نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ٧

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار13%

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 424

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 424 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 257487 / تحميل: 6462
الحجم الحجم الحجم
نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ٧

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

ج : إنّ المعاني التي ذكرتها يطلق عليها أُمّ الكتاب على بعض الأقوال ، فالنذكر المعاني مع الأقوال :

١ ـ الإمام المبين ، ورد في تفسير الصافي ما نصّه : « في المجمع أنّ بني سلمة كانوا في ناحية من المدينة ، فشكوا إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بُعد منازلهم من المسجد والصلاة معه ، فنزلت الآية( وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ ) (١) ، قيل : يعني اللوح المحفوظ ، والقمّي يعني في كتاب مبين »(٢) .

فعلى هذا القول الذي نقله الفيض الكاشاني ، أنّ الإمام المبين هو اللوح المحفوظ ، وقد ذكر في معنى اللوح المحفوظ أنّه أُمّ الكتاب ، إذاً فالإمام المبين هو أُمّ الكتاب.

وورد في تفسير الميزان ما نصّه : « والمراد بكتابة ما قدّموا وآثارهم ، ثبتها في صحائف أعمالهم وضبطها فيها ، بواسطة كتبة الأعمال من الملائكة ، وهذه الكتابة غير كتابة الأعمال وإحصائها في الإمام المبين ، الذي هو اللوح المحفوظ »(٣) .

فيرى السيّد الطباطبائي : أنّ الإمام المبين هو اللوح المحفوظ ، والنتيجة كسابقه أي : أنّ الإمام المبين هو أُمّ الكتاب.

٢ ـ الكتاب المكنون ، قال العلاّمة الطباطبائي ما نصّه : « ثمّ إنّه تعالى قال :( إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتابٍ مَكْنُونٍ * لاَّ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ ) (٤) ، ولا شبهة في ظهور الآيات في أنّ المطّهرين من عباد الله هم يمسّون القرآن الكريم الذي في الكتاب المكنون ، والمحفوظ من التغيّر ، ومن التغيّر تصرف الأذهان بالورود عليه والصدور منه ، وليس هذا المس إلاّ نيل الفهم والعلم ، ومن المعلوم أيضاً أنّ الكتاب المكنون هذا هو أُمّ الكتاب المدلول عليه بقوله :( يَمْحُو اللهُ

__________________

١ ـ يس : ١٢.

٢ ـ تفسير الصافي ٤ / ٢٤٦.

٣ ـ الميزان في تفسير القرآن ١٧ / ٦٦.

٤ ـ الواقعة : ٧٧ ـ ٧٩.

٤١

مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ) (١) ، وهو المذكور في قوله :( وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ ) (٢) »(٣) .

فيرى السيّد الطباطبائي أنّ الكتاب المكنون هو أُمّ الكتاب.

٣ ـ اللوح المحفوظ ، ورد في تفسير مجمع البيان في تفسير هذه الآية ما نصّه : «( وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ ) من القرآن( تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ ) أي : لمعرفتهم بأنّ المتلوّ عليهم كلام الله ، وأنّه حقّ( يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا ) أي : صدّقنا بأنّه كلامك أنزلته على نبيّك( فَاكْتُبْنَا ) أي : فاجعلنا بمنزلة من قد كتب ودوّن.

وقيل : فاكتبنا في أُمّ الكتاب ، وهو اللوح المحفوظ( مَعَ الشَّاهِدِينَ ) أي : مع محمّد وأُمّته الذين يشهدون بالحقّ ، عن ابن عباس(٤) »(٥) .

فعلى هذا القول الذي نقله الشيخ الطبرسي ، أنّ أُمّ الكتاب هو اللوح المحفوظ.

٤ ـ الكتاب المبين ، ورد في تفسير نور الثقلين ما نصّه : « عن يعقوب بن جعفر ابن إبراهيم قال : كنت عند أبي الحسن موسى بن جعفرعليهما‌السلام ، إذ أتاه رجل نصراني فقال : إنّي أسألك أصلحك الله ، فقال : « سل » ، فقال : أخبرني عن كتاب الله الذي أُنزل على محمّد ، ونطق به ، ثمّ وصفه بما وصفه ، فقال :( حم وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ ) (٦) ، ما تفسيرها في الباطن؟

__________________

١ ـ الرعد : ٣٩.

٢ ـ الزخرف : ٤.

٣ ـ الميزان في تفسير القرآن ٣ / ٥٤.

٤ ـ المائدة : ٨٣.

٥ ـ مجمع البيان ٣ / ٤٠٢.

٦ ـ الزخرف : ١ ـ ٣.

٤٢

فقال : « أمّا حم فهو محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهو في كتاب هود الذي أُنزل عليه ، وهو منقوص الحروف ، وأمّا الكتاب المبين فهو أمير المؤمنين عليعليه‌السلام ، وأمّا الليلة ففاطمةعليها‌السلام »(١) .

فالكتاب المبين هو أمير المؤمنين عليعليه‌السلام ، وعلي هو أُمّ الكتاب ، إذاً يمكن أن يقال : أنّ الكتاب المبين هو أُمّ الكتاب.

قال العلاّمة الطباطبائي : « ولا مانع من أن يرزق الله عبداً وحده ، وأخلص العبودية له العلم بما في الكتاب المبين ، وهوعليه‌السلام سيّد الموحّدين بعد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله »(٢) .

٥ ـ محكمات القرآن أو الآيات المحكمات ، أطلق عليها المولى عزّ وجلّ أنّها أُمّ الكتاب في قوله :( هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ) (٣) .

٦ ـ الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام والأئمّة من ولده ، ذكر ابن عباس عن أمير المؤمنينعليه‌السلام أنّه قال : « أنا والله الإمام المبين ، أُبيّن الحقّ من الباطل ، وورثته من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله »(٤) .

فعليعليه‌السلام إمام مبين ، والإمام المبين هو أُمّ الكتاب ، إذاً يمكن أن يقال : أنّ علياًعليه‌السلام هو أُمّ الكتاب.

وفي أُصول الكافي : « عن عبد الرحمن بن كثير ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله تعالى :( هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ ) قال : أمير المؤمنين والأئمّةعليهم‌السلام ،( وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ) قال : فلان وفلان ،( فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ ) أصحابهم وأهل ولايتهم ،( فَيَتَّبِعُونَ مَا

__________________

١ ـ تفسير نور الثقلين ٤ / ٦٢٣.

٢ ـ الميزان في تفسير القرآن ١٧ / ٧٠.

٣ ـ آل عمران : ٧.

٤ ـ تفسير القمّي ٢ / ٢١٢.

٤٣

تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ) أمير المؤمنين والأئمّةعليهم‌السلام »(١) .

( أبو مهدي ـ السعودية ـ )

بحث في القراءات :

س : من فوائد إثبات عدم تحريف القرآن هي القدرة على استنباط الأحكام والمفاهيم من القرآن الكريم ، مع اليقين بأنّها صادرة عن الله تعالى ، وبالتالي نستطيع الاعتماد على القرآن الكريم في جميع أُمورنا الدينية.

لكنّ مع وجود قراءات مختلفة للقرآن الكريم ـ سبع قراءات ـ فذلك قد ينفي الفائدة المذكورة أعلاه ، أو يقلّل من شأنها ، بسبب عدم يقيننا بالنصّ الوارد في القرآن الكريم.

كمثال واضح : قال تعالى :( فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّينًا ) (٢) ، وبحسب إحدى القراءات ، كما سمعت في إحدى المحاضرات( وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتْكاً ) وهو نوع من الفاكهة ، فالمعنى يتراوح بين المتّكَأ والفاكهة.

فتغيّر القراءات بغير المعاني ، وبالتالي قد تتغيّر المفاهيم والأحكام تبعاً لذلك ، فكيف نوفّق بين القراءات وبين حفظ القرآن الكريم؟ وبالخصوص في المثال الذي ذكرت ، شاكرين لكم جهودكم ، ونسألكم الدعاء.

ج : إنّ ثبوت القرآن واتصاف كلام بكونه كذلك ـ أي قراناً ـ ينحصر طريقه بالتواتر ، كما أطبق عليه المسلمون بجميع نحلهم المختلفة ومذاهبهم المتفرّقة.

والمعروف عن الشيعة الإمامية : أنّ القراءات غير متواترة ، بل هي بين ما هو اجتهاد من القارئ ، وبين ما هو منقول بخبر الواحد ، واختار هذا القول جماعة

__________________

١ ـ الكافي ١ / ٤١٤.

٢ ـ يوسف : ٣١.

٤٤

من المحققّين من العامّة ، ولا يبعد دعوى كونه هو المشهور بينهم ، وهناك أدلّة كثيرة يُستدل بها على عدم تواتر القراءات.

ومن ضمن الأخبار الوارد في ذلك ، خبر الفضيل بن يسار قال : قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : إنّ الناس يقولون : إنّ القرآن على سبعة أحرف ، فقال : «كذبوا أعداء الله ، ولكنّه نزل على حرف واحد من عند واحد »(١) ، ويؤيّده خبر زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال : «إنّ القرآن واحد نزل من عند واحد ، ولكن الاختلاف يجيء من قبل الرواة »(٢) .

وبعد معرفة عدم تواتر القراءات ، لا يبقى مجال للاستدلال بتلك القراءات ، إلاّ أن يقال : إنّها أخبار آحاد ، وتشملها الأدلّة القطعية الدالّة على حجّية خبر الواحد ، ولكنّ هذا غير ظاهر ، لعدم ثبوت كونها رواية ، بل يحتمل أن تكون اجتهادات من القرّاء واستنباطات منهم ، وقد صرّح بعض الأعلام بذلك.

وعلى فرض كونها رواية ، إلاّ أنّه لم يحرز كونها مستوفية لشرائط الحجّية ، ومع جمعها للشرائط يبقى أنّه مع العلم الإجمالي بعدم صدور بعضها عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله يقع بينها التعارض ، ولابدّ من إعمال قواعد التعارض من الترجيح أو التخيير ، فلا يبقى مجال لدعوى الحجّية ، وجواز الاستدلال بكُلّ واحدة منها ، كما هو الظاهر.

وقد صرّح السيّد الخوئي بعدم الحجّية بقوله : « ولكنّ الحقّ عدم حجّية هذه القراءات ، فلا يستدلّ بها على الحكم الشرعي ، والدليل على ذلك أنّ كُلّ واحد من هؤلاء القرّاء يحتمل فيه الغلط والاشتباه ، ولم يرد دليل من العقل ، ولا من الشرع على وجوب إتباع قارئ منهم بالخصوص ، وقد استقلّ العقل ، وحكم الشرع بالمنع عن إتباع غير العلم »(٣) .

__________________

١ ـ الكافي ٢ / ٦٣٠.

٢ ـ نفس المصدر السابق.

٣ ـ البيان في تفسير القرآن : ١٦٤.

٤٥

أمّا ما يتعلّق بجواز القراءة بتلك القراءات ، فقد ورد عنهمعليهم‌السلام إمضاء القراءات المعروفة في زمانهمعليهم‌السلام ، بقولهم : «اقرأ كما يقرأ الناس »(١) .

وبعد كُلّ هذا ، وما عرفت من عدم الاعتماد على تلك القراءات في استنباط الحكم الشرعي ، ينحلّ ما أشكل عليك في الآية القرآنية التي استشهدت بها ، إضافة إلى أنّ صاحب مجمع البيان نقل عن الطبري قوله : « وروي في الشواذ قراءة مجاهد متكاً خفيفة ساكنة التاء »(٢) .

( ـ ـ )

معنى نزوله على سبعة أحرف :

س : السادة الأعزاء ، أودّ الاستفسار عن موضوع نزول القرآن على سبعة أحرف ، كما يقول أبناء المذاهب الأُخرى ، فهل هذا الشيء يقول به الشيعة؟ وكيف ذلك ، أرجو الإفادة عنه ، مشكورين ومقدّرين.

ج : حديث نزول القرآن على سبعة أحرف ، جاء في مصادر أهل السنّة ، وقد أُدّعي تواتره عندهم ، وكيف ما كان فلا أثر لهذا الحديث في مجامعنا الحديثية ، إلاّ ما جاء في الخصال للشيخ الصدوق ، وتفسير العيّاشي بصورة روايتين غير نقيتي السند(٣) ، ومنهما قد انتقل الحديث إلى بعض المصادر الأُخرى ـ كالبحار وبعض التفاسير : كمجمع البيان ، والصافي وغيرهما ـ وعليه فيلاحظ في المقام :

أوّلاً : إنّ الحديث عنها غير ثابت سنداً بشكل قطعي ، فلا يكون حجّة علينا.

__________________

١ ـ الكافي ٢ / ٦٣٣.

٢ ـ مجمع البيان ٥ / ٣٩٢.

٣ ـ أُنظر : الخصال : ٣٥٨ ، تفسير العيّاشي ١ / ١٢.

٤٦

ثانياً : إنّ هذا الحديث على فرض وروده ، يتعارض مع روايات أُخرى ، تصرّح بكذب مضمونه ، منها : «إنّ القرآن واحد نزل من عند واحد ، ولكن الاختلاف يجيء من قبل الرواة »(١) .

ومنها : قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : إنّ الناس يقولون : إنّ القرآن على سبعة أحرف ، فقال : «كذبوا أعداء الله ، ولكنّه نزل على حرف واحد من عند واحد »(٢) .

ثالثاً : الطريقة الصحيحة هنا لحلّ التعارض هي : أن نلتزم بحكومة هذه الروايات على ذلك الحديث ، أي أنّ هذه الروايات تأخذ في منظارها ذلك الحديث وتردّه وتكذّبه ، ولكن ذلك الحديث لم ينظر إلى هذه الروايات تأييداً أو ردّاً ، فبناءً على القاعدة المقرّرة في علم الأُصول ، تقدّم هذه الروايات دلالة على ذلك الحديث.

ثمّ هناك طريقة أُخرى لحلّ التعارض وهي : تساقط الروايات والحديث من حيث الدلالة ، والرجوع إلى ثبوت شكل واحد في النزول ، كما هو ظاهر القرآن الكريم الفعلي.

وأيضاً لدينا طريق آخر لرفع التعارض في المقام وهو : ترجيح جانب الروايات لاحتمال صدور الحديث ـ في مصادر الشيعة ـ تقية موافقاً للعامّة.

رابعاً : أختلف علماء العامّة في معنى سبعة أحرف على خمسة وثلاثين قولاً ، أو أربعين(٣) ؛ وهذا إن دلّ على شي? ، فإنّما يدلّ على عدم الوثوق بأيّ معنى من تلك المعاني ، فتبقى الدلالة مجملة وغير واضحة ، فلا حجّية للحديث من حيث الدلالة ، حتّى لو فرضنا صحّة صدوره سنداً.

خامساً : إنّ مضمون هذا الحديث يأباه العقل ، إذ كيف يتصوّر نزول قرآن واحد على النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بسبعة صور؟ وهل هذا كان ينسجم مع الاحتفاظ على هذا

__________________

١ ـ الكافي ٢ / ٦٣٠.

٢ ـ نفس المصدر السابق.

٣ ـ أُنظر : البرهان في علوم القرآن ١ / ٢١٢.

٤٧

الكتاب المقدّس لدى المسلمين؟ أليس فرض هذا الحديث كان يفتح الباب على تعويم النصّ القرآني وبالتالي تحريفه؟ ومن أجل هذه المحاذير ترى أنّ هذا الحديث يجب أن يردّ علمه إلى الله تعالى ، ورسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأهل البيتعليهم‌السلام .

( ـ ـ )

حصل جمعه في زمن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله :

س : ما هي الانتقادات الموجّهة لعملية جمع القرآن الكريم من طرف عثمان؟

ج : إنّ إسناد جمع القرآن الكريم إلى الخلفاء أمر موهوم مخالف للكتاب والسنّة والإجماع والعقل ، بل إنّ جمعه وتأليفه قد حصل في زمن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، إذ أنّ القرآن كان معروفاً بسوره وآياته حتّى عند المشركين وأهل الكتاب ، لما ثبت من تحدّي الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله على الإتيان به أو بسورة منه ، ومعناه إنّ سور القرآن كانت في متناول أيدي الناس ، وأيضاً وردت مجموعة كثيرة من الروايات بهذا المضمون حتّى عند أهل السنّة ، تصرّح بجمعه وتأليفه في زمن الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله (١) .

ومن جانب آخر لا يعقل أن يكون القرآن ـ مع اهتمام النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله والمسلمين به ـ عرضة للضياع في عهد الرسالة ، بل كان مورد تعظيمهم وتبجيلهم وحفظهم له ، مضافاً إلى إجماع المسلمين قاطبة : بأنّ القرآن لا طريق لإثباته إلاّ التواتر ، والحال أنّ الروايات المزعومة في جمع الخلفاء تعتمد في إثباته على شهادة شاهدين ، بل وشهادة رجل واحد في بعض الأحيان ، خصوصاً أنّ هذه الروايات مختلفة فيما بينها في مسألة الجمع ، فلم يعلم أنّ عملية الجمع كانت في زمن أبي بكر أو عمر أو عثمان؟ ومن كانوا العاملين عليها؟

__________________

١ ـ أُنظر : صحيح البخاري ٤ / ٢٢٩ و ٦ / ١٠٣ ، صحيح مسلم ٧ / ١٤٩ ، الجامع الكبير ٥ / ٣٣١ ، مسند أحمد ٣ / ٢٣٣ و ٢٧٧ ، السنن الكبرى للبيهقي ٦ / ٢١١ ، مسند أبي داود : ٢٧٠ ، السنن الكبرى للنسائي ٥ / ٩ ، مسند أبي يعلى ٥ / ٢٥٨ و ٤٦٧ و ٦ / ٢٢ ، صحيح ابن حبّان ١٦ / ٧٢.

٤٨

فبالجملة : لا دليل على جمع القرآن أو تدوينه في زمن الخلفاء الثلاثة ، نعم قد ثبت أنّ عثمان جمع الناس على قراءة واحدة ، وحذف القرائات الأُخر ، وهذا ممّا لا كلام فيه ، ولكن الأمر الذي يؤخذ عليه هو إحراقه لمجموعة كبيرة من المصاحف ، وأمره بإحراقها في مختلف الأمصار في سبيل توحيد القراءة ، وهو كما ترى لا وجه لعمله هذا ، وقد اعترض جماعة من المسلمين في ذلك عليه ، حتّى أنّهم سمّوه بحرّاق المصاحف(١) .

( العلام غزوي ـ المغرب ـ ٤٠ سنة ـ أولى ماجستير )

منهج التفسير عند السيّد الطباطبائي :

س : أودّ من سيادتكم تسليط الضوء على منهج التفسير عند السيّد الطباطبائي.

ج : إنّ منهج السيّد الطباطبائي ـ كما يوضّحه في كتابه الميزان ـ هو تفسير القرآن بالقرآن ، واستيضاح معنى الآية من نظيرتها بالتدبّر المندوب إليه في نفس القرآن ، وتشخيص المصاديق والتعرّف عليها بالخواص التي تعطيها الآيات ، ويستشهد بقوله تعالى :( وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ ) (٢) ، وحاشا أن يكون القرآن تبياناً لكُلّ شيء ولا يكون تبياناً لنفسه ، وقوله تعالى :( هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ) (٣) ، وقوله تعالى :( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا ) (٤) .

وكيف يكون القرآن هدى وبيّنة وفرقاناً ونوراً مُبيناً للناس في جميع ما يحتاجون ، ولا يكفيهم في احتياجهم إليه وهو أشدّ الاحتياج ، وقوله تعالى :

__________________

١ ـ أُنظر : الجامع لأحكام القرآن ١ / ٥٤ ، تاريخ المدينة ٣ / ٩٩٥.

٢ ـ النحل : ٨٢.

٣ ـ البقرة : ١٨٥.

٤ ـ النساء : ١٧٤.

٤٩

( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ) (١) ، وأيّ جهاد أعظم من بذل الجهد في فهم كتابه؟ وأيّ سبيل أهدى إليه من القرآن؟

ثمّ لا يخفى تأثير الجنبة الفلسفية للسيّد الطباطبائي على تفسيره ، وذلك العمق العقلي الدقيق ، والتشقيق للمطالب.

ولاحظ أنّ السيّد يبحث الموضوع المشار إليه في الآية ، مورد البحث كاملاً ، ويأتي بالآيات الأُخرى المتفرّقة الدالّة على الموضوع ، ويصبّها في صميم البحث ، مع مراعاة عدم الغفلة عن الروايات الخاصّة به ، وهي نفس الطريقة والمحاولة التي حاولها صدر المتألّهين الشيرازي في مزاوجة وموافق العقل مع النقل.

( الموالي ـ السعودية ـ ٢٢ سنة ـ طالب حوزة )

الآراء المطروحة في نزوله :

س : كيف نجمع بين نزول القرآن في شهر رمضان ـ كما في سورة القدر( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) ـ وبين لقاء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بجبرائيل للمرّة الأُولى في غار حراء ، وقراءة خمس آيات من سورة العلق؟

أتمنّى التوضيح ، ولكم جزيل الشكر.

ج : هنالك آراء كثيرة حول هذا الموضوع ، ولكن الرأي المشهور هو :

إنّ للقرآن نزولين ، الأوّل : دفعي ويسمّى أيضاً إجمالي ، والثاني : تدريجي أو تنجيمي ، وهو الذي استمر خلال فترة البعثة النبوية قرابة ( ٢٣ ) سنة ، وعلى هذا الرأي فلا إشكال في أنّ أوّل ما نزل من القرآن كانت الآيات الخمس الأوّل من سورة العلق إلى آخر ما نزل كسورة تامّة وهي النصر.

أمّا في النزول الإجمالي أو الدفعي وهو المتحقّق في ليلة القدر ، فكان النازل لا هذا القرآن بسوره وآياته ، وأسباب نزوله المختلفة والمتفرّقة ، لأنّها تابعة

__________________

١ ـ العنكبوت : ٦٩.

٥٠

لحوادث شخصية وزمانية ومكانية لا تصدق عليها إلاّ بحصولها ـ أي حصول مواردها ـ وحسب التعابير اللفظية من ماضي ومضارع أو الحال ، التي جميعها تستدعي النزول المتفرّق ، بل النازل هو حقيقة القرآن بعلومه ومعارفه الإلهية ، ليتنوّر قلب النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بالمعارف القرآنية.

وهذا الرأي ذهب إليه العلاّمة الطباطبائي في الميزان ، والسيّد محمّد باقر الصدر في المدرسة القرآنية ، والسيّد محمّد باقر الحكيم في علوم القرآن ، والشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسير الأمثل ، والشيخ هاشم البحراني في البرهان ، والشيخ جواد مغنية في الكاشف.

وإليك الآراء الأُخرى غير المشهورة :

١ ـ المراد بنزوله في ليلة القدر افتتاح نزوله التدريجي ، حيث إنّ أوّل سورة ـ وهي الحمد ـ نزلت في ليلة القدر ، وهو خلاف ظاهر الآيات والأخبار.

٢ ـ إنّه نزل جملة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا في ليلة القدر ، ثمّ نزل نجوماً إلى الأرض.

٣ ـ معظم القرآن نزل في شهر رمضان ، فصحّ نسبة الجميع إليه.

٤ ـ كان ينزل في كُلّ ليلة قدر من كُلّ عام ما يحتاج إليه الناس في تلك السنّة من القرآن.

٥ ـ شهر رمضان الذي نزل في فضله القرآن ، أي فرضَ صيامه.

٦ ـ إنّ بدء نزول القرآن في ليلة القدر ، ولكنّه يختلف عن القول الأوّل ، بأنّ القرآن الذي نزل في ليلة القدر هو هذا القرآن بسوره واسمه قرآن ، والسور المتقدّمة على ليلة القدر ، مثل سورة العلق ـ أوائل ـ وغيرها لم تجمع بما يسمّى قرآن.

هذا ملخّص الآراء المطروحة ، والتي تردّ من قبل أصحاب هذا الفن.

٥١

( علي ـ البحرين ـ ٢٥ سنة ـ طالب )

المخاطب في قوله( فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً ) الزوجان لا آدم وحوّاء :

س : قال تعالى : ( فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاء فِيمَا آتَاهُمَا ) (١) ، المعروف أنّ النبيّ آدم وحوّاء معصومان عن الخطأ ، فعن مجاهد : كان لا يعيش لآدم عليه‌السلام ولد ، فقال الشيطان : إذا ولد لكما ولد فسمّياه عبد الحارث ـ وكان الشيطان يسمّى بالحارث ـ فأطاعاه في الاسم ، فذلك قوله تعالى : ( فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاء فِيمَا آتَاهُمَا ) ما تعليقكم على هذا التفسير؟ نرجو الجواب الكافي.

ج : هذه الرواية واضحة الكذب والبطلان ، فإنّ الله سبحانه وهب العقل للإنسان ليفكّر به ، وليميّز الحقّ عن الباطل من خلاله ، فلماذا نعطّل عقولنا إلى هذا الحدِّ؟!

إنّ مضمون القصّة المذكورة نرفض نسبته إلى الإنسان العادي ، فكيف بآدمعليه‌السلام ؟! وكيف نحتمل في حقّه أن يتابع الشيطان إلى هذا الحدِّ ، ويجعل لله شريكاً؟!

إنّه أمر مرفوض ، فآدمعليه‌السلام حتّى إذا لم نقل بعصمته ، ولكن لا نحتمل أن يكون مستواه بالغاً إلى هذا الحدِّ الذي هو دون مستوى الإنسان العادي.

فلماذا هذا مع خليفة الله في الأرض؟! ولماذا هذا مع مَنْ علّمهُ الله سبحانه الأسماء؟! ولماذا هذا مع أنبياء الله تعالى؟! إنّنا نأسف أن تدخل أساطير الإسرائيليات ، وتشقّ طريقها إلى كتبنا بهذا الشكل ، ويأخذ بتناقلها هذا عن ذاك.

إنّ المقصود من الآية الكريمة واضح ، فهي تشير إلى نوع الإنسان ـ وليس إلى آدم وحوّاء ـ وتقول : إنّ أمر الإنسان غريب ، فعندما يتحقّق الحمل يطلب الزوجان من الله سبحانه أن يكون ذلك الحمل ولداً صالحاً ، ويكونان بذلك من

__________________

١ ـ الأعراف : ١٩٠.

٥٢

الشاكرين له ، ولكن حينما يرزقهما ذلك يأخذ كلامهما بالتغيّر ، فيقولان : إنّ ولدنا كان من عطاء الشيطان ، أو أنّه كان كاملاً ، لأنّ غذاءه وظروفه الصحّية كانت جيّدة ، أو ما شاكل ذلك.

( علي ـ الكويت ـ ٣٠ سنة ـ دبلوم )

معنى( وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ ) :

س : أُريد تفسير الآية الكريمة : ( وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ ) (١) ؟

ج : إنّ الدعوة إلى النار ، هي الدعوة إلى ما يستوجب النار ، من الكفر والمعاصي ، لكونها هي التي تتصوّر لهم يوم القيامة ناراً يعذّبون فيها ، أو المراد بالنار ما يستوجبها مجازاً من باب إطلاق المسبّب وإرادة سببه.

ومعنى جعلهم أئمّة يدعون إلى النار ، تصيرهم سابقين في الضلال يقتدى بهم اللاحقون ، ولا ضير فيه لكونه بعنوان المجازاة على سبقهم في الكفر والجمود ، وليس من الإضلال الابتدائي في شيء.

وفي الكافي عن الإمام الصادقعليه‌السلام :( وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ ) : «يقدّمون أمرهم قبل أمر الله ، وحكمهم قبل حكم الله ، ويأخذون بأهوائهم خلاف ما في كتاب الله عزّ وجلّ »(٢) .

__________________

١ ـ القصص : ٤١.

٢ ـ الكافي ١ / ٢١٦.

٥٣

( فادي نجدي ـ لبنان ـ ٢٧ سنة )

ترتيب آيتي البلاغ والإكمال :

س : بالنسبة إلى موضوع ترتيب الآيات في القرآن أرى يستحقّ النظر : إنّ الترتيب الزمني يستوجب أنّ آية البلاغ تأتي بعد آية الإكمال ، بالرغم أنّهما في القرآن موجودتان في سورة واحدة بالترتيب المعكوس.

وقد ألزمتم أنفسكم بأنّ الترتيب للسور والآيات كان منذ عهد الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فكيف تردّون على هذه الشبهة التي تجعل من دلالة الآيات منافية لما ندّعيه من نزولها في شأن ولاية علي عليه‌السلام ؟

ج : لا يخفى أنّ القرآن الكريم رتّبت آياته من قبل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بأمر الوحي عن الله تعالى ، ولا علاقة لذلك بترتيب السابق واللاحق في النزول ، وهذا ما يسمّى بالنظم ، أي : نظم آيات السورة بحسب أغراض ومصالح معيّنة ، تظهر أسبابها عندنا ، وقد تخفى أسباب بعضها كذلك.

واعلم إنّ آية( بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) (١) إذا أخذنا ترتيب الآيات ـ وهو ما نسمّيه بسياق الآيات ـ بنظر الاعتبار ، فإنّ سياق الآيات لا تساعد على قولنا أنّها نزلت في الإمام عليعليه‌السلام ، بل إنّ الآيات التي قبلها والتي بعدها تتحدّث عن أهل الكتاب ، فالآية التي قبلها هي قوله تعالى :( وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ ) (٢) ، والآية التي بعدها هي قوله تعالى :( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ ) (٣) ، مع أنّ اليهود والنصارى في ذلك العهد النبوي لم يكن لهم شأنٌ وخطر ، فهم ليس بأهل قوّةٍ ولا شوكةٍ ، ولا سطوة حتّى يخشى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله منهم إنّ هو بلّغ الإسلام.

__________________

١ ـ المائدة : ٦٧.

٢ ـ المائدة : ٦٦.

٣ ـ المائدة : ٦٨.

٥٤

فإنّ الإسلام عند نزول الآية قد أعزّه الله تعالى بقوّته وتمكّنت سطوته ، فلا معنى لخوف النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله من النصارى في تبليغ الإسلام ، وإذا كان الأمر كذلك ، فإنّ الآية تشير إلى تبليغ أعظم ، وأمر أخطر لم يألفه المسلمون ، وسيرتاب منه المنافقون ، ويتزعّزع لعظم خطره أهل الجاه والدنيا ، وهذا الأمر هو تبليغ ولاية عليعليه‌السلام الذي لا يطيقه المنافقون ، والذين في قلوبهم مرض ، فإنّهم سيحاولون إلى التصدّي لجهودهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، لذا أخبره تعالى إنّ الله سيعصمك من خطر هؤلاء ومن مؤامراتهم.

مع أنّ الروايات من قبل الفريقين تؤكّد أنّ آية( بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) قد نزلت في تبليغ ولاية علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، ممّا يعني أنّ ترتيب الآيات وسياقها لا علاقة له بمعنى الآية وسبب نزولها ، لذا فلا عليك أن ترى تقدّم آية( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ) (١) ، على آية( بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) ؟ فإنّ روايات السنّة والشيعة كُلّها متّفقة على نزولهما في تبليغ ولاية عليعليه‌السلام .

( ـ ـ )

المقصود بالفؤاد :

س : قال تعالى : ( إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً ) (٢) ، ما المقصود بالفؤاد؟ وما معنى مسؤولية الفؤاد؟ نرجو منكم الإجابة الوافية ، ولكم جزيل الشكر والتحية الطيّبة.

ج : قال العلاّمة الطباطبائيقدس‌سره ما نصّه : « قوله تعالى :( وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً ) والآية تنهى عن اتباع ما لا علم به ، وهي لإطلاقها تشمل الاتباع اعتقاداً وعملاً ،

__________________

١ ـ المائدة : ٣.

٢ ـ الإسراء : ٣٦.

٥٥

وتتحصّل في مثل قولنا : لا تعتقد ما لا علم لك به ، ولا تقل ما لا علم لك به ، ولا تفعل ما لا علم لك به ، لأنّ في ذلك كُلّه اتباعاً

وقوله :( إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً ) تعليل للنهي السابق في قوله :( وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ) .

والظاهر المتبادر إلى الذهن ، أنّ الضميرين في (كَانَ عَنْهُ ) راجعان إلى( كُلُّ ) ، فيكون( عَنْهُ ) نائب فاعل لقوله :( مَسْؤُولاً ) مقدّماً عليه ، كما ذكره الزمخشري في الكشّاف ، أو مغنياً عن نائب الفاعل ، وقوله :( أُولئِكَ ) إشارة إلى السمع والبصر والفؤاد

والمعنى : لا تتبع ما ليس لك به علم ، لأنّ الله سبحانه سيسأل عن السمع والبصر والفؤاد ، وهي الوسائل التي يستعملها الإنسان لتحصيل العلم ، والمحصّل من التعليل بحسب انطباقه على المورد ، أنّ السمع والبصر والفؤاد إنّما هي نعم آتاها الله الإنسان ، ليشخّص بها الحقّ ، ويحصّل بها على الواقع ، فيعتقد به ويبني عليه عمله ، وسيسأل عن كُلّ منها ، هل أدرك ما استعمل فيه إدراكاً علمياً؟

وهل اتبع الإنسان ما حصلته تلك الوسيلة من العلم؟ فيسأل السمع هل كان ما سمعه معلوماً مقطوعاً به؟ وعن البصر هل كان ما رآه ظاهراً بيّنا؟ وعن الفؤاد هل كان ما فكّره ، وقضى به يقينياً لاشكّ فيه؟ وهي لا محالة تجيب بالحقّ ، وتشهد على ما هو الواقع ، فمن الواجب على الإنسان أن يتحرّز عن اتباع ما ليس له به علم ، فإنّ الأعضاء ووسائل العلم التي معه ستسأل ، فتشهد عليه فيما اتبعه ممّا حصلته ، ولم يكن له به علم ، ولا يقبل حينئذ له عذر.

وما له إلى نحو من قولنا : لا تقف ما ليس لك به علم ، فإنّه محفوظ عليك في سمعك وبصرك وفؤادك ، والله سائلها عن عملك لا محالة ، فتكون الآية في معنى قوله تعالى :( حَتَّى إِذَا مَا جَاؤُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ـ إلى أن قال ـ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ

٥٦

سَمْعُكُمْ وَلاَ أَبْصَارُكُمْ وَلاَ جُلُودُكُمْ وَلَكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللهَ لاَ يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُونَ وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنْ الْخَاسِرِينَ) (١) ، وغيرها من آيات شهادة الأعضاء.

غير أنّ الآية تزيد عليها بعد الفؤاد من الشهداء على الإنسان ، وهو الذي به يشعر الإنسان ما يشعر ، ويدرك ما يدرك ، وهو من أعجب ما يستفاد من آيات الحشر ، أن يوقف الله النفس الإنسانية ، فيسألها عمّا أدركت ، فتشهد على الإنسان نفسه.

وقد تبيّن : أنّ الآية تنهى عن الإقدام على أمر مع الجهل به ، سواء كان اعتقاداً مع الجهل ، أو عملاً مع الجهل بجوازه ووجه الصواب فيه ، أو ترتيب أثر لأمر مع الجهل به ، وذيلها يعلّل ذلك بسؤاله تعالى السمع والبصر والفؤاد ، ولا ضير في كون العلّة أعم ممّا عللتها ، فإنّ الأعضاء مسؤولة حتّى عما إذا أقدم الإنسان مع العلم بعدم جواز الإقدام ، قال تعالى :( الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) الآية(٢) .

قال في المجمع في معنى قوله :( وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ) : معناه لا تقل : سمعت ولم تسمع ، ولا رأيت ولم تر ، ولا علمت ولم تعلم ، عن ابن عباس وقتادة ، وقيل : معناه لا تقل في قفا غيرك كلاماً ، أي إذا مرّ بك فلا تغتبه عن الحسن ، وقيل : هو شهادة الزور ، عن محمّد بن الحنفية.

والأصل أنّه عام في كُلّ قول أو فعل أو عزم يكون على غير علم ، فكأنّه سبحانه قال : لا تقل إلاّ ما تعلم أنّه يجوز أن يقال ، ولا تفعل إلاّ ما تعلم أنّه يجوز أن يفعل ، ولا تعتقد إلاّ ما تعلم أنّه ممّا يجوز أن يعتقد انتهى »(٣) .

__________________

١ ـ فصّلت : ٢٠ ـ ٢٣.

٢ ـ يس : ٦٥.

٣ ـ الميزان في تفسير القرآن ١٣ / ٩٢.

٥٧

وقال الشيخ الطبرسيقدس‌سره ما نصّه : «( إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً ) معناه : إنّ السمع يسأل عمّا سمع ، والبصر عمّا رأى ، والقلب عمّا عزم عليه.

ذكر سبحانه السمع والبصر والفؤاد ، والمراد أنّ أصحابها هم المسؤولون ، ولذلك قال :( كُلُّ أُولئِكَ ) وقيل : المعنى كُلّ أُولئك الجوارح يسأل عمّا فعل بها.

قال الوالبي عن ابن عباس : يسأل الله العباد فيما استعملوها »(١) .

( عبد الماجد ـ فرنسا ـ ٣٤ سنة ـ ليسانس )

ثواب سورة الواقعة :

س : هل صحيح أنّ من قرأ سورة الواقعة كُلّ ليلة يحفظه الله من الفقر؟

ج : مصدر هذا الخبر رواية وردت عن أهل العامّة ، نقلها الكثير منهم عن عبد الله بن مسعود في محاورة مع عثمان بن عفّان ، يقول عبد الله بن مسعود في آخرها : فإنّي سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : « من قرأ سورة الواقعة كُلّ ليلة لم يصبه فاقة أبداً »(٢) .

وقد نقلها من علمائنا الشيخ الطبرسي في تفسيره(٣) ، ويبدو أنّه نقله عنهم ، وإن لم يصرّح بذلك.

ومن يعمل بها من أصحابنا فهو استناداً على قاعدة التسامح في أدلّة السنن ، والتي تعني أنّ المستحبّات التي ترد في الشريعة المستندة إلى روايات تدلّ على ذلك ، لا ينظر إلى سند تلك الروايات ومدى صحّته وعدمه ، لأنّ الرواية أكثر

__________________

١ ـ مجمع البيان ٦ / ٢٥١.

٢ ـ معالم التنزيل ٤ / ٢٩٢ ، الجامع لأحكام القرآن ١٧ / ١٩٤ ، تفسير القرآن العظيم ٤ / ٣٠٢.

٣ ـ أُنظر : مجمع البيان ٩ / ٣٥٤.

٥٨

ما تدلّ على الاستحباب ، وليس هناك محذور في الفعل أو الترك ، بل يعمل بالرواية رجاء صحّة صدورها ، فإنّ المرء يثاب على ذلك العمل.

وقد ورد خبر آخر في سورة الواقعة ، نقله الشيخ الصدوق عن الإمام الصادقعليه‌السلام قوله : «من قرأ في كُلّ ليلة جمعة الواقعة أحبّه الله ، وأحبّه إلى الناس أجمعين ، ولم ير في الدنيا بؤساً أبداً ولا فقراً ولا فاقة ، ولا آفة من آفات الدنيا ، وكان من رفقاء أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وهذه السورة لأمير المؤمنين عليه‌السلام خاصّة لم يشركه فيها أحد »(١) ، وبضمّ هذا الخبر إلى ذاك يقوى احتمال صحّة الأثر المترتّب على قراءة تلك السورة ، ويقوى أكثر بضمّهما إلى الخبر الوارد عن الإمام الصادقعليه‌السلام حيث قال : « من سمع شيئاً من الثواب على شيء فصنعه ، كان له ، وإن لم يكن على ما بلغه »(٢) .

( نسمة ـ الإمارات ـ ٢٠ سنة ـ طالبة جامعة )

معنى الحجّة البالغة :

س : وفّقكم الله تعالى لكُلّ خير ، عندي استفسار حول الآية الكريمة ، ( فَللهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ ) (٣) ، كيف نربط بين هذه الآية وبين من لم يصل لهم الإسلام ، بمعنى أنّ الحجّة بالغة علينا نحن المسلمين ، ممّن ولد في بيئة مسلمة ، ولكن كيف تكون الحجّة بالغة على ممّن ولد في بيئة كافرة ، لا يعرف عن الإسلام شيئاً؟ وشكراً.

ج : إنّ فهمك للآية القرآنية بما ذكرت غير صحيح ، بل إنّ مراد الآية الردّ على المشركين ، الذين أرادوا أن يثبتوا شركهم بحجّتهم التي ما هي إلاّ إتباع

__________________

١ ـ ثواب الأعمال وعقابها : ١١٧.

٢ ـ الكافي ٢ / ٨٧.

٣ ـ الأنعام : ١٤٩.

٥٩

الظنّ ، فجاءت هذه الآية تفريعاً على تلك الآية السابقة ، وفاء التفريع الموجودة في أوّل الآية تدلّ على ذلك.

وقال العلاّمة الطباطبائي حول الآية ما نصّه : « والمعنى : أنّ نتيجة الحجّة قد التبست عليكم بجهلكم وإتباعكم الظنّ ، وتخرّصكم في المعارف الإلهية ، فحجّتكم تدلّ على أنّ لا حجّة لكم في دعوته إيّاكم إلى رفض الشرك ، وترك الافتراء عليه ، وأنّ الحجّة إنّما هي لله عليكم ، فإنّه لو شاء لهداكم أجمعين ، وأجبركم على الإيمان وترك الشرك والتحريم »(١) .

وقال الشيخ الطوسي حول الآية ما نصّه : « ومعنى البالغة : التي تبلغ قطع عذر المحجوج ، وتزيل كُلّ لبس وشبهة عمّن نظر فيها ، واستدلّ أيضاً بها »(٢) ، لأنّ معناها أنّها تبلغ إلى جميع أفراد البشر كما فهمت.

وعلى هذا فليس هناك أيّ تعارض بين الآية القرآنية وبين عدم وصول الدين الحقّ إلى مجموعة من الأفراد ، بل أنّ القرآن يوضّح أنّ مجموعة من الناس سوف لا يصل إليهم الحقّ ، ويسمّيهم بالمستضعفين ، وهم معذورون في عدم وصول الدين الحقّ إليهم ، يقول تعالى :( إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً ) (٣) .

قال صاحب الميزان : « يتبيّن بالآية أنّ الجهل بمعارف الدين إذا كان عن قصور وضعف ليس فيه صنع للإنسان الجاهل كان عذراً عند الله سبحانه »(٤) .

__________________

١ ـ الميزان في تفسير القرآن ٧ / ٣٦٦.

٢ ـ التبيان ٤ / ٣١١.

٣ ـ النساء : ٩٨.

٤ ـ الميزان في تفسير القرآن ٥ / ٥١.

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

ذكره أبو سعد السمعاني وقال: هو جليل القدر، وافر الفضل، واسع الرواية، ثقة حافظ، مكثر صدوق، كثير التصانيف، حسن السيرة، بعيد من التكلف، أوحد بيته في عصره، خرّج التاريخ لنفسه ولجماعة من شيوخنا، وأجاز لي مسموعاته، وسألت اسماعيل بن محمد الحافظ عنه فأثنى عليه، ووصفه بالحفظ والمعرفة والدراية

وكتب إليّ معمر بن الفاخر أنه توفي يوم النحر سنة إحدى عشرة، وقيل توفي في ثاني عشر ذي الحجة »(١) .

٢ - ابن خلكان: « كان من الحفاظ المشهورين، وأحد أصحاب الحديث المبرزين، وكان جليل القدر، وافر الفضل، واسع الرواية، ثقة حافظاً مكثراً صدوقاً، كثير التصانيف »(٢) .

(١٣٢)

هبة الله بن محمد بن عبد الواحد الشيباني

المتوفى سنة (٥٢٥). هو راوي حديث مناشدة أمير المؤمنينعليه‌السلام الناس في الرحبة عن أبي علي ابن المذهب، بسنده عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، كما تقدّم في « ابن المذهب ».

ترجمته

١ - الذهبي: « ومسند العراقين أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وله ثلاث وتسعون سنة »(٣) .

____________________

(١). تذكرة الحفاظ ٤ / ١٢٥٠.

(٢). وفيات الأعيان ٢ / ٣٦٦.

(٣). دول الاسلام ٢ / ٤٧ حوادث ٥٢٥.

٣٦١

٢ - ابن كثير: « راوي المسند عن أبي علي ابن المذهب، عن أبي بكر بن مالك عن عبدالله بن أحمد عن أبيه. وقد روى عنه: ابن الجوزي وغير واحد. كان ثقة ثبتاً صحيح السماع »(١) .

٣ - اليافعي: « وفيها توفي مسند العراق، هبة الله بن حصين الشيباني البغدادي »(٢) .

(١٣٣)

ابن الزاغوني أبوبكر محمد بن عبيدالله بن نصر (٥٥٢).

قال الحمويني: « أخبرني الشيخ مجد الدين عبدالله بن محمود بن مودود الحنفي بقراءتي عليه ببغداد، ثالث رجب سنة ٦٧٢ قال: أنا الشيخ أبوبكر المسمار ابن عمر بن العويس البغدادي سماعاً عليه قال: أنبأ أبو الفتح محمد بن عبد الباقي المعروف بابن البطي سماعاً عليه. ح.

وأخبرنا الامام الفقيه كمال الدين أبو غالب هبة الله بن أبي القاسم بن أبي غالب السامري بقراءتي عليه، بجامع القصر ببغداد ليلة الأحد السابع والعشرين من شهر رمضان سنة ٦٨٢ قال: أنبأ الشيخ محاسن بن عمر بن رضوان الخرائبي سماعاً عليه، في الحادي والعشرين من المحرم سنة ٦٢٢ قال: أنبأ أبوبكر محمد ابن عبيدالله بن نصر ابن الزاغوني سماعاً عليه، في السادس عشر من شهر رجب سنة ٥٥٠ قالا: أنبأ أبو عبدالله مالك بن أحمد بن علي بن ابراهيم الفراء البانياسي سماعاً عليه، قال ابن الزاغوني في شعبان سنة ٤٦٣ قال: أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن الصلت قراءة عليه، وأنا أسمع في رجب ثالث عشر من الشهر سنة ٤٠٥ قال ابراهيم بن عبد الصمد الهاشمي المكنى بأبي إسحاق قال: أنبأ أبو

____________________

(١). تاريخ ابن كثير - حوادث السنة المذكورة ١٢ / ٢٠٣.

(٢). مرآة الجنان - حوادث السنة المذكورة ٣ / ٢٤٥.

٣٦٢

سعيد الأشج قال: أنبأ أبو طالب المطلب بن زياد، عن عبدالله بن محمد بن عقيل قال: كنت عند جابر إلى آخر الحديث(١) .

ترجمته

١ - ابن الجوزي: « ولد سنة ٤٦٨، وقرأت عليه كثيراً من مسموعاته »(٢) .

٢ - الذهبي: « صار مسند العراق وكان صالحاً مرضياً »(٣) .

(١٣٤)

عياض بن موسى اليحصبي

المتوفى سنة (٥٤٤). روى حديث الغدير في كتابه ( الشفا بتعريف حقوق المصطفى )(٤) .

ترجمته

١ - ابن خلكان: « كان إمام وقته في الحديث وعلومه، والنحو واللغة وكلام العرب وأيّامهم وأنسابهم، وصنف التصانيف المفيدة »(٥) .

٢ - الذهبي: « قال ابن بشكوال: هو من أهل العلم واليقين والذكاء والفهم قدم علينا قرطبة فأخذنا عنه »(٦) .

٣ - ابن الوردي: « أحد الأئمّة الحفّاظ، المحدّثين الأدباء، وتآليفه وأشعاره

____________________

(١). فرائد السمطين ١ / ٦٢.

(٢). المنتظم حوادث ٥٥٢.

(٣). العبر - حوادث ٥٥٢.

(٤). الشفاء بشرح الخفاجي ٣ / ٤٥٦.

(٥). وفيات الأعيان ٣ / ١٥٢.

(٦). تذكرة الحفاظ ٤ / ١٣٠٤.

٣٦٣

شاهدة بذلك »(١) .

٤ - السيوطي: « كان إمام الحديث في وقته، وأعلم الناس بعلومه والنحو واللغة »(٢) .

(١٣٥)

أبو الفتح محمد بن عبد الكريم الشهرستاني المتكلّم الأشعري

المتوفى سنة (٥٤٨).

ذكر في كتابه ( الملل والنحل ) ما نصه: « ومثل ما جرى في كمال الإسلام وانتظام الحال، حين نزل قوله تعالى:( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ ) فلما وصل إلى غدير خم أمر بالدوحات فقممن ونادوا الصلاة جامعة، ثم قالعليه‌السلام - وهو على الرّحال -: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله، وأدر الحق معه حيث دار. ألا هل بلّغت؟ ثلاثاً »(٣) .

ترجمته

١ - السبكي: « كان إماماً مبرّزاً، مقدّماً في علم الكلام والنظر، برع في الفقه والأصول والكلام»(٤) .

٢ - الذهبي: « والشهرستاني الأفضل محمد بن عبد الكريم المتكلّم، صاحب التصانيف وعظ ببغداد وظهر له القبول التام »(٥) .

____________________

(١). تتمة المختصر ٢ / ٧٢.

(٢). طبقات الحفاظ: ٤٦٨.

(٣). الملل والنحل - هامش الفصل - ١ / ٢٢٠.

(٤). طبقات الشافعية ٦ / ١٢٨.

(٥). العبر ٤ / ١٣٢.

٣٦٤

٣ - الصفدي: « كان إماماً مبرزاً، فقيهاً متكلّماً، كان كثير المحفوظ حسن المحاورة يعظ الناس، دخل بغداد سنة ٥١٠ وأقام بها ثلاث سنين، وظهر له قبول كثير عند العوام، وسمع من علي بن المديني بنيسابور وغيره، وكتب عنه الحافظ أبو سعد السمعاني »(١) .

٤ - ابن تغرى بردي: « الامام العالم المتكلم، كان إمام عصره في علم الكلام، عالماً بفنون كثيرة من العلوم، وبه تخرّج جماعة كثيرة من العلماء »(٢) .

(١٣٦)

أبو عبدالله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي

المتوفى سنة (٦٧١). روى في ( تفسيره ) حديث نزول الآية( سَأَلَ سائِلٌ ) في واقعة يوم غدير خم حيث قال بتفسير الآية: « لما قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه. قال النضر بن الحارث لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أمرتنا بالشهادتين عن الله فقبلنا منك، وأمرتنا بالصلاة والزكاة، ثم لم ترض حتى فضّلت علينا ابن عمك أالله أمرك؟ أم من عندك؟ فقال: والذي لا إله إلّا هو إنّه من عند الله، فولّى وهو يقول: اللهمّ إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء. فوقع عليه حجر من السماء فقتله ».

ترجمته

١ - الداودي: « كان من عباد الله الصالحين، والعلماء العارفين الورعين الزاهدين في الدنيا، المشغولين بما يعنيهم من أمور الآخرة، أوقاته معمورة ما بين توجه وعبادة وتصنيف، جمع في تفسير القرآن كتاباً كبيراً في خمسة عشر مجلداً، سمّاه

____________________

(١). الوافي بالوفيات ٣ / ٢٧٨.

(٢). النجوم الزاهرة ٥ / ٣٠٥.

٣٦٥

كتاب جامع أحكام القرآن والمبين لما تضمنه من السنة وآي القرآن وهو من أجل التفاسير وأعظمها نفعاً قال الذهبي: إمام متقن متبحر في العلم له تصانيف مفيدة تدل على إمامته وكثرة اطلاعه ووفور فضله، كان مستقراً بمنية بني خصيب من الصعيد الأدنى، وبها توفي في ليلة الاثنين التاسع من شوال سنة ٦٧١ »(١) .

٢ - ابن العماد: « وفيها الامام أبو عبدالله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرج الأنصاري الخزرجي القرطبي، صاحب كتاب التذكرة بأمور الآخرة، والتفسير الجامع لأحكام القرآن، الحاكي مذاهب السلف كلّها، وما أكثر فوائده، وكان إماماً علماً، من الغوّاصين على معاني الحديث، حسن التصنيف، جيد النقل »(٢) .

____________________

(١). طبقات المفسرين ٢ / ٦٥.

(٢). شذرات الذهب ٥ / ٣٣٥.

٣٦٦

القرن السابع

(١٣٧)

تاج الدين زيد بن الحسن الكندي أبو اليمن البغدادي

المتوفى سنة (٦١٣). روى الحافظ ابن الجزري من طريقه حديث مناشدة أمير المؤمنينعليه‌السلام في الرحبة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، حيث قال: « أخبرني فيما شافهني به أبو حفص عمر بن الحسن المراغي، عن أبي الفتح يوسف بن يعقوب الشيباني، عن أبي اليمن زيد الكندي، عن أبي منصور القزاز، عن أبي بكر بن ثابت، عن محمد بن عمر عن أبي عمر »(١) .

ترجمته

١ - ابن الأثير: « كان إماماً في النحو واللغة، وله الإِسناد العالي في الحديث، وكان ذا فنون كثيرة من أنواع العلوم »(٢) .

٢ - الذهبي: « العلامة تاج الدين الكندي أبو اليمن زيد بن الحسن بن

____________________

(١). أسنى المطالب: ٣.

(٢). الكامل ١٢ / ١٣٠.

٣٦٧

زيد بن الحسن البغدادي المقرئ اللغوي، شيخ الحنفية والقراء والنحاة بالشام، ومسند العصر ...»(١) .

٣ - ابن الجزري: « ولد في شعبان سنة ٥٢٠ ببغداد، وتلقى القرآن على سبط الخياط وله نحو من سبع سنين وهذا عجيب، وأعجب من ذلك أنه قرأ القراآت العشر وهو ابن عشر، وهذا لا يعرف لأحد قبله، وأعجب من ذلك طول عمره وانفراده في الدنيا بعلوّ الإِسناد في القراآت والحديث، فعاش بعد أن قرأ القراآت ثلاثاً وثمانين سنة، وهذا ما نعلمه وقع في الإِسلام »(٢) .

(١٣٨)

علي بن حميد القرشي

المتوفى سنة (٦٢١). أخرجه في كتابه ( شمس الأخبار المنتقى من كلام النبي المختار ) نقلاً عن كتاب ( سلوة العارفين ) للموفق بالله الحسين بن اسماعيل الجرجاني والد المرشد بالله، بإسناده عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه لمـّا سئل عن معنى قوله:

« من كنت مولاه فعلي مولاه » قال:

« الله مولاي، أولى بي من نفسي، لا أمر لي معه، وأنا مولى المؤمنين أولى بهم من أنفسهم لا أمر لهم معي، ومن كنت مولاه أولى به من نفسه لا أمر له معي، فعلي مولاه أولى به من نفسه لا أمر له معه »(٣) .

ترجمته

قال عمر رضا كحالة: « علي القرشي، كان حياً سنة ٦١٠: علي بن حميد ابن أحمد بن جعفر بن الوليد القرشي، محدّث، من آثاره: « شمس الأخبار المنتقاة

____________________

(١). العبر حوادث ٦١٣.

(٢). غاية النهاية في طبقات القراء ١ / ٢٩٧.

(٣). الغدير ١ / ٣٨٦ عن شمس الأخبار: ٣٨.

٣٦٨

من كلام النبي المختار »(١) .

١٣٩

حنبل بن عبدالله بن سعادة المكبر الرصافي (٦٠٤).

روى الحمويني قال: « أخبرني الشيخ أبو الفضل إسماعيل بن أبي عبدالله ابن حماد العسقلاني في كتابه، أنبأنا الشيخ حنبل بن عبدالله بن سعادة المكبر الرصافي سماعا عليه، أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين سماعاً عليه، أنبأنا أبو علي ابن المذهب سماعاً عليه، أنبأنا أبوبكر القطيعي، أنبأنا أبو عبد الرحمن عبدالله بن أحمد بن محمد بن حنبل. قال: أنبأنا أحمد بن عمر الوكيعي قال: أنبأنا زيد بن الحباب قال: أنبأنا الوليد بن عقبة بن نزار القيسي قال: حدثني سماك بن عبيد بن الوليد العنسي قال: دخلت على عبد الرحمن بن أبي ليلى فحدثني أنه شهد علياً في الرحبة قال: أنشد الله رجلاً سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وشهده يوم غدير خم، إلّا قام، ولا يقوم أحد إلّا من قد رآه.

فقام اثنا عشر رجلاً فقالوا: قد رأينا وسمعنا حيث أخذ بيده ويقول: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله »(٢) .

ترجمته

١ - الذهبي: « حنبل بن عبدالله الرصافي، أبو عبدالله المكبر، راوي المسند في نيف وعشرين مجلساً بقراءة ابن الخشاب، سنة ثلاث وعشرين، توفي في رابع عشر المحرم بعد عوده من دمشق، وما تهنى بالذهب الذي ناله وقت سماعهم

____________________

(١). معجم المؤلفين ٧ / ٨٥.

(٢). فرائد السمطين ١ / ٦٩.

٣٦٩

عليه »(١) .

٢ - وكذا ترجمه ابن العماد الحنبلي ناقلاً عبارة الذهبي(٢) .

٣ - ابن شامة: « كان فقيراً جداً، وكان قد سمع المسند من ابن الحصين فقيل له: لو سافرت إلى الشام، فخرج من بغداد فأسمع المسند بإربل، فسمعه ابن زين الدين، وبالموصل، وبدمشق، فسمعه عليه الملك المعظم عيسى في جمع كثير، وهو آخر من رواه عن ابن الحصين، فألحق الصغار بالكبار »(٣) .

(١٤٠)

مجد الدين عبدالله بن محمود بن مودود الحنفي الموصلي

المتوفى سنة (٦٨٣). يروي عنه الحمويني حديث مناشدة رجل عراقي جابر الأنصاري حديث غدير خم، وقد تقدم نصه سابقاً.

ترجمته

ترجمهاللكهنوي وقال: « ولد بالموصل سنة ٥٩٩، فأخذ عن جمال الدين الحصيري، وتولى القضاء بالكوفة ثم عزل، ودخل بغداد ورتب الدرس بمشهد أبي حنيفة، ولم يزل يفتي ويدرس إلى أن مات يوم السبت التاسع عشر من المحرم سنة ٦٨٣، وكان من أفراد الدهر في الفروع والأصول، وكانت مشاهير الفتاوى على حفظه، ومن تصانيفه ( المختار ) ألفه في عنفوان شبابه، ثم صنف شرحاً له وسماه ( بالاختيار )، وهما كتابان معتبران عند الفقهاء »(٤) .

____________________

(١). العبر حوادث ٥٦٠٤ / ١٠.

(٢). شذرات الذهب ٥ / ١٢ حوادث ٦٠٤.

(٣). ذيل الروضتين: ٦٣ حوادث ٦٠٤.

(٤). الفوائد البهية في تراجم الحنفية: ١٠٦ ملخصاً.

٣٧٠

(١٤١)

ناصر الدين عبدالله عمر أبو الخير البيضاوي الشافعي

المتوفى سنة (٦٨٥). أورد الحديث في كتابه ( طوالع الأنوار ) في علم الكلام في البحث عن مسألة الامامة.

ترجمته

١ - السبكي: « كان إماماً مبرزاً نظّاراً، صالحاً متعبداً زاهداً »(١) .

٢ - السيوطي: « كان إماماً علّامة. عارفاً بالفقه والتفسير والأصلين والعربية والمنطق، نظاراً صالحاً متعبداً شافعياً »(٢) .

٣ - الداودي كذلك(٣) .

____________________

(١). طبقات الشافعية ٨ / ١٥٧.

(٢). بغية الوعاة ٢ / ٥٠.

(٣). طبقات المفسرين ١ / ٢٤٢.

٣٧١

٣٧٢

القرن الثامن

(١٤٢)

زين الدين عمر بن مظفر الحلبي الشافعي المشهور بابن الوردي

المتوفى سنة (٧٤٩). روى حديث الولاية في ( تاريخه ) حيث قال: « شيء من فضائلهرضي‌الله‌عنه - من ذلك: مشاهده مع رسول الله. وأخوة رسول الله له، وسبق إسلامه، و قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم خيبر لأعطينّ الراية رجلاً يحب الله ورسوله. الحديث. وقوله: من كنت مولاه فعلي مولاه و قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى و قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أقضاكم علي »(١) .

ترجمته

١ - ابن حجر العسقلاني: « الفقيه الشافعي، الشاعر المشهور، نشأ بحلب وتفقه بها ففاق الأقران، وكان ينوب في الحكم في كثير من معاملات حلب،

____________________

(١). تتمة المختصر في أخبار البشر ١ / ٢٢١.

٣٧٣

وولي قضاء منبج، ومات في الطاعون العام آخر سنة ٧٤٩ »(١) .

٢ - السيوطي: « كان إماماً بارعاً في الفقه والنحو والأدب، مفنناً في العلم ونظمه في الذروة العليا والطبقة القصوى، وله فضائل مشهورة »(٢) .

(١٤٣)

عبد الرحمن بن أحمد الإيجي الشافعي

المتوفى سنة (٧٥٦). ذكر حديث الغدير في كتابه ( المواقف ) في علم الكلام، حيث أورده في مبحث الامامة وتكلّم حوله.

ترجمته

١ - ابن حجر العسقلاني: « عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الغفار القاضي عضد الدين الإيجي، ولد بايج من نواحي شيراز بعد السبعمائة، وأخذ عن مشايخ عصره، ولازم الشيخ زين الدين الهنكي تلميذ البيضاوي وغيره، وكان إماماً في المعقول، قائماً بالأصول والمعاني والعربية، مشاركاً في الفنون، وكان كثير المال جدّاً، كريم النفس يكثر الإِنعام على الطلبة، وجرت له محنة مع صاحب كرمان فحبسه بالقلعة، فمات مسجوناً في سنة ٧٥٦، أرّخه السبكي وأرّخه الأسنوي قبل ذلك»(٣) .

٢ - السبكي: « قاضي القضاة عضد الدين الشيرازي، كان إماماً في المعقولات، عارفاً بالأصلين والمعاني والبيان والنحو، مشاركاً في الفقه، له في علم الكلام كتاب المواقف وغيرها، وكانت له سعادة مفرطة، ومال جزيل وإنعام على

____________________

(١). الدرر الكامنة بأعيان المائة الثامنة ٣ / ٢٧٢.

(٢). بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة ٢ / ٢٢٦.

(٣). الدرر الكامنة ٢ / ٤٢٩.

٣٧٤

طلبة العلم وكلمة نافذة »(١) .

٣ - الأسنوي: « كان إماماً في علوم متعددة، محققاً، مدققاً، صاحب تصانيف مشهورة، توفي في سنة ٧٥٣ »(٢) .

٤ - الشوكاني بمثل ما تقدم(٣) .

(١٤٤)

شمس الدين أبو عبدالله محمد بن أحمد بن علي الهواري المالكي الشهير بابن جابر الأندلسي

المتوفى (٧٨٠)، ذكر الحديث في شعر له حيث قال:

« وقال رسول الله إني مدينة

من العلم وهو الباب والباب فاقصد

ومن كنت مولاه علي وليّه

ومولاك فاقصد حب مولاك ترشد »(٤)

ترجمته

وقد ترجم له واثنى عليه الحافظابن حجر العسقلاني (٥) والحافظ السيوطي (٦) وابن العماد (٧) والمقري (٨) ، فراجع.

____________________

(١). طبقات الشافعية ١٠ / ٤٦.

(٢). طبقات الشافعية ٢ / ٨٥٧.

(٣). البدر الطالع ١ / ٣٢٦.

(٤). نفح الطيب ٤ / ٦٠٣ - ٦٠٧.

(٥). الدرر الكامنة ٣ / ٣٣٩.

(٦). بغية الوعاة: ١٤.

(٧). شذرات الذهب ٦ / ٢٦٨.

(٨). نفح الطيب ٤ / ٣٧٣ - ٤٠٨.

٣٧٥

(١٤٥)

سعد الدين مسعود بن عمر التفتازاني

المتوفى سنة ( ٧٩١ / ٧٩٢ ). ذكر حديث الغدير في بحث الامامة من كتابه ( شرح المقاصد) في علم الكلام وتكلّم حول مفاده.

ترجمته

١ - ابن حجر العسقلاني: « العلامة الكبير، صاحب شرحي التلخيص وشرح العقائد في أصول الدين، وله غير ذلك من التصانيف في أنواع العلوم الذي تنافس الأئمة في تحصيلها والاعتناء بها، وكان قد انتهت إليه معرفة علوم البلاغة والمعقول بالمشرق بل سائر الأمصار، لم يكن له نظير في معرفة هذه العلوم، مات في صفر سنة ٧٩٢، ولم يخلّف بعده مثله، وكان مولده سنة ٧١٢ »(١) .

٢ - السيوطي: « الامام العلامة، عالم بالنحو والتصريف والمعاني والبيان والأصلين والمنطق وغيرها، شافعي »(٢) .

____________________

(١). الدرر الكامنة ٥ / ١٢٠.

(٢). بغية الوعاة ٢ / ٢٨٥.

٣٧٦

القرن التاسع

(١٤٦)

علي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي

المتوفى سنة (٨٠٧). أخرج حديث الغدير في كتابه بطرق كثيرة صحّح غير واحد منها، من ذلك قوله: « حبشي: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول يوم غدير خم: اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره وأعن من أعانه. رواه الطبراني ورجاله وثقوا »(١) .

ومن ذلك: رواية الحديث عن حذيفة بن أسيد بطريقين للطبراني، ثم قال « رجال أحد الإِسنادين ثقات »(٢) .

و من ذلك: روايته عن الترمذي والطبراني والبراء باسنادهم عن زيد بن أرقم قال: « أمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالشجرات فقمّ ما تحتها ورشّ، ثم خطبنا فو الله ما من شيء يكون إلى يوم الساعة إلّا قد أخبرنا به يومئذٍ، ثم قال:

____________________

(١). مجمع الزوائد ٩ / ١٠٦.

(٢). المصدر ٩ / ١٦٥.

٣٧٧

أيها الناس من أولى بكم من أنفسكم؟ قلنا: الله ورسوله أولى بنا من أنفسنا. قال: فمن كنت مولاه فهذا مولاه، يعني علياً. ثم أخذ بيده فبسطها ثم قال: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. ووثق رجاله »(١) .

ومن ذلك: ما رواه من طريق البزار عن سعد: « إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أخذ بيد علي فقال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ من كنت وليه فعلي وليه » قال: « رواه البزار ورجاله ثقات »(٢) .

ترجمته

قالالسخاوي: « علي بن أبي بكر الحافظ ويعرف بالهيثمي، ولد في رجب سنة ٧٣٥ وكان عجباً في الدين والتقوى والزهد والإِقبال على العلم والعبادة والأوراد، قال شيخنا في معجمه: وكان خيّراً ساكناً ليّناً سليم الفطرة شديد الإنكار للمنكر. وقال البرهان الحلبي: إنه كان من محاسن القاهرة. وقال التقي الفاسي: كان كثير الحفظ للمتون والآثار صالحاً خيّراً. وقال الأقفهسي: كان إماماً عالماً حافظاً زاهداً متواضعاً متودداً في الناس ذا عبادة وتقشف وورع.

والثناء على دينه وزهده وورعه ونحو ذلك كثير جدّاً، بل هو في ذلك كلمة اتفاق »(٣) .

وكذا ترجمهالسيوطي في طبقات الحفاظ: ٥٤١ وحسن المحاضرة ١ / ٣٦٢ والشوكاني في البدر الطالع: ١ / ٤٤ وغيرهم.

____________________

(١). مجمع الزوائد ٩ / ١٠٥.

(٢). المصدر ٩ / ١٠٧.

(٣). الضوء اللّامع لأهل القرن التاسع ٥ / ٢٠٠ ملخصاً.

٣٧٨

(١٤٧)

ولي الدين عبد الرحمن بن محمد الشهير بابن خلدون

المتوفى سنة (٨٠٨) صاحب التواريخ، ذكر في مقدمة تاريخه في بيان النص على الامامة عند الامامية: « إنه جلي وخفي، فالجلي مثل قوله: من كنت مولاه فعليّ مولاه ».

ثم قال ابن خلدون: « قالوا: ولم تطرّد هذه الولاية إلّا في علي، ولهذا قال عمر: أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة ». ثم شرع في المناقشة في مفاد الحديث(١) .

ترجمته

ترجمهالسخاوي بما ملخّصه: « ولد في أول رمضان سنة ٧٣٢ بتونس، وأخذ القراءات السبع أفرادا وجمعا، واعتنى بالأدب وأمور الكتابة والخط، وأخذ ذلك عن أبيه وغيره، ومهر في جميعه، ثم قدم الديار المصرية في ذي القعدة سنة ٨٤ فحج ثم عاد إليها، وتلقاه أهلها وأكرموه وأكثروا ملازمته والتردد إليه، بل تصدر للإِقراء بجامع الأزهر مدة، وقد ولى مشيخة البيبرسية وقتاً وكذا تدريس الفقه بقبة الصالح بالبيمارستان إلى أن مات، وقد ترجمه جماعة »(٢) .

(١٤٨)

الشريف الجرجاني علي بن محمد بن علي الحسيني الحنفي

المتوفى سنة (٦١٨).

____________________

(١). المقدمة: ١٣٨.

(٢). الضوء اللامع ٤ / ١٤٥.

٣٧٩

ذكر حديث الغدير في باب الإِمامة من كتابه ( شرح المواقف ) في علم الكلام مع البحث حول مفاده ودلالته.

ترجمته

١ - السخاوي: « عالم المشرق، ويعرف بالسيد الشريف، وصفه العفيف الجرهي في مشيخته بالعلامة فريد عصره ووحيد دهره، سلطان العلماء العاملين إفتخار أعاظم المفسرين، ذي الخلق والخلق والتواضع مع الفقراء، وقال غيره: إن من شيوخه بالقاهرة العلامة مباركشاه، قرأ عليه الموافق لشيخه العضد. وقال أبو الفتوح الطاووسي، وهو ممن أخذ عنه بعد أن عظّمه جداً: شهرته تغنيني عن ذكر نسبه، وحديث مهارته في العلوم يكفيني في بيان حسبه، سمعت عليه من شرحي التلخيص مع حاشيته التي كتبها على المطول، وكذا مؤلفه شرح المفتاح، وقال فيه البدر العيني: كان عالم الشرق علامة دهره وقد تصدى للإقراء والتصنيف والفتيا، وتخرّج به أئمة نحارير، وكثرت أتباعه وطلبته، واشتهر ذكره وبعد صيته. مات سنة ١٦ بشيراز »(١) .

٢ - أبو الحسنات اللكهنوي: « عالم نحرير، قد حاز قصبات السبق في التحرير، فصيح العبارة دقيق الاشارة، نظار فارس في البحث والجدل، ولد في جرجان لثمان بقين من شعبان سنة ٧٤٠ »(٢) .

(١٤٩)

أبو عبدالله محمد بن خلفة الوشتاني المالكي

المتوفى سنة (٨٢٧) أو (٨٢٨).

____________________

(١). الضوء اللامع ٥ / ٣٢٨.

(٢). الفوائد البهية: ١٢٥ - ١٣٧.

٣٨٠

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424