تحف العقول

تحف العقول0%

تحف العقول مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 520

تحف العقول

مؤلف: ابن شعبة الحراني
تصنيف:

الصفحات: 520
المشاهدات: 173041
تحميل: 9967

توضيحات:

تحف العقول
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 520 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 173041 / تحميل: 9967
الحجم الحجم الحجم
تحف العقول

تحف العقول

مؤلف:
العربية

مكيدتك وأسرارك بأجمعهم(١) لوجوه صالح الادب ممن يصلح للمناظرة في جلائل الامور من ذوي الرأي والنصيحة والذهن، أطواهم عنك لمكنون الاسرار كشحا ممن لا تبطره الكرامة ولا تمحق به الدالة فيجترئ بها عليك في خلاء أو يلتمس إظهارها في ملاء، ولا تقصر به الغفلة(٢) عن إيراد كتب الاطراف عليك وإصدار جواباتك على الصواب عنك وفيما يأخذ ويعطي منك ولا يضعف عقدا اعتقده لك ولا يعجز عن إطلاق ما عقد عليك ولا يجهل مبلغ قدر نفسه في الامور، فإن الجاهل بقدر نفسه يكون بقدر غيره أجهل. وول ما دون ذلك من رسائلك وجماعات كتب خرجك ودواوين جنودك قوما تجتهد نفسك في إختيارهم، فإنها رؤوس أمرك أجمعها لنفعك وأعمها لنفع رعيتك. ثم لا يكن اختيارك إياهم على فراستك واستنامتك(٣) وحسن الظن بهم، فإن الرجال يعرفون فراسات الولاة بتصنعهم وخدمتهم(٤) وليس وراء ذلك من النصيحة والامانة. ولكن اختبرهم بما ولوا للصالحين قبلك فاعمد لاحسنهم كان في العامة أثرا وأعرفهم فيها بالنبل والامانة(٥) ، فإن ذلك دليل على نصيحتك لله ولمن وليت أمره. ثم مرهم بحسن الولاية ولين الكلمة واجعل لرأس كل أمر من امورك رأسا منهم، لا يقهره كبيرها(٦) ولا يتشتت عليه كثيرها، ثم تفقد ما غاب عنك من حالاتهم وامور

____________________

(١) باجمعهم متعلق باخصص، أى ما يكون من رسائلك حاويا لشئ من المكائد والاسرار فاخصصه بمن كان ذا أخلاق وصلاح ورأى ونصيحة وذهن وغير ذلك من الاوصاف المذكورة.

وطوى الحديث: كتمه. وطوى كحشا عنه أى أعرض عنه وقاطعه.

وبطر الرجل يبطر بطرا - محركة - إذا دهش وتحير في الحق. وبالامر ثقل به.

وبطره النعمة: أدهشه. والدالة: الجرأة.

(٢) أى ولا تكون غفلته موجبة لتقصيره في اطلاعك على ما يرد من أعمالك ولا في اصدار الاجوبة عنه على وجه الصواب.

(٣) الفراسة - بالكسر -: حسن النظر في الامور والاستنامة: السكون والاستيناس، أى لا يكون انتخاب الكتاب تابعا لميلك الخاص.

(٤) وفى النهج [ بتصنعهم وحسن خدمتهم ].

(٥) النبل - بالضم -: الذكاء و: النجابة والفضل.

(٦) أى لا يقهره عظيم تلك الاعمال ولا يخرج عن ضبطه كثيرها.

١٤١

من يرد عليك رسله وذوي الحاجة وكيف ولايتهم وقبولهم وليهم وحجتهم(١) فإن التبرم والعز والنخوة من كثير من الكتاب إلا من عصم الله وليس للناس بد من طلب حاجاتهم ومهما كان في كتابك من عيب فتغابيت عنه الزمته(٢) أو فضل نسب إليك مع مالك عند الله في ذلك من حسن الثواب.

ثم التجار وذوي الصناعات فاستوص وأوص بهم خيرا: المقيم منهم والمضطرب بماله(٣) والمترفق بيده فانهم مواد للمنافع وجلابها في البلاد في برك وبحرك وسهلك وجبلك وحيث لا يلتئم الناس لمواضعها(٤) ولا يجترئون عليها من من بلاد أعدائك من أهل الصناعات التي أجرى الله الرفق منها على أيديهم فاحفظ حرمتهم وآمن سلبهم وخذلهم بحقوقهم فإنهم سلم لا تخاف بائقته(٥) وصلح لا تحذر غائلته، أحب الامور إليهم أجمعها للامن وأجمعها للسلطان، فتفقد امورهم بحضرتك وفي حواشي بلادك. واعلم مع ذلك أن في كثير منهم ضيقا فاحشا(٦) وشحا قبيحا واحتكارا للمنافع وتحكما في البياعات وذلك باب مضرة للعامة وعيب على الولاة، فامنع الاحتكار فإن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله نهى عنه. وليكن البيع والشراء بيعا سمحا(٧) بموازين عدل وأسعار لا

____________________

(١) في بعض النسخ [ وقبولهم ولينهم وحجتهم ].

والتبرم: التضجر.

(٢) تغابيت أى تغافلت عن عيب في كتابك يكون ذلك العيب لاصقا بك.

(٣) المضطرب بماله: المتردد بأمواله في الاطرف والبلدان.

والمترفق بيده: المكتسب به وأصله ما به يتم الانتفاع كالادوات.

والجلاب: الذى يجلب الارزاق والمتاع إلى البلدان.

(٤) يلتئم: يجتمع وينضم أى بحيث لا يمكن اجتماع الناس في مواضع تلك المرافق.

و لا يجترئون أى ولا يكون لهم الجرأة على الاقدام من تلك الامكنة من بلاد الاعداء.

والرفق - بالفتح النفع.

(٥) البائقه: الداهية والشر.

والغائلة: الفتنة والفساد والشر.

أى فان التجار والصناع مسالمون ولا تخشى منهم فتنة ولا داهية.

(٦) الضيق: عسر المعاملة.

البياعات: جمع بياعة: ما يباع.

(٧) السمحة: السهلة التى لا ضيق فيها وبيع السماح: ما كان فيه تساهل في بخس الثمن وفى الخبر السماح رباح أى المساهلة في الاشياء تربح صاحبها.

١٤٢

تجحف بالفريقين من البائع والمبتاع(١) ، فمن قارف حكرة بعد نهيك فنكل وعاقب في غير إسراف.

فإن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فعل ذلك.

ثم ألله الله في الطبقة السفلى من الذين لا حيلة لهم والمساكين والمحتاجين وذوي البؤس، والزمنى(٢) ، فإن في هذه الطبقة قانعا ومعترا(٣) فاحفظ الله ما استحفظك من حقه فيها واجعل لهم قسما من غلات صوافي الاسلام(٤) في كل بلد، فإن للاقصى منهم مثل الذي للادنى. وكلا قد استرعيت حقه فلا يشغلنك عنهم نظر(٥) ، فإنك لا تعذر بتضييع الصغير لاحكامك الكثير المهم(٦) ، فلا تشخص همك عنهم. ولا تصعر خدك لهم وتواضع لله يرفعك الله واخفض جناحك للضعفاء واربهم(٧) إلى ذلك منك حاجة وتفقد من امورهم ما لا يصل إليك منهم ممن تقتحمه العيون(٨) وتحقره الرجال، ففرغ لاولئك ثقتك(٩) من أهل الخشية والتواضع فليرفع إليك امورهم، ثم اعمل فيهم بالاعذار إلى الله يوم تلقاه، فإن هؤلاء أحوج إلى الانصاف من غيرهم وكل فأعذر إلى الله في تأدية حقه إليه. وتعهد أهل اليتم والزمانة والرقة في السن ممن لا

____________________

(١) المبتاع: المتشرى. وقارف: قارب وخالط. والحكرة - بالضم -: اسم من الاحتكار.

(٢) البؤس - بضم الباء - وفى النهج [ البؤسى ] - كصغرى -: شدة الفقر. والزمنى - بالفتح جمع زمن - ككتف -: المصاب بالزمانة - بالفتح - وهى العاهة وتعطيل القوى وعدم بعض الاعضاء.

(٣) القانع - من قنع بالكسر كعلم -: إذا رضى بما معه وما قسم له. ومن قنع بالفتح كمنع إذا سأل وخضع. المعتر - بتشديد الراء -: المتعرض للعطاء من غير أن يسأل.

(٤) الصوافى: جمع صافية: الارض التى جلا عنها أهلها أو ماتوا ولا وارث لهم.

وصوافى الاسلام هى ارض الغنيمة. وغلات: جمع غلة وهى الدخل الذى يحصل من الزرع.

والتمر واللبن والاجارة والبناء ونحو ذلك وغلات صوافى الاسلام: ثمراتها.

(٥) في النهج [ بطر ].

(٦) في بعض النسخ [ الكبير المهم ]. فلا تشخص أى لا تصرف إهتمامك عن ملاحظه شؤونهم.

والصعر: الميل في الخد إعجابا وكبرا أى لا تعرض بوجهك عنهم. (٧) كذا. وفى نسخة [ ارئهم ].

(٨) تقتحمه العيون: تكره أن تنظر إليه احتقارا.

(٩) ففرغ أى فاجعل للتفحص عنهم وعن حالهم اشخاصا ممن تثق بهم يتفرغون أنفسهم لمعرفة أحوالهم ويبذلون جهدهم فيهم.

١٤٣

حيلة له. ولا ينصب للمسألة نفسه فاجر لهم أرزاقا فإنهم عباد الله فتقرب إلى الله بتخلصهم ووضعهم مواضعهم في أقواتهم وحقوقهم، فإن الاعمال تخلص بصدق النيات. ثم إنه لا تسكن نفوس الناس أو بعضهم إلى أنك قد قضيت حقوقهم بظهر الغيب دون مشافهتك بالحاجات(١) وذلك على الولاة ثقيل.

والحق كله ثقيل. وقد يخففه الله على أقوام طلبوا العاقبة(٢) فصبروا نفوسهم ووثقوا بصدق موعود الله لمن صبر واحتسب فكن منهم واستعن بالله. واجعل لذوي الحاجات منك قسما تفرغ لهم فيه شخصك وذهنك من كل شغل، ثم تأذن لهم عليك وتجلس لهم مجلسا تتواضع فيه لله الذي رفعك. وتقعد عنهم جندك وأعوانك(٣) من أحراسك وشرطك تخفض لهم في مجلسك ذلك جناحك وتلين لهم كنفك(٤) في مراجعتك ووجهك حتى يكلمك متكلمهم غير متعتع(٥) ، فإني سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول في غير موطن: لن تقدس امة لا يؤخذ للضعيف فيها حقه من القوي غير متعتع. ثم احتمل الخرق منهم والعي(٦) ونح عنك الضيق والانف(٧) يبسط الله عليك أكناف رحمته(٨) و

____________________

(١) المشافهة: المخاطبة بالشفه أى من فيه إلى فيه والمراد حضورهم.

(٢) في بعض النسخ [ العافية ].

(٣) تأمر بآن يقعد عنهم ولا يتعرض لهم. والاحراس: جمع حارس وهو من يحرس الحاكم من وصول المكروه إليه. أى أعوان الحاكم.

والشرط - بضم ففتح -: جمع شرطة - بضم فسكون - وهم طائفة من أعوان الولاة وسموا بذلك لانهم اعلموا أنفسهم بالعلامات يعرفون بها. وهم المعروفون الان بالضابطة.

(٤) الكنف - بالتحريك - الجانب، الظل.

(٥) التعتعة في الكلام: التردد فيه من عى أو عجز والمراد غير خائف منك ومن أعوانك وفى النهج [ غير متتعتع ] في الموضعين ولعله أصح.

(٦) الخرق - بالضم -: العنف.

والعى - بالكسر -: العجز عن النطق أى اطق واصبر، لا تضجر من هذا ولا تغضب لذاك.

(٧) المراد بالضيق: ضيق الصدر من هم أو سوء خلق.

والانف - بالتحريك -: الاستكبار والترفع.

أى بعد عن نفسك هذا وذاك.

(٨) الاكناف: الاطراف.

١٤٤

يوجب لك ثواب أهل طاعته، فأعط ما أعطيت هنيئا(١) وامنع في إجمال وإعذار و تواضع هناك فإن الله يحب المتواضعين. وليكن أكرم أعوانك عليك الينهم جانبا و أحسنهم مراجعة وألطفهم بالضعفاء، إن شاء الله. ثم إن امورا من امورك لابد لك من مباشرتها، منها إجابة عمالك ما يعيى عنه(٢) كتابك. ومنها إصدار حاجات الناس في قصصهم. ومنها معرفة ما يصل إلى الكتاب والخزان مما تحت أيديهم، فلا تتوان فيما هنالك ولا تغتنم تأخيره واجعل لكل أمر منها من يناظر فيه ولاته بتفريغ لقلبك وهمك، فكلما أمضيت أمرا فأمضه بعد التروية(٣) ومراجعة نفسك ومشاورة ولي ذلك، بغير احتشام ولا رأي(٤) يكسب به عليك نقيضه. ثم أمض لكل يوم عمله فإن لكل يوم ما فيه. واجعل لنفسك فيما بينك وبين الله أفضل تلك المواقيت وأجزل تلك الاقسام(٥) وإن كانت كلها لله إذا صحت فيها النية(٦) و سلمت منها الرعية. وليكن في خاص ما تخلص لله به دينك إقامة فرائضه التي هي له خاصة، فأعط الله من بدنك في ليلك ونهارك ما يجب، فإن الله جعل النافلة لنبيه خاصة دون خلقه فقال:( ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ) (٧) ، فذلك أمر اختص الله به نبيه وأكرمه به ليس لاحد سواه وهو لمن سواه تطوع فإنه يقول:( مَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شَاکِرٌ عَلِيمٌ‌ ) (٨) فوفر ما تقربت به إلى الله وكرمه وأد فرائضه إلى الله كاملا غير مثلوب ولا منقوص(٩) بالغا ذلك من

____________________

(١) هنيئا: سهلا لينا أى لا تخشنه وإذا منعت فامنع بلطف وعذر.

(٢) أى يعجز عنه.

(٣) التروية: النظر في الامر والتفكر فيه.

(٤) الاحتشام من الحشمة - بالكسر -: الاستحياء والانقباض والغضب.

(٥) أجزل: أعظم.

(٦) في النهج [ إذا صلحت ].

(٧) سورة الاسراء آية ٨١.

(٨) سورة البقرة آية ١٥٣.

وفى النهج [ ووف ما تقربت ].

(٩) المثلوب: المعيوب.

وفى النهج [ المثلوم ] أى المخدوش.

وبالغا أى وإن بلغ من اتعاب بدنك أى مبلغ.

١٤٥

بدنك ما بلغ. فإذا قمت في صلاتك بالناس فلا تطولن ولا تكونن منفرا ولا مضيعا(١) فإن في الناس من به العلة وله الحاجة. وقد سألت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حين وجهني إلى اليمن: كيف نصلي بهم؟ فقال: صل بهم كصلاة أضعفهم وكن بالمؤمنين رحيما. وبعد هذا(٢) فلا تطولن احتجابك عن رعيتك. فإن احتجاب الولاة عن الرعية شعبة من الضيق وقلة علم بالامور. والاحتجاب يقطع عنهم علم ما احتجبوا دونه فيصغر عندهم الكبير ويعظم الصغير، ويقبح الحسن ويحسن القبيح ويشاب الحق بالباطل(٣) وإنما الوالي بشر لا يعرف ما توارى عنه الناس به من الامور وليست على القول سمات(٤) يعرف بها الصدق من الكذب، فتحصن من الادخال في الحقوق بلين الحجاب(٥) فإنما أنت أحد رجلين: إما امرء سخت نفسك بالبذل في الحق ففيم احتجابك؟ من واجب حق تعطيه؟ أو خلق كريم تسديه؟، وإما مبتلى بالمنع فما أسرع كف الناس عن مسألتك إذا أيسوا من بذلك مع أن أكثر حاجات الناس إليك مالا مؤونة عليك فيه من شكاية مظلمة أو طلب إنصاف. فانتفع بما وصفت لك واقتصر فيه على حظك ورشدك إن شاء الله. ثم إن للملوك خاصة وبطانة فيهم استئثار وتطاول وقلة إنصاف(٦) فاحسم مادة أولئك بقطع أسباب تلك الاشياء، ولا تقطعن لاحد من حشمك ولا حامتك قطيعة(٧) ولا تعتمدن في اعتقاد عقدة تضر بمن يليها من الناس في شرب أو عمل مشترك

____________________

(١) أى بالتطويل والتنقيص.

والمطلوب المتوسط.

(٢) وفى النهج [ وأما بعد ].

(٣) يشاب: يخلط.

(٤) سمات: جمع سمة - بكسر السين -: العلامة.

وفى النهج [ وليست على الحق سمات تعرف بها ضروب الصدق من الكذب ].

(٥) الادخال في الحقوق: الافساد فيها.

ومن المحتمل الادغال في الحقوق

(٦) الاستئثار: تقديم النفس على الغير.

والتطاول: الترفع والتكبر.

(٧) الحسم: القطع.

والحشم - محركة -: الخدم.

وفى النهج [ حاشيتك ].

والحامة: الخاصة والقطيعة - من الاقطاع -: المنحة من الارض

١٤٦

يحملون مؤونتهم على غيرهم فيكون مهنأ ذلك لهم دونك وعيبه عليك في الدنيا والآخرة(١) .

عليك بالعدل في حكمك إذا انتهت الامور إليك وألزم الحق من لزمه من القريب والبعيد وكن في ذلك صابرا محتسبا، وافعل ذلك بقرابتك حيث وقع وابتغ عاقبته بما يثقل عليه منه(٢) . فإن مغبة ذلك محمودة. وإن ظنت الرعية بك حيفا فأصحر لهم بعذرك(٣) واعدل عنك ظنونهم بإصحارك فإن في تلك رياضة منك لنفسك ورفقا منك برعيتك وإعذارا تبلغ فيه حاجتك من تقويمهم على الحق في خفض وإجمال(٤) . لا تدفعن صلحا دعاك إليه عدوك فيه رضى(٥) فإن في الصلح دعة لجنودك وراحة من همومك وأمنا لبلادك. ولكن الحذر كل الحذر من مقاربة عدوك في طلب الصلح(٦) فإن العدو ربما قارب ليتغفل فخذ بالحزم وتحصن كل مخوف تؤتى منه. وبالله الثقة في جميع الامور. وإن لجت بينك(٧) وبين عدوك قضية عقدت له بها صلحا أو ألبسته منك ذمة فحط عهدك بالوفاء وارع ذمتك بالامانة واجعل نفسك جنة دونه(٨) . فإنه ليس شئ من فرائض الله عزوجل الناس أشد عليه

____________________

(١) العقدة: الولاية على البلد، وما يمسك الشئ ويوثقه، وموضع العقد وهو ما عقد عليه والضيعة، والعقار الذى اعتقده صاحبه ملكا، والبيعة المعقودة لهم، والمكان الكثير الشجر أو النخل والكلاء الكافى للابل. وفى النهج هكذا [ ولا تقطعن لاحد من حاشيتك وحامتك قطيعة ولا يطمعن منك في اعتقاد عقدة تضر بمن يليها من الناس ]. والمهنأ: ما يأتيك بلا مشقة والمنفعة الهنيئة.

(٢) في النهج [ واقعا ذلك من قرابتك وخاصتك حيث وقع وابتغ عاقبته بما يثقل عليك منه ].

والمغبة: العاقبة.

(٣) الحيف: الظلم. والاصحار: الابراز والاظهار. أى إذا فعلت فعلا وظنت الرعية أنه ظلم فأبرز لهم عذرك وبينه. وعدل عنه: نحاه عنه.

(٤) الخفض: السكون والدعة.

(٥) في النهج [ ولله فيه رضى ].

(٦) في النهج [ ولكن الحذر كل الحذر من عدوك بعد صلحه ].

(٧) اللجاج: العناد والخصومة.

لج في الامر: لازمه وأبى أن ينصرف عنه.

(٨) أى دون ما أعطيت، كما في النهج.

١٤٧

اجتماعا في تفريق أهوائهم وتشتيت أديانهم من تعظيم الوفاء بالعهود(١) . وقد لزم ذلك المشركون فيما بينهم دون المسلمين لما استوبلوا(٢) من الغدر والختر فلا تغدرن بذمتك ولا تخفر بعهدك(٣) ولا تختلن عدوك، فإنه لا يجترئ على الله إلا جاهل. وقد جعل الله عهده وذمته أمنا أفضاه بين العباد برحمته(٤) وحريما يسكنون إلى منعته ويستفيضون به إلى جواره، فلا خداع ولا مدالسة ولا إدغال فيه(٥) . فلا يدعونك ضيق أمر لزمك فيه عهد الله على طلب انفساخه فإن صبرك على ضيق ترجو انفراجه وفضل عاقبته خير من غدر تخاف تبعته(٦) وأن تحيط بك من الله طلبة ولا تستقيل فيها دنياك ولا آخرتك. وإياك والدماء وسفكها بغير حلها فإنه ليس شئ أدعى لنقمة ولا أعظم لتبعة ولا أحرى لزوال نعمة وانقطاع مدة من سفك الدماء بغير الحق. والله مبتدئ بالحكم بين العباد فيما يتسافكون من الدماء. فلا تصونن سلطانك(٧) بسفك دم حرام، فإن ذلك يخلقه ويزيله، فإياك والتعرض لسخط الله فإن الله قد جعل لولي من قتل مظلوما سلطانا قال الله:( وَ مَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلاَ يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ کَانَ مَنْصُوراً ) (٨)

____________________

(١) الناس مبتدأ وخبره أشد والجملة خبر ليس، يعنى إن الناس مع تفرق أهوائهم وتشتت آرائهم لم يجتمعوا على فريضة أشد إهتماما من اجتماعهم على تعظيم الوفاء بالعهود حتى أن المشركين التزموا به مع أنهم ليسوا من المسلمين.

(٢) استوبلوا: استوخموا من عواقب الغدر والخطر.

(٣) فلا تخفر اى فلا تنقض بعهدك وفى النهج [ ولا تخيسن ] من خاس بعهده أى خانه ونقضه.

(٤) الافضاء أصله الاتساع وهنا مجاز ويراد به الافشاء والانتشار.

والحريم: ما حرم أن يمس.

والمنعة: القوة التي تمنع من يريد باحد سوء‌ا.

(٥) المدالسة: الخيانة.

والادغال: الافساد.

(٦) التبعة: ما يترتب على الفعل من الخير أو الشر واستعماله في الشر أكثر.

و أن تحيط عطف على تبعة والطلبة اسم من المطالبة أى وتخاف أن تتوجه عليك من الله مطالبة بحقه في الوفاء الذى غدرته ولا يمكن أن تسأل الله أن يقيلك من هذه المطالبة بعفوه عنك.

(٧) في النهج [ ولا تقوين سلطانك ].

(٨) سورة الاسرى آية ٣٣.

١٤٨

ولا عذر لك عند الله ولا عندي في قتل العمد لان فيه قود البدن(١) . فإن ابتليت بخطأ وأفرط عليه سوطك أو يدك لعقوبة فإن في الوكزة فما فوقها مقتلة فلا تطمحن بك نخوة سلطانك عن أن تؤدي إلى أهل المقتول حقهم دية مسلمة يتقرب بها إلى الله زلفى(٢) . إياك والاعجاب بنفسك والثقة بما يعجبك منها وحب الاطراء(٣) ، فإن ذلك من أوثق فرص الشيطان في نفسه ليمحق ما يكون من إحسان المحسن. إياك والمن على رعيتك بإحسان أو التزيد فيما كان من فعلك(٤) أو تعدهم فتتبع موعدك بخلفك أو التسرع إلى الرعية بلسانك(٥) ، فإن المن يبطل الاحسان(٦) . والخلف يوجب المقت. وقد قال الله جل ثناؤه:( کَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لاَ تَفْعَلُونَ ) (٧) . إياك والعجلة بالامور قبل أوانها والتساقط فيها(٨) عند زمانها واللجاجة فيها إذا تنكرت(٩) والوهن فيها إذا أوضحت، فضع كل أمر موضعه وأوقع كل عمل موقعه. وإياك والاستئثار بما للناس فيه الاسوة والاعتراض فيما يعنيك والتغابي

____________________

(١) القود - بالتحريك -: القصاص.

(٢) أفرط عليه عجل بما لم يكن يريده أى أردت تاديبا فاعقب قتلا.

والوكزة: الضربة بجمع الكف.

وهى تعليل: لقوله وفرط عليه

قوله: فلا تطمحن جواب الشرط أى لا يرتفعن بك كبرياء السلطان عن تأدية الدية إلى أهل المقتول في القتل الخطاء.

(٣) الطراء: المبالغة في المدح والثناء.

الفرص: جمع الفرصة - بالضم -: الوقت المناسب للوصول إلى المقصد.

(٤) التزيد - كالتقيد -: إظهار الزيادة وتكلفها في الاعمال عن الواقع منها.

(٥) التسرع: المبادرة والتعجيل.

(٦) في النهج بعد هذه العبارة [ والتزيد يذهب بنور الحق ].

والمقت: السخط والبغض.

(٧) سورة الصف آية ٤.

(٨) التساقط: تتابع السقوط والمراد به هنا التهاون وقيل: من ساقط الفرس إذا جاء مسترخيا وفى النهج [ التسقط فيها عند إمكانها والوهن عنها إذا استوضحت ].

(٩) اى لم يعرف وجه الصواب فيها.

والوهن الضعف.

١٤٩

عما يعنى به(١) مما قد وضح لعيون الناظرين، فإنه مأخوذ منك لغيرك. وعما قليل تكشف عنك أغطية الامور ويبرز الجبار بعظمته فينتصف المظلومون من الظالمين، ثم املك حمية أنفك(٢) وسورة حدتك وسطوة يدك وغرب لسانك. واحترس كل ذلك بكف البادرة(٣) وتأخير السطوة وارفع بصرك إلى السماء عندما يحضرك منه حتى يسكن غضبك فتملك الاختيار ولن تحكم ذلك من نفسك حتى تكثر همومك بذكر المعاد(٤) . ثم اعلم أنه قد جمع ما في هذا العهد من صنوف ما لم آلك فيه رشدا إن أحب الله إرشادك وتوفيقك أن تتذكر ما كان من كل ما شاهدت منا فتكون ولايتك هذه من حكومة عادلة أو سنة فاضلة أو أثر عن نبيكصلى‌الله‌عليه‌وآله أو فريضة في كتاب الله فتقتدي بما شاهدت مما عملنا به منها. وتجتهد نفسك في اتباع ما عهدت إليك في عهدي واستوثقت من الحجة لنفسي لكيلا تكون لك علة عند تسرع نفسك إلى هواها. فليس يعصم من السوء ولا يوفق للخير إلا الله جل ثناؤه. وقد كان مما عهد إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في وصايته تحضيضا على الصلاة والزكاة وما ملكت أيمانكم. فبذلك أختم لك ما عهدت ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

وأنا أسأل الله سعة رحمته وعظيم مواهبه وقدرته على إعطاء كل رغبة(٥) أن يوفقني وإياك لما في رضاه من الاقامة على العذر الواضح إليه وإلى خلقه(٦) ، مع حسن الثناء

____________________

(١) التغابى: التغافل عما يهتم به و يعنى بصيغة المفعول.

(٢) الحمية: الانفة والنخونة وفلان حمى الانف: إذا كان أبيا بأنف الضيم.

والسورة - بفتح فسكون -: السطوة.

والحدة - بالكسر - من الانسان: بأسه وما يعتريه منالغضب.

والغرب: الحدة والنشاط وأيضا بمعنى الحد.

(٣) البادرة: الحدة أو ما يبدر من اللسان عند الغضب من السب ونحوه.

(٤) في النهج [ بذكر المعاد إلى ربك ].

(٥) أى إعطاء كل سائل ما سأله.

كانه قال: القادر على إعطاء كل سؤال.

(٦) المراد من العذر الحجة الواضحة العادلة، يعنى فانه حجة لك عند من قضيت عليه وعذر عند الله فيمن أجريت عليه عقوبة أو حرمته من منفعة.

١٥٠

في العباد وحسن الاثر في البلاد وتمام النعمة وتضعيف الكرامة(١) وأن يختم لي ولك بالسعادة والشهادة وإنا إليه راغبون والسلام على رسول الله وعلى آله الطيبين الطاهرين وسلم كثيرا.

* (خطبته عليه‌السلام المعروفة بالديباج) *

الحمد لله فاطر الخلق وخالق الاصباح ومنشر الموتى وباعث من في القبور و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

عباد الله ! إن أفضل ما توسل به المتوسلون إلى الله جل ذكره الايمان بالله و برسله وما جاء‌ت به من عند الله والجهاد في سبيله، فإنه ذروة الاسلام(٢) وكلمة الاخلاص، فإنها الفطرة. وإقامة الصلاة. فإنها الملة. وإيتاء الزكاة، فإنها فريضة. وصوم شهر رمضان فإنه جنة حصينة. وحج البيت والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر ويكفران الذنب ويوجبان الجنة. وصلة الرحم، فإنها ثروة في المال(٣) و منسأة في الاجل وتكثير للعدد. والصدقة في السر فإنها تكفر الخطأ وتطفئ غضب الرب تبارك وتعالى. والصدقة في العلانية، فإنها تدفع ميتة السوء. وصنائع المعروف فإنها تقي مصارع السوء. وأفيضوا في ذكر الله جل ذكره(٤) فإنه أحسن الذكر وهو أمان من النفاق وبراء‌ة من النار وتذكير لصاحبه عند كل خير يقسمه الله عزوجل وله دوي تحت العرش(٥) . وارغبوا فيما وعد المتقون، فإن وعد الله أصدق الوعد وكل ما وعد فهو

____________________

(١) أى زيادة الكرامة أضعافا.

(٢) الذروة - بالكسر والضم -: من كل شئ أعلاه.

(٣) الثروة: الكثرة.

وفى النهج [ مثراة ].

المنسأة - من النساء -: التأخير.

(٤) أفيضوا: أسرعوا واندفعوا.

(٥) الدوى: الصوت.

١٥١

آت كما وعد، فاقتدوا بهدي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله (١) فإنه أفضل الهدي واستنوا بسنته.

فإنها أشرف السنن. وتعلموا كتاب الله تبارك وتعالى، فإنه أحسن الحديث وأبلغ الموعظة، وتفقهوا فيه، فإنه ربيع القلوب واستشفوا بنوره فإنه شفاء لما في الصدور وأحسنوا تلاوته، فإنه أحسن القصص، وإذا قرئ عليكم القرآن فاستمعوا له و أنصتوا لعلكم ترحمون(٢) وإذا هديتم لعلمه فاعملوا بما علمتم منه لعلكم تفلحون.

فاعلموا عباد الله ! أن العالم العامل بغير علمه كالجاهل الحائر الذي لا يستفيق من جهله(٣) بل الحجة عليه أعظم وهو عند الله ألوم، والحسرة أدوم على هذا العالم المنسلخ من علمه مثل ما على هذا الجاهل المتحير في جهله وكلاهما حائر بائر مضل مفتون متبور ما هم فيه(٤) وباطل ما كانوا يعملون. عباد الله ! لا ترتابوا فتشكوا. ولا تشكوا فتكفروا. ولا تكفروا فتندموا ولا ترخصوا لانفسكم فتدهنوا، وتذهب بكم الرخص مذاهب الظلمة فتهلكوا. ولا تداهنوا في الحق إذا ورد عليكم وعرفتموه فتخسروا خسرانا مبينا. عباد الله ! إن من الحزم أن تتقوا الله. وإن من العصمة ألا تغتروا بالله. عباد الله ! إن أنصح الناس لنفسه أطوعهم لربه وأغشهم لنفسه أعصاهم له. عباد الله ! إنه من يطع الله يأمن ويستبشر ومن يعصه يخب ويندم ولا يسلم. عباد الله ! سلوا الله اليقين، فإن اليقين رأس الدين وارغبوا إليه في العافية، فإن أعظم النعمة العافية، فاغتنموها للدنيا والآخرة وارغبوا إليه في التوفيق، فإنه اس

____________________

(١) الهدى - بالفتح -: الطريقة والسيرة.

(٢) سورة الاعراف آية ٢٠٣.

(٣) أى كالجاهل المتحير الذى لا يفيق من جهله.

(٤) البائر: الفاسد، الهالك، الذى لا خير فيه وفى المثل حائر بائر أى لا يطيع مرشدا ولا يتجه لشئ: والمبتور: المقطوع.

(٥) لا ترخصوا أى لا تجعلوه رخيصا والرخصة - بالضم -: التسهيل والتخفيف.

والادهان: المصانعة كالمداهنة أى المساهلة.

١٥٢

وثيق(١) واعلموا أن خير ما لزم القلب اليقين وأحسن اليقين التقى وأفضل امور الحق عزائمها وشرها محدثاتها. وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة. وبالبدع هدم السنن. المغبون من غبن دينه والمغبوط من سلم له دينه وحسن يقينه. والسعيد من وعظ بغيره والشقي من انخدع لهواه. عباد الله ! اعلموا أن يسير الياء شرك. وأن إخلاص العمل اليقين. والهوى يقود إلى النار. ومجالسة أهل اللهو ينسي القرآن ويحضر الشيطان. والنسيئ زيادة في الكفر(٢) وأعمال العصاة تدعو إلى سخط الرحمن. وسخط الرحمن يدعو إلى النار. ومحادثة النساء تدعو إلى البلاء وتزيغ القلوب. والرمق لهن يخطف نور ابصار القلوب(٣) ولمح العيون مصائد الشيطان. ومجالسة السلطان يهيج النيران. عباد الله ! اصدقوا، فإن الله مع الصادقين. وجانبوا الكذب، فإنه مجانب للايمان وإن الصادق على شرف منجاة وكرامة(٤) . والكاذب على شفا مهواة وهلكة. وقولوا الحق تعرفوا به. واعملوا به تكونوا من أهله. وأدوا الامانة إلى من ائتمنكم عليها. وصلوا أرحام من قطعكم. وعودوا بالفضل على من حرمكم. وإذا عاقدتم فأوفوا. وإذا حكمتم فاعدلوا. وإذا ظلمتم فاصبروا. وإذا اسيئ إليكم فاعفوا واصفحوا كما تحبون أن يعفى عنكم. ولا تفاخروا بالآباء ولا تنابزوا بالالقاب بئس الاسم الفسوق بعد الايمان ولا تمازحوا ولا تغاضبوا ولا تباذخوا(٥) ولا يغتب بعضكم بعضا( أَ يُحِبُّ أَحَدُکُمْ أَنْ يَأْکُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً ) (٦) ولا تحاسدوا فإن الحسد يأكل الايمان

____________________

(١) الاس - بالتثليث -: الاساس.

(٢) قد مضى بيان ما فيه في الصفحة ٣٢.

(٣) والرمق: طول النظر إلى الشئ وفعله من باب قتل واللمحة - بالفتح -: النظرة بالعجلة والنظرة الخفيفة اى ونظر العيون إليهن بنظر خفيف من حبائل الشيطان ومكائده.

(٤) شرف - بالتحريك -: العلو والمكان العالى.

والمنجاة - بالفتح -: الباعث على النجاة ويقال: الصدق منجاة أى منج.

وشفا كل شئ طرفه وجانبه والهواة: ما بين الجبلين ونحوه.

(٥) التمازح: التداعب والتلاعب.

والتباذخ: التفاخر.

(٦) سورة الحجرات آية ١٢.

١٥٣

كما تأكل النار الحطب ولا تباغضوا فإنها الحالقة(١) وأفشوا السلام في العالم وردوا التحية على أهلها بأحسن منها. وارحموا الارملة(٢) واليتيم وأعينوا الضعيف والمظلوم والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب والمكاتب والمساكين وانصروا المظلوم وأعطوا الفروض وجاهدوا أنفسكم في الله حق جهاده. فإنه شديد العقاب وجاهدوا في سبيل الله. واقروا الضيف(٣) . وأحسنوا الوضوء وحافظوا على الصلوات الخمس في أوقاتها فإنها من الله عزوجل بمكان،( ومن تطوع خيرا [ فهو خير له ] فإن الله شاكر عليم ) (٤) .( وَ تَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَ التَّقْوَى وَ لاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَ الْعُدْوَانِ ) (٥) . و( اتقو الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) (٦)

واعلموا عباد الله ! أن الامل يذهب العقل ويكذب الوعد ويحث على الغفلة ويورث الحسرة فاكذبوا الامل فإنه غرور وإن صاحبه مأزور(٧) .

فاعملوا في الرغبة والرهبة فإن نزلت بكم رغبة فاشكروا واجمعوا معها رغبة فإن الله قد تأذن للمسلمين بالحسنى(٨) ولمن شكر بالزيادة فإني لم أر مثل الجنة نام طالبها ولا كالنار نام هاربها ولا أكثر مكتسبا ممن كسبه. اليوم تذخر فيه الذخائر وتبلى فيه السرائر. وإن من لا ينفعه الحق يضره الباطل. ومن لا يستقيم به الهدى تضره الضلالة(٩) . ومن لا ينفعه اليقين يضره الشك. وإنكم قد امرتم بالظعن(١٠) ودللتم على الزاد

____________________

(١) الحالقة: الخصلة السيئة التى تحلق أى تهلك كل خصلة حسنة.

(٢) الارملة: الضعفاء.

ويطلق أيضا على المسكين ومن لا أهل له ومن ماتت زوجها.

(٣) قرى الضيف.

أضافه.

(٤) سورة البقرة آية ١٥٣.

وقوله: تطوع أى تبرع.

(٥) سورة المائدة آية ٢.

(٦) سورة آل عمران آية ٩٧.

(٧) المأزور: الآثم - من وزر - وقياسه موزور.

(٨) الحسنى: العاقبة الحسنة.

(٩) لانه ليس بين الهدى والضلالة شئ فان وراء الهدى ضلال كله.

وفى النهج [ ومن لم يستقم به الهدى يجر به الضلال إلى الردى ].

(١٠) الظعن: الرحيل والامر تكوينى والمراد بالزاد عمل الصالحات وترك السيئات.

١٥٤

ألا إن أخوف ما أتخوف عليكم إثنان طول الامل واتباع الهوى.

ألا وإن الدنيا قد أدبرت وآذنت بانقلاع(١) ألا وإن الآخرة قد أقبلت وآذنت باطلاع.

ألا وإن المضمار اليوم(٢) والسباق غدا.

ألا وإن السبقة الجنة والغاية النار.

ألا وإنكم في أيام مهل من ورائه أجل(٢) يحثه [ ال‍ ] - عجل.

فمن أخلص لله عمله في أيامه قبل حضور أجله نفعه عمله ولم يضره أجله ومن لم يعمل في أيام مهله ضره أجله ولم ينفعه عمله.

عباد الله ! افزعوا إلى قوام دينكم(٣) بإقام الصلاة لوقتها. وإيتاء الزكاة في حينها والتضرع والخشوع. وصلة الرحم. وخوف المعاد. وإعطاء السائل. وإكرام الضعفة [ والضعيف ](٤) وتعلم القرآن والعمل به. وصدق الحديث. والوفاء بالعهد. وأداء الامانة إذا ائتمنتم. وارغبوا في ثواب الله وارهبوا عذابه. وجاهدوا في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم. وتزودوا من الدنيا ما تحرزون به أنفسكم. واعملوا بالخير تجزوا بالخير يوم يفوز بالخير من قدم الخير. أقول قولي واستغفر الله لي ولكم.

____________________

(١) آذنت أى أعلمت، وإعلامها هو ما أودع في طبيعتها من التقلب والتحول.

ومن نظر إليها تحصل له اليقين بفنائها.

والاطلاع من اطلع على فلان أى أشرف وأتاه ويفهم منه الاتيان بفجأة.

وفى النهج كذا [ قد آذنت بوداع والآخرة قد أشرفت باطلاع ألا وان اليوم المضمار وغدا السباق ].

والمضمار: الموضع الذى تضمر فيه الخيل.

وتضميره أن تربط ويكثر علفها وماؤها حتى تسمن ثم يقلل علفها وماؤها وتجرى في الميدان حتى تهزل وذلك في مدة اربعين يوما و هذه المدة أيضا تسمى المضمار. والسباق: المسابقة وإجراء الخيل في مضمار فتسابق فيه. والسبقة - بفتح فسكون -: المرة من السبق - وبفتحتين -: الغاية المحبوبة التى يحب السابق أن يصل إليها.و - بضم فسكون -: ما يتراهن عليه المتسابقون وهذا الكلام على سبيل الاستعارة أى العمل في الدنيا للاستباق في الآخرة.

(٢) المهل - بالفتح -: المهلة. وايضا: الرفق.

وفى النهج [ أمل ]. أى الامل في البقاء واستمرار الحياة.

(٣) الافزاع: الاخافة، الاغاثة وازالة الفزع (ضد).

(٤) في بعض النسخ [ الضعيفة والضعيف ].

١٥٥

* (ومن حكمه صلوات الله عليه وترغيبه وترهيبه ووعظه) *

أما بعد فإن المكر والخديعة في النار فكونوا من الله على وجل ومن صولته على حذر(١) . إن الله لا يرضى لعباده بعد إعذاره وإنذاره واستطرادا واستدراجا من حيث لا يعلمون(٢) ولهذا يضل سعى العبد حتى ينسى الوفاء بالعهد ويظن أنه قد أحسن صنعا ولا يزال كذلك في ظن ورجاء وغفلة عما جاء‌ه من النبأ يعقد على نفسه العقد ويهلكها بكل جهد وهو في مهلة من الله على عهد، يهوي مع الغافلين ويغدو مع المذنبين ويجادل في طاعة الله المؤمنين ويستحسن تمويه المترفين(٣) فهؤلاء قوم شرحت قلوبهم بالشبهة وتطاولوا على غيرهم بالفرية(٤) وحسبوا أنها لله قربة وذلك لانهم عملوا بالهوى وغيروا كلام الحكماء وحرفوه بجهل وعمى وطلبوا به السمعة و الرياء(٥) ، بلا سبل قاصدة ولا أعلام جارية ولا منار معلوم إلى أمدهم وإلى منهل هم واردوه(٦) حتى إذا كشف الله لهم عن ثواب سياستهم(٧) واستخرجهم من جلابيب

____________________

(١) الصولة: السطوة والقدرة.

(٢) الاستدراج: الارتقاء من درجة إلى درجة. وأيضا: الخدعة. واستدراج الله للعبد انه كلما جدد خطيئة جدد له نعمة وأنساه الاستغفار فيأخذه قليلا قليلا.

قال الله تعالى سنستدرجهم من حيث لا يعلمون

(٣) التمويه: التلبيس والممزوج من الحق والباطل.

والمترف: المتنعم والذى يترك و يصنع ما يشاء ولا يمنع.

(٤) تطاول عليه: اعتدى وترفع عليه.

والفرية - بالكسر -: القذف والكذبة العظيمة التى يتعجب منها.

(٥) السمعة - بالضم -: ما يسمع، يقال فعله رئاء وسمعة أى ليراه الناس ويسمعوه.

(٦) المنار - بالفتح -: ما يجعل في الطريق للاهتداء. والمنهل: المورد وموضع الشرب على الطريق ويسمى أيضا المنزل الذى في المفاوز على طريق المسافر لان فيه ماء.

(٧) في بعض النسخ [ عن جزاء معصيتهم ].

١٥٦

غفلتهم، استقبلوا مدبرا واستدبروا مقبلا، فلم ينتفعوا بما أدركوا من أمنيتهم ولا بما نالوا من طلبتهم ولا ما قضوا من وطرهم وصار ذلك عليهم وبالا فصاروا يهربون مما كانوا يطلبون(١) .

وإني احذركم هذه المزلة وآمركم بتقوى الله الذي لا ينفع غيره فلينتفع بنفسه إن كان صادقا على ما يجن ضميره(٢) فإنما البصير من سمع وتفكر ونظر وأبصر، وانتفع بالعبر وسلك جددا واضحا(٣) يتجنب فيه الصرعة في المهوى ويتنكب طريق العمى ولا يعين على فساد نفسه الغواة بتعسف في حق أو تحريف في نطق أو تغيير في صدق ولا قوة إلا بالله.

قولوا ما قيل لكم وسلموا لما روي لكم ولا تكلفوا ما لم تكلفوا فانما تبعته عليكم فما كسبت أيديكم ولفظت ألسنتكم أو سبقت إليه غايتكم واحذروا الشبهة فإنها وضعت للفتنة واقصدوا السهولة واعملوا فيما بينكم بالمعروف من القول والفعل واستعملوا الخضوع واستشعروا الخوف والاستكانة لله. واعملوا فيما بينكم بالتواضع والتناصف والتباذل(٤) وكظم الغيط، فإنها وصية الله. وإياكم والتحاسد والاحقاد،فإنهما من فعل الجاهلية( وَ لْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ‌ ) (٥) .

أيها الناس اعلموا علما يقينا أن الله لم يجعل للعبد وإن اشتد جهده وعظمت حيلته وكثرت نكايته أكثر مما قدر له في الذكر الحكيم ولم يحل بين المرء على ضعفه وقلة حيلته وبين ما كتب له في الذكر الحكيم.

أيها الناس إنه لن يزداد امرؤ نقيرا بحذقه(٦) ولن ينتقص نقيرا بحمقه، فالعالم بهذا العامل به أعظم الناس راحة في منفعة.

____________________

(١) الامنية: البغية وما يتمنى. والطلبة - بالكسر -: الاسم من المطالبة - وبالفتح -: المرة. والوطر - بفتحتين -: الحاجة.

(٢) في بعض النسخ [ فلينتفع بتقية إن كان صادقا على ما يحن ضميره ].

(٣) الجدد - بفتحتين -: الارض الصلبة المستوية التى يسهل المشى فيها.

ويتنكب: عدل وتجنب. والغواة - بالضم -: جمع غاوى اسم فاعل من غوى.

(٤) التناصف: الانصاف.

(٥) سورة الحشر آية ١٨.

(٦) النقير: النكتة التى في ظهر النواة. والمراد بها هنا الحقير والقليل من الشئ.

والمراد بالذكر الحكيم: القرآن ولا يكون للانسان أن ينال من الكرامة فوق ما نص عليه القرآن.

١٥٧

والتارك له أكثر الناس شغلا في مضرة. رب منعم عليه في نفسه مستدرج بالاحسان إليه. ورب مبتلى عند الناس مصنوع له(١) . فأفق أيها المستمتع من سكرك وانتبه من غفلتك وقصر من عجلتك(٢) وتفكر فيما جاء عن الله تبارك وتعالى فيما لا خلف فيه ولا محيص عنه ولابد منه، ثم ضع فخرك ودع كبرك واحضر ذهنك واذكر قبرك ومنزلك، فإن عليه ممرك وإليه مصيرك. وكما تدين تدان(٣) . وكما تزرع تحصد. وكما تصنع يصنع بك. وما قدمت إليه تقدم عليه غدا لا محالة. فلينفعك النظر فيما وعظت به. وع(٤) ما سمعت ووعدت، فقد اكتنفك بذلك خصلتان ولابد أن تقوم بأحدهما: إما طاعة الله تقوم لها بما سمعت وإما حجة الله تقوم لها بما علمت. فالحذر الحذر والجد الجد، فانه( لاَ يُنَبِّئُکَ مِثْلُ خَبِيرٍ ) (٥) إن من عزائم الله في الذكر الحكيم التي لها يرضى ولها يسخط ولها يثيب وعليها يعاقب أنه ليس بمؤمن وإن حسن قوله وزين وصفه وفضله غيره إذا خرج من الدنيا فلقى الله بخصلة من هذه الخصال لم يتب منها: الشرك بالله فيما افترض عليه من عبادته، أو شفاء غيظ بهلاك نفسه أو يقر بعمل فعمل بغيره، أو يستنجح حاجة إلى الناس(٦) بإظهار بدعة في دينه أو سره أن يحمده الناس بما لم يفعل من خير، أو مشى في الناس بوجهين ولسانين والتجبر و الابهة.

واعلم [ واعقل ذلك ف‍ ] إن المثل دليل على شبهه إن البهائم همها بطونها وإن السباع همها التعدي والظلم وإن النساء همهن زينة الدنيا والفساد فيها وإن المؤمنين مشفقون مستكينون خائفون.

____________________

(١) أى يغتر المنعم عليه بالنعمة.

فربما تكون هذه النعمة استدراجا له من الله ثم يأخذه من حيث لا يشعر.

وكذلك لا يقنط المبتلى عند الناس فقد تكون البلوى صنعا من الله له ليرفع بها مقامه ومنزلته.

وفى بعض النسخ [ فافق أيها المستمع من سكرك ].

(٢) أى العجلة في طلب الدنيا.

(٣) أى كما تجازى (المبنى للفاعل) تجازى (المبنى للمفعول) بفعلك وبحسب ما عملت.

(٤) ع أمر من وعى يعى أى احفظ.

(٥) سورة فاطر آية ١٥.

(٦) في بعض النسخ [ حاجته ].

ويستنجح: سأل أن يقضوها له.

والتجبر: التكبر.

و الابهة: العظمة والنخوة.

١٥٨

* (موعظته عليه‌السلام ووصفه المقصرين) *

لا تكن ممن يرجو الآخرة بغير عمل ويرجو التوبة(١) بطول الامل يقول في الدنيا قول الزاهدين ويعمل فيها عمل الراغبين إن اعطي منها لم يشبع وإن منع لم يقنع يعجز عن شكر ما اوتي ويبتغي الزيادة فيما بقي، ينهى الناس ولا ينتهي ويأمر الناس ما لا يأتي، يحب الصالحين ولا يعمل بأعمالهم ويبغض المسيئين وهو منهم.

ويكره الموت لكثرة سيئاته ولا يدعها في حياته، يقول: كم أعمل فأتعنى(٢) ألا أجلس فأتمنى فهو يتمنى المغفرة ويدأب في المعصية(٣) .

وقد عمر ما يتذكر فيه من تذكر، يقول فيما ذهب: لو كنت عملت ونصبت(٤) لكان خيرا لي ويضيعه غير مكترث لاهيا.

إن سقم ندم على التفريط في العمل وإن صح أمن مغترا يؤخر العمل، تعجبه نفسه ما عوفي(٥) ويقنط إذا ابتلي تغلبه نفسه على ما يظن ولا يغلبها على ما يستيقن(٦) .

لا يقنع من الرزق بما قسم له ولا يثق منه بما قد ضمن له ولا يعمل من العمل بما فرض عليه، فهو من نفسه في شك، إن استغنى بطر وفتن(٧) وإن افتقر قنط ووهن، فهو من الذنب والنعمة موفر(٨) ويبتغي الزيادة ولا يشكر ويتكلف من الناس مالا يعنيه ويصنع من نفسه ما هو أكثر.

إن عرضت له شهوة واقعها باتكال على التوبة وهو لا يدري كيف يكون ذلك.

لا تغنيه رغبته ولا تمنعه رهبته.

____________________

(١) وفى النهج [ ويرجئ التوبة ] ويرجئ أى يوخر التوبة.

(٢) في بعض النسخ [ لم ].

وأتعنى: أتعب من العناء اى التعب والمشقة.

(٣) يدأب: يستمر ويجد في المعصية.

(٤) نصبت: اجتهدت واتعبت فيه و غير مكترث لاهيا أى لا يعبأ به ولا يباليه.

(٥) أى مادام في العافية.

(٦) يعمل بالظن في اعمال الدنيا ولا يعمل للاخرة باليقين.

وهو على يقين من ان السعادة والشرف في الفضيلة والزهد في الدنيا ولا يكتسبهما ولكن اذا ظن وتوهم لذة حاضرة وشهوة عاجلة بادر اليها.

(٧) بطر أى اغتر بالنعمة ففتن.

(٨) ولا ينقص منهما شيئا من وفره اى كثره وجعله وفرا أى كثيرا.

١٥٩

ثم يبالغ في المسألة حين يسأل ويقصر في العمل، فهو بالقول مدل(١) ومن العمل مقل، يرجو نفع عمل ما لم يعمله. ويأمن عقاب جرم قد عمله. يبادر من الدنيا إلى ما يفنى، ويدع جاهلا ما يبقى(٢) وهو يخشى الموت ولا يخاف الفوت. يستكثر من معصية غيره ما يستقل أكثر منه من نفسه. ويستكثر من طاعته ما يحتقر من غيره. يخاف على غيره بأدنى من ذنبه. ويرجو لنفسه بأدنى من عمله، فهو على الناس طاعن ولنفسه مداهن. يؤدي الامانة ما عوفي وارضي والخيانة إذا سخط وابتلي. إذا عوفي ظن أنه قد تاب. وإن ابتلي ظن أنه قد عوقب. يؤخر الصوم ويعجل النوم، لا يبيت قائما ولا يصبح صائما. يصبح وهمته الصبح ولم يسهر(٣) . ويمسي وهمته العشاء وهو مفطر. يتعوذ بالله ممن هو دونه ولا يتعوذ ممن هو فرقه. ينصب الناس لنفسه ولا ينصب نفسه لربه. النوم مع الاغنياء أحب إليه من الركوع مع الضعفاء يغضب من اليسير ويعصي في الكثير، يعزف لنفسه على غيره(٤) ولا يعزف عليها لغيره. فهو يحب أن يطاع ولا يعصى ويستوفي ولا يوفي. يرشد غيره ويغوي نفسه. ويخشى الخلق في غير ربه ولا يخشى ربه في خلقه. يعرف ما أنكر وينكر ما عرف. ولا يحمد ربه على نعمه. ولا يشكره على مزيد ولا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن منكر فهو دهره في لبس(٥) . إن مرض أخلص وتاب وإن عوفي قسا وعاد(٦) ، فهو أبدا عليه ولا له، لا يدري عمله إلى ما يؤديه إليه، حتى متى وإلى متى(٧) . اللهم اجعلنا منك على حذر. احفظ وع، انصرف إذا شئت.

____________________

(١) يقال: ادل على فلان أى أخذه من فوقه واستعلى عليه.

(٢) يبادر في الدنيا إلى ما كان يفنى ويترك ما يبقى من الاعمال التى للاخرة، مع أنه يخشى من الموت لا يخاف من الفوت وفى النهج [ يخشى الموت ولا يبادر الفوت ].

(٣) ولم يسهر أى ينام الليل.

والسهر - بالتحريك -: النوم في الليل.

(٤) يعزف: يزهد ويمنع.

(٥) أى كان في مدة عمره الذى يعيش في خلط واشتباه.

(٦) في بعض النسخ [ نسى ].

(٧) كذا في النسخ.

وهو استفهام توبيخى.

١٦٠