نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ١٣

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار0%

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 411

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: السيد علي الحسيني الميلاني
تصنيف: الصفحات: 411
المشاهدات: 159615
تحميل: 6405


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15 الجزء 16 الجزء 17 الجزء 18 الجزء 19 الجزء 20
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 411 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 159615 / تحميل: 6405
الحجم الحجم الحجم
نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء 13

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

الكرام، الأئمّة القادة الأعلام، من المشهورين بالحرمين المحترمين، المجمع على فضلهم من بين الخافقين: الشيخ محمّد بن العلاء البابلي، والشيخ عيسى المغربي الجعفري، والشيخ محمّد بن محمّد بن سليمان الرداني المغربي، والشيخ إبراهيم بن الحسن الكردي المدني، والشيخ حسن بن علي العجيمي المكي، والشيخ أحمد بن محمّد النخلي المكي، والشيخ عبد الله بن سالم البصري ثمّ المكي.

ولكلّ واحدٍ منهم رسالة جمع هو فيها - أو جُمع له فيها - أسانيده المتنوّعة في علومٍ شتّى:

أمّا البابلي، فأجازني بجميع ما في ( منتخب الأسانيد ) الذي جمعه الشيخ عيسى له، شيخنا الثقة الأمين أبو طاهر محمّد بن إبراهيم الكردي عن أبيه، وعن مشايخه الثلاثة الذين سردنا أسمائهم بعد أبيه، كلّهم عن البابلي.

وأمّا الشيخ عيسى، فناولني ( مقاليد الأسانيد ) تأليفه شيخنا أبو طاهر، وأجازني بجميع ما فيه أبو طاهر عن الأربعة المذكورين عنه.

أمّا ابن سليمان، فأجازني بجميع ما في ( صلة الخلف ) تأليفه، شيخنا أبو طاهر مشافهةً عن المصنف مكاتبةً. ح وأجازني بجميع ما فيه ولده محمّد، وفد الله عنه. ح وأجازني بجميعه السيّد عمر ابن بنت الشيخ عبد الله بن سالم، عن جدّه، عنه.

وأمّا الكردي، فأخبرني بجميع ( الأمم ) تأليفه - سماعاً عليه -: أبو طاهر، بقراءته على أبيه المذكور.

وأمّا العجيمي فألّف الشيخ تاج الدين الدهّان ( رسالة ) ببسط فيها أسانيده، أجازني بجميع ما رواه العجيمي: أبو طاهر، عنه، وكان أبو طاهر قاري دروسه وأخص تلامذته، وقرأ عليه الستة بكمالها. ح سمعت من الشيخ تاج الدين القلعي الحنفي مفتي مكّة أوائل الستّة، وشيئاً من مسند الدارمي، وموطّأ محمّد وآثاره، وأجازني بسائرها وبجميع ما تصح له روايته عن العجيمي

٤١

أمّا النخلي فله ( رسالة ) فيها أسانيده، أجازني بها أبو طاهر عنه. ح ناولنيها الشيخ عبد الرحمن النخلي ابن الشيخ أحمد المذكور، وأجازني بها عن أبيه.

وأمّا البصري فألّف ولده الشيخ سالم ( رسالةً ) أجازني بها وبجميع ما تصحّ له روايته: السيد عمر عن جدّه الشيخ عبد الله المذكور. وسمعت عنه أوائل الكتب. ح أجازني أبو طاهر عنه، وقد سمع منه أبو طاهر مسند الإِمام أحمد بكماله عند قبر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وقرأ عليه شمائل الترمذي بكماله، إلّا حديث سمر النساء، فإنّه سمعه منه ».

أقول:

فإذا راجعنا هذه الكتب التي جمع فيها أسانيد هؤلاء المشايخ السّبعة وجدنا:

* أن ( أبا حنيفة ) من مشايخ الإِجازة للشيخ إبراهيم الكردي - الذي هو أحد السّبعة - فإنّه يقول في ( الأمم لإِيقاظ الهمم ): « مسند الإِمام أبي حنيفة -رضي‌الله‌عنه - للحسين بن محمّد بن خسرو البلخي، بالسند إلى الفخر ابن البخاري، عن أبي طاهر بركات بن إبراهيم الخشوعي الدمشقي عن مؤلّفه ».

* وأن ( أحمد بن حنبل ) من مشايخ إجازة الشيخ عيسى المغربي - الذي هو أحد السّبعة - كما لا يخفى على من راجع ( مقاليد الأسانيد ) حيث يذكر مسند أحمد بن حنبل، وطرقه في روايته.

وأيضاً: هو من مشايخ إبراهيم الكردي، فإنّه يقول في ( الأمم ): « مسند الإمام أحمد بن محمّد بن حنبل الشيباني -رضي‌الله‌عنه وشكر سعيه -: سمعت طرفاً منه على شيخنا الإِمام صفي الدين أحمد - روّح الله روحه - بسنده السابق إلى الفخر ابن البخاري: أنا أبو علي حنبل بن عبد الله بن الفرج المكبّر، أنا أبو القاسم هبة الله بن محمّد بن عبد الواحد بن الحصين، أنا أبو علي الحسن ابن علي التميمي المذهب الواعظ، أنا أبو بكر أحمد بن جعفر القطيعي، ثنا

٤٢

عبد الله ابن الإِمام أحمد، ثني أبي ».

وأيضاً: هو من مشايخ الشيخ حسن العجيمي كما جاء في ( رسالة الدهّان ) التي أسماها بـ ( كفاية المتطّلع لما ظهر وخفي من غالب مرويّات شيخنا العلّامة الحسن بن علي العجيمي الحنفي ).

وأيضاً: هو من مشايخ الشيخ عبد الله بن سالم البصري - وهو أحد المشايخ السبعة - كما لا يخفى على من راجع ( رسالة ) أسانيده المسمّاة بـ ( الإِمداد بمعرفة علوّ الأسناد ).

* وأنّ ( الترمذي ) من مشايخ الشيخ عيسى المغربي، كما لا يخفى على من راجع ( مقاليد الأسانيد ) فإنّه يقول: « كتاب الجامع الكبير لأبي عيسى الترمذي، أخبرنا به إجازةً مع ما بآخره من العلل، عن شيوخه الثلاثة بسندهم، إلى ابن غازي، عن أبي عبد الله محمّد بن محمّد بن يحيى السرّاج عن أبيه، عن جدّه، عن أبي العبّاس أحمد بن قاسم بن عبد الرحمن القبّا - بفتح القاف وتشديد الموحّدة - عن يحيى بن محمّد بن عمر بن رشيد، عن أبيه، عن شرف الدين محمّد بن عبد الخالق بن طرخان القرشي الاموي، عن أبي الحسن علي ابن نصر بن المبارك الأنصاري المكي المشهور بابن البنّا - لأنّ أباه كان بنّاء بالحرم الشريف.

ح وبسند الشهاب المرزوق إلى ابن مرزوق الحفيد، عن أبي طيّب محمّد بن علوان التونسي عن أبي العبّاس أحمد العبريني، عن أبي عبد الله محمّد بن صالح، عن القاضي أبي قطران، عن أبي الحسن بن كوثر، قال هو - وابن البنا -: أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن أبي سهل الكروخي، سماعاً - بسماعه - من القاضي عامر بن محمود بن القاسم الأزدي قال: أخبرنا به أبو محمّد عبد الجبار بن محمّد الجراحي المروزي قال: حدّثنا أبو العباس محمّد ابن أحمد بن محبوب المحبوبي المروزي قال: أخبرنا به الحافظ أبو عيسى محمّد بن عيسى بن سورة الترمذي، فذكره ».

٤٣

وأيضاً: هو من مشايخ الكردي في ( الأمم ).

وأيضاً: هو من مشايخ العجيمي في ( كفاية المتطلّع ).

وأيضاً: هو من مشايخ البصري في ( الامداد ).

وأيضاً: هو من مشايخ النخلي - وهو أحد السبعة - في ( الرسالة ).

* وأنّ ( عبد الله بن أحمد ) من مشايخ: عيسى المغربي، والبصري، والعجيمي، وذلك ظاهر لمن راجع أسانيدهم في روايتهم لمسند أحمد بن حنبل.

* وأن ( البزّار ) من مشايخ الشيخ عيسى المغربي في ( مقاليد الأسانيد ) والعجيمي كما في ( كفاية المتطلّع ) حيث تُذكر الأسانيد إلى ( مسند البزّار ).

* وأن ( النّسائي ) من مشايخ الشيخ المغربي في ( مقاليد الأسانيد ) والكردي في ( الأمم )، والعجيمي كما في ( كفاية المتطلّع )، والبصري في ( الامداد )؛ والنخلي كما في ( الرسالة ) وهذه عبارة ( الأمم ):

« سنن الحافظ أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي – رحمه ‌الله تعالى - سمعت طرفاً منه على شيخنا الإِمام صفي الدين أحمد -قدس‌سره - بسنده السابق إلى التنوخي، بسماعه على أيّوب بن نعمة الله النابلسي، أنبأنا إسماعيل بن أحمد العراقي، عن عبد الرزاق بن إسماعيل القويني أنا أبو محمّد عبد الرحمن بن حمد الدوني، أنا أبو النصر أحمد بن الحسين القاضي الدينوري المعروف بالكسّار، أنا الحافظ أبو بكر أحمد بن محمّد بن إسحاق القاضي الدينوري المعروف بابن السني، أنا النسائي ».

* وأن ( أبا يعلى ) من مشايخ المغربي، والعجيمي.

* وأن ( الطبري ) من مشايخ العجيمي، ففي ( كفاية المتطلّع ): « كتاب التاريخ الكبير للامام أبي جعفر محمد بن جرير الطبري، أخبر به عن العلّامة علي الأجهوري، عن السرّاج عمر بن الجائي عن قاضي القضاة زكريا الأنصاري، عن الشرف أبي الفتح محمّد ابن القاضي أبي بكر المراغي، عن

٤٤

أبي الحسن علي بن محمّد بن أبي المجد الدمشقي، عن أبي محمّد القاسم ابن عساكر، عن أبي الحسن بن المقري، عن أبي الفتح ابن البطّي، عن أبي عبد الله محمّد بن فتوح الحميدي، عن الإِمام أبي عمر يوسف بن عبد البرّ والحافظ أبي محمّد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم قالا: أخبرنا به أبو عمر أحمد بن محمّد بن الجوربي، عن أبي بكر أحمد بن الفضل بن العباس الدينوري قال: أخبرنا به مؤلّف الإمام أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري، فذكره ».

* وأن ( المحاملي ) من مشايخ المغربي حيث يذكر في ( مقاليد الأسانيد ) إسناده إلى ( أمالي المحاملي ).

* وأن ( الطبراني ) من مشايخ المغربي، حيث يذكر في ( مقاليد الأسانيد ) إسناده إلى ( المعاجم الثلاثة ) للطبراني.

وأيضاً: هو من مشايخ العجيمي، كما في ( كفاية المتطلّع ).

وأيضاً: هو من مشايخ البصري، كما في ( الامداد ).

وأيضاً: هو من مشايخ الكردي كما في ( الأمم ).

* وأن ( الدار قطني ) من مشايخ الشيخ عيسى المغربي، كما في ( مقاليد الأسانيد ) في رواية ( سنن الدار قطني ).

وأيضاً: هو من مشايخ العجيمي، كما في ( كفاية المتطلّع ) في سند رواية الكتاب المذكور.

وأيضاً: هو من مشايخ البصري كما في ( الإِمداد ) والكردي كما في ( الأمم ).

* وأن ( ابن بطة ) من مشايخ الشيخ المغربي، لأنّ ابن بطة من مشايخ الجلال السيوطي كما في ( زاد المسير ) له، والمغربي يروي بالاسناد ( زاد المسير ) بكماله، فكلّ من كان شيخاً للسيوطي فيه فهو شيخ للمغربي، وعليه يكون ( ابن بطة ) من مشايخ ( المغربي ) الذي هو أحد المشايخ السبعة.

٤٥

* وأن ( الحاكم ) من مشايخ المغربي في ( مقاليد الأسانيد ) حيث يذكر طريقه إلى ( صحيح الحاكم، وهو المستدرك ).

وأيضاً: هو من مشايخ الكردي في ( الأمم ) حيث يقول: « المستدرك للحاكم، هو الحافظ أبو عبد الله محمّد بن عبد الله النيسابوري، بالسند إلى ابن المقيّر، عن أبي الفضل أحمد بن طاهر الميهني، عن أبي بكر أحمد بن علي ابن خلف الشيرازي، عن الحاكم، به وسائر كتبه ».

وأيضاً: هو من مشايخ العجيمي كما في ( كفاية المتطلّع ).

وأيضاً: هو من مشايخ البصري في ( الامداد ) يرويه بالسند المتقدّم عن ( الأمم ).

* وأن ( أبا نعيم ) شيخ الشيخ المغربي، كما في ( مقاليد الأسانيد ) والكردي كما في ( الأمم) والعجيمي كما في ( كفاية المتطلّع ) والبصري كما في ( الامداد ). قال الأخير:

« وأما الحلية لأبي نعيم، فبالسند إلى الفخر ابن البخاري، عن ابن اللبّان، عن الحدّاد، عنه ».

* وأن ( البيهقي ) من مشايخ الشيخ المغربي، والكردي، والعجيمي، والبصري، والنخلي.

* وأن ( ابن عبد البرّ ) من مشايخ المغربي، والعجيمي، حيث يذكر الإِسناد إلى كتاب ( الاستيعاب ) له.

* وأن ( الخطيب البغدادي ) من مشايخ المغربي، والعجيمي.

* وأن ( البغوي ) من مشايخ المغربي، لكونه من مشايخ أبي زيد عبد الرحمن بن محمّد بن مخلوف الثعالبي كما في كتاب ( غنيمة الوافد وبغية الطالب الماجد ) لأبي زيد المذكور، وهذا الكتاب يرويه الشيخ المغربي بالإِجازة في ( مقاليد الأسانيد )، فكلّ من ذكر في كتاب ( غنيمة الوافد ) شيخاً لأبي زيد فهو من مشايخ الشيخ المغربي، ومنهم البغوي.

٤٦

وأيضاً: هو من مشايخ الكردي، فقد جاء في ( الأمم ): « معالم التنزيل للحافظ أبي محمد الحسين بن مسعود البغوي، الملّقب بمحيي الدين والسنّة، وسائر تصانيفه كشرح السنّة والمصابيح، بالإِسناد إلى الفخر ابن البخاري، عن فضل الله بن أبي سعد النوقاني، عن البغوي ».

وأيضاً: هو من مشايخ العجيمي، كما في ( كفاية المتطلّع ).

وأيضاً: هو من مشايخ البصري، كما في ( الإِمداد ).

* وأن ( ابن عساكر ) من مشايخ العجيمي. قال في ( كفاية المتطلّع ): « تاريخ دمشق للإِمام الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عساكر الدمشقي – رحمه ‌الله تعالى - أخبر به عن العلّامة الشهاب أحمد الخفاجي، عن الشيخ حسن الكرخي، عن شيخ الإِسلام زكريا بن محمّد الأنصاري، عن الحافظ تقي الدين محمّد بن فهد المكّي، عن اُم عبد الله عائشة بنت محمّد بن عبد الهادي المقدسية، عن محمّد بن محمّد بن الشيرازي، عن جدّه محمّد الشيرازي، عن مؤلّفه ».

* وأن ( مجد الدين ابن الأثير ) من مشايخ العجيمي، فقد ذكر في ( كفاية المتطلّع ) إسناده إلى كتاب ( جامع الأصول ) له.

* وأن ( عز الدين ابن الأثير ) من مشايخ العجيمي كذلك، فقد ذكر في ( كفاية المتطلّع ) إسناده إلى كتاب ( اُسد الغابة ) له.

* وأن ( ابن النجّار ) من مشايخ العجيمي كذلك، فقد ذكر في ( كفاية المتطلّع ) إسناده إلى ( تاريخ المدينة ) له.

* وأن ( سبط ابن الجوزي ) من مشايخ العجيمي كذلك، فقد ذكر في ( كفاية المتطلّع ) إسناده إلى كتاب ( مرآة الزمان ) له.

* وأن ( المحبّ الطبري ) من مشايخ العجيمي كذلك، فقد ذكر في ( كفاية المتطلّع ) إسناده إلى ( الرياض النضرة ) له.

* وأن ( الحمويني ) من مشايخ العجيمي كذلك، لكون الحمويني في

٤٧

طريق إسناد العجيمي إلى كتاب ( الحاوي ) وكتاب ( اللباب ) وكلاهما لعبد الغفار بن عبد الكريم القزويني، فقد جاء في ( كفاية المتطلّع ) ما نصه:

« كتاب الحاوي، واللباب وشرحه العجاب، وغير ذلك، للعلاّمة نجم الدين عبد الغفار بن عبد الكريم القزويني، أخبر بها عن الشيخ أحمد العجل، عن الإمام يحيى الطبري، عن الحافظ عبد العزيز ابن فهد، والحفاظ عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي، عن المشايخ الثلاثة خاتمة الحفاظ شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، والقاضي كمال الدين أبي الفضل محمّد، وأخته أم الكمال كمالية، ابني العلّامة نجم الدين محمّد بن أبي بكر المرجاني: زاد العز ابن فهد فقال: والمسندة الأصلية أم الفضل هاجر ابنة المحدّث شرف الدين محمّد بن محمّد بن أبي بكر المقدسي، زاد الحافظ السيوطي فقال: وخليل بن عبد القادر بن جلال الدين النابلسي، وفاطمة بنت أبي القاسم ابن علي البسري، قالوا جميعا: أخبرنا مسند الشام زين الدين أبو هريرة عبد الرحمن، عن الحافظ شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذهبي، عن أبي المجامع إبراهيم بن محمّد بن حمويه الجويني، عن مؤلّفه العلّامة ».

وقد ظهر من هذا الإِسناد أن الحمويني من مشايخ ابن حجر العسقلاني والسيوطي بل والذهبي.

* وأن ( الخطيب التبريزي ) من مشايخ العجيمي، حيث يذكر في ( كفاية المتطلّع ) إسناده إلى ( مشكاة المصابيح ).

* وأن ( المزّي ) من مشايخ العجيمي، حيث يذكر في ( كفاية المتطلّع ) إسناده إلى ( تهذيب الكمال ).

وأيضاً: هو من مشايخ المغربي في ( مقاليد الأسانيد ).

* وأن ( الذهبي ) من مشايخ العجيمي، فقد جاء في ( كفاية المتطلّع ):

« تواريخ الحافظ الكبير شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذهبي

٤٨

الدمشقي، أخبر بها عن الشيخ محمّد بن علاء الدين البابلي، عن المعمر محمّد حجازي الشعراني، عن المعمر محمّد بن أركماس، عن الحافظ أحمد ابن حجر العسقلاني قال: أخبرنا به جماعة منهم ابن مؤلّفها المسند أبو هريرة عبد الرحمن، عن والده الحافظ ».

* وأن ( ابن حجر العسقلاني ) من مشايخ الشيخ عيسى المغربي، فقد جاء في ( مقاليد الأسانيد ): « وأمّا فتح الباري ومقدّمته للحافظ أبي الفضل ابن حجر، فأخبرنا بهما سماعاً وقراءةً لكثير منهما وإجازةً لسائرهما، عن أعلامه الثلاثة، بسندهم إلى ابن غازي، عن الحافظ شمس الدين محمّد بن عبد الرحمن السخاوي، والحافظ أبي عمرو عثمان الديمي. ح وبسندهم إلى شيخ الإسلام زكريا الأنصاري قالوا ثلاثتهم: أخبرنا الحافظ أبو الفضل شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني -رحمه‌الله - بهما وبجميع تصانيفه، فذكرهما ».

وأيضاً: هو من مشايخ الكردي كما في ( الأمم ) في طريق رواية صحيح البخاري.

وأيضاً: هو من مشايخ العجيمي، حيث يذكر في ( كفاية المتطلّع ) إسناده إلى ( فتح الباري).

وأيضاً: هو من مشايخ البصري كما في ( الإِمداد ).

وأيضاً: هو من مشايخ النخلي، كما في ( رسالته ).

* ثمّ إنّ ( السيوطي ) من مشايخ المشايخ السبعة كلّهم، فقد جاء في ( الإرشاد إلى مهمّات الإسناد ): « فصل - سند هؤلاء المشايخ السبعة ينتهي إلى الإمامين الحافظين القدوتين الشهيرين بشيخ الإِسلام: زين الدين زكريا، والشيخ جلال الدين السيوطي ».

* وأمّا ( ابن حجر المكّي ) فمن مشايخ الكردي، كما في ( الأمم ) في ذكر طريق رواية صحيح البخاري.

٤٩

وأيضاً: هو من مشايخ العجيمي، فقد ذكر طريق روايته ( شرح الهمزية ) و ( شرح الشمائل ) لابن حجر المكّي.

وأيضاً: هو من مشايخ البصري كما في ( الإِمداد ) والنخلي كما في ( رسالته ).

* وأمّا ( علي المتقي الهندي ) فمن مشايخ العجيمي، ففي ( كفاية المتطلّع ): « كتابا التبويبين للجامع الكبير والصغير المذكورين مع زيادة في الكبير، للإمام العلّامة قبلة أهل السلوك نور الدين علي بن حسام الدين المتّقي - رحمه‌ الله تعالى - أخبر بهما وسائر مؤلفاته عن العلّامة علي ابن الامام عبد القادر الطبري المكّي، عن صهره الشيخ محمّد عارف عن والده شيخ أهل العرفان عبد الوهاب بن ولي الله الهندي، عن مؤلّفها أستاذه العارف بالله تعالى الشيخ علي بن حسام الدين المتقي، فذكرها ».

* وأمّا ( جمال الدين المحدّث الشيرازي ) فهو من مشايخ الشيخ عبد الله البصري في ( الإِمداد) فقد وقع في طريق روايته ( مشكاة المصابيح ) الخطيب التبريزي، كما لا يخفى على من راجعه.

أقول:

فالعجب كلّ العجب من ( الدهلوي )، حيث أنه كذّب هذا الحديث الشريف، ولم يدر أنّه رواه طائفة من كبار شيوخ مشايخ والده، وحدّث به جماعة من أساتذة أساتذته! فليت شعري كيف أعرض عن هذا الحديث وحاد، فأبطل فخار والده النقّاد، باتّصال سنده إلى شيوخه السبعة الأمجاد، وأظهر أنّ شيوخهم رواة لموضوعات الروايات والأخبار، ومفتراة الأحاديث والآثار؟!

* * *

٥٠

الفائدة الثالثة

في ذكر من جمع طرقه وأفراده بالتأليف

لقد أفرد جماعة من أعلام المحدّثين الكبار حديث الطير بالتأليف، وجمعوا طرقه وأسانيده في كتب مفردة ومؤلّفات خاصّة، ومنهم:

١ - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، ذكره ابن كثير الشامي في تاريخه(١) .

٢ - أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد المعروف بابن عقدة، ذكره ابن شهرآشوب(٢) .

٣ - أبو عبد الله الحاكم، ذكره الكنجي(٣) ، وابن تيميّة(٤) ، والعسقلاني(٥) .

٤ - أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الإِصبهاني، ذكره ابن تيميّة(٦) ، والعسقلاني(٧) وابن حجر المكي(٨) .

٥ - أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني، ذكره ابن تيميّة(٩) نقلاً عن أبي موسى المديني.

____________________

(١). البداية والنهاية ٧ / ٣٥٤.

(٢). مناقب آل أبي طالب ٢ / ٢٨٢.

(٣). كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب: ١٥٢.

(٤). منهاج السنة ٤ / ٩٩.

(٥). لسان الميزان ١ / ٤٢.

(٦). منهاج السنة ٤ / ٩٩.

(٧). لسان الميزان ١ / ٤٢.

(٨). المنح المكية في شرح الهمزية.

(٩). منهاج السنة ٤ / ٩٩.

٥١

٦ - أبو طاهر محمّد بن أحمد المعروف بابن حمدان، ذكره الذهبي(١) وابن كثير في تاريخه(٢) والسيوطي(٣) .

٧ - شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي، نصّ على ذلك هو بنفسه(٤) .

وجوه دلالة ذلك على اعتبار الحديث

وإفراد هؤلاء الأئمة هذا الحديث بالتأليف وجمعهم أسانيده في كتاب مفرد يدل على اعتباره وبطلان تقوّلات ( الدّهلوي ) ونظرائه من وجوه:

١ - الظنّ القوي بصدوره

إنّ كثرة طرقه ورواته - بحيث أفرد بالتأليف - يوجب الظنّ المتاخم لليقين بصدقه وصدوره عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، إذ يستحيل - عادة - اجتماع هذه الكثرة من الرواة في الطبقات المختلفة وتواطؤهم على الكذب.

ولقد كان من الجدير بـ ( الدهلوي ) الوقوف على هذه التآليف القيّمة قبل التفوّه بالقدح في هذا الحديث الشريف، إلّا أنّ تصديه لشؤون الزعامة والرئاسة!! حال دون إتعاب نفسه في البحث عنها والتحقيق في هذا المضمار

٢ - صحّته

قال السّبكي بترجمة الحاكم النيسابوري صاحب المستدرك في مقام

____________________

(١). تذكرة الحفّاظ ٣ / ١١١٢.

(٢). البداية والنهاية ٧ / ٣٥٤.

(٣). طبقات الحفّاظ: ٤٢٦.

(٤). تذكرة الحفّاظ ٣ / ١٠٤٣.

٥٢

الدفاع عنه:

« ثم ذكر ابن طاهر أنه رأى بخط الحاكم حديث الطير في جزءٍ ضخم جمعه، قال: وقد كتبته للتعجب. قلت: وغاية جمع هذا الحديث أن يدل على أنّ الحاكم يحكم بصحته، ولولا ذلك لما استودعه المستدرك، ولا يدل ذلك منه على تقديم عليرضي‌الله‌عنه على شيخ المهاجرين والأنصار أبي بكر الصديقرضي‌الله‌عنه ، إذ له معارض أقوى لا يقدر على دفعه، وكيف يظن بالحاكم - مع سعة حفظه - تقديم علي؟ ومن قدّمه على أبي بكر فقد طعن على المهاجرين والأنصار، فمعاذ الله أن يظنّ ذلك بالحاكم »(١) .

فظهر - إذن - أنّ جمع هذا الحديث يدلّ على الحكم بصحته، فالجامعون طرقه يحكمون بصحته، ولو لا ذلك لما استودعه الحاكم كتابه المستدرك على الصحيحين

٣ - حسنه

ولو سلّمنا - على سبيل التنزّل - عدم دلالة جمع الطّرق على الحكم بالصحّة، لكنّه يدلّ على كثرة طرقه وأسانيده على كلّ حال، ومن المعلوم أنّ تعدّد طرق الحديث يبلغ به درجة الحسن، وإن لم يكن كلّ واحد واحد منها حسنا، فلا أقل من أن يكون حديث الطير حسنا.

أمّا حسن الحديث باعتبار كثرة طرقه فذلك أمر مسلّم به لدى المحققين، والشواهد عليه في كلماتهم كثيرة جداً:

قال المنّاوي بشرح ( أحبّ الأديان إلى الله الحنيفيّة السمحة ): « قال الهيثمي: فيه عبد الله بن إبراهيم الغفاري، منكر الحديث، قال قيل يا رسول الله: أيّ الأديان أحب إلى الله؟ فذكره. وقال شيخنا العراقي: فيه محمد بن

____________________

(١). طبقات الشافعية الكبرى ٤ / ١٦٥.

٥٣

إسحاق، رواه بالعنعنة، أي وهو يدلّس عن الضعفاء، فلا يحتج إلّا بما صرّح فيه بالتحديث. إنتهى، قال العلائي: لكن له طرق لا ينزل عن درجة الحسن بانضمامها »(١) .

وقال المناوي بشرح ( أحب الطّعام إلى الله ): « قال البيهقي - بعد ما عزاه للطبراني وأبي يعلى -: فيه عبد المجيد بن أبي رواد، وفيه ضعف. وقال الزين العراقي: إسناده حسن. انتهى، ولعلّه باعتبار طرقه، وإلّا فقد قال البيهقي عقب تخريجه ما نصّه: تفرّد به عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي روّاد عن ابن جريج. انتهى، وعبد المجيد أورده الذهبي في الضعفاء والمتروكين، وقال المنذري: رواه أبو يعلى، والطبراني، وأبو الشيخ في الثواب، كلّهم من رواية عبد المجيد بن أبي روّاد وقد وثّق، قال: لكن في الحديث نكارة. انتهى »(٢) .

وقال بشرح ( اُطلبوا العلم ولو بالصين ): « وحكم ابن الجوزي بوضعه، ونوزع بقول المزي: له طرق ربما يصل بمجموعها إلى الحسن »(٣) .

٤ - قوّته

ولو سلّمنا عدم وصول حديث الطّير بتعدّد طرقه إلى درجة الحسن، وأنّه لا يحتج بشيءٍ من طرقه بمفرده، لكن المقرر لدى أهل السنة أنّ الطرق يقوّي بعضها بعضاً، فيتقوّى المتن بذلك ويصلح للاحتجاج والاستدلال، والشواهد على هذه القاعدة المقررة كثيرة:

قال ابن حجر العسقلاني بشرح حديث الولاية من حديث بريدة: « وأخرج أحمد أيضاً هذا الحديث من طريق أجلح الكندي عن عبد الله بن بريدة بطوله، وزاد في آخره: لا تقع في علي فإنه منّي وأنا منه وهو وليّكم بعدي. و أخرجه

____________________

(١). فيض القدير - شرح الجامع الصغير ١ / ١٦٩

(٢). فيض القدير - شرح الجامع الصغير ١ / ١٧٢

(٣). فيض القدير - شرح الجامع الصغير ١ / ٥٤٢

٥٤

أحمد أيضاً والنسائي، من طريق سعد بن عبيدة، عن عبد الله بن بريدة مختصراً، وفي آخره: فإذا النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد احمرّ وجهه يقول: من كنت وليّه فعلي وليه. أخرجه الحاكم من هذا الوجه مطولا، وفيه قصة الجارية نحو رواية عبد الجليل. وهذه طرق يقوى بعضها ببعض »(١) .

وقال ابن الوزير في كلامه حول حديث ( يحمل هذا العلم من كلّ خلف عدوله ) قال: « وقد يكثر الطرق الضعيفة فيقوى المتن على حسب ذلك الضعف في القلة والكثرة، كما يعرف ذلك من عرف كلام أهل هذا العلم في مراتب التجريح والتعديل »(٢) .

وقال المناوي بشرح ( آفة العلم النسيان ): « وظاهر اقتصار المصنف على عزوه لابن أبي شيبة من طريقيه: أنه لا يعرف لغيره والاّ لذكره تقوية لهما، لكونه معلولا، والأمر بخلافه، فقد رواه بتمامه من هذا الوجه: الدارمي في مسنده، والعسكري في الأمثال، عن الأعمش. و رواه عنه ابن عدي من عدة طرق بلفظ: آفة العلم النسيان وإضاعته أن تحدّث به من ليس له بأهل، و رواه من طريق عن قيس بن الربيع بلفظ: وإضاعته أن تضعه عند غير أهله و روى صدره عن ابن مسعود أيضا البيهقي في المدخل، قال الحافظ العراقي: ورواه مطين في مسنده من حديث علي بلفظ: آفة الحديث الكذب وآفة العلم النسيان.

فكان ينبغي للمصنف الإكثار من مخرجيه إشارةً إلى تقويته »(٣) .

٥ - صيانته عن الطعن

إن تعدّد طرق الحديث وكثرة مخرجيه يصونه عن ورود الطعن فيه، فقد

____________________

(١). فتح الباري - شرح صحيح البخاري ٨ / ٥٤ كتاب المغازي.

(٢). الروض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم: ٣٢.

(٣). فيض القدير - شرح الجامع الصغير ١ / ٥٢.

٥٥

قال المناوي بشرح ( اتق الله حيثما كنت ): « أكثر المصنف -رحمه‌الله - من مخرجيه إشارة إلى ردّ الطعن فيه »(١) .

وعلى هذا الأساس نقول: إن كثرة طرق حديث الطير ورواته ومخرجيه - حتى أفرد جماعة لجمعها مصنفات خاصّة - كافية لردّ طعن ( الدهلوي ) فيه. ولله الحمد على ذلك.

٦ - لو كان فيه شيء لبيّنوا

قال الذهبي بترجمة أبي زرعة ما نصّه: « قلت: له التصانيف الكثيرة، يروي فيها المناكير كغيره من الحفاظ ولا يبيّن حالها، وذلك مما يزري بالحافظ »(٢) .

وعلى ضوء هذا الكلام نقول: إذا كان رواية المناكير مع عدم تبيين حالها يزري بالحافظ، فإن تصنيف الكتاب حول حديث موضوع مع عدم تبيين حاله يزري به بالأولوية، بل يؤدّي به إلى السقوط الفظيع والوهن الشنيع، وكيف يظن بمثل ابن جرير الطبري، وابن عقدة، والحاكم أن يصنّفوا في هذا الحديث ويجمعوا طرقه ولا يبيّنوا حاله إن كان فيه شيء؟! فمعاذ الله أن يظنّ ذلك بهم

٧ - لو كان باطلاً لما كتبوه

قال السبكي بترجمة الحاكم بعد عبارته التي تقدّم نقلها:

« ثمّ ينبغي أن يتعجب من ابن طاهر في كتابته هذا الجزء، مع اعتقاده بطلان الحديث، مع أن كتابته سبب شياع هذا الخبر الباطل واغترار الجهّال به،

____________________

(١). فيض القدير - شرح الجامع الصغير ١ / ١٢٠.

(٢). تذكرة الحفّاظ ٣ / ١٠٠٠.

٥٦

أكثر مما يتعجّب من الحاكم ممن يخرجه وهو يعتقد صحته »(١) .

وعلى ضوء هذا الكلام نقول: إن جلالة هؤلاء - المصنّفين في حديث الطير - وسعة حفظهم وعظمة شأنهم كلّ ذلك يمنع من أن يكتبوا هذا الحديث ويجمعوا طرقه مع اعتقادهم بطلانه، فهم - إذن - يعتقدون بصحّته ويعترفون بمفاده، وهذا كاف لإثبات هذا الحديث، وبطلان شبهة ( الدهلوي )، والله الموفّق.

* * *

____________________

(١). طبقات الشافعية الكبرى ٤ / ١٦٦.

٥٧

الفائدة الرّابعة

في ذكر من أورده بصيغة الجزم وأرسله إرسال المسلّم

لقد أورد جماعة من الأعلام حديث الطير ونسبوه إلى سيدنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بصيغة الجزم، وسيأتي أن ذلك يدلّ على صحّته أو حسنه ومن هؤلاء.

١ -أبو الحسن المسعودي ، حيث قال في عداد فضائل أمير المؤمنينعليه‌السلام : « ثمّ دعاؤه - يعني النبيعليه‌السلام - وقد قدّم إليه أنس الطائر: اللهم أدخل إليّ أحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر، فدخل علي، إلى آخر الحديث. فهذا وغيره من فضائله وما اجتمع فيه من الخصال مما تفرّق في غيره »(١) .

٢ -إبن عبد البرّ ، حيث قال: « اُهدي للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طوائر إلخ »(٢) .

٣ -محمد بن طلحة ، حيث قال: « قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوما - وقد احضر اليه الطير ليأكله - »(٣) .

٤ -الصفوري ، حيث قال: « قال أنسرضي‌الله‌عنه : قدّمت للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طعاما، فسمّى وأكل لقمة وقال: اللهم ائتني بأحبّ الخلق إليك وإليّ »(٤) .

____________________

(١). مروج الذهب ١ / ٧١١.

(٢). بهجة المجالس.

(٣). مطالب السؤول: ٤٢.

(٤). نزهة المجالس.

٥٨

٥ -ابن روزبهان ، حيث قال: « حديث الطير مشهور، وهو فضيلة عظيمة ومنقبة جسيمة، ولكنْ لا تدل على النص »(١) .

٦ -الخفري ، حيث قال: « اهدي إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طير إلخ »(٢) .

٧ -شاه ولي الله ، حيث قال: « قدّم لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فرخ مشوي إلخ »(٣) .

ذكر الحديث بصيغة الجزم حكمٌ بالصحّة أو الحسن :

هذا، وقد تقرر لدى المحدّثين ورواة الأخبار: أن ذكر الحديث بصيغة الجزم حكم بصحّته أو حسنه، وإذا لم يكن حسنا أو صحيحا لا يذكر كذلك، وقد نصّ على ذلك جماعة:

قال النووي: « قال العلماء: ينبغي لمن أراد رواية الحديث أو ذكره أن ينظر، فإن كان صحيحا أو حسنا قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كذا أو فعله، أو نحو ذلك من صيغ الجزم، وإن كان ضعيفا فلا يقل: قال، أو فعل، أو أمر، أو نهى أو شبه ذلك من صيغ الجزم، بل يقول: روي عنه كذا، وجاء عنه كذا، أو يروى، أو يذكر، أو يحكى، أو يقال، أو بلغنا، أو ما أشبهه، والله أعلم »(٤) .

وقال السيوطي في الكلام على تعليقات الصحيحين ما نصّه: « فما كان منه بصيغة الجزم كقال، أو فعل، أو أمر، وروى وذكر فلان، فهو حكم بصحته عن المضاف إليه، لأنّه لا يستجيز أن يجزم بذلك عنه إلّا وقد صحّ عنده

____________________

(١). إبطال الباطل مخطوط.

(٢). كنز البراهين الكسبيّة.

(٣). قرة العينين في تفضيل الشيخين.

(٤). المنهاج - شرح صحيح مسلم ١ / ٧١.

٥٩

عنه »(١) .

وقال - بعد أنْ ذكر وضع ما يروى عن اُبي بن كعب في فضل القرآن سورةً سورةً -: « وقد أخطأ من ذكره من المفسّرين في تفسيره: كالثعلبي، والواحدي، والزمخشري، والبيضاوي. قال العراقي: لكن من أبرز إسناده منهم - كالأوّلين - فهو أبسط لعذره، إذ أحال ناظره على الكشف عن سنده، وإن كان لا يجوز له السكوت عليه. وأمّا من لم يبرز سنده وأورده بصيغة الجزم فخطؤه أفحش »(٢) .

وكيف يظنّ بهؤلاء الأعلام أن يذكروا حديث الطير بصيغة الجزم مع اعتقادهم عدم صحّته أو حسنه، فيكونوا قد ارتكبوا هذا الخطأ الفاحش الذي لا يغتفر؟

* * *

____________________

(١). تدريب الراوي - شرح تقريب النواوي ١ / ٩٠.

(٢). تدريب الراوي - شرح تقريب النواوي ١ / ٢٤٤.

٦٠