نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ٧

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار13%

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 424

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 424 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 257777 / تحميل: 6466
الحجم الحجم الحجم
نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ٧

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

٤ - ابن حجر: « صدوق »(١) .

(٧٢)

أبو سعيد يحيى بن سليمان الكوفي الجعفي المقرئ

المتوفى سنة (٢٣٧). وهو شيخ ابراهيم بن الحسين بن علي الكسائي المعروف بابن ديزيل صاحب كتاب صفين. وقد أخرج عنه الحديث كما تقدّم في الكتاب.

ترجمته:

١ - ذكرهابن حبان في الثقات(٢) .

٢ - وثّقهالدارقطني والعقيلي (٣) .

٣ - الذهبي: « وعنه: خ والحسن بن سفيان، صويلح، مات سنة ٢٣٧.

وقال أبو حاتم: شيخ »(٤) .

٤ - ابن حجر: « صدوق يخطئ، من العاشرة، مات سنة سبع أو ثمان وثلاثين. خ ت »(٥) .

٥ - وقد ترجم لهالخزرجي في خلاصته(٦) .

____________________

(١). تقريب التهذيب ١ / ٤٣.

(٢). الثقات ٩ / ٢٦٣.

(٣). أنظر تهذيب التهذيب ١١ / ٢٢٧ وغيره.

(٤). الكاشف ٣ / ٢٥٧.

(٥). تقريب التهذيب ٢ / ٣٤٩.

(٦). خلاصة تذهيب الكمال: ٣٦٤.

٣٠١

(٧٣)

يعقوب بن حميد بن كاسب أبو يوسف المدني

المتوفى سنة (٢٤١). في فضائل علي لأحمد بن حنبل بالإِسناد عن عبدالله بن الصقر سنة ٢٩٩ قال: حدثنا يعقوب بن حمدان - والصحيح: حميد - بن كاسب، حدثنا سفيان عن ابن أبي نجيح، عن أبيه وربيعة الجرشي عن سعد بن أبي وقاص »(١) .

ترجمته:

١ - ذكرهابن حبان في الثقات(٢) .

٢ - الذهبي: « يعقوب بن حميد بن كاسب، الامام المحدث، عالم المدينة، حدث عنه: البخاري وابن ماجة وعبدالله بن أحمد واسماعيل القاضي وأبوبكر بن أبي عاصم وطائفة. ذكر البخاري فقال: لم نر إلّا خيرا »(٣) .

٣ - وفيالكاشف عن البخاري: « لم نر إلّا خيراً، هو في الأصل صدوق.

مات سنة ٢٤١ »(٤) .

٤ - ابن حجر: « صدوق ربما وهم، مات سنة أربعين أو احدى وأربعين عخ ق »(٥) .

____________________

(١). وهذا الحديث من زيادات القطيعي في فضائل أحمد بن حنبل كما تقدم في « ابن أبي نجيح ».

(٢). الثقات ٩ / ٢٨٥.

(٣). تذكرة الحفاظ ١ / ٤٦٦.

(٤). الكاشف ٣ / ٢٩٠.

(٥). تقريب التهذيب ٢ / ٢٧٥.

٣٠٢

(٧٤)

الحسن بن حماد بن كسيب أبو علي سجادة البغدادي

المتوفى سنة (٢٤١) روى عنه الواحدي نزول آية التبليغ في ولاية علي ٧ يوم غدير وقد تقدم الحديث عن قريب.

ترجمته:

١ - ذكرهابن حبان في الثقات(١) .

٢ - الخطيب: « وكان ثقة » ثم روى عن أحمد أنه قال: « صاحب سنّة وما بلغني عنه إلّا خير »(٢) .

٣ - الذهبي: « وعنه: د، ق، وأبو يعلى، وابن صاعد. ثقة، صاحب سنّة، توفي سنة ٢٤١»(٣) .

٤ - الذهبي: « صدوق »(٤) .

(٧٥)

أبو عمار الحسين بن حريث المروزي

المتوفى سنة (٢٤٤). أخرجه النسائي عن الحسين بن حريث المروزي إذ قال: « أخبرنا الحسين بن حريث

____________________

(١). الثقات ٨ / ١٧٥.

(٢). تاريخ بغداد ٧ / ٢٩٥.

(٣). الكاشف ١ / ٢٢٠.

(٤). تقريب التهذيب ١ / ١٦٥.

٣٠٣

المروزي قال: أخبرنا الفضل بن موسى، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن وهب قال قال علي كرم الله وجهه في الرحبة: أنشد بالله من سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم غدير خم يقول: إنّ الله ورسوله ولي المؤمنين، ومن كنت وليه فهذا وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره؟ قال: فقال سعيد: قام إلى جنبه ستة، وقال زيد بن يثيع: قام عندي ستّة. وقال عمرو ذي مر: أحب من أحبه وأبغض من أبغضه، وساق الحديث »(١) .

ترجمته:

١ - الخطيب: « روى عنه: محمد بن إسماعيل البخاري، ومسلم بن الحجاج النيسابوري أبو عبد الرحمن النسائي قال: الحسين بن حريث مروزي ثقة »(٢) .

٢ - الذهبي: « ثقة، توفي سنة ٢٤٤ »(٣) .

٣ - ابن حجر: « ثقة، من العاشرة. مات سنة أربع وأربعين. خ م د ت س »(٤) .

(٧٦)

هلال بن بشر أبو الحسن البصري

المتوفى سنة (٢٤٦). أخرج النسائي قال: « أخبرنا هلال بن بشر البصري قال: حدثنا محمد بن خالد قال: حدثني موسى بن يعقوب قال: حدثنا مهاجر بن مسمار بن سلمة، عن عائشة بنت سعد

____________________

(١). الخصائص: ١٠٣.

(٢). تاريخ بغداد ٨ / ٣٦.

(٣). الكاشف ١ / ٢٢٩.

(٤). تقريب التهذيب ١ / ١٧٥.

٣٠٤

قالت: سمعت أبي يقول سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم الجحفة، فأخذ بيد علي، فخطب فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيّها الناس إني وليّكم؟ قالوا: صدقت يا رسول الله. ثم أخذ بيد علي فرفعها فقال: هذا وليي ويؤدّي عنّي ديني، وأنا موالي من والاه ومعادي من عاداه »(١) .

ترجمته:

١- ذكرهابن حبان في الثقات(٢) .

٢ - الذهبي: « عنه، د، س، وابن خزيمة، وابن صاعد. ثقة. مات سنة ٢٤٦ »(٣) .

٣ - ابن حجر: « ثقة »(٤) .

(٧٧)

أبو الجوزاء أحمد بن عثمان البصري

المتوفى سنة (٢٤٦). أخرج النسائي قال: « أخبرنا أحمد بن عثمان البصري أبو الجوزاء عن سعد قال: فأخذ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بيد علي فخطب، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ألم تعلموا أني أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: نعم صدقت يا رسول الله، ثم أخذ بيد علي فرفعها فقال: من كنت وليه فهذا وليه، وإن الله ليوالي من والاه ويعادي من عاداه »(٥) .

____________________

(١). الخصائص: ٤٧.

(٢). الثقات ٩ / ٢٤٨.

(٣). الكاشف ٣ / ٢٢٦.

(٤). تقريب التهذيب ٢ / ٣٢٢.

(٥). الخصائص: ١٠١.

٣٠٥

ترجمته:

١ - ذكرهابن حبان في الثقات(١) .

٢ - وترجمهابن حجر في تهذيبه، فنقل كلمات الأعلام في ثقته والثناء عليه(٢) .

٣ - وفيتقريبه: « ثقة، من الحادية عشرة، مات سنة ست وأربعين. م ت س »(٣) .

٤ - وقالالذهبي: « وعنه: م، ت، س، وابن خزيمة، وابن جرير. ثقة ناسك. مات ٢٤٦»(٤) .

(٧٨)

محمد بن العلاء الهمداني الكوفي أبو كريب

المتوفى سنة (٢٤٨). أخرج أبو يعلى الموصلي قال: « ثنا أبوبكر ابن أبي شيبة، أنبأنا شريك عن أبي يزيد داود الأودي، عن أبيه يزيد الأودي قال: دخل أبو هريرة المسجد فاجتمع اليه الناس، فقام إليه شاب فقال: أنشدك بالله هل سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه؟ قال: فقال: إني أشهد أني سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه »(٥) .

و كذا أخرجه الحافظ النسائي، قال: « أخبرنا أبو كريب محمد بن العلاء الكوفي، قال: حدثنا أبو معاوية قال: حدثنا الأعمش، عن عميرة بن سعد عن

____________________

(١). الثقات ٨ / ٤٢.

(٢). تهذيب التهذيب ١ / ٦١.

(٣). تقريب التهذيب ١ / ٢٢.

(٤). الكاشف ١ / ٦٥.

(٥). مسند أبي يعلى. وأنظر مجمع الزوائد ٩ / ١٠٥.

٣٠٦

ابن بريدة، عن أبيه، قال: بعثنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم واستعمل علينا علياً، فلما رجعنا سألنا كيف رأيتم صحبة صاحبكم؟ فلما شكوته أنا - وما شكاه غيري - فرفعت رأسي - وكنت رجلا مكباباً - وإذا وجه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد أحمر. فقال: من كنت وليّه فعلي وليّه »(١) .

ترجمته:

١ - الذهبي: « أبو كريب محمد بن العلاء الهمداني الكوفي، الحافظ الثقة، محدّث الكوفة وعنه: الجماعة، وعبدالله بن أحمد، والفريابي، وابن خزيمة، وأبو عروبة، ومحمد بن قاسم المحرابي، وخلق كثير. قال ابن نمير: ما بالعراق أحد أكثر حديثا من أبي كريب، ولا أعرف بحديث بلدنا منه، وكان ابن عقدة يقدم أبا كريب في الحفظ والكثرة على جميع مشايخهم وقال أبو حاتم: صدوق »(٢) .

٢ - ابن حجر العسقلاني: « ثقة حافظ. من العاشرة مات سنة سبع وأربعين. وهو ابن سبع وثمانين سنة. ع »(٣) .

(٧٩)

يوسف بن عيسى بن دينار الزهري أبو يعقوب المروزي

المتوفى سنة (٢٤٩) أخرج النسائي قال: « أخبرنا يوسف بن عيسى قال: أخبرنا الفضيل بن موسى قال: حدثنا الأعمش، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن وهب قال: قال

____________________

(١). الخصائص: ٩٣.

(٢). تذكرة الحفاظ ٢ / ٤٩٧.

(٣). تقريب التهذيب ٢ / ١٩٧.

٣٠٧

عليرضي‌الله‌عنه في الرحبة: أنشد الله من سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم غدير خم يقول: الله وليي وأنا ولي المؤمنين، ومن كنت وليّه فهذا وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره. فقال سعيد: [ فقام ] إلى جنبي ستة. وقال حارثة بن نصر: قام ستة. وقال زيد بن يثيع: قام عندي ستة. وقال عمرو ذو مر: أحب من أحبه وأبغض من أبغضه »(١) .

ترجمته:

١ - الذهبي: « وعنه: خ، م، ت س، وعمر البجيري، مات سنة ٢٤٩ »(٢) .

٢ - ابن حجر: « ثقة، فاضل، من العاشرة، مات سنة تسع وأربعين. خ م ت س »(٣) .

٣ - ووثقه غير واحد من الحفّاظ كما في خلاصةالخزرجي (٤) .

(٨٠)

نصر بن علي بن نصر الجهضمي

المتوفى سنة (٢٥١). أخرج النسائي قال: « أخبرنا زكريا بن يحيى قال: حدثنا نصر بن علي قال: حدثنا عبدالله بن داود، عن عبد الواحد بن أيمن عن أبيه: إن سعدا قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من كنت مولاه فعلي مولاه »(٥) .

____________________

(١). الخصائص: ١٣١.

(٢). الكاشف ٣ / ٣٠٠.

(٣). تقريب التهذيب ٢ / ٣٨٢.

(٤). خلاصة تذهيب الكمال: ٣٧٨.

(٥). الخصائص: ٩٥.

٣٠٨

ترجمته:

١ - السمعاني: « كان من العلماء المتقنين »(١) .

٢ - الذهبي: « نصر بن علي الجهضمي الحافظ العلّامة أبو عمرو وعنه: الجماعة وزكريا الساجي قال أحمد: ما به بأس، وقال أبو حاتم: هو أحب إليّ من الفلاس وأحفظ منه وأوثق. قال النسائي: ثقة. وقال ابن أبي داود: بعث اليه المستعين ليشخصه للقضاء فدعاه متولي البصرة فأخبره فقال: أستخير الله، فرجع وصلّى ركعتين وقال: اللهم إن كان لي عندك خير فاقبضني إليك. ثم نام، فنبّهوه فإذا هو ميت. مات سنة ٢٥٠ في ربيع الآخر رحمه الله تعالى »(٢) .

٣ - وذكر كلمات الثناء عليه فيتهذيب التهذيب (٣) .

٤ - وفيالتقريب: « ثبت، طلب للقضاء فامتنع، من العاشرة، مات سنة خمسين أو بعدها. ع »(٤) .

(٨١)

يوسف بن موسى أبو يعقوب القطان الكوفي

المتوفى سنة (٢٥٣). أخرج البزار قائلاً: « حدثنا يوسف بن موسى قال: نا هلال بن اسماعيل قال: حدثني جعفر الأحمر عن يزيد بن أبي زياد وعن مسلم بن سالم قالا: نا عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: سمعت علياً ينشد الناس يقول: أنشد امرءاً مسلماً سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول يوم غدير خم إلّا قام. فقام اثنا عشر رجلاً فقالوا: أخذ

____________________

(١). الأنساب - الجهضمي.

(٢). تذكرة الحفاظ ٢ / ٥١٩.

(٣). تهذيب التهذيب ١٠ / ٤٣٠.

(٤). تقريب التهذيب ٢ / ٣٠٠.

٣٠٩

رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بيد علي ثم قال: أيها الناس ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: اللهم من كنت مولى له فهذا مولاه. اللهم وال من والاه وعاد من عاداه »(١) .

ترجمته:

١ - الخطيب: « روى عنه: محمد بن اسماعيل البخاري، وابراهيم الحربي، وأبو عبد الرحمن النسائي وقد وصف غير واحد من الأئمة يوسف ابن موسى بالثقة، واحتج به البخاري في صحيحه » ثم روى قول يحيى بن معين فيه - في جواب من سأله عنه -: « صدوق أكتب عنه » وعن النسائي: « لا بأس به »(٢) .

٢ - الذهبي: « عنه: خ، د، ت، ق، والمحاملي، وسمع منه ابن معين. مات سنة ٢٥٣ »(٣) .

٣ - ابن حجر: « صدوق »(٤) .

(٨٢)

محمد بن عبد الرحيم أبو يحيى البغدادي البزاز المعروف بصاعقة

المتوفى سنة (٢٥٥). أخرج النسائي قال: « أخبرني أبو عبد الرحمن زكريا بن يحيى السجستاني قال: حدثني محمد بن عبد الرحيم قال: أخبرنا ابراهيم حدثنا معن حدثني موسى بن يعقوب، عن مهاجر بن مسمار، عن عائشة بنت سعد وعامر بن

____________________

(١). مسند أبي بكر البزار - تقدّم في محلّه.

(٢). تاريخ بغداد ١٤ / ٣٠٤.

(٣). الكاشف ٣ / ٣٠١.

(٤). تقريب التهذيب ٢ / ٣٨٣.

٣١٠

سعد عن سعد: ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خطب فقال: أمّا بعد أيّها الناس، فإني وليكم. قالوا: صدقت. ثم أخذ بيد علي فرفعها ثم قال هذا وليي والمؤدّي عني، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه »(١) .

ترجمته:

١ - الخطيب: « كان متقناً ضابطاً عالماً حافظاً، حدّث عنه: محمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن اسماعيل البخاري في صحيحه، وأبو داود السجستاني، وعبدالله بن أحمد بن حنبل » ثم روى ثقته عن النسائي وعبدالله بن أحمد وابن صاعد والسرّاج وغيرهم(٢) .

٢ - الذهبي: « صاعقة الحافظ الكبير »(٣) .

٣ - وفيالكاشف: « عنه: خ، د، ت، س، وابن صاعد، والمحاملي وكان بزازا. توفي سنة ٢٥٥ في شعبان ».

٤ - وأوردابن حجر كلمات التوثيق في تهذيبه، وقال في التقريب: « ثقة حافظ »(٤) .

(٨٣)

محمد بن عبدالله العدوي المقري

المتوفى سنة (٢٥٦). قال العاصمي: « أخبرني شيخي محمد بن أحمدرحمه‌الله ، قال: أخبرنا أبو أحمد الهمداني قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن ابراهيم بن محمد بن عبدالله بن جبلة القهستاني قال:

____________________

(١). الخصائص: ١٠٠.

(٢). تاريخ بغداد: ٢ / ٣٦٣.

(٣). تذكرة الحفاظ ٢ / ٥٥٣.

(٤). تهذيب التهذيب ٩ / ٣١١. تقريب التهذيب ٢ / ١٨٥.

٣١١

حدثنا أبو قريش محمد بن جمعة بن خلف القائني قال: حدثنا أبو يحيى محمد بن عبدالله بن يزيد المقري قال: حدثنا أبي قال: حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان، عن عدي بن ثابت، عن البراء بن عازب قال: لمـّا قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه. قال عمر: هنيئاً لك يا أبا الحسن أصبحت مولى كل مسلم »(١) .

ترجمته:

١ - ذكرهابن حبان في الثقات(٢) .

٢ - وقالالذهبي: « وعنه: س، ق، وابن خزيمة، وابراهيم الهاشمي. قال أبو حاتم: صدوق. مات سنة ٢٥٦ »(٣) .

٣ - وأورد ابن حجر كلمات التوثيق والثناء عليه في تهذيب التهذيب(٤) .

٤ - وقال فيتقريبه « ثقة »(٥) .

(٨٤)

أبو عبدالله محمد بن اسماعيل البخاري

المتوفى سنة (٢٥٦) صاحب الصحيح. أخرج الحديث من طريق « عبيد، عن يونس بن بكير، عن اسماعيل ابن نشيط العامري، عن جميل بن عامر: إن سالماً حدّثه سمع من سمع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه »(٦) .

____________________

(١). زين الفتى في تفسير سورة هل أتى - مخطوط.

(٢). الثقات ٩ / ١٢١.

(٣). الكاشف ٣ / ٦٦.

(٤). تهذيب التهذيب ٩ / ٢٨٤.

(٥). تقريب التهذيب ٢ / ١٨١.

(٦). أنظر تاريخه ج ١ قسم ١ / ٣٧٥.

٣١٢

ترجمته:

والبخاري غني عن التّعريف، فهو صاحب أهم الكتب وأوثقها عندهم بعد كتاب الله عز وجل، وقد وصفوه وكتابه بما لم يصفوا به غيره، وبالغوا في الثناء عليه وعلى كتابه بما يفوق الحد والحصر.

وتوجد ترجمته في جميع مصادر التراجم ومعاجم الرجال.

(٨٥)

عبدالله بن سعيد الكندي الكوفي أبو سعيد الأشج

صاحب التفسير المتوفى سنة (٢٥٧). أخرج الحافظ الكنجي الشّافعي قال: « أخبرني بذلك عالياً المشايخ منهم: الشريف الخطيب أبو تمام علي بن أبي الفخار بن أبي منصور الهاشمي بكرخ بغداد، وأبو طالب عبد اللطيف بن محمد بن علي بن حمزة القبيطي بنهر معلى، وابراهيم بن عثمان بن يوسف بن أيوب الكاشغري قالوا جميعا: أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن سليمان المعروف بنسيب ابن البطي - وقال الكاشغري أيضاً: أخبرنا أبو الحسن علي بن أبي القاسم الطوسي المعروف بابن تاج القراء، قالا: أخبرنا أبو عبدالله مالك بن أحمد بن علي البانياسي، أخبرنا أبو الحسن أحمد ابن محمد بن موسى بن الصلت، حدثنا ابراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، حدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا مطلب بن زياد عن عبدالله بن محمد بن عقيل قال:

كنت عند جابر بن عبدالله في بيته وعلي بن الحسين ومحمد بن الحنفية وأبو جعفر، فدخل رجل من أهل العراق فقال: بالله إلّا ما حدثتني ما رأيت وما سمعت من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . فقال: كنا بالجحفة بغدير خم، وثم ناس كثير من جهينة ومزينة وغفار، فخرج علينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من خباء فسطاط، فأشار بيده ثلاثاً، فأخذ بيد علي بن أبي طالب وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه »(١) .

____________________

(١). كفاية الطالب: ٦١ - ٦٢.

٣١٣

ترجمته

١ - الذهبي: « الأشج الامام شيخ الإِسلام، أبو سعيد عبدالله بن سعيد ابن حصين الكندي الكوفي، الحافظ محدّث الكوفة، وصاحب التّفسير والتصانيف ذكره أبو حاتم فقال: هو إمام أهل زمانه، وقال محمد بن أحمد ابن بلال الشطوي: ما رأيت أحداً أحفظ منه، وقال النسائي: صدوق. مات في ربيع الأول سنة ٢٥٧ وقد زاد على التسعينرحمه‌الله »(١) .

٢ - ابن حجر: « ثقة، من صغار العاشرة. مات سنة سبع وخمسين.

ع »(٢) .

٣ - اليافعي: « وفيها توفي الحافظ صاحب التصانيف: أبو سعيد الأشج الكندي الكوفي »(٣) .

٤ - السيوطي: « أحد الأئمّة وعنه: الأئمّة الستة، وأبو زرعة، وابن أبي الدنيا، وخلق. قال أبو حاتم: ثقة صدوق، إمام أهل زمانه. مات سنة ٢٥٧ »(٤) .

(٨٦)

أحمد بن عثمان بن حكيم أبو عبدالله الأودي

المتوفى سنة (٢٦١) أو (٢٦٢)، أخرج النسائي قال: « أخبرنا محمد بن يحيى بن عبدالله النيسابوري وأحمد بن عثمان بن حكيم قالا: حدثنا عبيدالله بن موسى قال: أخبرنا هاني بن أيوب، عن طلحة قال: حدثنا عميرة بن سعد: أنه سمع علياًرضي‌الله‌عنه وهو

____________________

(١). تذكرة الحفاظ ٢ / ٥٠١. وأنظر الكاشف ٢ / ٩١.

(٢). تقريب التهذيب ١ / ٤١٩.

(٣). مرآة الجنان. حوادث ٢٥٧.

(٤). طبقات الحفاظ: ٢١٨.

٣١٤

ينشد في الرحبة من سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه؟ فقام ستة نفر فشهدوا »(١) .

ترجمته

١ - الخطيب: « روى عنه: البخاري في صحيحه، وابو حاتم الرازي، وابو عبد الرحمن النسائي » ثم روى عن النسائي قوله: « أحمد بن عثمان بن حكيم ثقة كوفي » وعن عبد الرحمن ابن خراش: « كان ثقة عدلاً »(٢) .

٢ - الذهبي: « وعنه: خ، م، س، ق، والمحاملي، وأبو عوانة، وخلق.

مات ٢٦١ »(٣) .

٣ - ابن حجر: « ثقة »(٤) .

(٨٧)

عمر بن شبة النميري أبو زيد البصري

المتوفى سنة (٢٦٢). أخرج الحافظ أبو نعيم « عن أبي بكر محمد التستري عن يعقوب، وعن عمر بن محمد السري، عن ابن أبي داود قالا: حدثنا عمر بن شبة، عن عيسى، عن يزيد بن عمر بن مورق قال: كنت بالشام وعمر بن عبد العزيز يعطي الناس، فتقدمت إليه فقال لي: ممن أنت؟ قلت: من قريش. قال: من أي قريش؟ قلت: من بني هاشم، قال: فسكت فقال: من أي بني هاشم؟ قلت: مولى علي قال: من علي؟ فسكت. قال: فوضع يده على صدره فقال: وأنا - والله - مولى علي بن أبي طالب

____________________

(١). الخصائص: ٩٥.

(٢). تاريخ بغداد ٤ / ٢٩٦.

(٣). الكاشف ١ / ٦٥.

(٤). تقريب التهذيب ١ / ٢١.

٣١٥

كرم الله وجهه. ثم قال: حدثني عدة أنهم سمعوا النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه »(١) .

ترجمته

١ - الخطيب: « وكان ثقة عالماً بالسّير وأيّام الناس، وله تصانيف كثيرة » ثم روى ثقته عند الدار قطني »(٢) .

٢ - الذهبي: « عمر بن شبة بن عبيدة، الحافظ العلامة الأخباري، الثقة وثّقه الدار قطني وغيره »(٣) .

٣ - وفيالكاشف: « وعنه: ق، وابن أبي حاتم، وابن مخلد. ثقة. مات سنة ٢٦٢. عاش ٨٩ سنة »(٤) .

٤ - ابن حجر: « صدوق له تصانيف »(٥) .

(٨٨)

أحمد بن يوسف بن خالد السلمى أبو الحسن النيسابوري المعروف بحمدان

المتوفى سنة (٢٦٤). أخرج الحاكم عن محمد بن صالح بن هانئ قال: ثنا أحمد بن نصر، وأخبرنا محمد بن علي الشيباني بالكوفة، ثنا أحمد بن حازم الغفاري، ثنا محمد بن عبدالله العمري، ثنا محمد بن اسحاق، ثنا محمد بن يحيى وأحمد بن يوسف قالوا: ثنا أبو نعيم، ثنا ابن أبي غنية، عن حكم، عن سعيد بن

____________________

(١). حلية الأولياء ٥ / ٣٦٤.

(٢). تاريخ بغداد ١١ / ٢٠٨.

(٣). تذكرة الحفاظ ٢ / ٥١٦.

(٤). الكاشف ٢ / ٣١٣.

(٥). تقريب التهذيب ١ / ٥٧.

٣١٦

جبير، عن ابن عباس، عن بريدة بن الحصيب قال:

« غزوت مع علي إلى اليمن، فرأيت منه جفوة، فقدمت على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فذكرت علياً فتنقصته، فرأيت وجه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يتغيّر. فقال: يا بريدة ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قلت: بلى يا رسول الله. فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه. فذكر الحديث. هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه »(١) .

ترجمته

١ - الذهبي: « أحمد بن يوسف بن خالد، الإِمام الحافظ، محدّث نيسابور، ابو الحسن السلمي النيسابوري. حمدان حدث عنه: م، د، س، ق قلت: متّفق على عدالته وجلالته »(٢) .

٢ - وفي الكاشف: « كان حافظاً جوّالاً. مات ٢٦٤ »(٣) .

٣ - وقال ابن حجر: « حافظ ثقة »(٤) .

٤ - اليافعي: « وفيها توفي أحمد بن يوسف السلمي النيسابوري الحافظ، كان ممن رحل إلى اليمن، وأكثر عن عبد الرزاق وطبقته، وكان يقول: كتبت عن عبيدالله بن موسى ثلاثين ألف حديث »(٥) .

(٨٩)

عبيدالله بن عبد الكريم أبو زرعة المخزومي الرازي

الموفى سنة (٢٦٤)

____________________

(١). المستدرك ٣ / ١١٠.

(٢). تذكرة الحفاظ ١ / ٥٦٥.

(٣). الكاشف ١ / ٧٣.

(٤). تقريب التهذيب ١ / ٢٩.

(٥). مرآة الجنان - حوادث ٢٦٤.

٣١٧

روى ابن كثير الدمشقي حديث الغدير عن الحافظ أبي يعلى والحسن بن سفيان، باسنادهما عن عدي بن ثابت عن البراء قال: كنا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حجة الوداع

ثم قال ابن كثير: ورواه ابن جرير، عن أبي زرعة، عن موسى بن اسماعيل عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد وأبي هارون العبدي وقد تقدم في موسى ابن اسماعيل(١) .

ترجمته

١ - الخطيب: « وكان إماماً ربانياً متقناً حافظاً مكثراً صادقاً » ثمّ روى عن أحمد قوله: « استأثرت بمذاكرة أبي زرعة على نوافلي » وعن أبي حاتم: « إذا رأيت الرازي وغيره يبغض أبا زرعة فاعلم أنه مبتدع » وعن أبي بكر ابن أبي شيبة: « ما رأيت أحداً أحفظ من أبي زرعة الرازي » وعن النسائي: « أبو زرعة الرازي ثقة » إلى غير ذلك من كلمات الأعلام التي رواها في حق أبي زرعة(٢) .

٢ - وكذا ذكر كلماتهم في حقه فيتذكرة الحفاظ (٣) .

٣ - وكذاابن حجر في تهذيب التهذيب(٤) .

٤ - ووصفهالسيوطي بقوله: « أحد الأئمّة الأعلام وحفاظ الاسلام »(٥) .

(٩٠)

أحمد بن منصور بن سيار أبوبكر الرمادي

المتوفى سنة (٢٦٥) قال الحافظ

____________________

(١). تاريخ ابن كثير ٥ / ٢٠٩ - ٢١٠.

(٢). تاريخ بغداد ١٠ / ٣٢٦.

(٣). تذكرة الحفاظ ٢ / ٥٥٧.

(٤). تهذيب التهذيب ٧ / ٣.

(٥). طبقات الحفاظ: ٢٤٩.

٣١٨

ابن كثير: « ورواه النسائي أيضاً من حديث اسرائيل عن أبي اسحاق عن عمرو ذي مر، قال: نشد علي الناس بالرحبة فقام أناس فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله يقول يوم غدير خم: من كنت مولاه فإنّ عليّاً مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وأحب من أحبه، وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره.

ورواه ابن جرير، عن أحمد بن منصور، عن عبد الرزاق، عن إسرائيل عن أبي إسحاق، عن زيد بن وهب وعبد خير عن علي.

وقد رواه ابن جرير عن أحمد بن منصور عن عبيدالله بن موسى - وهو شيعي ثقة - عن فطر بن خليفة، عن أبي إسحاق، عن زيد بن وهب وزيد بن يثيع وعمر وذي مر: إن علياً أنشد الناس بالكوفة وذكر الحديث ».

قال ابن كثير: « وقال ابن جرير: حدثنا أحمد بن منصور، ثنا أبو عامر العقدي - وروى ابن أبي عاصم عن سليمان الغلابي عن أبي عامر العقدي - ثنا كثير بن زيد حدثني محمد بن عمر بن علي عن أبيه عن علي: إن رسول الله حضر الشجرة بخم. فذكر الحديث وفيه: من كنت مولاه فإن علياً مولاه »(١) .

ترجمته

١ - الخطيب: « روى عنه: اسماعيل بن إسحاق القاضي، وقاسم المطرز وأبو القاسم البغوي، ويحيى بن صاعد، والقاضي المحاملي، ومحمد بن مخلد والحسين بن يحيى بن عياش، واسماعيل بن محمد الصفار. وقال ابن أبي حاتم: كتبنا عنه مع أبي وكان أبي يوثّقه » ثم روى عن جماعة الثناء عليه، وعن بعضهم أنه « أثبت من أبي بكر بن أبي شيبة » وعن الدار قطني: « أحمد بن منصور الرمادي ثقة »(٢) .

____________________

(١). تاريخ ابن كثير ٥ / ٢١٠ - ٢١١.

(٢). تاريخ بغداد ٥ / ١٥١.

٣١٩

٢ - الذهبي: « الرمادي الحافظ الحجة صنف المسند، وكان ذا حفظ ومعرفة، حدث عنه ابن ماجة وثقه أبو حاتم، وقال ابن أورمة الاصبهاني: لو أن رجلاً قال: ثنا أبوبكر ابن. أبي شيبة وقال الآخر: ثنا الرمادي لكانا سواء »(١) .

٣ - ابن حجر: « ثقة حافظ »(٢) .

(٩١)

محمد بن عوف بن سفيان أبو جعفر الطائي الحمصي

المتوفى سنة (٢٧٢). روى ابن كثير الحافظ عن الجزء الأول من كتاب غدير خم للطبري: « حدثنا محمد بن عوف الطائي، ثنا عبدالله بن موسى، أنبأنا اسماعيل بن نشيط، عن جميل بن عمارة، عن سالم بن عبدالله بن عمر. قال ابن جرير: أحسبه قال عن عمر وليس في كتابي سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - وهو آخذ بيد علي - يقول: من كنت مولاه فهذا مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه »(٣) .

ترجمته

١ - الذهبي: « محمد بن عوف بن سفيان، الحافظ الامام، أبو جعفر الطائي الحمصي محدّث الشام حدث عنه أبو داود قال ابن عدي: هو عالم بحديث الشام الصحيح منه والضعيف، وعليه كان اعتماد ابن جوصاء، ومنه يسأل حديث أهل حمص خاصة. قلت: قد وثقه غير واحد وأثنوا على معرفته

____________________

(١). تذكرة الحفاظ ٢ / ٥٦٤.

(٢). تقريب التهذيب ١ / ٢٦.

(٣). تاريخ ابن كثير ٥ / ٢١٣ وفيه: « قال شيخنا أبو عبدالله الذهبي: وجدته في نسخة مكتوبة عن ابن جرير ».

٣٢٠

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

( موسى ـ السعودية ـ )

تعقيب على الجواب السابق :

أشكركم على هذا الردّ الوافي ، وأتمنّى لكم دوام الصحّة والعافية ، وأن ينفع الله بعلمكم الأُمّة الإسلامية.

( عبد الله ـ ـ )

اعتراضاته :

س : تحية طيّبة وبعد ، أنا من الذين يتعرّضون لبعض المواجهات مع بعض الأشخاص من العامّة والوهّابية ، وحيث إنّه يوجّهون بعض الإشكالات على مذهب الحقّ ، ورغبتنا منّا في الحصول على الردّ المناسب وعدم الرد المتسرّع ، أوجّه لكم هذه الرسالة من أحد أهل السنّة ، والتي سوف أكون شاكراً لكم ، لو حصلت على الردّ المناسب على هذه الرسالة.

أمّا أنّ عمر ابن الخطّاب اعترض على أمر الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله في حياته ، فاعلم أنّ الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله له أمران : أمر في شؤون الدين والتشريع ، فلا يسع أحداً أن يشاور فيها ، ولا يقدّم بين يدي الله ورسوله ، وأمر في شؤون الحياة ، وهو الذي تطبّق فيه الشورى.

في غزوة بدر نزل الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله بالصحابة في مكان ، وأشار الحباب بن المنذر بمكان أخر فاختير مكان الحباب.

في غزوة أُحد كان رأي الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله المكوث في المدينة ، وكان رأي شباب الصحابة الخروج ، وكان الخروج

هنا يقول : أنّه لم يصدر أيّ حديث بذمّ عمر بن الخطّاب من الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولا أيّ قول أثر عن علي بن أبي طالب يذمّ فيه عمراً ، إذا كان لديك قول ممّا سبق فإلينا به.

ثالثاً : إذا حكمت بعدم عدالة عمر ، فهذا يعني أنّه ليس بكفؤ للزواج من بنت علي بن أبي طالب ، فلماذا زوجّه إذن؟ إن قلت : بسبب التهديد ، فهذا قول

٤٠١

مردود ، لأنّه لا اعتقد أنّ الفارس يرضخ لتهديد عمر ، الذي ذكرتم في جبنه الأقاويل.

وإن قلت : بسبب التهديد ، فكيف يحلّ لمعصوم أن يتنازل عن أمر فاضل إلى مفضول تحت التهديد ، وهو المعصوم من الله عصمتين ، عصمة من الخطأ في أمر الدين ، وعصمة من أن يقتله أحد من البشر ، قال تعالى :( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى ) (١) ، وقال تعالى :( وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) (٢) .

فإن أسقطت هاتين العصمتين على الإمام علي بن أبي طالب ، فهذا يتنافى تماماً مع رضوخه للتهديد ، وإن لم تسقطها عليه ، فهذا يناقض عقيدة العصمة عندكم ، وإن قلت بالأُولى دون الثانية ، فهذا يعني أنّ كلام الإمام هو وحي من الله ، فهل أنت تقول بهذا القول؟ وإن قلت بالثانية دون الأُولى ، فالإمام علي مات شهيداً مقتولاً.

إن قلت : إنّ الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله زوّج ابنته بأحد المشركين قبل الهجرة ، فأقول لك : إنّ ذلك قبل اكتمال شرائع الدين ، ولكن بعد اكتمال شرائع الدين لا يحلّ ذلك ، وإن قلت : إنّ الإمام زوّج عمر عن رضى منه ، فهذا يعني كفاءة وعدالة عمر ، وهو عكس ما أنت عليه الآن.

وإن قلت بالقول الشائع ، إنّه هناك ملابسات خاصّة ، فعليك بذكر تلك الملابسات.

وإن قلت : إنّ الإمام زوّجها خطأً ، فذلك ينافي العصمة ، وهل صحيح أنّه هناك من اجتهد مقابل قول الرسول في حياته ، ولم يصدر من الرسول أيّ شيء حيال هذا الاجتهاد؟

انتظر الردّ بفارغ الصبر ، وأرجو أن يكون سريعاً.

ج : يمكنكم أن تبعثوا بهذه الرسالة إلى من ذكر لكم هذه الإشكالات لتكون جواباً على استفساراته :

____________

١ ـ النجم : ٣.

٢ ـ المائدة : ٦٧.

٤٠٢

أودّ في البداية أن الفت انتباهكم إلى أنّ المشكلة تكمن في أنّكم في مقام الاستشهاد والاستدلال تحاولون التمسّك بالأخبار والتاريخ الوارد في كتبكم ، وتجعلون ذلك حجّة علينا ، أمّا حينما تصل النوبة إلينا فلا حقَّ لنا أن نستشهد بما ورد في كتبنا ، فلماذا باؤكم تجرُّ دون بائنا؟ وهل هذا من العدل والإنصاف؟!

وعلى أيّ حال ما أشرتم إليه أوّلاً من انقسام الأمر إلى قسمين فهذا وجيه ، ولكن ماذا نفعل إذا كانت المخالفة في شؤون الدين ، فتعال واقرأ :

١ ـ عن ابن عباس : لما حضر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطّاب ، قال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : «هلمَّ اكتب لكم كتاباً لن تضلّوا بعده » ، قال عمر : إنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قد غلب عليه الوجع ، وعندكم القرآن ، حسبنا كتاب الله.

فاختلف أهل البيت فاختصموا ، فمنهم من يقول : قربّوا يكتب لكم النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله كتاباً لن تضلّوا بعده ، ومنهم من يقول ما قال عمر ، فلمّا اكثروا اللغو والاختلاف عند النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال رسول الله : «قوموا »(١) .

وينقل البخاري نفسه أنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «آتوني بكتاب اكتب لكم كتاباً لن تضلّوا بعده أبداً » ، فتنازعوا ولا ينبغي عند نبيّ تنازع ، فقالوا : هجر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله (٢) .

إنّه ما أعظمه من اعتراض! وهل يوجد اعتراض أكبر من هذا يوجّه إلى النبيّ؟ ويقابل به بهذا الشكل من الوقاحة؟ إنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله يطلب أن يكتب لهم كتاباً لن يضلّوا بعده أبداً ، وهل يوجد كتاب أعظم من هذا الكتاب الذي لا يضلّ بعده المسلمون؟ ويأتي الاعتراض والردّ على النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بأنّه غلبه الوجع أو هجر ، وهل تعلم ما معنى ذلك؟ أي أنّه يتكلّم بلا شعور ولا إدراك ، في الوقت الذي

____________

١ ـ صحيح البخاري ٧ / ٩ و ٨ / ١٦١ ، صحيح مسلم ٥ / ٧٦ ، المصنّف للصنعاني ٥ / ٤٣٨ ، مسند أحمد ١ / ٣٢٤.

٢ ـ صحيح البخاري ٤ / ٣١.

٤٠٣

يقول عنه تعالى :( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى ) (١) ، ماذا يتصوّر من جريمة أعظم من هذه الجريمة؟

واقبح من هذا أن يأتي المرقّع فيقول : إنّ المقصود الاستفهام ، أي أهَجَر ، وهل الاستفهام أقلّ قبحاً من نسبة الهجر إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله من دون الاستفهام.

٢ ـ عن أبي وائل قال : « قام سهل بن حنيف يوم صفّين فقال : أيّها الناس اتهموا أنفسكم ، لقد كنّا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يوم الحديبية ، ولو نرى قتالاً لقاتلنا ، وذلك في الصلح الذي كان بين رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وبين المشركين ، فجاء عمر بن الخطّاب ، فأتى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا رسول الله ألسنا على حقّ وهم على باطل؟

قال : « بلى » ، قال : أليس قتلانا في الجنّة وقتلاهم في النار؟ قال : « بلى » ، قال : ففيم نعطي الدنية في ديننا ونرجع ، ولمّا يحكم الله بيننا وبينهم؟ فقال : «يا بن الخطّاب إنّي رسول الله ، ولن يضيعني الله أبداً ».

قال : فانطلق عمر فلم يصبر متغيّظاً ، فأتى أبا بكر ، فقال : يا أبا بكر ألسنا على حقّ وهم على باطل؟ قال : بلى ، قال : أليس قتلانا في الجنّة وقتلاهم في النار؟ قال : بلى ، قال : فعلامَ نعطي الدنية في ديننا ونرجع ، ولمّا يحكم الله بيننا وبينهم؟

فقال : يا بن الخطّاب إنّه رسول الله ، ولن يضيعه الله أبداً ، قال : فنزل القرآن على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بالفتح ، فأرسل إلى عمر فأقرأه إيّاه ، فقال : يا رسول الله أو فتح هو؟ قال : «نعم » فطابت نفسه ورجع »(٢) .

ولا ندري ما هو الاعتراض إذا لم تكن مواجهة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بهذه الشدّة اعتراضاً.

____________

١ ـ النجم : ٣ ـ ٤.

٢ ـ صحيح مسلم ٥ / ١٧٥ ، صحيح البخاري ٤ / ٧٠ و ٦ / ٤٥ ، مسند أحمد ٣ / ٤٨٦.

٤٠٤

وقد يقول قائل : هل في المشورة بأس؟ وهل من القبيح أن يدلي بعض الصحابة برأيه في موضوع معيّن؟ ولماذا لا نحمل هذين الخبرين على ذلك؟

والجواب واضح ، فإنّ التشاور يعني إبداء الرأي من دون رفض ومعارضة بخلاف الاعتراض ، فإنّه يعني الرفض والإنكار دون مجرد إبداء الرأي ، وواضح أنّه في هذين الحديثين نجد الرفض والإنكار بأعلى درجاته ، إنّه إلى حدِّ نسبة الهجر إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وإلى حدٍّ لا يكتفي عمر بجواب الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله حتّى يذهب إلى أبي بكر ، وينزل القرآن بعد ذلك ، وتطيب آنذاك نفس الخليفة ، إنّه إلى حدٍّ يتغيّض على النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله .

وأمّا ما أشرتم إليه من أنّه هل هناك ذمّ من الإمام علي بن أبي طالبعليه‌السلام ؟ فجوابه : إنّ الشخص الذي تصدر منه مثل هذه المواجهة للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ـ الذي هو أعظم شخصية إسلامية ـ ويسكت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله خوفاً على الإسلام من أن يصاب بثلمة بسبب الاختلاف ، فكيف بالإمام عليعليه‌السلام ؟

هل تتوقّعون منه الاعتراض والذمّ؟ وقد صدر أكبر ذمّ منهعليه‌السلام للخليفة الثاني ، وذلك بعد موت الخليفة في الخطبة الشقشقية المعروفة ، التي من أجلها أنكرتم وأنكر أصحابكم نسبة نهج البلاغة إلى الإمام عليعليه‌السلام ، ولكن ليس وراء الحقّ إلاّ الضلال.

وأمّا ما أشرتم إليه من أنّه إذا حكمت بعدم عدالة عمر فكيف زوجّه الإمامعليه‌السلام بابنته ، بعد عدم كونه كفؤاً ، فهو مضحك حقّاً ، حيث ليس لكم اطلاع على أنّ المسلم كفؤ المسلمة ، وليس العادل كفؤ العادلة ، إنّ التكافؤ لابدّ أن يكون بالإسلام وليس بالعدالة ، وبهذا تبطل جميع المقدّمات والشقوق المنطقية أو العقلية ، التي سوّدتم صحيفتكم بها.

نسأله تبارك وتعالى الهداية والتوفيق.

٤٠٥
٤٠٦

العولمة والحداثة :

( خليفة الرحمن ـ السعودية ـ )

موقف الإسلام منهما :

س : ما مفهوم كُلّ من المصطلحين التاليين : الحداثة؟ العولمة؟ وما موقف الإسلام منهما؟ وما دور الشباب المسلم تجاه ما يعنيانه؟ وفّقكم الله وسدّد خطاكم.

ج : تارة نتكلّم عن الحداثة في مفهومها اللغوي ، وتارة في مفهومها العلماني.

فالحداثة بمفهومها اللغوي هي بمعنى الأكثر جدّة ، فهذا الجديد أو الأجد إذا كان ينسجم مع أحكام الإسلام وقوانينه ولا يعارضه ، فموقف الإسلام منه موقف إيجابي لا سلبي ، فالإسلام لا يحارب الجدّة والحداثة ، نعم هو يحارب كُلّ ما يتعارض مع أحكامه وقوانينه.

وأمّا الحداثة بمفهومها العلماني هي عبارة عن الابتداع في كُلّ شيء من شؤون الحياة ، حتّى لو أدّى إلى ضرب الدين عرض الجدار ، وهذا ممّا لاشكّ فيه يتنافى مع روح الإسلام ، فالإسلام مع الحداثة التي تنسجم مع قوانينه الخالدة ، وضدّ الحداثة التي هي الدعوة إلى ضدّها ، ولكن بأسلوب جديد وحديث.

٤٠٧

وأمّا بالنسبة إلى العلمانية فهي بمفهومها الوضعي عبارة عن الرجوع إلى نتائج البحث العلمي البشري البحت بعيداً عن الدين ، فالعلمانية بهذا المفهوم تتنافى مع الدين.

ولاشكّ أنّ الدين قائم على أساس العلم ، والعلم قائم على الأسس العقلية المتينة ، والقواعد المنطقية الصحيحة ، ولا يوجد في الدين ما يتنافى مع ضرورات العقل ، والمقرّرات العقلية للعلم ، أمّا المقرّرات غير القطعية فبما أنّها عُرضة للتغيير فلا يمكن أن نربط الدين بها ، فيصبح الدين متغيّراً ، فليس من الصحيح أن نقول : أنّ الدين تبع للعلم.

إذاً ، العلمانية لا تعتقد بالثوابت الدينية ، وإنّما تعتمد على نتائج الفكر البشري المحدود.

وبتعبير آخر أوضح : إنّ العلمانية أُريد لها أن تكون شيئاً مضادّاً للدين ، يعني هناك أطروحتان لإدارة الحياة : أطروحة إلهية ، وأطروحة وضعية بشرية بعيدة عن قوانين الدين ، ولهذا حينما تقارن التشريعات يقال : هذا تشريع ديني إلهي ، وهذا تشريع وضعي بشري.

فالأطروحة العلمانية هي الأطروحة الوضعية التي تتقيّد بنتائج الفكر البشري ، بعيدة عن الدين عقائداً وأخلاقاً وأحكاماً ، وبهذا تتنافى مع الدين.

وليس المقصود من العلمانية في الاصطلاح معناها اللغوي المشتقّ من العلم ، لأنّ العلم في حدود القواعد المنطقية والأُسس العقلية السليمة يقرّ بالدين ، ولا يتنافى مع الدين في الحدود المسموح بها.

أمّا هناك أُمور غير مسموح بها لأنّها فوق طاقة العقل البشري ، ولهذا تجد المختبرات العلمية تكتشف اليوم أمراً ثمّ تنسفه غداً ، أمّا في الدين لا يوجد شيء من هذا القبيل إنّما حلال محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله حلال إلى يوم القيامة ، وحرامه حرام إلى يوم القيامة.

٤٠٨

فالتغيّر إنّما يكون في الموضوعات أو في المصاديق ، أمّا في أصل الأحكام فإنّها ثابتة لا تقبل التبديل والتعديل.

( ـ ـ )

المجتمع الحديث :

س : ما هو المقصود من المجتمع الحديث؟ وشكراً.

ج : المجتمع الحديث هو الذي يستخدم أفراده وحكومته أكثر المنجزات العلمية والتكنولوجية تطوّراً في إنجاز أعمالهم ونيل أهدافهم ، أي أنّهم في المجتمع الحديث ، إذا أرادوا إرسال نداء أو رسالة لا يرسلون قاصداً بل يستخدمون أفضل وسائل الاتصال في أسرع وقت ، وفي منتهى الدقّة ، كما أنّ الحكومة تمتلك أفضل المعلومات ، وتستخدم أرقى العلوم تطوّراً لتحليل قضاياها ، كما أنّها مسلّحة بآخر المنجزات الصناعية.

٤٠٩
٤١٠

الغدير :

( حميد ـ عمان ـ )

دلالة حديث الغدير على إمامة عليعليه‌السلام :

س : ما هو حديث الغدير؟ وكيف يدلّ على إمامة علي عليه‌السلام ؟

ج : حديث الغدير هو : قول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في حجّة الوداع بغدير خم ، حينما قام في الناس خطيباً ـ من خطبة طويلة ـ : « يا أيّها الناس إنّ الله مولاي ، وأنا مولى المؤمنين ، وأنا أولى بهم من أنفسهم ، فمن كنت مولاه ، فهذا مولاه ـ يعني علياً ـ اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ».

وقد روى هذا الحديث كثير من الصحابة ، وأورده جمع كبير من علماء الفريقين في كتبهم ، وأرسلوه إرسال المسلّمات(١) .

ودلالة الحديث على خلافة وولاية عليعليه‌السلام واضحة ، فلا يمكن حمل الولاية على معنى المحبّ والصديق وغيرهما ، لمنافاته للمطلوب بالقرائن الحالية والمقالية.

أمّا المقالية : فإنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ذكر ولاية علي بعد ولاية الله وولايته ، ثمّ جاء بقرينة واضحة على أنّ مراده من الولاية ليس هو الصديق والمحبّ وما

____________

١ ـ مسند أحمد ١ / ١١٨ و ١٥٢ و ٤ / ٢٨١ و ٣٧٠ و ٥ / ٣٤٧ و ٣٧٠ ، الجامع الكبير ٥ / ٢٩٧ ، سنن ابن ماجة ١ / ٤٥ ، المستدرك ٣ / ١٠٩ ، المصنّف لابن أبي شيبة ٧ / ٤٩٥ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٠٤ ، المعجم الكبير ٤ / ١٧ و ٥ / ١٧٠ و ٥ / ١٩٢ و ٥ / ٢٠٤ ، شواهد التنزيل ٢ / ٣٨١ ، التاريخ الكبير ١ / ٣٧٥ ، الكامل في ضعفاء الرجال ٣ / ٢٥٦ ، ٦ / ٨٢ و ٣٥٠ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٢١٣ و ٢١٧ و ٢٣٠ ، تهذيب الكمال ٢٠ / ٤٨٤ ، تهذيب التهذيب ٧ / ٢٩٦ ، الجوهرة : ٦٧ ، البداية والنهاية ٥ / ٢٣١ ، السيرة النبوية لابن كثير ٤ / ٤٢١ ، ينابيع المودّة ٢ / ٢٤٩ و ٢٨٣ و ٣٩١.

٤١١

شاكل ، وذلك بقوله : « وأنا أولى بهم من أنفسهم » ، فهي قرينة تفيد أنّ معنى ولاية الرسول ، وولاية الله تعالى ، هو الولاية على النفس ، فما ثبت للرسول يثبت لعليعليه‌السلام ، وذلك لقوله : «من كنت مولاه فهذا مولاه ».

وأمّا الحالية : فإنّ أيّ إنسان عاقل إذا نعيت إليه نفسه وقرب أجله تراه يوصي بأهم الأُمور عنده ، وأعزّها عليه.

وهذا ما صنعه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حينما حج حجّة الوداع ، حيث جمع المسلمين وكانوا أكثر من مائة ألف في يوم الظهيرة في غدير خم ، ويخطبهم تلك الخطبة الطويلة ، بعد أن أمر بإرجاع من سبق ، وانتظار من تأخّر عن العير ، وبعد أمره لتبليغ الشاهد الغائب.

كُلّ هذا فعله الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ليقول للناس : إنّ علياً محبّ لكم صديق لكم ، فهل يليق بحكيم ذلك؟ وهل كان خافياً على أحد من المسلمين حبّ عليعليه‌السلام للإسلام والمسلمين؟ وهو الذي عرفه الإسلام بإخلاصه وشجاعته ، وعلمه وإيمانه.

أم أن ذلك يشكّل قرينة قطعية على أنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله جمعهم لينصب بعده خليفة بأمر الله تعالى :( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) (١) .

نسأله تعالى أن يعرّفنا الحقّ حقّاً ويوفّقنا لاتباعه.

( عبد السلام ـ هولندا ـ سنّي )

عيد من الأعياد الإسلامية :

س : هل للمسلمين عيدين فقط ، كما يوجد في بعض الأحاديث أم لا؟ وهل هناك أحاديث بأنّ صيامه سنّة مؤكّدة؟ اذكروها إن أمكن ، ولكم جزيل الشكر.

ج : اتفق المسلمون على وجود عيدين في الإسلام ، عيد الأضحى ، وعيد الفطر ، وتترتّب عليه بعض الأحكام الفقهية ، مثل حرمة الصيام فيهما.

____________

١ ـ المائدة : ٦٧.

٤١٢

أمّا مسألة صومه ، فهناك أحاديث كثيرة في فضله ، رويت من طرق الشيعة وأهل السنّة على السواء.

وإليك بعض ما روي في كتب السنّة : عن أبي هريرة قال : من صام يوم ثمان عشرة من ذي الحجّة ، كتب الله له صيام ستين شهراً ، وهو يوم غدير خم ، لما أخذ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بيد علي بن أبي طالب فقال : « ألست ولي المؤمنين» ؟

قالوا : بلى يا رسول الله ، فقال : « من كنت مولاه فعلي مولاه ».

فقال عمر بن الخطّاب : بخ بخ لك يا بن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى كُلّ مسلم ، فأنزل الله تعالى :( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ ) (١) .

وعليه فعيد الغدير من الأعياد الإسلامية الكبرى ، لأنّه المتمّم لمفاهيم عيدي الفطر والأضحى ، إذ بعيد الفطر يتميّز الصائمون من غيرهم ، وبعيد الأضحى يتميّز الحجّاج ، ومن يعظّمون الحجّ عن غيرهم ، وبعيد الغدير يتميّز من يقدّس هذين العيدين بأبعادهما الإسلامية كاملة.

( أحمد جعفر ـ البحرين ـ ١٩ سنة ـ طالب جامعة )

نزول آيتي البلاغ والإكمال في علي :

س : أودّ أن أسأل حضراتكم عن الآيتين :( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) ، و( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ) ؟

فالأُولى رقمها ( ٦٧ ) في سورة المائدة ، والثانية رقمها ثلاث في نفس السورة ، وكما نسمع في الروايات أنّ آية البلاغ نزلت قبل آية الإكمال ، لكن في القرآن نجدها بعد آية الإكمال ، كيف ذلك؟

ثمّ هل إنّ الروايات القائلة بنزول الآيتين في شأن الإمام عليعليه‌السلام متواترة؟

ج : إنّ القرآن الكريم رتّبت آياته من قبل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، بأمر الوحي عن الله تعالى ، ولا علاقة لذلك بترتيب السابق واللاحق في النزول ، وهذا ما يسمّى

____________

١ ـ المائدة : ٣ ، شواهد التنزيل ١ / ٢٠٠ و ٢٠٣ ، تاريخ بغداد ٨ / ٢٨٤ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٢٣٣ ، البداية والنهاية ٧ / ٣٨٦ ، المناقب : ١٥٦.

٤١٣

بالنظم ـ أي نظم آيات السورة بحسب أغراض ومصالح معينة ، قد تظهر أسبابها عندنا ، وقد تخفى أسباب بعضها كذلك ـ.

واعلم إنّ آية( بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) إذا أخذنا فيها ترتيب الآيات ـ وهو ما نسمّيه بسياق الآيات ـ بنظر الاعتبار ، فإنّ الآيات التي قبلها والتي بعدها تتحدّث عن أهل الكتاب ، فالآية التي قبلها هي :( وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ ) ، والآية التي بعدها هي :( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ ) ، مع أنّ اليهود والنصارى في ذلك العهد النبوي لم يكن لهم شأنٌ وخطر ، فهم ليس بأهل قوّةٍ ولا شوكةٍ ، ولا سطوة حتّى يخشى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله منهم ، إن هو بلّغ الإسلام ، فإنّ الإسلام عند نزول الآية قد أعزّه الله تعالى بقوّته ، وتمكّنت سطوته ، فلا معنى لخوف النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله من النصارى في تبليغ الإسلام ، وإذا كان الأمر كذلك ، فإنّ الآية تشير إلى تبليغ أعظم ، وأمر أخطر لم يألفه المسلمون ، وسيرتاب منه المنافقون ، ويتزعزع لعظم خطره أهل الجاه والدنيا ، وهذا الأمر هو تبليغ ولاية عليعليه‌السلام الذي لا يطيقه المنافقون ، والذين في قلوبهم مرض ، فإنّهم سيحاولون إلى التصدّي لجهودهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

لذا أخبره تعالى أنّه سيعصمك من خطر هؤلاء ومن مؤامراتهم ، مضافاً إلى أنّ الروايات من قبل الفريقين تؤكّد أنّ آية( بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ ) نزلت في تبليغ ولاية عليعليه‌السلام (١) ، ممّا يعني أنّ ترتيب الآيات وسياقها لا علاقة له بمعنى الآية وسبب نزولها.

لذا فلا عليك أن ترى تقدّم آية( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) على آية( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) ، فإنّ روايات أهل السنّة والشيعة كُلّها متّفقة على نزولهما في تبليغ ولاية عليعليه‌السلام .

____________

١ ـ أُنظر : أسباب نزول القرآن : ١٣٥ ، شواهد التنزيل ١ / ٢٣٩ و ٢٤٩ و ٢٥٦ و ٣٥٣ و ٤٠٢ و ٢ / ٣٩١ و ٤٥١ ، الدرّ المنثور ٢ / ٢٩٨ ، فتح القدير ٢ / ٦٠ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٢٣٧ ، المناقب : ٧ ، ينابيع المودّة ١ / ٣٥٩ و ٢ / ٢٤٩ و ٢٨٥.

٤١٤

( أبو مهدي ـ ـ )

أحد الأدلّة على إمامة علي :

س : لقد ناقشت أحد إخواننا السنّة حول قضية الغدير ، والتي صرّح فيها الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله بالولاية لعليعليه‌السلام ، فأجابني : بأنّ الموقف كان بيان من الرسول ليوضّح منزلة عليعليه‌السلام منه وحبّه ، والسبب الوحيد هو ليزيل ما في قلوب بعض الصحابة عليه ، ولو أراد خلافته فلم لم يصرّح بوضوح ، كأن يقول : يا أيّها الناس إنّ علياً إمامكم من بعدي ، وقد فرض الله طاعته عليكم.

فالرجاء إعطائي جواباً شافياً مع الشكر الجزيل.

ج : قد صرّح رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بإمامة أمير المؤمنينعليه‌السلام من بعده في عدّة أحاديث ، من بداية الدعوة الإسلامية وإلى يوم الغدير ، ومن تلك الأحاديث :

١ ـ حديث الدار : عن علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، أنّه لمّا نزلت هذه الآية على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ ) (١) : « دعاني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقال لي : يا علي ، إنّ هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم ، فاسمعوا له وأطيعوه »(٢) ، فهل تجد أصرح من هذه العبارة؟

٢ ـ حديث الولاية : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لعليعليه‌السلام : « أنت وليّ كُلّ مؤمن بعدي »(٣) ، أو : « أنت وليّ كُلّ مؤمن بعدي ومؤمنة »(٤) ، أو : « أنت وليّي في كُلّ مؤمن بعدي »(٥) .

____________

١ ـ الشعراء : ٢١٣.

٢ ـ تاريخ الأُمم والملوك ٢ / ٦٣ ، كنز العمّال ١٣ / ١١٤ ، شرح نهج البلاغة ١٣ / ٢١١ ، جواهر المطالب ١ / ٨٠ ، جامع البيان ١٩ / ١٤٩ ، شواهد التنزيل ١ / ٤٨٦ ، تفسير القرآن العظيم ٣ / ٣٦٤ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٤٩ ، السيرة النبوية لابن كثير ١ / ٤٥٩.

٣ ـ ذخائر العقبى : ٨٧ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٢٠ ، مسند أبي داود : ٣٦٠ ، خصائص أمير المؤمنين : ٦٤ ، المعجم الكبير ١٢ / ٧٨ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ١٩٩ ، الجوهرة : ٦٤ ، البداية والنهاية ٧ / ٣٨١ ، جواهر المطالب ١ / ٢١٢ ، ينابيع المودّة ٢ / ٨٦.

٤ ـ المستدرك ٣ / ١٣٤.

٥ ـ مسند أحمد ١ / ٣٣١ ، كتاب السنّة : ٥٥٢ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ١٠٢.

٤١٥

أليس هذا الحديث يدلّ على ثبوت الأولوية بالتصرّف لعليعليه‌السلام ؟ وهذه الأولوية مستلزمة للإمامة.

٣ ـ حديث الغدير : أخرج أحمد بن حنبل بسند صحيح وغيره عن زيد بن أرقم قال : نزلنا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بواد يقال له : وادي خم ، قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « فمن كنت مولاه فإنّ علياً مولاه ، اللهم عاد من عاداه ، ووال من والاه »(١) .

فأثبت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في هذا الحديث لعليعليه‌السلام ما ثبت له من الأولوية بالناس من الناس ، أي من أنفسهم ، ثمّ إنّهم ـ أي الصحابة ـ جميعاً بايعوه على هذا ، وسلّموا عليه بإمرة المؤمنين ، وهنّؤوه ، ونظمت فيه الأشعار.

( هاشم ـ الكويت ـ ١٨ سنة ـ طالب جامعة )

المولى بمعنى الإمام لا المحب والنصير :

س : نشكركم على إتاحة الفرصة لنا بالاستفادة منكم ، أدام الله توفيقكم.

سؤالي هو : لماذا لا تكون عبارة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من كنت مولاه فهذا مولاه » دليلاً وقرينة على أنّ معنى « المولى » هو المحبّ والنصير؟

ج : إنّ هذه الشبهة هي محاولة منسوخة من قبل البعض لتأويل معنى « المولى » في حديث الغدير(٢) ، ولكنّها مردودة لوجوه :

منها : إنّ صدر الحديث لا يحتمل فيه هذا التوجيه ، إذ لا يعقل أن يأمر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله الناس بالاجتماع والإصغاء إلى مجرّد معنى المحبّة والنصرة.

وبعبارة أُخرى : لدينا قرينة حالية صريحة بأنّ ذاك الاهتمام البالغ لا يتصوّر أن ينصب فقط لبيان كون عليعليه‌السلام محبّاً وناصراً ، لمن كان النبيّ محبّاً وناصراً له ، أو بمعنى : من أحبّني وتولاّني فليحبّ علياً وليتولّه.

____________

١ ـ مسند أحمد ٤ / ٣٧٢ ، البداية والنهاية ٧ / ٣٨٥.

٢ ـ شرح تجريد العقائد : ٣٦٨.

٤١٦

ومجمل الكلام : إنّ القرينة المقامية والحالية توجب رفع اليد عن معنى المحبّ والناصر للمولى في صدر الحديث ، بل وصرفه إلى معنى الأولوية على الأنفس التي هي الإمامة.

وأمّا تتمّة الحديث ، فلابدّ من لحاظها مع صدر الحديث لا بالاستقلال ، فيكون الدعاء الوارد في ذيل الحديث متوجّهاً إلى من قبل إمامة عليعليه‌السلام .

( أبو حسين ـ الكويت ـ )

بلّغ الرسول فيه لا في نفس الحجّ :

س : عندي سؤال حفظكم الله :

بالنسبة لواقعة غدير خم ، ما هو المغزى لتأخّر الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله بإبلاغ الناس عن ولاية الإمام علي عليه‌السلام ؟ لماذا لم يخطب بالناس في الحجّ؟ مع أنّ الناس هناك كانوا أكثر؟ أفيدوني.

ج : إنّ الوحي الإلهي لا يخضع في أصل وجوده وكيفية نزوله للعقل البشري ، لأنّ دوره هو هداية الإنسان ، فلا يقع تحت شمول القواعد والتحليلات العقلية.

وفي المقام ، لا يسعنا التكهّن بمصلحة مكان وزمان واقعة الغدير ، بل وحتّى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله كان قد تعبّد فيهما ، فعندما نزل الوحي وقرأ جبرائيلعليه‌السلام آية التبليغ ، انصدع الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله لأمر السماء ، وبلّغ ما أمر به ، ولم يتقدّم أو يتأخّر في تنفيذه.

فالمهم في الموضوع : أن نرى تواتر حديث وواقعة الغدير ، فإنّها ـ بحمد الله تعالى ـ مسجّلة في أُمّهات مصادر الفريقين ، ولم ولن يستطيع المناوئون إخفاء فضائل أهل البيتعليهم‌السلام أو تضييعها ، فأصل الحادث أمر مسلّم ، وأمّا حكمة إبدائه في ذلك المقطع من الزمان والمكان فيه شيء آخر ، قد يذكر له وجوه استحسانية ، فلا يهمّنا معرفتها بعد أن تيقّنا أصل الواقعة.

٤١٧

ثمّ إنّ مدلول حديث الغدير هو إمامة أمير المؤمنين عليعليه‌السلام ، وهذا المعنى جاء في حديث الثقلين ، ثمّ إنّ حديث الثقلين قد ورد في عدّة أمكنة ، منها : في حجّة الوداع عند زمزم(١) ، وفي عرفات(٢) ، وفي مسجد الخيف(٣) .

فترى أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قد بلّغ في أزمنة وأمكنة متعدّدة ـ قبل وبعد الغدير ـ ولاية الإمام عليعليه‌السلام ، وأمّا خصوصية الغدير فتكمن في نزول آية التبليغ والإكمال فيها ، وبيعة المسلمين الذين حضروا المشهد بأجمعهم مع أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وهذه المسألة فريدة في نوعها في تثبيت إمامة الإمام عليعليه‌السلام والتأكيد عليها.

( سعد ـ الكويت ـ )

تحقيق حول معنى المولى :

س : أهل السنّة يقولون : إنّ كلمة مولاه لا تعني أولى بالشيء ، ويقولون : تعني النصرة والمحبّة ، ويستندون بآية( فَإِنَّ الله هُوَ مَوْلاَهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ) (٤) فكيف نردّ على هذه الآية؟

ثمّ هل هناك فرق بين كلمة مولى وكلمة والي وكلمة أُولي؟ ولماذا لم يقل النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في الغدير أُولي؟ وشكراً.

ج : إنّ الولاية التي نؤمن بها هي : الإمامة والإمارة ، والسلطة الدينية والدنيوية ، وقيادة الأُمّة بعد نبيّهاصلى‌الله‌عليه‌وآله على الصراط المستقيم ، والمحجّة البيضاء ، والحفاظ على الإسلام والمسلمين.

____________

١ ـ تاريخ اليعقوبي ٢ / ١٠٩.

٢ ـ الجامع الكبير ٥ / ٣٢٨ ، المعجم الأوسط ٥ / ٨٩ ، المعجم الكبير ٣ / ٦٦ ، سبل الهدى والرشاد ١١ / ٦ ، نظم درر السمطين : ٢٣٢ ، ينابيع المودّة ١ / ١٠٩ و ١٢٥.

٣ ـ ينابيع المودّة ١ / ١٠٩.

٤ ـ التحريم : ٤.

٤١٨

وقد عبَّر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله عن هذه الولاية بعدّة ألفاظ منها : « ولي ومولى » ، وهذين اللفظين قد صحّحهما أهل السنّة أيضاً ، ووردت بألفاظٍ أُخرى عند الفريقين ، ولكن أهل السنّة ضعّفوها ، مثل لفظ : « خليفة وأمير و... ».

وأمّا النقاش في اللفظين الصحيحين عند الفريقين ، فهما بالاتفاق بمعنى واحد ، وهو الولاية ، قال الفرّاء : والوليُّ والمولى واحدٌ في كلام العرب.

قال أبو منصور : من هذا قولُ سيّدنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «أيُّما امرأة نكحتْ بغير إذن مولاها » ، ورواه بعضهم : «بغير إذن وليِّها » لأنّهما بمعنى واحد.

وروى ابن سلام عن يونس قال : ومنه قول سيّدنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من كنت مولاه فعلي مولاه » أي : مَنْ كنت وليُّه.

قال الزجاج : والولاية التي بمنزلة الإمارة مكسورة والوليُّ : ولي اليتيم الذي يلي أمره ، ويقوم بكفايته ، وولي المرأة : الذي يلي عقد النكاح عليها ، ولا يدعها تستبد بعقد النكاح دونه.

وقال ابن منظور : وليّ : في أسماء الله تعالى : الوليُّ هو الناصر ، وقيل : المتولّي لأُمور العالم والخلائق القائم بها ، ومن أسمائه عزّ وجلّ : الوالي ، وهو مالك الأشياء جميعها المتصرّف فيها.

وقال ابن الأثير : وكأنّ الولاية تُشعر بالتدبير والقدرة والفعل ، وما لم يجتمع ذلك فيها لم يطلق عليه اسم الوالي(١) .

ومن هذا القول الأخير لابن الأثير تعلم الردّ على أهمّ إشكالاتهم حول الولاية ، بأنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يجب عليه أن يقول « والي» ، وليس ولي أو مولى.

فاشتراط الفعل والقدرة على الولي كي يسمّى والياً ، غير متوفّر في الإمام عليعليه‌السلام في زمان النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهوصلى‌الله‌عليه‌وآله على قيد الحياة ، فهوعليه‌السلام لم يعمل ، ولم يباشر بالولاية في زمان النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أبداً ، وهذا ما أشار إليه النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في بعض الروايات بقوله : «بعدي ».

____________

١ ـ لسان العرب ١٥ / ٤٠٦.

٤١٩

وفي البعض الآخر قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « تركت فيكم » ، وفي حديث الغدير قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « يوشك أن يأتيني رسول ربّي عزّ وجلّ فأُجيب ، وإنّي مخلّف فيكم الثقلين »(١) .

وروي عن أبي هريرة عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : « ما من مؤمن إلاّ وأنا أولى الناس به في الدنيا والآخرة اقرؤا إن شئتم : النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ »(٢) .

فهذا البيان كُلّه قد قرَّره أهل اللغة ، وهو المرجع الذي سوف نفهم الآيات الكريمة ، والأحاديث الشريفة على أساسه ، ونرى ما إذا دلّت على ذلك.

فبعد أن رأينا أنّ لفظة « ولي أو مولى » تأتي في اللغة بمعان عديدة ، منها ما ندّعيه هنا في هذا المقام ، وكذلك تدلّ على معانٍ عدّة أُخرى ، فيشترط أهل اللغة والعقل والعلم الشرعي : بأنّ اللفظ المشترك بين معانٍ متعدّدة ، يسمّى مشتركاً لفظياً ، ولا يجوز استخدامه في أيّ معنى من المعاني ، حتّى تنصب له القرينة الدالّة ، والمحددة للمعنى الذي يريده المتكلّم.

ولدينا على إثبات مدّعانا قرائن عديدة ، منها حالية ، ومنها مقالية ، نذكر أهمها :

١ ـ القرائن الحالية : وهي اختيار النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله غدير خم ـ ذلك المكان الذي يعتبر مفترق الطرق بين مكّة والمدينة ـ وبعد الحجّ ، بل بعد حجّة الوداع التي دعا النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله المسلمين كافّة للتشرّف بحضورها ، حتّى حضر معه مائة ألف مسلم أو أكثر ، وهذا المكان منه يفترق المسلمون للرجوع إلى ديارهم ، وهو أقرب نقطة على كلّ أحد من الجهات المختلفة للبلاد الإسلامية.

فهو آخر مكان يمكن فيه اجتماع النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بأكثر المسلمين في ذلك الوقت ، قبل الافتراق والرحيل إلى الرفيق الأعلى.

____________

١ ـ مسند أحمد ٤ / ٣٦٧ ، صحيح مسلم ٧ / ١٢٢ ، السنن الكبرى للبيهقي ٢ / ١٤٨ ، الجامع الصغير ١ / ٢٤٤ ، كنز العمّال ١ / ١٧٨ ، دفع شبه التشبيه : ١٠٣.

٢ ـ صحيح البخاري ٦ / ٢٢ ، السنن الكبرى للبيهقي ٦ / ٢٣٨ ، جامع البيان ٢١ / ١٤٧ ، تفسير القرآن العظيم ٣ / ٤٧٦ ، الدرّ المنثور ٥ / ١٨٢.

٤٢٠

421

422

423

424