نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ١٥

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار17%

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 324

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 324 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 233401 / تحميل: 6250
الحجم الحجم الحجم
نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ١٥

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

لزمت ضريح الهادي اُوصاحت ابصوت عالي

يا والدي يا محمّد ليتك تعاين حالي

صرت ابهضم وامذلّه والهم شاغل بالي

اتمنّيت آني قبلك يابه آني شيالّه

بالنار حرقوا بيتي اُو بالباب كسروا ضلعي

ماحدبقي يا والدي بعدك ينشّف دمعي

إرثي امنعوني منّه اُوباحبال قادوا سبعي

اُودخلوه بوسط المحراب ليتك تعاين حاله

بعدك بخبرك بالعدى رادوا به ايقتلونه

وصل ضريحك يبكي ويهل دمع اعيونه

يا مصطفى من قبرك انهض عسى ايخلونه

ليت المدينة بعدك حلّت بها زلزاله

جارت عليه الاُمّة اُوغصبوا حقّه عنّه

يا والدي يا محمّد نالوا الضعاين منّه

وآني اضلوعي امكسّره واجدب عليك الونّه

والناس كلها ابدهشه في مشكله اُو زلزاله

اُولزمتضريح الهادي اُوفي الحال صارت ظلمهْ

اُوفي الحين جاهاالمرتضى ايكفكف دموعه ابكْمّه

قلها يزهرا والدك رحمه لهذي الاُمّهْ

ردّت تحن اُوتنتحب واُدموعها همّاله

- تمّت -

مات اُودفن في داره مات اُو دفن في داره

حطّوه فوق المغتسل واتشعشعت أنواره

مدّوه فوق المغتسل يا وجنة تزهي له

يمغسلين الطاهر طاهر قبل تغسيله

لحد يدار الهادي ما أوحشك هالليله

حنّي يغبرة اُوونّي بعد النّبي ياداره

مدّوه فوق المغتسل يا ليتني الممدوده

في هالقبر والرضّه يا ليتني الملحوده

وانته ترد للدنيا واصير آني المفقوده

واتعود يا بدر الدجى يا لساطع بأنواره

٢١

يومك إلي يا والدي أنحس إلي مِن أمسي

اتمنّيت آني بعدك إنْ أصبحت ما أمسي

وأظلم عليّه كوني يوم إلغبت يا شمسي

حالي كمكفوف البصر ليله سوا ونهاره

مثلك ماشفت ميت مات اُوتشعشع نوره

تشتم ريح الجنّة من رايحة كافوره

لحد يراية عزّي يوم أصبحت مكسوره

ظلّيت آني بعدك يا والدي مختاره

كيف استطيع افراقك وانته حشاي وفادي

وانته يبويه شربي وانته يبويه زادي

يا ما على كتفينك يابه حملت اُولادي

حنّي يغبرة اُووني بعد النّبي ياداره

يا تربة الضميتي جسم النّبي العدناني

باسايلك ما ينقل تربك ضريح الثاني

باقسم عليك إبشأنه اُوباقسم عليك إبشأني

سوّي محل واخذيني تحت البدر باجواره

- تمّت -

فاطمْ تقول لولادها وإدموعها همّالهْ

قوموا نودّع للنّبي حطّوه في شيّاله

طلعت اُوهيه اتنادي اُوشبلينها ويّاها

يا والدي يا محمّد يا مصطفى يا طاها

عن بضعتَكْ باتسافرتشمتْ عليها اعداها

وانكانْ عنّي شايل وياك آني شيّاله

لحد يبو شبليني باتروح عن شبليني

وآني العزيزة عندك باتروح واتخلّيني

الله لَشد إعصابتي واَهمل مدامعْ عيني

وانكانْ عنّي شايل وياك آني شيّاله

يا عزوتي يا رجالي قوموا ادفنوني حيّه

من غيرماي جاري اُومن غير غسل اُونيّه

لجله لَشد إعصابتي ما دام عيني حيّه

واِمن الحزن لتحمّل حمل يكض شيّاله

بالهون يا شيّالة بالهون يا شيّالَه

نعش النّبي المصطفى بالهون يا شيّالَه

يا مجهّزين الهادي بالهون لا تشيلونهْ

خلّه تجي له عزونه(١) واجماعته ايحضرونه

____________________

(١) لا يخفى ما في الشطر من إرباك بيّن. (موقع معهد الإمامين الحسنَين)

٢٢

خلّوا البتولة اتودعَه من قبل ماتدفنونهْ

خلّه تجي سبطينه هاليوم تنظر حالَهْ

جتّي البتولة إتنادي مَعْ والدي دفنوني

يا ياب عفت الدنيا بعدك ينور اِعيوني

يا ياب جتني قومك وابنارهُم حرقوني

اُوقادوا وصيّك وتركَوا لمدامعي همّالهْ

ما دابها إلّا تنتحب في دارها واتنادي

قوموا لقبرِ المصطفى بانروح يا اُولادي

ننصب عزانا عنده إنحشمه وانْادي

يا بوي صرنا بعدك في ذلْ واسوأ حالهْ

يعقوب ما صار ابحزنْ يا ياب مثل أحزاني

ولا دنيه نالتْ مثلي اُو عشير أشجاني

وأظلم عليّهْ كوني واتشمّتت عدواني

بعدك رمتني الدّنيا اُو معتادها ميّالهْ

يابه عليّ المرتضى دخلوا عليهْ إبدارهْ

والأجنبي يا بويّه بعدك حرّقها اِبنارهْ

وآني صرت يا والدي بين العدى محتارهْ

والحسن سبطَك ينتحب واِمدامعه همّالهْ

واِحسين سبطك يبجي دوبه يجر الونّه

في وين جدنا المصطفى ذاليوم سافر عنّه

اُوحيدر يون اُوينتحب والنوح صاير فنّه

ويقول عنّي سافر هاللي عشت باظلالهْ

- تمّت -

ما تثُور يا حيدر عليْ تتدارك الدّينْ

منبر الهادي ينتخي باسمك يبو حسينْ

منبر الهادي ينتخي باسمك يضرغامْ

بعد النّبيِّ المصطفى اتضعضعْ الإسلامْ

ترضى يحيدرْ يدخلوا بيتي هلقوامْ

دخلوا عليّه اُو والدي من غير تكفينْ

خلِّ الصبر يا بو الحسنْ ما هو محلّهْ

والأجنبي يا بو الحسن بيتي يدخلهْ

اِنهض يحيدر سيفك البتّار سِلّهْ

واصعد مقامك يا علي واتداركْ الدينْ

مكسور ضلعي اُو منزلي محروق بالنارْ

واجنين بطني سقّطه واَنبت المسمارْ

٢٣

واليوم يومك يا علي اِنهض يمغوارْ

اُوهدّي امحزاتك عَليْ يمشيّد الدينْ

يوم الهزاهز والوقايع والشدايدْ

ما قَط وتيت ولا جزعتْ اللهُ الشاهدْ

وإنكان تريني يا بتولة اليوم قاعدْ

عندي وصيّة اِمن النّبي خير النبيّينْ

صبري يزهرةعلى الأذى اُوتكسير الضلوعْ

وآني يزهرة عن مقامي اليوم ممنوعْ

إيحق لك يزهرة[لو]بكيتي اِبسكب الدموعْ

بس الله الله في اُولادي الحسن واحسينْ

والله يزهرة ما بقت لك بهجة إفادْ

في يوم واحد فاقده الوالد ولولادْ

إمصيبت الأولاد يا هي ذوبتني

واَنحلت جسمي ما يشيل الثوب متني

لحّد يبوية رحت عنّي اُوضيعتني

وأهل المدينة حرموني الشرب والزادْ

ما بين أني اللي مقابله إبوجهي المحرابْ

لَسمعْ ولَن القوم والصرخة على البابْ

فرّيت لا دافعْ ولا مانع ولا ذابْ

اُو بالباب شفت اِمجمّعة أعداء اُوحسّادْ

قيدومُهم ضنوة صهاكْ الحبشيّهْ

هاللي من الظلّام نسلٌ والبغيهْ

قلتْ الله الله من النّبيْ ماني الوصيّهْ

قال الوصية ما فعلنا بك إلّا إعنادْ

قولي العلي يظهر النا الساعة يبايعْ

قلت الأسد ما تقوده الأغنام طايعْ

قالوا يبايع وانْ أبى ألّا يبايعْ

هاليوم يُقتل قلت وا ضيعة هالاُولادْ

بس ينذبح أدري أنه واُولادي إنضيعْ

اُو عندي من المعلوم ابنْ عمّي فلا يطيعْ

والحُر ما ينجلب حقّ السّوم والبيعْ

أبداً ولا طير السعد بالأيدي ينصادْ

- تمّت -

والله يزهرة هالشهر أكشر اُوميشومْ

قومي يزهرة واِنصبي مأتم المسمومْ

الله على اللي لك سعى واتسبب اُوشار

واللي سعى لك بالحطبْ والجيش والنارْ

اُو كسّر اِضلوعِك واَخرجوا حيدر الكرّارْ

اُوسقّط جنينَك في أحشاكِ اُو زادك إهمومْ

شهرينْ ما فيهم أبد ساعة هجعتي

عاشور فيه ابذبحةِ اِحسين اِفتجعتي

٢٤

اُوكلْ ساعْ عن واحد إمن اُولادِك سمعتي

واِللي قضى مذبوح واللي راحْ مسمُومْ

نوحي لبو القاسم ترى يستاهل النُّوحْ

هذا أبو آدم وبو حوّا وبو نُوحْ

نُوحوا لجلْ فقده اُوصبّوا الدمع مسفوحْ

قلبه ترى من اُمّته بالقهر مهضُومْ

نوحي على مِن شيّع إبفضلك اُوشهّر

اُوبيّن اِبفضلك مثل نورِ الشمس والشّهرْ

حتّى اُولادك في رباهم تَعب واَسهرْ

ويقول فاطم بضعتي واُولادها اِنجومْ

جتّك اِمصيبة أسّستْ كُلّ المصايبْ

منها تعلّمتي تشدّين العصايبْ

مِنْ يوم أبو ابراهيم ضمّته الترايبْ

كُلّ المصايب أسّستها اِمصيبة اليومْ

لولا مصابُ الجُرح قلبي والدمع صبْ

ما كان نلتين الهضمْ والذّل والضربْ

ولُولاد كلّها شتّت بالشرقِ والغربْ

وصلَتْ شتايتهم إلى بلدان العجومْ

- تمّت -

وهذه نبذة لصاحب الزمان القائم عجّل الله تعالى فرجه وسهّل مخرجه وجعلنا من أنصاره :

والله عَجبْ يابنِ الحسن صبركْ على الثار

ما كمل جندكْ لو ما آذن لك الجبّارْ

الخيل عندَكْ والمواضي لكْ مُطيعهْ

اُوالأملاك من جندكْ اُوكُلّ جندكْ الشّيعهْ

تملي على العدوانْ هالأرض الوسيعهْ

اِبخيل عجاجتها تغطّي شمس لنهارْ

اُوسوفي العدا يومٌ مثلْ يوم القيامهْ

ابجيش عرمرم ضيّق الدّنيا ازدحامهْ

اُوخَلِ الرمح والسيف يروي من الهامهْ

نشاهداُوخل الدّمااَمنِ الهام يشبهْ سيل لمطارْ

يمته يبو صالحْ نشاهد هالعلاماتْ

وانشوف اذياب الفلا ترعى مع الشاةْ

اُو نسمع ندا جبريل في اُفق السماواتْ

اُو كلما عراكُمْ من الذلّة طول العمارْ

ثارات إلك يابنَ الحسن من أوّل اُوتالْ

يوم الوصي جدّك يقيدونَه بلحْبالْ

٢٥

واُمّك الزهرة روّعوها قومُ الانذالْ

اُو عندك من المعلوم حرق البابِ بالنّارْ

معذورة هالزهرة إذا هلّتْ دمعْها

ما ينّسي للحشر فعلُ القوم معها

دخلوا عليها اُو كسّروا منها ضلعها

اُو صارالسبب في اِسقوطهاعصرة بالجدارْ

وألقتْ جنيناً ما تكامل في اِشهورَه

اُو شافت الزهرة ساطعاً للأرض نورَهْ

جرّت اِلونّة صارخة ذيك الوقورَه

ونادتْ اِبصوت تصيح يا حيدر الكرّارْ

شاهدت يابنَ العمِّ فعل القوم ويّاي

ابنك المُحسن أسقطوهمن داخل اِحشاي

اُوترضى العدى اِيكسرون ضلعيوانتَه حماي

من ويش ما تنفر اُوبيدك سيف لفقارْ

نادى عليها اُودمعته اِبخده جريّهْ

مقبول عتبِكْ يا بِنِتْ خيرِ البريّهْ

تخْسَ العدى اِيقربون ليج لولا الوصيّهْ

اُوصى أبوكِ محمّد الهادي المختارْ

صِبري مثل صَبري على سيف ابن ملجمْ

اُضرب على راسي وفرض الصُّبح ما تَمْ

واطيح في المحراب شيبي امخضّب ابدَمْ

وألزم الراسي بليمين وهَم باليسارْ

اُوعنّي الحسن واِحسين في منزلهمْ اِنيام

اُو هذا المُصاب ايصيبني في شهرِ لصيامْ

اُو لا يهل العيد إلّا اُولادي أيتامْ

اُو تلبس بني هاشم سواد إصغار واكبارْ

جدّك عليُّ المرتضى اللي قتل مرحبْ

واللي قتل عمرواُوكشف عن أحمدَ الكربْ

بآخر صلاتَه بوسط المحراب يُضربْ

ويطيح في المحرابْ من [ ضربة] الغدّارْ

جدّك حسافة مات ما تمّم اِصيامَهْ

وأبقى الحسن واِحسين من بعدَه يتامَهْ

صار المُرادي سَببْ للدينِ انهدامَهْ

اُوظلّتْ الشيعة بالحزنْ لَه طول لعمارْ

لو كُنتْ حاضر كان دمع العين هلّيتْ

تنظر لجدّك شايلينة يشبه الميّتْ

اُوصارتْ الضجّةاُوسمعواالصيحةاِبكلّ بيتْ

اُوصار الوقتْ ما ينعرفْ ليلَ من اِنهارْ

اُوجبريل نادى في السما يا ولاد آدمْ

صبّوا على الكرّار إن عاز الدمع دَمْ

ركنِ الهُدى والدين من بعدَه تهدّمْ

والشرع والإسلام ركنَه مال وانهارْ

- تمّت -

٢٦

دارْ الوحي دخلوها دارْ الوحي دخلوها

والبضعة المعصومة يا والدي ضربوها

وصيّت فوق المنبر بالدّرّة المعصومَهْ

اُوجوني يبويه بعدك هالعصبة الميشومَهْ

ليتَك تشوف الغالية فوق الوَجه ملطومَهْ

اُوجابواالحطب يالوالي ودارالوحي حرقوها

فزّيت يوم الجوني وآني أهلِ اِدموعي

وآني يبويه الفقدَك بعدَه مَيسكن روعي

فزّيت ابلزم بابي اُوكسروا يبويه اِضلوعي

ترضى يبويه داري من بعدك اِيدخلوها

يابوي يوم الأجوني اُودخلوا عليّه داري

وآني حزينة اُوفاقدة خير انبياءِ الباري

هتكوايبويه اِحجابي اُوهتكوايبويه اِخداري

اُوكلّ الوصيّة اِتخالفتْ دار الوحي دخلُوها

نادى الحسن وآجدي واِحسين اينادي يامّهْ

اُوهذايجي للثاني اِيكفكف دموعَه اِبكمّهْ

ياهي امصيبةَ عظمى اُوياهي علينه ملتمّهْ

يوم العدى وصلتنه اُودار الوحي دخلُوها

الله يحيدر صبّرك مثل الصخَر بل زايدْ

إنتَه الاُسود اِتهابك واِنته إليهمْ قايدْ

كيف الأعادي تهجمْ بالدار واِنته قاعدْ

اِيدخلوااعليكْ اِبدارك اُودارالوحي حرقوها

تمّت في ٥ ربيع الأوّل سنة ١٣٨٣ ه

اِقعد يبو ابراهيم شوف اللي علَيْ صار

مكسور ضلعي اُومنزلي محروق بالنّارْ

جيتك أخبرَك واَشتكي فعلة القومْ

استهضمتني اُمّتك يا كنز العلُومْ

يا مُصطفى ليتَكْ تعاينْ حالي اليومْ

مكسور ضلعي ما إلى ثاير ونغّارْ

اُمّتك يا هادي علينه ردّت اِردودْ

ردّتْ ظلم يا ياب تطلب منك احقُودْ

بالباب عصروني اُوعلي سحبوه مَقيودْ

يردونّه أنْ يخضع اُوهو حيدر الكرّارْ

يوم اَعصروني وطحت مغشيّه عليّه

اُوحيدر يعاينّي ولا ينْغر عليّه

اُو لَمن أفقتْ اُوعاينتْ داري خِليّهْ

سايلتْ فضة وين عنّي حامي الجارْ

٢٧

قالتْ خَذوه القُوم يا بنتِ الرسالهْ

وامكتفة ايمينة يزهرة مَعَ اشمالَهْ

وضعوا وسط حلقَه حبال قوم الظلم(١)

اُوراحوا به امكتّف يزهرة يا امْ لطهارْ

فرّيت مذعورة اُولَن حيدر مشوا بيهْ

لَهل الظُّلم إللي قَصدهم إلبطش بيهْ

واَدركتهم يا ياب قبل ايوصلوا بيهْ

ردوئر(٢) اُو ألموني اِبسوطهم قوم لشرارْ

من بعد عينك كَم عدو جار اُوتعدّه

اُوجاني اِبيتي يتبعه جنده اِبهدّه

اُودخلوا عليّه يا رسول الله اِبشدّه

والنار شبّوا بمنزلي اُوصار الذي صارْ

اُونخيتْ بصحابك ولا واحد رحمني

يابه لخلّي النوح والتعداد فنّي

واِحسين اِيذوبني إلّا من نشدني

ويقول وينه جدّنا أحمد المختارْ

اُوهذي يبويه للفريضة إِيأذّن اِبلالْ

اُويهلّن لذكرَك يا رسول الله يسردالْ

وآني المصايب فوق راسي مثل لجبالْ

لقضي العمر بالنوح في ليل وانهار

بعدك فلا أبطل ولا هيّد منَ النُّوحْ

ليلي اُونهاري ما بقت في جسمي الرُّوحْ

لو عشتْ في الدّنيا مثل عمرِ النّبي نُوحْ

ولدعي اِدموع العين تجري مثل المطارْ

تمّت ٧ صفر سنة ١٣٨٦ ه

___________________

(١) يبدو أنّ هناك أربعة أشطر سقطت من أصل المصدر لم نهتدِ إليها في النسخة التي بين أيدينا. (موقع معهد الإمامين الحسنَين)

(٢) هكذا وردت المفردة ولا معنى لها , ولعلها ( رَدَّوا ). (موقع معهد الإمامين الحسنَين)

٢٨

الفصل الثاني

في رثاء فاطمة الزهراء (عليها‌السلام )

ممّا رثاها ملا علي الفايز :

أسما تنادي فاطمة يا اُمْ البدورْ

والله مصابك يا حزينة اِيفت الصخورْ

ياما من البلوى اُومن ضيم حصلتيه

جسم الوصي بامصيبتك زهرة نحلتيه

فتحي اعيونك له يمحزونه اُو نظريه

تجري دموعه والقلب بالحزن مفطورْ

بالفرش مطروحه اُومن حولك يتاماك

يا ليت كُلّ أرواحنا زهرة فداياك

يا عيشة الكشرة يمحزونة بليّاك

عقبك فلا انعيّد ولا نستر باسرور

لمّن افاقت من الغشوه اُم لطهار

قالت يا اسما لا تصيحي ابصوت مجهار

لا تروعين لقلب ايتامي هلصغار

رحمي ابحال اِحسين قلبه صار مكسور

قرب لي اُولادي يبو الحملة بشعهُمْ

ما تصبّر الأولاد عن توديع اُمّهُمْ

قلبي عليهم ذاب من اذكر يتمهُمْ

لا سيما اللي ينذبح في شهر عاشور

باقول ياسما لولادي وحفظيهم

لا من بكوا بالنوح اسما سكتيهم

بافارق الأولاد وا حزني عليهم

ايحق لي على اولادي لصب الدمع منثور

اُونادت على حيدر اُومنها الدمع سفّاك

قالت يبن عمّي بوصيك أبيتاماك

وانكان يابن العَم عملت اقصور ويّاك

قلها فلا منّك بدي يا فاطمة اقصور

٢٩

لكنْ أنا مني بدا في حقك اقصور

اسقاطك المُحسن اُومن ضلعك المكسور

اُومن لطمتك خدك اُومن جنبك المعصور

وانا ابعيني أنظرك يا زينة الحُور

- تمّت -

نصبي يفضّة النوح والمأتم عليّه

لا من رأيتي حجرتي منّي خليّه

سمعي يفضّة للكلام اللي أقولهْ

قبل المنية ودّعي الزهرة البتولهْ

بوصيك يا فضّة أتبارين الحمولهْ

اُو بالأخص اُولادي يفضّة بالسويّه

لمّي شمل ليتام فضّة عن التبديد

بوجوههم بالك تصيحي اُوتصفقي الأيد

اُوعندي الخبر لن بناتي اتروح ليزيد

من كربلا للشام تتودى هديّه

ياُولاد منّي اتودّعوا قبل المنيّهْ

إنفارقتكم يا ولادي بهالعشيّهْ

مع السلامة يا ذبيح الغاضريّهْ

وانته يبو محمّد يمسموم الدعيّه

إنته يكلبي عقب عيني اتروح مسموم

شبّيت في قلبي ترى نيران لهموم

اُو حزني على اللي ابكربلا ينذبح مظلوم

الله ايعينك يا غريب الغاضريّه

أمّا اِخوك الحسن موتَه تحضرونَه

وقت احتضاره يا لولد تتحاولونَه

اُو في يوم دفنه للجنازة تحملونه

وانته تظل يا بني على الرمضة رميّه

تبقى ثلاثتيام لا سدر ولا كافور

اُوجملة أنصارك واخوتَك وكلكُم بلا اقبور

والأعوجيّة اترض منكم ذيك لصدور

والروس تحمل فوق روس السمهريّه

واخيامكم بالنار يا بني يحرّقوها

اُو كُلّ الحراير من خيمها ايفرهدوها

اُو تالي على الهزّل سبايا ايركّبوها

تبدي حنين ايفجّر اصخور القويّه

٣٠

واللي يباري للضعينة عقب اهلكُم

زجر اُوخولّي لو بكيتوا يضربنْكُم

في كُلّ بلدة يا بناتي ايشهرنكُم

ليل اُو نهارٌ فوق أكوار المطيّه

في الحين دارت عينها الوالد السبطين

بالليل جهّزني ابخفيّة يا ابو الحسنين

اُو ليكون تبكي تكسر اقلوب اليتيمين

اُو حملة بناتي تفتجع كلها سويّه

بالليل جهّزني يحيدر معْ يتاماك

اُو ليكون في دفني أحد يشترك ويّاك

من هالذي يابو اِحسين آذاني وآذاك

ينتقم منهم خالقي ربْ البريّه

لمّن وصية بوي أوصى اُوضيّعوها

اضلوعي ابصاير باب بيتي كسّروها

إجنازتي شاهد لهم لا يحضروها

يابو الحسن لا يحضروا يصلّوا عليّه

عنهم فلا أرضى ولا أنسى فعلهم

كُلهم ترى عدوان ليّه القوم كُلْهم

وانته الذي منصوب رب السما إلهم

امضوا حكمهم فيك بالشمس المضيّه

تبقى جليس الدار في بيتك امأخّر

تجلس ابذلّة وغيرك اليصعد المنبر

منبر الهادي يصعدُونه دون حيدر

منهم بريّة يا علي منهم بريّه

مع السلامة يا ولادي امعا لسلامهْ

حانت الفرقة والملاقي في القيامهْ

اُوحقي على الكرّار يكفل هاليتامه

٣١

٣٢

٣٣

٣٤

٣٥

٣٦

٣٧

٣٨

٣٩

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

والنهاية في الدراية، رحل إليه الحفّاظ من الأقطار.

ولد في رجب سنة ٣٣٦.

قال أبو محمّد ابن السمرقندي: سمعت أبا بكر الخطيب يقول: لم أر أحداً أطلق عليه اسم الحفظ غير رجلين: أبو نعيم الأصفهاني وأبو حازم العبدوي الأعرج.

وقال أحمد بن محمّد بن مردويه: كان أبو نعيم في وقته مرحولا إليه ولم يكن في أفق من الآفاق أسند ولا أحفظ منه، كان حفّاظ الدنيا قد اجتمعوا عنده

وقال حمزة بن العباس العلوي: كان أصحاب الحديث يقولون: بقي أبو نعيم أربع عشرة سنة بلا نظير لا يوجد شرقاً ولا غرباً أعلى اسناداً منه ولا أحفظ

وقال ابن النّجار: هو تاج المحدثين وأحد أعلام الدين.

قلت: ومن كراماته المشهورة

توفي في العشرين من المحرم سنة ٤٣٠ وله ٩٤ سنة »(١). .

(١٥)

رواية البيهقي

ورواه الحافظ أبو بكر البيهقي فقد روى الخطيب الخوارزمي(٢). من طريقه بإسناده عن أحمد بن حنبل: خبر ابن عباس مع النفر الذين تحادثوا معه عن مناقب أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فحدّثهم ببعض منها، وأحدها حديث

__________________

(١). طبقات السبكي ٣ / ٧ - ٩.

(٢). المناقب للخوارزمي: ١٢٥.

١٤١

الولاية وقد تقدم نصّ الخبر بكاملة في رواية أحمد

هذا، و قد أخرج البيهقي الحديث في ( سننه ) عن طريق الحاكم، وهذا نصّ ما جاء فيه:

« أخبرنا محمّد بن عبد الله الحافظ، أنا عبد الله بن الحسين القاضي. بمرو، ثنا الحارث بن أبي اُسامة، ثنا روح بن عبادة، ثنا علي بن سويد بن منجوف، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه قال: بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عليّاً -رضي‌الله‌عنه - إلى خالد بن الوليد -رضي‌الله‌عنه - ليقبض الخمس، فأخذ منه جاريةً، فأصبح ورأسه يقطر. قال خالد لبريدة: ألا ترى ما يصنع هذا؟ قال: وكنت أبغض علياًرضي‌الله‌عنه ، فذكرت ذلك لرسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - فقال: يا بريدة أتبغض علياً؟ قال قلت: نعم. قال: فأحبّه فإنّ له في الخمس أكثر من ذلك »(١) .

فهذا هو الحديث بعينه، لكنْ اُسقط منه جملة: « إنّ عليّاً منّي وأنا منه وهو وليّكم من بعدي » ولا ندري هل التحريف منه أو من النّساخ؟

من مصادر ترجمة البيهقي

والبيهقي أيضاً من كبار الأئمة الحفّاظ، توجد ترجمته والثناء عليه في جميع المصادر، فراجع منها:

الأنساب ٢ / ٣٨١.

وفيات الأعيان ١ / ٧٥.

معجم البلدان ١ / ٥٣٨.

الكامل لابن الأثير ١٠ / ٥٢.

__________________

(١). السنن الكبرى ٦ / ٣٤٢.

١٤٢

المختصر في أخبار البشر ٢ / ١٨٥.

سير أعلام النبلاء ١٨ / ١٦٣.

تذكرة الحفّاظ ٢ / ١١٣٢.

العبر ٣ / ٢٤٢.

طبقات الشّافعيّة ٤ / ٨.

طبقات الحفّاظ: ٤٣٣.

وغيرها من كبار الكتب المؤلّفة في التاريخ والرجال.

(١٦)

رواية الرّاغب الأصفهاني

وأورده أبو القاسم الراغب الأصفهاني في الفصل الذي عقده لفضائل أعيان الصحابة من ( محاضراته ) في فضائل أمير المؤمنينعليه‌السلام ، مرسلاً إيّاه إرسال المسلّمات، حيث قال بعد ذكر الإِمامعليه‌السلام :

« من فضائله: قال له النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم - ألا ترضى أنْ تكون منّي بمنزلة هارون من موسى غير أنّه لا نبيّ بعدي؟ قال: بلى. قال: فأنت كذلك.

وقال: علي منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي »(١). .

ترجمة الرّاغب الأصفهاني

وقد ترجم الحافظ السيوطي له في ( بغية الوعاة ) وسمّاه « المفضّل بن

__________________

(١). محاضرات الأدباء ٤ / ٤٧٧ - المجلد الثاني.

١٤٣

محمد » قال: وكان في أوائل المائة الخامسة. قال: وقد كان في ظنّي أن الراغب معتزلي حتى رأيت بخط الشيخ بدر الدّين الزركشي على ظهر نسخةٍ من القواعد الصغرى لابن عبد السّلام ما نصّه: ذكر الإِمام فخر الدين الرازي في تأسيس التقديس في الاُصول أن أبا القاسم الراغب من أئمة السنّة، وقرنه بالغزّالي(١). .

ثمّ إنّ السيوطي اعتمد على الراغب في مواضع كثيرة من كتابه ( المزهر في اللغة ) معبّراً عنه بـ « الإِمام ».

وهكذا اعتمد عليه ونقل عنه: رشيد الدين الدهلوي، وحيدر علي الفيض آبادي، وغيرهما من علماء الهند، في مؤلفاتهم المختلفة

وقد ذكر كاشف الظنون مؤلَّفاته ( أفانين البلاغة ) و ( التفسير ) و ( المحاضرات ) و ( تفصيل النشأتين ) و ( الذريعة إلى مكارم الشّريعة ) و ( مفردات ألفاظ القرآن ) معبراً عنه في بعض المواضع بـ « الإِمام » مع الإِطراء على مصنَّفاته المذكورة.

(١٧)

رواية الخطيب البغدادي

ورواه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت المعروف بالخطيب البغدادي، ففي ( كنز العمّال ):

« سألت الله - يا علي - فيك خمساً فمنعني واحدةً وأعطاني أربعاً سألت الله أن يجمع اُمتي عليك فأبى. وأعطاني فيك أنّ أوّل من تنشق عنه الأرض يوم القيامة أنا وأنت معي، ومعك لواء الحمد وأنت تحمله بين يديَّ تسبق

__________________

(١). بغية الوعاة ٢ / ٢٩٧.

١٤٤

به الأوّلين والآخرين، وأعطاني أنك ولي المؤمنين بعدي. الخطيب والرافعي عن علي »(١). .

وفي ( مفتاح النجا ): « أخرج الخطيب والرافعي عن علي كرّم الله وجهه قال قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - سألت الله يا علي فيك خمساً »(٢). .

وكذا في ( معارج العلى )(٣). .

وفي ( القول المستحسن ): « وللخطيب والرافعي بسندٍ صحيحٍ عن علي رفعه: سألت الله يا علي فيك خمساً »(٤). .

وهذا نصُّ رواية الخطيب:

« أحمد بن غالب بن الأجلح بن عبد السّلام، أبو العباس. حدّث عن محمّد بن يحيى بن الضريس الفيدي، روى عنه محمّد بن مخلّد.

أخبرنا أبو محمّد عبد الله بن علي بن عياض بن أبي عقيل القاضي - بصور - أخبرنا محمّد بن أحمد بن جميع الغسّاني، أخبرنا أبو عبد الله محمد ابن مخلّد العطار - ببغداد - حدّثنا أحمد بن غالب بن الأجلح بن عبد السلام - أبو العباس - حدّثنا محمّد بن يحيى بن الضريس، حدّثنا عيسى بن عبد الله ابن عمر بن علي بن أبي طالب، حدّثني أبي عبد الله بن عمر، عن أبيه، عن جدّه علي بن أبي طالب قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: سألت الله فيك خمساً، فأعطاني أربعاً ومنعني واحدةً، سألته فأعطاني فيك:

أنك أوّل من تنشق الأرض عنه يوم القيامة.

__________________

(١). كنز العمال ١١ / ٦٢٥ رقم ٣٣٠٤٧.

(٢). مفتاح النجا - مخطوط.

(٣). معارج العلى - مخطوط.

(٤). القول المستحسن في فخر الحسن ٢١٤.

١٤٥

وأنت معي معك لواء الحمد.

وأنت تحمله.

وأعطاني أنك ولي المؤمنين من بعدي »(١). .

ترجمة الخطيب البغدادي

وترجم ابن خلّكان للخطيب البغدادي بقوله:

« الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي بن ثابت البغدادي المعروف بالخطيب، صاحب تاريخ بغداد وغيره من المصنّفات المفيدة. كان من الحفّاظ المتقنين والعلماء المتبحرين، ولو لم يكن له سوى التاريخ لكفاه، فإنّه يدلّ على اطّلاع عظيم، وصنّف قريباً من مائة مصنّف، وفضله أشهر من أن يوصف، وأخذ الفقه عن أبي الحسن المحاملي والقاضي أبي الطيّب الطّبري وغيرهما، وكان فقيهاً فغلب عليه الحديث والتاريخ. ولد في جمادى الآخرة سنة ٣٩٢ يوم الخميس لست بقين من الشهر. وتوفي يوم الإثنين سابع ذي الحجّة سنة ٤٦٣. وقال السمعاني: توفي في شوّال.

وسمعت أن الشّيخ أبا إسحاق الشيرازي -رحمه‌الله - كان من جملة من حمل نعشه، لأنه انتفع به كثيراً، وكان يراجعه في تصانيفه.

والعجب: أنّه كان في وقته حافظ المشرق، وأبو عمر يوسف بن عبد البر صاحب كتاب الاستيعاب حافظ المغرب، وماتا في سنةٍ واحدة »(٢). .

وإنْ شئت المزيد من ترجمته، والوقوف على بعض الكلمات في حقّه، فراجع:

١ - الأنساب ٥ / ١٥١.

__________________

(١). تاريخ بغداد ٤ / ٣٣٩.

(٢). وفيات الأعيان ١ / ٩٢.

١٤٦

٢ - سير أعلام النبلاء ١٨ / ٢٧٠.

٣ - تذكرة الحفّاظ ٣ / ١١٣٥.

٤ - الطّبقات للسّبكي ٤ / ٢٩.

٥ - مرآة الجنان ٣ / ٨٧.

٦ - معجم الأدباء ٤ / ١٣.

٧ - المختصر في أخبار البشر ٢ / ١٨٧.

٨ - الوافي بالوفيات ٧ / ١٩٠.

٩ - المنتظم ٨ / ٢٦٥.

١٠ - الكامل في التاريخ ١٠ / ٦٨.

١١ - العبر ٣ / ٢٥٣.

١٢ - البداية والنهاية ١٢ / ١٠١.

١٣ - طبقات الحفاظ: ٤٣٤.

١٤ - تتمة المختصر ١ / ٥٦٤.

وغير هذه الكتب.

(١٨)

رواية أبي سعيد السجستاني

ورواه أبو سعيد مسعود بن ناصر السجستاني ففي كتاب ( الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف ): « ومن ذلك حديث الولاية رواية أبي سعيد مسعود ابن ناصر السجستاني - وهو من المتفق على ثقته - رواية بريدة هذا الحديث من عدة طرق، وفي بعضها زيادات مهمّات.

من ذلك: أن بريدة قال: إنّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - لـمّا سمع ذمّ علي غضب غضباً لم أره غضب مثله قط، إلّا يوم قريظة والنضير، فنظر

١٤٧

إليَّ وقال: يا بريدة، إن علياً وليّكم بعدي فأحبَّ علياً فإنّما يفعل ما يؤمر به، فقمت وما أحد من الناس أحب منه.

ومن ذلك زيادة اُخرى: قال عبد الله بن عطا: حُدّثت بذلك، أنا حارث ابن سويد بن غفلة فقال: كتمك عبد الله بن بريدة بعض الحديث، إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: أنافقت بعدي يا بريدة؟!

ومن ذلك زيادة أيضاً معناها: إن خالد بن الوليد أمر بريدة فأخذ كتابه يقرأ على رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - ويقع في علي. قال بريدة: فجعلت أقرأ وأذكر علياً، فتغيّر وجه رسول الله، ثم قال صلّى الله عليه وسلّم: يا بريدة ويحك، أما علمت أن عليّاً وليكم بعدي »(١) .

ترجمة أبي سعيد السجستاني

وأبو سعيد هذا من كبار الحفّاظ المتقنين:

١ - السمعاني: « أبو سعيد مسعود بن ناصر بن أبي زيد السجزي الركّاب، كان حافظاً متقناً فاضلاً، رحل إلى خراسان، والجبال، والعراقين، والحجاز، وأكثر من الحديث وجمع الجمع. روى لنا عنه جماعة كثيرة بمرو، ونيسابور، وأصبهان. وتوفي سنة ٤٧٧ »(٢). .

فهو من مشايخ السمعاني.

٢ - الذهبي: « الإِمام المحدّث الرحال الحافظ » وأورد كلمة الدّقاق(٣). .

٣ - الذهبي: « مسعود بن ناصر السجزي أبو سعيد الركاب، الحافظ،

__________________

(١). الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف: ٦٧.

(٢). الأنساب - السجستاني ٧ / ٤٧.

(٣). سير أعلام النبلاء ١٨ / ٥٣٢.

١٤٨

رحل وصنّف وحدّث عن: أبي حسّان المزكّي، وعلي بن بشرى الليثي، وطبقتهما. ورحل إلى بغداد وأصبهان. قال الدقّاق: لم أر أجود إتقاناً، ولا أحسن ضبطاً منه. توفي بنيسابور في جمادى الاُولى»(١) .

٤ - اليافعي: « الحافظ أبو سعيد مسعود بن ناصر السجزي، رحل وصنّف وحدّث عن جماعة. وقال الدقاق: لم أر أجود إتقاناً ولا أحسن ضبطاً منه »(٢) .

ترجمة الدقّاق

ولا بأس بترجمة الدقّاق الذي قال هذه الكلمة بحقّ السجزي عن كتاب ( طبقات الحفاظ ) وهو مختصر ما جاء بترجمته في ( تذكرة الحفاظ ):

« الدقاق، الحافظ المفيد الرحال، أبو عبد الله محمّد بن عبد الواحد بن محمّد الأصبهاني، ولد سنة بضع وثلاثين وأربعمائة، وسمع وأكثر وأملى بسرخس، وكان صالحاً، يقرئ، متعفّفاً، صاحب سنّة واتّباع. قال الحافظ إسماعيل بن محمد: ما أعرف أحداً أحفظ لغرائب الأحاديث وغرائب الأسانيد منه. مات ليلة الجمعة ٦ شوال سنة ٥١٤ »(٣) .

(١٩)

رواية ابن المغازلي

ورواه علي بن محمّد الجلّابي الواسطي المعروف بابن المغازلي حيث

__________________

(١). العِبَر ٢ / ٣٣٧.

(٢). مرآة الجنان: ٣ / ١٢٢.

(٣). تذكرة الحفّاظ ٤ / ١٢٥٥.

١٤٩

قال:

« حدّثنا محمد بن الحسين الزعفراني، ثنا جعفر بن محمّد أبو يحيى، ثنا علي بن الحسين البزار وموسى بن محمّد البجلي قالا: ثنا جعفر بن سليمان، عن يزيد الرشك، عن مطرف بن عبد الله، عن عمران بن حصين: إن رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - قال: ما تريدون من علي؟ إن علياً منّي وهو وليّكم بعدي »(١) .

قال: « كتب إليَّ علي بن الحسين العلويرحمه‌الله يخبرني: أن أبا الحسن أحمد بن محمد بن عمران أخبرهم: نا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، ثنا أبو الربيع الزهراني، ثنا يزيد الرشك، عن مطرف بن عبد الله، عن عمران بن حصين قال قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم -: علي منّي وأنا منه وهو وليُّ كلّ مؤمنٍ بعدي »(٢). .

ترجمة ابن المغازلي والاعتماد عليه

وابن المغازلي، فقيه محدّث ثقة، أثنى عليه علماء أهل السنّة في كتبهم كالسمعاني في ( الأنساب )، والبدخشاني في ( تراجم الحفاظ )، واعتمد عليه آخرون في بحوثهم: كابن حجر في ( الصّواعق )، والسمهودي في ( جواهر العقدين )، وابن باكثير المكّي في ( وسيلة المآل )، والشيخاني القادري في ( الصّراط السوي )، وغيرهم، وقد ذكرنا ذلك كلّه في حديث التشبيه.

__________________

(١). مناقب علي بن أبي طالب: ٢٢٤.

(٢). مناقب علي بن أبي طالب: ٢٢٩.

١٥٠

(٢٠)

رواية شيرويه الديلمي

ورواه الديلمي صاحب ( الفردوس ) في كتابه:

ففي حرف العين: « فصل - عمران بن حصين: علي منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي»(١) .

وفي حرف الياء: « يا بريدة، إن علياً وليكم بعدي فأحبَّ علياً فإنّه يفعل ما يؤمر »(٢) .

ترجمة شيرويه الديلمي

وشيرويه الديلمي حافظ محدّث ثقة:

١ - الرافعي: « شيرويه بن شهردار بن شيرويه بن فنا خسرو الديلمي، أبو شجاع الهمداني الحافظ، من متأخّري أهل الحديث المشهورين الموصوفين بالحفظ. كان قانعاً بما رزقه الله تعالى من ريع أملاكه، سمع وجمع الكثير ورحل، قال أبو سعد السمعاني: وتعب في الجمع، صنف كتاب الفردوس وكتاب طبقات الهمدانيين »(٣). .

٢ - الذهبي: « الديلمي، المحدّث الحافظ مفيد همدان »(٤). .

__________________

(١). فردوس الأخبار ٣ / ٦١.

(٢). فردوس الأخبار ٥ / ٣٩٢.

(٣). التدوين في ذكر علماء قزوين ٣ / ٨٥.

(٤). تذكرة الحفّاظ ٤ / ١٢٥٩.

١٥١

« وكان صلباً في السنّة »(١). .

٣ - الأسنوي: « ذكره ابن الصّلاح فقال: كان محدّثاً واسع الرحلة، حسن الخلق والخلق، ذكيّاً، صلباً في السنّة، قليل الكلام، صنّف تصانيف انتشرت عنه، منها كتاب الفردوس، وتاريخ همدان»(٢). .

التعريف بالفردوس

وكتاب ( فردوس الأخبار ) من الكتب الموصوفة بالاعتبار والممدوحة عند المحدثين الكبار:

أمّا الديلمي فقد وصف كتابه في خطبته بقوله: « أما بعد، فإنّي رأيت أهل زماننا هذا - خاصةً أهل بلدنا - أعرضوا عن الحديث وأسانيده، وجهلوا معرفة الصحيح والسقيم، وتركوا الكتب التي صنّفها الأئمّة قديماً وحديثاً، في الفرائض والسنن والحلال والحرام والآداب والوصية والأمثال والمواعظ، واشتغلوا بالقصص والأحاديث المحذوفة عنها أسانيدها التي لم يعرفها ناقلوا الحديث، ولم تقرأ على أحدٍ من أصحاب الحديث، سيّما الموضوعات التي وضعها القصّاص لينالوا بها القطيعات في المجالس على الطرقات. أثبتُّ في كتابي هذا اثني عشرة آلاف حديث من الأحاديث الصّغار على سبيل الاختصار، من الصحاح والغرائب والأفراد والصحف المروية عن النبيّ لعلي بن موسى الرضا ».

وقال ولده شهردار بن شيرويه في خطبة كتابه ( مسند الفردوس ): « فإنّ والدي الإِمام السعيد أبا شجاع شيرويه - قدّس الله روحه ونوّر ضريحه - حين

__________________

(١). العبر - حوادث: ٥٠٩.

(٢). طبقات الشّافعيّة ٢ / ٢١.

١٥٢

جمع الأحاديث التي سماها كتاب الفردوس إنّما حذف منها أسانيدها تعمّداً منه وقصداً لأسباب عدّة، أوّلها: اقتداءً واتّساءً بمن تقدّمه من أهل العلم والزهد والعبادة. وثانيها: تخفيفاً على الطالبين وتسهيلاً للناظرين فيه والحافظين له. وثالثها: قلّة رغبة جيل هذا الزمن في المسندات والقول في فضيلة الأسناد أكثر من أنْ تتضمّنه أوراق وليس هذا موضعه. ورابعها: أنه خرّجها من مسموعاته وكانرحمه‌الله متحقّقاً متيقّناً أن أكثرها بل عامّتها مسند، وفي مصنفات الحفاظ الثقات ومجموعات الأئمة الأثبات.

فعراها عن الإِسناد اختصاراً كما بيّن عذره في خطبة الكتاب.

وهو كتاب نفيس عزيز الوجود، مفتون به، جامع للغرر والدرر النبويّة والفوائد الجمة والمحاسن الكثيرة، قد طنّت به الآفاق وتنافست في تحفّظه الرفاق، لم يصنَّف في الإِسلام مثله تفصيلاً وتبويباً، ولم يسبق إليه من سلافة الأيام ترصيفاً وترتيباً. كأنّ كلّ فصلٍ من فصوله حقة لئالئ ملئت من الدرر المنظومة واللآلئ المكنونة، أو جونة عطّار فتقت بغارات المسك مشحونة. وكم ضمّنهرحمه‌الله من عجائب الأخبار وغرائب الأحاديث ممّا لا يوجد في كثير من الكتب، فهو في الحقيقة كالفردوس التي وصفها الله سبحانه وتعالى فقال:( وَفِيها ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ ) .

فأمّا اليوم فقد كثرت نسخه في البلاد واشتهرت فيما بين العباد، بحيث لم يبق بلدة من بلاد العراق ولا كورة من أقطار الآفاق إلّا وعلماؤها مثابرون على تحصيله، وأئمتها مكبّون على اشترائه ونسخه، وفضلاؤها مواظبون على قراءته وحفظه، يرتعون في رياض محاسنه ويجتنون من ثمار فوائده، فسار مسير الشمس في كل بلدة، وهبّ هبوب الريح في البر والبحر، يستحسنه الأئمة والحفاظ ويستفيد منه العلماء والوعّاظ، ويستطيبه نحارير الفضلاء، وترتضيه أكياس البلغاء لنفاستها، وتبذل الملوك الرغائب في استكتابه لخزانتها، ولم أسمع أحداً من أهل هذا الزمان عاب هذا الكتاب أو طعن فيه بسبب حذف

١٥٣

الأسناد، بل عدّوا ذلك من أحسن فوائده وأعظم منافعه، لأن تنقية القشر من اللباب من شأن العلماء ذوي الألباب ».

وقال السيّد علي الهمداني في خطبة ( روضة الفردوس ):

« لمـّا طالعت كتاب الفردوس من مصنفات الشيخ الإِمام العلّامة، قدوة المحقّقين، حجة المحدّثين شجاع الملّة والدين، ناصر السنّة، أبو المحامد شيرويه بن شهردار الديلمي الهمداني، أفاض الله على روحه سجال الرحمة الرباني.

وجدت بحراً من بحور الفوائد، وكنزاً من كنوز اللطائف، مشحوناً بحقائق الألفاظ النبوية مخزوناً في حدائق فصوله دقائق الآثار المصطفوية، ومع كثرة فوائده وشمول موائده كاد أنْ تنطفي أنواره وينطمس آثاره، لِما فيه من التطويل والزيادات وقصور الرغبات وانخفاض الطلبات، وإعراض أكثر أهل العصر عن معرفة الكتاب والسنة، واشتغالهم بالعلوم المزخرفة التي تتعلَّق بالخُصومات، وشغفهم بالقصص والحكايات، ولو لا رجلا من أهل هذا العلم في كلّ عصر وزمان بمشيّة ربّ العزّة، يجولون حول حمى السنّة ويذبّون عن جناب قدسه شوائب زيغ أهل البدعة، لقال من شاء ما شاء، فجزى الله أئمة هذا العلم عنّا وعن المسلمين خيراً.

دعتني بواعث خاطري إلى استخراج لبابه واستحضار أبوابه، تسهيلاً لضبط الألفاظ وتيسيراً لدرك الحفاظ، فاستخرجت من قعر هذا البحر أشرف جواهرها، وجنيت من أغصان رياضها أنفس زواهرها، وسميت كتابي هذا: روضة الفردوس ».

وذكره ( كاشف الظنون ) بعنوان « فردوس الأخبار بمأثور الخطاب المخرّج على كتاب الشهاب في الحديث، لأبي شجاع شيرويه بن شهردار بن شيرويه ابن فنا خسرو الهمداني الديلمي المتوفي سنة واقتفى السيوطي أثره في جامعه الصغير، ثم جمع ولده الحافظ شهردار المتوفى سنة ٥٥٨ أسانيد كتاب

١٥٤

الفردوس ورتّبها ترتيباً حسناً في أربع مجلّدات وسمّاه مسند الفردوس »(١). .

وهو من الكتب المرويّة بالأسانيد كما لا يخفى على من راجع كتب الأسانيد مثل ( مقاليد الأسانيد ) لأبي مهدي الثعالبي.

اعتماد ( الدهلوي ) على الديلمي

ومن العجب تكذيب ( الدهلوي ) هذا الحديث الذي رواه الديلمي - وشاركه في روايته كبار الأئمة - مع اعتماده على بعض الخرافات والموضوعات التي انفرد الديلمي بروايتها، مصرّحاً بكونه من مشاهير المحدثين، مضيفاً إلى ذلك كونه معتبراً ومعتمداً لدى الشيعة الإِمامية كذلك!

فقد ذكر ( الدهلوي ) في باب المطاعن بعد حكاية رؤيا: « وروى أبو شجاع الديلمي - وهو من مشاهير المحدثين، والشيعة أيضاً يقولون باعتباره - هذه الرؤيا في كتاب المنتقى عن ابن عباس بالسياق المذكور. ورؤيا الإمام الحسن أيضا مشهورة وصحيحة السند، روى الديلمي في كتاب المنتقى عن حسن بن علي قال: ما كنت لأقاتل بعد رؤيا رأيتها، رأيت رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - واضعاً يده على العرش، ورأيت أبا بكر واضعاً يده على منكب رسول الله، ورأيت عمر واضعاً يده على منكب أبي بكر، ورأيت عثمان واضعاً يده على منكب عمر، ورأيت دماً دونه. فقلت: ما هذا؟ فقالوا: دم عثمان يطلب الله به »(٢). .

ومن الغرائب تكذيب سيف الله الملتاني في رسالته المسمّاة بـ ( تنبيه السفيه ) شيخه ( الدهلوي ) فيما نسبه إلى الشيعة والسنّة من الاعتماد على

__________________

(١). كشف الظنون ٢: ١٢٥٤.

(٢). التحفة الإِثنا عشرية: ٣٢٩.

١٥٥

الديلمي، فنصّ على « أنّ الديلمي غير معتبر عند السنّة فضلاً عن الشيعة ».

فانظر - رحمك الله - إلى هذا التناقض والتكاذب بين الأصل والفرع، والتابع والمتبوع!!

(٢١)

رواية النّطنْزي

ورواه أبو الفتح محمّد بن علي النطنزي في ضمن قصة الغدير:

« عن أبي سعيد الخدري: إنّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - دعا الناس إلى علي في غدير خم، وأمر بما تحت الشجرة من الشوك فقمَّ وذلك يوم الخميس، فدعا عليّاً وأخذ بضبعيه فرفعهما حتى نظر إلى بياض إبطي رسول الله، ثم لم يتفرّقوا حتى نزلت هذه الآية:( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً ) فقال رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم -: الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضا الربّ برسالتي والولاية لعلي بن أبي طالب من بعدي. ثم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللّهم والِ من والاه وَعَادِ من عاداه وانصر من نصره وأخذل من خذله »(١). .

ترجمة النطنزي

وأبو الفتح النطنزي من أكابر العلماء ومن مشايخ السّمعاني صاحب الأنساب:

١ - السمعاني: « أبو الفتح محمّد بن علي بن إبراهيم النطنزي، أفضل

__________________

(١). الخصائص العلويّة - مخطوط.

١٥٦

مَن بخراسان والعراق في اللّغة والأدب والقيام بصنعة الشعر، قدم علينا بمرو سنة إحدى وعشرين وقرأت عليه طرفاً صالحاً من الأدب واستفدت منه واغترفت من بحره، ثم لقيته بهمدان، ثم قدم علينا ببغداد غير مرة في مدة مقامي بها، وما لقيته إلّا وكتبت عنه واقتبست منه. سمع بأصبهان أبا سعد المطرز، وأبا علي الحداد، وغانم بن أبي نصر البرجي، وببغداد أبا القاسم ابن بيّان الرزاز، وأبا علي ابن نبهان الكاتب، وطبقتهم. سمعت منه أجزاء بمرو من الحديث. وكانت ولادته: ٤٨٨ بأصبهان »(١). .

٢ - الصفدي: « كان من بلغاء أهل النظم والنثر، سافر البلاد ولقي الأكابر، وكان كثير المحفوظ محب العلم والسنّة، ومكثر الصدقة والصيام، ونادم الملوك والسلاطين، وكانت له وجاهة عظيمة عندهم، وكان تيّاهاً عليهم متواضعاً لأهل العلم، سمع الحديث الكثير بأصبهان وخراسان وبغداد، ولم يمتّع بالرواية توفي في حدود ٥٠٠، أورد له ابن النّجار قوله »(٢). .

(٢٢)

رواية أبي منصور الديلمي

ورواه أبو منصور شهردار بن شيرويه الديلمي في كتاب ( مسند الفردوس ) الذي مدحه الذهبي وجماعة من الأعلام، وكذا ( الدهلوي ) وغيره رواه عنه الوصابي اليمني ( في أسنى المطالب ) حيث ذكر:

« عن أبي ذرّ الغفاري -رضي‌الله‌عنه - قال قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم -: علي منّي وأنا من علي وعلي وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي، حبّه إيمان

__________________

(١). الأنساب - النطنزي ١٣ / ١٣٧.

(٢). الوافي بالوفيات ٤ / ١٦١.

١٥٧

وبغضه نفاق والنظر إليه رأفة. أخرجه الديلمي في مسند الفردوس ».

« عن بريدة -رضي‌الله‌عنه - قال قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - يا بريدة: إنّ علياً وليّكم بعدي فأحبّ علياً فإنّه يفعل ما يؤمر به. أخرجه الديلمي في مسند الفردوس ».

ترجمة أبي منصور الدّيلمي

وأبو منصور حافظ كبير ومحدّث عظيم:

١ - الذهبي: « شهردار بن الحافظ شيرويه بن شهردار الديلمي، المحدّث أبو منصور، قال ابن السمعاني: كان حافظاً عارفاً بالحديث، فهماً عارفاً بالأدب، ظريفاً، سمع أباه وعبدوس بن عبد الله ومكّي السلّار وطائفة. وأجاز له أبو بكر بن خلف الشيرازي، وعاش خمساً وسبعين سنة »(١). .

٢ - السبكي: « قال ابن السمعاني: كان حافظاً روى عنه ابنه أبو مسلم، وأبو سهل عبد السّلام السرقولي، وطائفة. مات في رجب سنة ٥٠٨ »(٢). .

٣ - الإِسنوي: « كان محدّثاً عارفاً بالأدب ظريفاً، ملازماً لمسجده، خرّج أسانيد لكتاب والده المسمّى بالفردوس ورتّبه ترتيباً حسناً ويسمّى الفردوس الكبير. ولد سنة ٤٨٣ قاله ابن الصلاح ولم يذكر له وفاة »(٣). .

٤ - ابن قاضي شهبة كذلك وأضاف: « وتوفي في رجب سنة ٥٥٨ »(٤). .

٥ - الثعالبي: « قال الذهبي: هو الإمام الحافظ أبو منصور كان

__________________

(١). العبر - حوادث: ٥٥٨.

(٢). طبقات الشّافعيّة ٤ / ٢٢٩ - ٢٣٠.

(٣). طبقات الشّافعيّة للأسنوي ٢ / ٢١.

(٤). طبقات الشّافعيّة لابن قاضي شهبة ١ / ٣١٧.

١٥٨

يجمع أسانيد كتاب الفردوس لوالده ورتّبه ترتيباً عجيباً حسناً، وقد فرغ منه وهذّبه ونقّحه ...»(١) .

٦ - ( الدهلوي ) في ( بستان المحدّثين ) حيث ترجم والده، وذكر عبارة الذهبي المتقدمة عن الثعالبي في وصفه ومدح كتابه

الحازمي من تلامذة أبي منصور الديلمي

ثم إنّ من تلامذة أبي منصور الديلمي: أبو بكر الحازمي، وهذا أيضاً ممّا يدل على علوّ قدر الديلمي وعظمة منزلته، فإنّ الحازمي من أكابر الأئمة الحفّاظ:

قال الذهبي بترجمته: « الحازمي، الإِمام الحافظ البارع النسّابة أبو بكر سمع من أبي الوقت السجزي ومن شهردار بن شيرويه الديلمي وأبي زرعة الدمشقي وكتب الكثير وصنّف وجوّد. قال الدبيثي: قدم بغداد وسكنها وتفقّه بها في مذهب الشافعي، وجالس العلماء وتميّز وفهم، وصار من أحفظ الناس للحديث وأسانيده ورجاله، مع زهد وتعبّد ورياضة وذكره ابن النجار فقال: كان من أئمة الحفاظ العالمين بفقه الحديث ومعانيه ورجاله، وكان ثقة حجةً نبيلاً زاهداً عالماً عابداً ورعاً مات سنة ٥٨٤ »(٢). .

الأسانيد إلى مسند الفردوس

ثم إن كتاب مسند الفردوس من كتب الحديث التي عني بها المحدّثون

__________________

(١). مقاليد الأسانيد.

(٢). تذكرة الحفّاظ ٤ / ١٣٦٣.

١٥٩

بروايتها بالأسانيد:

فالثعالبي يذكر طريقه بقوله: « مسند الفردوس لابن الديلمي: - سمعت عليه ( يعني علي الأجهوري ) بقراءتي القدر المذكور في الفردوس، وأجاز لي سائره، بسنده إلى الحافظ ابن أبي بكر السيوطي، من المسندة آسية بنت جار الله بن صالح الطبري، عن إبراهيم بن محمد بن صديق الدمشقي، عن أبي العباس الحجّار، عن الحافظ محبّ الدين محمّد بن محمود بن النجار، عن مؤلفه إجازة. فذكره »(١). .

والشنواني يذكر طريقه بقوله: « مسند الفردوس، للحافظ أبي منصور شهردار ابن الحافظ أبي شجاع شيرويه الديلمي الهمداني، أرويه بالسند إلى الحافظ ابن حجر العسقلاني، عن أبي إسحاق التنوخي، عن الحجار، عن الحافظ محبّ الدين محمد بن محمود ابن النجار، عن الديلمي »(٢). .

(٢٣)

رواية الخطيب الخوارزمي

ورواه أبو المؤيد الموفق بن أحمد المكي الخوارزمي بطرقٍ متعدّدة

قال: « الفصل الثاني عشر - في بيان تورّطه المهالك في الله تعالى ورسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - وشراء نفسه في ابتغاء مرضاة الله تعالى:

بهذا الإِسناد عن أحمد بن الحسين هذا قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي قال: حدّثنا عبد الله بن أحمد ابن حنبل قال: أخبرني أبي قال: حدّثنا يحيى بن حمّاد قال: حدّثنا أبو عوانة

__________________

(١). مقاليد الأسانيد.

(٢). الدرر السنيّة في الأسانيد الشنوانيّة.

١٦٠

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324