تحف العقول

تحف العقول0%

تحف العقول مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 520

تحف العقول

مؤلف: ابن شعبة الحراني
تصنيف:

الصفحات: 520
المشاهدات: 172940
تحميل: 9936

توضيحات:

تحف العقول
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 520 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 172940 / تحميل: 9936
الحجم الحجم الحجم
تحف العقول

تحف العقول

مؤلف:
العربية

وينقله من شر إلى شر حتى يؤيسه من رحمة الله ويدخله في القنوط فيجد الوجه إلى ما خالف الاسلام وأحكامه، فإن أبت نفسك إلا حب الدنيا وقرب السلطان فخالفت ما نهيتك عنه بما فيه رشدك، فاملك عليك لسانك فإنه لا ثقة للملوك عند الغضب(١) ولا تسأل عن أخبارهم ولا تنطق عند إسرارهم ولا تدخل فيما بينك وبينهم. وفي الصمت السلامة من الندامة. وتلافيك ما فرط من صمتك أيسر من إدراكك ما فات من منطقك(٢) وحفظ ما في الوعاء بشد الوكاء. وحفظ ما في يديك أحب إلي من طلب ما في يد غيرك. ولا تحدث إلا عن ثقة(٣) فتكون كاذبا والكذب ذل. وحسن التدبير مع الكفاف أكفى لك من الكثير مع الاسراف(٤) وحزن اليأس(٥) خير من الطلب إلى الناس. والعفة مع الحرفة خير من سرور مع فجور(٦) والمرء أحفظ لسره(٧) . ورب ساع فيما يضره(٨) . من أكثر [ أ ] هجر(٩) ومن تفكر أبصر. ومن خير حظ امرئ قرين صالح، فقارن أهل الخير تكن منهم وباين أهل الشر تبن عنهم(١٠) ولا يغلبن عليك سوء الظن، فإنه لا يدع بينك وبين خليل صلحا. وقد يقال: من الحزم سوء الظن. بئس الطعام الحرام. وظلم الضعيف أفحش الظلم. والفاحشة كاسمها التصبر على

____________________

(١) فأملك عليك لسانك أى فاحفظ لسانك وفى بعض النسخ [ لا بقية للملوك ].

(٢) التلافى: التدارك لاصلاح ما فسد او كاد.

والفرط: القصر والمراد أن سابق الكلام لا يدرك فيسترجع بخلاف مقصر السكوت فسهل تداركه.

والماء يحفظ في القربه بشد وكائها أى رباطها فكذلك اللسان.

وفيه تنبيه عليه وجوب ترجيح الصمت على كثرة الكلام وذلك لان الكلام يسمع وينقل فلا يستطاع إعادته صمتا.

(٣) أى ولا تقل إلا عن صدق وثقة.

(٤) مع الكفاف أى بقدر الكفاية.

(٥) وفى النهج مرارة اليأس

(٦) وفى النهج والحرفة مع العفة خير من الغنى مع الفجور

(٧) أى الاولى أن لا تبوح بسرك إلى أحد فانت احفظ من غيرك فان أذعته انتشر فلم تلم إلا نفسك لانك كنت عاجزا عن حفظ سر نفسك فغيرك أعجز إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه * فصدر الذى يستودع السر أضيق.

(٨) ربما كان الانسان يسعى فيما يضره لجهله أو سوء قصده.

(٩) يقال: فلان أهجر في منطقه أى تكلم بالهذيان، وكثير الكلام لا يخلو من الاهجار.

(١٠) أى تبين عنهم والفعل مجزوم لجواب الشرط.

٨١

المكروه نقص للقلب [ يعصم القلب ظ ]، وإن كان الرفق خرقا كان الخرق رفقا(١) وربما كان الدواء داء والداء دواء. وربما نصح غير الناصح وغش المستنصح(٢) . وإياك و الاتكال على المنى فإنها بضائع النوكى(٣) وتثبط عن خير الآخرة والدنيا، ذك قلبك بالادب كما تذكى النار بالحطب.

ولا تكن كحاطب الليل وغثاء السيل(٤) . وكفر النعمة لؤم. وصحبة الجاهل شوم. والعقل حفظ التجارب. وخير ما جربت ما وعظك ومن الكرم لين الشيم(٥) بادر الفرصة قبل أن تكون غصة. من الحزم العزم. من سبب الحرمان التواني. ليس كل طالب يصيب. ولا كل راكب يؤوب. ومن الفساد إضاعة الزاد ولكل أمر عاقبة. رب يسير أنمى من كثير. سوف يأتيك ما قدر لك. التاجر مخاطر(٦) ولا خير في معين مهين. لا تبيتن من أمر على غرر(٧) من حلم ساد. ومن تفهم أزداد.ولقاء أهل الخير عمارة القلوب. ساهل الدهر ما دل لك قعوده(٨) وإياك أن تجمح(٩) بك

____________________

(١) الخرق - بالضم -: العنف أى الشدة وضد الرفق.

والمراد أنه إذا كان في مقام يلزمه العنف لمصلحة كمقام التأديب واجراء الحدود يكون إبداله بالرفق عنفا ويكون العنف في هذا المقام من الرفق، فلا يجوز وضع كل منهما موضع الاخر.

(٢) المستنصح - اسم مفعول -: المطلوب منه النصح.

(٣) المنى: جمع منية - بالضم فالسكون -: ما يتمناه الانسان لنفسه ويعلل نفسه باحتمال الوصول إليه. والبضائع: جمع بضاعة وهى من المال ما أعد للتجارة. والنوكى - كسكرى -: جمع الانوك أى الاحمق وأيضا المقهور والمغلوب والمراد هنا الضعيف النفس في الرأى والعمل. وفى النهج الموتى لان المتجر بها الموتى. والتثبط: التعويق. فاذا تمنيت فاعمل لامنيتك.

(٤) يقال: هو حاطب ليل أى يخلط في كلامه.

(٥) الشيم - بالكسر والفتح -: جمع شيمة وهى الخلق والطبيعة. والمراد به الاخلاق الحسنة.

(٦) أى بنفسه وماله. والمهين إما بضم الميم بمعنى فاعل الاهانة ولا يصلح لان يكون معينا فيفسد ما يصلح، أو بفتحها بمعنى الحقير فانه أيضا لا يصلح لضعف قدرته. وفى النهج بعد هذا الكلام ولا في صديق ظنين والظنين - بالظاء: المتهم: - وبالضاد -: البخيل.

(٧) الغرر منه - بالتحريك - المغرور به. وفى النهج ولا تبين من أمر على غدر

(٨) القعود - بالفتح -: من الابل ما يقتعده الراعى في كل حاجة أى يتخذ مركبا ويقال أيضا للابل: الفصيل من قياده.

(٩) يقال: جمحت المطية: تغلب على راكبه وذهب به.

وجمحت به أى طرحت به وحمله على ركوب المهالك.اللجاج - بالفتح - الخصومة.أى أنى أحذرك من أن تغلبك الخصومات فلا تملك نفسك من الوقوع في مضارها.

٨٢

مطية اللجاج وإن قارفت سيئة فعجل محوها بالتوبة. ولا تخن من ائتمنك وإن خانك ولا تذع سره وإن أذاعة. ولا تخاطر بشئ رجاء أكثر منه. واطلب فإنه يأتيك ما قسم لك، خذ بالفضل وأحسن البذل. وقل للناس حسنا. وأي كلمة حكم جامعة أن تحب للناس ما تحب لنفسك وتكره لهم ما تكره لها.

إنك قل ما تسلم ممن تسرعت إليه أن تندم أو تتفضل عليه. واعلم أن من الكرم الوفاء بالذمم والدفع عن الحرم(١) والصدود آية المقت و كثرة العلل آية البخل. ولبعض إمساكك عن أخيك مع لطف خير من بذل مع جنف(٢) . ومن التكرم صلة الرحم(٣) ومن يرجوك أو يثق بصلتك إذا قطعت قرابتك؟ والتحريم وجه القطيعة. احمل نفسك مع أخيك عند صرمه على الصلة(٤) وعند صدوده على اللطف والمسألة وعند جموده على البذل وعند تباعده على الدنو وعند شدته على اللين وعند جرمه على الاعتذار حتى كأنك له عبد وكأنه ذو نعمة عليك. وإياك أن تضع ذلك في غير موضعه وأن تفعله بغير أهله. لا تتخذن عدو صديقك صديقا فتعادي صديقك ولا تعمل بالخديعة فإنها خلق اللئام.

وامحض أخاك النصيحة حسنة كانت أو قبيحة. وساعده على كل حال وزل معه حيث زال.

ولا تطلبن مجازاة أخيك ولو حثا

____________________

(١) الذمم - بكسر الاول وفتح الثانى -: جمع الذمة: العهد والامان والضمان.

والحرم - بضم الاول والثانى -: جمع الحريم -: ما يدافع عنه ويحمى.

والصدود: الاعراض والميل عن الشئ.والمقت:شدة البغض.

(٢) الجنف: الجور، ربما كان الامساك مع حسن الخلق خير من البذل مع الجور.

قال الله تعالى في سورة البقرة آية ٢٦٥: قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى

(٣) في بعض نسخ الحديث [ ومن الكرم صلة الرحم ].

ولعل قولهعليه‌السلام ومن يرجوك عطف على قوله: الرحم يعنى صلة من يرجوك الخ.

والتحريم من الصلة سبب لقطع القرابة.

(٤) في بعض نسخ الحديث [ احمل نفسك من أخيك ].

والصرم - بالضم أو الفتح -: القطيعة.

وقولهعليه‌السلام : على الصلة متعلق باحمل نفسك.

أى ألزم نفسك بصلة صديقك إذا قطعك.

وهكذا بعده.والمراد بالجمود: البخل.

٨٣

التراب بفيك(١) . وخذ على عدوك بالفضل فإنه أحرى للظفر(٢) . وتسلم من الناس بحسن الخلق وتجرع الغيظ، فإني لم أر جرعة أحلى منها عاقبة ولا ألذ مغبة(٣) ولا تصرم أخاك على ارتياب ولا تقطعه دون استعتاب(٤) . ولن لمن غالظك فإنه يوشك أن يلين لك. ما أقبح عن القطيعة بعد الصلة والجفاء بعد الاخاء والعداوة بعد المودة والخيانة لمن ائتمنك وخلف الظن لمن ارتجاك والغدر بمن استأمن إليك. فإن أنت غلبتك قطيعة أخيك فاستبق لها من نفسك بقية يرجع إليها إن بدا ذلك له يوما [ ما ](٥) ومن ظن بك خيرا فصدق ظنه(٦) . ولا تضيعن حق أخيك اتكالا على ما بينك وبينه، فإنه ليس لك بأخ من أضعت حقه. ولا يكن أهلك أشقى الخلق بك. ولا ترغبن فيمن زهد فيك. ولا تزهدن فيمن رغب إليك إذا كان للخلطة موضعا. ولا يكونن أخوك أقوى على قطيعتك منك على صلته(٧) ولا تكونن على الاساء‌ة أقوى منك على الاحسان، ولا على البخل أقوى منك على البذل. ولا على التقصير أقوى منك على الفضل. ولا يكبرن عليك ظلم من ظلمك فإنه إنما يسعى في مضرته ونفعك.

وليس جزاء من سرك أن تسوء‌ه والرزق رزقان: رزق تطلبه ورزق يطلبك فإن لم تأته أتاك(٨) .

____________________

(١) حثا التراب أى صبه.

(٢) في النهج [ فانه أحلى الظفرين ] أى ظفر الانتقام وظفر التملك بالاحسان.

(٣) المغبة - بفتحتين وتشديد الباء -: العاقبة.

ان لكظم الغيظ لذة تجدها النفس عند الافاقة.

فللعفو لذة أحلى وهى الخلاص من الضرر المعقب لفعل الغضب.

(٤) الارتياب: الاتهام والشك.

الاستعتاب: طلب العتبى، أى الاسترضا.

(٥) بقية من الصلة يسهل لك معها الرجوع إليه إن بدا له أى ظهر له حسن العودة يوما.

(٦) بلزوم ما ظن بك من الخير.

(٧) أمر بلزوم حفظ الصداقة، يعنى إذا أتى أخوك بالقطيعة فقابلها أنت بالصله حتى تغلبه ولا يكونن هو أقدر على ما يوجب القطيعة منك على ما يوجب الصلة.

وهكذا بعده.

(٨) المراد بالرزق رزقان: رزق طالب ورزق مطلوب فالرزق الطالب ما هو المقدر للانسان فان أنت لم تأته أتاك، والرزق المطلوب ما كان مبدؤه الحرص في الدنيا.

٨٤

واعلم أي بني أن الدهر ذو صروف(١) فلا تكونن ممن تشتد لائمته ويقل عند الناس عذره. ما أقبح الخضوع عند الحاجة والجفاء عند الغنى إنما لك من دنياك ما أصلحت به مثواك(٢) ، فانفق في حق ولا تكن خازنا لغيرك.وإن كنت جازعا على ما تفلت من يديك فاجزع على كل ما لم يصل إليك(٣) .

واستدلل على ما لم يكن بما كان، فإنما الامور أشباه ولا تكفرن ذا نعمة(٤) ، فإن كفر النعمة من ألام الكفر. واقبل العذر. ولا تكونن ممن لا ينتفع من العظة إلا بما لزمه(٥) فإن العاقل ينتفع بالادب، والبهايم لا تتعظ إلا بالضرب. اعرف الحق لمن عرفه لك رفيعا كان أو وضيعا. واطرح عنك واردات الهموم بعزائم الصبر وحسن اليقين(٦) . من ترك القصد جار(٧) . ونعم حظ المرء القناعة. ومن شر ما صحب المرء الحسد وفي القنوط التفريط. والشح يجلب الملامة والصاحب مناسب(٨) . والصديق من صدق غيبه(٩) . والهوى شريك العمى(١٠) . ومن التوفيق الوقوف عند الحيرة. ونعم

____________________

(١) في بعض نسخ الحديث [ ذو صرف ].

وصرف الدهر وصروفه: نوائبه وحدثانه.

يعنى أن الدهر بطبيعته وحقيقته متغير ومتزلزل لا يثبت بحال ولا يدوم على وجه وقد أذن بفراقه ونادت بتغيره ونعت نفسه وأهله ولا يجوز أن تشتد ذمه ولومه.

(٢) المثوى: المقام، أى حظك من الدنيا ما أصلحت به منزلتك من الكرامة في الدنيا والاخرة.

(٣) تفلت - بتشديد اللام - أى تملص وتخلص من اليد فلم يمكن أن يحفظه.

والمراد لا تجزع على ما فاتك، فان الجزع عليه كالجزع على مالم تصله فالثانى لا يجوز لانه لا يحصر فينال فالجزع عليه مذموم فكذا الاول.

(٤) وفى بعض نسخ الحديث [ ولا تكفر نعمة ].

(٥) وفى النهج [ ممن لا تنفعه العظة إلا إذا بالغت في ايلامه ].

(٦) العزائم: جمع العزيمة وهى ما جزمت بها ولزمتها من الارادة المؤكدة.

(٧) القصد: الاعتدال.

وجار: مال عن الحق.

(٨) ينبغى ان يكون الصاحب كالنسيب المشفق ويراعى في المصاحب ما يراعى في قرابة النسب.

(٩) أى من حفظ لك حقك وهو غائب عنك.

(١٠) في كونهما موجبين للضلال وعدم الاهتداء معهما إلى ما ينبغى من المصلحة.

وفى بعض نسخ الحديث [ والهوى شريك العناء ].

والعناء: الشقاء والتعب.

٨٥

طارد الهم اليقين. وعاقبة الكذب الذم. وفي الصدق السلامة. وعاقبة الكذب شر عاقبة. رب بعيد أقرب من قريب وقريب أبعد من بعيد والغريب من له يكن له حبيب. لا يعدمك من حبيب سوء ظن.

ومن حمى طنى(١) . ومن تعدى الحق ضاق مذهبه. ومن اقتصر على قدره كان أبقى له. نعم الخلق التكرم(٢) . وألام اللوم البغى عند القدرة. والحياء سبب إلى كل جميل. وأوثق العرى التقوى. وأوثق سبب أخذت به سبب بينك وبين الله. ومنك من أعتبك(٣) . والافراط في الملامة يشب نيران اللجاج.

وكم من دنف قد نجى(٤) وصحيح قد هوى. وقد يكون اليأس إدراكا إذا كان الطمع هلاكا(٥) . وليس كل عورة [ تظهر، ولا كل فريضة ] تصاب. وربما أخطأ البصير قصده وأصاب الاعمى رشده. ليس كل من طلب وجد، ولا كل من توقى نجى(٦) . أخر الشر فإنك إذا شئت تعجلته(٧) . وأحسن إن أحببت أن يحسن إليك. واحتمل أخاك على ما فيه. ولا تكثر العتاب فإنه يورث الضغينة، ويجر إلى البغضة(٨) .

____________________

(١) حمى الشئ يحميه حميا وحمى وحماية: منعه ودفعه عنه وحمى القوم حماية: قام بنصرهم والمريض: ما يضره.

وطنى اللديغ من لدغ العقرب: عوفى وطنى فلانا: عالجه من طناه والمعنى من منع نفسه عما يضره نال العافيه.

وفى بعض النسخ [ من حمأ ظمأ ] والمعنى ظاهر.

(٢) التكرم: تكلف الكرم وتكرم عنه: تنزه.

(٣) أعتبه: أعطاه العتبى وأرضاه أى ترك ما كان يغضب عليه من أجله ورجع إلى ما أرضاه عنه بعد إسخاطه إياه عليه وحقيقته أزال عنه عتبه.

والهمزة فيه همزة السلب كما في أشكاه والاسم العتبى.

وعنه: انصرف.

ولعل المعنى: من عليك من استرضاك ويؤيده ما في بعض نسخ الحديث: [ سرك من أعتبك ].

(٤) الدنف - محركة -: المرض اللازم والدنف: المريض الذى لزمه المرض - بلفظ واحد مع الجميع - يقال: رجل دنف وامرأة دنف وهما دنف - مذكرا ومؤنثا - وهم وهن دنف.

لان الدنف مصدر وصف به والدنف - بكسر النون ككتف -: من لازمه مرضه، الجمع: أدناف.

(٥) إذا كان الطمع في الشئ هلاكا كان اليأس منه إدراكا للنجاة.

(٦) توقى اى تجنب وحذر وخاف.

(٧) قيل: لان فرص الشر لا تنقضى لكثرة طرقه وطريق الخير واحد وهو الحق.

(٨) البغضة - بالكسر -: شدة البغض.

٨٦

واستعتب من رجوت إعتابه(١) . وقطيعة الجاهل تعدل صلة العاقل. ومن الكرم منع الحزم(٢) . من كابر الزمان عطب. ومن ينقم عليه غضب(٣) . ما أقرب النقمة من أهل البغي. وأخلق بمن غدر ألا يوفى له(٤) . زلة المتوقي أشد زلة. وعلة الكذب أقبح علة. والفساد يبير الكثير(٥) . والاقتصاد يثمر اليسير. والقلة ذلة. وبر الوالدين من كرم الطبيعة(٦) . والزلل مع العجل. ولا خير في لذة تعقب ندما. والعاقل من وعظته التجارب. والهدى يجلو العمى، ولسانك ترجمان عقلك(٧) . ليس مع الاختلاف ائتلاف. من حسن الجوار تفقد الجار. لن يهلك من اقتصد. ولن يفتقر من زهد. بين عن امرئ دخيله(٨) رب باحث عن حتفه. لا تشترين بثقة رجاء(٩) . ما كل ما يخشى يضر. رب هزل عاد جدا(١٠) من أمن الزمان خانه ومن تعظم عليه أهانه(١١) ومن ترغم عليه أرغمه ومن لجأ إليه أسلمه. وليس

____________________

(١) في بعض نسخ الحديث [ استعتب من رجوت عتباه ].

(٢) الحزم: ضبط الامر وإحكامه والحذر من فواته والاخذ فيه بالثقة وهنا بمعنى الشدة والغلظة.

ويحتمل أن يكون بالراء المهملة.

(٣) عطب الرجل - كفرح - يعطب عطبا: هلك وفى بعض النسخ [ من تنقم عليه غضب ].

(٤) الاخلق: الاجدر.

يقال: هو خليق به أى جدير.

وفى بعض نسخ الحديث [ أن لا يعفى له ].

(٥) في بعض نسخ الكتاب [ يدبر الكثير ].

وفى بعض نسخ الحديث [ يبيد الكثير والاقتصاد ينمى اليسير ].

(٦) في بعض نسخ الحديث [ من أكرم الطباع ].

(٧) في بعض نسخ الحديث [ رسلك ترجمان عقلك ].

(٨) في بعض نسخ الحديث [ ينبئ عن امرئ دخيله ].

(٩) بحث في الارض: حفرها.

والحتف: الموت.

وفى المثل كالباحث عن حتفه بظلفه يضرب لمن يطلب ما يؤدى إلى تلف النفس.

وفى بعض نسخ الحديث [ لا تشوبن ].

(١٠) هزل في كلامه هزلا - كضرب -: مزح وهو ضد الجد.

(١١) تنبيه على وجوب الحذر من الزمان ودوام ملاحظة تغيراته والاستعداد لحوادثه قبل نزولها واستعار لفظ الخيانة باعتبار تغيره عند الغفلة عنه والامن فيه فهو في ذلك كالصديق الخائن.

٨٧

كل من رمى أصاب(١) . إذا تغير السلطان تغير الزمان(٢) . وخير أهلك من كفاك. والمزاح يورث الضغائن. وربما أكدى الحريص(٣) . رأس الدين صحة اليقين. وتمام الاخلاص تجنبك المعاصي. وخير المقال ما صدقه الفعال. والسلامة مع الاستقامة. و الدعاء مفتاح الرحمة. سل عن الرفيق قبل الطريق وعن الجار قبل الدار. وكن من الدنيا على قلعة(٤) . احمل لمن أدل عليك. واقبل عذر من اعتذر إليك. وخذ العفو من الناس، ولا تبلغ إلى أحد مكروهه(٥) . أطع أخاك وإن عصاك، وصله وإن جفاك. وعود نفسك السماح(٦) وتخير لها من كل خلق أحسنه، فإن الخير عادة. وإياك أن تذكر من الكلام قذرا(٧) أو تكون مضحكا وإن حكيت ذلك عن غيرك(٨) . وأنصف من نفسك قبل أن ينتصف منك(٩) . وإياكومشاورة النساء فإن رأيهن إلى أفن وعزمهن إلى وهن(١٠) واكفف عليهن من أبصارهن بحجبك إياهن فإن شدة الحجاب خير لك ولهن(١١)

____________________

(١) تنبيه على ما ينبغى من ترك الاسف على ما يفوت من المطالب والتسلى بمن أخطأ في طلبه وإليه أشار أبوالطيب: ما كل من طلب المعالى نافذا * فيها ولا كل الرجال فحول (٢) تنبيه على أن تغير السلطان في رأيه ونيته وفعله في رعيته من العدل إلى الجور يستلزم تغير الزمان عليهم إذ يغير من الاعداد للعدل إلى الاعداد للجور.

(٣) يقال: أكدى الرجل أى لم يظفر بحاجته.

(٤) أى على رحلة وعدم سكونك للتوطن، وفى بعض نسخ الحديث [ أحمل من أذل عليك ].

(٥) في بعض النسخ [ ولا تبلغ من أحد مكروهه ] وفى بعض نسخ الحديث [ ولا تبلغ من أحد [ من ] مكروه ].

(٦) السماح: الجود اى صير نفسك معتادة بالجود.

(٧) القذر: الوسخ.

وفى بعض نسخ الحديث [ هذرا ] مكان قذرا

وهذر في كلامه: خلط وتكلم بما لا ينبغى.

(٨) ذلك لاستلزامه الهوان وقلة الهيبة في النفوس.

(٩) أى عامل الناس بالانصاف قبل أن يطلبوا منك النصف.

(١٠) الافن - بالتحريك -: ضعف الرأى والوهن: الضعف.

(١١) وفى بعض نسخ الحديث [ واكفف عليهن من أبصارهن بحجابك إياهن فان شدة الحجاب خير لك ولهن من الارتياب ].

٨٨

وليس خروجهن بأشد من إدخالك من لا يوثق به عليهن(١) وإن استطعت أن لا يعرفن غيرك فافعل ولا تمك المرأة من أمرها ما جاوز نفسها، فإن ذلك أنعم لحالها و أرخى لبالها وأدوم لجمالها، فإن المرأة ريحانة وليست بقهرمانة ولا تعد بكرامتها نفسها(٢) ولا تطمعها أن تشفع لغيرها فتميل مغضبة عليك معها، ولا تطل الخلوة مع النساء فيملنك أو تملهن. واستبق من نفسك بقية من إمساكك(٣) فان إمساكك عنهن وهن يرين أنك ذو اقتدار خير من ان يظهرن منك على انتشار(٤) وإياك والتغاير في غير موضع غيرة فإن ذلك يدعو الصحيحة منهن إلى السقم ولكن أحكم أمرهن، فإن رأيت ذنبا فعاجل النكير على الكبير والصغير. وإياك أن تعاقب فتعظم الذنب وتهون العتب(٥) . وأحسن للمماليك الادب. وأقلل الغضب. ولا تكثر العتب في غير ذنب، فإذا استحق أحد منهم ذنبا فأحسن العذل فإن العذل مع العفو أشد من الضرب لمن كان له عقل، ولا تمسك من لا عقل له، وخف القصاص(٦) . واجعل لكل امرئ منهم عملا تأخذه به، فإنه أحرى أن لا يتواكلوا(٧) وأكرم عشيرتك، فإنهم جناحك الذي به تطير وأصلك الذي إليه

____________________

(١) أى ادخال من لا يوثق به عليهن إما مساو لخروجهن في المفسدة أو أشد وكل ما كان كذلك لا يجوز الرخصة فيه وانما كان أشد في بعض الصور لان دخول من لا يوثق به عليهن أمكن لخلوته بهن والحديث معهن فيها يزاد من الفساد.

(٢) أى لا تكرمها بكرامة تتعدى صلاحها أو لا تجاوز باكرامها نفسها فتكرم غيرها بشفاعتها.

(٣) أين هذه الوصية من حال الذين يصرفون النساء في مصالح الامة ويعدون أنفسهم - على ما يلهجون به -: المصلح ويرفعون الاصوات بانتصار المرأة ومطالبة حريتها في الشؤون الاجتماعية ويزعمون أن العفاف اهتضام المرأة، وصيانتها عن الفساد تضييع حقها ويقولون كلمة حق أرادوا بها الباطل فاوقدوا نيران الشهوات وأفسدوا الامة.

وإذا قيل لهم: لا تفسدوا في الارض قالوا: انما نحن مصلحون، ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون.

(٤) في بعض نسخ الحديث [ واستبق من نفسك بقية فان إمساكك عنهن وهن يرين أنك ذو اقتدار خير من أن يعثرن عليك على انكسار ].

والتغاير: إظهار الغيرة على المرأة بسوء الظن في حالها من غير موجب.

(٥) في بعض نسخ الحديث [ إياك أن تعاتب فيعظم الذنب ويهون العتب ].

(٦) في بعض النسخ [ والتمسك بمن لا عقل له أوجب القصاص ].

والظاهر ولا تنكل من الخ.

(٧) أى يتكل بعضهم على بعض وفى النهج [ واجعل لكل إنسان من خدمك عملا تأخذه به، فانه أحرى أن لا يتواكلوا في خدمتك ].

٨٩

تصير وبهم تصول(١) وهم العدة عند الشدة، فأكرم كريمهم وعد سقيمهم(٢) وأشركهم في أمورهم وتيسر عند معسور [ ل‍ ] هم. واستعن بالله على أمورك، فانه أكفى معين. أستودع الله دينك ودنياك وأسأله خير القضاء لك في الدنيا والآخرة والسلام عليك ورحمة الله.

* (وصيته لابنه الحسين عليهما‌السلام ) *

يا بني أوصيك بتقوى الله في الغنى والفقر وكلمة الحق في الرضى والغضب والقصد في الغنى والفقر. وبالعدل على الصديق والعدو. وبالعمل في النشاط والكسل. والرضى عن الله في الشدة والرخاء. أي بني ما شر بعده الجنة بشر، ولا خير بعده النار بخير. وكل نعيم دون الجنة محقور. وكل بلاء دون النار عافية. واعلم أي بني أنه من أبصر عيب نفسه شغل عن عيب غيره. ومن تعرى من لباس التقوى لم يستتر بشئ من اللباس. ومن رضي بقسم الله لم يحزن على ما فاته. ومن سل سيف البغي قتل به. ومن حفر بئرا لاخيه وقع فيها. ومن هتك حجاب غيره انكشف عورات بيته(٣) ومن نسي خطيئته استعظم خطيئة غيره. ومن كابد الامور عطب(٤) . ومن اقتحم الغمرات غرق.

ومن أعجب برأيه ضل. ومن استغنى بعقله زل. ومن تكبر على الناس ذل. ومن خالط العلماء وقر.

ومن خالط الانذال

____________________

(١) الصولة: السطورة والقدرة أى بهم تسطو وتغلب على الغير وفى النهج [ ويدك التى بها تصول].

والعدة - بالضم -: الاستعداد - وبالكسر -: الجماعة.

(٢) من عاد المريض يعوده عيادة أى زاره.

(٣) وفى بعض النسخ [ عوراته ].

(٤) كابدها أى قاساها وتحمل المشاق في فعلها بلا إعداد أسبابها.

وعطب أى هلك.

والغمرات: الشدائد.

وفى النهج [ ومن اقتحم اللجج غرق ].

٩٠

حقر(١) . ومن سفه على الناس شتم(٢) . ومن دخل مداخل السوء اتهم. ومن مزح استخف به. ومن أكثر من شئ عرف به. ومن كثر كلامه كثر خطاؤه، ومن كثر خطاؤه(٣) قل حياؤه، ومن قل حياؤه قل ورعه، ومن قل ورعه مات قلبه، ومن مات قلبه دخل النار. أي بني من نظر في عيوب الناس ورضي لنفسه بها فذاك الاحمق بعينه. ومن تفكر اعتبر، ومن اعتبر اعتزل، ومن اعتزل سلم. ومن ترك الشهوات كان حرا. ومن ترك الحسد كانت له المحبة عند الناس. أي بني عز المؤمن غناه عن الناس. والقناعة مال لا ينفد. ومن أكثر ذكر الموت رضي من الدنيا باليسير. ومن علم أن كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما ينفعه. أي بني العجب ممن يخاف العقاب فلم يكف، ورجا الثواب فلم يتب ويعمل. أي بني الفكرة تورث نورا. والغفلة ظلمة. والجهال‍ [ ة ] ضلالة. والسعيد من وعظ بغيره. والادب خير ميراث. وحسن الخلق خير قرين. ليس مع قطيعة الرحم نماء، ولا مع الفجور غنى. أي بني العافية عشرة أجزاء تسعة منها في الصمت إلا بذكر الله وواحد في ترك مجالسة السفهاء. أى بني من تزيا(٤) بمعاصي الله في المجالس أورثه الله ذلا. ومن طلب العلم علم. يا بني رأس العلم الرفق، وآفته الخرق(٥) . ومن كنوز الايمان الصبر على

____________________

(١) الانذال - جمع النذل -: الخسيس من الناس، المحتقر في جميع أحواله والمراد بهم ذوى الاخلاق الدنية.

(٢) يعنى ومن عابهم شتم وسب.

(٣) وفى بعض نسخ الحديث [ خطؤه ] في الموضعين والمعنى واحد.

(٤) تزيا أى صار ذا زى.

(٥) الخرق: الشدة، ضد الرفق.

٩١

المصائب. والعفاف زينة الفقر. والشكر زينة الغنى. كثرة الزيارة تورث الملالة والطمأنينة قبل الخبرة ضد الحزم(١) . وإعجاب المرء بنفسه يدل على ضعف عقله. أي بني كم نظرة جلبت حسرة.

وكم من كلمة سلبت نعمة. أي بني لا شرف أعلى من الاسلام. ولا كرم أعز من التقوى. ولا معقل أحرز من الورع(٢) . ولا شفيع أنجح من التوبة. ولا لباس أجمل من العافية. ولا مال أذهب بالفاقة من الرضى بالقوت. ومن اقتصر على بلغة الكفاف تعجل الراحة وتبوء خفض الدعة(٣) . أي بني الحرص مفتاح التعب ومطية النصب(٤) وداع إلى التقحم في الذنوب والشره جامع لمساوي العيوب(٥) وكفاك تأديبا لنفسك ما كرهته من غيرك(٦) . لاخيك عليك مثل الذي لك عليه. ومن تورط في الامور بغير نظر في العواقب فقد تعرض للنوائب. التدبير قبل العمل يؤمنك الندم. من استقبل وجوه الآراء عرف مواقع الخطاء. الصبر جنة من الفاقة. البخل جلباب المسكنة. الحرص علامة الفقر. وصول معدم خير من جاف مكثر(٧) . لكل شئ قوت، وابن آدم قوت الموت.

____________________

(١) الطمأنينة اسم من الاطمينان: توطين النفس وتسكينها.

والخبرة: العلم بالشئ.

والحزم: ضبط الامر وإحكامه والاخذ فيه بالثقة.

(٢) المعقل: الحصن والملجأ.

والورع أمنع الحصون وأحرزها عن وساوس الشيطان وعن عذاب الله.

والنجاح: الظفر والفوز أى لا يظفر الانسان بشفاعة شفيع بالنجاة من سخط الله وعذابه مثل ما يظفر بالتوبة.

(٣) البلغة - بالضم -: ما يتبلغ به من القوت ولا فضل فيه.

والكفاف - بفتح الكاف -: ما كفى عن الناس من الرزق واغنى.

والخفض لين العيش وسعته.

والدعة - بالتحريك -: الراحة والاضافة للمبالغة أى تمكن واستقر في متسع الراحة.

(٤) النصب - بالتحريك -: أشد التعب.

(٥) الشره - بكسر الشين وشد الراء -: الحرص والغضب والطيش والعطب وقد يطلق على الشر أيضا وفى بعض النسخ بدون التاء.

(٦) كذا والظاهر اجتناب ما تكرهه - الخ كما في النهج.

(٧) الوصول - بفتح الواو -: الكثير الاعطاء. والمعدم: الفقير.

والجاف فاعل من جفا يجفو جفاء‌ا ضد: واصله وآنسه.

والمكثر: الذى كثر ماله، يعنى من يصل إلى الناس بحسن الخلق و المودة مع فقره خير ممن يكثر في العطاء وهو جاف أى سيئ الخلق.

٩٢

أي بني لا تؤيس مذنبا، فكم من عاكف على ذنبه ختم له بخير، وكم من مقبل على عمله مفسد في آخر عمره، صائر إلى النار، نعوذ بالله منها. أي بني كم من عاص نجا. وكم من عامل هوى. من تحرى الصدق خفت عليه المؤن(١) . في خلاف النفس رشدها. الساعات تنتقص الاعمار. ويل للباغين ان أحكم الحاكمين وعالم ضمير المضمرين. يا بني بئس الزاد إلى المعاد العدوان على العباد. في كل جرعة شرق، وفي كل اكلة غصص(٢) . لن تنال نعمة إلا بفراق اخرى. ما أقرب الراحة من النصب والبؤس من النعيم والموت من الحياة والسقم من الصحة. فطوبى لمن أخلص لله عمله وعلمه وحبه وبغضه وأخذه وتركه وكلامه وصمته وفعله وقوله. وبخ بخ(٣) لعالم عمل فجد وخاف البيات فأعد واستعد، إن سئل نصح وإن ترك صمت، كلامه صواب وسكوته من غير عي جواب(٤) . والويل لمن بلي بحرمان وخذلان وعصيان فاستحسن لنفسه ما يكرهه من غير وأزرى على الناس بمثل ما يأتي(٥) . واعلم أي بني أنه من لانت كلمته وجبت محبته. وفقك الله لرشدك وجعلك من أهل طاعته بقدرته إنه جواد كريم.

____________________

(١) التحرى: القصد والاجتهاد في الطلب.

والمؤن - بضم الميم وفتح الهمزة - جمع المؤونة وهى القوت أو الشدة والثقل.

(٢) الشرق: الغصة وهى اعتراض الشئ في الحلق وعدم اساغته ويطلق الاول في المشروبات والثانى في المأكولات.

(٣) بخ اسم فعل للمدح واظهار الرضى بالشئ ويكرر للمبالغة، فيقال: بخ بخ بالكسر والتنوين.

(٤) العى: العجز عن الكلام (٥) أزرى عليه عمله أى عاتبه وعابه عليه.

٩٣

* (خطبته المعروفة بالوسيلة) * (١)

* (كتبنا منه ما اقتضاه الكتاب دون غيره) *

الحمد لله الذي أعدم الاوهام(٢) أن تنال إلا وجوده وحجب العقول أن تخال(٣) ذاته لامتناعها من الشبه والتشاكل بل هو الذي لا يتفاوت ذاته ولا يتبعض بتجزئة العدد في كماله. فارق الاشياء لا باختلاف الاماكن. ويكون فيها لا على الممازجة. وعلمها لا بأداة، لا يكون العلم إلا بها. وليس بينه وبين معلومه علم غيره(٤) كان عالما لمعلومه. إن قيل: كان فعلى تأويل أزلية الوجود وإن قيل: لم يزل فعلى تأويل نفي العدم(٥) . فسبحانه وتعالى عن قول من عبد سواه فاتخذ إلها غيره علوا كبيرا، نحمده بالحمد الذي ارتضاه من خلقه، وأوجب قبوله على نفسه، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. شهادتان ترفعان القول وتضعان العمل(٦) . خف ميزان ترفعان منه، وثقل ميزان توضعان فيه. وبهما الفوز بالجنة والنجاة من النار والجواز على الصراط. وبالشهادة تدخلون الجنة. وبالصلاة تنالون الرحمة. فأكثروا من الصلاة على نبيكم إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسلما

____________________

(١) هذه الخطبة قد نقلها الكلينى رحمه الله في كتاب الروضة بتمامها مع اختلاف كثير و لذلك تعرضنا لتلك الاختلافات في الهامش والمصنف رحمة الله عليه اختار منها ما اقتضاه الكتاب كما صرح به.

(٢) في الروضة [ منع الاوهام ].

(٣) في الروضة [ أن يتخيل ].

(٤) يحتمل الاضافة والتوصيف فعلى الاول فالمراد أنه لا يتوسط بينه وبين معلومه علم غيره وعلى الثانى فالمراد أن ذاته المقدسة كافية للعلم ولا يحتاج إلى علم أى صورة علمية غير ذاته تعالى، بهذه الصورة العلمية وبارتسامها كان عالما بمعلومه كما في الممكنات.

(٥) أى ليس كونه موجودا في الازل عبارة عن مقارنته للزمان أزلا لحدوث الزمان بل بمعنى أن ليس لوجوده ابتداء أو أنه تعالى ليس بزمانى و كان يدل على الزمانية فتأويله أن معنى كونه أزلا أن وجوده يمتنع عليه العدم ولعل المعنى الاخير في الفقرة الثانية متعين.

(٦) تضعان خلاف ترفعان أى تثقلان.

وفى الروضة [ وتضاعفان العمل ].

٩٤

أيها الناس إنه لا شرف أعلى من الاسلام. ولا كرم أعز من التقوى. ولا معقل أحرز من الورع. ولا شفيع أنجح من التوبة. ولا لباس أجل من العافية. ولا وقاية أمنع من السلامة. ولا مال أذهب بالفاقة من الرضى والقنوع، ومن اقتصر على بلغة الكفاف فقد انتظم الراحة. والرغبة مفتاح التعب. والاحتكار مطية النصب. والحسد آفة الدين. والحرص داع إلى التقحم في الذنوب وهو داع إلى الحرمان(١) . والبغي سائق إلى الحين. والشره جامع لمساوي العيوب(٢) . رب طمع خائب. وأمل كاذب. ورجاء يؤدي إلى الحرمان. وتجارة تؤول إلى الخسران، ألا ومن تورط في الامور غير ناظر في العواقب فقد تعرض لمفضحات النوائب. وبئست القلادة الدين للمؤمن(٣) . أيها الناس إنه لا كنز أنفع من العلم. ولا عز أنفع من الحلم. ولا حسب أبلغ من الادب. ولا نصب أوجع من الغضب(٤) . ولا جمال أحسن من العقل. ولا قرين شر من الجهل. ولا سوأة أسوء من الكذب(٥) ولا حافظ أحفظ من الصمت. ولا غائب أقرب من الموت.

أيها الناس إنه من نظر في عيب نفسه شغل عن عيب غيره. ومن رضي برزق الله لم يأسف على ما في يد غيره. ومن سل سيف البغي قتل به. ومن حفر لاخيه بئرا وقع فيها. ومن هتك حجاب غيره انكشفت عورات بيته. ومن نسى زلته(٦) استعظم زلل غيره. ومن أعجب برأيه ضل. ومن استغنى بعقله زل. ومن تكبر على الناس ذل ومن سفه

____________________

(١) قد مضى هذه الكلمات مع اختلاف يسير في وصيته لابنه الحسينعليهما‌السلام .

(٢) الحين - بفتح المهملة والمثناة التحتانية -: الهلاك والمحنة والشرة غلبة الحرص والغضب والطيش والحدة والنشاط.

وفى بعض النسخ [ الشره ] وهو الحرص أيضا.

(٣) وفى الروضة [ وبئست القلادة قلادة الذنب للمؤمن ].

(٤) النصب: التعب والمشقة الذى يتفرع على الغضب وهو من أخس المتاعب إذ لا ثمرة له ولا داعى إليه إلا عدم تملك النفس وفى بعض نسخ الروضة [ ولا نسب أوضع من الغضب ].

(٥) السوأة: الخلة القبيحة والجمع سوء‌ات.

(٦) الزلة: السقطة والخطيئة وفى بعض النسخ والروضة [ ومن نسى زلله ].

٩٥

على الناس شتم. ومن خالط العلماء وقر. ومن خالط الانذال حقر. ومن حمل ما لا يطيق عجز(١) .

أيها الناس إنه لا مال [ هو ] أعود من العقل(٢) . ولا فقر هو أشد من الجهل ولا واعظ هو أبلغ من النصح(٣) ولا عقل كالتدبير. ولا عبادة كالتفكر. ولا مظاهرة أوثق من المشاورة(٤) . ولا وحدة أوحش من العجب. ولا ورع كالكف(٥) . ولا حلم كالصبر والصمت.

أيها الناس إن في الانسان عشر خصال يظهرها لسانه، شاهد يخبر عن الضمير وحاكم يفصل بين الخطاب. وناطق يرد به الجواب. وشافع تدرك به الحاجة وواصف تعرف به الاشياء. وأمير يأمر بالحسن. وواعظ ينهى عن القبيح. ومعز تسكن به الاحزان. وحامد تجلى به الضغائن. ومونق يلهي الاسماع(٦) .

أيها الناس [ إنه ] لا خير في الصمت عن الحكم كما أنه لا خير في القول بالجهل(٧) . اعلموا أيها الناس أنه من لم يملك لسانه يندم. ومن لا يتعلم يجهل. ومن لا يتحلم لا يحلم(٨) . ومن لا يرتدع لا يعقل. ومن لا يعقل يهن ومن يهن لا يوقر. ومن يتق ينج(٩) . ومن يكسب مالا من غير حقه يصرفه في غير أجره(١٠) .

____________________

(١) قد مضى بعض هذه الكلمات في وصيته لابنه الحسينعليهما‌السلام .

(٢) الاعود: الانفع.

(٣) النصح: الخلوص.

(٤) المظاهرة: المعاونة.

والعجب: الكبر وإعجاب المرء بنفسه وبفضائله وأعماله.

(٥) وفى الروضة [ كالكف عن المحارم ] وفى بعض نسخ الروضة [ ولا حكم كالصبر والصمت ].

أى ولا حكمة.

(٦) المعزى من التعزية بمعنى التسلية والضغائن جمع الضغينة بمعنى الحقد وفى الروضة [ وحاضر تجلى به الضغائن ].

والموثق: المعجب وفى الروضة [ ومونق يتلذذ به ].

(٧) الحكم - بالضم -: الحكمة.

(٨) أى لا يحصل ملكة الحلم إلا بالتحلم وهو تكلف الحلم.

(٩) الردع: الرد والكف.

ومن لا يرتدع أى من لا ينزجر عن القبائح بنصح الناصحين لا يكون عاقلا ولا يكمل عقله ولا يعقل قبح القبائح.

وفى الروضة [ ومن لا يوقر يتوبخ ].

(١٠) أى فيما لا يوجر عليه في الدنيا والاخرة.

٩٦

ومن لا يدع وهو محمود يدع وهو مذموم(١) . ومن لم يعط قاعدا منع قائما(٢) . ومن يطلب العز بغير حق يذل. ومن عاند الحق لزمه الوهن. ومن تفقه وقر، و من تكبر حقر. ومن لا يحسن لا يحمد. أيها الناس إن المنية قبل الدنية. والتجلد قبل التبلد(٣) والحساب قبل العقاب. والقبر خير من الفقر. وعمى البصر خير من كثير من النظر. والدهر [ يومان: ] يوم لك ويوم عليك(٤) فاصبر فبكليهما تمتحن.

أيها الناس أعجب ما في الانسان قلبه(٥) . وله مواد من الحكمة وأضداد من خلافها، فإن سنح له الرجاء أذله الطمع(٦) . وإن هاج به الطمع أهلكه الحرص. وإن ملكه اليأس قتله الاسف. وإن عرض له الغضب اشتد به الغيظ. وإن اسعد بالرضى نسي التحفظ(٧) . وإن ناله الخوف شغله الحزن(٨) . وإن اتسع بالامن استلبته الغرة. وإن جددت له نعمة أخذته العزة(٩) . وإن أفاد مالا أطغاه الغنى. وإن عضته فاقة(١٠) شغله البلاء. وإن أصابته مصيبة فضحه الجزع. وإن أجهده الجزع

____________________

(١) أى من لا يترك الشر وما لا ينبغى على اختيار يدعه على اضطرار ولا يحمد بهذا الترك.

(٢) أى من لم يعط المحتاجين حال كونه قاعدا يقوم عنده الناس ويسألونه يبتلى بان يفتقر إلى سؤال غيره فيقوم بين يديه ويسأله ولا يعطيه.

(٣) المنية: الموت والدنية: الذلة يعنى أن المدت خير من الذلة، فالمراد بالقبلية القبلية بالشرف وفى النهج المنية ولا الدنية والتعلل ولا التوسل ] وهو أوضح.

والتجلد: تكلف الشدة والقوة.

والتبلد ضده.

(٤) زاد في الروضة [ فاذا كان لك فلا تبطر وإذا كان عليك - إلخ ] ولعله سقط من قلم النساخ.

(٥) في النهج [ ولقد علق بنياط هذا الانسان بضعة هى أعجب ما فيه وذلك القلب ].

(٦) سنح له: بدا وظهر.

(٧) التحفظ: التوقى والتحرز من المضرات.

(٨) وفى الروضة والنهج [ شغله الحذر ].

(٩) الغرة - بالكسر -: الاغترار والغفلة.

واستلبته أى سلبته عن رشده ويمكن أن تكون العزة بالاهمال والزاى.

(١٠) أفاد مالا أى اقتناه.

وقوله: عضته أى اشتد عليه الفاقة والفقر.

٩٧

قعد به الضعف. وإن افرط في الشبع كظته البطنة(١) ، فكل تقصير به مضر، وكل إفراط له مفسد. أيها الناس من قل ذل. ومن جاد ساد. ومن كثر ماله رأس(٢) . ومن كثر حلمه نبل(٣) . ومن فكر في ذات الله تزندق(٤) . ومن أكثر من شئ عرف به. ومن كثر مزاحه استخف به. ومن كثر ضحكه ذهبت هيبته. فسد حسب [ من ] ليس له أدب، إن أفضل الفعال صيانة العرض بالمال. ليس من جالس الجاهل بذي معقول. من جالس الجاهل فليستعد لقيل وقال(٥) . لن ينجو من الموت غني بماله، ولا فقير لاقلاله.

أيها الناس إن للقلوب شواهد تجري الانفس عن مدرجة أهل التفريط(٦) . فطنة الفهم للمواعظ مما يدعو النفس إلى الحذر من الخطأ(٧) . وللنفوس خواطر للهوى. والعقول تزجر وتنهى(٨) . وفي التجارب علم مستأنف. والاعتبار بقود إلى

____________________

(١) وفى الروضة والنهج [ وان جهده الجوع قعد به الضعف ].

والكظة - بالكسر -: ما يعترى الانسان عند الامتلاء من الطعام، يقال: كظ الطعام فلانا أى ملاء‌ه حتى لا يطيق التنفس.

البطنة - بالكسر -: الامتلاء المفرط من الاكل.

(٢) رأس بفتح الهمزة أى هو رئيس للقوم ويحتمل أن يكون من رأس يرؤس أى مشى متبخترا أو أكل كثيرا.

(٣) النبل: الفضل والشرف والنجابة.

(٤) تزندق أى اتصف بالزندقة.

(٥) في اللغة: يستعمل القول في الخير.

والقال والقيل والقالة في الشر.

والقول مصدر والقال والقيل اسمان له.

والقال الابتداء والقيل الجواب.

والاقلال: قلة المال.

(٦) المدرج والمدرجة: المذهب والمسلك يعنى أن للقلوب شواهد تعرج الانفس عن مسالك أهل التقصير إلى درجات المقربين.

ولعل الصواب [ تعرج الانفس ].

(٧) الفطنة: الحذق والفهم وهى مبتدأ وخبره قوله: مما يدعو يعنى أن الفطنة هى مما يدعو النفس إلى الحذر من المخاطرات.

(٨) الخواطر: جمع خاطر: ما يخطر بالقلب والنفس من أمرأ وتدبير والعقول تزجر و تنهى عنها.

٩٨

الرشاد. وكفاك أدبا لنفسك ما تكرهه من غيرك، عليك(١) لاخيك المؤمن مثل الذي لك عليه. لقد خاطر من استغنى برأيه(٢) . [ و ] التدبير قبل العمل يؤمنك من الندم. ومن استقبل وجوه الآراء عرف مواقف الخطاء(٣) . ومن أمسك عن الفضول عدلت رأيه العقول(٤) . ومن حصر شهوته فقد صان قدره. ومن أمسك لسانه أمنه قومه ونال حاجته(٥) . وفي تقلب الاحوال علم جواهر الرجال.

والايام توضح لك السرائر الكامنة. وليس في البرق الخاطف مستمتع لمن يخوض في الظلمة(٦) . ومن عرف بالحكمة لحظته العيون بالوقار والهيبة. وأشرف الغنى ترك المنى. والصبر جنة من الفاقة. والحرص علامة الفقر. والبخل جلباب المسكنة. والمودة قرابة مستفادة. ووصول معدم خير من جاف مكثر(٧) . والموعظة كهف لمن وعاها. ومن أطلق طرفه كثر أسفه(٨) . ومن ضاق خلقه مله أهله.

____________________

(١) وفى الروضة [ وعليك ].

(٢) يقال: خاطر بنفسه عرضها للخطر أى أشرف نفسه للهلاك.

(٣) أى استشار الناس وأقبل نحو آرائهم ولاحظها واحدا واحدا وتفكر فيها فمن طلب الاراء من وجوهها الصحيحة انكشف له مواقع الخطاء واحترس منه.

(٤) أى حكم العقول بعدالة رأيه وصوابه.

(٥) أمنه - بالفتح - أى أمن قومه من شره ويحتمل بالمد من باب الافعال أى آمن من شر قومه أوعد قومه أمينا ونال الحاحه التى توهم حصولها في إطلاق اللسان.

(٦) يقال: خطف البرق البصر: استلبه بسرعة وذهب به.

والمستمتع: المنتفع والمتلذذ، يعنى لا ينفعك ما يبصر وما يسمع كالبرق الخاطف بل ينبغى أن تواظب وتستضئ دائما بانوار الحكم لتخرجك من ظلمات الجهل ويحتمل أن يكون المراد لا ينفع ما يبصر وما يسمع من الايات والمواعظ مع الانغماس في ظلمات المعاصى والذنوب.

(٧) قد مضى هذه العبارة وبيان ما فيها في وصيتهعليه‌السلام لابنه الحسين سلام الله عليه ويحتمل أيضا أن يكون المراد أن الفقير المتودد خير من الغنى المتجافى.

قوله: وعاها أى حفظها وجمعها.

(٨) الطرف - بسكون الراء: العين و - بالتحريك -: اللسان أى ومن اطلق عينه ونظره كثر أسفه.

وفى الروضة بعد هذا الكلام هكذا [ وقد أوجب الدهر شكره على من نال سؤله وقل ما ينصفك اللسان في نشر قبيح أو إحسان ].

٩٩

ومن نال استطال(١) قل ما تصدقك الامنية. التواضع يكسوك المهابة وفي سعة الاخلاق كنوز الارزاق(٢) . من كساه الحياء ثوبه خفي على الناس عيبه. تحر - القصد من القول فإنه من تحرى القصد خفت عليه المؤن(٣) . في خلاف النفس رشدها من عرف الايام لم يغفل عن الاستعداد. ألا وإن مع كل جرعة شرقا وفي كل اكلة غصصا. لا تنال نعمة إلا بزوال اخرى. لكل ذي رمق قوت. ولكل حبة آكل. وأنت قوت الموت(٤) .

اعلموا أيها الناس أنه من مشى على وجه الارض فإنه يصير إلى بطنها. والليل والنهار يتسارعان في هدم الاعمار.

أيها الناس كفر النعمة لؤم(٥) . وصحبة الجاهل شوم. من الكرم لين الكلام. إياك والخديعة فإنها من خلق اللئام. ليس كل طالب يصيب. ولا كل غائب يؤوب. لا ترغب فيمن زهد فيك. رب بعيد هو أقرب من قريب. سل عن الرفيق قبل الطريق وعن الجار قبل الدار. استر عورة أخيك لما تعلمه فيك(٦) . اغتفر زلة صديقك ليوم

____________________

(١) النيل: إصابة الشئ.

يقال: نال من عدوه اى بلغ منه مقصوده يعنى من أصاب شيئا من أسباب الشرف كالمال والعلم يتفضل ويترفع غالبا ويمكن أن يكون هذا نظير قوله: من جاد ساد فالمراد أن الجود والكرم غالبا يوجبان الفخر والاستطالة.

والامنية: البغية وما يتمنى الانسان، يعنى في الغالب امنيتك كاذبة.

(٢) وفى الروضة بعد هذا الكلام كذا [ كم من عاكف على ذنبه في آخر أيام عمره ].

(٣) أى اقصد الوسط العدل من القول وجانب التعدى والافراط والتفريط ليخف عليك المؤونة.

(٤) قد مضى هذه الكلمات في وصاياهعليه‌السلام أيضا.

(٥) اللوم - بالفتح غير مهموز -: الملامة ومهموزا: ضد الكرم.

واللئام: جمع لئيم و - بالضم -: الدنى وقد لؤم الرجل - بالضم - لؤما.

(٦) في الروضة بعد هذه الجملة هكذا [ ألا ومن أسرع في المسير أدركه المقيل، استر عورة أخيك كما يعلمها فيك ].

وفى بعض النسخ [ لما يعلمها ].

١٠٠