يقول: الله وليي وأنا ولي المؤمنين، ومن كنت وليّه فهذا وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره. فقال سعيد: [ فقام ] إلى جنبي ستة. وقال حارثة بن نصر: قام ستة. وقال زيد بن يثيع: قام عندي ستة. وقال عمرو ذو مر: أحب من أحبه وأبغض من أبغضه »(١) .

ترجمته:

١ - الذهبي: « وعنه: خ، م، ت س، وعمر البجيري، مات سنة ٢٤٩ »(٢) .

٢ - ابن حجر: « ثقة، فاضل، من العاشرة، مات سنة تسع وأربعين. خ م ت س »(٣) .

٣ - ووثقه غير واحد من الحفّاظ كما في خلاصةالخزرجي (٤) .

(٨٠)

نصر بن علي بن نصر الجهضمي

المتوفى سنة (٢٥١). أخرج النسائي قال: « أخبرنا زكريا بن يحيى قال: حدثنا نصر بن علي قال: حدثنا عبدالله بن داود، عن عبد الواحد بن أيمن عن أبيه: إن سعدا قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من كنت مولاه فعلي مولاه »(٥) .

____________________

(١). الخصائص: ١٣١.

(٢). الكاشف ٣ / ٣٠٠.

(٣). تقريب التهذيب ٢ / ٣٨٢.

(٤). خلاصة تذهيب الكمال: ٣٧٨.

(٥). الخصائص: ٩٥.

٣٠٨

ترجمته:

١ - السمعاني: « كان من العلماء المتقنين »(١) .

٢ - الذهبي: « نصر بن علي الجهضمي الحافظ العلّامة أبو عمرو وعنه: الجماعة وزكريا الساجي قال أحمد: ما به بأس، وقال أبو حاتم: هو أحب إليّ من الفلاس وأحفظ منه وأوثق. قال النسائي: ثقة. وقال ابن أبي داود: بعث اليه المستعين ليشخصه للقضاء فدعاه متولي البصرة فأخبره فقال: أستخير الله، فرجع وصلّى ركعتين وقال: اللهم إن كان لي عندك خير فاقبضني إليك. ثم نام، فنبّهوه فإذا هو ميت. مات سنة ٢٥٠ في ربيع الآخر رحمه الله تعالى »(٢) .

٣ - وذكر كلمات الثناء عليه فيتهذيب التهذيب (٣) .

٤ - وفيالتقريب: « ثبت، طلب للقضاء فامتنع، من العاشرة، مات سنة خمسين أو بعدها. ع »(٤) .

(٨١)

يوسف بن موسى أبو يعقوب القطان الكوفي

المتوفى سنة (٢٥٣). أخرج البزار قائلاً: « حدثنا يوسف بن موسى قال: نا هلال بن اسماعيل قال: حدثني جعفر الأحمر عن يزيد بن أبي زياد وعن مسلم بن سالم قالا: نا عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: سمعت علياً ينشد الناس يقول: أنشد امرءاً مسلماً سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول يوم غدير خم إلّا قام. فقام اثنا عشر رجلاً فقالوا: أخذ

____________________

(١). الأنساب - الجهضمي.

(٢). تذكرة الحفاظ ٢ / ٥١٩.

(٣). تهذيب التهذيب ١٠ / ٤٣٠.

(٤). تقريب التهذيب ٢ / ٣٠٠.

٣٠٩

رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بيد علي ثم قال: أيها الناس ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: اللهم من كنت مولى له فهذا مولاه. اللهم وال من والاه وعاد من عاداه »(١) .

ترجمته:

١ - الخطيب: « روى عنه: محمد بن اسماعيل البخاري، وابراهيم الحربي، وأبو عبد الرحمن النسائي وقد وصف غير واحد من الأئمة يوسف ابن موسى بالثقة، واحتج به البخاري في صحيحه » ثم روى قول يحيى بن معين فيه - في جواب من سأله عنه -: « صدوق أكتب عنه » وعن النسائي: « لا بأس به »(٢) .

٢ - الذهبي: « عنه: خ، د، ت، ق، والمحاملي، وسمع منه ابن معين. مات سنة ٢٥٣ »(٣) .

٣ - ابن حجر: « صدوق »(٤) .

(٨٢)

محمد بن عبد الرحيم أبو يحيى البغدادي البزاز المعروف بصاعقة

المتوفى سنة (٢٥٥). أخرج النسائي قال: « أخبرني أبو عبد الرحمن زكريا بن يحيى السجستاني قال: حدثني محمد بن عبد الرحيم قال: أخبرنا ابراهيم حدثنا معن حدثني موسى بن يعقوب، عن مهاجر بن مسمار، عن عائشة بنت سعد وعامر بن

____________________

(١). مسند أبي بكر البزار - تقدّم في محلّه.

(٢). تاريخ بغداد ١٤ / ٣٠٤.

(٣). الكاشف ٣ / ٣٠١.

(٤). تقريب التهذيب ٢ / ٣٨٣.

٣١٠

سعد عن سعد: ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خطب فقال: أمّا بعد أيّها الناس، فإني وليكم. قالوا: صدقت. ثم أخذ بيد علي فرفعها ثم قال هذا وليي والمؤدّي عني، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه »(١) .

ترجمته:

١ - الخطيب: « كان متقناً ضابطاً عالماً حافظاً، حدّث عنه: محمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن اسماعيل البخاري في صحيحه، وأبو داود السجستاني، وعبدالله بن أحمد بن حنبل » ثم روى ثقته عن النسائي وعبدالله بن أحمد وابن صاعد والسرّاج وغيرهم(٢) .

٢ - الذهبي: « صاعقة الحافظ الكبير »(٣) .

٣ - وفيالكاشف: « عنه: خ، د، ت، س، وابن صاعد، والمحاملي وكان بزازا. توفي سنة ٢٥٥ في شعبان ».

٤ - وأوردابن حجر كلمات التوثيق في تهذيبه، وقال في التقريب: « ثقة حافظ »(٤) .

(٨٣)

محمد بن عبدالله العدوي المقري

المتوفى سنة (٢٥٦). قال العاصمي: « أخبرني شيخي محمد بن أحمدرحمه‌الله ، قال: أخبرنا أبو أحمد الهمداني قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن ابراهيم بن محمد بن عبدالله بن جبلة القهستاني قال:

____________________

(١). الخصائص: ١٠٠.

(٢). تاريخ بغداد: ٢ / ٣٦٣.

(٣). تذكرة الحفاظ ٢ / ٥٥٣.

(٤). تهذيب التهذيب ٩ / ٣١١. تقريب التهذيب ٢ / ١٨٥.

٣١١

حدثنا أبو قريش محمد بن جمعة بن خلف القائني قال: حدثنا أبو يحيى محمد بن عبدالله بن يزيد المقري قال: حدثنا أبي قال: حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان، عن عدي بن ثابت، عن البراء بن عازب قال: لمـّا قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه. قال عمر: هنيئاً لك يا أبا الحسن أصبحت مولى كل مسلم »(١) .

ترجمته:

١ - ذكرهابن حبان في الثقات(٢) .

٢ - وقالالذهبي: « وعنه: س، ق، وابن خزيمة، وابراهيم الهاشمي. قال أبو حاتم: صدوق. مات سنة ٢٥٦ »(٣) .

٣ - وأورد ابن حجر كلمات التوثيق والثناء عليه في تهذيب التهذيب(٤) .

٤ - وقال فيتقريبه « ثقة »(٥) .

(٨٤)

أبو عبدالله محمد بن اسماعيل البخاري

المتوفى سنة (٢٥٦) صاحب الصحيح. أخرج الحديث من طريق « عبيد، عن يونس بن بكير، عن اسماعيل ابن نشيط العامري، عن جميل بن عامر: إن سالماً حدّثه سمع من سمع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه »(٦) .

____________________

(١). زين الفتى في تفسير سورة هل أتى - مخطوط.

(٢). الثقات ٩ / ١٢١.

(٣). الكاشف ٣ / ٦٦.

(٤). تهذيب التهذيب ٩ / ٢٨٤.

(٥). تقريب التهذيب ٢ / ١٨١.

(٦). أنظر تاريخه ج ١ قسم ١ / ٣٧٥.

٣١٢

ترجمته:

والبخاري غني عن التّعريف، فهو صاحب أهم الكتب وأوثقها عندهم بعد كتاب الله عز وجل، وقد وصفوه وكتابه بما لم يصفوا به غيره، وبالغوا في الثناء عليه وعلى كتابه بما يفوق الحد والحصر.

وتوجد ترجمته في جميع مصادر التراجم ومعاجم الرجال.

(٨٥)

عبدالله بن سعيد الكندي الكوفي أبو سعيد الأشج

صاحب التفسير المتوفى سنة (٢٥٧). أخرج الحافظ الكنجي الشّافعي قال: « أخبرني بذلك عالياً المشايخ منهم: الشريف الخطيب أبو تمام علي بن أبي الفخار بن أبي منصور الهاشمي بكرخ بغداد، وأبو طالب عبد اللطيف بن محمد بن علي بن حمزة القبيطي بنهر معلى، وابراهيم بن عثمان بن يوسف بن أيوب الكاشغري قالوا جميعا: أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن سليمان المعروف بنسيب ابن البطي - وقال الكاشغري أيضاً: أخبرنا أبو الحسن علي بن أبي القاسم الطوسي المعروف بابن تاج القراء، قالا: أخبرنا أبو عبدالله مالك بن أحمد بن علي البانياسي، أخبرنا أبو الحسن أحمد ابن محمد بن موسى بن الصلت، حدثنا ابراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، حدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا مطلب بن زياد عن عبدالله بن محمد بن عقيل قال:

كنت عند جابر بن عبدالله في بيته وعلي بن الحسين ومحمد بن الحنفية وأبو جعفر، فدخل رجل من أهل العراق فقال: بالله إلّا ما حدثتني ما رأيت وما سمعت من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . فقال: كنا بالجحفة بغدير خم، وثم ناس كثير من جهينة ومزينة وغفار، فخرج علينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من خباء فسطاط، فأشار بيده ثلاثاً، فأخذ بيد علي بن أبي طالب وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه »(١) .

____________________

(١). كفاية الطالب: ٦١ - ٦٢.

٣١٣

ترجمته

١ - الذهبي: « الأشج الامام شيخ الإِسلام، أبو سعيد عبدالله بن سعيد ابن حصين الكندي الكوفي، الحافظ محدّث الكوفة، وصاحب التّفسير والتصانيف ذكره أبو حاتم فقال: هو إمام أهل زمانه، وقال محمد بن أحمد ابن بلال الشطوي: ما رأيت أحداً أحفظ منه، وقال النسائي: صدوق. مات في ربيع الأول سنة ٢٥٧ وقد زاد على التسعينرحمه‌الله »(١) .

٢ - ابن حجر: « ثقة، من صغار العاشرة. مات سنة سبع وخمسين.

ع »(٢) .

٣ - اليافعي: « وفيها توفي الحافظ صاحب التصانيف: أبو سعيد الأشج الكندي الكوفي »(٣) .

٤ - السيوطي: « أحد الأئمّة وعنه: الأئمّة الستة، وأبو زرعة، وابن أبي الدنيا، وخلق. قال أبو حاتم: ثقة صدوق، إمام أهل زمانه. مات سنة ٢٥٧ »(٤) .

(٨٦)

أحمد بن عثمان بن حكيم أبو عبدالله الأودي

المتوفى سنة (٢٦١) أو (٢٦٢)، أخرج النسائي قال: « أخبرنا محمد بن يحيى بن عبدالله النيسابوري وأحمد بن عثمان بن حكيم قالا: حدثنا عبيدالله بن موسى قال: أخبرنا هاني بن أيوب، عن طلحة قال: حدثنا عميرة بن سعد: أنه سمع علياًرضي‌الله‌عنه وهو

____________________

(١). تذكرة الحفاظ ٢ / ٥٠١. وأنظر الكاشف ٢ / ٩١.

(٢). تقريب التهذيب ١ / ٤١٩.

(٣). مرآة الجنان. حوادث ٢٥٧.

(٤). طبقات الحفاظ: ٢١٨.

٣١٤

ينشد في الرحبة من سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه؟ فقام ستة نفر فشهدوا »(١) .

ترجمته

١ - الخطيب: « روى عنه: البخاري في صحيحه، وابو حاتم الرازي، وابو عبد الرحمن النسائي » ثم روى عن النسائي قوله: « أحمد بن عثمان بن حكيم ثقة كوفي » وعن عبد الرحمن ابن خراش: « كان ثقة عدلاً »(٢) .

٢ - الذهبي: « وعنه: خ، م، س، ق، والمحاملي، وأبو عوانة، وخلق.

مات ٢٦١ »(٣) .

٣ - ابن حجر: « ثقة »(٤) .

(٨٧)

عمر بن شبة النميري أبو زيد البصري

المتوفى سنة (٢٦٢). أخرج الحافظ أبو نعيم « عن أبي بكر محمد التستري عن يعقوب، وعن عمر بن محمد السري، عن ابن أبي داود قالا: حدثنا عمر بن شبة، عن عيسى، عن يزيد بن عمر بن مورق قال: كنت بالشام وعمر بن عبد العزيز يعطي الناس، فتقدمت إليه فقال لي: ممن أنت؟ قلت: من قريش. قال: من أي قريش؟ قلت: من بني هاشم، قال: فسكت فقال: من أي بني هاشم؟ قلت: مولى علي قال: من علي؟ فسكت. قال: فوضع يده على صدره فقال: وأنا - والله - مولى علي بن أبي طالب

____________________

(١). الخصائص: ٩٥.

(٢). تاريخ بغداد ٤ / ٢٩٦.

(٣). الكاشف ١ / ٦٥.

(٤). تقريب التهذيب ١ / ٢١.

٣١٥

كرم الله وجهه. ثم قال: حدثني عدة أنهم سمعوا النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه »(١) .

ترجمته

١ - الخطيب: « وكان ثقة عالماً بالسّير وأيّام الناس، وله تصانيف كثيرة » ثم روى ثقته عند الدار قطني »(٢) .

٢ - الذهبي: « عمر بن شبة بن عبيدة، الحافظ العلامة الأخباري، الثقة وثّقه الدار قطني وغيره »(٣) .

٣ - وفيالكاشف: « وعنه: ق، وابن أبي حاتم، وابن مخلد. ثقة. مات سنة ٢٦٢. عاش ٨٩ سنة »(٤) .

٤ - ابن حجر: « صدوق له تصانيف »(٥) .

(٨٨)

أحمد بن يوسف بن خالد السلمى أبو الحسن النيسابوري المعروف بحمدان

المتوفى سنة (٢٦٤). أخرج الحاكم عن محمد بن صالح بن هانئ قال: ثنا أحمد بن نصر، وأخبرنا محمد بن علي الشيباني بالكوفة، ثنا أحمد بن حازم الغفاري، ثنا محمد بن عبدالله العمري، ثنا محمد بن اسحاق، ثنا محمد بن يحيى وأحمد بن يوسف قالوا: ثنا أبو نعيم، ثنا ابن أبي غنية، عن حكم، عن سعيد بن

____________________

(١). حلية الأولياء ٥ / ٣٦٤.

(٢). تاريخ بغداد ١١ / ٢٠٨.

(٣). تذكرة الحفاظ ٢ / ٥١٦.

(٤). الكاشف ٢ / ٣١٣.

(٥). تقريب التهذيب ١ / ٥٧.

٣١٦

جبير، عن ابن عباس، عن بريدة بن الحصيب قال:

« غزوت مع علي إلى اليمن، فرأيت منه جفوة، فقدمت على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فذكرت علياً فتنقصته، فرأيت وجه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يتغيّر. فقال: يا بريدة ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قلت: بلى يا رسول الله. فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه. فذكر الحديث. هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه »(١) .

ترجمته

١ - الذهبي: « أحمد بن يوسف بن خالد، الإِمام الحافظ، محدّث نيسابور، ابو الحسن السلمي النيسابوري. حمدان حدث عنه: م، د، س، ق قلت: متّفق على عدالته وجلالته »(٢) .

٢ - وفي الكاشف: « كان حافظاً جوّالاً. مات ٢٦٤ »(٣) .

٣ - وقال ابن حجر: « حافظ ثقة »(٤) .

٤ - اليافعي: « وفيها توفي أحمد بن يوسف السلمي النيسابوري الحافظ، كان ممن رحل إلى اليمن، وأكثر عن عبد الرزاق وطبقته، وكان يقول: كتبت عن عبيدالله بن موسى ثلاثين ألف حديث »(٥) .

(٨٩)

عبيدالله بن عبد الكريم أبو زرعة المخزومي الرازي

الموفى سنة (٢٦٤)

____________________

(١). المستدرك ٣ / ١١٠.

(٢). تذكرة الحفاظ ١ / ٥٦٥.

(٣). الكاشف ١ / ٧٣.

(٤). تقريب التهذيب ١ / ٢٩.

(٥). مرآة الجنان - حوادث ٢٦٤.

٣١٧

روى ابن كثير الدمشقي حديث الغدير عن الحافظ أبي يعلى والحسن بن سفيان، باسنادهما عن عدي بن ثابت عن البراء قال: كنا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حجة الوداع

ثم قال ابن كثير: ورواه ابن جرير، عن أبي زرعة، عن موسى بن اسماعيل عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد وأبي هارون العبدي وقد تقدم في موسى ابن اسماعيل(١) .

ترجمته

١ - الخطيب: « وكان إماماً ربانياً متقناً حافظاً مكثراً صادقاً » ثمّ روى عن أحمد قوله: « استأثرت بمذاكرة أبي زرعة على نوافلي » وعن أبي حاتم: « إذا رأيت الرازي وغيره يبغض أبا زرعة فاعلم أنه مبتدع » وعن أبي بكر ابن أبي شيبة: « ما رأيت أحداً أحفظ من أبي زرعة الرازي » وعن النسائي: « أبو زرعة الرازي ثقة » إلى غير ذلك من كلمات الأعلام التي رواها في حق أبي زرعة(٢) .

٢ - وكذا ذكر كلماتهم في حقه فيتذكرة الحفاظ (٣) .

٣ - وكذاابن حجر في تهذيب التهذيب(٤) .

٤ - ووصفهالسيوطي بقوله: « أحد الأئمّة الأعلام وحفاظ الاسلام »(٥) .

(٩٠)

أحمد بن منصور بن سيار أبوبكر الرمادي

المتوفى سنة (٢٦٥) قال الحافظ

____________________

(١). تاريخ ابن كثير ٥ / ٢٠٩ - ٢١٠.

(٢). تاريخ بغداد ١٠ / ٣٢٦.

(٣). تذكرة الحفاظ ٢ / ٥٥٧.

(٤). تهذيب التهذيب ٧ / ٣.

(٥). طبقات الحفاظ: ٢٤٩.

٣١٨

ابن كثير: « ورواه النسائي أيضاً من حديث اسرائيل عن أبي اسحاق عن عمرو ذي مر، قال: نشد علي الناس بالرحبة فقام أناس فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله يقول يوم غدير خم: من كنت مولاه فإنّ عليّاً مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وأحب من أحبه، وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره.

ورواه ابن جرير، عن أحمد بن منصور، عن عبد الرزاق، عن إسرائيل عن أبي إسحاق، عن زيد بن وهب وعبد خير عن علي.

وقد رواه ابن جرير عن أحمد بن منصور عن عبيدالله بن موسى - وهو شيعي ثقة - عن فطر بن خليفة، عن أبي إسحاق، عن زيد بن وهب وزيد بن يثيع وعمر وذي مر: إن علياً أنشد الناس بالكوفة وذكر الحديث ».

قال ابن كثير: « وقال ابن جرير: حدثنا أحمد بن منصور، ثنا أبو عامر العقدي - وروى ابن أبي عاصم عن سليمان الغلابي عن أبي عامر العقدي - ثنا كثير بن زيد حدثني محمد بن عمر بن علي عن أبيه عن علي: إن رسول الله حضر الشجرة بخم. فذكر الحديث وفيه: من كنت مولاه فإن علياً مولاه »(١) .

ترجمته

١ - الخطيب: « روى عنه: اسماعيل بن إسحاق القاضي، وقاسم المطرز وأبو القاسم البغوي، ويحيى بن صاعد، والقاضي المحاملي، ومحمد بن مخلد والحسين بن يحيى بن عياش، واسماعيل بن محمد الصفار. وقال ابن أبي حاتم: كتبنا عنه مع أبي وكان أبي يوثّقه » ثم روى عن جماعة الثناء عليه، وعن بعضهم أنه « أثبت من أبي بكر بن أبي شيبة » وعن الدار قطني: « أحمد بن منصور الرمادي ثقة »(٢) .

____________________

(١). تاريخ ابن كثير ٥ / ٢١٠ - ٢١١.

(٢). تاريخ بغداد ٥ / ١٥١.

٣١٩

٢ - الذهبي: « الرمادي الحافظ الحجة صنف المسند، وكان ذا حفظ ومعرفة، حدث عنه ابن ماجة وثقه أبو حاتم، وقال ابن أورمة الاصبهاني: لو أن رجلاً قال: ثنا أبوبكر ابن. أبي شيبة وقال الآخر: ثنا الرمادي لكانا سواء »(١) .

٣ - ابن حجر: « ثقة حافظ »(٢) .

(٩١)

محمد بن عوف بن سفيان أبو جعفر الطائي الحمصي

المتوفى سنة (٢٧٢). روى ابن كثير الحافظ عن الجزء الأول من كتاب غدير خم للطبري: « حدثنا محمد بن عوف الطائي، ثنا عبدالله بن موسى، أنبأنا اسماعيل بن نشيط، عن جميل بن عمارة، عن سالم بن عبدالله بن عمر. قال ابن جرير: أحسبه قال عن عمر وليس في كتابي سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - وهو آخذ بيد علي - يقول: من كنت مولاه فهذا مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه »(٣) .

ترجمته

١ - الذهبي: « محمد بن عوف بن سفيان، الحافظ الامام، أبو جعفر الطائي الحمصي محدّث الشام حدث عنه أبو داود قال ابن عدي: هو عالم بحديث الشام الصحيح منه والضعيف، وعليه كان اعتماد ابن جوصاء، ومنه يسأل حديث أهل حمص خاصة. قلت: قد وثقه غير واحد وأثنوا على معرفته

____________________

(١). تذكرة الحفاظ ٢ / ٥٦٤.

(٢). تقريب التهذيب ١ / ٢٦.

(٣). تاريخ ابن كثير ٥ / ٢١٣ وفيه: « قال شيخنا أبو عبدالله الذهبي: وجدته في نسخة مكتوبة عن ابن جرير ».

٣٢٠

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424