تحف العقول

تحف العقول0%

تحف العقول مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 520

تحف العقول

مؤلف: ابن شعبة الحراني
تصنيف:

الصفحات: 520
المشاهدات: 171512
تحميل: 9770

توضيحات:

تحف العقول
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 520 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 171512 / تحميل: 9770
الحجم الحجم الحجم
تحف العقول

تحف العقول

مؤلف:
العربية

ولا لامل أصبح لكم فيهم وعن غير حدث كان منا ولا رأى تفيل عنا(١) فهلا - لكم الويلات - تركتمونا والسيف مشيم والجأش طامن والرأي لم يستحصف ولكن استسرعتم إليها كتطائر الدبى وتداعيتم عنها كتداعي الفراش(٢) فسحقا وبعدا لطواغيت الامة وشذاذ الاحزاب ونبذة الكتاب ونفثة الشيطان ومحر في الكلام ومطفئ السنن وملحقي العهرة بالنسب(٣) ، المستهزئين الذين جعلوا القرآن عضين

والله إنه لخذل فيكم معروف، قد وشجت عليه عروقكم وتوارت عليه اصولكم(٤) فكنتم أخبث ثمرة شجا للناطر، واكلة للغاصب(٥) ألا فلعنة الله على الناكثين الذين ينقضون الايمان بعد توكيدها وقد جعلوا الله عليهم كفيلا.

ألا وإن الدعي ابن الدعي قد ركز منا بين اثنتين بين الملة والذلة وهيهات منا الدنيئة(٦) يأبى الله ذلك ورسوله والمؤمنون وحجور طابت وانوف حمية ونفوس أبية وأن(٧) نؤثر طاعة اللئام على مصراع الكرام

____________________

(١) حششم النار أى أوقدتم. وقدح واقتدح بالزند: حاول إخراج النار منه والاقتداح بالفارسية (چقماق يا كبريت زدن است). والالب اجتماع القوم تجمعهم عداوة واحدة. واللف - مصدر - يقال: جاؤوا بلفهم وبلفتهم أى بجماعتهم وأخلاطهم. وتفيل رأيه أى أخطأ وضعف.

(٢) في بعض نسخ الحديث [ كرهتمونا وتركتمونا ]. وشام سيفه: دخله في غلافه. والجأش: رواغ القلب إذا اضطرب عند الفزع والطامن: الساكن. واستحصف أى استحكم. والدبا: الجراد. وفى بعض نسخ الحديث [ كطيرة الدبا ]. والتداعى: التساقط. والفراش - بالفتح - جمع الفراشة وهى حيوان ذو جناحين يطير ويتهافت على السراج فيحترق.

(٣) العهر من عهر المرأة إذا زنى. والعاهر: الفاجر الزانى.

(٤) عضين - جمع عضة وأصله عضوة فنقصت الواو وكذلك جمعت عضين والتعضبة -: الفريق أى جعلوه جزء‌ا جزء‌ا، أو لان المشركين فرقوا أقاويلهم فجعلوه كذبا وسحرا وكهانة وشعرا.

وقيل: عضين في لغة قريش -: السحر. وشجت العروق: اشتبكت. وتوارت: استترت.

(٥) الشجا: ما اعترض في الحلق من عظم ونحوه. والاكلة - بضم الهمزة -: اللقمة وفى بعض نسخ الحديث [ شجا للناظر ]. والصواب الناطر أى حارس النخل والكرم والزرع والحديقة.

(٦) الدعى: الذى يدعى غير أبيه والمتهم في نسبه. وركز منا أى أقامنا بين الامرين. وفى بعض نسخ الحديث [ تركنى بنى اثنتين ] وهو الاظهر. والملة الشريعة والطريقة وفى رواية الاحتجاج - للطبرسى - [ القلة ]. وفى رواية ابن طاووس [ السلة ] وهى بالفتح والكسر -: استلال السيوف.

والمراد بالدعى ابن الدعى عبيد الله بن زياد بن أبيه. والدنيئة في بعض نسخ الحديث [ الذلة ].

(٧) في بعض نسخ الحديث [ من أن نؤثر ].

٢٤١

وإني زاحف إليهم بهذه الاسرة(١) على كلب العدو وكثرة العدد وخذلة الناصر، ألا وما يلبثون إلا كريثما يركب الفرس حتى تدور رحا الحرب وتعلق النحور(٢) . عهد عهده إلي أبيعليه‌السلام . فاجمعوا أمركم ثم كيدون فلا تنظرون، إني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم.

* (جوابه عليه‌السلام عن مسائل سأله عنها ملك الروم) *

* (حين وفد اليه ويزيد بن معاوية في خبر طويل) *

(اختصرنا منه موضع الحاجة) سأله عن المجرة وعن سبعة أشياء خلقها الله، لم تخلق في رحم؟ فضحك الحسينعليه‌السلام فقال له: ما أضحكك؟ قالعليه‌السلام : لانك سألتني عن أشياء ما هي من منتهى العلم إلا كالقذى في عرض البحر، أما المجرة فهي قوس الله.

وسبعة أشياء لم تخلق في رحم فأولها آدم ثم حوا والغراب وكبش إبراهيمعليه‌السلام وناقة الله وعصا موسىعليه‌السلام والطير الذي خلقه عيسى ابن مريمعليه‌السلام .

ثم سأله عن أرزاق العباد، فقالعليه‌السلام : أرزاق العباد في السماء الرابعة ينزلها الله بقدر ويبسطها بقدر.

ثم سأله عن أرواح المؤمنين أين تجتمع؟ قال: تجتمع تحت صخرة بيت المقدس ليلة الجمعة وهو عرش الله الادنى منها بسط الارض وإليها يطويها ومنها استوى إلى السماء وأما أرواح الكفار فتجتمع في دار الدنيا في حضرموت وراء مدينة اليمن(٣) ، ثم يبعث الله نارا من المشرق ونارا من المغرب بينهما ريحان فيحشران الناس إلى تلك الصخرة

____________________

(١) أبية: المترفعة عن الدنية.

وقوله: زاحف اى ماش إليهم بالحرب أى اقاتلكم.

والاسرة من الرجل: رهطه وعشيرته لانه يتقوى بهم.

ويقال: رفعت عنك كلب فلان - بفتح اللام - أى أذاه وشره.

(٢) الريث: مقدار المهلة من الزمان.

وفى اللهوف [ وتقلق بكم قلق المحور ].

(٣) مر الكلام فيه ص ٢٣٠.

٢٤٢

في بيت المقدس فتحبس في يمين الصخرة وتزلف الجنة للمتقين وجهنم في يسار الصخرة في تخوم الارضين وفيها الفلق والسجين(١) فتفرق الخلائق من عند الصخرة، فمن وجبت له الجنة دخلها من عند الصخرة ومن وجبت له النار دخلها من عند الصخرة(٢) .

* (وجوه الجهاد) *

سئل عن الجهاد سنة أو فريضة؟ فقالعليه‌السلام : الجهاد على أربعة أوجه: فجهادان فرض وجهاد سنة لا يقام إلا مع فرض وجهاد سنة، فأما أحد الفرضين فجهاد الرجل نفسه(٣) عن معاصي الله وهو من أعظم الجهاد ومجاهدة الذين يلونكم من الكفار فرض.

وأما الجهاد الذي هو سنة لا يقام إلا مع فرض فإن مجاهدة العدو فرض على جميع الامة لو تركوا الجهاد لاتاهم العذاب وهذا هو من عذاب الامة وهو سنة على الامام. وحده أن يأتي العدو مع الامة فيجاهدهم.

وأما الجهاد الذي هو سنة فكل سنة أقامها الرجل وجاهد في إقامتها وبلوغها وإحيائها فالعمل والسعي فيها من أفضل الاعمال لانها إحياء سنة وقد قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة من غير أن ينقص من أجورهم شيئا(٤) .

____________________

(١) في معانى الاخبار عن أبى عبداللهعليه‌السلام قال [ الفلق ]: صدع في النار فيه سبعون ألف دار: في كل دار سبعون ألف بيت في كل بيت سبعون ألف أسود في جوف كل أسود سبعون ألف جرة سم لابد لاهل النار أن يمروا عليها. وفى تفسير القمى: جب في جهنم يتعوذ أهل النار من شدة حره سأل الله أن يأذن له أن يتنفس فاذن له فتنفس فاحرق جهنم. والسجين: واد في جهنم. وفى بعض النسخ [ السجيل ] وهو أيضا واد فيها. أو حجارة طبخت بنارها أو طين طبخ بها.

(٢) نقله المجلسى (رحمه الله) في البحار ج ٤ ص ١٢٣ وقال بعده: الظاهر أن هذا الخبر مختصر من الخبر السابق [ ص ٢٢٨ ] وانما اشتبه اسم أحد السبطين صلوات الله عليهما بالاخر.

(٣) رواه الكلينى في الكافى ج ١ ص ٣٢٩ من الفروع. عن أبى عبداللهعليه‌السلام .

وفى التهذيب أيضا ج ص ٤٢ عنهعليه‌السلام وفيهما [ فاما أحد الفرضين. فمجاهدة الرجل نفسه ].

(٤) الفريضة: ما أمر الله به في كتابه وشدد أمره وهو انما يكون واجبا والسنة ما سنه النبىصلى‌الله‌عليه‌وآله وليس بتلك المثابة من التشديد وهو قد يكون واجبا وقد يكون مستحبا وجهاد النفس مذكور في القرآن بقية الحاشية في الصفحة الاتية

٢٤٣

* (توحيد) *

أيها الناس اتقوا هؤلاء المارقة الذين يشبهون الله بأنفسهم، يضاهئون قول الذين كفروا من أهل الكتاب بل هو الله ليس كمثله شئ وهو السميع البصير لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير. استخلص الوحدانية والجبروت وأمضى المشيئة والارادة والقدرة والعلم بما هو كائن.لا منازع له في شئ من أمره ولا كفو له يعادله ولا ضد له ينازعه ولا سمي له يشابهة ولا مثل له يشاكله. لا تتداوله الامور ولا تجري عليه الاحوال ولا تنزل عليه الاحداث ولا يقدر الواصفون كنه عظمته ولا يخطر على القلوب مبلغ جبروته، لانه ليس له في الاشياء عديل ولا تدركه العلماء بألبابها(١) ولا أهل التفكير بتفكيرهم إلا بالتحقيق(٢) إيقانا بالغيب لانه لا يوصف بشئ من صفات المخلوقين وهو الواحد الصمد، ما تصور في الاوهام فهو خلافه. ليس برب من طرح تحت البلاغ، ومعبود من وجد في هواء أو غير هواء. هو في الاشياء كائن لا كينونة محظور بها عليه(٣) ومن الاشياء بائن لا بينونة غائب عنها، ليس بقادر من قارنه ضد أو

____________________

بقية الحاشية من الصفحة الماضية في مواضع كثيرة، منها قوله سبحانه وجاهدوا في الله حق جهاده وقوله: والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا إلى غير ذلك وكذا جهاد العدو القريب الذى يخاف ضرره قال الله سبحانه: قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وكذا كل جهاد مع العدو وقال الله تعالى: فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم إلى غير ذلك من الايات وهذا هو الفرض الذى لا يقام السنة إلا به.

والجهاد الذى هو سنة على الامام هو أن يأتى العدو بعد تجهيز الجيش حيث كان يؤمن ضرر العدو ولم يتعين على الناس جهاده قبل أن يأمرهم الامام به فاذا أمرهم به صار فرضا عليهم وصار من جملة ما فرض الله عليهم فهذا هو السنة التى إنما يقام بالفرض.

وأما الجهاد الرابع الذى هو السنة فهو مع الناس في إحياء كل سنة بعد اندراسها واجبة كانت أو مستحبة فإن السعى في ذلك جهاد مع من أنكرها.

(قاله الفيض - رحمه الله - في بيان الحديث في الوافى).

(١) كذا في النسخ.

(٢) التحيق: التصديق والاستثناء منقطع أى ولكن يدرك بالتصديق بما أخبر عنه الحجج إيمانا بالغيب.

(٣) في بعض النسخ [ لا كينونية محظور بها عليه ].

٢٤٤

ساواه ند. ليس عن الدهر قدمة ولا بالناحية أممه(١) ، احتجب عن العقول كما احتجب عن الابصار. وعمن في السماء احتجابه كمن في الارض، قربه كرامته وبعده إهانته، لا تحله في ولا توقته إذ ولا تؤامره إن. علوه من غير توقل(٢) ومجيئه من غير تنقل، يوجد المفقود ويفقد الموجود ولا تجتمع لغيره الصفتان في وقت. يصيب الفكر منه الايمان به موجودا ووجود الايمان لا وجود صفة. به توصف الصفات لا بها يوصف وبه تعرف المعارف لا بها يعرف، فذلك الله لا سمي له، سبحانه ليس كمثله شئ وهو السميع البصير.

*

(وعنه عليه‌السلام في قصار هذه المعانى) *

وقالعليه‌السلام في مسيره إلى كربلاء(٣) : إن هذه الدنيا قد تغيرت وتنكرت وأدبر معروفها، فلم يبق منها إلا صبابة كصبابة الاناء وخسيس عيش كالمرعى الوبيل، ألا ترون أن الحق لا يعمل به وأن الباطل لا يتناهى عنه، ليرغب المؤمن في لقاء الله محقا، فإني لا أرى الموت إلا سعادة ولا الحياة مع الظالمين إلا برما. إن الناس عبيد الدنيا والدين لعق على ألسنتهم(٤) يحوطونه ما درت معائشهم فإذا محصوا بالبلاء(٥) قل الديانون.

وقالعليه‌السلام لرجل اغتاب عنده رجلا: يا هذا كف عن الغيبة فإنها إدام كلاب النار.

وقال عنده رجل: إن المعروف إذا اسدي إلى غير أهله ضاع(٦) فقال الحسينعليه‌السلام :

____________________

(١) اى قدمه تعالى ليس قدما زمانيا يقارنه الزمان.

والامم: القصد أى ليس قصده بأن يتوجه إلى جهة خاصة فيوجد بل أينما تولوا فثم وجه الله.

(٢) توقل في الجبل: صعد فيه.

(٣) ذلك في موضع يقال له: ذى حسم ونقل هذا الكلام الطبرى في تاريخه عن عقبة بن أبى العيزار قال: قام الحسينعليه‌السلام بذى حسم فحمد الله واثنى عليه ثم قال: أما بعد انه قد نزل من الامر ما قد ترون إلخ مع اختلاف يسير.

وايضا نقل شطرا منه السيد ابن طاووس في اللهوف وعلى بن عيسى الاربلى في كشف الغمة أيضا.

والصبابة - بالضم -: بقية الماء في الاناء.

والمرعى: الكلاء. والوبيل: الوخيم.

(٤) في بعض النسخ [ لغو على ألسنتهم ].

(٥) محص الرجل: اختبر.

(٦) اسدى إليه: أحسن إليه. والوابل: المطر الشديد.

٢٤٥

ليس كذلك ولكن تكون الصنيعة مثل وابل المطر تصيب البر والفاجر.

وقالعليه‌السلام : ما أخذ الله طاقة أحد إلا وضع عنه طاعته.

ولا أخذ قدرته إلا وضع عنه كلفته.

وقالعليه‌السلام : إن قوما عبدوا الله رغبة فتلك عبادة التجار.

وإن قوما عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد.

وإن قوما عبدوا الله شكرا فتلك عبادة الاحرار وهي أفضل العبادة.

وقال له رجل ابتداء: كيف أنت عافاك الله؟ فقالعليه‌السلام له: السلام قبل الكلام عافاك الله، ثم قالعليه‌السلام : لا تأذنوا لاحد حتى يسلم.

وقالعليه‌السلام : الاستدراج من الله سبحانه لعبده أن يسبغ عليه النعم ويسلبه الشكر.

وكتب إلى عبدالله بن العباس حين سيره(١) عبدالله بن الزبير إلى اليمن: أما بعد بلغني أن ابن الزبير سيرك إلى الطائف فرفع الله لك بذلك ذكرا وحط به عنك وزرا وإنما يبتلى الصالحون. ولو لم توجر إلا فيما تحب لقل الاجر(٢) ، عزم الله لنا ولك بالصبر عند البلوى والشكر عند النعمى(٣) ولا أشمت بنا ولا بك عدوا حاسدا أبدا والسلام.

وأتاه رجل فسأله فقالعليه‌السلام : إن المسألة لا تصلح إلا في غرم فادح أو فقر مدقع أو حمالة مفظعة(٤) ، فقال الرجل: ما جئت إلا في إحديهن، فأمر له بمائة دينار.

وقال لابنه علي بن الحسينعليهما‌السلام : أي بني إياك وظلم من لا يجد عليك ناصرا إلا الله عزوجل.

وسأله رجل عن معنى قول الله:( وَ أَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّکَ فَحَدِّثْ ) (٥) قالعليه‌السلام : أمره

____________________

(١) إنما وقع هذا التسيير بعد قتل المختار الناهض الوحيد لطلب ثار الامام السبط المفدى فالكتاب هذا لا يمكن أن يكون للحسين السبطعليه‌السلام ولعله لولده الطاهر على السجاد سلام الله عليه.

(٢) في بعض النسخ [ لقاء الاجر ].

(٣) والنعمى: الدعه والراحة وخفض العيش.

(٤) الغرم: أداء شئ لازم، وما يلزم أداؤه، والضرر والمشقة.

والفادح: الصعب المثقل.

والمدقع: الملصق بالتراب.

والحمالة: الدية والغرامة والكفالة.

(٥) سورة الضحى آية ١١.

٢٤٦

أن يحدث بما أنعم الله به عليه في دينه.

وجاء‌ه رجل من الانصار يريد أن يسأله حاجة فقالعليه‌السلام : يا أخا الانصار صن وجهك عن بذلة المسألة(١) وارفع حاجتك في رقعة فإني آت فيها ما سارك إن شاء الله، فكتب: يا أبا عبدالله إن لفلان على خمسمائة دينار وقد ألح بي فكلمه ينظرني إلى ميسرة، فلما قرأ الحسينعليه‌السلام الرقعة دخل إلى منزله فأخرج صرة(٢) فيها ألف دينار وقالعليه‌السلام له: أما خمسمائة فاقض بها دينك وأما خمسمائة فاستعن بها على دهرك ولا ترفع حاجتك إلا إلى أحد ثلاثة: إلى ذي دين، أو مروة، أو حسب، فأما ذو الدين فيصون دينه.

وأما ذو المروة فإنه يستحيي لمروته.

وأما ذو الحسب فيعلم أنك لم تكرم وجهك أن تبذله له في حاجتك فهو يصون وجهك أن يردك بغير قضاء حاجتك.

وقالعليه‌السلام : الاخوان أربعة: فأخ لك وله وأخ لك وأخ عليك. وأخ لا لك ولا له، فسئل عن معنى ذلك؟ فقالعليه‌السلام : الاخ الذي هو لك وله فهو الاخ الذي يطلب بإخائه بقاء الاخاء، ولا يطلب بإخائه موت الاخاء، فهذا لك وله لانه إذا تم الاخاء طابت حياتهما جميعا وإذا دخل الاخاء في حال التناقض بطل جميعا.

والاخ الذي هو لك فهو الاخ الذي قد خرج بنفسه عن حال الطمع إلى حال الرغبة فلم يطمع في الدنيا إذا رغب في الاخاء فهذا موفر(٣) عليك بكليته.

والاخ الذي هو عليك فهو الاخ الذي يتربص بك الدوائر(٤) ويغشي السرائر ويكذب عليك بين العشائر وينظر في وجهك نظر الحاسد فعليه لعنة الواحد.

والاخ الذي لا لك ولا له فهو الذي قد ملاه الله حمقا فأبعده سحقا(٥) فتراه يؤثر نفسه عليك ويطلب شحاما لديك.

وقالعليه‌السلام : من دلائل علامات القبول: الجلوس إلى أهل العقول.

ومن علامات

____________________

(١) البذلة: ترك الصون.

(٢) الصرة - بالضم فالتشديد -: ما يصر فيه الدراهم والدينار.

(٣) في بعض النسخ [ موفور عليك ].

(٤) الدوائر: النوائب، يقال: دارت الدوائر أى نزلت الدواهى والنوائب.

(٥) اى فابعده الله عن رحمته بعدا.

٢٤٧

أسباب الجهل الممارأة لغير أهل الكفر(١) . ومن دلائل العالم انتقاده لحديثه وعلمه بحقائق فنون النظر.

وقالعليه‌السلام : إن المؤمن اتخذ الله عصمته.

وقوله مرآته، فمرة ينظر في نعت المؤمنين وتارة ينظر في وصف المتجبرين، فهو منه في لطائف. من نفسه في تعارف. ومن فطنته في يقين. ومن قدسه على تمكين(٢) .

وقالعليه‌السلام : إياك وما تعتذر منه، فإن المؤمن لا يسيئ ولا يعتذر. والمنافق كل يوم يسيئ ويعتذر.

وقالعليه‌السلام : للسلام سبعون حسنة تسع وستون للمبتدئ وواحدة للراد.

وقالعليه‌السلام : البخيل من بخل بالسلام.

وقالعليه‌السلام : من حاول أمرا(٣) بمعصية الله كان أفوت لما يرجو وأسرع لما يحذر(٤) .

____________________

(١) المماراة: المجادلة والمنازعة.

وفى بعض النسخ [ لغير أهل الفكر ].

(٢) أى ومن طهارة نفسه على قدرة وسلطنة.

(٣) في بعض النسخ [ من حاول أمرء‌ا ].

(٤) في بعض النسخ [ أسرع لمجيئ ما يحذر ].

٢٤٨

[ بسم الله الرحمن الرحيم ] وروى عن الامام سيد العابدين على بن الحسينعليهما‌السلام في طوال هذه المعانى

* (موعظته عليه‌السلام لسائر اصحابه وشيعته وتذكيره اياهم كل يوم جمعة (١) ) *

أيها الناس اتقوا الله واعلموا أنكم إليه راجعون، فتجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ويحذركم الله نفسه(٢) ويحك يا ابن آدم الغافل وليس مغفولا عنه، إن أجلك أسرع شئ إليك قد أقبل نحوك حثيثا(٣) ، يطلبك ويوشك أن يدركك فكان قد أوفيت أجلك وقد قبض الملك روحك وصيرت إلى قبرك وحيدا، فرد إليك روحك واقتحم عليك ملكاك منكر ونكير لمساء‌لتك وشديد امتحانك. ألا وإن أول ما يسألانك عن ربك الذي كنت تعبده وعن نبيك الذي ارسل إليك وعن دينك الذي كنت تدين به وعن كتابك الذي كنت تتلوه وعن إمامك الذى كنت تتولاه وعن عمرك فيما أفنيت وعن مالك من أين اكتسبته وفيما أنفقته(٤) ، فخذ حذرك وانظر لنفسك وأعد الجواب قبل الامتحان والمسألة والاختبار، فإن تك مؤمنا عارفا(٥) بدينك متبعا للصادقين مواليا لاولياء الله لقاك الله حجتك وأنطق لسانك بالصواب فأحسنت الجواب وبشرت بالجنة والرضوان من الله(٦) واستقبلتك الملائكة بالروح والريحان. وإن لم تكن كذلك تلجلج(٧)

____________________

(١) رواه الكلينى في الروضة والصدوق في الامالى مع اختلاف في غير موضع منه وانما تعرضنا لبعضها تتميما للفائدة.

(٢) اشارة إلى قوله تعالى في سورة آل عمران آية ٢٨.

(٣) الحثيث: السريع.

(٤) في الامالى [ فيما أتلفته ].

(٥) في الامالى [ فان تك مؤمنا تقيا عارفا ].

(٦) أضاف هنا في الامالى [ والخيرات الحسان ].

(٧) تلجلج في الكلام: تردد فيه. ودحضت أى بطلت. وعييت أى عجزت عنه وكلت.

٢٤٩

لسانك ودحضت حجتك وعييت عن الجواب وبشرت بالنار واستقبلتك ملائكة العذاب بنزل من حميم وتصلية جحيم(١) .

واعلم يا ابن آدم أن ما وراء هذا أعظم وأفظع وأوجع للقلوب يوم القيامة ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود(٢) يجمع الله فيه الاولين والآخرين يوم ينفخ في الصور ويبعثر فيه القبور(٣) ذلك يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين(٤) ذلك يوم لا تقال فيه عثرة(٥) ولا تؤخذ من أحد فدية ولا تقبل من أحد معذرة ولا لاحد فيه مستقبل توبة، ليس إلا الجزاء بالحسنات والجزاء بالسيئات، فمن كان من المؤمنين عمل في هذه الدنيا مثقال ذرة من خير وجده. ومن كان من المؤمنين عمل في هذه الدنيا مثقال ذرة من شر وجده. فاحذروا أيها الناس من الذنوب والمعاصي ما قد نهاكم الله عنها(٦) وحذركموها في الكتاب الصادق والبيان الناطق ولا تأمنوا مكر الله وتدميره(٧) عندما يدعوكم الشيطان اللعين إليه من عاجل الشهوات واللذات في هذه الدنيا، فإن الله يقول:( إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون ) (٨) وأشعروا قلوبكم خوف الله وتذكروا ما [ قد ] وعدكم في مرجعكم إليه من حسن ثوابه كما قد خوفكم من شديد عقابه، فإنه من خاف شيئا حذره ومن حذر شيئا تركه(٩)

____________________

(١) النزل ما هيئ للضيف قبل أن ينزل.

والحميم الشراب المغلى في قدور جهنم.

(٢) اشارة إلى قوله عزوجل في سورة هود آية ١٠٥.

(٣) يوم بعثرت أى قلبت فاخرج ما فيها.

(٤) إشارة إلى قوله عزوجل في سورة المؤمن آية ١٨.

والازفة القيامة وسميت بها لازافتها أى قربها.

(٥) تقال من الاقالة وهى فسخ البيع.

(٦) لفظة من بيان للموصول بعده يعنى ما أو الموصول بدل من الذنوب.

(٧) التدمير: الاهلاك.

وفى الامالى [ ولا تأمنوا مكر اله وشدة أخذه وتدميره ] وفى الروضة [ ولا تأمنوا مكر الله وتحذيره وتحديده ] بدون تدميره

(٨) سورة الاعراف آية ٢٠٠.

(٩) في بعض النسخ وفى الامالى [ نكله ].

٢٥٠

ولا تكونوا من الغافلين المائلين إلى زهرة الحياة الدنيا(١) الذين مكروا السيئات [ وقد قال الله تعالى: أفأمن الذين مكروا السيئات ] أن يخسف الله بهم الارض أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون * أو يأخذهم في تقلبهم فما هم بمعجزين * أو يأخذهم على تخوف(٢) فاحذروا ما حذركم الله بما فعل بالظلمة في كتابه ولا تأمنوا أن ينزل بكم بعض ما توعد به القوم الظالمين في كتابه لقد وعظكم الله بغيركم. وإن السعيد من وعظ بغيره. ولقد أسمعكم الله في كتابه ما فعل بالقوم الظالمين من أهل القرى قبلكم حيث قال:(٣) وأنشأنا بعدها قوما آخرين وقال: فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون يعني يهربون. قال: لا تركضوا وارجعوا إلى ما اترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسئلون فلما أتاهم العذاب قالوا يا ويلنا إنا كنا ظالمين(٤) فإن قلتم أيها الناس: إن الله إنما عنى بهذا أهل الشرك، فكيف ذاك وهو يقول:( ونضع الموازين القسط ليوم القيمة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين ) (٥)

اعلموا عباد الله أن أهل الشرك لا تنصب لهم الموازين ولا تنشر لهم الدواوين وإنما يحشرون إلى جهنم زمرا وإنما تنصب الموازن وتنشر الدواوين لاهل الاسلام، فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن الله تعالى لم يحب زهرة الدنيا لاحد من أوليائه ولم يرغبهم فيها وفي عاجل زهرتها وظاهر بهجتها فإنما خلق الدنيا وخلق أهلها ليبلوهم فيها أيهم أحسن عملا لآخرته وأيم الله لقد ضربت لكم فيه الامثال وصرفت الآيات لقوم يعقلون، فكونوا أيها المؤمنون من

____________________

(١) في الامالى [ فتكونوا من الذين ].

(٢) سورة النحل آية ٤٧ إلى ٤٩.

(٣) هنا سقط في النسخ وفي الروضة [ وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة - وإنما عنى بالقرية أهلها حيث يقول -: وانشأنا الخ ].

وفى الامالى [ وكم أهلكنا من قرية كانت ظالمة وأنشأنا... الخ ] و ليست الآية على نسخة الامالى في المصاحف ولعله نقل بالمعنى لان قصمنا بمعنى أهلكنا.

(٤) الايات في سورة الانبياء من آيه ١١ إلى ١٦ وهنا سقط أيضا وفى الروضة والامالى [ فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيدا خامدين وايم الله إن هذه لعظة لكم وتخويف إن اتعظتم وخفتم، ثم رجع إلى القول في الكتاب على أهل المعاصى والذنوب فقال: ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك ليقولن يا ويلنا إنا كنا ظالمين ].

سورة الانبياء آية ٤٨.

(٥) سورة الانبياء آية ٤٩.

٢٥١

القوم الذين يعقلون. ولا قوة إلا بالله. وازهدوا فما زهدكم الله فيه من عاجل الحياة الدنيا فإن الله يقول - وقوله الحق -: إنما مثل الحيوة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الارض مما يأكل الناس والانعام حتى إذا أخذت الارض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتيها أمرنا ليلا أو نهار فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالامس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون(١) ولا تركنوا إلى الدنيا فإن الله قال لمحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله (٢) . ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار(٣) ولا تركنوا إلى هذه الدنيا وما فيها ركون من اتخذها دار قرار ومنزل استيطان، فإنها دار قلعة ومنزل بلغة ودار عمل، فتزودوا الاعمال الصالحة قبل تفرق أيامها وقبل الاذن من الله في خرابها، فكان قد أخربها الذي عمرها أول مرة وابتدأها وهو ولي ميراثها.

وأسأل الله لنا ولكم العون على تزود التقوى والزهد في الدنيا جعلنا الله وإياكم من الزاهدين في عاجل هذه الحياة الدنيا، الراغبين في آجل ثواب الآخرة فإنما نحن له وبه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

* (موعظة وزهد وحكمة (٤) ) *

كفانا الله وإياكم كيد الظالمين وبغي الحاسدين وبطش الجبارين أيها المؤمنون لا يفتننكم الطواغيت وأتباعهم من أهل الرغبة في الدنيا المائلون إليها، المفتونون بها، المقبلون عليها وعلى حطامها الهامد وهشيمها البائد غدا(٥) . واحذروا ما حذركم

____________________

(١) سورة يونس آية ٢٥.

وهنا أيضا سقط وفى الروضة والامالى [ فكونوا عباد الله من القوم الذين يتفكرون ].

(٢) زاد في الامالى [ ولاصحابه ].

(٣) سورة هود آية ١١٥. وفى الامالى والروضة [ إلى زهرة الحياة الدنيا ].

(٤) رواه الكلينى في الروضة باسناده عن الثمالى قال قرأت في صحيفة كان فيها كلام زهد من كلام على ابن الحسينعليهما‌السلام وكتبت ما فيها ثم أتيت على بن الحسينعليهما‌السلام فعرضت ما فيها عليه فعرفه وصححه وكان فيها: بسم الله الرحمن الرحيم كفانا الله إلى آخره.

أورده المفيد في المجلس الثالث والعشرين من أماليه مسندا.

(٥) الهامد: البالى المسود المتغير واليابس من النبات والشجر.

والهشيم: اليابس متكسر من كل شجر وكلاء أصله المكسور.

والبائد: الهالك.

٢٥٢

الله منها وازهدوا فيما زهدكم الله فيه منها. ولا تركنوا إلى ما في هذه الدنيا ركون من أعدها دارا وقرارا. وبالله إن لكم مما فيها عليها دليلا(١) من زينتها وتصريف أيامها وتغيير انقلابها ومثلاتها وتلاعبها بأهلها، إنها لترفع الخميل(٢) وتضع الشريف وتورد النار أقواما غدا، ففي هذا معتبر ومختبر وزاجر لمنتبه(٣) . وإن الامور الواردة عليكم في كل يوم وليلة من مظلمات الفتن(٤) وحوادث البدع وسنن الجور وبوائق الزمان وهيبة السلطان ووسوسة الشيطان لتثبط القلوب عن نيتها(٥) وتذهلها عن موجود الهدى(٦) ومعرفة أهل الحق إلا قليلا ممن عصم الله عزوجل فليس يعرف تصرف أيامها وتقلب حالاتها وعاقبة ضرر فتنتها إلا من عصم الله، ونهج سبيل الرشد وسلك طريق القصد.

ثم استعان على ذلك بالزهد، فكرر الفكر واتعظ بالعبر وازدجر، فزهد في عاجل بهجة الدنيا وتجافى عن لذاتها ورغب في دائم نعيم الآخرة وسعى لها سعيها وراقب الموت وشنأ الحياة مع القوم الظالمين، فعند ذلك نظر إلى ما في الدنيا بعين نيرة حديدة النظر(٧) وأبصر حوادث الفتن وضلال البدع وجور الملوك الظلمة، فقد لعمري استدبرتم من الامور الماضية في الايام الخالية من الفتن المتراكمة والانهماك فيها ما تستدلون به على تجنب الغواة وأهل البدع والبغي والفساد في الارض بغير الحق.

فاستعينوا بالله وارجعوا إلى طاعته وطاعة من هو أولى بالطاعة من طاعة من اتبع واطيع.

فالحذر الحذر من قبل الندامة والحسرة والقدوم على الله والوقوف بين يديه.

وتالله ما صدر قوم قط عن معصية الله إلا إلى عذابه وما آثر قوم قط الدنيا على الآخرة إلا ساء

____________________

(١) في الروضة والامالى [ ركون من اتخدها دار قرار ومنزل استيطان ] وفى الروضة [ والله لكم مما فيها عليها لدليلا وتنبيها من تصريف أيامها ].

(٢) الخميل: الخامل وهو الساقط الذى لا نباهة له.

(٣) في بعض النسخ [ لمتنبه ].

(٤) في بعض نسخ الروضة [ ملمات الفتن ] وفى الامالى [ مضلات الفتن ].

(٥) في بعض النسخ [ لمثبطة القلوب ] وفى بعضها وفى الامالى [ ليذر القلوب عن تنبيهها ] وفى بعض النسخ [ لتدبير القلوب عن نيتها ] وفى الروضة [ لتثبط القلوب عن تنبيهها ].

(٦) من إضافة الصفة إلى الموصوف. وفى الامالى [ عن وجود الهدى ].

(٧) في بعض النسخ والروضة [ بعين قرة ].

٢٥٣

منقلبهم وساء مصيرهم.

وما العلم بالله والعمل بطاعته(١) إلا إلفان مؤتلفان، فمن عرف الله خافه فحثه الخوف على العمل بطاعة الله وإن أرباب العلم واتباعهم الذين عرفوا الله فعملوا له ورغبوا إليه وقد قال الله( إنما يخشى الله من عباده العلماء ) (٢) فلا تلتمسوا شيئا في هذه الدنيا بمعصية الله واشتغلوا في هذه الدنيا بطاعة الله واغتنموا أيامها واسعوا لما فيه نجاتكم غدا من عذاب الله، فإن ذلك أقل للتبعة وأدنى من العذر وأرجا للنجاة. فقدموا أمر الله وطاعته وطاعة من أوجب الله طاعته بين يدي الامور كلها ولا تقدموا الامور الواردة عليكم من طاعة الطواغيت وفتنة زهره الدنيا بين يدي أمر الله وطاعته وطاعة أولي الامر منكم. واعلموا أنكم عبيد الله ونحن معكم، يحكم علينا وعليكم سيد حاكم غدا وهو موقفكم ومسائلكم، فأعدوا الجواب قبل الوقوف والمسألة والعرض على رب العالمين، يومئذ لا تكلم نفس إلا بإذنه. واعلموا أن الله لا يصدق كاذبا. ولا يكذب صادقا. ولا يرد عذر مستحق. ولا يعذر غير معذور بل لله الحجة على خلقه بالرسل و الاوصياء بعد الرسل. فاتقوا الله واستقبلوا من إصلاح أنفسكم(٣) وطاعة الله وطاعة من تولونه فيها، لعل نادما قد ندم على ما قد فرط بالامس في جنب الله وضيع من حق الله(٤) واستغفروا الله وتوبوا إليه فإنه يقبل التوبة ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون وإياكم وصحبة العاصين ومعونة الظالمين ومجاورة الفاسقين. احذروا فتنتهم وتباعدوا من ساحتهم. واعلموا أنه من خالف أولياء الله ودان بغير دين الله واستبد بأمره دون أمر ولي الله في نار تلتهب، تأكل أبدانا [ قد غابت عنها أرواحها ] غلبت عليها شقوتها [ فهم موتى لا يجدون حر النار(٥) ] فاعتبروا يا اولي الابصار واحمدوا الله على ما هداكم.

____________________

(١) في بعض النسخ وفى مجالس المفيد [ وما العز بالله ].

(٢) سورة فاطر آية ٢٥.

(٣) في الروضة [ في اصلاح انفسكم ].

(٤) في الروضة [ من حقوق الله ].

(٥) ما بين القوسين في الموضعين كان في هامش بعض نسخ الكتاب.

وفى الروضة [ فهم موتى لا يجدون حر النار ولو كانوا أحياء لوجدوا مضض حر النار ].

٢٥٤

واعلموا أنكم لا تخرجون من قدرة الله إلى غير قدرته.

وسيرى الله عملكم ثم إليه تحشرون فانتفعوا بالعظة وتأدبوا بآداب الصالحين.

* (رسالته عليه‌السلام المعروفة برسالة الحقوق (١) ) *

اعلم رحمك الله أن لله عليك حقوقا محيطة بك في كل حركة تحركتها، أو سكنة سكنتها أو منزلة نزلتها، أو جارحة قلبتها وآلة تصرفت بها، بعضها أكبر من بعض.

وأكبر حقوق الله عليك ما أوجبه لنفسه تبارك وتعالى من حقه الذي هو أصل الحقوق ومنه تفرع.

ثم أوجبه عليك لنفسك من قرنك إلى قدمك على اختلاف جوارحك، فجعل لبصرك عليك حقا ولسمعك عليك حقا وللسانك عليك حقا وليدك عليك حقا ولرجلك عليك حقا ولبطنك عليك حقا ولفرجك عليك حقا، فهذه الجوارح السبع التي بها تكون الافعال. ثم جعل عزوجل لافعالك عليك حقوقا، فجعل لصلاتك عليك حقا ولصومك عليك حقا ولصدقتك عليك حقا ولهديك عليك حقا ولافعالك عليك حقا ثم تخرج الحقوق منك إلى غيرك من ذوي الحقوق الواجبة عليك، وأوجبها عليك حقوق أئمتك ثم حقوق رعيتك ثم حقوق رحمك، فهذه حقوق يتشعب منها حقوق فحقوق أئمتك ثلاثة أوجبها عليك حق سائسك بالسلطان ثم سائسك بالعلم، ثم حق سائسك بالملك وكل سائس

____________________

(١) رواها الصدوق في الخصال مع اختلاف وفى الفقيه أيضا عن أبى حمزة الثمالى قال: هذه رسالة على بن الحسينعليهما‌السلام إلى بعض أصحابه ونقله المحدث النورى رحمه الله في المستدرك ج ٢ ص ٢٧٤ عن التحف قائلا بعده: قلت: قال السيد على بن طاووس في فلاح السائل: وروينا باسنادنا في كتاب الرسائل عن محمد بن يعقوب الكينى باسناده إلى مولانا زين العابدينعليه‌السلام أنه قال: فاما حقوق الصلاة فأن تعلم أنها وفادة وساق مثل ما مر عن تحف العقول ومنه يعلم أن هذا الخبر الشريف المعروف بحديث الحقوق مروى في رسائل الكلينى على النحو المروى في التحف لا على النحو الموجود في الفقيه والخصال والظاهر لكل من له انس بالاحاديث أن المروى في الفقيه و الخصال مختصر مما في التحف واحتمال التعدد في غاية البعد ويؤيد الاتحاد أن النجاشى قال في ترجمة أبى حمزة: وله رسالة الحقوق عن على بن الحسينعليهما‌السلام أخبرنا أحمد بن على قال حدثنا الحسن بن حمزة قال: حدثنا على بن ابراهيم عن أبيه عن محمد بن الفضيل عن أبى حمزة عن على بن الحسينعليهما‌السلام وهذا السند أعلى وأصح من طريق الصدوقرحمه‌الله في الخصال إلى آخر ما قاله رحمه الله وقد أشرنا إلى بعض موارد الاختلاف في الهامش.

٢٥٥

إمام(١) وحقوق رعيتك ثلاثة أوجبها عليك حق رعيتك بالسلطان، ثم حق رعيتك بالعلم فإن الجاهل رعية العالم وحق رعيتك بالملك من الازواج وما ملكت من الايمان(٢) . وحقوق رحمك كثيرة متصلة بقدر اتصال الرحم في القرابة. فأوجبها عليك حق امك، ثم حق أبيك ثم حق ولدك، ثم حقد أخيك ثم الاقرب فالاقرب والاول فالاول، ثم حق مولاك المنعم عليك، ثم حق مولاك الجارية نعمتك عليه، ثم حق ذي المعروف لديك، ثم حث مؤذنك بالصلاة، ثم حق إمامك في صلاتك، ثم حق جليسك ثم حق جارك، ثم حق صاحبك، ثم حق شريكك، ثم حق مالك، ثم حق غريمك الذي تطالبه، ثم حق غريمك الذي يطالبك، ثم حق خليطك، ثم حق خصمك المدعي عليك ثم حق خصمك الذي تدعي عليه، ثم حق مستشيرك، ثم حق المشير عليك، ثم حق مستنصحك، ثم حق الناصح لك، ثم حق من هو أكبر منك، ثم حق من هو أصغر منك، ثم حق سائلك، ثم حق من سألته، ثم حق من جرى لك على يديه مساء‌ة بقول أو فعل أو مسرة بذلك بقول أو فعل عن تعمد منه أو غير تعمد منه، ثم حق أهل ملتك عامة، ثم حق أهل الذمة(٣) ، ثم الحقوق الجارية بقدر علل الاحوال وتصرف الاسباب، فطوبى لمن أعانه الله على قضاء ما أوجب عليه من حقوقه ووفقه وسدده.

١ - فأما حق الله الاكبر فإنك تعبده لا تشرك به شيئا، فإذا فعلت ذلك بإخلاص جعل لك على نفسه أن يكفيك أمر الدنيا والآخرة ويحفظ لك ما تحب منها(٤) .

٢ - وأما حق نفسك عليك فأن تستوفيها في طاعة الله، فتؤدي إلى لسانك حقه وإلى سمعك حقه وإلى بصرك حقه وإلى يدك حقها وإلى رجلك حقها وإلى بطنك حقه وإلى فرجك حقه وتستعين بالله على ذلك.

٣ - وأما حق اللسان فإكرامه عن الخنى(٥) وتعويده على الخير وحمله على الادب

____________________

(١) السائس: القائم بأمر والمدبر له.

(٢) في الخصال بدون من

(٣) في الخصال والفقيه [ ثم حق أهل ملتك عليك، ثم حق أهل ذمتك ].

(٤) كذا والظاهر منهما

(٥) الخنى: الفحش من الكلام.

٢٥٦

وإجمامه(١) إلا لموضع الحاجة والمنفعة للدين والدنيا وإعفاؤه عن الفضول الشنعة القليلة الفائدة التي لا يؤمن ضررها مع قلة عائدتها. ويعد شاهد العقل والدليل عليه وتزين العاقل بعقله حسن سيرته في لسانه ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

٤ - وأما حق السمع فتنزيهه عن أن تجعله طريقا إلى قلبك إلا لفوهة كريمة تحدث في قلبك خيرا أو تكسب خلقا كريما فإنه باب الكلام إلى القلب يؤدي إليه ضروب المعاني على ما فيها من خير أو شر ولا قوة إلا بالله(٢) .

٥ - وأما حق بصرك فغضه عما لا يحل لك وترك ابتذاله إلا لموضع عبرة تستقبل بها بصرا أو تستفيد بها علما، فإن البصر باب الاعتبار(٣) .

٦ - وأما حق رجليك فأن لا تمشي بهما إلى ما لا يحل لك ولا تجعلهما مطيتك في الطريق المستخفة بأهلها فيها فإنها حاملتك وسالكة بك مسلك الدين والسبق لك ولا قوة إلا بالله(٤) .

٧ - وأما حق يدك فأن لا تبسطها إلى ما لا يحل لك فتنال بما تبسطها إليه من الله العقوبة في الآجل، ومن الناس بلسان اللائمة في العاجل(٥) ولا تقبضها مما افترض الله عليها ولكن توقرها بقبضها عن كثير مما يحل لها وبسطها إلى كثير مما ليس عليها، فإذا هي قد عقلت وشرفت في العاجل وجب لها حسن الثواب في الآجل(٦) .

____________________

(١) في بعض النسخ [ اجماعه ]. وفى بعضها [ حله بالاداب واجمامه ].

وفى الخصال ومن لا يحضره الفقيه بعد قوله: وتعويده الخير هكذا [ وترك فضول التى لا فائدة فيها والبر بالناس وحسن القول فيهم ]. انتهى.

(٢) فيهما [ تنزيهه عن سماع الغيبة وسماع ما لا يحل سماعه ].

(٣) في بعض النسخ [ تعتقد بها علما ]. وفيهما [ أن تغضه عما لا يحل لك وتعتبر بالنظرية ].

(٤) فيهما [ ان لا تمشى بهما إلى ما لا يحل لك، فبهما تقف على الصراط فانظر أن لا تزل بك فتردى في النار ].

(٥) أى عذاب الدنيا والاخرة أما الدنيا فلسان اللائمة من الناس وأما الاخرة فعقوبة الله.

(٦) فيهما [ أن لا تبسطها إلى ما لا يحل لك ].

٢٥٧

٨ - وأما حق بطنك فأن لا تجعله وعاء لقليل من الحرام ولا لكثير وأن تقتصد له في الحلال ولا تخرجه من حد التقوية إلى حد التهوين وذهاب المروة وضبطه إذا هم بالجوع والظمأ(١) فإن الشبع المنتهي بصاحبه إلى التخم مكسلة ومثبطة ومقطعة عن كل بر وكرم.

وإن الري المنتهي بصاحبه إلى السكر مسخفة ومجهلة ومذهبة للمروة(٢) .

٩ - وأما حق فرجك فحفظه مما لا يحل لك والاستعانة عليه بغض البصر، فإنه من أعون الاعوان، وكثرة ذكر الموت والتهدد لنفسك بالله والتخويف لها به. وبالله العصمة والتأييد ولا حول ولا قوة إلا ه(٣) .

*(ثم حقوق الافعال) *

١٠ - فأما حق الصلاة فأن تعلم أنها وفادة إلى الله وأنك قائم بها بين يدي الله فإذا علمت ذلك كنت خليقا أن تقوم فيها مقام الذليل الراغب الراهب الخائف، الراجي المسكين المتضرع المعظم من قام بين يديه بالسكون والاطراق(٤) و خشوع الاطراف ولين الجناح وحسن المناجاة له في نفسه والطلب إليه في فكاك رقبتك التي أحاطت به خطيئتك واستهلكتها ذنوبك ولا قوة إلا بالله(٥) .

١١ - وأما حق الصوم فأن تعلم أنه حجاب ضربه الله على لسانك وسمعك و بصرك وفرجك وبطنك ليسترك به من النار(٦) وهكذا جاء في الحديث الصوم جنة من النار

____________________

(١) التهوين: الاستخفاف.

يقال: هون الشئ: استخف به.

(٢) المجهلة ما يحملك على الجهل.

وفيهما [ أن لا تجعله وعاء للحرام ولا تزيد على الشبع ].

(٣) لعل المراد أن حفظ الفرج مما لا يحل يكون بكثرة ذكر الموت وتهديد النفس وتخويفها.

وفيهما [ وحق فرجك أن تحصنه عن الزنا وتحفظه من أن ينظر إليه ].

(٤) فيهما [ المعظم لمن كان بين يديه بالسكون والوقار وتقبل عليها بقلبك وتقيمها بحدودها وحقوقها]. نتهى.

أطرق الرجل: أرخى عينيه فينظر إلى الارض. وفى بعض النسخ [ مع الاطراق ].

(٥) ليس في الكتاب هنا ذكر حق الحج وفيهما [ وحق الحج أن تعلم أنه وفادة إلى ربك وفرار من ذنوبك وبه قبول توبتك وقضاء الفرض الذى أوجبه الله عليك ].

(٦) فيهما بعد قوله: من النار : [ فان تركت الصوم خرقت ستر الله عليك ]. انتهى.

٢٥٨

فإن سكنت أطرافك في حجبتها(١) رجوت أن تكون محجوبا. وإن أنت تركتها تضطرب في حجابها وترفع جنبات الحجاب فتطلع إلى ما ليس لها بالنظرة الداعية للشهوة والقوة الخارجة عن حد التقية لله لم تأمن أن تخرق الحجاب وتخرج منه ولا قوة إلا بالله.

١٢ - وأما حق الصدقة فأن تعلم أنها ذخرك عند ربك ووديعتك التي لا تحتاج إلى الاشهاد(٢) فإذا علمت ذلك كنت بما استودعته سرا أوثق بما استودعته علانية وكنت جديرا أن تكون أسررت إليه أمرا أعلنته، وكان الامر بينك وبينه فيها سرا على كل حال ولم تستظهر عليه فيما استودعته منها [ب‍] إشهاد الاسماع والابصار عليه بها كأنها أوثق في نفسك لا كأنك(٣) لا تثق به في تأدية وديعتك إليك. ثم لم تمتن بها على أحد لانها لك فإذا امتننت بها لم تأمن أن تكون بها مثل تهجين(٤) حالك منها إلى من مننت بها عليه لان في ذلك دليلا على أنك لم ترد نفسك بها ولو أردت نفسك بها لم تمتن بها على أحد ولا قوة إلا بالله(٥) .

١٣ - وأما حق الهدي فأن تخلص بها الارادة إلى ربك والتعرض لرحمته وقبوله ولا تريد عيون الناظرين دونه، فإذا كنت كذلك لم تكن متكلفا ولا متصنعا وكنت إنما تقصد إلى الله.

واعلم أن الله يراد باليسير ولا يراد بالعسير كما أراد بخلقه التيسير ولم يرد بهم التعسير وكذلك التذلل أولى بك من التدهقن(٦) لان الكلفة والمؤونة في المتدهقنين.

فأما التذلل والتمسكن فلا كلفة فيهما ولا مؤونة عليهما

____________________

(١) الحجبة - بالتحريك -: جمع حاجب.

(٢) لا يحتاج يوم القيامة إلى الاشهاد لما ورد في الخبر من أن الصدقة أول ما تقع في يد الله تعالى قبل أن تقع في يد السائل

(٣) في بعض النسخ وكأنك.

(٤) التهجين: التقبيح والتحقير.

(٥) فيهما [ فأن تعلم أنها ذخرك عند ربك ووديعتك التى لا تحتاج إلى الاشهاد عليها وكنت لما تستودعه سرا أوثق منك بما استودعه علانية وتعلم أنها تدفع عنك البلايا والاسقام في الدنيا وتدفع عنك النار في الاخرة ].

(٦) تدهقن أى صار دهقانا وهو رئيس القرية وزعيم الفلاحين والمراد به ضد التمسكن والتذلل وتمسكن بمعنى خضع وأخبت.

٢٥٩

لانهما الخلقة وهما موجودان في الطبيعة ولا قوة إلا بالله(١) .

*(ثم حقوق الائمة) *

١٤ - فأما حق سائسك بالسلطان فأن تعلم أنك جعلت له فتنة وأنه مبتلى فيك بما جعله الله له عليك من السلطان وأن تخلص له في النصيحة وأن لا تماحكه(٢) وقد بسطت يده عليك فتكون سبب هلاك نفسك وهلاكه. وتذلل وتلطف لاعطائه من الرضى ما يكفه عنك ولا يضر بدينك وتستعين عليه في ذلك بالله. ولا تعازه(٣) ولا تعانده، فإنك إن فعلت ذلك عققته وعققت نفسك(٤) فعرضتها لمكروهه وعرضته للهلكة فيك وكنت خليقا أن تكون معينا له على نفسك وشريكا له فيما أتى إليك(٥) ولا قوة إلا بالله(٦) .

١٥ - وأما حق سائسك بالعلم فالتعظيم له والتوقير لمجلسه وحسن الاستماع إليه والاقبال عليه والمعونة له على نفسك فيما لا غنى بك عنه من العلم بأن تفرغ له عقلك وتحضره فهمك وتزكي له [ قلبك ] وتجلي له بصرك بترك اللذات ونقص الشهوات وأن تعلم أنك فيما ألقى [ إليك ] رسوله إلى من لقيك من أهل الجهل فلزمك حسن التأدية عنه إليهم ولا تخنه في تأدية رسالته والقيام بها عنه إذا تقلدتها ولا حول ولا قوة إلا بالله(٧) .

____________________

(١) فيهما [ أن تريد به الله عزوجل ولا تريد به خلقه ولا تريد به الا التعرض لرحمة الله ونجاة روحك يوم تلقاه ].

(٢) لا تماحكه: لا تخاصمه ولا تنازعه.

(٣) لا تعازه: لا تعارضه في العزة.

(٤) عققت: عصيت وآذيت.

(٥) في بعض النسخ [ فيما يأتى إليك من سوء ].

(٦) فيهما [ وحق السلطان أن تعلم - إلى قوله -: من السلطان.

وبعده: وأن عليك أن لا تعرض لسخطه فتلقى بيديك إلى التهلكة وتكون شريكا له فيما يأتى إليك من سوء]. انتهى.

(٧) فيهما بعد قوله والاقبال عليه : [ وأن لا ترفع عليه صوتك ولا تجيب أحدا يسأله عن شئ حتى يكون هو الذى يجيب ولا تحدث في مجلسه أحدا ولا تغتاب عنده أحدا وأن تدفع عنه إذا ذكر عندك بسوء وأن تستر عيوبه وتظهر مناقبه ولا تجالس له عدوا ولا تعادى له وليا وإذا فعلت ذلك شهدت لك ملائكة الله بانك قصدته وتعلمت علمه لله جل اسمه لا للناس ].

٢٦٠