نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ١٣

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار0%

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 411

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: السيد علي الحسيني الميلاني
تصنيف: الصفحات: 411
المشاهدات: 159598
تحميل: 6405


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15 الجزء 16 الجزء 17 الجزء 18 الجزء 19 الجزء 20
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 411 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 159598 / تحميل: 6405
الحجم الحجم الحجم
نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء 13

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

خطوطاً عن يَمينه وشماله، إشارة إلى أن سبيله وسط بين الإِفراط والتفريط كالجبر والقدر، وتلك الخطوط مذاهب أهل الأهواء اثنتين وسبعين فرقة.

فإنْ قلت: ما وثوقك أنك على الصراط المستقيم، فإن كلَّ فرقة تدّعي أنّها عليه؟

قلت: بالنقل عن الثقات المحدّثين، الذين جمعوا صحاح الأحاديث في اُمورهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأحواله، وفي أحوال الصحابة، مثل الصحاح الستة التي اتّفق الشرق والغرب على صحتها، وشرّاحها كالخطّابي، والبغوي، والنووي، اتفقوا عليه، فبعد ملاحظته ينظر من الذي تمسّك بهديهم واقتفى أثرهم »(١) .

وكذا قال محمد طاهر الفتني في ( مجمع البحار ) بشرح الحديث المذكور.

وقال المنّاوي بشرح حديث افتراق الاُمّة: « فإنْ قيل: ما وثوقك بأنّ تلك الفرقة الناجية هي أهل السنة والجماعة، مع أنّ كلّ واحدٍ من الفرق يزعم أنه هي دون غيره؟

قلنا: ليس ذلك بالادّعاء والتشبث باستعمال الوهم القاصر والقول الزاعم، بل بالنقل على جهابذة أهل الصنعة وأئمة الحديث، الذين جمعوا صحاح الأحاديث في امور المصطفىصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأحواله وأفعاله وحركاته وسكناته، وأحوال الصحب والتابعين، كالشيخين وغيرهما من الثقات المشاهير، الذين اتّفق أهل المشرق والمغرب على صحة ما في كتبهم، ومن تكلّف باستنباط معانيها وكشف مشكلاتها، كالخطّابي، والبغوي، والنووي، جزاهم الله خيراً، ومن اقتفى أثرهم واهتدى بسيرتهم في الاُصول والفروع، فيحكم بأنهم هم »(٢) .

____________________

(١). الكاشف في شرح المشكاة - مخطوط.

(٢). فيض القدير في شرح الجامع الصغير ٢ / ٢٠.

١٤١

أقول: فثبت أنّ حديث « الطير » و« الولاية » وغيرهما ممّا أخرج في صحيح الترمذي وغيره من الكتب الستة، مما اتّفق عليه أهل الشرق والغرب، وحكموا بصحّته

١١ - وقال الشنواني في ( الدرر السنّية فيما علا من الأسانيد الشنوانية ) بعد أن ذكر أسانيد الصحّاح الستّة - ومنها صحيح الترمذي -: « تنبيه: هذه الكتب المذكورة - أعني البخاري وما ذكر بعده - هي الكتب الستّة المشهورة بين المحدثين بالفضل المتين، قالوا: وينبغي لطالب الحديث أنْ يتلقّنها على ترتيبها المذكور: البخاري، فمسلم، فسنن أبي داود، سواء كان ذلك التلقي قراءة منه على شيخه أو سماعاً من شيخه أو إجازة منه، وكذا كتب الأئمة الآتي ذكرها يتلقّى على ترتيبها الآتي ».

أقول: فظهر أن « حديث الطير » من الأحاديث المشهورة بين المحدّثين، ومن الآثار المأثورة الشائعة بين المنقّدين، ومتصف بالفضل المتين والشرف المبين، وينبغي لطالب الحديث أنْ يتلقاه بالقبول، ويعدّ تلقيه أسنى مقصد وأشرف مأمول.

١٢ - وقال محمّد بن إبراهيم الصنعاني المعروف بابن الوزير - بعد أنْ ذكر كلام ابن دحية حول استشهاد الإِمام الحسين السبطعليه‌السلام -: « وفيما ذكره ابن دحية أوضح دليل على براءة المحدّثين وأهل السنة، فيما افتراه عليهم المعترض من نسبتهم إلى التشيّع ليزيد وتصويب قتله الحسين، وكيف! وهذه رواياتهم مفصحة بضدّ ذلك - كما بيّناه - في مسند أحمد، وصحيح البخاري، وجامع الترمذي، وأمثالها، وهذه الكتب هي مفزعهم وإلى ما فيها مرجعهم، وهي التي يخضعون لنصوصها ويقصرون التعظيم عليها بخصوصها »(١) .

وقد ترجم الشوكاني لابن الوزير وأثنى عليه الثّناء البالغ(٢) .

____________________

(١). الروض الباسم في الذبّ عن سنّة أبي القاسم: ١١٢.

(٢). البدر الطالع ٢ / ٨١. واُنظر أيضاً: الضوء اللامع ٦ / ٢٧٢.

١٤٢

١٣ - وقال ابن روزبهان في كتابه ( الباطل ): « وليس أخبار الصحاح الستّة مثل أخبار الروافض، فقد وقع إجماع الأئمة على صحتها ».

وقال أيضاً: « وصحاحنا ليس ككتب الشيعة - التي اشتهر عند السنّة أنها من موضوعات يهودي كان يريد تخريب بناء الإسلام، فعملها وجعلها وديعةً عند الإِمام جعفر الصادق، فلمـّا توفي حسب الناس أنّه من كلامه والله أعلم بحقيقة هذا الكلام، وهذا من المشهورات، ومع هذا لا ثقة لأهل السنّة بالمشهورات، بل لا بدّ من الإِسناد الصحيح حتى تصح الرواية وأمّا صحاحنا فقد اتفق العلماء أنّ كلّ ما عدّ من الصحاح - سوى التعليقات - في الصحاح الستة لو حلف الطِلاق أنه من قول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أو من فعله وتقريره، لم يقع الطلاق ولم يحنث ».

١٤ - وقال معين الدين الشهير بميرزا مخدوم حفيد الشريف الجرجاني في ( نواقض الروافض ): « العاشر: إنكارهم كتب الأحاديث الصحاح التي اتفقت الاُمة بقبولها، منها صحيحا البخاري ومسلم، اللذين مرّ ذكرهما رضوان الله عليهما وقد بلغ القدر المشترك مما ذكر في ميامنهما وبركاتهما حدّ التواتر، وصارا في الإسلام رفيقي المصحف الكريم والقرآن العظيم، فهؤلاء من كثرة جهلهم وقلّة حيائهم ينكرون الصحيحين المزبورين وسائر صحاحنا ».

أقول: أليست هذه التشنيعات منطبقةً على ( الدهلوي ) المنكر لحديث « الطير » وحديث « الولاية » المخرّجين في صحيح الترمذي؟!

١٥ - وقال الشاه ولي الله والد ( الدهلوي ): « الطبقة الثانية: كتب لم تبلغ مبلغ الموطّأ والصحيحين ولكنّها تتلوها، كان مصنفوها معروفين بالوثوق والعدالة والحفظ والتبحّر في فنون الحديث، ولم يرضوا في كتبهم هذه بالتساهل فيما اشترطوا على أنفسهم، فتلقّاها من بعدهم بالقبول واعتنى بها المحدثون والفقهاء، طبقةً بعد طبقة، واشتهرت فيما بين الناس، وتعلّق بها القوم شرحاً لغريبها وفحصاً عن رجالها واستنباط لفقهها، وعلى تلك الاحاديث بناء عامة

١٤٣

العلوم: كسنن أبي داود، وجامع الترمذي، ومجتبى النسائي، وهذه الكتب - مع الطبقة الأُولى - اعتنى بأحاديثها رزين في تجريد الصحاح، وابن الأثير في جامع الاُصول، وكاد مسند أحمد يكون من جملة هذه الطبقة، فإن الإِمام أحمد جعله أصلاً يعرف به الصحيح والسقيم، قال: وما ليس فيه فلا تقبلوه »(١) .

أقول: فالعجب من ( الدهلوي ) الفخور المختال كيف طاب نفساً لعقوق ( والده ) السابق في مضمار الكمال، فلم يصغ إلى وعظه، ولم يعرّج على ندائه، ولم يحتفل بتصريحه، ولم يكترث بتحقيقه!!

١٦ - بل لقد أورد ( الدهلوي ) كلام والده في كتابه ( اُصول الحديث )، وأيضاً: مَدَحَ الترمذي وأثنى على ( صحيحه ) ورجحه على سائر الكتب من جهات وأورد مدائح القوم له، كقصيدة الأندلسي المتقدمة مسبقاً، في كتابه الآخر ( بستان المحدثين ).

فمن عجائب الْأُمور أنْ يثبت ( الدهلوي ) الجسور هذه المدائح الجليلة لصحيح الترمذي، ثم ينسى ذلك أو يتناسى، ويتساهل ويغفل أو يتغافل، ويكذّب حديث « الطير » و« الولاية » المذكورين في هذا الصحيح، البريء - حسب إفادته - عن الخلل، جرياً في مضمار فاحش الزلل، والله العاصم من دحض الأقدام في القول والعمل.

(٦)

رواية البلاذري

ورواه أحمد بن يحيى البلاذري فقد قال ما نصّه: « المدائني، عن

____________________

(١). حجة الله البالغة: ١٨٤.

١٤٤

المثنى بن أبان، عن أنس قال: كنت مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حائط، وبين يديه طائر، فقال: يا رب ائتني بأحبّ الخلق إليَّ يأكل منه فجاء علي فأكل معه »(١) .

ورواه عنه الحافظ ابن شهر آشوب المازندراني في ( مناقب آل أبي طالب ): « روى حديث الطير جماعة، منهم الترمذي في جامعه، وأبو نعيم في حلية الأولياء والبلاذري في تاريخه »(٢) .

ترجمة البلاذري

والبلاذري من مشاهير حفّاظ أهل السنّة، قال الذهبي - بعد أن ترجم لأحمد بن محمّد البلاذري: « قلت: هذا البلاذري الصغير، فأمّا الكبير فإنّه أحمد بن يحيى صاحب التاريخ المشهور، من طبقة أبي داود السجستاني، حافظ أخباري »(٣) .

وكذا قال السيوطي(٤) .

ومن مصادر ترجمة البلاذري ما يلي:

١ - معجم الأدباء ٥ / ٨٩.

٢ - الوافي بالوفيات ٨ / ٢٣٩.

٣ - فوات الوفيات ١ / ١٥٥.

٤ - البداية والنهاية ١١ / ٦٥.

٥ - سير أعلام النبلاء ١٣ / ١٦٢.

____________________

(١). أنساب الأشراف ٢ / ١٤٢ رقم ١٤١.

(٢). مناقب آل أبي طالب ٢ / ٢٨٢.

(٣). تذكرة الحفّاظ ٣ / ٨٩٢.

(٤). طبقات الحفّاظ: ٣٦٦.

١٤٥

ترجمة ابن شهرآسوب

١ - الصّلاح الصفدي (١) بقوله: « محمّد بن علي بن شهرآشوب - الثانية بسين مهملة - أبو جعفر السروي المازندراني، رشيد الدين، الشيعي، أحد شيوخ الشيعة، حفظ أكثر القرآن وله ثمان سنين، وبلغ النهاية في اُصول الشيعة، كان يرحل إليه من البلاد، ثمّ تقدّم في علم القرآن والغريب والنحو، ووعظ على المنبر أيّام المقتفي ببغداد فأعجبه وخلع عليه، وكان بهيّ المنظر، حسن الوجه والشيبة، صدوق اللهجة، مليح العبارة، واسع العلم، كثير الخشوع والعبادة والتهجّد، لا يكون إلّا على وضوء، أثنى عليه ابن أبي طي في تاريخه ثناءً كثيراً، توفي سنة ٥٨٨ »(٢) .

٢ - السّيوطي : « قال الصفدي: كان مقدَّماً في علم القرآن والغريب والنحو، واسع العلم، كثير العبادة والخشوع. ألّف: الفصول في النحو، أسباب نزول القرآن، متشابه القرآن، مناقب آل أبي طالب، المكنون، المائدة والفائدة في النوادر والفوائد. مات سنة ٥٨٨ »(٣) .

٣ - الداودي : « وكان إمام عصره وواحد دهره، وكذا التأليف، غلب عليه علم القرآن والحديث، وهو عند الشيعة كالخطيب البغدادي لأهل السنّة في تصانيفه، في تعليقات الحديث ورجاله ومراسيله ومتفّقه ومفترقه، إلى غير ذلك من أنواعه »(٤) .

____________________

(١). توجد ترجمته في: الدرر الكامنة ٢ / ٨٧، البدر الطالع ١ / ٢٤٣، شذرات الذهب ٦ / ٢٠٠، طبقات ابن قاضي شهبة ٢ / ٢٤١، طبقات السبكي ٦ / ٩٤.

(٢). الوافي بالوفيات ٤ / ١٤٦.

(٣). بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة: ٧٧.

(٤). طبقات المفسّرين ٢ / ٢٠١.

١٤٦

وكذا ترجم له ابن حجر(١) والفيروزآبادي.

(٧)

رواية عبد الله بن أحمد

رواه في ( زوائد المسند ) حيث قال: « حدثني أبي قال: أخبرنا ابن مالك قال: حدّثنا عبد الله بن عمر قال: حدّثنا يونس بن أرقم قال: حدّثنا مطير بن أبي خالد، عن البجلي، عن سفينة مولى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: أهدت امرأة من الأنصار إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طيرين بين رغيفين، فقدمت إليه الطيرين، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اللهم ائتني بأحبّ خلقك إليك وإلى رسولك، فجاء علي فرفع صوته. فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من هذا؟ قلت: علي، قال: فافتح له، ففتحت له، فأكل مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من الطيرين حتى فنيا »

وقال محمّد بن إسماعيل في ( الروضة الندية ): « أخرج عبد الله بن أحمد ابن حنبل - من حديث سفينة مولى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - قال: أهدت امرأة من الأنصار طيرين بين رغيفين، فقدمت إليه الطيرين، فقال: اللهم ائتني بأحبّ خلقك إليك وإلى رسولك، فجاء علي فرفع صوته، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من هذا؟ قلت: علي قال: فافتح له، ففتحت له، فأكلا من الطيرين حتى فنيا ».

ترجمته

١ - عبد الغني المقدسي: « قال أبو بكر الخطيب: كان ثقة ثبتاً فهماً. وقال بدر بن أبي بدر البغدادي: عبد الله بن أحمد جهبذ ابن جهبذ. وقال أبو

____________________

(١). لسان الميزان ٥ / ٣١٠.

١٤٧

الحسين ابن المنادي: لم يكن في الدنيا أروى عن أبيه منه قال: وما زلنا نرى أكابر شيوخنا يشهدون له بمعرفة الرجال، وعلل الحديث، والأسماء والكنى، والمواظبة على طلب الحديث، في العراق وغيرها، ويذكرون عن أسلافهم الإِقرار له بذلك، حتى أن بعضهم ليسرف في تقريظه إيّاه بالمعرفة وزيادة السماع للحديث على أبيه »(١) .

٢ - إبن حجر: « قال عباس الدّوري: سمعت أحمد يقول: قد وعى عبد الله علماً كثيراً. وقال الخطبي: بلغني عن أبي زرعة قال قال لي أحمد: إبني عبد الله محفوظ من علم الحديث لا يكاد يذاكر إلّا بما أحفظ. وقال أبو علي الصّواف: قال عبد الله بن أحمد: كلّ شيء أقول: قال أبي، فقد سمعته مرّتين أو ثلاثة، وقال ابن أبي حاتم: كتب إليَّ بمسائل أبيه وبعلل الحديث وقال ابن عدي: نبل بأبيه وله في نفسه محل في العلم، ولم يكتب عن أحد إلّا مَن أمره أبوه أنْ يكتب عنه وقال النسائي: ثقة. وقال السّلمي: سألت الدار قطني عن عبد الله بن أحمد وحنبل بن إسحاق فقال: ثقتان نبيلان. وقال أبوبكر الخلّال: كان عبد الله رجلاً صالحاً صادق اللهجة كثير الحياء »(٢) .

٣ - الذهبي: « وفيها توفي الحافظ أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن محمّد بن حنبل الذهلي الشيباني، ببغداد، في جمادى الآخرة، وله سبع وسبعون سنة كأبيه، وكان إماماً خبيراً بالحديث وعلله مقدَّماً فيه، وكان من أروى الناس عن أبيه، وقد سمع من صغار شيوخ أبيه، وهو الذي رتّب مسند والده »(٣) .

٤ - السيوطي: « عبد الله بن أحمد بن حنبل البغدادي الحافظ، روى عن: أبيه، وابن معين، وخلق. وعنه: النسائي، وابن صاعد، وأبو عوانة،

____________________

(١). الكمال في معرفة الرجال - مخطوط.

(٢). تهذيب التهذيب ٥ / ١٤١.

(٣). العبر في خبر من غبر ٢ / ٨٦.

١٤٨

والطبراني، وأبو بكر النجار، والقطيعي، وأبو بكر الشافعي، وخلق »(١) .

(٨)

رواية أبي بكر البزّار

أخرج الحديث في ( مسنده ) بقوله:

« حدثنا عبد الأعلى بن واصل، ثنا عون بن سلام، ثنا سهل بن شعيب، ثنا بريدة بن سفيان، عن سفينة - وكان خادماً لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - قال: اُهدي لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طوائر وصنعت له بعضها، فلمـّا أصبح أتيته به فقال: من أين لك هذا؟ فقلت: من الذي اُتيت به أمس، قال: ألم أقل لك لا تدّخرنّ لغد طعاما: لكلّ يوم رزقه. ثمّ قال: اللهم أدخل عليّ أحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير، فدخل علي -رضي‌الله‌عنه - فقال: اللهم ولي.

حدّثنا أحمد بن عثمان بن حكيم، ثنا عبيد الله بن موسى، ثنا إسماعيل ابن سلمان الأزرق، عن أنس بن مالك قال: اُهدي لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أطيار، فقسّمها بين نساءه، فأصاب كلّ امرأةٍ منها ثلاثة، فأصبح عند بعض نساءه - صفية أو غيرها - فأتته بهنّ، فقال: اللهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا، فقلت: اللهم اجعله رجلاً من الأنصار، فجاء علي -رضي‌الله‌عنه - فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا أنس، انظر من على الباب، فنظرت فإذا علي، فقلت: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على حاجة، ثمّ جئت فقمت بين يدي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال: اُنظر من على الباب، فإذا علي، حتى فعل ذلك ثلاثاً، فدخل يمشي وأنا خلفه،

____________________

(١). طبقات الحفّاظ: ٢٩٢.

١٤٩

فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من حبسك رحمك الله؟ فقال: هذا آخر ثلاث مرات، يردّني أنس، يزعم أنك على حاجة، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ما حملك على ما صنعت؟ قلت: يا رسول الله، سمعت دعاءك، فأحببت أنْ يكون من قومي، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إنّ الرجل قد يحب قومه، إنّ الرجل قد يحبُّ قومه. قالها ثلاثاً.

قلت: عند الترمذي طرف منه.

قال البزار: قد روي عن أنس من وجوه، وكلّ من رواه عن أنس فليس بالقوي، وإسماعيل كوفي حدّث عن أنس بحديثين »(١) .

* وقد أخرج الحديث عن الحافظ البزّار غير واحدٍ من المتأخرين عنه، منهم: الحافظ الهيثمي في ( مجمعه ) فإنّه قال:

« وعن أنس بن مالك قال: أُهدي لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أطيار، فقسّمها بين نسائه، فأصاب كلّ امرأة منها ثلاثة، فأصبح عند بعض نسائه - صفيّة أو غيرها - فأتته بهنَّ فقال: اللهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا. فقلت: اللهم اجعله رجلاً من الأنصار، فجاء عليرضي‌الله‌عنه ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا أنس، اُنظر من على الباب، فنظرت فإذا علي، فقلت: إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على حاجة، ثمّ جئت فقمت بين يدي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال: انظر من على الباب، فإذا علي، حتى فعل ذلك ثلاثا، فدخل يمشي وأنا خلفه، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من حبسك رحمك الله؟ فقال: هذا آخر ثلاث مرّات يردّني أنس، يزعم أنك على حاجة. فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ما حملك على ما صنعت؟ قلت: يا رسول الله، سمعت دعاءك، فأحببت أنْ يكون من قومي. فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إنّ الرجل قد يحبُّ

____________________

(١). كشف الأستار عن زوائد البزّار ٣ / ١٩٣ - ١٩٤. رقم ٢٥٤٧، ٢٥٤٨.

١٥٠

قومه، إنّ الرجل قد يحبُّ قومه. قالها ثلاثاً.

رواه البزّار وفيه إسماعيل بن سلمان، وهو متروك.

وعن سفينة - وكان خادماً لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - قال: أُهدي لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طوائر فصنعت لها بعضها، فلمـّا أصبح أتيته به فقال: من أين لك هذا؟ فقلت من التي اُتيت به أمس. فقال: ألم أقل لكِ لا تدّخرنَّ لغدٍ طعاماً، لكلّ يومٍ رزقه، ثم قال: اللهم أدخل عليَّ أحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير، فدخل عليرضي‌الله‌عنه عليه، فقال: اللهم وإليَّ.

رواه البزار والطّبراني باختصار، ورجال الطبراني رجال الصّحيح غير فطر ابن خليفة وهو ثقة »(١) .

ترجمته

وتوجد ترجمة أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزّار المتوفى سنة ٢٩٢ في:

١ - تذكرة الحفّاظ ٢ / ٦٥٣.

٢ - تاريخ بغداد ٤ / ٣٣٤.

٣ - الوافي بالوفيات ٧ / ٨.

٤ - سير أعلام النبلاء ١٣ / ٥٥٤.

٥ - العبر في خبر من غبر ٢ / ٩٢.

٦ - طبقات الحفّاظ: ٢٨٥.

إلى غير ذلك من المصادر.

وقد عنونه الذهبي في ( سير أعلام النبلاء ) بقوله: « البزّار: الشيخ، الامام الحافظ الكبير، أبو بكر، أحمد بن عمرو بن عبد الخالق، البصري، البزار،

____________________

(١). مجمع الزوائد ٩ / ١٢٦.

١٥١

صاحب المسند الكبير الذي تكلَّم على أسانيده ».

(٩)

رواية النّسائي

رواه بسندٍ صحيح حيث قال: « أخبرني زكريّا بن يحيى قال: أخبرنا الحسن بن حمّاد قال: ثنا مسهر بن عبد الملك، عن عيسى بن عمر، عن السدّي، عن أنس بن مالك: إنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان عنده طائر فقال: اللهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر، فجاء أبو بكر فردّه، ثمّ جاء عمر فردّه، ثمّ جاء علي فأذن له »(١) .

رجال السّند

وغير خاف على أهل العلم أنّ رجال هذا السند من مشاهير الثقات عند أهل السنّة، ومع ذلك نورد تراجمهم هنا باختصار:

النسائي

امّا النسائي فمدائحه أكثر من أنْ تحصر، وأشهر من أنْ تذكر، وإليك بعض كلماتهم في الثناء عليه:

١ - ابن خلكان: « أبو عبد الرحمن أحمد بن علي بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر النسائي، الحافظ، كان إمام عصره في الحديث، وله كتاب السنن، وسكن مصر، وانتشرت بها تصانيفه، وأخذ عنه الناس، »(٢) .

٢ - أبو الحجاج المزّي: « أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر بن

____________________

(١). خصائص علي الحديث: ١٢.

(٢). وفيات الأعيان ١ / ٧٧.

١٥٢

دينار، أبو عبد الرحمن النسائي، القاضي، الحافظ، صاحب كتاب السنن وغيره من المصنفات المشهورة، أحد الأئمة المبرّزين، والحفّاظ المتقنين، والأعلام المشهورين، طاف البلاد، وسمع بخراسان والعراق والحجاز ومصر والشام والجزيرة، من جماعة يطول ذكرهم، قد ذكرنا روايته عنهم في تراجمهم من كتابنا هذا »(١) .

٣ - الخطيب التبريزي: « وهو أحد الأئمّة الحفّاظ، والعلماء الفقهاء، لقي المشايخ الكبار، وأخذ الحديث عن: قتيبة بن سعيد، وهنّاد بن السري، ومحمّد بن بشار، ومحمّد بن غيلان، وأبي داود سليمان بن أشعث، وغير هؤلاء من المشايخ الحفاظ، وأخذ الحديث عنه خلق كثير منهم: أبو القاسم ابن الطبراني، وأبو جعفر الطحاوي، وأبو بكر إسحاق النسفي الحافظ، وله كتب كثيرة في الحديث والعلل وغير ذلك.

قال مأمون المصري الحافظ: خرجنا مع أبي عبد الرحمن إلى طرسوس، فاجتمع جماعة من مشايخ الإِسلام، واجتمع من الحفّاظ عبد الله بن أحمد بن حنبل، ومحمّد بن إبراهيم، وغيرهما، فتشاوروا من ينتقي لهم على الشيوخ، فأجمعوا على أبي عبد الرحمن النسائي، وكتبوا كلّهم بانتخابه.

وقال الحاكم النيسابوري: أما كلام أبي عبد الرحمن على فقه الحديث فأكثر من أن يذكر، ومن نظر في كتاب السنن له تحيَّر في حسن الكلام، وقال:

سمعت علي بن عمر الحافظ غير مرّةٍ يقول: أبو عبد الرحمن مقدَّم على كلّ من يذكر بهذا العلم في زمانه، كان شافعي المذهب، وكان ورعاً متبّحراًرحمه‌الله .

النسائي، بفتح النون وتخفيف السين. المهملة وبالمد والهمزة، منسوب إلى مدينة نسأ من خراسان »(٢) .

____________________

(١). تهذيب الكمال ١ / ٢٣.

(٢). الاكمال في أسماء الرجال = المشكاة ط معه.

١٥٣

٤ - ابن الوردي: « إمامٌ حافظ محدّث »(١) .

٥ - الصلاح الصفدي: « مصنف السنن وغيرها، بقية الأعلام

وقال ابن طاهر المقدسي: سألت سعد بن علي الزنجاني عن رجل فوثّقه، فقلت: ضعّفه النسَائي، فقال: يا بني، إنْ لأبي عبد الرحمن شرطاً في الرجال أشدّ من شرط البخاري ومسلم. وقال الدار قطني: كان ابن حدّاد أبو بكر كثير الحديث ولم يحدّث عن غير النسائي وقال: قد رضيت به حجة بيني وبين الله »(٢) .

٦ - الذهبي في حوادث ٣٠٣: « وفيها توفي الامام أحد الأعلام صاحب التصانيف أبو عبد الرحمن »(٣) .

٧ - اليافعي: « فيها توفي الحافظ، أحد الأئمّة الأعلام، صاحب المصنَّفات، أبو عبد الرحمن أحمد بن علي النسائي، كان إمام عصره في الحديث »(٤) .

٨ - الأسنوي: « الإِمام أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي النسَائي، المشهور في الحديث اسمه، وكتابه الجامع بين الحديث والفقه، سكن مصر وأخذ عن يونس بن عبد الأعلى صاحب الشافعي، وكان أفقه مشايخ مصر في عصره وأعلمهم بالحديث »(٥) .

٩ - السبكي: « أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر، الإِمام الجليل، أبو عبد الرحمن النسائي، أحد أئمة الدنيا في الحديث، والمشهور اسمه وكتابه قال أبو علي النيسابوري. حافظ خراسان في زمانه: حدّثنا

____________________

(١). تتمة المختصر في أحوال البشر حوادث: ٣٠٣.

(٢). الوافي بالوفيات ٦ / ٤١٦.

(٣). العبر في خبر من غبر ٢ / ١٢٣.

(٤). مرآة الجنان ٢ / ١٢٣.

(٥). طبقات الشافعية ٢ / ٤٨٠.

١٥٤

الإِمام في الحديث بلا مدافعة أبو عبد الرحمن النسائي. وقال المنصور الفقيه وأبو جعفر الطحاوي رحمهما الله: النسائي إمام من أئمة المسلمين

قلت: سمعت شيخنا أبا عبد الله الذهبي الحافظ وسألته: أيّهما أحفظ مسلم بن الحجاج صاحب الصحيح أو النسائي؟ فقال: النسائي، ثم ذكرت ذلك للشيخ الإِمام الوالد - تغمّده الله برحمته - فوافق عليه »(١) .

ومن مصادر ترجمة النسائي أيضاً:

١ - الأنساب - النسائي.

٢ - تذكرة الحفّاظ ٢ / ٦٩٨.

٣ - البداية والنهاية ١١ / ١٢٣.

٤ - طبقات القراء ١ / ٦١.

٥ - تهذيب التهذيب ١ / ٣٦.

٦ - حسن المحاضرة ١ / ٣٤٩.

٧ - العقد الثمين ٣ / ٤٥.

٨ - طبقات الحفاظ: ٣٠٣.

٩ - النجوم الزاهرة ٣ / ١٨٨.

١٠ - شذرات الذهب ٢ / ٢٣٩.

زكريا بن يحيى

وأما زكريا بن يحيى، فهذه بعض كلماتهم في حقّه:

١ - الذهبي: « س - زكريا بن يحيى السجزي الحافظ، أبو عبد الرحمن، عن شيبان وقتيبة، وعنه: س رفيقه، والطبراني. ثقة، ولد ١٩٥، ومات ٢٨٩ »(٢) .

____________________

(١). طبقات الشافعية ٣ / ١٤.

(٢). الكاشف ١ / ٣٢٤.

١٥٥

٢ - ابن حجر: « قال النسائي: ثقة، وقال عبد الغني بن سعيد: ثقة، وقال ابن يونس: قدم مصر وكتب عنه وخرّج »(١) .

٣ - وقال: « يعرف بخيّاط السنّة، ثقة حافظ، من الثانية عشرة »(٢) .

حسن بن حماد

وأما حسن بن حماد:

١ - ابن حبان: « الحسن بن حماد الضبي الكوفي، أبو علي، الذي يقال له سجادة، يروي عن وكيع وأهل بلده، ثنا عنه أبو يعلى وجماعة من شيوخنا، مات يوم السبت لثمان بقين من رجب سنة ٢٤١ »(٣) .

٢ - الذهبي: « س - حسن بن حماد الضبّي الكوفي ثقة توفي ٢٣٨ »(٤) .

٣ - ابن حجر: « قال ابن أبي حاتم: سألت موسى بن إسحاق عنه فقال:

ثقة مأمون، وقال السرّاج: كوفي ثقة، قدم بغداد سنة ٣٥ وحدّث بها، وقال مطين: مات في رجب سنة ٢٣٨. له في السنن حديث واحد في اعتكاف عمر.

قلت: وذكره ابن حبان في الثقات »(٥) .

٤ - وقال أيضاً: « ثقة، من العاشرة، مات سنة ٣٨ »(٦) .

مسهر بن عبد الملك

وأمّا مسهر بن عبد الملك فقد ترجم له:

*الذهبي بقوله: « مسهر بن عبد الملك بن سلع الهمداني الكوفي، عن

____________________

(١). تهذيب التهذيب ٣ / ٣٣٤.

(٢). تقريب التهذيب ١ / ٢٦٢.

(٣). الثقات ٨ / ١٧٥.

(٤). الكاشف ١ / ٢٢٠.

(٥). تهذيب التهذيب ٢ / ٢٣٧.

(٦). تقريب التهذيب ١ / ١٦٥.

١٥٦

أبيه، والأعمش، وعيسى بن عمر القاري، وعنه: ابن راهويه، والحسن بن علي، الحلواني، وأبو سعيد الأشج، والحسين بن عيسى البسطامي، ومحمّد ابن عبد الله بن المبارك المخزومي، وجماعة. وثّقه الحسن بن حمّاد الوراق، وذكره ابن حبان في الثقات »(١) .

عيسى بن عمر

وأما عيسى بن عمر:

١ - ابن حبان: « عيسى بن عمر القاري الهمداني، أبو عمر الأعمى، من أهل الكوفة، يروي عن الشعبي والكوفيين، روى عنه ابن المبارك وجرير ووكيع »(٢) .

٢ - الذهبي: ت، س - عيسى بن عمر الأسدي الكوفي المقري، صاحب الحروف، ويعرف بالهمداني قال أحمد: ليس به بأس. مات سنة ١٥٦ »(٣) .

٣ - ابن حجر: « قال الميموني عن أحمد: ليس به بأس، وقال إسحاق ابن منصور عن ابن معين: ثقة، وقال الدوري عن ابن معين: عيسى بن عمر الكوفي صاحب الحروف هو همداني، وعيسى بن النحوي بصري، وقال النسائي: ثقة، وقال أبو حاتم: ليس بحديثه بأس، وقال أيضاً: ثنا مقاتل بن محمّد، ثنا وكيع، عن عيسى بن عمر الهمداني وكان ثقة، قال الخطيب: كان ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات قلت: وقال العجلي: كوفي ثقة، رجل صالح، كان أحد قرّاء الكوفة، رأساً في القرآن، وقال أبو بكر البزار: ليس به بأس، وقال ابن خلفون: وثّقه ابن نمير...»(٤) .

____________________

(١). تهذيب التهذيب - مخطوط.

(٢). الثقات ٧ / ٢٣٣.

(٣). الكاشف ٢ / ٣٦٩.

(٤). تهذيب التهذيب ٨ / ١٩٩.

١٥٧

٤ - وقال: « ثقة، من السابعة، مات سنة ست وخمسين »(١) .

السدّي

وأمّا السدّي، فقد مرّت ترجمته وكلمات المدح والثناء فيه بالتفصيل سابقاً.

أنس بن مالك

وأمّا أنس بن مالك، فهو صحابيّ من أشهر أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وقد تقرر عندهم عدالة جميعهم، فلا حاجة إلى ذكر تراجمهم له.

أقول: فإذا كان النسائي عمدة أهل التحقيق، قد روى هذا الحديث الشريف الأنيق، بطريق صحيح وثيق، إظهاراً للحق الذي هو بالإِذعان حقيق، كيف يركن ذو خبر بصير أفيق إلى إبطاله وردّه، فيلقي نفسه في العذاب الواصب وأليم الحريق؟!

صحّة أحاديث الخصائص وجواز الاحتجاج بها

ثمّ إنّه مع قطع النّظر عن خصوص هذه الرّواية الصحيحة السند كما عرفت، فإنّ مجرّد إخراج النسائي إيّاه في كتاب ( الخصائص ) دليلٌ على صحّته وجواز الاحتجاج به، وذلك لأمرين:

أحدهما: إنّ سبب تصنيفه هذا الكتاب هو: أنّه لمـّا دخل دمشق وجد المنحرف بها عن أمير المؤمنينعليه‌السلام كثيراً، فصنّف ( الخصائصٌ ) رجاءً لأنْ يهديهم الله تعالى به في قضيّةٍ مفصّلة مذكورة بترجمته في الكتب

____________________

(١). تقريب التهذيب ٢ / ١٠٠.

١٥٨

المعتبرة، راجع منها:

وفيات الأعيان، وتذهيب التهذيب، وتهذيب التهذيب، وتهذيب الكمال، وتذكرة الحفّاظ، ومرآة الجنان، وطبقات السّبكي

ومن الواضح: إن هداية المنحرفين عن سيّدنا أمير المؤمنينعليه‌السلام لا تتحقّق بذكر الأحاديث غير الصحيحة، بل إنّه يزيدهم عناداً وانحرافاً

فظهر أنّ حديث « الطير » وكذا حديث « الولاية » وأمثالهما ممّا أخرج النسائي في ( خصائصه ) أحاديث صحيحة سنداً وتامّة دلالةً، يرجى بها الهداية للمنحرفين عن أهل البيت الطّاهرين، ورجوعهم إلى الحق وإلى الطريق المستقيم.

لكنّ هذا الكتاب - وإنْ نفع بعض النواصب، وأنقذهم من بغض عليعليه‌السلام - لم ينفع ( الدهلوي ) الذاهب من الجفاء والانحراف إلى أقصى المذاهب!!

والثاني: إنّ كتاب ( الخصائص ) جزء من كتاب ( السنن ) للنسائي، الذي هو أحد الصحاح الستّة قال الذهبي: « وقد صنّف مسند علي، وكتاباً حافلاً في الكنى. وأما كتاب خصائص علي فهو داخل في سننه الكبير »(١) .

وقال ابن حجر:

« وقد ذكر المؤلّف - يعني المزّي - الرقوم: للستة ع، وللأربعة ٤، وللبخاري خ، ولمسلم م، ولأبي داود د، وللترمذي ت، وللنسائي س، ولابن ماجة ق، وللبخاري: في التعاليق خت، وفي الأدب المفرد بخ، وفي جزء رفع اليدين ي، وفي خلق أفعال العباد عخ، وفي جزء القراءة خلف الامام ر. ولمسلم في مقدمة كتابه مق، ولأبي داود في المراسيل مد، وفي القدر قد، وفي الناسخ والمنسوخ خد، وفي كتاب التفرّد ف، وفي فضائل الأنصار ص، وفي

____________________

(١). سير أعلام النبلاء ١٤ / ١٣٣.

١٥٩

المسائل ل، وفي مسند مالك كد، وللترمذي في الشمائل تم، وللنسائي في اليوم والليلة سي، وفي مسند مالك كن، وفي خصائص علي ص، وفي مسند علي عس، ولابن ماجة في التفسير، فق.

هذا الذي ذكره المؤلّف من تواليفهم، وذكر أنّه ترك تصانيفهم في التواريخ عمداً، لأن الأحاديث التي تورد فيها غير مقصودة بالاحتجاج »(١) .

فإنَّ كلامه هذا يفهم أنْ أحاديث « الخصائص ». مثل كتب الصحاح ونحوها « مقصودة بالاحتجاج » ثم قال ابن حجر:

« وبقي عليه من تصانيفهم التي على الأبواب عدّة كتب وكذلك أفرد خصائص علي وهو من جملة المناقب في رواية ابن سيّار » أي: إنّ كتاب « الخصائص » من جملة ( المناقب في سنن النسائي ) في رواية ابن سيّار فما وجه إفراده بالذكر؟

وهذا يعني أن « الخصائص » من ( السنن ) الذي هو أحد الصّحاح الستة، فهذا وجه آخر لصحّة الاحتجاج بأحاديث « الخصائص ».

وقد صرّح ابن حجر العسقلاني باعتبار أحاديث هذا الكتاب حيث قال:

« قد أخرج المصنّف من مناقب علي أشياء في غير هذا الموضع، منها: حديث عمر: عليٌّ أقضانا، وسيأتي في تفسير البقرة، وله شاهد صحيح من حديث ابن مسعود عند الحاكم. ومنها: حديث قتاله البغاة، وهو في حديث أبي سعيد في علامات النبوة، وغير ذلك مما يعرف بالتتبّع، ورغب في جمع مناقبه من الأحاديث الجياد النسائي في كتاب الخصائص ».

فظهر أن حديث ( الطير ) المذكور في ( الخصائص ) جيّد من حيث الإِسناد، قمين بالإِحتجاج والإِستناد، وما صدر من ( الدهلوي ) محض الخبط والعناد، بحت العصبيّة واللّداد

____________________

(١). تهذيب التهذيب - المقدمة.

١٦٠