تحف العقول

تحف العقول0%

تحف العقول مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 520

تحف العقول

مؤلف: ابن شعبة الحراني
تصنيف:

الصفحات: 520
المشاهدات: 173297
تحميل: 9986

توضيحات:

تحف العقول
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 520 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 173297 / تحميل: 9986
الحجم الحجم الحجم
تحف العقول

تحف العقول

مؤلف:
العربية

عن يمين العرش من نوره(١) فقال له: أدبر، فأدبر. ثم قال له: أقبل فأقبل.

فقال الله عزوجل: خلقتك خلقا [ عظيما ] وكرمتك على جميع خلقي. ثم خلق الجهل من البحر الاجاج الظلماني، فقال له: إدبر، فأدبر. ثم قال له: أقبل، فلم يقبل. فقال له: استكبرت فلعنه. ثم جعل للعقل خمسة وسبعين جندا، فلما رأى الجهل ما كرم الله به العقل وما أعطاه أضمر له العداوة فقال الجهل: يا رب هذا خلق مثلي خلقته و كرمته وقويته وأنا ضده ولا قوة لي به أعطني من الجند مثل ما أعطيته؟ فقال تبارك وتعالى، نعم، فإن عصيتني بعد ذلك أخرجتك وجندك من جواري ومن رحمتي، فقال: قد رضيت. فأعطاه الله خمسة وسبعين جندا فكان مما أعطى العقل من الخمسة و السبعين جندا: الخير وهو وزير العقل وجعل ضده الشر وهو وزير الجهل.

* (جنود العقل والجهل) *

الايمان، الكفر. التصديق، التكذيب. الاخلاص، النفاق. الرجاء، القنوط. العدل، الجور. الرضى، السخط. الشكر، الكفران. اليأس، الطمع. التوكل، الحرص. الرأفة، الغلظة. العلم، الجهل. العفة، التهتك. الزهد، الرغبة. الرفق، الخرق. الرهبة، الجرأة. التواضع، الكبر. التؤدة(٢) العجلة. الحلم، السفه. الصمت، الهذر(٣) . الاستسلام، الاستكبار. التسليم، التجبر. العفو، الحقد. الرحمة، القسوة. اليقين، الشك. الصبر، الجزع. الصفح، الانتقام. الغنى، الفقر. التفكر، السهو. الحفظ، النسيان. التواصل، القطيعة. القناعة، الشره(٤) المؤاساة، المنع.

____________________

(١) عن يمين العرش أى أقوى جانبيه وأشرفهما. و من نوره أى من نور ذاته. فقال له إلخ مضى بيان ما فيه في أوائل الكتاب من كلمات رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في حكمه ومواعظه فليطلبه هنا.

قولهعليه‌السلام : فلا يكون خلقا أعظم منه إذ به يقوم كل شئ فيكون أكرم من كل مخلوق. والجهل يكون منبع الشرور فله قابلية لكل شر.

(٢) التؤدة - بالضم -: الرزانة والتأنى، يقال: توأد في الامر أى تأنى وتمهل.

(٣) الهذر - بالتحريك -: الهذيان والكلام الذى لا يعبأ به، يقال: هذر فلان في منطقه - من باب ضرب ونصر -: خلط وتكلم بما لا ينبغى.

(٤) الشره - بالتحرك -: مصدر باب فرح -: الحرص، يقال: شره إلى الطعام: إشتد ميله إليه.

ويمكن أن يكون كما في بعض النسخ [ الشره ] بالكسر فالتشديد أى الحدة والحرص.

٤٠١

المودة، العداوة. الوفاء، الغدر. الطاعة، المعصية. الخضوع، التطاول(١) السلامة، البلاء. الفهم، الغباوة(٢) المعرفة، الانكار. المدارأة، المكاشفة. سلامة الغيب، المماكرة(٣) الكتمان، الافشاء. البر، العقوق. الحقيقة، التسويف(٤) المعروف، المنكر. التقية، الاذاعة. الانصاف، الظلم. التقى، الحسد(٥) النظافة، القذر. الحياء القحة(٦) . القصد، الاسراف. الراحة، التعب. السهولة، الصعوبة. العافية، البلوى. القوام، المكاثرة(٧) الحكمة، الهوى. الوقار، الخفة. السعادة، الشقاء. التوبة، الاصرار. المحافظة، التهاون(٨) الدعاء، الاستنكاف. النشاط. الكسل. الفرح، الحزن. الالفة، الفرقة. السخاء، البخل. الخشوع، العجب. صون الحديث(٩) النميمة. الاستغفارلا، الاغترار. الكياسة، الحمق(١٠) .

يا هشام لا تجمع(١١) هذة الخصال إلا لنبي أو وصي أو مؤمن امتحن الله قلبه للايمان.

وأما ساير ذلك من المؤمنين فإن أحدهم لا يخلو من أن يكون فيه بعض هذه الجنود من أجناد العقل حتى يستكمل العقل ويتخلص من جنود الجهل. فعند ذلك يكون في الدرجة العليا مع الانبياء والاوصياءعليه‌السلام وفقنا الله وإياكم لطاعته.

____________________

(١) التطاول: التكبر والترفع.

(٢) الغباوة: الغفلة وقلة الفطنة.

(٣) المماكرة: المخادعة.

(٤) كذا. والتسويف: المطل والتأخير. وفي الكافى [ الرياء ].

(٥) في بعض النسخ [ النفى، الحسد ] ولعله تصحيف.

(٦) القحة - بفتح القاف وكسرها وفتح الحاء مصدر - وهى بمعنى الوقاحة وقلة الحياء. وفى بعض النسخ [ القيحة ]. وفى الكافى والخصال [ الجلع ] أى الوقاحة.

(٧) القوام - بالفتح -: العدل والاعتدال.

والمكاثرة: المفاخرة والمغالبة في الكثرة بالمال أو العدد.

(٨) في بعض النسخ [ المخالفة ].

(٩) في بعض النسخ [ صدق الحديث ].

(١٠) لا يخفى أن عدد ما ذكر تفصيلا لا يبلغ ما ذكره اجمالا.

(١١) في بعض النسخ [ لا تجتمع ].

٤٠٢

ومن حكمهعليه‌السلام روي عنهعليه‌السلام أنه قال: صلاة النوافل قربان إلى الله لكل مؤمن.

والحج جهاد كل ضعيف. ولكل شئ زكاة وزكاة الجسد صيام النوافل. وأفضل العبادة بعد المعرفة إنتظار الفرج. ومن دعا قبل الثناء على الله والصلاة على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله كان كمن رمى بسهم بلا وتر. ومن أيقن بالخلف جاد بالعطية وما عال امرء اقتصد. والتدبير نصف العيش. والتودد إلى الناس نصف العقل. وكثرة الهم يورث الهرم. والعجلة هي الخرق. وقلة العيال أحد اليسارين. ومن أحزن والديه فقد عقهما. ومن ضرب بيده على فخذه، أو ضرب بيده الواحدة على الاخرى عند المصيبة فقد حبط أجره. والمصيبة لا تكون مصيبة يستوجب صاحبها أجرها إلا بالصبر والاسترجاع عند الصدمة. و الصنيعة لا تكون صنيعة إلا عند ذي دين أو حسب. والله ينزل المعونة على قدر المؤونة، و ينزل الصبر على قدر المصيبة. ومن اقتصر وقنع بقيت عليه النعمة. ومن بذر وأسرف زالت عنه النعمة. وأداء الامانة والصدق يجلبان الرزق. والخيانة والكذب يجلبان الفقر والنفاق. وإذا أراد الله بالذرة(١) شرا أنبت لها جناحين فطارت فأكلها الطير. و الصنيعة لا تتم صنيعة عند المؤمن لصاحبها إلا بثلاثة أشياء: تصغيرها وسترها وتعجيلها، فمن صغر الصنيعة عند المؤمن فقد عظم أخاة. ومن عظم الصنيعة عنده فقد صغر أخاه. ومن كتم ما أولاه(٢) من صنيعه فقد كرم فعاله. ومن عجل ما وعد فقد هنئ(٣) العطية

____________________

(١) في بعض النسخ [ بالنملة ].

(٢) يقال: أولى معروفا أى صنعه إليه.

(٣) هنئ الطعام - من باب علم -: تهنأ به أى ساغ له الطعام ولذ.

وفى بعض النسخ [ هنوء ] - من باب شرف -: صار هنيئا.

٤٠٣

(ومن كلامه عليه‌السلام مع الرشيد في خبر طويل ذكرنا موضع الحاجة اليه)

دخل إليه وقد عمد على القبض عليه، لاشياء كذبت عليه عنده، فأعطاه طومارا طويلا فيه مذاهب شنعة(١) نسبها إلى شيعته [ فقرأه ] ثم قال له: يا أمير المؤمنين نحن أهل بيت منينا بالتقوى علينا(٢) ، وربنا غفور ستور، أبى أن يكشف أسرار عباده إلا في وقت محاسبته يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم

ثم قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن علي، عن النبي صلوات الله عليهم: الرحم إذا مست الرحم اضطربت ثم سكنت، فإن رأى أمير المؤمنين أن تمس رحمي رحمه ويصافحني فعل. فتحول عنذ ذلك عن سريره ومد يمينه إلى موسىعليه‌السلام فأخذ بيمينه، ثم ضمه إلى صدره، فاعتنقه وأقعده عن يمينه وقال: أشهد أنك صادق وأباك صادق وجدك صادق ورسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله صادق. ولقد دخلت وأنا أشد الناس عليك حنقا(٣) وغضبا لما رقي إلي(٤) فيك فلما تكلمت بما تكلمت وصافحتني سري عني(٥) وتحول غضبي عليك رضى. وسكت ساعة، ثم قال له: اريد أن أسألك عن العباس وعلي بم صار علي أولى بميراث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من العباس والعباس عم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وصنو أبيه(٦) ؟ فقال له موسىعليه‌السلام : أعفني.

قال: والله لا أعفيتك، فأجبني. قال: فان لم تعفني فآمني. قال: آمنتك.

قال موسىعليه‌السلام : إن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لم يورث من قدر على الهجرة فلم يهاجر، إن أباك العباسى آمن ولم يهاجر وإن علياعليه‌السلام آمن وهاجر وقال

____________________

(١) الشنعة - كنتنة - الفضيعة والقبيحة.

(٢) منا يمنو منوا ومنى يمنى منيا الرجل بكذا: اختبره وامتحنه به.

والتقول: الافتراء بالقول يقال: تقول عليه القول: ابتدعه كذبا.

(٣) الحنق - بالتحريك - شدة الاغتياظ.

(٤) أى كتب إلى.

(٥) سرى عنى أى ألقى وانكشف عنى.

(٦) الصنو: المثل والابن والعم والاخ الشقيق

٤٠٤

الله:( الذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شئ حتى يهاجروا ) (١) فالتمع لون هارون وتغير.

وقال: ما لكم لا تنسبون إلى علي هو أبوكم وتنسبون إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو جدكم؟ فقال موسىعليه‌السلام : إن الله نسب المسيح عيسى ابن مريمعليه‌السلام إلى خليله إبراهيمعليه‌السلام بأمه مريم البكر البتول التي لم يمسها بشر في قوله:( ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكدلك نجزي المحسنين * وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين ) (٢) فنسبه بأمه وحدها إلى خليله إبراهيمعليه‌السلام ، كما نسب داود وسليمان وأيوب وموسى وهارونعليهم‌السلام بآبائهم وأمهاتهم فضيلة لعيسىعليه‌السلام ومنزلة رفيعة بأمه وحدها.

ودلك قوله في قصة مريم عليها السلام:( إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاکِ وَ طَهَّرَکِ وَ اصْطَفَاکِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ‌ ) (٣) بالمسيح من غير بشر. وكذلك اصطفى ربنا فاطمة عليها السلام وطهرها وفضلها على نساء العالمين بالحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة.

فقال هارون - وقد اضطرب وساء‌ه ما سمع -: من أين قلتم الانسان يدخله الفساد(٤) من قبل النساء ومن قبل الآباء لحال الخمس الذي لم يدفع إلى أهله؟ فقال موسىعليه‌السلام : هذه مسألة ما سأل عنها أحد من السلاطين غيرك - يا أمير المؤمنين - ولا تيم ولا عدي ولا بنو امية ولا سئل عنها أحد من آبائي فلا تكشفني عنها.

قال: فإن بلغني عنك كشف هذا رجعت عما آمنتك.

فقال موسىعليه‌السلام : لك ذلك.

قال: فإن الزندقة قد كثرت في الاسلام وهؤلاء الزنادقة الذين يرفعون إلينا في الاخبار، هم المنسوبون إليكم، فما الزنديق عندكم أهل البيت فقالعليه‌السلام : الزنديق هو الراد على الله وعلى رسوله وهم الذين يحادون الله ورسوله قال الله:( لاَ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ لَوْ کَانُوا

____________________

(١) سورة الانفال آية ٧٣. وقوله: فالتمع لون هارون أى ذهب وتغير.

(٢) سورة الانعام آية ٨٥، ٨٦.

(٣) سورة آل عمران آية ٤٠.

(٤) أى ان من لم يخمس ماله ولم يؤد خمس ماله إلى أهله يكون خلل في نطفته اما من قبل الاب او الام.

٤٠٥

آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ إلى آخر الآية) (١) . وهم الملحدون، عدلوا عن التوحيد إلى الالحاد فقال هارون: أخبرني عن أول من ألحد وتزندق؟ فقال موسىعليه‌السلام : أول من ألحد وتزندق في السماء إبليس اللعين، فاستكبر وافتخر على صفي الله ونجيه آدمعليه‌السلام ، فقال اللعين:( أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ) (٢) فعتا عن أمر ربه وألحد فتوارث الالحاد ذريته إلى أن تقوم الساعة.

فقال: ولابليس ذرية؟ فقالعليه‌السلام : نعم ألم تسمع إلى قول الله:( إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا * ما أشهدتهم خلق السموات والارض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا ) (٣) لانهم يضلون ذرية آدم بزخارفهم وكذبهم ويشهدون أن لا إله إلا الله كما وصفهم الله في قوله:( وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَکْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ‌ ) (٤) أي إنهم لا يقولون ذلك إلا تلقينا وتأديبا وتسمية. ومن لم يعلم وإن شهد كان شاكا حاسدا معاندا. ولذلك قالت العرب: من جهل أمرا عاداه ومن قصر عنه عابه وألحد فيه ، لانه جاهل غير عالم. - وكان لهعليه‌السلام مع أبي يوسف القاضي كلام طويل ليس هنا موضعه(٥) . -

____________________

(١) سورة المجادلة آية ٢٢.

(٢) سورة الاعراف آية ١١. وسورة ص آية ٧٧.

(٣) سورة الكهف آية ٤٩، ٥٠.

(٤) سورة لقمان آية ٢٤.

(٥) هو يعقوب بن ابراهيم بن حبيب بن خنيس بن سعد الصحابى الانصارى الكوفى قاضى القضاة من علماء دولة الرشيد. صاحب أبى حنيفة ومن اتباعه ويروى عنه وكان الغالب عليه مذهبه و خالفه في مواضع كثيرة وقد عدوه من أصحاب الرأى والقياس.

قيل: انه أول من لقب بقاضى القضاة وكان يقضى ببغداد سنة ١٦٦ في ايام خروج الهادى إلى جرجان وأقام على القضاء إلى أن توفى سنة ١٨٢ وكان مولده سنة ١١٣ قيل: انه أول من جعل الامتياز بين لباس العلماء وسائر الناس وقد ذكر حكايات من أحواله في تاريخ ابن خلكان والخطيب البغدادى. وقبره في شرقى الصحن المطهر الكاظمى من أرض بغداد.

٤٠٦

ثم قال الرشيد: بحق آبائك لما اختصرت كلمات جامعة(١) لما تجاريناه.

فقالعليه‌السلام : نعم.

واتي بدواة وقرطاس فكتب: بسم الله الرحمن الرحيم جميع أمور الاديان أربعة: أمر لا أختلاف فيه وهو إجماع الامة على الضرورة التي يضطرون إليها، والاخبار المجمع عليها وهي الغاية المعروض عليها كل شبهة والمستنبط منها كل حادثة وهو إجماع الامة. وأمر يحتمل الشك والانكار، فسبيله استيضاح أهله(٢) لمنتحليه بحجة من كتاب الله مجمع على تأويلها، وسنة مجمع عليها لا اختلاف فيها، أو قياس تعرف العقول عدله ولا يسع خاصة الامة وعامتها الشك فيه والانكار له(٣) . وهذان الامران من أمر التوحيد فما دونه وأرش الخدش(٤) فما فوقه. فهذا المعروض الذي يعرض عليه أمر الدين فما ثبت لك برهانه اصطفيته وما غمض عليك صوابه(٥) نفيته.

فمن أورد واحدة من هذه الثلاث(٦) فهي الحجة البالغة التي بينها الله في قوله لنبيه:( قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهديكم أجمعين ) (٧) يبلغ الحجة البالغة الجاهل فيعلمها بجهله كما يعلمه العالم بعلمه، لان الله عدل لا يجور، يحتج على خلقه

____________________

(١) اى اقسمك بحق آبائك أن تبين لنا كلمات جامعة في نهاية الاختصار لامورنا الجارية. و لما حرف استثناء وكما تدخل على الجملة الاسمية تدخل على الماضى لفظا لا معنى أيضا نحو أنشدك الله لما فعلت أى ما أسألك الا فعلت.

(٢) في بعض النسخ [ استنصاح أهله ].

(٣) ورواه المفيد رحمه الله في الاختصاص ونقله المجلسى - قده - في البحار هكذا فكتب بسم الله الرحمن الرحيم أمور الاديان أمران: أمر لا اختلاف فيه وهو اجماع الامة على الضرورة التى يضطرون اليها والاخبار المجتمع عليها، المعروض عليها كل شبهة والمستنبط منها كل حادثة.

وأمر يحتمل الشك والانكار وسبيل استيضاح أهله الحجة عليه.

فما ثبت لمنتحليه من كتاب مستجمع على تأويله أو سنة عن النبىصلى‌الله‌عليه‌وآله لا اختلاف فيها أو قياس تعرف العقول عدله ضاق على من استوضح تلك الحجة ردها ووجب عليه قبولها والاقرار والديانة بها وما لم يثبت لمنتحليه به حجة من كتاب مستجمع على تأويله أو سنة عن النبىصلى‌الله‌عليه‌وآله لا اختلاف فيها او قياس تعرف العقول عدله وسع خاص الامة وعامها الشك فيه والانكار له كذلك هذان الامران الخ (٤) في الاختصاص [ إلى ارش الخدش ].

(٥) في الاختصاص [ وما غمض عنك ضوؤه ].

(٦) والظاهر ان المراد بهذه الثلاث: الكتاب والسنة والقياس الذى تعرف العقول عدله.

(٧) سورة الانعام آية ١٥٠.

٤٠٧

بما يعلمون ويدعوهم إلى ما يعرفون لا إلى ما يجهلون وينكرون. فأجازه الرشيد ورده. والخبر طويل.(١)

* (وروى عنه عليه‌السلام في قصار هذه المعاني) *

قالعليه‌السلام : ينبغي لمن عقل عن الله أن لا يستبطئه(٢) في رزقه ولا يتهمه في قضائه.

وقال رجل: سألته عن اليقين؟ فقالعليه‌السلام : يتوكل على الله، ويسلم لله، ويرضى بقضاء الله، ويفوض إلى الله.

وقال عبدالله بن يحيى(٣) : كتبت إليه في دعاء الحمد لله منتهى علمه فكتبعليه‌السلام : لا تقولن منتهى علمه، فإنه ليس لعلمه منتهى. ولكن قل: منتهى رضاه.

وسأله رجل عن الجواد؟ فقالعليه‌السلام : إن لكلامك وجهين، فإن كنت تسأل عن المخلوقين، فإن الجواد، الذي يؤدي ما افترض الله عليه. والبخيل من بخل بما افترض الله. وإن كنت تعني الخالق فهو الجواد إن أعطى وهو الجواد إن منع، لانه إن أعطاك أعطاك ما ليس لك وإن منعك منعك ما ليس لك.

وقال لبعض شيعته: أي فلان ! إتق الله وقل الحق وإن كان فيه هلاكك فإن فيه نجاتك، أي فلان ! اتق الله ودع الباطل وإن كان فيه نجاتك. فإن فيه هلاكك.

وقال له وكيله: والله ما خنتك.

فقالعليه‌السلام له: خيانتك وتضييعك علي مالي سواء والخيانة شرهما عليك.

وقالعليه‌السلام : إياك أن تمنع في طاعة الله، فتنفق مثليه في معصية الله.

وقالعليه‌السلام : المؤمن مثل كفتى الميزان كلما زيد في إيمانه زيد في بلائه.

وقالعليه‌السلام عند قبر حضره(٤) : إن شيئا هذا آخره لحقيق أن يزهد في أوله. وإن شيئا هذا أوله لحقيق أن يخاف آخره.

____________________

(١) تمام الخبر في الاختصاص للمفيد - رحمه الله -.

(٢) أى لا يجده بطيئا.

(٣) رواه الصدوق - رحمه الله - في التوحيد باب العلم باسناده عن الكاهلى عن موسى بن جعفرعليه‌السلام . وعبدالله بن يحيى الكاهلى الاسدى الكوفى أخو اسحاق بن يحيى من وجوه اصحاب الصادق والكاظمعليهما‌السلام وله كتاب.

(٤) وفى بعض النسخ [ حفره ].

٤٠٨

وقالعليه‌السلام : من تكلم في الله هلك. ومن طلب الرئاسة هلك. ومن دخله العجب هلك.

وقالعليه‌السلام : إشتدت مؤونة الدنيا والدين: فأما مؤونة الدنيا فإنك لا تمد يدك إلى شئ منها إلا وجدت فاجرا قد سبقك إليه. وأما مؤونة الآخرة فإنك لا تجد أعوانا يعينونك عليه.

وقالعليه‌السلام : أربعة من الوسواس: أكل الطين وفت الطين. وتقليم الاظفار بالاسنان. وأكل اللحية.

وثلاث يجلين البصر: النظر إلى الخضرة. والنطر إلى الماء الجاري. والنظر إلى الوجه الحسن.

وقالعليه‌السلام : ليس حسن الجوار كف الاذى ولكن حسن الجوار الصبر على الاذى.

وقالعليه‌السلام : لا تذهب الحشمة بينك وبين أخيك(١) . وأبق منها، فإن ذهابها ذهاب الحياء.

وقالعليه‌السلام لبعض ولده: يا بني إياك أن يراك الله في معصية نهاك عنها. وإياك أن يفقدك الله عند طاعة أمرك بها. وعليك بالجد. ولا تخرجن نفسك من التقصير في عبادة الله وطاعته، فإن الله لا يعبد حق عبادته. وإياك والمزاح، فإنه يذهب بنور إيمانك ويستخف مروتك. وإياك والضجر والكسل، فإنهما يمنعان حظك من الدنيا والآخرة.

وقالعليه‌السلام : إذا كان الجور أغلب من الحق لم يحل لاحد أن يظن بأحد خيرا حتى يعرف ذلك منه.

وقالعليه‌السلام : ليس القبلة على الفم إلا للزوجة والولد الصغير.

وقالعليه‌السلام : اجتهدوا في أن يكون زمانكم أربع ساعات: ساعة لمناجاة الله. وساعة لامر المعاش. وساعة لمعاشرة الاخوان والثقات الذين يعرفونكم عيوبكم ويخلصون لكم في الباطن وساعة تخلون فيها للذاتكم في غير محرم وبهذه الساعة

____________________

(١) الحشمة: الانقباض والاستحياء.

٤٠٩

تقدرون على الثلاث ساعات.

لا تحدثوا أنفسكم بفقر ولا بطول عمر، فإنه من حدث نفسه بالفقر بخل. ومن حدثا بطول العمر يحرص. اجعلوا لانفسكم حظا من الدنيا بإعطائها ما تشتهي من الحلال وما لا يثلم المروة وما لا سرف فيه. واستعينوا بذلك على أمور الدين، فإنه روي ليس منا من ترك دنياه لدينه أو ترك دينه لدنياه

وقالعليه‌السلام : تفقهوا في دين الله فإن الفقه مفتاح البصيرة وتمام العبادة والسبب إلى المنازل الرفيعة والرتب الجليلة في الدين والدنيا. وفضل الفقيه على العابد كفضل الشمس على الكواكب. ومن لم يتفقه في دينه لم يرض الله له عملا.

وقالعليه‌السلام لعلي بن يقطين(١) : كفارة عمل السلطان الاحسان إلى الاخوان.

وقالعليه‌السلام : كلما أحدث الناس من الذنوب ما لم يكونوا يعملون أحدث الله لهم من البلاء ما لم يكونوا يعدون.

____________________

(١) هو على بن يقطين بن موسى مولى بنى أسد كوفى الاصل سكن بغداد من أصحاب الصادق و الكاظمعليهما‌السلام قال الشيخ في الفهرست: على بن يقطين - رحمه الله - ثقة جليل القدر له منزلة عظيمة عند أبى الحسن [ موسى بن جعفرعليهما‌السلام ] عظيم المكان في الطائفة. وكان يقطين من وجوه الدعاة. فطلبه مروان فهرب وابنه على بن يقطين هذا رحمه الله ولد بالكوفة سنة ١٢٤ و هربت به امه وبأخيه عبيد بن يقطين إلى المدينة فلما ظهرت الدولة الهاشمية ظهر يقطين وعادت ام على بعلى وعبيد فلم يزل يقطين بخدمة السفاح وابى جعفر المنصور ومع ذلك كان يتشيع ويقول بالامامة وكذلك ولده وكان رحمه الله يحمل الاموال إلى ابى عبدالله جعفر الصادقعليه‌السلام ونم خبره إلى المنصور والمهدى فصرف الله عنه كيدهما وتوفى على بن يقطين بمدينة السلام ببغداد سنة ١٨٢ وسنه يومئذ ٥٧ سنة وصلى عليه ولى العهد محمد بن الرشيد وتوفى ابوه بعده سنة ١٨٥ ولعلى بن يقطين كتب منها كتاب ما سأل عن الصادقعليه‌السلام من الملاحم وكتاب مناظرة الشاك بحضرته - انتهى.

وكانت وفات على بن يقطين في أيام كان ابوالحسنعليه‌السلام محبوسا في سجن هارون ببغداد وبقىعليه‌السلام اربع سنين فيه بعد على بن يقطين. وله ايضا مسائل عن أبى الحسنعليه‌السلام واستأذنه في ترك عمل السلطان فلم يأذن له وقالعليه‌السلام : لا تفعل فان لنا بك أنسا ولاخوانك لك عزا وعسى أن يجبر الله بك كسرا ويكسر بك نائرة المخالفين عن أوليائه. يا على كفارة أعمالكم الاحسان إلى إخوانكم. وضمن على بن يقطين لابى الحسنعليه‌السلام ان لا يأتيه ولى له الا اكرمه. فضمن أبوالحسنعليه‌السلام له ثلاث خصال: لا يظله سقف سجن أبدا ولا يناله حد سيف أبدا ولا يدخل الفقر فيه أبدا.

٤١٠

وقالعليه‌السلام : إذا كان الامام عادلا كان له الاجر وعليك الشكر. وإذا كان جائرا كان عليه الوزر وعليك الصبر.

وقال أبوحنيفة(١) حججت في أيام أبي عبدالله الصادقعليه‌السلام فلما أتيت المدينة دخلت داره فجلست في الدهليز أنتظر إذنه إذ خرج صبي يدرج(٢) ، فقلت: يا غلام أين يضع الغريب الغائط من بلدكم؟ قال: على رسلك(٣) . ثم جلس مستندا إلى الحائط.

ثم قال: توق شطوط الانهار ومساقط الثمار وأفنية المساجد وقارعة الطريق(٤) . وتوار خلف جدار وشل ثوبك(٥) . ولا تستقبل القبلة ولا تستدبرها. وضع حيث شئت.

فأعجبني ما سمعت من الصبي، فقلت له: ما اسمك؟ فقال: أنا موسى بن جعفر بن محمد بن

____________________

(١) هو نعمان بن ثابت بن زوطى أحد الائمة الاربعة كان جده من الفرس من موالى تيم الله ابن ثعلبة فمسه الرق فأعتق فكان أبوحنيفة من ابناء الفرس ولد سنة ٨٠ بالكوفة وكان خزازا يبيع الخز صاحب الرأي والقياس والفتاوى المعروفة في الفقه. واذا لم يجد نصا في الكتاب والسنة عمل بالقياس حتى قيل: إنه قاس في امور معاشة. وهو أول من قاس في الاسلام. واتهم باجازة وضع الحديث على وفق مذهبه وعدوه من المرجئة الذين يقولون لا تضر مع الايمان معصية، وقيل: رد على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله اربعمائة حديث أو أكثر فقال: لو أدركنى رسول الله لاخذ بكثير من قولى. ونقل الخطيب في تاريخ بغداد بعضها ويعاب عليه أيضا بعدم علمه بقواعد العربية. مات سنة ١٥٠. واتفق انه في يوم وفاته ولد الشافعى ودفن في مقبرة الخيزران ببغداد. مشهورة معروف عند العامة بالامام الاعظم وبنى شرف الملك أبوسعد محمد بن منصور الخوارزمى مستوفى مملكة السلطان ملكشاه السلجوقى على قبره مشهدا و قبة وبنى عنده مدرسة كبيرة للحنفية وقيل: ان الذى أمر ببناء هذه العمارة هو البار أرسلان محمد والد السلطان ملكشاه وكان الامير أبوسعد نائبا عليها.

وفي الاخيار: ان ابا حنيفة جاء يوما إلى الصادقعليه‌السلام ليسمع منه وخرجعليه‌السلام يتوكأ على عصا فقال له ابوحنيفة يا ابن رسول الله ما بلغت من السن ما يحتاج معه إلى العصا قال: هو كذلك ولكنها عصا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله اردت أتبرك بها فوثب أبوحنفية إليها وقال له: اقبلها يا ابن رسول الله؟ فحسرعليه‌السلام عن ذراعه وقال والله لقد علمت أن هذا بشر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وان هذا من شعره فما قبلته وتقبل عصا.

(٢) درج الصبى: مشى قليلا في أول ما يمشى.

(٣) الرسل والرسلة: الرفق والتمهل. يقال: على رسلك يا رجل أى على مهلك.

(٤) قارعة الطريق: أعلاه ومعظمه وهى موضع قرع المارة.

(٥) اى ارفع ثوبك. - من شال يشول شولا الشئ - أى رفعه.

٤١١

علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.

فقلت له: يا غلام ممن المعصية؟ فقالعليه‌السلام : إن السيئات لا تخلو من إحدى ثلاث: إما أن تكون من الله وليست منه فلا ينبغي للرب أن يعذب العبد على ما لا يرتكب.

وإما أن تكون منه ومن العبد وليست كذلك، فلا ينبغي للشريك القوي أن يظلم الشريك الضعيف.

وإما أن تكون من العبد وهي منه، فإن عفا [ ف‍ ] بكرمه وجوده، وإن عاقب فبذنب العبد وجريرته.

قال أبوحنيفة: فانصرفت ولم ألق أبا عبداللهعليه‌السلام واستغنيت بما سمعت.

وقال له أبوأحمد الخراساني: الكفر أقدم أم الشرك(١) ؟ فقالعليه‌السلام له: مالك ولهذا ما عهدي بك تكلم الناس. قلت: أمرني هشام بن الحكم(٢) أن أسألك.

[ ف‍ ] قال: قل له: الكفر أقدم، أول من كفر إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين(٣) والكفر شئ واحد والشرك يثبت واحدا ويشرك معه وغيره.

ورأى رجلين يتسابان فقالعليه‌السلام : البادي أظلم ووزره ووزر صاحبه عليه ما لم يعتد المظلوم.

وقالعليه‌السلام : ينادي مناد يوم القيامة: ألا من كان له على الله أجر فليقم، فلا يقوم إلا من عفا وأصلح فأجره على الله.

وقالعليه‌السلام : السخي الحسن الخلق في كنف الله، لا يتخلى الله عنه حتى يدخله الجنة.

وما بعث الله نبيا إلا سخيا.

وما زال أبي يوصيني بالسخاء وحسن الخلق حتى مضى.

وقال السندي بن شاهك - وكان الذي وكله الرشيد بحبس موسىعليه‌السلام - لما حضرته الوفاة: دعني أكفنك.

فقالعليه‌السلام : إنا أهل بيت، حج صرورتنا(٤) ومهور نسائنا وأكفاننا من طهور أموالنا.

____________________

(١) رواه الكلينى في الكافى ج ٢ ص ٣٨٥ عن موسى بن بكر الواسطى والعياشى في تفسيره عنه قال: سألت أبا الحسن موسىعليه‌السلام عن الكفر والشرك أيهما أقدم - إلى آخر الاية -.

(٢) وكذا في تفسير العياشى ولكن في الكافى [ هشام بن سالم ].

(٣) سورة البقرة آيه ٣٢.

(٤) الصرور - بالصاد المهلة - الذي لم يتزوج أو لم يحج.

٤١٢

وقالعليه‌السلام لفضل بن يونس: أبلغ خيرا وقل خيرا ولا تكن إمعة(١) .

قلت: وما الامعة؟ قال: لا تقل: أنا مع الناس وأنا كواحد من الناس. إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: يا أيها الناس إنما هما نجدان نجد خير ونجد شر فلا يكن نجد الشر أحب إليكم من نجد الخير(٢)

وروي أنه مر برجل من أهل السواد دميم المنظر(٣) ، فسلم عليه ونزل عنده وحادثه طويلا، ثم عرضعليه‌السلام عليه نفسه في القيام بحاجة إن عرضت له، فقيل له: يا ابن رسول الله أتنزل إلى هذا ثم تسأله عن حوائجك وهو إليك أحوج؟ فقالعليه‌السلام : عبد من عبيدالله وأخ في كتاب الله وجار في بلاد الله، يجمعنا وإياه خير الآباء آدمعليه‌السلام وأفضل الاديان الاسلام ولعل الدهر يرد من حاجاتنا إليه، فيرانا - بعد الزهو عليه(٤) - متواضعين بين يديه.

ثم قالعليه‌السلام :

نواصل من لا يستحق وصالنا مخافة أن نبقى بغير صديق

____________________

(١) الامع والامعة - بالكسر فالتشديد - قيل: أصله انى معك. وفضل بن يونس الكاتب البغدادى عدة الشيخ من أصحاب الكاظم وقال: أصله كوفى تحول إلى بغداد مولى واقفى. انتهى.

ووثقه النجاشى وروى الكشى ما يدل على غاية إخلاصه للامام الكاظم قال: وجدت بخط محمد بن الحسن ابن بندار القمى في كتابه حدثنى على بن ابراهيم عن محمد بن سالم قال: لما حمل سيدى قد كتب لى هتك إلى الفضل بن يونس فتسأله أن يروح أمرى فركب اليه أبوالحسن فدخل عليه حاجبه وقال يا سيدى ! أبوالحسن موسىعليه‌السلام على الباب فقال: أن كنت صادقا فانت حر ولك كذا وكذا فخرج الفضل حافيا يعدو حتى وصل اليه فوقع على قدميه يقبلهما ثم سأله أن يدخل فقال له: اقض حاجة هشام ابن ابراهيم فقضاها ثم قال: يا سيدى قد حضر الغذاء فتكرمنى ان تتغذى عندى فقال: هات فجاء بالمائدة وعليها البوارد فأجال أبوالحسنعليه‌السلام يده في البارد ثم قال: البارد تجال اليد فيه وجاؤوا بالحار فقال أبوالحسنعليه‌السلام : الحار حمى.

(٢) النجد: الطريق الواضح المرتفع. وقولهعليه‌السلام : انما هما نجدان فالظاهر إشارة إلى قوله تعالى في سورة البلد آية ١٠: وهديناه النجدين

(٣) دميم المنظر أى قبيح المنظر من دم دمامة: كان حقيرا وقبح منظره.

(٤) الزهو: الفخر والكبر.

قال الشاعر:

لا تهين الفقير علك أن تركع يوما والدهر قد رفعه

٤١٣

وقالعليه‌السلام : لا تصلح المسألة إلا في ثلاثة: في دم منقطع(١) أو غرم مثقل أو حاجة مدقعة.

وقالعليه‌السلام : عونك للضعيف من أفضل الصدقة.

وقالعليه‌السلام : تعجب الجاهل من العاقل أكثر من تعجب العاقل من الجاهل.

وقالعليه‌السلام : المصيبة للصابر واحدة وللجازع اثنتان.

وقالعليه‌السلام : يعرف شدة الجور من حكم به عليه.

____________________

(١) أى دم من ليس لقاتله مال حتى يؤدى ديته. والمدقعة: الشديدة يفضى صاحبه إلى الدقعاء أى التراب او يفضى صاحبه إلى الدقع وهو سوء احتمال الفقر. والمدقع الملصق بالتراب والذى لا يكون عنده ما يتقى به التراب.

٤١٤

(ما روي عن الامام الهمام أبى الحسن على بن موسى الرضا (ع)

في طوال هذه المعانى)

(جوابه عليه‌السلام للمأمون) في جوامع الشريعة لما سأله جمع ذلك

روي أن المأمون بعث الفضل بن سهل ذا الرياستين(١) إلى الرضاعليه‌السلام فقال له: إني أحب أن تجمع لي من الحلال والحرام والفرائض والسنن، فإنك حجة الله على خلقه ومعدن العلم.

فدعا الرضاعليه‌السلام بدواة وقرطاس، وقالعليه‌السلام للفضل: اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم حسبنا شهادة أن لا إله إلا الله، أحدا صمدا، لم يتخذ صاحبة ولا ولدا، قيوما،

____________________

(١) رواه الصدوق - رحمه الله - في العيون عن عبدالواحد بن محمد بن عبدوس عن على بن محمد بن قتيبة عن الفضل بن شاذان.

وعن حمزة بن محمد بن احمد عن ابى نصر قنبر بن على بن شاذان عن ابيه عن الفضل بن شاذان.

وعن ابى محمد جعفر بن نعيم بن شاذان، عن عمه عن الفضل بن شاذان.

والفضل بن سهل هذا هو وزير المأمون ومدبر اموره لقب بذى الرياستين لانه قلد الوزارة والسيف جميعا كان مجوسيا فاسلم على يدى المأمون سنة ١٩٠، او يدى يحيى بن خالد البرمكى وكان من صنائع آل برمك: كان عالما فاضلا ومن أخبر الناس بعلم النجوم وأكثرهم اصابة في احكامه قيل ومن اصاباته ما حكم به على نفسه. وكان يتشيع وهو الذى اشار على المأمون بولاية العهد لابى الحسن الرضاعليه‌السلام فلما ندم المأمون من ولاية العهد ثقل عليه امر الفضل واحتال عليه خرج من مرو منصرفا إلى العراق ودس عليه حتى قتله غالب السعودى الاسود مع جماعة في حمام سرخس مغافصة سنة ٢٠٣، وروى الصدوق في العيون أخبارا في ذمه وأنه كان معاندا للرضاعليه‌السلام واخوه ابومحمد الحسن بن سهل هو الذى حاصر بغداد بمشاركة طاهر بن الحسين ذى اليمينين وقتل الامين محمد بن الزبيدة المخلوع أخا المأمون سنة ١٩٨ وكان من المنسوبين إلى مذهب الامامية وتولى الوزارة بعد أخيه وكان عالما بالنجوم قيل: وهو الذى أخبر أخاه بقتله بحساب النجوم توفى سنة ٢٣٦ وبنته يوران هى التى تزوجها المأمون وبذل لها ما لم يبذل أحدا. وكان ذو الرياستين وأخوه من أهل سرخس من بلاد خراسان وهو الذى كتب أبوالحسن الرضاعليه‌السلام كتاب الجاء والشرط في شأنه وشأن اخيه. وسيأتى سؤاله عن الرضاعليه‌السلام من النجوم في خلق الليل والنهار.

٤١٥

سميعا، بصيرا، قويا، قائما باقيا، نورا، عالما لا يجهل، قادرا لا يعجز، غنيا لا يحتاج عدلا لا يجور، خلق كل شئ، ليس كمثله شئ، لا شبه له ولا ضد ولا ند ولا كفو. وأن محمدا عبده ورسوله وأمينه وصفوته من خلقه، سيد المرسلين وخاتم النبيين وأفضل العالمين، لا نبي بعده ولا تبديل لملته ولا تغيير. وأن جميع ما جاء به محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه هو الحق المبين، نصدق به وبجميع من مضى قبله من رسل الله وأنبيائه وحججه. ونصدق بكتابه الصادق لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد. وأنه [ كتاب ] المهيمن على الكتب كلها. وأنه حق من فاتحته إلى خاتمته. نؤمن بمحكمه ومتشابهه. وخاصه وعامه. ووعده ووعيده. وناسخه ومنسوخه وأخباره لا يقدر واحد من المخلوقين أن يأتي بمثله. وأن الدليل والحجة من بعده على المؤمنين و القائم بأمور المسلمين، والناطق عن القرآن والعالم بأحكامه، أخوه وخليفته ووصيه والذي كان منه بمنزلة هارون من موسى، علي بن أبي طالبعليه‌السلام أمير المؤمنين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين، يعسوب المؤمنين وأفضل الوصيين بعد النبيين. وبعده الحسن والحسينعليهما‌السلام ، واحدا بعد واحد إلى يومنا هذا، عترة الرسول وأعلمهم بالكتاب والسنة وأعدلهم بالقضية وأولاهم بالامامة في كل عصر وزمان وأنهم العروة الوثقى وأئمة الهدى والحجة على أهل الدنيا حتى يرث الله الارض ومن عليها وهو خير الوارثين. وأن كل من خالفهم ضال مضل، تارك للحق والهدى. وأنهم المعبرون عن القرآن، الناطقون عن الرسول بالبيان، من مات لا يعرفهم ولا يتولاهم بأسمائهم وأسماء آبائهم مات ميتة جاهلية. وأن من دينهم الورع والعفة والصدق والصلاح والاجتهاد وأداء الامانة إلى البر والفاجر وطول السجود والقيام بالليل واجتناب المحارم وانتظار الفرج بالصبر وحسن الصحبة وحسن الجوار وبذل المعروف وكف الاذى وبسط الوجه والنصيحة والرحمة للمؤمنين. والوضوء كما أمر الله في كتابه غسل الوجه واليدين ومسح الرأس والرجلين واحد فريضة واثنان إسباغ ومن زاد أثم ولم يوجر ولا ينقض الوضوء إلا الريح والبول والغائط والنوم والجنابة. ومن مسح

٤١٦

على الخفين فقد خالف الله ورسوله وكتابه ولم يجز عنه وضوء‌ه وذلك أن علياعليه‌السلام خالف القوم في المسح على الخفين.

فقال له عمر: رأيت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يمسح.

فقال عليعليه‌السلام : قبل نزول سورة المائدة أو بعدها؟ قال لا أدري.

قال عليعليه‌السلام : لكني أدري أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لم يمسح على خفيه مذ نزلت سورة المائدة. والاغتسال من الجنابة والاحتلام والحيض، وغسل من غسل الميت فرض. والغسل يوم الجمعة. والعيدين ودخول مكة والمدينة. وغسل الزيارة. وغسل الاحرام. ويوم عرفة. و أول ليلة من شهر رمضان. وليلة تسع عشرة منه. وإحدى وعشرين. وثلاث وعشرين منه سنة. وصلاة الفريضة: الظهر أربع ركعات. والعصر أربع ركعات. والمغرب ثلاث ركعات. والعشاء الآخرة أربع ركعات. والفجر ركعتان، فذلك سبع عشرة ركعة والسنة أربع وثلاثون ركعة: منها ثمان قبل الظهر، وثمان بعدها، وأربع بعد المغرب، وركعتان من جلوس بعد العشاء الآخرة - تعد بواحدة - وثمان في السحر، والوتر ثلاث ركعات(١) وركعتان بعد الوتر. والصلاة في أول الاوقات(٢) . وفضل الجماعة على الفرد كل ركعة بألفي ركعة. ولا تصل خلف فاجر(٣) . ولا تقتدي إلا بأهل الولاية. ولا تصل في جلود الميتة. ولا جلود السابع. والتقصير في أربع فراسخ، بريد ذاهبا وبريد جائيا(٤) ، اثنا عشر ميلا. وإذا قصرت أفطرت. والقنوت في أربع صلوات، في الغداة والمغرب والعتمة(٥) ويوم الجمعة وصلاة الظهر(٦) وكل القنوت قبل الركوع و

____________________

(١) ركعتان وركعة، الاوليان بنية الشفع والاخرى بنية الوتر. واما الركعتان بعد الوتر فهما نافلة الصبح.

(٢) أى إتيانها في أول وقتها. وفي العيون [ والصلاة في اول وقتها أفضل ].

(٣) في العيون [ وفضل الجماعة على الفرد أربع وعشرون. ولا صلاة خلف فاجر ].

(٤) فالبريد اربعة فراسخ: وايضا اثنا عشر ميلا فيكون التقصير في ثمانية فراسخ: اربعة ذاهبا و أربعة جائيا ان كان في يوم واحد وإن لم يكن في يوم فيلزم ان يكون الذهاب فقط ثمانية فراسخ.

(٥) العتمة - بفتحتين -: الثلث الاول من الليل بعد غيبوبة الشفق - قيل: لان العرب يعتمون بالابل في المرعى فلا يأتون بها إلا بعد العشاء الاخرة فيسمون ذلك الوقت عتمة، فالمراد بها ههنا صلاة العشاء.

(٦) كذا، فاراد بصلاة الظهر معنى عاما تشمل الظهر والعصر. وفى بعض النسخ [ صلواة الظهر ].

٤١٧

بعد القراء‌ة.

والصلاة على الميت خمس تكبيرات وليس في صلاة الجنائز تسليم لان التسليم في الركوع والسجود وليس لصلاة الجنازة ركوع ولا سجود ويربع قبر الميت ولا يسنم(١) والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم في الصلاة ع فاتحة الكتاب.

والزكاة المفروضة من كل مائتي درهم خمسة دراهم ولا تجب في ما دون ذلك وفيما زاد في كل أربعين درهما درهم ولا تجب فيما دون الاربعينات شئ(٢) ولا تجب حتى يحول الحول.

ولا تعطى إلا أهل الولاية والمعرفة. وفي كل عشرين دينارا نصف دينار.

و الخمس من جميع المال مرة واحدة(٣) والعشر من الحنطة والشعير والتمر والزبيب.

وكل شئ يخرج من الارض من الحبوب إذا بلغت خمسة أو سق ففيه العشر إن كان يسقى سيحا(٤) .

وإن كان يسقى بالدوالي ففيه نصف العشر للمعسر والموسر. وتخرج من الحبوب القبضة والقبضتان، لان الله لا يكلف نفسا إلا وسعها ولا يكلف العبد فوق طاقته. والوسق ستون صاعا والصاع ستة أرطال وهو أربعة أمداد والمد رطلان وربع برطل العراقي وقال الصادقعليه‌السلام : هو(٥) تسعة أرطال بالعراقي وستة أرطال بالمدني. وزكاة الفطر فريضة على رأس كل صغير أو كبير، حر أو عبد من الحنطة نصف صاع. ومن التمر والزبيب صاع(٦) . ولا يجوز أن تعطى غير أهل الولاية، لانها فريضة.

____________________

(١) سنم الشئ: علاه ورفعه. والقبر: رفعه عن الارض وهو خلاف التسطيح.

وقبر مسنم أى مرتفع غير مسطح ومنه ولا تسنم كسنام البعير

(٢) أى من الغلات الاربعة.

(٣) فاراد بالخمس معنى عاما يشمل جميع أقسامه وهو في اللغة: اسم لحق يجب في المال فيصرفه في موارد خاصة. وقوله: والعشر من الحنطة الخ بيان لقسم من أقسام زكاة المال.

(٤) ساح الماء: جرى على وجه الارض. والدوالى: جمع الدالية وهى الدلو الكبيرة يديرها البقرة غالبا. قال في مجمع البحرين: والدالية: جذع طويل يركب تركيب مداق الارز وفي رأسه مغرفة كبيرة يستقى بها قاله في المغرب. وفي المصباح: الدالية: دلو ونحوها وخشبة تصنع كهيئة الصليب وتشد برأس الدلو ثم يؤخذ حبل يربط طرفه بذلك وطرفه الآخر بجذع قائمة على رأس البئر ويستقى بها فهى فاعلة بمعنى مفعولة وقال الجوهرى: المنجنون تديرها البقرة

(٥) أى الصاع.

(٦) في العيون [ من الحنطة والشعير والتمر والزبيب صاع وهو اربعة امداد ].

٤١٨

وأكثر الحيض عشرة أيام وأقله ثلاثة أيام. والمستحاضة تغتسل وتصلي. و الحائض تترك الصلاة ولا تقضي، وتترك الصيام وتقضيه. ويصام شهر رمضان لرؤيته ويفطر لرؤيته. ولا يجوز التراويح في جماعة(١) و صوم ثلاثة أيام في كل شهر سنة من كل عشرة أيام يوم خميس من العشر الاول.

والاربعاء من العشر الاوسط. والخميس من العشر الآخر. وصوم شعبان حسن وهو سنة وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : شعبان شهري وشهر رمضان شهر الله وإن قضيت فائت شهر رمضان متفرقا أجزء‌ك(٢) . وحج البيت من استطاع إليه سبيلا والسبيل زاد وراحلة(٣) . ولا يجوز الحج إلا متمتعا(٤) ولا يجوز الافراد والقران الذي تعمله العامة. والاحرام دون الميقات لا يجوز. قال الله: وأتموا الحج والعمرة لله(٥) ولا يجوز في النسك الخصي، لانه ناقص ويجوز الموجوء(٦) . والجهاد مع إمام عادل. ومن قاتل فقتل دون ماله ورحله ونفسه فهو شهيد ولا يحل

____________________

(١) التراويح: جمع ترويحة وهى في الاصل اسم للجلسة مطلقا ثم سميت بها الجلسة التى بعد أربع ركعات في ليالى شهر رمضان لاستراحة الناس بها وسميت أيضا نفس ركعاتها لان المصلى يستريح بعد كل أربع ركعات. والجماعة فيها بدعة فهى من المخترعات التى لم تكن في عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ولا في أيام أبى بكر ولا في صدر من أيام عمر فاحدث بعد ذلك عمر فاتبعه الناس كما جاء بها في الرواية.

(٢) وزاد في نسخة [ وصوم رجب هو شهر الله الاصم وفيه البركة ].

(٣) في العيون [ والسبيل الزاد والراحلة مع الصحة ].

(٤) الحج ثلاثة: مفرد - أى من العمرة - وقران - أى يقرن بسياق الهدى - وتمتع - اى يتمتع بينها - وفي اللغة لما يتحلل بين عمرته وحجه من التحلل الموجب لجواز الانتفاع والتلذذ بما كان قد حرمه الاحرام مع ارتباط عمرته بحجه حتى أنهما كالشئ الواحد شرعا فاذا حصل بينهما ذلك فكانه حصل في الحج. وهى أفضلها مطلقا كما جاء فيها الاحاديث والسنن.

(٥) سورة البقرة آية ١٩٤.

(٦) الخصى: الذى سلت خصيتاه ونزعتا - والمراد الحيوان الذى تذبح في الحج.

والموجوء - من وجأ يوجأ وجأ -: الحيوان الذى رض عروق بيضتيه أو رض خصيتيه لكسر شهوته.

٤١٩

قتل أحد من الكفار في دار التقية إلا قاتل أو باغ وذلك اذا لم تحذر على نفسك(١) ولا أكل أموال الناس من المخالفين وغيرهم. والتقية في دار التقية واجبة. ولا حنث على من حلف تقية يدفع بها ظلما عن نفسه. والطلاق بالسنة على ماذكر الله عزوجل وسنة نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله ولا يكون طلاق بغير سنة وكل طلاق يخالف لكتاب فليس بطلاق وكل نكاح يخالف السنة فليس بنكاح. ولا تجمع بين أكثر من أربع حرائر. وإذا طلقت المرأة ثلاث مرات للسنة لم تحل له حتى تنكح زوجا غيره. وقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : اتقوا المطلقات ثلاثا فإنهن ذوات أزواج(٢) . والصلاة على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في كل المواطن عند الرياح والعطاس وغير ذلك. وحب أولياء الله وأوليائهم وبغض أعدائه والبراء‌ة منهم ومن أئمتهم(٣) . وبر الوالدين، وإن كانا مشركين فلا تطعهما(٤) وصاحبهما في الدنيا معروفا لان الله يقول:( اشْکُرْ لِي وَ لِوَالِدَيْکَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَ إِنْ جَاهَدَاکَ عَلَى أَنْ تُشْرِکَ بِي مَا لَيْسَ لَکَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا ) (٥) قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : ما صاموا لهم ولا صلوا ولكن أمروهم بمعصية الله فأطاعوهم، ثم قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: من أطاع مخلوقا في غير طاعة الله عزوجل فقد كفر واتخذ إلها من دون الله. وذكاة الجنين ذكاة امه. وذنوب الانبياء صغار موهوبة لهم بالنبوة. والفرائض على ما أمر الله لا عول فيها(٦) ولا يرث مع الوالدين والولد أحد إلا الزوج

____________________

(١) في العيون [ وذلك إذا لم تخف على نفسك وعلى أصحابك ].

(٢) في العيون [ اتقوا تزويج المطلقات ثلاثا ].

(٣) في العيون [ وحب أولياء الله واجب وكذلك بغض اعداء الله والبراء‌ة منهم ومن ئمتهم ].

(٤) في العيون [ وبر الوالدين واجب وإن كانا مشركين فلا طاعة لهما في معصية الله ولا لغيرها فانه لا طاعة لمخلوق في معصية الله ].

(٥) سورة لقمان آية ١٤، ١٥.

(٦) العول: الجور والميل عن الحق لغة. واستعمل في سهم الارث والتناقص فيه.

٤٢٠