نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ٧

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار13%

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 424

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 424 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 257668 / تحميل: 6464
الحجم الحجم الحجم
نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ٧

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

في الحقيقة أنا أحاور في كُلّ الأُمور ومع الجميع ، حيث أحاور الشيعة على التمسّك بخطّهم ، وخصوصاً من له ميل للعلمانية ، وحوار مثل هؤلاء أشدّ من غيرهم ، وأحاور أهل السنّة لأثبت لهم أنّ منهج الحقّ ليس منهجهم ، كما وأحاور النصارى ، وأنا دارس جيّد لكتابهم بعهديه القديم والجديد ، كما وأحاور غيرهم ، وبأساليب مختلفة ، كُلّ حسب طريقته أو الطريقة التي تنفع معه.

سادتي الكرام ، يقول تعالى ـ وهو يتحدّث عن الحوار مع إبليس اللعين ـ :( قَالَ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) (١) ، وقد وعده الله سبحانه بذلك.

وحسب علمي البسيط أنّ يوم البعث بعد الممات ، أي يوم القيامة ،( ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ ) (٢) ، ونحن نعلم من الروايات بأنّه يوم القيامة ـ أي يوم البعث ـ يكون بعد أن يموت الكُلّ ، ولا يبقى إلاّ وجهه الكريم ، ومن بعد ذلك أوّل من يحيه الله إسرافيلعليه‌السلام حيث ينفخ في الصور.

ما استشكل عليّ هو :

أ ـ أمّا بقاء إبليس اللعين إلى يوم البعث حسب ظاهر الآية ، وبالتالي يبقى هو مع الله ، ونحن نعلم بعد البعث الحساب والكتاب والخلود ، إمّا في الجنّة أو في النار ، ومعنى ذلك أنّ إبليس اللعين سيكون من الخالدين ، ولم يمر بمرحلة الموت! وهذا مخالف لما نؤمن به.

ب ـ وأمّا أن يبقى إلى يوم البعث ثمّ يموت بمفرده ، كخصوصية له حيث لا موت بعد البعث ، وقد أعطاه الله ما وعده ، وبالتالي يكون قد انتهى كمخلوق! وهنا استشكال أكبر حيث سوف لن يعاقب ولن يكون في جهنّم خالداً فيها ، كما خبّرنا بذلك.

سادتي الكرام : قد يكون الموضوع ليس موضوع ابتلاء ، ولكن قد ابتلاني الله بحبّ المعرفة ، والتأكّد من كُلّ شيء لأزداد علماً.

__________________

١ ـ الأعراف : ١٤.

٢ ـ المؤمنون : ١٦.

٢٦١

أرجو أن لا أكون قد أطلت عليكم ، هذا وتقبّلوا فائق التقدير والاحترام.

ج : إنّ السؤال ذو جهتين : أصل الإمهال ، وغاية الإمهال ، أي أنّ الشيطان كان يريد الحياة إلى يوم القيامة ، ولكن الله تعالى ووفقاً لحكمته أجابه على أصل الإمهال ، ولم يجبه من جهة غايته ، إذ قال تعالى في جوابه :( قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ) (١) ، والوقت المعلوم ـ كما في بعض الأحاديث ـ يوم ظهور القائمعليه‌السلام ، أو رجعة الرسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله والأئمّةعليهم‌السلام .

وبهذا التفسير يندفع كافّة الإشكالات المذكورة كما هو واضح.

وهناك بعض الروايات تشير إلى أنّ إبليس يموت في النفخة الأُولى ، وفي بعضها الآخر أنّ موته بين النفختين الأُولى والثانية ؛ فحتّى على هذين الاحتمالين يذوق الموت لا محالة.

والأصل في هذا المقام ونظائره هو :( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ) (٢) فلا يشذّ من هذه القاعدة أحد من الإنس والجنّ والملائكة.

( مؤيّد الشمّري ـ العراق ـ ٢٦ سنة ـ بكالوريوس الهندسة الكهربائية )

نوع الأكل يوم الحشر :

س : ندعو لكم بالتسديد الموفّق ، ونرجو الإجابة عن السؤال التالي :

ورد في الروايات : إنّ الخلائق يوم الحشر يبعثون عراة ، ينتظرون الحساب ـ وبفرض الانتظار أكثر من يوم ـ فعلى ماذا يتغذّون هناك؟ وإذا قلنا بالأكل هناك ، كيف يكون توابع الأكل من التخلّي وغيره؟ نسأل الله أن تشملنا وإيّاكم شفاعة محمّد وآل محمّد.

__________________

١ ـ ص : ٧٩ ـ ٨٠.

٢ ـ العنكبوت : ٥٧.

٢٦٢

ج : سأل زرارة الإمام الباقرعليه‌السلام عن قول الله عزّ وجلّ :( يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ ) (١) قال : «تبدّل خبزة نقية يأكل منها الناس حتّى يفرغوا من الحساب »(٢) ، ويمكن أن يكون ذلك الطعام على نحوٍ لا يحوجهم إلى توابع الأكل ـ من التخلّي وغيره ـ على نحو ما نشاهده في الجنين في بطن أُمّه ، وورد ذلك في أهل الجنّة أيضاً.

( حبيب عباس راضي ـ البحرين ـ ١٤ سنة ـ طالب إعدادية )

حساب عرب الجاهلية :

س : كان العرب أيّام الجاهلية لا يعرفون الإسلام ، بل يعبدون الأصنام ، فهل يخلّدون في النار رغم أنّهم كانوا لا يعرفون النار؟

ج : إنّ الله سبحانه لا يعذّب قوماً حتّى يقيم الحجّة عليهم ، كما قال تعالى :( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً ) (٣) ، وقد وردت بعض الروايات التي تفيد بأنّ الكفّار القاصرين الذين لم تصل إليهم الأدلّة ـ أي أدلّة التوحيد ومعرفة الله وما يجب عليهم القيام به من تكاليف في زمانهم ، إذ لكُلّ زمان نبي وشريعة كما نعرف من الروايات ـ فإنّ هؤلاء موكولون في الحكم عليهم في الآخرة إلى الله سبحانه ، وعبّرت عنهم هذه الروايات بالمستضعفين والمرجوّين لشمول رحمة الباري لهم.

ومن هنا علينا أن نعرف حال أهل الجاهلية ، فلا يمكن أن نجزم بأنّهم لم يعرفوا الجنّة ولا النار ، ولا الحساب ولا العقاب ، كيف وقد كان فيهم من الموحّدين من آباء النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله الذين كانوا على الإبراهيمية أو الحنفية ، الأمر

__________________

١ ـ إبراهيم : ٤٨.

٢ ـ الكافي ٦ / ٢٨٦.

٣ ـ الإسراء : ١٥.

٢٦٣

الذي يجعلنا نشكّ في عدم معرفتهم وجهلهم بأحكام التوحيد ، وعلى أيّة حال فالتفصيل السابق الذي أوردناه هو الجواب لهذا السؤال.

( عيسى سلمان ـ البحرين ـ ٣٦ سنة ـ خرّيج ثانوية )

حشر الوحوش فيه :

س : كيف الوحوش تحشر يوم القيامة؟

ج : قال العلاّمة الطباطبائي في تفسير قوله تعالى :( وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ ) (١) : « الوحوش جمع وحش ، وهو من الحيوان ما لا يتأنس بالإنسان كالسباع وغيرها.

وظاهر الآية من حيث وقوعها في سياق الآيات الواصفة ليوم القيامة ، أنّ الوحوش محشورة كالإنسان ، ويؤيّده قوله تعالى :( وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ) (٢) .

وأمّا تفصيل حالها بعد الحشر وما يؤول إليه أمرها فلم يرد في كلامه تعالى ، ولا فيما يعتمد عليه من الأخبار ما يكشف عن ذلك ، نعم ربما استفيد من قوله في آية الأنعام :( أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ) ، وقوله :( مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ) بعض ما يتّضح به الحال في الجملة ، لا يخفى على الناقد المتدبّر ، وربما قيل : إنّ حشر الوحوش من أشراط الساعة لا ممّا يقع يوم القيامة ، والمراد به خروجها من غاباتها وأكنانها »(٣) .

وقال الشيخ الطوسي في تفسير قوله تعالى :( وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ ) : « قال عكرمة : حشرها موتها ، وغيره قال : معناه تغيّرت الأُمور ، بأن صارت الوحوش التي تشرد في البلاد تجتمع مع الناس ، وذلك أنّ الله تعالى يحشر

__________________

١ ـ التكوير : ٥.

٢ ـ الأنعام : ٣٨.

٣ ـ الميزان في تفسير القرآن ٢٠ / ٢١٣.

٢٦٤

الوحوش ليوصل إليها ما تستحقه من الأعواض على الآلام التي دخلت عليها ، وينتصف لبعضها من بعض ، فإذا عوّضها الله تعالى ، فمن قال : العوض دائم ، قال تبقى منعّمة على الأبد ، ومن قال : العوض يستحق منقطعاً ، اختلفوا فمنهم من قال : يديمها الله تفضّلاً لئلا يدخل على العوض غم بانقطاعه ، ومنهم من قال : إذا فعل بها ما تستحقه من الأعواض جعلها تراباً »(١) ، والله العالم بحقائق الأُمور.

__________________

١ ـ التبيان ١٠ / ٢٨١.

٢٦٥
٢٦٦

معاوية بن أبي سفيان :

( محمّد علي ـ أمريكا ـ )

بعض مثالبه :

س : جزاكم الله خيراً على مجهودكم هذا ، وبارك الله فيكم.

إذا أمكن ذكر بعض الشيء حول معاوية ، من الأحاديث والروايات من كتب أهل السنّة ، التي تبيّن بعض حقائق كاتب الوحي هذا؟ ونسألكم الدعاء.

ج : نذكر بعض الروايات الواردة في كتب أهل السنّة :

١ ـ عن ابن عباس قال : كنت ألعب مع الصبيان ، فجاء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فتواريت خلف باب ، قال : فجاء فحطأني حطأة وقال : اذهب وادع لي معاوية ، قال : جئت فقلت : هو يأكل ، قال : ثمّ قال لي : اذهب فادع لي معاوية ، قال : فجئت فقلت : هو يأكل ، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : «لا أشبع الله بطنه »(١) .

٢ ـ عن ابن عباس قال : سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله صوت رجلين يغنّيان فسأل عنهما ، فقيل : معاوية وعمرو بن العاص ، فقال : «اللهم أركسهما في الفتنة ركساً ، ودعهما إلى النار دعّاً »(٢) .

٣ ـ عن الإمام الحسنعليه‌السلام قال : «بالله يا عمرو وأنت يا مغيرة تعلمان أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : لعن الله السائق والراكب ، أحدهما فلان » ـ أي معاوية ـ قالا : اللهم نعم بلى(٣) .

__________________

١ ـ صحيح مسلم ٨ / ٢٧ ، مسند أبي داود : ٣٥٩.

٢ ـ المعجم الكبير ١١ / ٣٢.

٣ ـ المصدر السابق ٣ / ٧٢ ، مجمع الزوائد ٧ / ٢٤٧.

٢٦٧

هذا مضافاً إلى ما ورد من أخبار النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بقتال الناكثين والمارقين والقاسطين ، وأنّ عمّار تقتله الفئة الباغية.

( أسد ـ أمريكا ـ سنّي )

كان يسبّ علياً :

س : ما هو دليلكم على أنّ معاوية كان يشتم علياً ( كرّم الله وجهه )؟

ج : إنّ مصادر التاريخ والسير مليئة بإثبات هذا المطلب ، حتّى كادت أن تكون متواترة ، ولا ينكر هذا المطلب إلاّ مكابر ، ونحن هنا نقتصر على ذكر روايتين ، علّنا في المستقبل نوفّق لأن نذكر بحثاً مختصراً يجمع أهم مصادر هذا البحث :

١ ـ عن عامر بن سعد بن أبي وقّاص ، عن أبيه قال : « أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً ، فقال : ما منعك أن تسبّ أبا التراب؟ فقال : أما ما ذكرت ثلاثاً قالهنّ له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فلن أسبه »(١) .

٢ ـ عن سهل بن سعد قال : « استعمل على المدينة رجل من آل مروان ، قال : فدعا سهل بن سعد فأمره أن يشتم علياً ، قال : فأبى سهل ، فقال له : أما إذا أبيت فقل : لعن الله أبا تراب »(٢) .

( منتظر ـ ـ )

من الطائفة الباغية :

س : الحمد لله على ما أنعم ، وله الشكر على ما ألهم ، أفضل الصلاة وأزكى التسليم على خير الخلائق أجمعين ، محمّد وآله الطاهرين ، واللعن الدائم المؤبّد على أعدائهم أجمعين ، إلى قيام يوم الدين.

__________________

١ ـ صحيح مسلم ٧ / ١٢٠ ، الجامع الكبير ٥ / ٣٠١ ، المستدرك ٣ / ١٠٨ ، السنن الكبرى للنسائي ٥ / ١٢٢ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ١١١ ، أُسد الغابة ٤ / ٢٥ ، الإصابة ٤ / ٤٦٨ ، البداية والنهاية ٧ / ٣٧٦.

٢ ـ صحيح مسلم ٧ / ١٢٣.

٢٦٨

إخوتي الأعزاء : لقد وقع نقاش بيني وبين أحد الوهّابيين فقلت له : ارجع إلى حديث الرسول الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله الخاصّ بالصحابي الجليل عمّار بن ياسر : « تقتلك الفئة الباغية »(١) ، وهذا ما حصل في معركة صفّين.

فقال لي : ارجع إلى كتاب الله ما معنى البغي :( وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حتّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ) (٢) .

ومن هنا يكتشف لدينا : أنّ معاوية وأصحابه من المؤمنين ، واستدلّ بقول الإمام عليعليه‌السلام : ( إخواننا بغوا علينا ) ، ما هو الردّ على هذا الإشكال؟ مع الشكر.

ج : نود توضيح بعض النقاط تتوقّف إجابة السؤال عليها :

١ ـ إنّ صفة المؤمنين مفهوم كُلّي ينطبق على مصاديق وأفراد كثيرة ، ولا يندرج فرداً أو مصداقاً تحت هذا المفهوم إلاّ بدليل قطعي ، ولا يكفي في دخوله مجرّد الشكّ ، وعليه فلابدّ من وجود دليل على كون معاوية وبعض من حوله من المؤمنين ، حتّى يدخل تحت هذه الآية ، ولا يكفي الشكّ في كونهم مؤمنين ، وهذا واضح.

٢ ـ إذا ادّعى مدّعٍ : أنّ معاوية قد أسلم ظاهراً ، وهذا يكفي لإطلاق صفة الإيمان عليه ، نقول : إنّ الإسلام غير الإيمان ، فلا يخرج إثبات إيمانه عن احتياجه لدليل ، بل الأدلّة الكثيرة قائمة على عدم إيمانه ونفاقه ، وهي لا تخفى عليكم ، حيث أنّ الإيمان عمل قلبي لا يعرفه إلاّ الله والشخص المعني ، وإنّما نستدلّ عليه من تطابق أعمال الفرد مع المعايير الإسلامية ، ومعاوية بعيد عنها كُلّ البعد ، والأمثلة كثيرة.

٣ ـ قد نثبت لمعاوية الإسلام الظاهري مع النفاق فهو منافق ، فيمكن أن يدخل في الآية من هذه الجهة ، لأنّ القرآن سمّى أُناساً كانوا مع النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله

__________________

١ ـ مسند أحمد ٢ / ١٦١ و ٣ / ٥ و ٥ / ٣٠٦ و ٦ / ٣٠٠ و ٣١١ ، صحيح مسلم ٨ / ١٨٦ ، الجامع الكبير ٥ / ٣٣٣.

٢ ـ الحجرات : ٩.

٢٦٩

مؤمنين ، مع أنّ أفعالهم أفعال المنافقين ، فهذا الإطلاق في القرآن إطلاق عام يشمل المؤمنين حقيقة والمنافقين ، قال تعالى :( وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُونَ ) (١) .

قال الشيخ الطوسي : « وهذه صفة المنافقين بلا خلاف »(٢) .

٤ ـ يجب التنبيه هنا على شيء مهمّ ، وهو التفريق في الكلام بين معاوية بخصوصه مع بعض من اتبعه ـ كمروان وعمرو بن العاص ـ وبين جماعة أهل الشام الذين معه ، فإنّ الغالبية العظمى من أتباعه جهّال خدعوا وهم مسلمون ، قد يكون منهم مخلصون في الدفاع عن الإسلام ، ولكن داءهم الجهل ، وهذا أمر عرفي واضح.

فإذا كان الكلام عن الجماعة ككل ، فلا مانع من أن تصفهم بأنّهم مسلمون ، أو مؤمنون بالمعنى العام المشار إليه ، أو حتّى مؤمنون جهّال وغير منافقين ، إذ كانوا يظنّون أنّهم يمثّلون الإسلام الحقيقي ، بما مارسه معاوية عليهم من كذب وإشاعات.

فإذا كان الكلام بخصوص معاوية وهؤلاء البعض من أعوانه ، فإنّ الأمر يختلف ، إذ أنّا يمكن أن ننسب إليهم النفاق والكفر بالمعنى الخاصّ ـ المقابل للإيمان ـ وإن كانوا غير كافرين بالمعنى العام ـ أي مجاهرين بالكفر ـ إذ هم مسلمون على الظاهر.

وهذا أمر واضح ، فإنّ الجماعة ـ كجماعة ـ يمكن أن تضم بينها المسلم والمؤمن والمنافق ، ولكن عند الخطاب يطلق عليها الصفة التي تنطبق عليها بالظاهر العام ، ولا تنفي هذه الصفة حقيقة الفرد المنضوي تحتها ، وهذا الأمر أيضاً ينطبق على جيش أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فإنّ فيهم الخوارج والمنافقين ، وهذا أمر واضح.

__________________

١ ـ الأنفال : ٥ ـ ٦.

٢ ـ المبسوط للشيخ الطوسي ٧ / ٢٦٢.

٢٧٠

فيجب التفريق في الكلام على الجماعة بما هم جماعة ، وعلى الأفراد بما هم أفراد ، ومن هنا نفهم كلمات أمير المؤمنينعليه‌السلام : « إخواننا بغوا علينا »(١) ، نعم هم إخوان بالإسلام بما هم جماعة ككل ، وأحكامهم تختلف عن الكفّار المجاهرين بالكفر.

٥ ـ إنّ الآية قد أطلقت صفة المؤمنين بالمعنى العام السابق على الطائفتين ، ثمّ قالت :( فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى ) ، وقد حدّد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الطائفة الباغية ، التي تأمرنا الآية بقتالها.

فالمقتول في طائفة الحقّ في الجنّة كعمّار ، والمقتول في طائفة البغي في النار ، فعند حدوث البغي حصل التفريق بين الطائفتين وبين موقفيهما ، وهو واضح من الآية ، فما معنى إطلاق لفظة المؤمنين على البغاة بعد ذلك؟ إذ النزاع ليس لفظي ، مع أنّه يخالف المفهوم من الآية ، وجهة المقابلة الموجودة فيها بين الطائفتين.

ثمّ إنّ هذه المفاهيم ـ كالإسلام والإيمان ـ وضعت واستعملت للإشارة إلى حقائق أُخروية ، ونحن نستعملها كذلك ، فعندما نطلق على شخص أنّه مؤمن ، أي أنّه مصنّف في الناجين يوم القيامة ، فإذا ثبت لنا أنّه في النار ، فلا يكون إطلاق صفة الإيمان عليه إلاّ سفسطة.

ونزاعنا مع القوم ليس بالألفاظ ، وإنّما في المآل الأخروي الذي تدلّ عليه الألفاظ ، وإلاّ فما فائدة أن نطلق عليه مؤمن وهو في النار؟ إلاّ التلاعب بالألفاظ.

٦ ـ ليكن من الواضح : أنّا عندما نطلق على معاوية أنّه كافر ، نريد به إمّا أنّه كافر بالمعنى الخاصّ المقابل للإيمان الخاصّ ، الذي هو الإيمان بالإمامة ، وهو غير الكافر بالمعنى العام ، أي المجاهر بالكفر المقابل للمسلم ، أو نريد به المنافق ، بل الأصح أنّا نريد به المنافق الذي يعامل معاملة المظهر للإسلام باللسان ، فهو كافر بالباطن.

__________________

١ ـ السنن الكبرى للبيهقي ٨ / ١٧٣.

٢٧١

أمّا الفئة العظمى من جيشه ، فإنّا نطلق عليهم مسلمين غير مؤمنين بالإمامة ، فهم ليسوا كفّاراً مجاهرين ، ولكن إذا أُطلق عليهم الكفر يراد به الكافر الخاصّ ، المقابل للإيمان الخاصّ ، ويمكن أن يطلق عليهم مؤمنين بالمعنى العام المشار إليه سابقاً ، الذي يساوي الإسلام العام.

٧ ـ إنّ اختلاف جماعتين ربما يكون في شيء لا يخرج عن الإيمان أو الإسلام ، وربما يختلفان في شيء يخرج عنهما ، والآية عامّة شاملة لكلا الحالين.

ويبقى علينا التشخيص في تحديد الأمر المختلف عليه ، إذ بعد وقوع القتال وحصول التمايز بينهما بالبغي وعدمه ، نرجع في تحديد صفة كُلّ طائفة بما تعتقد به ، وتخالف الأُخرى عليه ، فإذا كانت طائفة تقاتل وتخالف الأُخرى على شيء يخرج عن الإسلام أو الإيمان ، نسبنا تلك الطائفة بما يناسبها من ذلك ، وهو ما حصل بين طائفة عليعليه‌السلام وطائفة معاوية ، فالخروج على إمام الزمان موبقة تخرج عن الإسلام أو الإيمان على الخلاف ، فلاحظ.

( الموسوي ـ العراق ـ ٢٠ سنة ـ طالب )

مسلم في الظاهر :

س : قد طرح عليّ هذا السؤال : هل معاوية كان مؤمناً قبل الفتنة على الأقل في نظرك أنت؟ أُريد الجواب للتأصيل فقط لا غير ، وبعدها أنا سأكمل ، فأجبته : بنعم ، فأجابني الزميل المخالف بهذا ج : سيّدنا عليرضي‌الله‌عنه يقول : نعم ، حتّى في وقت الحرب ، وكما وعدتك من كتبك.

الأوّل : عن جعفر عن أبيه أنّ علياًعليه‌السلام كان يقول لأهل حربه : « إنّا لم نقاتلهم على التكفير لهم ، ولم نقاتلهم على التكفير لنا ، ولكنّا رأينا أنّا على حقّ ، ورأوا أنّهم على حقّ »(١) .

__________________

١ ـ قرب الإسناد : ٩٣.

٢٧٢

الثاني : قال علي عليه‌السلام : « وكان بدء أمرنا أنّا التقينا بالقوم من أهل الشام ، والظاهر أنّ ربّنا واحد ، ونبيّنا واحد ، ودعوتنا في الإسلام واحدة ، ولا نستزيدهم في الإيمان بالله والتصديق برسوله ولا يستزيدوننا ، والأمر واحد إلاّ ما اختلفنا فيه من دم عثمان ، ونحن منه براء »(١) .

الثالث : عن جعفر عن أبيه : « أنّ علياً عليه‌السلام لم يكن ينسب أحداً من أهل حربه إلى الشرك ولا إلى النفاق ، ولكنّه كان يقول : هم إخواننا بغوا علينا » (٢) .

الرابع : قال علي عليه‌السلام : « إنّي أكره لكم أن تكونوا سبّابين ، ولكنّكم لو وصفتم أعمالهم ، وذكرتم حالهم كان أصوب في القول ، وأبلغ في العذر ، وقلتم مكان سبّكم إيّاهم : اللهم أحقن دماءنا ودماءهم ، وأصلح ذات بيننا وبينهم »(٣) .

أذكرك بقوله تعالى :( وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حتّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ) (٤) .

وبالإضافة للآية يكفيك الأحاديث المذكورة ، فما ردّي؟ هل هذه حجّة علينا أنّ الإمام عليعليه‌السلام شهد لمعاوية عليه من الله ما يستحق بأنّه مسلم ، فسؤالي هل معاوية كان مسلماً؟

أرجو الإفادة والمساعدة ، بارك الله بكم ، وجزاكم الله ألف خير في الدفاع عن هذا الإسلام المحمّدي الأصيل.

الجواب : الإسلام الظاهري لا ننفيه عن أيّ أحد يدّعي الإسلام ، ويتشهّد الشهادتين ، إلاّ أن يأتي بكفر بواح ، أو أنكر معلوماً من الدين بالضرورة عناداً للحقّ ، وتكذيباً للرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله .

فنحن لا ننفي إسلام معاوية أو غيره في هذه الدنيا ، وإنّما نعتقد بأنّ من يخالف الحقّ ، ولم يتولّ أهل البيتعليهم‌السلام فهو ليس بمؤمن بالمعنى الأخص في

__________________

١ ـ شرح نهج البلاغة ١٧ / ١٤١.

٢ ـ قرب الإسناد : ٩٤.

٣ ـ شرح نهج البلاغة ١١ / ٢١.

٤ ـ الحجرات : ٩.

٢٧٣

الدنيا ، وليس بمسلم حقيقي عند الله في الواقع ، وهو يستحقّ النار في الآخرة.

ودليلنا على ذلك حديث الافتراق ، قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : «وستفترق أُمّتي إلى ثلاث وسبعين فرقة كُلّها في النار إلاّ واحدة »(١) ، فبيّن النبيّ الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله بأنّ جميع الفرق هي أُمّته الإسلامية ، وتنتسب ظاهراً ـ وفي هذه الدنيا ـ إلى الإسلام ، ولكن الفرقة الناجية منها هي واحدة فقط ، فهي المسلمة حقّاً ، وهي المتبعة للحقّ وتستحقّ الجنّة.

فهؤلاء المحاربين لأمير المؤمنينعليه‌السلام لا نخرجهم عن الإسلام في هذه الدنيا ، فنجري عليهم حكم الإسلام والمسلمين ، ودليلنا ما ورد من قول النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : «إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن ، كما قاتلت على تنزيله »(٢) ، وقال عن إسناده ابن حجر : «ورجاله رجال الصحيح »(٣) .

وأمّا ما أوردت من نصوص عن أئمّتناعليهم‌السلام فهي تدلّ على ما قدّمنا من إثبات إسلامهم الظاهري ، ولكن لم يثبت نجاتهم في الآخرة أبداً.

وأمّا الأحاديث والآية التي ذكرتها لإثبات إسلامهم ، فقد أثبتنا نحن أيضاً الإسلام الظاهر ، ولا تدلّ على أكثر من ذلك ، وكذلك وصف الإمامعليه‌السلام لهم بأنّهم إخواننا بغوا علينا ، أو أنّهم رأوا أنّهم على حقّ ، فهذه الأوصاف ليست كُلّية ، وتشمل كُلّ فرد فرد ، وإنّما فيهم المنافق وفيهم الفاسق ، وفيهم المعاند وفيهم الجاهل الخ.

وخصوصاً قول الإمامعليه‌السلام : « والظاهر أنّ ربّنا واحد » ، فإنّ الإمامعليه‌السلام يبيّن أيضاً بأنّهم مسلمون ظاهراً ، بل هي تدلّ على بغيهم ، ولو تأمّلت بالآية الكريمة

__________________

١ ـ سنن الدارمي ٢ / ٢٤١ ، سنن ابن ماجة ٢ / ١٣٢٢ ، سنن أبي داود ٢ / ٣٩٠ ، الجامع الكبير ٤ / ١٣٥ ، المستدرك ١ / ١٢٨ ، المعجم الكبير ٨ / ٢٧٣.

٢ ـ مسند أحمد ٣ / ٣٣ و ٨٢ ، المستدرك ٣ / ١٢٣ ، مجمع الزوائد ٥ / ١٨٦ و ٦ / ٢٤٤ ، السنن الكبرى للنسائي ٥ / ١٥٤ ، خصائص أمير المؤمنين : ١٣١ ، مسند أبي يعلى ٢ / ٣٤١ ، صحيح ابن حبّان ١٥ / ٣٨٥ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٤٥١ ، أُسد الغابة ٤ / ٣٢.

٣ ـ مجمع الزوائد ٥ / ١٨٦.

٢٧٤

لما وجدتها تثبت ذلك لهم بعد البغي( فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حتّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ) ، فالآية غير متعرّضة بالمرّة لمن لا يفئ إلى أمر الله ، فلا تستطيع إثبات الإيمان لمن أصرّ وبقي على بغيه من خلال هذه الآية ، فهي عليك لا لك.

ويكفينا لحكمنا هذا بالتفريق بين حالهم في الدنيا وحالهم في الآخرة ما روي عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لعمّار ـ في أوّل أيّام الهجرة النبوية الشريفة ، عندما كانوا يبنون المسجد النبوي الشريف ـ : «ويح عمّار تقتله الفئة الباغية ، يدعوهم إلى الجنّة ، ويدعونه إلى النار »(١) .

فانظر يا أخي هداك الله كيف تجهد نفسك ، وتجعلها في صفّ مَن يدعو إلى النار وتتولاّه ، وتدافع عنه بهذه القوّة ، وتأتي بأحاديث وتقول : وكما وعدتك من كتبك

اتق الله يا أخي ، ودافع وجاهد عن الحقّ ، وعن الدعاة إلى الجنّة ، وكن معهم ، وجاهد وعاند الدعاة إلى النار ، وكن ضدّهم وتبرأ منهم.

( عيسى الشيباني ـ الإمارات ـ ٢٦ سنة ـ الثانوية العامّة )

لم يبك على علي عند شهادته :

س : عداء معاوية لعلي بن أبي طالبعليه‌السلام كان معروفاً من عدّة روايات من كلا الفريقين , فأهل السنّة يقولون حين جاء خبر مقتل علي بن أبي طالبعليه‌السلام لمعاوية بكى ، فكيف لنا أن نوافق ما بين العداء الذي كان يحمله معاوية للإمام , والبكاء الذي ذرف من عينيه بعد سماعه مقتله؟

كيف لنا أن نقيم الحجّة على القوم؟ وخاصّة في حال وجود التضارب في الأقوال في مثل هذه الحالة؟ مع المتيقّن منه العداء للإمام ، فما مدى صحّة القول الثاني؟

__________________

١ ـ مسند أحمد ٣ / ٩١ ، صحيح البخاري ١ / ١١٥ ، المصنّف لابن أبي شيبة ٧ / ٥٢٣ ، صحيح ابن حبّان ١٥ / ٥٥٤ ، المعجم الكبير ١٢ / ٣٠١ ، صحيح مسلم ٨ / ١٨٦.

٢٧٥

ج : الخبر المذكور نقله ابن عساكر بسند متّصل إلى مغيرة ، ومغيرة هذا هو ابن مقسم الضبي ، وهو بعيد بكثير عن حادثة شهادة الإمام عليعليه‌السلام ، فالخبر إذاً مقطوع السند ، ثمّ أنّ هناك كلام في المغيرة ، فمنهم من وثّقة ، ومنهم من قال : أنّه يدلّس(١) .

والخبر الذي نقله هو : « جاء نعي علي بن أبي طالب إلى معاوية ، وهو نائم مع امرأته فاخته بنت قرظة ، فقعد باكياً مسترجعاً ، فقالت له فاخته : أنت بالأمس تطعن عليه واليوم تبكي عليه ، فقال : ويحك أنا أبكي لما فقد الناس من حلمه وعلمه »(٢) .

ولو غضضنا النظر عن السند ، وبحثنا في دلالته لتوصّلنا إلى ما يأتي :

١ ـ اعتراف معاوية للإمام عليعليه‌السلام بالحلم والعلم.

٢ ـ استنكار امرأة معاوية من التناقض في سلوك معاوية من قتاله والبكاء عليه ، ومعنى كلامها أنّ عدائك للإمام عليهعليه‌السلام شديد ، حتّى وصل إلى القتال ، فما معنى بكاءك؟ فيردّ عليها : أنّ الذي عند الإمام عليعليه‌السلام من الحلم والعلم يجعل الأعداء تبكي عليه.

٣ ـ احتياج الناس إلى الإمامعليه‌السلام ، وافتقارهم له عند موته.

٤ ـ إقرار معاوية بقتاله لعليعليه‌السلام .

٥ ـ بكاء معاوية كان إشفاقاً على الناس لفقدهم الإمامعليه‌السلام حسب تعليله هو.

وبملاحظة هذه الأُمور ، فإنّ هذا الخبر لا يعطي أيّ دلالة على عدم وجود العداء بين الإمامعليه‌السلام ومعاوية ، بل على العكس من ذلك ، فهو يؤكّد وجود ذلك العداء ، ويظهر فضائل الإمامعليه‌السلام ، ويؤكّد الحجّة على معاوية.

__________________

١ ـ الثقات : ٤٦٤ ، التبيين لأسماء المدلّسين : ٥٦.

٢ ـ تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٥٨٢.

٢٧٦

( أُمّ محمّد ـ الكويت ـ ٤٠ سنة ـ خرّيجة جامعة )

وصيته ليزيد إن ظفر بالحسين :

س : ورد في رواياتنا وصية معاوية لابنه يزيد ، وكان فيها إشارة إلى معرفة معاوية لحقّ الحسينعليه‌السلام : « وأمّا الحسين فقد عرفت حظّه من رسول الله , وهو من لحم رسول الله ودمه , وقد علمت لا محالة أنّ أهل العراق سيخرجونه إليهم ، ثمّ يخذلونه ويضيّعونه , فإن ظفرت به فاعرف حقّه ومنزلته من رسول الله , ولا تؤاخذه بفعله , ومع ذلك فإنّ لنا به خلطة ورحماً , وإيّاك أن تناله بسوء , أو يرى منك مكروهاً ».

فهل يعقل ذلك أم في الروايات مآخذ؟

ج : الحديث نقله من أصحابنا الشيخ الصدوققدس‌سره (١) ، وفي السند الذي ذكره أفراد مجهولون ، فلهذا لا يمكن الوثوق بصحّة مثل هكذا حديث.

ولو سلّمنا بصحّة السند ، فهو يدلّ على مدى الوقاحة لدى يزيد أن أقدم على قتل الحسينعليه‌السلام ، وهو عارف بحقّه ، ويدلّ أيضاً على مدى الدهاء الذي يتمتّع به معاوية الغاصب للخلافة ، والمحارب لأبي الحسينعليهما‌السلام ، العارف بحقّهما وقربهما من رسول الله ، والذي يجيز لابنه الظفر بالحسينعليه‌السلام ، ولا يجيز له أن يناله مكروه ، لأنّه يعلم أنّ إلحاق الأذى بالحسينعليه‌السلام سوف يزلزل ملك ابنه ، فهو معلّم لابنه أُسلوباً من أساليب الدهاء ، التي لم يجد الابن ممارستها.

وبالتمحيص في شخصية معاوية لا يبدو غريباً أن يصدر منه مثل هكذا وصيّه ، فقد عُرف بالمكر والخداع والدهاء ، وصدور مثل هكذا وصيّة من معاوية لا يعدّ فضيلة له ، بل فيها أكبر إدانة له ، حيث يعلّم ابنه الأساليب المناسبة للتسلّط على المسلمين ، وكبح جماح المعارضين ، وفي تسلّط يزيد

__________________

١ ـ الأمالي للشيخ الصدوق : ٢١٦.

٢٧٧

الفاسق الفاجر على المسلمين أكبر ظلامة وقعت على الإسلام والمسلمين ، والتي يتحمّل جزءً كبيراً منها معاوية ، وذلك بتمهيد الطريق أمام ابنه للتسلّط على رقاب المسلمين ، وهذا ما ذكره معاوية في تلك الوصية في غير تلك الأسطر التي ذكرتها.

٢٧٨

المعجزة :

( السيّد علي ـ البحرين ـ )

شروطها :

س : ما هي شروط المعجزة؟

ج : ننقل لك نصّ عبارة الشيخ الطوسيقدس‌سره حول شروط المعجز : « والمعجز يدلّ على ما قلناه بشروط : أوّلها : أن يكون خارقاً للعادة ، والثاني : أن يكون من فعل الله تعالى أو جارياً مجرى فعله ، والثالث : أن يتعذّر على الخلق جنسه أو صفته المخصوصة ، والرابع : أن يتعلّق بالمدّعي على وجه التصديق لدعواه.

وإّنما اعتبرنا كونه خارقاً للعادة لأنّه لو لم يكن كذلك لم يعلم أنّه فعل للتصديق دون أن يكون فعل بمجرى العادة ، ألا ترى أنّه لا يمكن أن يستدلّ بطلوع الشمس من مشرقها على صدق الصادق ، ويمكن بطلوعها من مغربها وذلك لما فيه من خارق العادة.

واعتبرنا كونه من فعل الله لأنّ المدّعي إذا ادّعى أنّ الله يصدّقه بما يفعله ، فيجب أن يكون الفعل الذي قام مقام التصديق من فعل من طلب منه التصديق ، وإلاّ لم يكن دالاً عليه ، وفعل المدّعي كفعل غيره من العباد ، لأنّه لا يدلّ على التصديق ، وإنّما يدلّ فعل من أدّعى عليه التصديق

وإنّما اعتبرنا أن يكون متعذّراً في جنسه أو صفته ، لأنّا متى لم نعلمه كذلك لم نأمن أن يكون من فعل غير الله ، وقد بيّنا لابدّ أن يكون من فعله »(١) .

__________________

١ ـ الاقتصاد : ١٥٥.

٢٧٩

( عبد الله ـ أمريكا ـ )

التمييز بين معجزة النبيّ وغيره :

س : كيف نفرّق بين معاجز الأنبياء وبين بعض الظواهر الغريبة الصادرة من السحرة ، والمرتاضين ، وأصحاب التنويم المغناطيسي؟

ج : يمكننا تمييز النبيّ بمعجزته عن غيره ـ من الذين تظهر منهم بعض الظواهر الخارقة للعادة ـ بعدّة نقاط :

الأُولى : أنّ النبيّ لا يحتاج في إظهار معجزته إلى تعليم أو تمرين ، بينما يحتاج غيره إلى ذلك ، حتّى يظهر ما هو خارق للعادة.

الثانية : ظاهرة المعجزة لا يمكن لغير النبيّ من الإتيان بمثلها ، بينما ظاهرة السحر والشعوذة ، والتنويم المغناطيسي ، ورياضة المرتاض يسهل على الغير تكرارها.

فبإمكان كُلّ إنسان أن يحوّل من الحبال أشكالاً وهمية تشبه الأفاعي ، حينما يسحر أعين الناس ، إلاّ أنّه يعجز عن أن يلقي عصاه ـ كما فعل النبيّ موسىعليه‌السلام ـ لتكون أفعى تلقف ما يؤفك من السحر.

الثالثة : ليس من عادة غير الأنبياء إعلان تحدّيهم للغير في الإتيان بمثل ما أتوا به ، بينما نلاحظ الأنبياء قد قرنوا معجزتهم بالتحدّي على الإتيان بمثل ما أتوا به ، كما تحدّى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله المشركين حينما أظهر معجزة القرآن :( قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ) (١) .

الرابعة : أنّ الساحر والمشعوذ والمرتاض وغيرهم يكون ما يظهر على أيديهم محدّداً بحدود خاصّة ـ تبعاً لطريقة التمرين والرياضة التي تعلّموها ـ بينما كان الأنبياء يلبّون طلب الناس في إظهار أيّ معجزة ، ومن دون سابق إعلان في تحديد

__________________

١ ـ الإسراء : ٨٨.

٢٨٠

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

ونبله، وقد سمع منه أحمد بن حنبل حديثاً حدثه به عن والده. توفي في وسط سنة ٢٧٢ »(١) .

٢ - ابن حجر: « ثقة حافظ، من الحادية عشرة، مات سنة اثنتين أو ثلاث وسبعين. دعس»(٢) .

٣ - السيوطي: « وعنه: أبو داود، والنسائي، وأبو حاتم، وأبو زرعة وخلق، وثقه النسائي. ومات بحمص سنة ٢٧٢ »(٣) .

٤ - وذكرهاليافعي فيمن توفي في السنة المذكورة.

(٩٢)

سليمان بن سيف بن يحيى الطائي أبو داود الحراني

المتوفى سنة (٢٧٢) أخرج النسائي « عنه، عن عمران بن أبان، عن شريك، عن أبي إسحاق عن زيد، قال: سمعت علي بن أبي طالبرضي‌الله‌عنه يقول على منبر الكوفة: إني أنشد الله رجلاً - ولا يشهد إلّا أصحاب محمد - سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم غدير خم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، فقام ستة من جانب المنبر الآخر(٤) فشهدوا أنهم سمعوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول ذلك. قال شريك: فقلت لأبي إسحاق: هل سمعت البراء ابن عازب يحدّث بهذا عن رسول الله؟ قال: نعم »(٥) .

____________________

(١). تذكرة الحفاظ ٢ / ٥٨١.

(٢). تقريب التهذيب ٢ / ١٩٧.

(٣). طبقات الحفاظ ٢٥٨.

(٤). كذا.

(٥). الخصائص: ٩٦.

٣٢١

ترجمته

١ - ذكرهابن حبان في الثقات(١) .

٢ - وقالالذهبي: « سليمان بن سيف الحافظ الثقة أبو داود الحرّاني محدّث حرّان روى عنه النسائي كثيراً ووثّقه »(٢) .

٣ - وترجمهابن حجر في تهذيب التهذيب(٣) .

٤ - وقال فيتقريبه: « ثقة حافظ »(٤) .

(٩٣)

عبد الملك بن محمد أبو قلابة الرقاشي

المتوفى سنة (٢٧٦). أخرج الحاكم أبو عبدالله النيسابوري حديث الغدير، عن أبي الحسين ابن تميم الحنظلي البغدادي، عن أبي قلابة الرقاشي، عن يحيى بن حماد، عن أبي عوانة، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطفيل، عن زيد بن أرقم قال: لما رجع رسول الله الحديث(٥) .

ترجمته

١ - ذكرهابن حبان في الثقات(٦) .

٢ - وقالالذهبي: « أبو قلابة: الحافظ العالم المسند حدّث عنه: ابن

____________________

(١). الثقات ٨ / ٢٨١.

(٢). تذكرة الحفاظ ٢ / ٥٩٣.

(٣). تهذيب التهذيب ٤ / ١٩٩.

(٤). تقريب التهذيب ١ / ٣٢٦.

(٥). المستدرك ٣ / ١٠٩.

(٦). الثقات ٨ / ٣٩١.

٣٢٢

ماجة وابن صاعد قال الدار قطني: صدوق كثير الخطأ لكونه يحدّث من حفظه وقال أبو عبيد الآجري: سألت أبا داود عنه فقال: أمين مأمون كتبت عنه. وقال محمد بن جرير: ما رأيت أحفظ من أبي قلابة »(١) .

٣ - وفيالكاشف: « صدوق يخطي »(٢) .

٤ - وترجمهابن حجر في تهذيب التهذيب(٣) .

٥ - وفيتقريب التهذيب: « صدوق يخطئ، تغيّر حفظه لمـّا سكن بغداد »(٤) .

(٩٤)

أحمد بن حازم الغفاري الكوفي الشهير بابن أبي غرزة(٥)

المتوفى سنة (٢٧٦). أخرج الحاكم الحديث عن محمد بن صالح بن هاني قال: ثنا أحمد بن نصر، وأخبرنا محمد بن علي الشيباني بالكوفة، ثنا أحمد بن حازم الغفاري إلى آخر ما تقدم في رواية « أحمد بن يوسف ».

ترجمته

١ - الذهبي: « ابن أبي غرزة. هو الحافظ المجود أبو عمرو احمد بن حازم الغفاري الكوفي صاحب المسند حدّث عنه: مطين ومحمد بن علي بن دحيم الشيباني وابراهيم بن عبدالله بن أبي العزائم وابن عقدة الحافظ وآخرون. ذكره ابن حبان في الثقات وقال: كان متقنا.

____________________

(١). تذكرة الحفاظ ٢ / ٥٨٠.

(٢). الكاشف ٢ / ٢١٤.

(٣). تهذيب التهذيب ٦ / ٤٢٠.

(٤). تقريب التهذيب ٢ / ٥٢٢.

(٥). كذا في المصادر الآتية لا « ابن عزيزة ».

٣٢٣

قلت: توفي في ذي الحجة سنة ٢٧٦ »(١) .

٢ - وذكرهالسيوطي في طبقاته حيث قال: « ابن أبي غرزة الحافظ المجود »(٢) .

٣ - وقالاليافعي: « ومحدّث الكوفة أبو عمرو محمد بن حازم الغفاري الحافظ »(٣) .

(٩٥)

ابراهيم بن الحسين الكسائي الهمداني ابو إسحاق المعروف بابن ديزيل

المتوفى سنة (٢٨٠) أو (٢٨١). روى حديث الركبان في كتابه ( كتاب صفين ) كما تقدم في الكتاب.

ترجمته

١ - الذهبي: « ابن ديزيل - الحافظ الرحّال ابو اسحاق ابراهيم بن الحسين الكسائي الهمداني. ويلقب بدابة عفان وبسيفنة. وسيفنة طائر لا يحطّ على شجرة إلّا أكل ورقها. وكذا كان إبراهيم لا يأتي شيخاً إلّا وينزفه قال الحاكم: ثقة مأمون »(٤) .

٢ - السيوطي: « ابن ديزيل الحافظ الرحال قال الحاكم: ثقة مأمون. وقال غيره: محدث همذان كان يضرب بكتابه المثل. قال علي بن عيسى: الإِسناد الذي يأتي به ابن ديزيل لو كان فيه أن لا يؤكل الخبز لوجب أنْ لا يؤكل، لصحّة إسناده، مات في شعبان سنة ٢٨١ »(٥) .

____________________

(١). تذكرة الحفاظ ٢ / ٥٩٤.

(٢). طبقات الحفاظ: ٢٦٦.

(٣). مرآة الجنان - حوادث ٢٧٦، وفيها: « محمد » والظاهر أنه غلط.

(٤). تذكرة الحفاظ ٢ / ٦٠٨.

(٥). طبقات الحفاظ: ٢٦٩.

٣٢٤

(٩٦)

ابراهيم بن عبدالله بن مسلم الكجي البصري

المتوفى سنة (٢٩٢). أخرج أبو إسحاق الثعلبي قال: « أخبرنا أبو القاسم يعقوب بن أحمد السري أخبرنا أبوبكر محمد بن عبدالله بن محمد، حدثنا أبو مسلم ابراهيم بن عبدالله الكجي، حدثنا حجاج بن منهال، حدثنا حماد عن علي بن زيد، عن عدي ابن ثابت عن البراء بن عازب قال: لمـّا نزلنا مع رسول الله في حجة الوداع كنا بغدير خم، فنادى إن الصلاة جامعة، وكسح للنبي تحت شجرتين، فأخذ بيد علي فقال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى، قال: هذا مولى من أنا مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، قال: فلقيه عمر فقال: هنيئاً لك يا ابن أبي طالب، أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة »(١) .

ترجمته

١ - الخطيب: « روى عنه: أبو القاسم البغوي، واسماعيل بن محمد الصفار، وأبو عمرو ابن السماك، وأحمد بن سلمان النجاد وكان من أهل الفضل والعلم والأمانة، نزل بغداد وروى بها حديثاً كثيراً » ثم ترجمه فروى ثقته عن موسى بن هارون والدار قطني، وعن عبد الغني بن سعيد الحافظ « ثقة نبيل »(٢) .

٢ - الذهبي: « أبو مسلم الكجي الحافظ المسند وثّقه الدار قطني

____________________

(١). تفسير الثعلبي - مخطوط.

(٢). تاريخ بغداد ٦ / ١٢٠.

٣٢٥

وغيره، وكان سرياً نبيلاً عالماً بالحديث »(١) .

٣ - السيوطي: « وثّقه الشيوخ »(٢) .

(٩٧)

صالح بن محمد بن عمرو البغدادي الملقب بـ ( جزرة )

المتوفى سنة (٢٩٣) أو (٢٩٤)، أخرج الحاكم حديث الغدير، عن أبي نصر أحمد بن سهل الفقيه، عن صالح بن محمد الحافظ البغدادي، عن خلف بن سالم المخرمي، عن يحيى ابن حماد عن أبي عوانة عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم قال: لمـّا رجع رسول الله الحديث(٣) .

ترجمته

١ - الخطيب: « كان حافظاً عارفاً، من أئمّة الحديث، وممن يرجع إليه في علم الآثار ومعرفة نقلة الأخبار، وكان صدوقاً ثبتاً أميناً » ثم روى ثقته والثناء عليه عن الدارقطني وغيره(٤) .

٢ - الذهبي: « جزرة، الحافظ العلّامة الثبت، شيخ ما وراء النهر »(٥) .

٣ - السيوطي: « جزرة الحافظ العلّامة الثبت، شيخ ما وراء النهر قال الادريسي: ما أعلم في عصره بالعراق ولا بخراسان مثله في الحفظ، دخل ما وراء النهر فحدّث مدة من حفظه ولم يأخذ عليه أحد خطأ فيما حدّث »(٦) .

____________________

(١). تذكرة الحفاظ ٢ / ٦٢٠.

(٢). طبقات الحفاظ ٢٧٣.

(٣). المستدرك ٣ / ١٠٩.

(٤). تاريخ بغداد ٩ / ٣٢٢.

(٥). تذكرة الحفاظ ٢ / ٦٤١.

(٦). طبقات الحفاظ: ٢٨١.

٣٢٦

(٩٨)

محمد بن عثمان بن أبي شيبة العبسي الكوفي

المتوفى سنة (٢٩٧). وقع في سند رواية الحافظ أبي الفتح محمد بن علي النطنزي حديث الغدير عن أبي سعيد الخدري

و روى الحافظ أبو نعيم الاصبهاني « عن أبي بكر بن خلاد، عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة، عن إبراهيم بن محمد بن ميمون، عن علي بن عابس عن أبي الجحاف والأعمش عن عطية قال: نزلت هذه الآية على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في علي يوم غدير خم »(١) .

ترجمته

١ - الخطيب: « كان كثير الحديث، واسع الرواية، ذا معرفة وفهم، وله تاريخ كبير. روى عنه: محمد بن محمد الباغندي، ويحيى بن محمد بن صاعد والقاضي المحاملي، ومحمد بن مخلد، وأبو عمرو بن السماك، وأبوبكر النجاد، وأحمد بن كامل، واسماعيل بن علي الخطبي، وجعفر الخلدي، وأبوبكر الشافعي وغيرهم سئل أبو علي صالح بن محمد عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة فقال: ثقة سئل عبدان عن ابن عثمان بن أبي شيبة فقال: ما علمنا إلّا خيراً، كتبنا عن أبيه المسند بخط ابنه الكتاب يقرأ علينا »(٢) .

٢ - الذهبي: « الحافظ البارع محدّث الكوفة » ثم ذكر ثقته عن جزرة،

____________________

(١). ما نزل من القرآن في علي - مخطوط.

(٢). تاريخ بغداد ٣ / ٤٢.

٣٢٧

وعن ابن عدي: « لم أر له حديثاً منكراً فأذكره، وهو على ما وصف لي عبدان لا بأس به »(١) .

(٩٩)

أبو هريرة محمد بن أيوب الواسطي.

أخرج الحاكم عن أبي بكر بن إسحاق ودعلج بن أحمد السجزي قالا: « أنبأ محمد أيوب، ثنا الأزرق بن علي، ثنا حسان بن ابراهيم الكرماني، ثنا محمد بن سلمة بن كهيل، عن أبيه عن أبي الطفيل عن زيد يقول: نزل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بين مكة والمدينة، عند سمرات خمس دوحات عظام، فكنس الناس ما تحت السمرات، ثم راح رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عشية فصلّى ثم قام خطيباً، فحمد الله وأثنى عليه وذكّر ووعظ فقال ما شاء الله أن يقول. ثم قال: أيها الناس إني تارك فيكم أمرين لن تضلّوا إن اتبعتموهما، وهما كتاب الله وأهل بيتي عترتي. ثم قال: أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ ثلاث مرات. قالوا: نعم، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه »(٢) .

ترجمته

١ - الذهبي: « عنه: أبو حاتم، وأبو زرعة، صدوق »(٣) .

٢ - وذكرهابن حبان في الثقات(٤) .

٣ - وصححالحاكم حديثه في المستدرك(٥) .

____________________

(١). تذكرة الحفاظ ٢ / ٦٦١.

(٢). المستدرك ٣ / ١٠٩.

(٣). الكاشف ٣ / ٢٣.

(٤). الثقات ٩ / ١١٤.

(٥). المستدرك ٣ / ١٠٩.

٣٢٨

٤ - وترجمهابن حجر في تهذيب التهذيب(١) .

٥ - وقال فيتقريبه: « صدوق »(٢) .

____________________

(١). تهذيب التهذيب ٩ / ٦٩.

(٢). تقريب التهذيب ٢ / ١٤٧.

٣٢٩

٣٣٠

القرن الرابع

(١٠٠)

عبدالله بن الصقر بن نصر أبو العباس السكري البغدادي

المتوفى سنة (٣٠٢). في فضائل أمير المؤمنين عليعليه‌السلام لأحمد بن حنبل - من زيادات القطيعي - عن عبدالله بن الصقر سنة ٢٩٩ قال: حدثنا يعقوب بن حمدان بن كاسب، حدثنا سفيان عن ابن أبي نجيح عن أبيه عن ربيعة الجرشي الحديث كما تقدم في « ابن أبي نجيح »(١) .

ترجمته

قالالخطيب: « روى: عنه جعفر الخلدي، وأبوبكر الشافعي، وعبد الملك بن الحسن السقطي، وابن مالك القطيعي، وأبو حفص بن الزيات وكان ثقة. وقال الدارقطني: هو صدوق »(٢) .

____________________

(١). فضائل علي - مخطوط.

(٢). تاريخ بغداد ٩ / ٤٨٣.

٣٣١

(١٠١)

أبو جعفر أحمد بن محمد الضبعي الأحول

المتوفى سنة (٣١١). روى الحافظ الخطيب البغدادي قال: « أخبرنا ابن بكير، أخبرنا أبو عمر يحيى بن محمد بن عمر بن عبدالله بن عمر بن حفص بن بيان بن دينار الأخباري، في منزله بدرب الساج، في جوار ابن الشونيزي، في ثلاث وستين وثلاثمائة حدثنا أبو جعفر أحمد بن محمد الضبعي، حدثنا عبدالله بن سعيد الكندي أبو سعيد الأشج، حدثنا العلاء بن سالم العطّار، عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: سمعت عليا بالرحبة ينشد الناس من سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه؟ فقام اثنا عشر بدرياً، فشهدوا أنهم سمعوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه »(١) .

ترجمته

ترجمهالخطيب قال: « روى عنه: محمد بن مخلد، وأبوبكر الشافعي، وعبدالله بن موسى الهاشمي، واسماعيل بن محمد بن زنجي، وكان صدوقاً »(٢) .

(١٠٢)

محمد بن جمعة بن خلف القهستاني أبو قريش

المتوفى سنة (٣١٣). تقدم

____________________

(١). تاريخ بغداد ١٤ / ٢٣٦.

(٢). المصدر ٥ / ١٠٧.

٣٣٢

عن ( زين الفتى ) وقوعه في سند الحديث، المشتمل على تهنئة عمر بن الخطاب عن البراء بن عازب.

ترجمته

١ - الخطيب: « محمد بن جمعة بن خلف، أبو قريش القهستاني، كان ضابطاً متقناً حافظاً، كثير السماع والرحلة، جمع المسندين على الرجال والأبواب، وصنف حديث الأئمّة مالك والثوري وشعبة ويحيى بن سعيد وغيرهم، وكان يذاكر بحديثهم حفاظ عصره فيغلبهم » ثم روى عن أبي علي الحافظ يقول: « نا أبو قريش محمد بن جمعة القهستاني الحافظ الثقة الأمين » وعن الدار قطني: « حافظ حديثه عند أهل خراسان »(١) .

٢ - الذهبي: « أبو قريش الحافظ الحجة كان من العلماء الكبار، صنف المسند الكبير، وكتاباً على الأبواب، وصنف حديث مالك وسفيان وشعبة، وكان يَقِظاً فهماً حافظاً مذاكراً صاحب اتقان »(٢) .

٣ - السيوطي: « أبو قريش الحافظ الحجة »(٣) .

وله ترجمة في العبر ٢ / ١٥٨ وشذرات الذهب ٢ / ٢٦٨.

(١٠٣)

أبو بشر محمد بن أحمد الدولابي

المتوفى سنة (٣٢٠). رواه في كتابه ( الكنى والأسماء ) حيث قال: « أخبرنا أحمد بن شعيب قال: أنبأ قتيبة بن سعيد قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن عوف، عن ميمون أبي عبدالله، عن زيد بن أرقم

____________________

(١). تاريخ بغداد ٢ / ١٦٩.

(٢). تذكرة الحفاظ ٢ / ٧٦٦.

(٣). طبقات الحفاظ: ٣٢٢.

٣٣٣

قال: كنا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بين مكة والمدينة، إذ نزلنا منزلاً يقال له غدير خم، فنودي أن الصلاة جامعة، فقام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ألستم تعلمون أني أولى بكلّ مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى نشهد أنك أولى بكل مؤمن من نفسه. قال: فإني من كنت مولاه فهذا مولاه، وأخذ بيد عليعليه‌السلام »(١) .

وقال: حدثنا الحسن بن علي بن عفان قال: حدثنا الحسن بن عطية قال: أنبأ يحيى بن سلمة بن كهيل، عن حبة العرني عن أبي قلابة قال: نشد علي في الرحبة، فقام بضعة عشر رجلاً فيهم رجل عليه جبة عليها أزرار حضرمية فشهدوا أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه »(٢) .

ترجمته

١ - السمعاني، فذكر مشايخه ومن روى عنه من كبار الأئمّة كالطبراني وأبي حاتم ابن حبان وابن عدي(٣) .

٢ - ابن خلكان: « كان عالماً بالحديث والأخبار والتواريخ، واعتمد عليه أرباب هذا الفن في النقل، وأخبروا عنه في كتبهم ومصنفاتهم المشهورة »(٤) .

٣ - الذهبي: « الدولابي الحافظ العالم قال الدارقطني: تكلّموا فيه وما تبيّن من أمره إلّا خير »(٥) .

____________________

(١). الكنى والأسماء ٢ / ٦١.

(٢). المصدر نفسه ٢ / ٨٨.

(٣). الأنساب - الدولابي.

(٤). وفيات الأعيان ٣ / ٤٧٤.

(٥). تذكرة الحفاظ ٢ / ٧٥٩.

٣٣٤

(١٠٤)

أبو جعفر أحمد بن عبدالله بن أحمد البزاز المعروف بابن النيري

المتوفى سنة (٣٢٠). روى الحافظ الخطيب: « وعن أحمد بن عبدالله النيري عن علي بن سعيد، عن ضمرة، عن ابن شوذب، عن مطر، عن ابن حوشب عن أبي هريرة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه قال: من صام يوم ثمان عشر من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهراً، وهو يوم غدير خم، لما أخذ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بيد علي بن أبي طالب فقال: ألست أولى بالمؤمنين؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، فقال عمر بن الخطب: بخ بخ يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مسلم، فأنزل الله( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) الآية »(١) .

ترجمته

١ - الخطيب: « روى عنه: محمد بن المظفر، وأبو حفص بن شاهين، وأبو الفتح يوسف القواس، وأحمد بن محمد بن الجراح الحرار، ومحمد بن عبدالله بن أخي ميمي. وحدثني الحسن بن أبي طالب: أن يوسف القواس ذكره في جملة شيوخه الثقات » وروى عن أحمد بن محمد بن الفضل بن الجراح الحرار: « حدثنا أحمد بن عبدالله بن النيري أبو جعفر البزاز ثقة »(٢) .

٢ - ابن الأثير: « حدّث عن: أبي سعيد الأشج، ومحمد بن عبدالله المجزمي وغيرهما. روى عنه: محمد بن المظفر الحافظ، وأبو حفص بن شاهين،

____________________

(١). تاريخ بغداد ٨ / ٢٩٠.

(٢). تاريخ بغداد ٤ / ٢٦٦.

٣٣٥

وأبو الفتح القوّاس. ومات في شعبان سنة ٣٢٠ »(١) .

٣ - السمعاني: « وحكي أن القواس ذكره في جملة شيوخه الثقات »(٢) .

(١٠٥)

أبو إسحاق ابراهيم بن عبد الصمد بن موسى الهاشمي

المتوفى سنة (٣٢٥). روى الحمويني قال: وأخبرنا الامام الفقيه كمال الدين أبو غالب هبة الله ابن أبي القاسم ابن أبي غالب السّامري بقراءتي عليه، بجامع القصر ببغداد، ليلة الأحد السابع والعشرين من شهر رمضان سنة ٦٨٢، قال: أنبأنا الشيخ محاسن ابن عمر بن رضوان الحرائتي سماعاً عليه، في الحادي والعشرين من المحرم سنة ٦٢٢ قال: أنبأنا أبوبكر محمد بن عبدالله بن نصر بن الزعفراني سماعا عليه، في السادس من شهر رجب سنة ٥٥٠ قالا: أنبأنا أبو عبدالله مالك بن أحمد بن علي ابن ابراهيم الفراء البانياسي سماعاً عليه قال: أنبأنا ابن الزاغوني في شعبان سنة ٤٦٣ قال: أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن القاسم بن الصلت بقراءة عليه وأنا أسمع، في ثالث عشر من رجب سنة ٤٠٥ قال: أنبأنا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي المكنى بأبي إسحاق قال: أنبأنا أبو سعيد الأشج قال: أنبأنا المطلب بن زياد عن عبدالله بن محمد بن عقيل قال:

كنت عند جابر بن عبدالله في بيته وعلي بن الحسين ومحمد بن الحنيفة وأبو جعفرعليهما‌السلام ، فدخل رجل من أهل العراق فقال: أنشدك الله [ يا جابر ] إلّا حدّثتني ما رأيت وما سمعت من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: كنّا بالجحفة بغدير خم وثمّ ناس كثير من جهينة ومزينة وغفار، فخرج علينا رسول الله

____________________

(١). اللباب ٣ / ٣٤٠.

(٢). الأنساب - النيري.

٣٣٦

صلى‌الله‌عليه‌وآله من خباء أو فسطاط، فأشار بيد ثلاثاً، فأخذ بيد علي صلوات الله عليه فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه »(١) .

ورواه الحافظ الكنجي أيضاً، وقد تقدم سابقاً.

ترجمته

١ - الخطيب: « روى عنه: أبو الحسين بن البواب المقرئ، وأبو الحسن الدارقطني، وأبو حفص بن شاهين، ويوسف بن عمر القواس وأبو حفص الكتاني وجماعة آخرهم أحمد بن محمد بن الصلت المجبّر، وكان إبراهيم يسكن سر من رأى وحدّث بها وببغداد »(٢) .

٢ - ابن الجوزي: « حدّث عن جماعة. روى عنه الدارقطني وابن شاهين في آخرين، وكان يسكن سرمن رأى وحدّث بها وببغداد، وتوفي في محرم هذه السنّة »(٣) .

٣ - الذهبي: « وهو آخر من روى الموطأ عن أبي مصعب »(٤) .

(١٠٦)

عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي

المتوفى سنة (٣٢٧). قال الحافظ جلال الدين السيوطي: « وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ عن مجاهد قال: لمـّا نزلت:( بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ) قال: يا رب إنما أنا واحد، كيف أصنع يجتمع عليّ الناس؟ فنزلت( وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ ) .

____________________

(١). فرائد السمطين ١ / ٦٢.

(٢). تاريخ بغداد ٦ / ١٣٧.

(٣). المنتظم ٦ / ٢٨٩ حوادث ٣٢٥.

(٤). العبر ٢ / ٢٠٥ حوادث ٣٢٥.

٣٣٧

وأخرج ابن أبي حاتم، وابن مردويه، وابن عساكر عن أبي سعيد الخدري نزلت هذه الآية على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ) أن علياً مولى المؤمنين( وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) »(١) .

وقال الشوكاني: « أخرج ابن أبي حاتم، وابن مردويه، وابن عساكر عن أبي سعيد الخدري قال: نزلت هذه الآية( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ ) على رسول الله يوم غدير خم، في علي بن أبي طالبرضي‌الله‌عنه »(٢) .

وكذا ذكر كلّ من شهاب الدين الآلوسي(٣) .

والشيخ محمد عبده المصري(٤) .

ترجمته

١ - الذهبي: « عبد الرحمن العلّامة الحافظ كان بحراً لا تدركه الدلاء، قال الامام أبو الوليد الباجي: عبد الرحمن بن أبي حاتم ثقة حافظ »(٥) .

٢ - وقال الذهبي أيضاً: « ابن أبي حاتم الامام الحافظ الناقد شيخ الإسلام »(٦) .

٣ - ابن شاكر الكتبي: « الامام ابن الامام الحافظ ابن الحافظ قال أبو يعلى الخليلي: كان يعد من الأبدال، وقد أثنى عليه جماعة بالزهد والورع التام والعلم والعمل »(٧) .

____________________

(١). الدر المنثور ٢ / ٢٩٨.

(٢). فتح القدير ٣ / ٥٧.

(٣). روح المعاني ٢ / ٣٤٨.

(٤). المنار ٦ / ٤٦٣.

(٥). سير أعلام النبلاء ١٣ / ٢٣٦.

(٦). تذكرة الحفاظ ٣ / ٨٢٩.

(٧). فوات الوفيات ٢ / ٢٨٧.

٣٣٨

٤ - السبكي وحكى كلمة الخليلي المذكورة(١) .

(١٠٧)

أبو نصر حبشون بن موسى الخلال

المتوفى سنة (٣٣١). روى الخطيب البغدادي الحافظ عن عبدالله بن علي بن محمد بن بشران عن الحافظ علي بن عمر الدارقطني عن حبشون الخلال عن علي بن سعيد الرملي عن ضمرة عن ابن شوذب عن مطر الوراق عن ابن حوشب عن أبي هريرة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إنه قال: من صام يوم ثمان عشر من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهراً » إلى آخر ما تقدم في « أحمد بن عبدالله النيّري »(٢) .

ترجمته

١ - الخطيب: « روى عنه: أبوبكر ابن شاذان، وأبو الحسن الدارقطني، وأبو حفص ابن شاهين، وأحمد بن الفرج بن الحجاج، وأبو القاسم ابن الثلاج وغيرهم. وكان ثقة » ثم روى عن الدارقطني قوله « صدوق »(٣) .

٢ - ابن الجوزي: « ولد سنة ١٣٤، وسمع الحسن بن عرفة وغيره، روى عنه: الدارقطني وابن شاهين، وكان ثقة، يسكن باب البصرة، توفي في شعبان هذه السنة »(٤) .

____________________

(١). طبقات الشافعية ٢ / ٢٣٧.

(٢). تاريخ بغداد ٨ / ٢٩٠.

(٣). المصدر نفسه.

(٤). المنتظم ٦ / ٣٣١ حوادث ٣٣١.

٣٣٩

٣ - الذهبي: « وفيها حبشون بن موسى أبو نصر الخلال، ببغداد في شعبان وله ست وتسعون سنة »(١) .

(١٠٨)

أبو عبدالله محمد بن علي بن خلف العطار الكوفي.

قال الحافظ أبو نعيم: « حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم، حدثنا العباس بن علي النسائي، حدثنا محمد ابن علي بن خلف، ثنا حسين الأشقر، ثنا ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن طاوس عن بريدة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه »(٢) .

ترجمته

ترجم لهالخطيب: « روى عنه: محمد بن أحمد بن أبي الثلج، وأبوذر بن الباغندي، وأبو عبيد محمد بن أحمد بن المؤمّل الناقد، ومحمد بن مخلد الدوري وغيرهم سمعت محمد بن منصور يقول: كان محمد بن علي بن خلف ثقة مأموناً حسن العقل »(٣) .

(١٠٩)

الهيثم بن كليب ابو سعيد الشاشي

المتوفى سنة (٣٣٥). أخرج الكنجي الحافظ الشافعي قال: « أخبرنا شيخ الشيوخ عبدالله بن عمر بن حمويه بدمشق،

____________________

(١). العبر - حوادث ٢٣١.

(٢). حلية الأولياء ٤ / ٢٣.

(٣). تاريخ بغداد ٣ / ٥٧.

٣٤٠

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424