نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ١٨

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار0%

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 421

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: السيد علي الحسيني الميلاني
تصنيف: الصفحات: 421
المشاهدات: 229674
تحميل: 5189


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15 الجزء 16 الجزء 17 الجزء 18 الجزء 19 الجزء 20
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 421 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 229674 / تحميل: 5189
الحجم الحجم الحجم
نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء 18

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

عليه وسلّم. والمن المكتوم هو علم النبوّة، والمن هو ما كان ينزل من الطلّ على الأشجار لبني إسرائيل في بريّة فار.

واُعطيه حصاة بيضاء، اختلف النصارى في تأويلها والحق ما ذهب إليه الإمامية في مقدمة هذا البحث ».

وقال في ( البراهين الساباطيّة ):

« وقال بعض أهل التحقيق: هذه حصاة نزل بها آدمعليه‌السلام ، وأعطاها عند وفاته شيئاً -عليه‌السلام -، ولم تزل تنتقل من يد إلى يد، حتى أتت إلى عيسى -عليه‌السلام -، ومنه إلى محمد صلّى الله عليه وسلّم، ولا شك أنّ محمداً إمّا أن يكون قد دفعها إلى علي -رضي‌الله‌عنه - أو سيدفعها إلى المهدي، لا سبيل إلى الثاني، لأن علمائنا لم يعترفوا بالرجعة، وإنما هي من خصائص مذهب الإمامية، فيكون قد فوّضها إلى علي -رضي‌الله‌عنه - وهذا ممّا يؤيّد مذهبهم ».

وقال في ( البراهين الساباطية ):

« قوله: واكتب إلى ملك منيسة لاذية وساُجلس المظفر معي على كرسيّ، تأكيد لرجعة محمد صلّى الله عليه وسلّم زمان ظهور المهدي -رضي‌الله‌عنه - وتأييد لما يزعمه الإماميّة ».

وقال في ( البراهين الساباطية ) بعد نقل عبارة من الفصل الحادي عشر من سفر أشعيا:

« وترجمته بالعربيّة: وستخرج من قبل الآسى عصى، وينبت من عروفه غصن، وستسقرّ عليه روح الرب، أعني روح الحكمة والمعرفة، وروح الشورى والعدل وروح العلم وخشية الله، ونجعله ذا فكرةٍ وقّادة، مستقيماً في خشية الرب، فلا يقضي بمحاباة الوجوه، ولا يدين بمجرّد السمع.

١٦١

أقول: أوّل اليهود هذا في شأن مسيحهم، والنصارى في حق إلههم، فقال اليهود: إن آسى اسم أبي داود، والمسيح لا يكون إلّامن أولاد داود، فيكون هو المنصوص عليه، وقد ذكرت منع صغرى هذا القياس فيما قبل فتذكّره.

وقال النّصارى: إن المراد به عيسى بن مريم -عليه‌السلام -، لأنه هو المسيح الذي يجب أن يكون من أولاد داود.

واُجيب: بأنّ صفاته أعم من صفات النبي، ولا قرينة لقيام الخاص مقام العام.

فيكون المنصوص عليه هو المهدي - رضي الله عنه - بعينه، لصريح قوله: ولا يدين بمجرّد السمع، لأن المسلمين أجمعوا على أنه -رضي‌الله‌عنه - لا يحكم بمجرد السمع والظاهر، بل لا يلاحظ إلا الباطن، ولم يتّفق ذلك لأحدٍ من الأنبياء والأوصياء، أفلاترى قوله صلّى الله عليه وسلّم: من قال لا إله إلّا الله حقن ماله ودمه.

إذا علمت ذلك فاعلم: أن لفظة أسى في العبراني مرادفة للوجود، فيكون من قبيل استعمال العلة في مقام المعلول، إذ لا يمكن أن يكون للوجود الحقيقي أصل، فيكون المراد محمداً، لقوله: لولاك لما خلقت الأفلاك.

وقد اختلف المسلمون في المهدي، فقال أصحابنا من أهل السنّة والجماعة: إنه رجل من أولاد فاطمة، يكون اسمه محمداً واسم أبيه عبدالله، واسم اُمه آمنة. وقال الإماميّون: بل إنه م ح م د بن الحسن العسكري -رضي‌الله‌عنه - وكان قد تولّد سنة ٢٥٥ من فتاةٍ للحسن العسكري، اسمها نرجس، في سرّ من رآى، زمن المعتمد، ثم غاب سنة، ثم ظهر ثم غاب، وهي الغيبة الكبرى، ولا يؤوب بعدها إلا إذا شاء الله تعالى.

ولمـّا كان قولهم أقرب لتناول هذا النص، وكان غرضي الذب عن ملّة

١٦٢

محمد - صلّى الله عليه وسلّم - مع قطع النظر عن التعصب في المذهب - ذكرت لك مطابقة ما يدّعيه الإماميون مع هذا النص

وقال في ( البراهين الساباطية ) في البرهان الخامس، من المقالة الثالثة، بعد عبارةٍ عن سفر رؤيا يوحنا:

« وترجمته بالعربية: فأخذتني الروح إلى جبلٍ عظيم شامخ، وأريتني المدينة العظيمة أورشليم المقدسة، نازلةً من السماء من عند الله، وفيها مجد الله، وضوءها كالحجر الكريم كحجر اليشم والبلّور، وكان لها سور عظيم عال، واثنا عشر باباً، وعلى الأبواب اثنا عشر ملكاً، وكان قد كتب عليها أسماء أسباط بني إسرائيل الاثني عشر.

أقول: لا تأويل لهذا النص بحيث أن يدل على غير مكة شرّفها الله تعالى، والمراد بمجد الله بعثته محمداً صلّى الله عليه وسلّم فيها، والضوء عبارة عن الحجر الأسود، وتشبيهه باليشم والبلّور إشارة إلى صحيح الروايات التي وردت في أنه لما نزل كان أبيض، والمراد بالسور هو رب الجنود صلّى الله عليه وسلّم.

والأبواب الاثنا عشر أولاده الأحد عشر وابن عمه علي، وهم: علي والحسن والحسين وعلي ومحمد وجعفر وموسى وعلي ومحمد وعلي والحسن والقائم المهدي م ح م د - رضي الله عنهم - ».

وقال في ( البراهين الساباطية ) بعد عبارة عن سفر الرؤيا:

« وترجمته بالعربية: والأبواب الاثنا عشر اثنا عشرة لؤلؤة، كل واحد من الأبواب كان من لؤلؤة واحدة، وساحة المدينة من الذهب الإبريز كالزجاج الشفاف.

أقول: هذا بيان لما قبله وصفة للأبواب، وكون كلّ باب من لؤلؤة واحدة، فيه إشارة إلى ما يدّعيه الإماميّون من عصمة أئمّتهم، لأن اللؤلؤة كرويّة،

١٦٣

ولا شك أنّ الشكل الكروي لا يمكن انثلابه، لأنه لا يباشر الأجاسم إلّا على ملتقى نقطةٍ واحدة...

قوله: وساحة المدينة من الذهب الإبريز كالزجاج الشفّاف، يريد بذلك أهل ملّته صلّى الله عليه وسلّم، لأنهم لا ينحرفون عن اعتقادهم، ولا ينصرفون عن مذهبهم في حالة العسرة. وأما الذين أغواهم قسوس الإنكتاريين فمن الجهّال الذين لا معرفة لهم باُصول دينهم، وهذا هو مصداق قوله صلّى الله عليه وسلّم: أنا مدينة العلم وعلي بابها ».

وثالثاً : إن إمامة هارون وأولاده من قبيل الفضائل والمناقب، والإستدلال بمناقب الأنبياء حسب نقل أهل الكتاب مثل الإستدلال بفضائل أهل البيت حسب نقل النواصب، ولا ريب في أنّه لا وجه لأنْ يقدح في الفضائل والمناقب التي يرويها النواصب لأهل البيت، بدعوى عدم جواز الإعتماد على نقلهم وروايتهم في سائر الاُمور.

بعض أئمة أهل السنّة على أن التحريف في الكتب السابقة

معنوي لا لفظي

ورابعاً : إن مذهب أساطين أهل السنّة وأئمتهم: أن التحريف الواقع في الكتب السابقة تحريف معنوي وليس بلفظي ومن غرائب الاُمور أنّ هذا هو مذهب البخاري ومختاره، فيكون إحتجاج الإمامية بعبارات التوراة من باب الإلزام قويّاً جدّاً وتامّاً بلا اشكال:

قال البخاري: « باب قول الله:( بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ ) ( وَ طُورِ * الْکِتَابِ مَسْطُوراً ) قال قتادة: مكتوب يسطرون يخطّون في اُم الكتاب جملة الكتاب، وأصله ما يلفظ ما يتكلّم من شيء إلّا كتب عليه. وقال

١٦٤

ابن عباس: يكتب الخير والشرّ. يحرّفون يزيلون، وليس أحد يزيل لفظ كتابٍ من كتب الله عزّ وجل، ولكنهم يحرّفون يتأوّلونه على غير تأويله »(١) .

قال ابن حجر بشرحه: « قوله: وليس أحد يزيل لفظ كتابٍ من كتب الله تعالى، ولكنّهم يحرفونه يتأوّلونه من غير تأويله. في رواية الكشميهني: على غير تأويله.

قال شيخنا ابن الملقّن في شرحه: هذا الذي قاله أحد القولين في تفسير هذه الآية، وهو مختاره أي البخاري، وقد صرّح كثير من أصحابنا بأنّ اليهود والنصارى بدّلوا التوراة والإنجيل، وفرّعوا على ذلك جواز امتهان أوراقهما، وهو يخالف ما قاله البخاري هنا. انتهى وهو كالصريح في أن قوله: وليس احد إلى آخره، من كلام البخاري، ذيّل به تفسير ابن عباس، وهو يحتمل أنْ يكون بقيّة كلام ابن عباس في تفسير الآية »(٢) .

وقال العيني: « ثم شرعوا في تحريفها وتبديلها كما قال الله تعالى:( وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ ) الآية، فقد أخبر الله تعالى أنّه يغيّرونها، ويأوّلونها، ويضعونها على غير مواضعها، وهذا مما لا خلاف فيه بين العلماء.

وأما تبديل ألفاظها فقال قائلون: إنها جميعاً بدّلت، وقال الآخرون: لم تبدّل، واحتجّوا بقوله تعالى:( وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْراةُ فِيها حُكْمُ اللهِ ) ولكن هذا مشكل على ما يقوله كثير من المتكلمين وغيرهم: إنّ التوراة انقطع تواترها في زمان بخت نصر، ولم يبق من يحفظها إلّا العزيزعليه‌السلام ، ثم العزيز كان نبيّاً فهو معصوم، والرواية إلى المعصوم تكفي، اللهم إلّا أن يقال: لم تتواتر إليه، لكن بعده زكريا ويحيى وعيسى -عليهم‌السلام - كلّهم كانوا

___________________

(١). صحيح البخاري ٩/١٩٥.

(٢). فتح الباري في شرح صحيح البخاري ١٣ / ١٠٢.

١٦٥

متمسّكين بالتوراة، فلو لم تكن صحيحة معمولة لما اعتمدوا عليها وهم أنبياء معصومون.

والقول بأنّ التبديل وقع في معانيها لا في ألفاظها، حكاه البخاري عن ابن عباس في آخر كتابه الصحيح، وحكاه فخر الدين الرازي عن أكثر المفسرين والمتكلّمين »(١) .

وقال الرازي بتفسير:( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ) « المسألة الثالثة: إختلفوا في كيفية الكتمان، فالمروي عن ابن عباس أنهم كانوا يحرّفون ظاهر التوراة والإنجيل، وعند المتكلمين هذا ممتنع، لأنهما كانا كتابين بلغا في الشهرة والتواتر إلى حيث يتعذّر ذلك فيهما، بل كانوا يكتمون التأويل »(٢) .

وقال بتفسير:( مِنَ الَّذِينَ هادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ ) : « فإن قيل: كيف يمكن هذا في الكتاب الذي بلغت آحاد حروفه وكلماته مبلغ التواتر المشهور في الشرق والغرب؟

قلنا: لعله يقال: القوم كانوا قليلين، والعلماء بالكتاب كانوا في غاية القلّة فقدروا على هذا التحريف.

والثاني: إن المراد بالتحريف إلقاء الشبه الباطلة والتأويلات الفاسدة، وصرف اللفظ من معناه الحق إلى معنى باطل بوجوه الحيل اللفظية، كما يفعله أهل البدعة في زماننا هذا بالآيات المخالفة لمذهبهم. وهذا هو الأصح »(٣) .

وقال السيوطي: « أخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم، عن وهب بن منبه قال: إن التوراة والإنجيل كما أنزلهما الله، لم يغيَّر منهما حرف، ولكنهم يضلّون

___________________

(١). عقد الجمان - فصل في تحريف أهل الكتاب.

(٢). تفسير الرازي ٥ / ٢٨.

(٣). تفسير الرازي ١٠ / ١١٧ - ١١٨.

١٦٦

بالتحريف والتأويل، والكتب كانوا يكتبونها من عند أنفسهم وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ فأمّا كتب الله فإنها محفوظة لا تحوّل »(١) .

وقال المقبلي - في ( الأبحاث المسددة ) -: « قوله:( وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ ) في الكشاف: إنه ردّ لاستهزائهم بقوله:( يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ ) أي نزل به جبرئيلعليه‌السلام محفوظاً عن الشياطين، حتى بلغ إليك.

ثم إن صاحب الكشاف أدخل في الحفظ حفظه عن التحريف. وقال صاحب الإنتصاف: يحتمل أن المراد حفظه من الإختلاف، كقوله تعالى:( وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً ) .

واعلم أن هذا مطلق يصدق على كلّ وجه، وعلى أقل ما يحصل به معنى الحافظ، فالعدول إلى تعيين التعميم أو التخصيص بلا دليل، تحكم.

ثم قد فرّعوا على صيانته من التحريف اختصاصه، وأنه قد دخل ذلك في سائر كتب الله تعالى، وليس لهم على ذلك دليل قطعي، بل ولا ظنّي، والصيانة من التحريف تحصل بتوفّر الدواعي على نقله، وسائر كتب الله تعالى مساوية له في ذلك، بل هي أولى، لوجود الأشياء المتكاثرة في كل عصر، بخلافها اليوم. هذا إنْ اُريد الجملة وعمدة التفاصيل.

وإنْ اُريد أدقّ دقيق، كرفعه وخفضه ونصبه وزيادة حرف مدٍّ مثلاً ونقصه، فلا تتم الحراسة عن ذلك، وكيف، وهذه القراآت قد كثرت كثرةً كثرةً، لا سيّما على من يقبل ما يسمّونه الشاذ، ولا نسلّم أن العادة تقضي بحفظه عن ذلك.

وأمّا دعواهم على سائر كتب الله تعالى أنها محرّفة عموماً، اجترأ عليها كثير من مفرّعة الشافعية، بأنّه لا يجوز الإستنجاء بالتوراة والإنجيل، أو كثيراً كما يزعم كثير، فلا دليل لهم عليه.

___________________

(١). الدر المنثور ٢ / ٢٤٩.

١٦٧

وكلّما ورد في تحريف أهل الكتاب، فهو إمّا عائد إلى المعنى كما هو واقع في القرآن، يحرّفه الآن كل مبتدع على هواه، وإمّا أنْ يكتبو كتاباً ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله. وسواء أفردوها أو أدخلها أحدهم في الأسفار تلبيساً بلا شيوع، لأن شيوع ذلك محال، لما ذكرنا من توفّر الدواعي على الحفظ.

وعلى كل تقدير، فأصل كتب الله تعالى معروفة محفوظة، كما صرح به خبر ابن عباس وغيره ».

وقال محمد بن إسماعيل الأمير - في ذيله - تبعاً للمقبلي -: « الذي يظهر لنا أن تحريف نسخ التوراة والإنجيل بتبديل ألفاظها ونقوش كتابتها بعيد جدّاً، كما قررناه وقرّره المؤلّف بل التوارة والإنجيل - أي نسخها - سالمة عن التغيير لألفاظها، كيف؟ وقد أمر الله بالحكم بما فيهما ...».

تصريحات ائمّتهم بإمامة هارون وأولاده

وخامساً : إنّه قد صرّح كبار أئمآة أهل السنّة ومحققيهم بإمامة هارون وأولاده ووصايتهم وممّن صرّح بذلك ونصّ عليه بالإضافة إلى من تقدّم منهم:

البغوي: « فلما قطع موسى ببني إسرائيل البحر جعلت الحبورة لهارون وهي رياسة المذبح، فكان بنو إسرائيل يأتون بهديهم إلى هارون فيضعه على المذبح، فتنزل نار من السماء فتأكله.

فوجد قارون من ذلك في نفسه، وأتى موسى فقال: يا موسى لك الرسالة ولهارون الحبورة، ولست في شيء من ذلك وأنا أقرأ التوراة؟ لا صبر لي على هذا.

١٦٨

فقال له موسى: ما أنا جعلتها في هارون بل الله جعلها له.

فقال قارون: والله لا اُصدّقك حتى تريني بيانه.

فجمع موسى رؤوس بني إسرائيل فقال: هاتوا عصيّكم، فحزمها وألقها في قبته التي كان يعبد الله فيها، فجعلوا يحرسون عصيّهم حتى أصبحوا، فأصبحت عصا هارون قد اهتزّ لها ورق أخضر، وكانت من شجر اللوز.

فقال موسى: يا قارون، ترى هذا؟

فقال : والله ما هذا بأعجب ممّا تصنع من السحر.

واعتزل قارون موسى بأتباعه ».

ذكر ذلك بتفسير قوله تعالى:( إِنَّ قارُونَ كانَ مِنْ قَوْمِ مُوسى فَبَغى عَلَيْهِمْ ) (١) .

وكذا ذكر بتفسير الآية كلّ من الزمخشري في ( الكشاف ) وأبي السعود في ( إرشاد العقل السليم )، والخطيب الشربيني في ( السراج المنير ).

وكذا ذكره كلّ من الثعلبي والعيني في قصص موسىعليه‌السلام من كتابيهما ( العرائس ) و ( وعقد الجمان ).

وفي تاريخ أبي الفدا وابن الوردي: « وبعد يوشع قام بتدبيرهم فينحاس ابن العيزار بن هارون بن عمران، وكالب بن يوفنا. وكان فينحاس هو الإمام وكان كالب يحكم بينهم »(٢) .

وفيهما أيضاً ولاية عالي الكاهن، وكان رجلاً صالحاً من أحفاد هارون. والكاهن معناه الإمام(٣) .

___________________

(١). تفسير البغوي ٤/٣٥٩، والآية في سورة القصص ٢٨: ٧٦.

(٢). المختصر في أخبار البشر، تتمّة المختصر في أخبار البشر. ذكر يوشع ١ / ٢١.

(٣). المختصر في أخبار البشر ١ / ٢٣.

١٦٩

والخلاصة:

لقد ثبت إمامة هارن وأولاده وإذا ثبتت، ثبتت إمامة الأمير والحسنينعليهم‌السلام لأدلّة عموم المنزلة

ولا أقل من حمل الحديث على المنازل المشهورة، ومن أبرزها الإمامة بلا كلام وإلّا لزم حمل الحديث على التشبيه الناقص، وهو خلاف الدين كما ذكر ( الدهلوي )

لكنْ لا بد من حمل الحديث على عموم المنزلة، كما ستعرف في الدليل الثالث

١٧٠

(٣)

حديث المنزلة من الأحاديث القدسيّة

وقد نزل على النبي عند ولادة الحسنين

إنّ حديث المنزلة من الأحاديث القدسيّة، نزل به جبرئيلعليه‌السلام على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، عند ولادة الإمام الحسنعليه‌السلام ، وعند ولادة الإمام الحسينعليه‌السلام

وقد روى خبر ذلك جماعة من أكابر أهل السنّة ومنهم:

١ - عبد الملك بن محمّد الواعظ الخركوشي.

٢ - أحمد بن عبدالله المحبّ الطبري.

٣ - شهاب الدين بن شمس الدين الدولت آبادي.

٤ - الحسين بن محمّد الدياربكري.

رواية الخركوشي في شرف النبوة

قال ملك العلماء شهاب الدين الدولت آبادي الهندي:

« الجولة السادسة عشر - في عزّة أولاد فاطمة -عليها‌السلام - بأسمائهم من الله تعالى:

وفي شرف النبوّة: روى جابر بن عبدالله: لمـّا ولدت فاطمة الحسن قالت لعلي: سمّه.

قال: ما لي أنْ أسبق من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

١٧١

ثم قالت للنبي صلّى الله عليه وسلّم ما قاله عليرضي‌الله‌عنه .

فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: مالي أن أسبق من الله عز وجل.

فأوحى الله تعالى إلى جبرئيلعليه‌السلام : إنه ولد لمحمدٍ ابنٌ، فاهبط إليه وهنّئه وقل له:

إنّ عليّاً منك بمنزلة هارون من موسى، فسمّه باسم ابن هارون.

فهبط جبرئيل، وهنّأ عن الله الله تعالى ثم قال: إن الله يأمرك أنْ تسمّيه باسم ابن هارون.

قال: وما كان اسمه؟

قال: شبر.

قال: لساني عربي.

قال: فسمّه الحسن.

فلما ولد الحسينعليه‌السلام أوحى الله تعالى إلى جبرئيل: أنه ولد لمحمد ابن. فاهبط إليه وهنّئه وقل له:

إن عليّاً منك بمنزلة هارون من موسى، فسمّه باسم ابن هارون.

فهبط جبرئيل وهنّأ من الله تعالى ثم قال: إن الله يأمرك أنْ تسميه باسم ابن هارون.

قال: وما كان اسمه؟

قال: شبير.

فقال: لساني عربي.

قال: فسمّه الحسين.

فسمّاه الحسين »(١) .

___________________

(١). هداية السعداء، الهداية (٩) الجلوة(٦) .

١٧٢

فهذا الخبر رواه الدولت آبادي، عن شرف النبوة، ثم ترجمه إلى الفارسية. وستأتي ترجمة الدولت آبادي.

ترجمة أبي سعد الخركوشي

والخركوشي صاحب كتاب ( شرف النبوة ) - الذي ذكره كاشف الظنون بعنوان ( شرف المصطفى ) ووصف مؤلفه بالحافظ، وذكره مرةً أخرى بعنوان ( شرف النبوّة ) - من مشاهير حفّاظ القوم:

قال السمعاني: « الخركوشي سكة بنيسابور كبيرة، كان بها جماعة من الشماهير، مثل أبي سعد عبد الملك بن ابي عثمان بن محمّد بن إبراهيم الخركوشي الزاهد الواعظ، أحد المشهورين بأعمال البر والخبر، وكان علماً زاهداً فاضلاً، رحل إلى العراق والحجاز وديار مصر، وادرك العلماء والشيوخ وصنّف التصانيف المفيدة

روى عنه: أبو محمّد الحسن بن محمد الخلّال، والحاكم أبو عبدالله الحافظ، وأبو القاسم الأزهري، وعبد العزيز بن علي الأزجي، وأبو القاسم التنوخي، وجماعة سواهم، آخرهم أبو بكر أحمد بن علي بن خلف الشيرازي.

تفقّه في حداثة السن، وتزهّد وجالس الزهاد المجرّدين، إلى أن جعله الله خلفاً لجماعة من تقدّمه من العبّاد المجتهدين، والزهّاد الفائقين، وتفقّه للشافعي على أبي الحسن الماسرجسي، وسمع بالعراق بعد السبعين والثلاثمائة، ثم خرج إلى الحجاز، وجاور حرم الله وأمنه مكة، صحب به العبّاد الصالحين، وسمع الحديث من أهلها والواردين، وانصرف إلى نيسابور، ولزم منزله وبذل النفس والمال للمستورين من الغرباء، والفقراء المنقطع بهم وكانت وفاته في سنة

١٧٣

٤٠٦ بنيسابور، وزرت قبره غير مرة »(١) .

وقال الذهبي: « الواعظ القدوة المعروف بالخركوشي. قال الحاكم: لو أر أجمع منه علماً وزهداً وتواضعاً وإرشاداً غلى الله، زاده الله توفيقاً وأسعدنا بأيّامه »(٢) .

وقال ابن الأثير: « وكان صالحاً خيّراً، وكان إذا دخل على محمود بن سبكتكين يقوم ويلتقيه،وكان محمود قد قسط على نيسابور مالاً يأخذه منهم، فقال له الخركوشي: بلغني أنك تكدّي الناس وضاق صدري! فقال: وكيف؟ قال: بلغني أنك تأخذ أموال الضعفاء، وهذه كدية. فترك القسط وأطلقه »(٣) .

وقال الأسنوي: « الاستاذ الكامل، الزاهد ابن الزاهد، الواعظ، من أفراد خراسان، تفقّه على أبي الحسن السرخسي، وسمع بخراسان والعراق، ثم خرج إلى الحجاز وجاور بمكة ثم رجع إلى خراسان، وترك الجاه ولزم الزهد والعمل، وكان يعمل القلانس ويأمر ببيعها بحيث لا يدرى أنها من صنعته، ويأكل من كسب يده، وبنى مدرسة وبيمارستان، وصنف كتباً كثيرة سائرة في البلاد. قال الحاكم: لم أر أجمع منه ...»(٤) .

رواية عمر الملّا

ورواه الحافظ عمر بن محمد بنخضر الملّا الأردبيلي - الذي أكثر النقل عنه المحب الطبري في كتبه، واعتمد عليه (الدهلوي) وغيره في كتابه: « عن جابر بن عبد الله قال: لما ولدت فاطمة الحسن قالت لعلي: سمّه.

___________________

(١). الأنساب - الخركوشي ٥ / ٩٣-٩٤.

(٢). العبر - حوادث ٤٠٧ ملخصاً ٢ / ٢١٤.

(٣). الكامل - حوادث ٩٤٠٧ / ٣٥٠ - حوادث سنة ست عشرة.

(٤). طبقات الشافعية ١ / ٢٢٨ رقم ٤٢٨.

١٧٤

فقال: ما كنت لأسبق باسمه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

ثم أخبر النبي فقال: ما كنت لأسبق باسمه ربي عزوجل.

فأوحى الله جلّ جلاله إلى جبرائيل إنه قد ولد ».

إلى آخر الحديث كما تقدم(١) .

رواية المحبّ الطبري

ورواه أحمد بن عبدالله المحب الطبري - وهو من مشاهير حفّاظهم - حيث قال: « عن أسماء بنت عميس قالت: قبلت فاطمة بالحسن -رضي‌الله‌عنه - فجاء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقال: يا أسماء، هلمّي ابني، فدفعته إليه في خرقةٍ صفراء، فألقاها عنه قائلاً: ألم أعهد إليكنَّ أنْ لا تلفّوا مولود بخرقة صفراء! فلفته بخرقة بيضاء، فأخذه وأذّن في اُذنه اليمنى وأقام في اليسرى، ثم قال لعلي -رضي‌الله‌عنه -:

أيّ شيء سمّيت ابني؟

قال: ما كنت لأسبقك بذلك.

فقال: ولا أنا سابق ربي به.

فهبط جبرئيل -عليه‌السلام - وقال: يا محمّد، إن ربك يقرؤك السلام ويقول لك: علي منك بمنزلة هارون من موسى

خرّجه الإمام علي بن موسى الرضا »(٢) .

___________________

(١). وسيلة المتعبدين إلى متابعة سيد المرسلين ٥ / ٢٢٥.

(٢). ذخائر العقبى بمناقب ذوي القربى: ١٢٠.

١٧٥

رواية القاضي الدياربكري

ورواه القاضي حسين بن محمّد الدياربكري المالكي في تاريخه الذي ذكره كاشف الظنون بقوله: « خميس في أحوال النفس النفيس في السير، للقاضي حسين بن محمّد الدياربكري المالكي نزيل مكة المكرمة، المتوفى بها في حدود سنة ٩٦٦. وهو كتاب مشهور ».

رواه عن أسماء بنت عميس باللفظ المتقدم وقال في آخره: « خرّجه الإمام علي بن موسى الرضا »(١) .

الخبر في صحيفة الإمام الرضا عليه‌السلام

وقد عرفت من رواية المحبّ الطبري، والقاضي الدياربكري: أن هذا الخبر خرّجه سيّدنا الإمام الرضاعليه‌السلام ولا يخفى كفاية رواية هذا الإمام المعصوم بنص النبي الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كما في ( فصل الخطاب ) و ( الإيضاح ) وغيرهما.

إذن، لا ينكر هذا الحديث إلّاناصب معاند.

ولا بأس بإيراده من نفس الصحيفة المباركة، برواية أبي القاسم عبدالله بن أحمد بن عامر الطائي، عن أبيه، عن الإمام الرضاعليه‌السلام ، بإسناده عن علي ابن الحسين -عليهما‌السلام - قال:

« حدثتني أسماء بنت عميس قالت: قبلت جدّتك فاطمةعليها‌السلام بالحسن والحسين، فلمـّا ولد الحسن جاء النبي -صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - فقال: يا أسماء هاتي ابني، فدفعته إليه في خرقة صفراء، فرمى بها النبي - صلى‌

___________________

(١). الخميس ١ / ٤١٧ - ٤١٨.

١٧٦

الله ‌عليه‌ وآله ‌وسلم -وقال: يا أسماء ألم أعهد إليكم أنْ لا تلفّوا المولود في خرقة صفراء، فلففته في خرقة بيضاء ودفعه إليه، فأذّن في اُذنه اليمنى وأقام في اليسرى.

ثم قال لعليعليه‌السلام : بأيّ شيء سمّيت ابني هذا؟

قال عليعليه‌السلام : ما كنت لأسبقك باسمه يا رسول الله، وقد كنت اُحبّ أنْ أسمّيه حرباً.

فقال النبي -صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم -: وأنا لا أسبق باسمه ربّي عزوجل.

فهبط جبرئيلعليه‌السلام فقال: يا محمّد، العليُّ الأعلى يقرؤك السلام ويقول: علي منك بمنزلة هارون من موسى ولا نبي بعدك، فسمّ ابنك هذا باسم ابن هارون.

فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : وما اسم ابن هارون يا جبرئيل؟

فقال: شبّر.

فقال النبي -صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم -: لساني عربي.

قال: سمّه الحسن.

قالت أسماء: فسمّاه الحسن.

فلما كان يوم سابعة عقّ عنه النبي -صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - بكبشين أملحين، فأعطى القابلة فخذ كبش، وحلق رأسه وتصدّق بوزن الشعر ورقاً، وطلى رأسه بالخلوق. ثم قال: يا أسماء الدم فعل الجاهلية.

قالت أسماء: فلما كان بعد حولٍ من مولد الحسن -عليه‌السلام - ولد الحسينعليه‌السلام فجاء النبي -صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - فقال: يا أسماء هلمّي هاتي ابني، فدفعته إليه في خرقة بيضاء، فأذّن في اُذنه اليمنى وأقام في

١٧٧

اُذنه اليسرى، ووضعه في حجره وبكى.

قالت أسماء قلت: فداك أبي واُمّي، ممّ بكاؤك؟

قال: من ابني هذا.

قلت: إنه ولد الساعة.

قال -صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم -: يا أسماء تقتله الفئة الباغية من بعدي، لا أنالهم الله شفاعتي. ثم قال: يا أسماء لا تخبرنّ فاطمة، فإنها حديثه عهد بولادة.

ثم قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعلي: بأيّ شيء سمّيت ابني هذا؟

قالعليه‌السلام : ما كنت لأسبقك باسمه يا رسول الله، وقد كنت اُحبّ أن اُسمّيه حرباً.

فقال رسول الله: ما كنت لأسبق باسمه ربي عزّوجل.

فأتاه جبرئيلعليه‌السلام فقال: الجبّار يقرأ عليك السلام ويقول: سمّه باسم ابن هارون.

قالعليه‌السلام : وما اسم ابن هارون؟

قال: شبير.

فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لساني عربي.

قال: سمّه حسين.

فسمّاه الحسين.

ثم عقّ عنه يوم سابعه بكبشين أملحين، وحلق رأسه وتصدّق بوزن شعره ورقاً، وطلى رأسه بالخلوق وقال: الدم فعل الجاهلية، وأعطى القابلة فخذ كبش »(١) .

١٧٨

أقول:

فلو أنَّ أحداً نظراً في هذا الخبر - المتّفق عليه - بعين الإنصاف، لم يتردّد في أنَّ المراد من حديث المنزلة إثبات جميع منازل هارون لأمير المؤمنينعليهما‌السلام ، بحيث أنّ المشابهة الكاملة بينهما اقتضت تساويهما في جميع الاُمور حتى في تسمية الأبناء إذن، فهو مثله في الأعلمية والأكرمية، وفي العصمة، وفي وجوب الطّاعة والإنقياد له

فالحديث يدل على أفضليّة الإمامعليه‌السلام ، والمكابرات كلها باطلة، فكيف بزعم بعض النواصب اللئام من أنه يدل على نقصٍ فيه - والعياذ بالله من هذا الكلام

الخبر عن الصحيفة في عدّة من الكتب بلفظٍ مختصر

هذا، وكما روى الخبر عن الصحيفة الرضوية باللفظ الكامل في بعض مصادر القوم كما عرفت، فهو مرويّ عنها في جملة من الكتب الاُخرى بصورةٍ مختصرة:

ففي ( الرياض النصرة ): « ذكر إخبار جبرئيل عن الله تعالى بأنَّ عليّاً من النبي بمنزلة هارون من موسى: عن أسماء بنت عميس قالت:

هبط جبرئيلعليه‌السلام على النبي -صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - فقال: يا محمّد إن ربّك يقرؤك السلام ويقول لك: علي منك بمنزلة هارون من موسى لكنْ لا نبي بعدك. خرّجه الإمام علي بن موسى الرضا »(١) .

وفي ( ذخائر العقبى ): « وعنها قالت: هبط جبرئيل -عليه‌السلام - على النبي

___________________

(١). الرياض النضرة في مناقب العشرة ٣ / ١١٩.

١٧٩

وقال: يا محمّد، إنّ ربّك يقرؤك السلام ويقول لك: علي منك بمنزلة هارون من موسى، لكن لا نبي بعدك. خرّجه الإمام علي بن موسى الرضا »(١) .

وفي ( توضيح الدلائل ): « وعنها، قالت: هبط جبرئيل على النبي عليهما الصلاة والسلام وقال: يا محمّد، إن ربك يقرؤك السلام ويقول لك: علي منك بمنزلة هارون من موسى لكنْ لا نبي بعدك. رواه الطبري وقال: أخرجه الإمام علي بن موسى الرضا »(٢) .

وفي (الإكتفاء): « عن أسماء بنت عميس - رضي الله عنها - قالت: هبط جبرئيلعليه‌السلام فقال: يا محمّد، إن ربّك يقرؤك السلام ويقول لك: علي منك بمنزلة هارون من موسى لكنْ لا نبي بعدك. أخرجه الإمام علي بن موسى الرضا في مسنده »(٣) .

وعلى كلّ حال، فليس في الحديث أيّ شيء يدّعى قرينيتّه لصرف لفظه عن الدلالة على عموم المنزلة. والحمد لله.

___________________

(١). ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى: ١٢٠.

(٢). توضيح الدلائل على ترجيح الفضائل - مخطوط.

(٣). الإكتفاء في فضل الأربعة الخلفاء - مخطوط.

١٨٠