نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ١٨

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار0%

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 421

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: السيد علي الحسيني الميلاني
تصنيف: الصفحات: 421
المشاهدات: 229649
تحميل: 5185


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15 الجزء 16 الجزء 17 الجزء 18 الجزء 19 الجزء 20
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 421 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 229649 / تحميل: 5185
الحجم الحجم الحجم
نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء 18

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

جرحه كان بشرب المسكر، فإنّه على مذهبه كان يشرب ولا يستره حدّث بنيسابور تسع سنين، وقد أكثرنا عنه وتوفي بهراة، في شهر رمضان، من سنة ٣٤٤ »(١) .

وأمّا ( أبو القاسم الطائي ) فقد ترجم له الخطيب في تاريخه فقال:

« عبدالله بن أحمد بن عامر بن سليمان بن صالح، أبو القاسم الطائي. روى عن أبيه، عن علي بن موسى الرضا، عن آبائه، نسخةً. حَدّث عنه: أبو بكر الجعابي، وأبو بكر ابن شاذان، وابن شاهين، وإسماعيل بن ممّد بن زنجي، وأبو الحسن ابن الجنيد.

وأخبرنا محمّد بن عبدالملك القرشي، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ، حدّثنا عبدالله بن أحمد بن عامر بن سليمان الطائي، حدّثني أبي - في سنة ٢٦٠ - حدّثنا علي بن موسى - سنة ٢٩٤ - حدّثني أبي موسى بن جعفر، حدّثني أبي جعفر بن محمّد، حدّثني أبي محمّد بن علي، حدّثني أبي علي بن الحسين، حدّثني أبي الحسين بن علي، حدّثني أبي علي بن أبي طالب، قال: قال رسول الله: الإيمان إقرار باللسان ومعرفة بالقلب وعمل بالأركان.

حدّثني علي بن محمّد بن نصر قال: سمعت حمزة بن يوسف يقول: سمعت أبا محمّد بن علي - هو البصري - يقول: عبدالله بن أحمد بن عامر بن سليمان بن صالح، أبو القاسم الطائي كان اُميّاً، لم يكن بالمرضي، روى عن أبيه، عن علي بن موسى الرضا.

قال لي الحسن بن محمّد الخلال: توفي عبدالله بن أحمد بن عامر الطائي في سنة ٣٢٤. وقرأت في كتاب محمّد بن علي بن عمر بن الفياض: توفي عبدالله بن أحمد بن عامر الطائي يوم الجمعة لأربع عشر ليلة خلت من شهر ربيع

___________________

(١). الأنساب - الحفيد ٢ / ٢٨٢.الطبعة الحديثة.

٣٨١

الآخر من سنة ٣٢٤ »(١) .

أقول:

لم أجد ذكراً لعبدالله بن أحمد بن عامر الطائي، ولا لأبيه، في كتاب ( الكامل ) لابن عدي المتوفى سنة ٣٦٥، ولا في كتاب ( الضعفاء الكبير ) لأبي جعفر العقيلي، المتوفى سنة ٣٢٢، ولا في كتاب ( الجرح والتعديل ) لابن أبي حاتم المتوفى سنة ٣٢٧، مع أنهم معاصرون له، فهما غير مذكورين في هذه الكتب، ولا في غيرها من كتب الجرح والتعديل، ممّا يدلٌّ على أنْ لا موضع للطعن فيهما، وإلاّ لذكروهما، وخاصّةً ابن عدي صاحب ( الكامل ) فإنّه قد بنى على أنْ يذكر في كتابه المذكور من تكلّم فيه ولو بأدنى لين وبأقلّ تجريح.

وأمّا ما حكاه الخطيب عن حمزة بن يوسف أنّه سمع أبا محمّد بن علي - هو البصري، من قوله في عبدالله: « كان اميّاً لم يكن بالمرضي » فلا يجوز الإعتماد عليه بوجهٍ، لكونه جرجاً مبهماً، ثمّ من هو: أبو محمّد بن علي البصري؟ فراجعت ( ميزان الإعتدال ) فوجدت القائل هو: الحسن بن علي الزهري، وكذا في ( لسان الميزان )(٢) ، فهو: أبو محمّد الحسن بن علي الزهري البصري، ولكنْ من هو؟ يقول الذهبي: لم أظفر له بترجمة(٣) .

ومن جهةٍ اُخرى، فإنّ الذهبي وابن حجر لم ينقلا في الرجل شيئاً عن أساطين الرجاليين، مع أنّ الذهبي يذكر في مقدّمة كتابه قائلاً: « وفيه من تُكلّم فيه مع ثقته وجلالته بأدنى لين، وبأقل تجريح، فلولا أن ابن عدي أو غيره من

___________________

(١). تاريخ بغداد ٩ / ٣٨٥ - ٣٨٦.

(٢). ميزان الإعتدال ٤ / ٥٩ لسان الميزان ٣ / ٣٠٥.

(٣). تذكرة الحفّاظ ٣ / ١٠٢١، سير أعلام النبلاء ١٦ / ٤٣٦.

٣٨٢

مؤلفي كتب الجرح ذكروا ذلك الشخص لما ذكرته، لثقته » فما باله، لم يتبع القوم في هذا المورد، وأخذ المطلب من الخطيب مع عدم ذكر اسمه؟!

وأمّا ( أبوه ) فلم يعنونه أحدٌ، حتّى الذهبي - الذي عنون ابنه بما ذكرناه، وقد عرفت الكلام فيه - ولذا قال المتقي: قال السيوطي: إنّ الذهبي لم يتّهم إلّا الابن، والأب موثّق(١) .

وعلى الجملة، فالرواية معتبرة، ويؤكّد ذلك ما ذكروه بترجمة البيهقي من أنّه كان لا يروي شيئاً يراه موضوعاً.

صحّة السند إلى صحيفة الرضا عليه‌السلام

وبهذه المناسبة، فقد عثرنا على سندٍ معتبر من طرق القوم إلى ( صحيفة الرضا )عليه‌السلام .

ويقوّيه أيضاً الطريق الصحيح الآخر، فقد عرفنا من عبارة ( تاريخ بغداد ) أنّ الخطيب يروي ( الصحيفة ) عن شيخه محمّد بن عبد الملك القرشي، عن عمر بن أحمد الواعظ، عن عبدالله بن أحمد

فأمّا ( الخطيب ) فغني عن التوثيق.

وأمّا ( محمّد بن عبد الملك القرشي ) فقد ترجم له الخطيب قال: « سمع محمّد بن المظفر الحافظ وخلقاً من هذه الطبقة. كتبنا عنه وكان صدوقاً، وسألته عن مولده فقال: في جمادى الآخرة من سنة ٣٧٣. ومات في ليلة الجمعة، ودفن في مقبرة باب حرب، يوم الجمعة ٢٩ جمادى الاُولى سنة ٤٤٨، وصلّيت عليه في جامع المدينة »(٢) .

___________________

(١). كنز العمال ١٣ / ١٥٣.

(٢). تاريخ بغداد ٢ / ٣٤٨.

٣٨٣

وأمّا ( عمر بن أحمد الواعظ ) فهو الحافظ ابن شاهين، الغني عن الترجمة والتوثيق.

المورد (٤)

يوم خيبر

ورواه جمعٌ من الحفّاظ بأسانيدهم:

قال الفقيه ابن المغازلي الشافعي: « أخبرنا أبو الحسن علي بن عبدالله بن القصّاب البيّعرحمه‌الله ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب المفيد الجرجرائي، حدّثنا أبو الحسن علي بن سليمان بن يحيى، حدّثنا عبد الكريم بن علي، حدّثنا جعفر بن محمّد بن ربيعة البجلي، حدّثنا الحسن بن الحسين العرني، حدّثنا كادح بن جعفر، [ عن عبدالله بن لهيعة، عن عبد الرحمن بن زياد ] عن مسلم بن يسار، عن جابر بن عبدالله قال:

لمـّا قدم علي بن أبي طالب بفتح خيبر قال له النبي صلّى الله عليه وسلّم: يا علي، لولا أنْ تقول طائفة من أُمّتي فيك ما قالت النصارى في عيسى بن مريم لقلت فيك مقالاً لا تمرّ بملأ من المسلمين إلّا أخذوا التراب من تحت رجليك وفضل طهورك يستشفون بهما.

ولكنّ حسبك أنْ تكون منّي [ وأنا منك، ترثني وأرثك. وأنت منّي ] بمنزلة هارون من موسى غير أنّه لا نبي بعدي، وأنت تبرىء ذمّتي وتستر عورتي وتقاتل على سنّتي، وأنت غداً في الآخرة أقرب الخلق منّي، وأنت على الحوض خليفتي، وإنّ شيعتك على منابر من نورٍ مبيضّةً وجوههم حولي، أشفع لهم، ويكونون في الجنّة جيراني.

وإنّ حربك حربي وسلمك سلمي وسريرتك سريرتي [ وعلانيتك

٣٨٤

علانيتي ] وإنّ ولدك ولدي، وأنت تقضي ديني، وأنت تنجز وعدي، وإنّ الحقّ على لسانك وفي قلبك ومعك وبين يديك ونصب عينيك، الإيمان مخالط لحمك ودمك، كما خالط لحمي ودمي، لا يرد عليّ الحوض مبغض لك، ولا يغيب عنه محبّ لك.

فخرّ عليّ ساجداً وقال: الحمد لله »(١) .

وقال الحافظ الموفق بن أحمد الخوارزمي: « أخبرني سيّد الحفّاظ [ أبو منصور ] شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي - فيما كتب إليّ من همدان - أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبدالله بن عبدوس الهمداني كتابةً، حدّثنا الشيخ أبو طاهر الحسين بن علي بن سلمة، عن مسند زيد بن علي، حدّثنا الفضل بن الفضل بن عباس، حدّثنا أبو عبدالله محمّد بن سهل، حدّثنا محمّد بن عبدالله البلوي، حدّثنا إبراهيم بن عبيدالله بن العلاء، حدّثني أبي، عن زيد بن عليّ بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عن أبيه عن جدّه عن علي بن أبي طالب قال:

قال لي رسول الله يوم فتحت خيبر: لولا أنْ تقول فيك طوائف من أُمّتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم، لقلت فيك اليوم مقالاً لا تمرّ على ملأ من المسلمين إلّاوأخذوا من تراب رجليك وفضل طهورك يستشفون به.

ولكنْ حسبك أن تون منّي وأنا منك، ترثني وأرثك. وأنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبي بعدي، أنت تؤدّي ديني وتقاتل على سنّتي، وأنت »(٢) .

وقال الحافظ أبو عبدالله الكنجي: « أخبرني أبو إسحاق إبراهيم بن يوسف بن بركة الكتبي، أخبرنا الحافظ أبو العلاء الهمداني، أخبرنا أبو الفتح عبدالله بن

___________________

(١). مناقب علي بن أبي طالب: ٢٣٧- ٢٣٨.

(٢). مناقب علي بن أبي طالب: ٧٥.

٣٨٥

عبدوس بن عبدالله الهمداني، حدّثنا أبو طاهر الحسين بن سلمة بن علي، عن مسند زيد بن علي » إلى آخر ما تقدّم(١) .

رواية الحديث باختصار

ثمّ إنّ هذا الحديث يشتمل على عدّة مناقب لأمير المؤمنينعليه‌السلام ، وقد روى بعض أعلام القوم بأسانيدهم بعض تلك المناقب:

أخرج ابن أبي حاتم: « روى أحمد بن عثمان بن حكيم، عن حسن بن حسين، عن كادح بن جعفر، عن عبدالله بن لهيعة، عن عبد الرحمن بن زياد، عن مسلم بن يسار، عن جابر، قال:

لمـّا قدم علي على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بفتح خبير، قال رسول الله: لولا أنْ تقول فيك طوائف من أُمّتي ما قالت النصارى في المسيح بن مريم، لقلت فيك اليوم قولاً »(٢) .

وأخرج الطبراني بسنده: « إنّ رسول الله قال لعلي: والذي نفسي بيده لولا أنْ يقول فيك طوائف من أُمّتي بما قالت النصارى في عيسى بن مريم لقلت فيك اليوم مقالاً لا تمرّ بأحدٍ من المسلمين إلّا أخذ التراب من أثر قدميك يطلب به البركة »(٣) .

وأخرجه الخوارزمي بسنده إلى الطبراني قال: « أخبرنا سيّد الحفّاظ أبو منصور فيما كتب إليَّ من همدان، أخبرنا محمود بن إسماعيل، أخبرنا أحمد بن فادشاه، أخبرنا الطبراني، عن أحمد بن محمّد القنطري، عن حرب بن الحسن،

___________________

(١). كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب: ٢٦٤.

(٢). علل الحديث ١ / ٣١٣.

(٣). مجمع الزوائد ٩/١٣١.

٣٨٦

عن يحيى بن يعلى، عن محمّد بن عبيدالله بن أبي رافع، قال قال رسول الله »(١) .

الكلام على هذا السند

وهذا الحديث على رواية ابن أبي حاتم صحيح على اُصولهم:

فأمّا « ابن أبي حاتم » فغني عن التعريف.

وأما « أحمد بن عثمان بن حكيم » فمن رجال البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجة(٢) .

وأمّا « حسن بن حسين » وهو العرني، فقد حقّقنا حاله في بعض بحوثنا، وأثبتنا أن لا أساس للقدح فيه والجرح له، ومن تكلّم فيه فإنّما هو لشيّعه، بل لقد نصّ بعضهم على أنّه كان من رؤساء الشيعة وسيأتي مزيد من الكلام حوله.

وأمّا « كادح بن جفعر »:

فقد قال أبو حاتم: صدوق.

وقال عبدالله بن أحمد: سألت أبي عنه، فقال: ليس به بأس.

وقال أحمد أيضاً: رجل صالح فاضل خيّر.

وفي روايةٍ: كان صاحب سنّة وعبادة، يعنى بالحديث.

وذكره ابن شاهين في الثقات »(٣) .

قلت: لم ينقل فيه قدحٌ إلّا عن أبي الفتح الأزدي، قال: ضعيف زائغ(٤) .

___________________

(١). مقتل الحسين: ٤٥.

(٢). تقريب التهذيب ١ / ٢١.

(٣). لسان الميزان ٤ / ٥٧٤.

(٤). لسان الميزان ٤ / ٥٧٤.

٣٨٧

لكنّ الأزدي نفسه ضعيف، فقد نصَّ الذهبي والحافظ ابن حجر عقب تضعيفه بعض الرجال على ذلك، وقالا: ليته عرف ضعف نفسه(١) !

وأمّا « عبدالله بن لهيعة » فهو من رجال مسلم وأبي داود والترمذي وابن ماجة(٢) .

وأمّا « عبد الرحمن بن يسار » فهو أبو مزرّد، من رجال البخاري في الأدب المفرد. قال الحافظ « مقبول »(٣) .

وأمّا « مسلم بن يسار » فهو من رجال البخاري في الأدب المفرد، وابن ماجة، وأبي داود، والترمذي(٤) .

* وأمّا الحديث بسند الطبراني، فقد تكلّم الهيثمي في اثنين من رجاله، وهما:

١ - حرب بن الحسن.

٢ - يحيى بن يعلى.

قلت: لكنّه في موضعٍ آخر نصَّ في « حرب بن الحسن » أنّه قد « وُثق »(٥) وقد وثّقه ابن حِبّان إذ ذكره في كتاب ( الثقات ) وقال ابن أبي حاتم: « سألت أبي عنه فقال: شيخ »(٦) .

نعم، نقل الحافظ عن الأزدي قوله فيه: « ليس بذاك »(٧) . وقد عرفت حال الأزدي!

___________________

(١). ميزان الإعتدال ١ / ٦١، مقدمة فتح الباري: ٤٣٠.

(٢). تقريب التهذيب ١ / ٤٤٤.

(٣). تقريب التهذيب ٢ / ٤٧٢.

(٤). تقريب التهذيب ٢ / ٢٤٧.

(٥). مجمع الزوائد ٧ / ١٠٣، ٩ / ١٦٨.

(٦). الجرح والتعديل ٣ / ٢٥٢.

(٧). لسان الميزان ٢ / ١٨٤.

٣٨٨

وأمّا « يحيى بن يعلى » - وهو الأسلمي القطواني - فهو من رجال البخاري في الأدب المفرد، ومن رجال الترمذي، وابن حبان في صحيحه.

ومع ذلك، فقد تكلّم فيه غير واحدٍ، لكنّ السّبب هو التشيّع كما نصّ عليه بعضهم(١) .

على أنّه متابَع في رواية هذا الحديث.

المورد (٥)

عند النهي عن الرّقاد في المسجد

لقد كان الأصحاب يرقدون في مسجد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وكان هذا دأب كثيرٍ منهم، حتّى جاء النهي عن ذلك، فظنّ عليعليه‌السلام شمول النهي له أيضاً، فأعلمه رسول الله بأنّه لغيره لا يشمله، وذكر أنّ منزلته منه منزلة هارون من موسى.

ومن الأخبار بهذا ما أخرجه ابن عساكر:

« أخبرنا أبو الحسن السُّلَمي، نا عبد العزيز التميمي، أنا علي بن موسى بن الحسين، أنا أبو سليمان بن زبر، نا محمّد بن يوسف الهروي، نا محمّد بن النعمان بن بشير، نا أحمد بن الحسين بن جعفر الهاشمي اللّهبي، حدّثني عبد العزيز بن محمّد، عن حزام بن عثمان، عن عبد الرحمن ومحمّد ابني جابر بن عبدالله، عن أبيهما جابر بن عبدالله الأنصاري قال:

جاءنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ونحن مضطجعون في المسجد وفي يده عسيب رطب فضربنا وقال: « أترقدون في المسجد، إنّه لا يرقد فيه أحدٌ »، فأجفلنا وأجفل معنا علي بن أبي طالب، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: « تعال يا عليّ إنّه يحلّ لك في المسجد ما يحلّ لي، يا علي ألا ترضى أن تكون

___________________

(١). تهذيب الكمال ٣٢/٥٠.

٣٨٩

منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا النبوّة، والذي نفسي بيده إنّك لتذودنّ عن حوضي يوم القيامة رجالاً كما يذاد البعير الضالّ عن الماء بعصاً معك من عَوسجِ، كأنّي أنظر إلى مقامك من حوضي».

أخبرناه عالياً أبو المظفر بن القُشيري، وأبو القاسم الشّحّاني، قالا: أنا محمّد بن عبد الرحمن، أنا أبو سعيد محمّد بن بشر، نا محمّد بن إدريس، نا سويد بن سعيد، نا حفص بن مَيْسَرة، عن حزام بن عثمان، عن ابن جابر - أراه عن جابر - قال: جاء رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ونحن مضطجعون في المسجد، فضربنا بعسيب في يده فقال: « أترقدون في المسجد، إنّه لا يرقد فيه »، فأجفلنا، وأجفل علي، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: « تعالَ يا علي، إنّه يحلّ لك في المسجد ما يحلّ لي، ألا ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا النبوة، والذي نفسي بيده إنّك لذوّاد عن حوضي يوم القيامة، تذود كما يذاد البعير الضال عن الماء بعصاً لك من عوسج، كأنّي أنظر إلى مقامك من حوضي »(١) .

قال: « وأمّا ما روي عن زيد بن أبي أوفى:

فأخبرناه أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدّي أبو بكر أنا محمّد بن يوسف الهروي، أنا محمّد بن عبدالله بن عبد الحكم، أنّ محمّد بن إسماعيل بن مرزوق حدّثهم عنه أبيه، عن شرحبيل بن سعد، عن زيد بن أبي أوفى قال:

دخل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم المسجد، فقام علي فقال: إنّك منّي بمنزلة هارون من موسى غير أنّه لا نبي بعدي »(٢) .

___________________

(١). تاريخ دمشق ٤٢ / ١٣٩.

(٢). تاريخ دمشق ٤٢ /

٣٩٠

أقول:

اختصر لفظ الحديث، كما اختصره الحافظ ابن أبي عاصم، حديث رواه فقال:

« ثنا نصر بن علي، ثنا عبد المؤمن بن عباد العبدي، ثنا يزيد بن معن، ثنا عبدالله بن شرحبيل، عن رجلٍ من قريش، عن زيد بن أبي أوفى قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لعلي: أنت عندي بمنزلة هارون من موسى غير أنّه لا نبي بعدي »(١) .

الكلام على أحد الأسانيد المذكورة

ولا يخفى أنّ رجال الأسانيد المذكوة أكثرهم من الأئمّة الأعلام عند أهل السنّة، ونحن نتكلّم على واحدٍ منها بشيء من التفصيل وهو السّند الثاني، فنقول:

« أبو القاسم الشحامي » هو: زاهر بن طاهر، وتجد ترجمته في كثير من المصادر، وقد وصفه الذهبي - « الشيخ العالم، المحدّث المفيد المعمر، مسند خراسان »(٢) . وتوفي سنة ٥٣٣.

و « محمّد بن عبد الرحمن » هو: الكنجروذي، وتوجد ترجمته في كثيرٍ من المصادر، ووصفه الذهبي بـ « الشيخ الفقيه، الإمام الأديب، النحوي، الطبيب، مسند خراسان »(٣) . وتوفي سنة ٤٥٣.

___________________

(١). كتاب السنّة: ٥٩٥.

(٢). سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٩.

(٣). سير أعلام النبلاء ١٨ / ١٠١.

٣٩١

و « أبو سعيد محمّد بن بشر » هو الكرابيسي، وتوجد ترجمته في كثيرٍ من المصادر، وقد وصفه الذهبي بـ « الشيخ الصالح المسند »(١) . وتوفي سنة ٣٧٨.

و « محمّد بن إدريس » هو: أبو حاتم الرازي، وهو كما وصفه الذهبي وغيره: « الإمام الحافظ، الناقد، شيخ المحدّثين » وقالوا: « هو من أقران البخاري ومسلم » وذكروا أنّه كان متعنّتاً في الرجال! وتوفي سنة ٢٧٧(٢) .

و « سويد بن سعيد » من رجال مسلم وابن ماجة، ووصفه الذهبي بـ « الإمام المحدّث الصدوق شيخ المحدّثين »، لكنْ ذكروا بترجمته أنّه قدّم في كتابه في الفضائل عليّاً وأخّر أبا بكر وعمر، فتكلّم فيه بعضهم لهذا!! وأيضاً تكلّم فيه لروايته: « الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة » حتّى زعم ابن الجوزي أنّ أحمد بن حنبل قال: هو متروك الحديث. فقال الذهبي: هذا النقل مردود، لم يقله أحمد ثمّ ذكروا من مناكيره بزعمهم « المهدي من ولد فاطمة » وتوفي سنة ٢٤٠(٣) .

و « حفص بن ميسرة » من رجال البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجة، وروى عنه الثوري، وابن وهب، وآدم، وجماعة من الأئمّة. ووثّقه أحمد وابن معين وأبو حاتم والذهبي وغيرهم. وتوفّي سنة ١٨١ »(٤) .

و « حرام بن عثمان » الأنصاري المديني، روى عنه معمر بن راشد وغيره من الأئمّة، وقد تكلّموا فيه، وذكروا حديثنا من جملة مناكيره!! ووصفه بعضهم - كما في التاريخ الكبير للبخاري - بالتشيّع، بل في كلام ابن حبّان: كان عالياً!! فإنْ كان هذا هو السّبب في جرحه وتضعيفه، فقد تقرّر عندهم أنّ التشيّع لا يضرّ

___________________

(١). سير أعلام النبلاء ١٦ / ٤١٥.

(٢). سير أعلام النبلاء ١٣ / ٢٤٧.

(٣). سير أعلام النبلاء ١١ / ٤١٠.

(٤). سير أعلام النبلاء ٨ / ٢٣١.

٣٩٢

بالوثاقة، وهذا ما نصّ عليه الحافظ ابن حجر العسقلاني في غير موضعٍ من مقدمة ( فتح الباري في شرح صحيح البخاري ).

المورد (٦)

عند سدّ الأبواب

قال الفقيه ابن المغازلي الشافعي:

« أخبرنا محمّد بن أحمد بن عثمان، حدّثنا أبو الحسين محمّد بن المظفّر ابن موسى بن عيسى الحافظ، حدّثنا محمّد بن الحسين بن حُمَيد بن الرَّبيع، حدّثنا جعفر بن عبدالله بن محمّد أبو عبدالله، حدّثنا إسماعيل بن أبان، حدّثنا سلّام بن أبي عمرة عن معروف بن خَرَّبوذ عن أبي الطُّفيل عن حُذيفة بن أسيد الغفاريّ قال: لمـّا قدم أصحاب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله المدينة لم يكن لهم بيوت بيبتون فيها، فكانوا يبيتون في المسجد، فقال لهم النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تبيتوا في المسجد فتحتلموا.

ثمّ إنّ القوم بنوا بيوتاً حول المسجد وجعلوا أبوابها إلى المسجد، وإنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله بعث إليهم مُعاذ بن جبل فنادى أبا بكر فقال: إنّ رسول الله يأمرك أن تخرج من المسجد فقال: سمعاً وطاعةً فسدَّ بابه وخرج من المسجد، ثم أرسل إلى عمر، فقال: إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يأمرك أن تسدَّ بابك الّذي في المسجد وتخرج منه، فقال: سمعاً وطاعةً لله ولرسوله غير أنّي أرغب إلى الله في خوخة في المسجد فأبلغه معاذ ما قال عمر، ثمّ أرسل إلى عثمان وعنده رقيّة فقال: سمعاً وطاعةً فسدَّ بابه وخرج من المسجد، ثمّ أرسل إلى حمزة فسدَّ بابه وقال: سمعاً وطاعةً لله ولرسوله، وعليٌّ على ذلك يتردّد لا يدري أهو فيمن يقيم أو فيمن يخرج، وكان النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قد بنا له

٣٩٣

بيتاً في المسجد بين أبياته فقال له النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : أسكن طاهراً مطهّراً! فبلغ حمزة قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لعليّ فقال: يا محمّد تخرجنا وتمسك غلمان بني عبد المطّلب؟ فقال له نبيّ الله: لا، لو كان الأمر لي، ما جعلت من دونكم من أحد، والله ما أعطاه إيّاه إلّا الله، وإنّك لعلى خير من الله ورسوله أبشر! فبشّره النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقتل يوم اُحد شهيداً.

ونفس ذلك رجال على عليّ، فوجدوا في أنفسهم وتبيّن فضله عليهم وعلى غيرهم من أصحاب النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فبلغ ذلك النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقام خطيباً فقال: إنّ رجالاً يجدون في أنفسهم أنّي أسكنت عليّاً في المسجد. والله ما أخرجتهم ولا أسكنته: إنّ الله عزّوجلّ أوحى إلى موسى وأخيه( أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ ) وأمر موسى أن لا يسكن مسجده ولا ينكح فيه لا يدخله إلّا هارون وذريّته، وإنّ عليّاً منّي بمنزلة هارون من موسى، وهو أخي دون أهلي، ولا يحلّ مسجدي لأحد ينكح فيه النساء إلّا عليّ وذرّيّته، فمن ساءه فهاهُنا - وأومأ بيده نحو الشام.

الكلام على هذا السند

ولا بأس بالنظر في أحوال رجال هذا السند، فنقول:

أمّا « محمّد بن أحمد بن عثمان » فهو: محمّد بن أحمد بن عثمان بن الفرج ابن الأزهر، أبو طالب السوادي، المتوفى سنة ٤٤٥.

قال الخطيب: « سمع محمّد بن المظفّر كتبنا عنه وكان صدوقاً »(١) .

___________________

(١). تاريخ بغداد ١ / ٣١٩.

٣٩٤

وأمّا « محمّد بن المظفر » فقد ترجم له الخطيب والذهبي وغيرهما من الأعيان:

قال الخطيب: « كان حافظاً فهماً صادقاً مكثراً أخبرني أحمد بن علي المحتسب: حدّثنا محمّد بن أبي الفوارس قال: كان محمّد بن المظفّر ثقة أميناً مأموناً حسن الحفظ، وانتهى إليه الحديث وحفظه وعلمه قال العقيقي: وكان ثقة مأموناً حسن الخط »(١) .

وقال الذهبي: « الشيخ الحافظ المجود، محدّث العراق تقدّم في معرفة الرجال، وجمع وصنف، وعمّر دهراً، وبعد صيته وأكثر الحفّاظ عنه، مع الصدق والإتقان، وله شهرة ظاهرة وإنْ كان ليس في حفظ الدارقطني »(٢) . وتوفي سنة ٣٧٩.

وأمّا « محمّد بن الحسين بن حميد بن الربيع » فهو أبو الطيّب اللخمي، المتوفى سنة ٣١٨.

قال الخطيب: « كان ثقة صاحب مذهب حسنٍ وجماعة، وأمر بمعروف ونهي عن منكر »(٣) .

وأمّا « جعفر بن عبدالله بن محمّد » فلم أعثر عليه الآن، وأظنّه خطأً من النسخة.

وأمّا « إسماعيل بن أبان » فهو - بقرينة روايته عن « سلام بن أبي عمرة » كما في ( تهذيب الكمال ) - إسماعيل بن أبان الورّاق الكوفي، وهو من رجال البخاري في صحيحه، والترمذي، ومن مشايخ ابن أبي شيبة وأحمد بن حنبل

___________________

(١). تاريخ بغداد ٣ / ٢٦٢.

(٢). سير أعلام النبلاء ١٦ / ٤١٨.

(٣). تاريخ بغداد ٢ / ٢٣٦.

٣٩٥

وأبي زرعة وأمثالهم من الأئمّة(١) .

وأمّا « سلام بن أبي عمرة » فهو من رجال الترمذي.

وأمّا « معروف بن خرّبوذ » فهو من رجال البخاري ومسلم وأبي داود وابن ماجة.

وأمّا « أبو الطفيل » و « حذيفة » فهما الصحابيّان الجليلان.

المورد (٧)

يوم خرج على أصحابه متّكئاً على علي

وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

« يا علي، أنت أوّل المؤمنين إيماناً وأوّلهم إسلاماً، وأنت منّي بمنزلة هارون من موسى » أخرجه جماعة من الأئمّة:

قال المتقي الهندي: « مسند عمر. عن ابن عباس قال: قال عمر بن الخطاب، كفّوا عن ذكر علي بن أبي طالب، فإنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول في علي ثلاث خصالٍ، لأنْ تكون لي واحدة منهنّ أحبّ إليّ ممّا طلعت عليه الشمس، كنت أنا وأبو بكر وأبو عبيدة بن الجرّاح، ونفر من أصحاب رسول الله، والنبي متّكىء على علي بن أبي طالب، حتّى ضرب بيده على منكبه ثمّ قال:

أنت يا علي أوّل المؤمنين إيماناً وأوّلهم إسلاماً ثمّ قال: أنت منّي بمنزلة هارون من موسى، وكذب عليَّ من زعم أنّه يحبّني ويبغضك.

الحسن بن بدر في ( ما رواه الخلفاء ) والحاكم في ( الكنى ) والشيرازي في

___________________

(١). تهذيب الكمال ٣ / ٥.

٣٩٦

( الألقاب ) وابن النجّار »(١) .

وقال ابن عساكر تحت عنوان: فأمّا ما روي عن عمر بن الخطاب من خبر المنزلة:

« وأخبرنا أبو غالب ابن البناء، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا أبو محمّد عبدالله بن محمّد بن سعيد بن محارب بن عمرو الأنصاري الأوسي الاصطخري، أنبأنا أبو محمّد عبدالله بن أدران الخيّاط بشيراز سنة ٣٠٤، أنبأنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، وصي المأمون، حدّثني أمير المؤمنين المأمون، حدّثني أمير المؤمنين الرشيد، حدّثني أمير المؤمنين المهدي، حدّثني أمير المؤمنين المنصور عن أبيه عن جدّه:

عن عبدالله بن عباس قال: سمعت عمر بن الخطاب وعنده جماعة فتذاكروا السابقين إلى الإسلام فقال عمر: أمّا عليّ، فسمعت رسول الله يقول فيه ثلاث خصال، لوددت أنّ لي واحدةً منهنّ، فكان أحبّ إليّ ممّا طلعت عليه الشمس، كنت أنا وأبو عبيدة وأبو بكر وجماعة من الصحابة، إذ ضرب النبي بيده على منكب علي فقال له: يا علي، أنت أوّل المؤمنين إيماناً وأوّل المسلمين إسلاماً، وأنت منّي بمنزلة هارون من موسى »(٢) .

وقال الخوارزمي: « أخبرنا الإمام العلّامة فخر خوارزم أبوالقاسم محمود ابن عمر الزمخشري الخوارزمي، أخبرني الأستاذ الأمين أبوالحسن علي بن الحسين بن مروك الرازي، أخبرني الحافظ أبو سعيد بن إسماعيل بن الحسن السمان، حدّثنا محمّد بن عبد الواحد الخزاعي لفظاً، حدّثني أبو محمّد عبدالله ابن سعد الأنصاري، حدّثنا أبو محمّد عبدالله بن أدران الخياط الشيرازي،

___________________

(١). كنز العمال ١٣ / ١٢٢ رقم ٣٦٣٩٢.

(٢). تاريخ دمشق ٤٢ / ١٦٦.

٣٩٧

حدّثني إبراهيم بن سعيد الجوهري وصي المأمون، حدّثني أمير المؤمنين »(١) .

الكلام على سند هذا الحديث

وهذا الحديث بسند ابن عساكر لا بأس به:

فأمّا « ابن البنّا » فهو: أبو غالب أحمد بن أبي علي الحسن بن أحمد البغدادي الحنبلي، المتوفى سنة ٥٢٧.

ترجم له الذهبي قال: « الشيخ الصالح الثقة حدّث عنه: السلفي وابن عساكر وأبو موسى المديني وخلق. وكان من بقايا الثقات. مات في صفر وقيل مات في ربيع الأوّل، سنة ٥٢٧ »(٢) .

وأمّا « ابن الآبنوسي » فهو: أبو الحسين محمّد بن أحمد بن محمآد البغدادي، المتوفّى سنة ٤٥٧.

قال الخطيب: « كتبت عنه وكان سماعه صحيحاً »(٣) .

وقال الذهبي حيث عنونه: « الشيخ الثقة »(٤) .

وأمّا « عبدالله بن محمّد بن سعيد » فقد ترجم له الخطيب في تاريخه، فقال: « سكن بغداد وحدّث بها عن أبي خليفة الفضل بن الحباب الجمحي، وزكريا بن يحيى الساجي، وعبدالله بن أدران الشيرازي، وخلق كثير من الغرباء. حدّثنا عنه: أحمد بن محمّد العتيقي، والقاضيان أبو عبدالله الصيمري، وأبو القاسم التنوخي، وأبو الفتح محمّد بن الحسين العطار قطيط، وأبو منصور

___________________

(١). مناقب على بن أبى طالب: ١٩.

(٢). سير أعلام النبلاء ١٩ / ٦٠٥.

(٣). تاريخ بغداد ١ / ٣٥٦.

(٤). سير أعلام النبلاء ١٨ / ٨٥.

٣٩٨

محمّد بن عيسى الهمداني وغيرهم. وأكثر من يروي عنهم مجهولون لا يعرفون، وأحاديثه عن أبي خليفة مقلوبة، وهي بروايات ابن دريد أشبه

سألت الصيمري عن حال هذا الشيخ فقال: أظنّهم تكلّموا فيه »(١) .

أقول: لم أجد أحداً تكلّم فيه. وهل يكفي لإسقاط رجلٍ قول القائل:

أظنّهم! تكلّموا فيه!؟

وأمّا « عبدالله بن آدران الشيرازي » فلم أعرفه، لكنْ تابعه « أبو الحسن علي بن المبارك المسروري » - كما في تعليقة العلّامة المحمودي، عن كتاب ( الكنى ) لأبي أحمد الحاكم - فقد ترجم له الخطيب، وذكر روايته عن إبراهيم بن سعيد الجوهري، ولم يتكلّم عليه بشيء.

وأمّا « إبراهيم بن سعيد الجوهري » فهو من رجال مسلم وأبي داود والترمذي والنسائي ابن ماجة(٢) .

المورد (٨)

في بيت اُمّ سلمة

وجاء قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هذا، في حديثٍ رواه القوم، عن ام سلمة وابن عبّاس، يتضمّن عدّة مناقب وفضائل لأمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام:

وقد روي بطريقين:

١ - أخرج أبو نعيم: « حدّثنا أبو الفرج أحمد بن جعفر النسائي، قال: حدّثنا محمّد بن جرير، قال: حدّثنا عبدالله بن داهر الرازي، قال: حدّثني داهر

___________________

(١). تاريخ بغداد ١٠ / ١٣٣.

(٢). تقريب التهذيب ١ / ٣٥.

٣٩٩

ابن يحيى الأحمري المقري، قال: حدّثنا الأعمش، عن عباية، عن ابن عباس قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: هذا علي بن أبي طالب، لحمه من لحمي، ودمه من دمي، وهو منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبي بعدي. يا اُم سلمة: اشهدي واسمعي، هذا علي أمير المؤمنين، وسيّد المسلمين، وعيبة علمي، وبابي الذي اُوتى منه، والوصي عن الأموات من أهل بيتي، أخي في الدنيا وخدني في الآخرة، ومعي في السنام الأعلى »(١) .

وأخرج الخطيب الخوارزمي، قال: « أنبأني أبو العلاء - هذا - أخبرنا الحسن بن أحمد المقري، حدّثنا أحمد بن عبدالله الحافظ، حدّثنا أبو الفرج أحمد بن جعفر النسائي، حدّثنا محمّد بن جرير » إلى آخر ما تقدّم(٢) .

وأخرج الحافظ ابن عساكر: « أخبرنا أبوالبركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن المظفر بن بكران الشامي، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمّد العتيقي، أنبأنا أبو يعقوب محمّد بن يوسف بن أحمد بن الدجيل، أنبأنا أبو جعفر محمّد بن عمرو العقيلي، حدّثني علي بن سعيد، أنبأنا عبدالله بن داهر بن يحيى الرازي، حدّثني أبي، عن الأعمش، عن عباية الأسدي، عن ابن عباس

عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال لاُم سلمة: يا اُم سلمة إنّ عليّاً لحمه من لحمي ودمه من دمي، وهو منّي بمنزلة هارون من موسى غير أنّه لا نبيّ بعدي »(٣) .

___________________

(١). منقبة المطهرين - مخطوط.

(٢). مناقب علي بن أبي طالب: ١٤٢ الطبعة الحديثة.

(٣). تاريخ دمشق ٤٢ / ٤٢ وعنه: كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب: ١٦٧.

٤٠٠