نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ١٧

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار0%

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 418

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: السيد علي الحسيني الميلاني
تصنيف: الصفحات: 418
المشاهدات: 199333
تحميل: 7243


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15 الجزء 16 الجزء 17 الجزء 18 الجزء 19 الجزء 20
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 418 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 199333 / تحميل: 7243
الحجم الحجم الحجم
نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء 17

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

٧ - تكرّر صدور الحديث وعدم اختصاصه بغزوة تبوك

ثم إنّ ( الدّهلوي ) لم يتعب نفسه ليراجع كتب قومه في الحديث فضلاً عن كتب أصحابنا، بل كان دأبه تقليد أسلافه كالكابلي وصاحب ( المرافض ) وأمثالهما نعم لم يتعب نفسه بمراجعة الكتب، لكي يرى أن حديث المنزلة لا اختصاص له بغزوة تبوك، وأنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال لعليعليه‌السلام : « أنت مني بمنزلة هارون من موسى » في مناسبات مختلفة ومواضع متعدّدة

نعم، لو تفحّص قليلاً في كتب الحديث لم يزعم اختصاص الحديث بتبوك، ولم يتفوّه بكونه معهوداً معيّناً:

حديث المنزلة يوم المؤاخاة

إنّ من مواضع ورود حديث المنزلة: يوم المؤاخاة وممّن روى هذا الحديث:

١ - أحمد بن حنبل الشيباني.

٢ - محمد بن حبان البستي.

٣ - سليمان بن أحمد الطبراني.

٤ - أحمد بن علي الخطيب البغدادي.

٥ - الموفق بن أحمد الخوارزمي.

٦ - علي بن الحسن ابن عساكر الدمشقي.

٧ - يوسف بن قزغلي سبط ابن الجوزي.

٨ - أحمد بن عبدالله محبّ الدين الطبري.

٢٨١

٩ - إبراهيم بن عبدالله الوصابي اليمني.

١٠ - محمد بن يوسف الزرندي.

١١ - علي بن محمد ابن الصبّاغ المالكي.

١٢ - عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي.

١٣ - عطاء الله بن فضل الله الشيرازي.

١٤ - شهاب الدين أحمد.

١٥ - علي بن حسام الدين المتقي.

١٦ - محمود بن محمد الشيخاني القادري.

١٧ - ميرزا محمد بن معتمد خان البدخشاني.

١٨ - ولي الله أحمد بن عبد الرحيم الدهلوي.

١٩ - المولوي محمد مبين اللكهنوي.

حديث المنزلة عند ولادة الحسنين

( ومنها ): وقت ولادة الإمام السبط الأكبر الحسن بن عليعليه‌السلام ، وكذا وقت ولادة الإمام الحسين بن عليعليه‌السلام ، حيث هبط جبرئيلعليه‌السلام على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مُهنّئاً ومبلِّغاً عن الله سبحانه حديث المنزلة وممن روى هذا الحديث:

١ - أبو سعيد عبد الملك بن محمد الخركوشي.

٢ - عمر بن محمد بن خضر الملّا الأردبيلي.

٣ - شهاب الدين بن شمس الدين الدولت آبادي.

٤ - شهاب الدين أحمد.

٥ - الحسين بن محمد الديار بكري.

٢٨٢

حديث المنزلة يوم خيبر

( ومنها ): يوم خيبر وممن روى هذا الحديث:

١ - علي بن محمد ابن المغازلي.

٢ - الموفّق بن أحمد الخوارزمي.

٣ - عمر بن محمد بن خضر الملّا الأردبيلي.

٤ - أبو الربيع سليمان بن سالم الكلاعي.

٥ - إبراهيم بن عبدالله الوصابي.

حديث المنزلة عند سدّ الأبواب

( ومنها ): عند سدّ الأبواب إلّاباب أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وممن روى هذا الحديث:

١ - علي بن محمد ابن المغازلي.

٢ - الموفق بن أحمد الخوارزمي.

حديث المنزلة في موضعٍ آخر

( ومنها ): أنّه قالهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مع قوله: « أنت أول المسلمين إسلاماً وأنت أوّل المؤمنين إيماناً » في رواية عمر بن الخطاب. وممن روى هذا الحديث:

١ - الحسن بن بدر.

٢ - أبو عبدالله الحاكم النيسابوري.

٣ - أبو بكر الشيرازي.

٢٨٣

٤ - محب الدين محمد بن محمود ابن النجار.

٥ - أبو شجاع شيرويه بن شهردار الديلمي.

٦ - إسماعيل بن علي المعروف بابن السمّان.

حديث المنزلة في موضع آخر

( ومنها ): أنه قالهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حديث: « يطلع عليكم سيد المسلمين وأمير المؤمنين وخير الوصيين « رواه أحمد بن موسى ابن مردويه.

حديث المنزلة في خبر يرويه سلمان

( ومنها ): إنّه قالهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مخاطباً سلمان، في حديثٍ في وصف أمير المؤمنينعليه‌السلام

رواه العاصمي بسنده عن سلمان

حديث المنزلة في موضع آخر

( ومنها ): إنه قالهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعد حديث: « إن عليّاً لحمه من لحمي ودمه من دمي » وممّن روى هذا الحديث:

١ - أبو نعيم أحمد بن عبدالله الإصفهاني.

٢ - الموفق بن أحمد المكي الخوارزمي.

٣ - شهاب الدين أحمد.

٤ - إبراهيم بن محمّد الحمويني.

٢٨٤

حديث المنزلة في حديث في فضل عقيل وجعفر

( ومنها ): أنه قاله لعلي أمير المؤمنينعليه‌السلام بعد ذكر فضيلة لكلٍ من عقيل وجعفر روى إبراهيم بن عبدالله الوصّابي في ( الإكتفاء ):

« عن عبدالله بن محمد بن عقيل، عن أبيه، عن جدّه عقيل بن أبي طالبرضي‌الله‌عنه قال قال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يا عقيل أحبك لخصلتين لقرابتك ولحبّ أبي طالب إيّاك. وأمّا أنت يا جعفر فإن خلقك يشبه خلقي. وأمّا أنت يا علي مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي. أخرجه أبو بكر جعفر بن محمد المطيري في جزء من حديثه ».

وقال محمد صدر العالم في ( معارج العلى ):

« أخرج ابن عساكر عن عبدالله بن محمد بن عقيل، عن أبيه، عن جده عقيل بن أبي طالب: إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: يا عقيل ».

حديث المنزلة يوم الغدير

( ومنها ): في يوم الغدير قال ابن خلكان بترجمة أبي تميم معد الملقّب بالمستنصر بالله بن الظاهر: « وكانت ولادة المستنصر صبيحة يوم الثلاثاء لثلاث عشرة ليلة بقيت من جمادى الآخرة سنة ٤٢٠. وتوفي ليلة الخميس لاثنتي عشرة ليلة بقيت من ذي الحجة سنة ٤٨٧

قلت: وهذه اللّيلة هي ليلة عيد الغدير، أعني ليلة الثامن عشر من ذي الحجة، وهو غدير خم - بضم الخاء المعجمة وتشديد الميم - ورأيت جماعة كثيرة يسألون عن هذه الليلة متى كانت من ذي الحجة؟ وهذا المكان بين مكة والمدينة، وفيه غدير ماء ويقال إنه غيضة هناك.

٢٨٥

ولمـّا رجع النبي صلّى الله عليه وسلّم من مكة شرفها الله تعالى عام حجة الوداع ووصل إلى هذا المكان، وآخى علي بن أبي طالبرضي‌الله‌عنه قال: علي مني كهارون من موسى، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله.

وللشيعة به تعلّق كبير. وقال الحازمي: هو واد بين مكة والمدينة عند الجحفة، به غدير، عنده خطب النبي صلّى الله عليه وسلّم، وهذا الوادي موصوف بكثرة الوخامة وشدة الحمأ »(١) .

حديث المنزلة في عشرة مواضع

وعلى الجملة، فإنّ حديث المنزلة وارد في مواضع كثيرة غير غزوة تبوك، في أحاديث كبار المحدّثين في الأسفار المعتبرة فما ذكره ( الدهلوي ) من تخصيص هذا الحديث بإرادة العهد، وحمله على الخلافة الجزئية، تقليد أعمى وتعصّب مقيت.

مضافاً إلى أنّ السيد علي الهمداني - وهو من مشايخ ( الدهلوي ) ووالده - يروي عن الإمام جعفر بن محمد الصادقعليه‌السلام ورود هذا الحديث في عشرة مواضع، وهذه عبارة كتابه ( المودة في القربى ):

« عن الصّادقعليه‌السلام ، عن آبائهعليهم‌السلام ، قال النبي صلّى الله عليه وسلّم لعليّ في عشرة مواضع: أنت مني بمنزلة هارون من موسى ».

نفي ابن تيميّة وروده في غير تبوك وأباطيل أخرى

ومن غرائب الاُمور نفي ابن تيميّة ورود هذا الحديث إلّافي غزوة تبوك،

____________________

(١). وفيات الأعيان ٤ / ٣١٨.

٢٨٦

وقوله: « ثم من جهل الرافضة أنهم يتناقضون، فإن هذا الحديث يدل على أنّ النبي صلّى الله عليه وسلّم لم يخاطب عليّاً بهذا الخطاب إلّاذلك اليوم في غزوة تبوك، فلو كان علي قد عرف أنه المستخلَف من بعده كما رووا ذلك فيما تقدم، لكان علي مطمئنّ القلب أنه مثل هارون بعده وفي حياته، ولم يخرج إليه يبكي، ولم يقل أتخلّفني مع النساء والصبيان، ولو كان علي بمنزلة هارون مطلقاً لم يستخلف عليه أحداً، وقد كان يستخلف على المدينة غيره وهو فيها، كما استخلف على المدينة عام خيبر غير علي، وكان علي بها أرمد، حتى لحق بالنبي صلّى الله عليه وسلّم فأعطاه الرّاية حين قدم، وكان قد اعطى الراية رجلاً فقال: لاُعطينّ الرّاية غداً رجلاً يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله »(١) .

أقول:

إنّه ينسب الشيعة إلى الجهل والتناقض، ثم يستدلُّ على ذلك بأن هذا الحديث يدل على أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لم يخاطب عليّاً بهذا الخطاب إلّا ذلك اليوم فما وجه الدلالة لقوله « هذا الحديث يدل » على جهل الإمامية وتناقضهم؟ وأين دلالة هذا الحديث على أنّه لم يخاطب علياً بهذا الخطاب إلّا ذلك اليوم؟

إنها دعاوي واضحة البطلان!!

وكذا استدلاله على نفي علم أمير المؤمنينعليه‌السلام بأنّه المستخلف بعده، وذلك:

أولاً: ليس في شيء من روايات الصحيحين وغيرهما من صحاحهم ذكرٌ من بكاء أمير المؤمنينعليه‌السلام

____________________

(١). منهاج السنة ٧ / ٣٣٦.

٢٨٧

وثانياً: أيّ دلالة للبكاء على عدم اطمينان القلب؟ إنّه - على فرض ثبوته - لم يكن إلّا لمفارقته الرّسول أو تأذّيه من إرجاف المنافقين به

وعجيب أمر ابن تيمية!! فتارة يجعل بكاء الإمام دليلاً على وهن استخلافه!! واُخرى يجعله دليلاً على عدم اطمينانه باستخلافه!!

وبغض النظر عن هذا كله، وعلى فرض تسليم هذا الزّعم الباطل، بأن يكون هذا البكاء المزعوم وقوله: « أتخلّفني » دالاً على عدم استخلافه قبل ذلك وعدم اطمينان قلبه بأنه مثل هارون من بعده، فإنّه لا يثبت انحصار الحديث بيوم تبوك بوجهٍ من الوجوه، لجواز وقوع هذا الخطاب بعد يوم تبوك مرةً أو مرّات.

وأمّا قوله: « ولو كان علي بمنزلة هارون مطلقاً لم يستخلف عليه أحداً ».

فالجواب عنه: إنّهعليه‌السلام بمنزلة هارون على الإطلاق، وأنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لم يستخلف عليه أحداً قطّ. ومتى ثبت بالأدلة القاطعة وكلمات الأئمة الصريحة كونه بمنزلة هارون على الإطلاق، وبطل إرادة العهد بالقطع واليقين، كانت دعوى استخلاف أحد عليه كاذبة، وابن تيمية نفسه معترف بالمنافاة بين الأمرين.

وكأنّ ابن تيمية يريد بدعواه هذه رفع المنقصة عن المشايخ الثلاثة، حيث استخلف النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عليهم غير مرة، فتارةً استخلف عليهم عمرو بن العاص، وأخرى أبا عبيدة، وثالثة اُسامة لكنّ هذه الإستخلافات ثابتة، ولا يرتفع مدلولها - وهو مفضولية المشايخ، وعدم استحقاقهم الخلافة بعد الرسول - بدعوى كاذبة وبهتان عظيم

قوله: « وقد استخلف على المدينة غيره وهو فيها ».

واضح البطلان كذلك، وقائله مفتر كذّاب فقد نصّ كبار أئمة القوم على

٢٨٨

أن أمير المؤمنينعليه‌السلام لم يتخلّف عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في شيء من مشاهده إلّاغزوة تبوك

وقوله: « كما استخلف على المدينة عام خيبر غير علي ».

غير مسلّم والمدّعي مطالَب بالبيّنة والبرهان، وتلك دعوى ما أنزل الله بها من سلطان.

ذكر من روى حديث المنزلة في غير تبوك

ولقد أفرط ابن تيمية في العناد والعدوان، حيث ادّعى في موضعٍ آخر اتفاق أهل العلم على أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لم يقل ذلك في غير تبوك!! فكذّب إمامه أحمد بن حنبل - الذي يدّعي اتّباعه وتقليده له - وجماعة آخرين من كبار الأساطين، وأخرجهم عن زمرة « أهل العلم »!!

نعم لقد روى ورود حديث المنزلة في غير يوم تبوك، عدّة كبيرة من مشاهير المحدثين والعلماء من أهل السنّة، ومنهم:

١ - أحمد بن محمد بن حنبل.

٢ - أبو حاتم محمد بن حبان البستي.

٣ - سليمان بن أحمد الطبراني.

٤ - أبو عبدالله محمد بن عبدالله الحاكم النيسابوري.

٥ - الحسن بن بدر.

٦ - أبو بكر جعفر بن محمد المطيري.

٧ - عبد الملك بن محمد بن إبراهيم الخركوشي.

٨ - أحمد بن موسى بن مردويه الإصبهاني.

٩ - أبو نعيم أحمد بن عبدالله الإصبهاني.

٢٨٩

١٠ - إسماعيل بن علي الرازي المعروف بابن السمّان.

١١ - أبو بكر أحمد بن علي المعروف بالخطيب البغدادي.

١٢ - علي بن محمد الجلابي المعروف بابن المغازلي.

١٣ - أبو شجاع شيرويه بن شهردار الديلمي.

١٤ - أحمد بن محمد العاصمي.

١٥ - الموفق بن أحمد المكي الخوارزمي.

١٦ - عمر بن خضر المعروف بالملّا الأردبيلي.

١٧ - علي بن الحسن المعروف بابن عساكر.

١٨ - أبو الربيع سليمان بن سالم المعروف بابن سبع.

١٩ - محب الدين محمد بن محمود المعروف بابن النجار.

٢٠ - يوسف بن قزغلي سبط ابن الجوزي.

٢١ - شمس الدين أحمد بن محمد المعروف بابن خلكان.

٢٢ - محب الدين أحمد بن عبدالله الطبري.

٢٣ - إبراهيم بن محمد الجويني الحمويني.

٢٤ - محمد بن يوسف الزرندي.

٢٥ - علي بن شهاب الدين الهمداني.

٢٦ - شهاب الدين بن شمس الدين الدولت آبادي.

٢٧ - نور الدين علي بن محمد المعروف بابن الصباغ.

٢٨ - جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي.

٢٩ - جمال الدين عطاء الله بن فضل الله الشيرازي.

٣٠ - الحسين بن محمد الديار بكري.

٣١ - علي بن حسام الدين المتقي.

٢٩٠

٣٢ - إبراهيم بن عبدالله اليمني.

٣٣ - شهاب الدين أحمد.

٣٤ - محمود بن محمد الشيخاني القادري.

٣٥ - ميرزا محمد بن معتمد خان البدخشاني.

٣٦ - محمد صدر العالم.

٣٧ - ولي الله أحمد بن عبد الرحيم الدهلوي.

٣٨ - محمد مبين بن محب الله اللكهنوي.

اعتراف الدهلوي بالمماثلة بين خلافة الأمير وخلافة هارون

قوله:

أي، كما أن هارون كان خليفة موسى في مخرجه إلى الطّور، كذلك الأمير كان خليفة الرسول في مخرجه إلى غزوة تبوك.

١ - فيه رد على الرازي وجماعة

أقول:

أولاً: في هذا الكلام إعتراف بكون هارون خليفةً عن موسىعليه‌السلام ، فهو ردّ على الذين خالفوا الكتاب والسنّة من مشاهير أعيانهم، وأنكروا خلافة هارون عن موسى كالفخر الرازي، والإصفهاني، والتفتازاني، والقوشجي، والهروي، وغيرهم وستأتي كلماتهم عن قريب

بل الأعجب من هذه أنّ ( الدهلوي ) نفسه - بدعواه التنافي بين الرسالة والخلافة كما ستعلم - يبطل خلافة هارونعليه‌السلام

٢٩١

٢ - فيه ردّ على نفسه

وثانياً: في هذا الكلام اعتراف بدلالة الحديث على حصول الخلافة لأمير المؤمنينعليه‌السلام ، مثل الخلافة الحاصلة لهارون وهو مبطل لتمويهاته وخزعبلاته، وما أتعب نفسه بتقريره في نفي عموم المنازل

على أنَّ خلافة أمير المؤمنينعليه‌السلام ثابتة بنص أحاديث عديدة، كحديث « لا ينبغي لي أنْ أذهب إلا وأنت خليفتي » الذي رواه أكابر المحدثين كما ستعلم وكالحديث الذي رواه صاحب ( حبيب السّير ) الذي فيه: « يا أخي إرجع إلى المدينة فإنك خليفتي في أهلي ودار هجرتي وقومي » وهو كذلك نص في الخلافة.

ردّ دعوى تقيّد خلافة الأمير بمدّة غيبة النبي

قوله:

والإستخلاف المقيد بمدة الغيبة غير باقٍ بعد انقضائها، كما أنَّ خلافة هارون لم تدم.

أقول:

على ( الدهلوي ) إثبات هذا التقييد بدليل مقبول لدى العلماء الفحول، وإلّا فالدّعوى المجرّدة عن الدليل والبرهان غير قابلة للإذعان، والإكتفاء بها خروج على قانون المناظرة المقرّر لدى الأعيان

وغير خاف على من ألقى السّمع وهو شهيد: عدم ورود هذا التقييد في شيء من الروايات الناصّة على استخلاف أمير المؤمنينعليه‌السلام .

٢٩٢

ويدل على بطلان هذا التقييد أيضاً: كلام ابن تيميّة والشيخ علي القاري، حيث ادّعيا أنّ أمير المؤمنينعليه‌السلام عزل عن هذه الخلافة، لأنّه لو كانت من أوّل الأمر مقيدةً فهي منقطعة بانقضاء المدة، ولا يصح إطلاق العزل حينئذٍ لا لغةً ولا عرفاً فكلام هذين العَلَمين مبطل لدعوى التقييد.

وأيضاً: خلافة هارونعليه‌السلام مطلقة لا مقيدة بمدّة الغيبة، فكذا خلافة الأميرعليه‌السلام المنزل بمنزلة هارون أمّا دعوى تقيّد خلافة هارون فكذب واضح وافتراء بحت، لأنّ الكلام الإلهي المشتمل على حكاية استخلاف موسى هارون -عليهما‌السلام - مطلق غير مقيّد، والمفسّرون أيضاً لم يقيّدوا إطلاق الآية بقيدٍ، والأخبار الواردة في تفسيرها خالية عن هذا التقييد كما ستعلم فما ذكره ( الدهلوي ) ليس إلّا الكذب والإفتراء على أنبياء اللهعليهم‌السلام !!

فالعجب كيف لا يتحرَّج هذا الرجل من هكذا كذب؟

ألا ترى، أنّ قول موسى لأخيه هارون( اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي ) (١) مطلق غير مقيَّد بزمان غيبة موسى عن بني إسرائيل؟

فكيف يدعي تقييد هذه الخلافة بلا دليل؟ أو يدّعي أنّ موسى عزل هارون عنها كما قاله في باب المطاعن ...؟ وكيف يناقض نفسه في الكتاب الواحد فتارةً يدّعي التقيّد واُخرى العزل...؟

قوله:

« ولا يجوز إطلاق العزل على انقطاع هذا الإستخلاف، لأنه موجب للإهانة ».

____________________

(١). سورة الأعراف: ٧، الآية ١٤٢.

٢٩٣

أقول:

إنّه - وإنْ ادّعى تقيّد اطلاق الإستخلاف - استحيى من دعوى عزل أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فعبّر بانقطاع الإستخلاف، وصرّح بأنّ التعبير بالعزل إهانة

لكن ابن تيمية والقاري - وهما من أساطين علماء القوم - عبّرا بالعزل بلا خجل، بعد وصف خلافته بالجزئية!! فيقول القاري: « إنَّ الخلافة الجزئية في حياته لا تدل على الخلافة الكليّة بعد مماته، لاسيّما وقد عزل عن تلك الخلافة برجوعه »(١) .

إنْ هذا إلّا كذب على الله ورسوله!!

وكأنّه محاولة لشفاء غيظهم من عزل الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أبا بكر عن تبليغ سورة البراءة، فإنّ هذا العزل - الثابت بأحايثهم المتكاثرة - ممّا أحرق قلوب القوم وأقرح جفونهم لكنّها محاولة يائسة

ويقول ابن تيمية بجواب العلّامة الحلّي: « قوله: لأنه لم يعزله عن المدينة. قلنا: هذا باطل، فإنه لمـّا رجع النبي صلّى الله عليه وسلّم انعزل علي بنفس رجوعه، كما كان غيره ينعزل إذا رجع، وقد أرسله بعد هذا إلى اليمن حتى وافاه بالموسم في حجة الوداع، واستخلف على المدينة في حجة الوداع غيره، أفترى النبي صلّى الله عليه وسلّم فيها مقيماً وعلي باليمن وهو خليفة بالمدينة. ولا ريب أنّ كلام هؤلاء كلام جاهل بأحوال النبي صلّى الله عليه وسلّم، كأنّهم ظنّوا أن عليّاً ما زال خليفةً على المدينة حتى مات النبي صلّى الله عليه وسلّم »(٢) .

____________________

(١). المرقاة في شرح المشكاة ٥ / ٥٦٤.

(٢). منهاج السنة ٧ / ٣٥١.

٢٩٤

فظهر من كلام ابن تيمية أيضاً: عدم تقيّد استخلاف أمير المؤمنينعليه‌السلام عنده، وأنه - والقاري - على أنّ انقطاع الإستخلاف المطلق عين العزل، والعزل إهانة بلا ريب ولا يجترء على عزوه إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام إلّا ناصب حنق

فثبت أنّ خلافتهعليه‌السلام - كخلافة هارون - مستمرة غير منقطعة، لأن انقطاعها يستلزم العزل، والعزل إهانة، ولا يجوّز أحد من أهل الإسلام إهانة الأميرعليه‌السلام .

والحاصل: إنّه لا مناص لأهل السنة - بعد تصريح ابن تيميّة والقاري بالعزل كما سمعت - من أحد أمرين، إمّا الإعتراف ببطلان تقييد الإستخلاف، وإمّا إطلاق العزل على انقطاع هذا الإستخلاف غير المقيد، ورفع اليد عن دعوى مخالفة هذا الإطلاق للعرف واللغة وعلى كل حال، يثبت ما تقوله الإمامية من أن دعوى انقطاع خلافة الأميرعليه‌السلام تستلزم الإهانة، وإذ لا يقدم مسلمٌ على تجويزها أبداً فخلافته غير منقطعة، وهو المطلوب.

ردّ أباطيل وأكاذيب لابن تيمية

ثم قال ابن تيميّة - بعد عبارته السابقة -: « ولم يعلموا أنّ علياً بعد ذلك أرسله النبي صلّى الله عليه وسلّم سنة تسع مع أبي بكر لنبذ العهود، وأمّر عليه أبا بكر، ثم بعد رجوعه مع أبي بكر أرسله إلى اليمن كما أرسل معاذاً وأبا موسى، ثم لما حجّ النبي صلّى الله عليه وسلّم حجة الوداع استخلف على المدينة غير علي، ووافاه علي بمكة، ونحر النبي صلّى الله عليه وسلّم مائة بدنة، نحر بيده ثلثيها ونحر علي ثلثها، وهذا كلّه معلوم عند أهل العلم متفق عليه بينهم، وتواترت به الأخبار كأنّك تراه بعينك، ومن لم يكن له عناية بأحوال الرسول صلّى الله عليه

٢٩٥

وسلّم لم يكن له أنْ يتكلَّم في هذه المسائل الاُصولية »(١) .

أقول:

قد استدل ابن تيمية في هذه العبارة على انقطاع خلافة أمير المؤمنينعليه‌السلام بثلاثة أمور أحدها: إنه أرسله النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سنة تسع مع أبي بكر لنبذ العهود، وأمَّر عليه أبا بكر. والثاني: إنه بعد رجوعه مع أبي بكر أرسله إلى اليمن. والثالث: إنه لمـّا حجّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حجة الوداع استخلف على المدينة غير علي.

ثم زعم أن هذا كله معلوم عند أهل العلم، متفق عليه بينهم، وتواترت به الأخبار، كأنّك تراه بعينك

لكنّ تأمير أبي بكر على أمير المؤمنينعليه‌السلام بهتان فاحش، ودعوى تواتر الأخبار بإرسال أمير المؤممنينعليه‌السلام مع أبي بكر من أشنع المختلقات وبإمكان كلّ متتبّع أن يقف على بطلان هذه الدعاوي بالنظر في روايات أهل السنة أنفسهم فضلاً عن روايات الإمامية فإنّ رواياتهم المتكاثرة صريحة في أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أرسل أمير المؤمنينعليه‌السلام بعدما كان قد أرسل أبا بكر، فقوله: أرسله مع أبي بكر كذب محض. ودعوى أنه أمّر عليه أبا بكر يشبه دعوى أمارة مسيلمة على رسول الله معاذ الله من ذلك، أو أمارة فرعون على موسى، أو امارة نمرود على إبراهيم الخليل.

على أن رواياتهم صريحة في أنّ الرسول عزل أبا بكر عن تبليغ براءة، وخصّ علياً لهذا الأمر

وأيضا: رواياتهم صريحة في رجوع أبي بكر - بعد أخذ علي الآيات

____________________

(١). منهاج السنة ٧ /٣٥١.

٢٩٦

منه - إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فعلى من يدّعي رجوع أمير المؤمنينعليه‌السلام مع أبي بكر أنْ يثبت مدّعاه!!

وكيف يدّعي أمارة أبي بكر على أمير المؤمنينعليه‌السلام ، والحال أنّ هذه القضية نفسها تثبت أفضليّتهعليه‌السلام من أبي بكر، حيث أنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عزل أبا بكر عن إبلاغ السورة، وأمر علياً بذلك، حتى أن أبا بكر رجع إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فزعاً وقال « أنزل فيَّ شيء »؟!

وأمّا أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أرسل أمير المؤمنينعليه‌السلام إلى اليمن، فمن البديهي عدم دلالة ذلك على انقطاع خلافته ووجوب طاعته، إذ الغرض من عدم انقطاع خلافتهعليه‌السلام بقاء وجوب طاعته ونفوذ حكمه، وجواز تصرفه في أمور المدينة وأهلها، وهذا المعنى لا يستلزم بقائه في المدينة على الدوام، فلو أرسل السّلطان أحد وزرائه إلى بعض الأطراف لغرضٍ من الأغراض، لم يكن إرساله إبطالاً لوزارته، وكذا جعل شخصٍ ونصبه لحراسة المدينة مدة غياب أمير المؤمنينعليه‌السلام لا يقدح في ثبوت خلافته ونفوذ أحكامه فيها كما هو الحال بالنسبة إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نفسه

وبالجملة، فإنّ ما ذكره ابن تيمية في هذه الفقرة من كلامه لا يخلو، إمّا كذب وإما باطل

ثم قال ابن تيمية:

« والخليفة لا يكون خليفةً إلّامع مغيب المستخلِف أو موته، فالنبي صلّى الله عليه وسلّم إذا كان بالمدينة امتنع أن يكون له خليفة فيها، كما أن سائر من استخلفه النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لما رجع انقضت خلافتهُ وكذلك سائر ولاة الامور إذا استخلف أحدهم على مصره في مغيبه بطل استخلافه ذاك إذا حضر المستخلف، ولهذا لا يصلح أن يقال: إن الله يستخلف أحداً عنه، فإنّه حي قيّوم شهيد مدبّر لعباده منزّه عن الموت والنوم والغيبة، ولهذا لمـّا قالوا لأبي بكر: يا

٢٩٧

خليفة الله، قال: لست خليفة الله بل خليفة رسول الله، وحسبي ذلك.

والله تعالى يوصف بأنه يخلف العبد. قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل. وقال في حديث الدجال: والله خليفتي على كل مسلم. وكل من وصفه الله بالخلافة في القرآن فهو خليفة عن مخلوق كان قبله، كقوله( ثُمَّ جَعَلْناكُمْ خَلائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ ) ( وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ ) ( وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ) وكذلك قوله للملائكة( إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ) أي عن خلقٍ كان في الأرض قبل ذلك، كما ذكره المفسّرون وغيرهم »(١) .

أقول:

لا يخفى على العاقل أن دعوى « أن الخليفة لا يكون خليفة إلّا مع مغيب المستخلف أو موته » عارية عن الدليل والبرهان، ويشهد بذلك أنّ أحداً من العلماء لم يذكر هذا القيد في تعريف الإمامة، وهي ترادف الخلافة.

وقال ولي الله الدهلوي في تعريف الخلافة: « هي الرئاسة العامة في التصدّي لإقامة الدين بإحياء العلوم الدينية وإقامة أركان الإسلام، والقيام بالجهاد وما يتعلّق به من ترتيب الجيوش، والفرض للمقاتلة وإعطائهم من الفيء، والقيام بالقضاء وإقامة الحدود ورفع المظالم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، نيابةً عن النبي صلّى الله عليه وسلّم »(٢) .

ودعوى أنّه « لا يصلح أن يقال إن الله يستخلف أحداً عنه » ممنوعة

____________________

(١). منهاج السنة ٧ / ٣٥٢.

(٢). ازالة الخفا، الفصل الأول من المقصد الأول: مسألة في تعريف الخلافة.

٢٩٨

أيضاً، لتصريح أئمة السنّية بكون داودعليه‌السلام خليفة الله، وأنه قد وصف بهذا في القرآن العظيم كما في كلام ولي الله الدهلوي. فهل ابن تيمية مكذّب للقرآن أو أن الدهلوي مفتر على القرآن؟!

قوله:

« وإنّما يكون صحة الإستثناء دليل العموم إذا كان الإستثناء متّصلاً ».

مجرّد صحة الإستثناء كاف في الدلالة على العموم

أقول:

لقد صرح محققوا علم الأصول، بأنّ صحّة الإستثناء دليل العموم، واعترف به ( الدهلوي ) أيضاً، وكلامهم مطلق لكن ( الدهلوي ) تبع الكابلي المقلِّد للقوشجي والتفتازاني وأمثالهما في زعم قصر الدلالة على العموم على وجود الإستثناء المتّصل

وعلى الجملة، يكفي في الدلالة على العموم مجرّد صحة الإستثناء وهذا واضح جدّاً، وبه تنادي نصوص عباراتهم

قال ابن إمام الكامليّة بعد الإستدلال بقوله تعالى:( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ ) على دلالة الأمر على الوجوب، قال:

« قيل: قوله تعالى( عَنْ أَمْرِهِ ) لا يعم، لأنه مطلق. قلنا: عام، لجواز الإستثناء منه، لأنه يصح أنْ يقال: فليحذر الذين يخالفون عن أمره إلّا مخالفة الأمر الفلاني، والإستثناء معيار العموم»(١) .

تفيد هذه العبارة: أن اللفظ إذا صحّ الإستثناء منه دل على العموم، ولهذا

____________________

(١). شرح منهاج الوصول. المسألة الثانية، من الفصل الثاني، من الباب الثاني - مخطوط.

٢٩٩

دلّ لفظ « أمر » فى الآية على العموم مع عدم وجود استثناء فى الآية أصلاً

وقال العبري - فى مقام إثبات القياس، بعد أن ذكر أن « الإعتبار » فى قوله تعالى:( فَاعْتَبِرُوا يا أُولِي الْأَبْصارِ ) (٢) دالّ على جميع الجزئيات، بقرينة لحوق العموم به وهو جواز الإستثناء منه، وإن الإستثناء دليل العموم - قال:

« قال الخنجى: ولقائل أنْ يمنع هذا الجواب: بأنْ صحّة الإستثناء مشروطة بثبوت كون الأمر بالماهيّة أمراً بجزئياته، وللخصم أنْ يمنع صحة الإستثناء ما لم يثبت أنْ الأمر به أمر بالجزئيّات. والجواب: إن صحة الإستثناء ظاهرة فى هذه الصّورة، إذ لو قال إعتبروا إلّا الإعتبار الفلانى لا يخطَّأ لغةً، وصحّة الإستثناء معيار العموم، لِما ثبت فى باب العموم، ولا حاجةإلى ثبوت كون الأمر بالماهيّة أمراً بالجزئيات، إذ معنى كون صحّة الإستثناء معيار العموم هو أنا إذا تردّدنا فى عموم لفظٍ نعتبر فيه الإستثناء، فإنْ صحَّ منه علمنا عمومه وإلاّ فلا. فالعلم بصحة الإستثناء يكفى فى العلم بالعموم »(١) .

وقال الشيخ عبد الرحمن البنانى بشرح قول السبكى صاحب ( جمع الجوامع ): « ومعيار العموم الإستثناء » وقد تقدّمت عبارته مع شرحها للجلال المحلّى قال:

« إنّ دليل تحقّقه الإستثناء من معناه، كما أشار إليه الشارح بقوله: فكلّ ما صحّ الإستثناء منه وفى العبارة مضاف محذوف، أي: ومعيار العموم صحّة الإستثناء. دلّ عليه قول الشارح: فكلّ ما صحّ ».

وقال البنانى فى التعليق على قول المحلّى: « ولم يصح الإستثناء من الجمع المنكّر إلّا أنْ يخصَّص، فيعم فيما يتخصّص به، نحو قام رجال كانوا فى دارك إلّا زيداً منهم » قال:

____________________

(١). شرح منهاج الوصول. الباب الاول، من الكتاب الرابع، فى القياس - مخطوط.

٣٠٠