نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ١٦

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار0%

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 398

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: السيد علي الحسيني الميلاني
تصنيف: الصفحات: 398
المشاهدات: 207812
تحميل: 7178


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15 الجزء 16 الجزء 17 الجزء 18 الجزء 19 الجزء 20
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 398 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 207812 / تحميل: 7178
الحجم الحجم الحجم
نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء 16

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

وقد ذكرنا مراراً قول الحافظ ابن حجر مراراً: بأن التشيّع غير ضائر(١) .

بل لقد ذكر الذهبي بترجمة أبان بن تغلبرحمه‌الله ما نصّه:

« شيعي جلد، لكنه صدوق، فلنا صدقه، وعليه بدعته(٢) .

وتلخص:

صحة كلا طريقي أبي يعلى.

(١٠)

رواية المحاملي

ومن رواة هذا الحديث: القاضي أبو عبدالله الحسين بن إسماعيل بن محمّد الضبيّ المحاملي البغدادي، المتوفى سنة ٣٣٠.

فقد جاء في بعض أسانيد الحافظ ابن عساكر بسنده:

« أنبأنا أبو عبدالله الحسين بن إسماعيل المحاملي، أنبأنا أبو موسى محمّد ابن المثنى، أنبأنا يحيى بن حماد، أنبأنا الوضّاح، أنبأنا يحيى أبو بلج، أنبأنا عمرو بن ميمون قال:

إني لجالس إلى ابن عباس، إذْ أتاه تسعة رهط »(٣) .

أقول:

هذا السّند هو سند النسائي بعينه.

__________________

(١). مقدمة فتح الباي: ٣٩٨.

(٢). ميزان الإعتدال: ١ / ٥.

(٣). ولكني لم أجده في كتاب الأمالي للمحاملي رواية ابن يحيى البيّع.

٢٠١

(١١)

رواية الطبراني

وقال الحافظ أبو القاسم الطبراني، في مسند ابن عباس، تحت عنوان ( عمرو بن ميمون عن ابن عباس ):

« حدثنا إبراهيم بن هاشم البغوي، ثنا كثير بن يحيى، ثنا أبو عوانة، عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون قال:

كنا عند ابن عباس، فجاءه سبعة نفر ».

فأخرج الحديث بكامله(١) .

ثم روى: « حدّثنا أبو شعيب عبدالله بن الحسن الحرّاني، ثنا أبو جعفر النفيلي، ثنا مسكين بن بكير، ثنا شعبة، عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، عن ابن عباس:

إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أمر بالأبواب كلّها فسدّت إلّا باب عليرضي‌الله‌عنه »(٢) .

ورواه في ( المعجم الأوسط ) بنفس السّند الأوّل، لكنْ باختصار:

قال: « حدّثنا إبراهيم، قال: حدّثنا كثير بن يحيى أبو مالك، قال: حدّثنا أبو عوانة، عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، عن ابن عباس، قال:

قال نبي الله صلّى الله عليه وسلّم يوم خيبر، لأبعثنَّ رجلاً لا يخزيه الله، فبعث إلى علي وهو في الرحل يطحن - وما كان أحدكم يطحن - فجاءوا به

__________________

(١). المعجم الكبير ١٢ / ٧٧ رقم ١٢٥٩٣.

(٢). المعجم الكبير ١٢ / ٧٨ رقم ١٢٥٩٤.

٢٠٢

أرمد، فقال: يا نبي الله ما أكاد اُبصر، فنفث في عينيه، وهزّ الراية ثلاث مرار، ثم دفعها إليه، ففتح له، فجاء بصفيّة بنت حيي.

ثم قال لنبي عمّه: أيّكم بتولاّني في الدنيا والآخرة؟ فقال لكلّ رجلٍ منهم: يا فلان، أتتولّاني في الدنيا والآخرة - ثلاثاً -؟ فيقول: لا، حتى مرّ على آخرهم، فقال علي: يا نبي الله، أنا وليّك في الدنيا والآخرة، فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: أنت وليّي في الدنيا والآخرة.

قال: وبعث أبا بكر بسورة التوبة، وبعث علياً على أثره، فقال أبو بكر: يا علي، لعلّ الله ورسوله سخطا عليَّ. فقال علي: لا ولكنْ قال نبي الله صلّى الله عليه وسلّم: لا ينبغي أن يبلّغ عنّي إلّا رجل مني وأنا منه.

قال: ووضع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ثوبه على علي وفاطمة والحسن والحسين ثم قال:( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) (٢) .

وكان أوّل من أسلم بعد خديجة من الناس.

قال: وشرى علي نفسه، لبس ثوب النبي صلّى الله عليه وسلّم ثم نام مكانه، قال: وكان المشركون يرمون رسول الله »(١) .

أقول:

وشيخ الطبراني (إبراهيم بن هاشم البغوي ):

ترجم له الحافظ الخطيب فقال:

« إبراهيم بن هاشم بن الحسين بن هاشم، أبو إسحاق البيّع، المعروف

__________________

(١). المعجم الأوسط ٣ / ٣٨٨ رقم ٢٨٣٦.

٢٠٣

بالبغوي. سمع اُمية بن بسطام، وإبراهيم بن الحجاج السامي، وأبا الربيع الزهراني، وعلي بن الجعد، ومحرز بن عون، ومحمّد بن بكار، وأحمد بن حنبل، وأحمد بن سعيد الدارمي.

روى عنه: أحمد بن سلمان النجاد، وعبدالباقي بن قانع

أخبرني الأزهري قال قال أبو الحسن الدارقطني: إبراهيم بن هاشم البغوي ثقة.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي، قال: مات أبو إسحاق إبراهيم بن هاشم البغوي يوم الخميس سلخ جمادى الآخرة سنة ٢٩٧.

قلت: وكان مولده سنة ٢٠٧ »(١) .

وذكره الحافظ ابن الجوزي فيمن توفي في السنة المذكورة من الأكابر، قال: « وكان ثقة »(٢) .

وبقي الكلام على سند رواية سدّ الأبواب، ففيه:

( أبو شعيب عبدالله بن الحسن الحرّاني ):

قال الدارقطني: ثقة مأمون.

وقال الخطيب: كان مسنداً غير متّهم في روايته.

ووصفه الذهبي: بـ « الشيخ المحدّث المعمَّر المؤدّب، طال عمره، وتفرَّد »

__________________

(١). تاريخ بغداد ٦ / ٢٠٣.

(٢). المنتظم ١٣ / ٩٧.

٢٠٤

فذكر توثيق الدارقطني(١) ، وقال عنه أيضاً: « معمَّر صدوق »(٢) .

وقال ابن حجر « ذكره ابن حبان في الثقات وقال يخطئ ويهم » وقال موسى بن هارون: « السماع من أبي شعيب يفضل على السماع من غيره، لأنه المحدّث ابن المحدّث ابن المحدّث وهو صدوق » وقال مسلمة: « كان ثقة فصيحاً »(٣) .

أقول: وإنما اُورد في ( الميزان ) و ( لسانه ) لأنّه كان يأخذ الدراهم على الحديث، كما صرّح بذلك الذهبي مع التنصيص على أنه كان غير متّهم.

و (أبو جعفر النفيلي ) وهو: عبدالله بن محمّد بن علي بن نفيل.

من رجال البخاري والأربعة.

وروى عنه: أبو زرعة، وأبو حاتم، والذهلي وجماعة.

وثّقه أبو حاتم، والدارقطني، وابن حبان(٤) .

و (مسكين بن بكير ) وهو:

من رجال الصحاح الستة(٥) .

__________________

(١). تاريخ بغداد ٩ / ٤٣٥، سير أعلام النبلاء ١٣ / ٥٣٦.

(٢). ميزان الإعتدال ٢ / ٤٠٦.

(٣). لسان الميزان ٣ / ٢٧١.

(٤). الجرح والتعديل ٥ / ١٥٩، تهذيب التهذيب ٦ / ١٦، تذكرة الحفاظ ٢ / ٤٤٠، سير أعلام النبلاء ١٠ / ٦٣٤.

(٥). تهذيب التهذيب ١٠ / ١٢٠.

٢٠٥

(١٢)

رواية الحاكم النيسابوري

وأخرجه الحاكم أبو عبدالله النيسابوري في ( المستدرك ):

« أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي ببغداد، من أصل كتابه، ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي، ثنا يحيى بن حمّاد، ثنا أبو عوانة، ثنا أبو بلج، ثنا عمرو بن ميمون، قال:

إني لجالس عند ابن عبّاس ».

فرواه بطوله ثم قال: « هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه بهذه السياقة.

وقد حدّثنا السيد الأوحد أبو يعلى حمزة بن محمّد الزيدي -رضي‌الله‌عنه - ثنا أبو الحسن علي بن محمّد بن مهرويه القزويني القطان، قال: سمعت أبا حاتم الرازي يقول: كان يعجبهم أن يجدوا الفضائل من رواية أحمد بن حنبل »(١) .

أقول:

وشيخ الحاكم: (أبو بكر القطيعي ) قد ترجمنا له في الكتاب.

وأخرج الحاكم أيضاً قال:

« حدثنا أبو بكر أحمد بن إسحاق، ثنا زياد بن الخليل التستري، ثنا كثير

__________________

(١). المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٣٢.

٢٠٦

ابن يحيى، ثنا أبو عوانة، عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، عن ابن عباس قال:

شرى علي نفسه ولبس ثوب النبي ».

ثم قال الحاكم: « هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

وقد رواه أبو داود الطيالسي وغيره عن أبي عوانة، بزيادة ألفاظ »(١) .

أقول:

وشيخ الحاكم (أبو بكر أحمد بن إسحاق ) هو النيسابوري، المعروف بالصبغي.

تجد الثناء بالجميل عليه في:

١ - طبقات الشافعية ٣ / ٩.

٢ - الوافي بالوفيات ٦ / ٢٣٩.

٣ - مرآة الجنان ٢ / ٣٣٤.

٤ - النجوم الزاهرة ٣ / ٣١٠.

٥ - سير أعلام النبلاء ١٥ / ٤٨٣.

٦ - شذرات الذهب ٢ / ٣٦١.

وأمّا (زياد بن خليل التستري ) فقد ذكره الخطيب وابن الجوزي والسمعاني والذهبي وقالوا ما موجزه:

« وأبو سهل زياد بن خليل التستري. قدم بغداد وحدّث بها عن إبراهيم بن

__________________

(١). المستدرك على الصحيحين ٣ / ٤.

٢٠٧

المنذر الحزامي و روى عنه: عبدالصمد بن علي الطستي وأبو بكر محمّد بن عبدالله الشافعي

وذكره الدارقطني فقال: لا بأس به.

ومات في طريق المدينة قبل أنْ يدخل مكة في ذي القعدة سنة ٢٩٠. وقيل: ٢٨٦ »(١) .

(١٣)

رواية ابن عبدالبر

وقال الحافظ ابن عبدالبر القرطبي بترجمة أمير المؤمنينعليه‌السلام :

« روي عن سليمان، وأبي ذر، والمقداد، وحذيفة، وخباب، وجابر، وأبي سعيد الخدري، وزيد بن أرقم: أن علي بن أبي طالب أوّل من أسلم، وفضّله هؤلاء على غيره.

قال ابن إسحاق: أول من آمن بالله ورسوله محمّد صلّى الله عليه وسلّم، من الرجال علي بن أبي طالب.

وهو قول ابن شهاب، إلّا أنه قال: من الرجال بعد خديجة.

وهو قول الجميع في خديجة.

حدثنا أحمد بن محمّد، حدثنا أحمد بن الفضل، حدثنا محمّد بن جرير قال قال أحمد بن عبدالله الدقاق: حدثنا مفضل بن صالح، عن سماك بن حرب،

__________________

(١). الأنساب - التستري، تاريخ بغداد ٨ / ٢٨١، تاريخ الإسلام - حوادث ٢٨١ - ٢٩٠ - ص ١٨١، المنتظم ١٢ / ٤٠٧.

٢٠٨

عن عكرمة، عن ابن عباس، قال:

لعلي أربع خصال ليست لأحدٍ غيره: هو أوّل عربي وعجمي صلّى مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وهو الذي كان لؤاؤه معه في كلّ زحف، وهو الذي صبر معه يوم فرّ عنه غيره، وهوالذي غسّله وأدخله في قبره.

وقد مضى في باب أبي بكر الصديقرضي‌الله‌عنه ذكر من قال أن أبا بكر أول من أسلم.

وروي عن سلمان الفارسي أنه قال: أوّل هذه الاُمّة وروداً على نبيّها عليه الصلاة والسلام الحوض أوّلها إسلاماً: علي بن أبي طالب.

وروي هذا الحديث مرفوعاً عن سلمان الفارسي، عن النبي صلّى الله عليه وسلّم انه قال: أوّل هذه الاُمّة وروداً عليّ الحوض أوّلها إسلاماً: علي بن أبي طالب.

ورفعه أولى، لأن مثله لا يدرك بالرأي.

حدثنا أحمد بن قاسم، حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا الحارث بن أبي اُسامة، حدثنا يحيى بن هاشم، حدثنا سفيان الثوري، عن سلمة بن كهيل، عن أبي صادق، عن حنش بن المعتمر، عن عليم الكندي، عن سلمان الفارسي قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أوّلكم وروداً عليَّ الحوض أوّلكم إسلاماً: علي بن أبي طالب.

وروى أبو داود الطيالسي: حدثنا أبو عوانة، عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، عن ابن عباس: إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال لعلي: أنت ولي كلّ مؤمن بعدي.

وبه عن ابن عباس رضي الله عنهما: أنه قال: أوّل من صلّى مع النبي صلّى الله عليه وسلّم بعد خديجة علي بن أبي طالب.

٢٠٩

حدثنا عبدالوارث بن سفيان، قال حدثنا قاسم بن أصبغ، قال حدثنا أحمد بن زهير بن حرب، قال حدثنا الحسن(١) بن حماد، حدثنا أبو عوانة، عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، عن ابن عباس قال:

كان علي أوّل من آمن بالله من الناس بعد خديجة رضي الله عنهما.

قال أبو عمررحمه‌الله : هذا إسناد لا مطعن فيه لأحدٍ، لصحته وثقة نقلته »(٢) .

أقول:

أمّا (عبدالوارث بن سفيان ) فقد:

قال الذهبي: « عبدالوارث بن سفيان بن جبرون. المحدث الثقة العالم الزاهد

توفي سنة ٣٩٥ »(٣) .

وأمّا (قاسم بن أصبغ ) فقد

ذكره الذهبي، ووصفه بـ « الإمام الحافظ العلّامة محدّث الأندلس » قال: « وانتهى إليه علوّ الإسناد بالأندلس، مع الحفظ والإتقان، وبراعة العربية، والتقدم في الفتوى، والحرمة التامة، والجلالة».

قال: « أثنى عليه غير واحد، وتواليف ابن حزم، وابن عبدالبر، وأبي الوليد الباجي، طافحة بروايات قاسم بن أصبغ.

__________________

(١). كذا، والصحيح: يحيى بن حمّاد، وراجع الهامش أيضاً.

(٢). الإستيعاب في معرفة الأصحاب ٣ / ٢٧ - ٢٨.

(٣). سير أعلام النبلاء ١٧ / ٨٤.

٢١٠

مات سنة ٣٤٠ »(١) .

وأمّا (أحمد بن زهير بن حرب ) فهو: ابن أبي خيثمة، وترجمته موجودة في الكتاب.

وأمّا (يحيى بن حمّاد ) ومن فوقه، فقد عرفتهم كذلك.

فالسند صحيح كما ذكر ابن عبدالبر.

(١٤)

رواية الحسكاني

وروى الحاكم الحسكاني حديث عمرو بن ميمون بتفسير قوله تعالى:( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرضاة اللهِ ) ، قال:

« أخبرنا أبو بكر التميمي قال: أخبرنا أبو بكر القباب عبدالله بن محمّد قال: أخبرنا أبو بكر ابن أبي عاصم القاضي، قال: محمّد بن المثنى قال: حدّثنا يحيى بن حماد، قال: حدّثنا أبو عوانة الوضّاح بن عبدالله، عن يحيى بن سليم أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، عن ابن عباس قال:

وكان - يعني عليّاً - أوّل من أسلم من الناس بعد خديجة برسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ولبس ثوبه ونام مكانه، فجعل المشركون يرمونه كما كانوا يرمون رسول الله، وهم يحسبون أنه نبي الله، فجاء أبو بكر وقال: يا نبي الله، فقال علي: إن نبي الله قد ذهب نحو بئر ميمون، وكان المشركون يرمون عليّاً وهو يتضوّر، حتى أصبح فكشف عن رأسه فقالوا: كنا نرمي صاحبك ولا يتضوّر، وأنت تتضوّر، استنكرنا ذلك.

__________________

(١). سير أعلام النبلاء ١٥ / ٤٧٢.

٢١١

- أخبرنا أبو عبدالله الجرجاني قال: أخبرنا أبو طاهر السلمي قال: أخبرنا جدّي أبو بكر قال: حدّثنا علي بن مسلم قال: حدّثنا أبو داود، عن أبي عوانة عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون الأودي، عن ابن عباس:

إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لمـّا انطلق ليلة الغار

- وأخبرنا الحاكم أبو عبدالله قال: حدثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه، قال: أخبرنا زياد بن الخليل التستري، قال: حدّثنا كثير بن يحيى. قال: حدّثنا أبو عوانة، عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، عن ابن عباس قال:

شرى علي نفسه ولبس ثوب النبي صلّى الله عليه وسلّم، ثم نام مكانه.

- اخبرنا الحاكم الوالد، عن أبي حفص بن شاهين قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني قال: حدّثنا أحمد بن عبدالرحمن بن سراج ومحمّد بن أحمد بن الحسين القطواني، قالا: حدثنا عباد بن ثابت قال: حدّثني سليمان بن قرم قال: حدثني عبدالرحمن بن ميمون أبو عبدالله قال: حدّثني أبي عن ابن عباس: إنه سمعه يقول: أنام رسول الله علياً على فراشه »(١) .

أقول:

لقد روى الحاكم الحسكاني هذا الحديث بأسانيد:

فأمّا السند الأوّل ففيه:

(أبو بكر التميمي ) وهو: أحمد بن محمّد بن عبدالله بن الحارث التميمي الأصبهاني،

__________________

(١). شواهد التنزيل ١ / ١٢٤ - ١٢٨.

٢١٢

نزيل نيسابور. ترجم له الحافظ عبدالغافر، فقال ما ملخّصه:

« أحمد بن محمّد بن أحمد بن عبدالله بن الحارث. الإمام أبو بكر التميمي الإصبهاني، المقرئ الأديب، الفقيه، المحدّث، الديّن، الزاهد، الورع، الثقة، الإمام بالحقيقة، فريد عصره في طريقته وعلمه وورعه، لم يعهد مثله. كان عارفاً بالحديث، كثير السماع، صحيح الاصول، توفي بنيسابور سنة ٤٣٠.

حدّث عن أبي محمّد عبدالله بن محمّد بن جعفر بجملةٍ من حديثه ومصنفاته، وعن أبي بكر عبدالله بن محمّد القباب، وأقرانهم.

سمع منه الوالد، وابن أبي زكريا، وابن رامش، وابن الشقاني والطبقة.

قرأت بخط الحسكاني - وكان من المكثرين عنه، المختصّين بالإستفادة منه - أنه قال: توفي أبو الشيخ بإصبهاني سنة ٣٦٩ وهو ابن ٩٧ سنة »(١) .

و (أبو بكر القبّاب ) وهو: من كبار المحدّثين والقرّاء، توجد ترجمته في:

١ - طبقات المفسرين للداوودي ٢ / ٢٥١.

٢ - غاية النهاية في طبقات القراء للجزري ١ / ٤٥٤.

٣ - سير أعلام النبلاء ١٦ / ٢٥٧.

٤ - ذكر أخبار أصبهان ٢ / ٩٠.

٥ - النجوم الزاهرة ٤ / ١٣٩.

٦ - شذرات الذهب ٣ / ٧٢.

٧ - الأنساب - القبّاب.

قال ابن الجزري الحافظ: « إمام وقته، مفسّر مشهور ...، قال الحافظ

__________________

(١). المنتخب من السياق في تاريخ نيسابور ١٠٧.

٢١٣

أبو العلاء: فأمّا أبو بكر القباب، فإنه من أجلّة قرّاء اصبهان، ومن العلماء بتفسير القرآن، كثير الحديث، ثقة نبيل، توفي سنة ٣٧٠. قيل: إنه بلغ المائة ».

و (ابن أبي عاصم ) فمن فوقه، قد عرفتهم في الكتاب.

فالسند صحيح بلا ارتياب.

وكذا السند الثالث، فإنّه عن ( الحاكم صاحب المستدرك ) بسنده المتقدّم قريباً.

(١٥)

رواية ابن عساكر

وقال الحافظ ابن عساكر بترجمة أمير المؤمنينعليه‌السلام من ( تاريخه ):

« وأخبرتنا به اُمّ البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو يعلى، نا يحيى بن عبدالحميد، نا أبو عوانة، عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، عن ابن عباس قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لاُعطينّ الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله.

فقال: أين علي؟

قالوا: يطحن.

قال: وما كان أحد منهم يرضي أن يطحن؟

فاُتي به. فدفع إليه الراية، فجاء بصفيّة بنت حيي.

٢١٤

( قال ابن عساكر ):

هذا مختصر من حديث.

وأخبرنا بتمامه: أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو محمّد بن أبي عثمان وأبو طاهر القصاري.

ح وأخبرنا أبو عبدالله بن القصاري، أنا أبي أبو طاهر قالا أنا أبو القاسم إسماعيل بن الحسين بن هشام، أنا أبو عبدالله الحسين بن إسماعيل المحاملي، أنا أبو موسى محمّد بن المثنى، نا يحيى بن حماد، نا الوضّاح نا يحيى أبو بلج، نا عمرو بن ميمون قال:

إني لجالس إلى ابن عباس، إذ أتاه تسعة رهط ».

فرواه بطوله. ثم قال:

« وأخبرتنا اُم البهاء فاطمة بنت محمّد، قال: أنا إبراهيم بن منصور، انا أبو بكر بن المقرئ، انا أبو يعلى، نا زهير، نا يحيى بن حماد، نا أبو عوانة، نا أبو بلج، عن عمرو بن ميمون قال:

إني لجالس عند ابن عباس، إذ أتاه سبعة رهط ».

فرواه بطوله أيضاً. ثم قال:

« أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد ابن جعفر، نا عبدالله بن محمّد، حدّثني أبي، نا يحيى بن حماد، نا أبو عوانة، نا أبو بلج، نا عمرو ميمون قال:

إني لجالس إلى ابن عباس، إذ أتاه تسعة رهط ».

٢١٥

فرواه بطوله، ثم قال:

« قال: وأنبأنا عبدالله بن أحمد، نا أبو مالك كثير بن يحيى، أنا أبو عوانة، عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، عن ابن عباس، بنحوه »(١) .

أقول:

لقد روى ابن عساكر الحافظ هذا الحديث بأسانيد له، عن طريق أحمد بن حنبل، وأبي يعلى، والمحاملي.

وقد عرفت صحّة روايات هؤلاء في محالّها.

وأمّا مشايخ ابن عساكر:

فإن ( اُمّ البهاء فاطمة بنت محمّد ) هي:

« الشيخة العالمة الواعظة الصالحة المعمّرة، مسندة إصبهان، فطمة بنت محمّد بن أبي سعد أحمد بن الحسن بن علي بن البغدادي الأصبهاني حدّث عنها: السمعاني وابن عساكر قال السّمعاني: شيخة معمّرة مسندة. وقال أبو موسى: توفيت في ٥٣٩ ولها قريب من ٩٤ سنة»(٢) .

و (إبراهيم بن منصور ) هو: سبط بحرويه. وقد تقدمت ترجمته.

وكذا ترجمة (ابن المقرئ ).

وهؤلاء مشايخه في السندين الأول والثالث.

__________________

(١). تاريخ دمشق ٤٢ /.

(٢). سير أعلام النبلاء ٢٠ / ١٤٨.

٢١٦

وفي السند الثاني:

(أبو القاسم ابن السّمرقندي )، وقد ترجمنا له في الكتاب.

و (أبو القاسم إسماعيل بن الحسن بن هشام )، وهو: إسماعيل بن الحسن ابن عبدالله بن الهيثم بن هشام، الصرصري، صاحب المحاملي (١) ، المتوفى سنة ٤٠٣.

قال الحاکم: سألت البرقاني عنه فقال: صدوق.

وسئل عنه - وأنا أسمع - فقال: ثقة(١) .

وقال السمعاني: « شيخ صدوق ثقة، سمع أبا عبدالله الحسين بن إسماعيل المحاملي و وآخر من روى عنه إن شاء الله: أبو طاهر أحمد بن محمّد بن عبدالله القصاري الخوارزمي »(٢) .

أقول:

لم أعثر - فيما بيدي من المصادر - ترجمةً لأبي طاهر هذا، ولا لابنه أبي عبدالله محمّد بن أحمد.

وفي السند الرابع:

(أبو القاسم بن الحصين )

و (أبو علي بن المذهب )

و (أحمد بن جعفر ) وهو القطيعي.

__________________

(١). سير أعلام النبلاء ١٧ / ١٦٢.

(٢). الأنساب - الصرصري.

٢١٧

وهؤلاء ترجمنا لهم في الكتاب، فلا نعيد.

فظهر صحّة رواية ابن عساكر بأغلب أسانيدها.

هذا، وقد رواه في كتاب ( الأربعين الطوال )، وفي كتاب ( الموافقات ) بعين لفظ أحمد في ( المسند ) كما في ( الرياض النضرة ) و ( كفاية الطالب ).

(١٦)

رواية ابن الأثير

وروى عز الدين ابن الأثير بترجمة أمير المؤمنينعليه‌السلام :

« أنبأنا إبراهيم بن محمّد بن مهران الفقيه وغير واحدٍ، بإسنادهم إلى أبي عيسى محمّد بن عيسى الترمذي، عن محمّد بن حميد، عن إبراهيم بن المختار، عن شعبة، عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، عن ابن عباس، قال: أوّل من أسلم علي.

ومثله روى مقسم، عن ابن عباس، واسم أبي بلج: يحيى بن أبي سليم(١) .

أقول:

أمّا ( إبن الأثير ) صاحب ( أسد الغابة ) فغني عن التعريف.

وأمّا (إبراهيم بن محمّد بن مهران ) فقد:

قال ابن الأثير - في حوادث سنة ٥٥٧ -: « وفيها توفي إبراهيم بن محمّد

__________________

(١). اسد الغابة في معرفة الصحابة ٤ / ٨٩.

٢١٨

ابن مهران الفقيه الشافعي، بجزيرة ابن عمر، وكان فاضلاً كثير الورع »(١) .

(١٧)

رواية الكنجي الشافعي

وقال الحافظ أبو عبدالله محمّد بن يوسف القرشي الكنجي:

« وروى إمام أهل الحديث أحمد بن حنبل في مسنده قصة نوم عليعليه‌السلام على فراش رسول الله في حديث طويل، وتابعه الحافظ محدث الشام في كتابه المسمى بالأربعين الطوال.

فأمّا حديث الإمام أحمد:

فأخبرناه قاضي القضاة حجة الإسلام أبو الفضل يحيى بن قاضي القضاة أبي المعالي محمّد بن علي القرشي، قال: أخبرنا حنبل بن عبدالله المكبّر، أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن الحصين، أخبرنا أبو علي الحسن بن المذهب، أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر القطيعي، حدثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل، حدثنا أبي.

وأمّا الحديث الذي في الأربعين الطوال:

فأخبرناه به القاضي العلّامة مفتي الشام أبو نصر محمّد بن هبة الله بن قاضي القضاة شرقاً وغرباً أبي نصر محمد بن هبة الله بن محمّد بن مميل الشيرازي، قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن، أخبرنا الشيخ أبو القاسم هبة الله بن محمّد بن عبدالواحد الشيباني، أخبرنا أبو علي الحسن بن

__________________

(١). الكامل في التاريخ ١١ / ٤٧٧.

٢١٩

علي بن محمّد التيمي، أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي، حدثنا عبدالله بن أحمد بن محمّد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا أبو عوانة، حدثنا أبو بلج، حدثنا عمرو بن ميمون، قال:

إني لجالس إلى ابن عباس، إذ أتاه تسعة رهط فقالوا »(١) .

أقول:

ورجال هذين السندين كلّهم علماء كبار موثقون، وقد ترجمنا لهم في الكتاب، فالسندان صحيحان بلا شبهة وارتياب.

(١٨)

رواية المحبّ الطبري

وقال الحافظ أبو العباس محب الدين الطبري المكي في ( ذخائر العقبى ) ما نصّه:

« ذكر اختصاصه بعشر:

عن عمرو بن ميمون قال: إني لجالس إلى ابن عباس رضي الله عنهما، إذ أتاه سبعة رهط فقالوا: يا ابن عباس » فروى الخبر بطوله، فقال:

« أخرجه بتمامه أحمد، وأبو القاسم الدمشقي في الموافقات وفي الأربعين الطوال، وأخرج النسائي بعضه »(٢) .

__________________

(١). كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب: ٢٤٠ - ٢٤٤.

(٢). ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى: ٨٦ - ٨٨.

٢٢٠