نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ١٩

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار13%

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 449

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 449 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 206496 / تحميل: 7203
الحجم الحجم الحجم
نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار الجزء ١٩

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

يبرحون عن ظلّ موالاته في القرون والأعصار، وأرباب الحقّ والإيقان يبوحون بفضل مصافاته في البلدان والأمصار، ويجهرون بتخصيصه بالمدائح والمناقب نثراً ونظماً، ويشيرون إلى ما له من المدائح والمراتب إرغاماً للآناف وهضماً، كالإمام الهمام والعالم القمقام، والحبر الفاضل الزكيّ، الحافظ الخطيب والناقد النجيب، ضياء الدين موفق بن أحمد المكي، فإنّه اندرج في سِلك مادحيه بنظام نظمه، واندمج في فلك ناصحيه بعصام عزمه حيث قال فيه، ونثر الدرر من فيه:

أسد الإله وسيفه وقناته

كالظفر يوم صياله والناب

جاء النداء من السماء وسيفه

بدم الكماة يُلِحُّ في التسكاب

لا سيف إلّاذو الفقار ولا فتى

إلّا عليّ هازم الأحزاب »(١)

وقال أيضاً: « عن أبي سعيدرضي‌الله‌عنه قال: ذكر رسول الله صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله ‌ وبارك وسلّم لعلي رضوان الله تعالى عليه ما يلقى من بعده، فبكى وقال: أسألك بحقّ قرابتي وصحبتي إلّادعوت الله تعالى أن يقبضني، قال صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله وبارك وسلّم: يا علي تسألني أن أدعو الله لأجل موجّل؟ فقال يا رسول الله على ما أُقاتل القوم؟ قال صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله وبارك وسلّم: على الإحداث في الدّين.

وعن أبي سعيد رضي الله تعالى عنه، عن عليّ كرّم الله تعالى وجهه قال: عهد إليّ رسول الله صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله‌ وبارك وسلّم أن أُقاتل النّاكثين والقاسطين والمارقين، فقيل له: يا أمير المؤمنين من الناكثون؟ قال كرّم الله تعالى وجهه: الناكثون أهل الجمل والقاسطون أهل الشام والمارقون الخوارج.

رواهما الصالحاني وقال: رواهما الإمام المطلق روايةً ودرايةً أبو بكر بن

____________________

(١). توضيح الدلائل على ترجيح الفضائل - مخطوط.

١٦١

مردويه، وخطيب خوارزم الموفق أبو المؤيّد أدام الله جمال العلم بمأثور أسانيدهما ومشهود مسانيدهما».

٩ - السيوطي: « الموفق بن أحمد بن أبي سعيد إسحاق، أبو المؤيد، المعروف بأخطب خوارزم.

قال الصّفدي: كان متمكّناً في العربية، غزير العلم، فقيهاً فاضلاً، أديباً شاعراً، قرأ على الزمخشري، وله خطب وشعر.

قال القفطي: وقرأ عليه ناصر المطرزي.

ولد في حدود سنة ٤٨٤. ومات سنة ٥٦٨ »(١) .

١٠ - الكفوي: « الموفّق بن أحمد بن محمّد المكّي، خطيب خوارزم، أستاذ الإمام ناصر بن عبدالسيّد صاحب المغرب، أبو المؤيد. مولده في حدود سنة ٤٨٤ كان أديباً فاضلاً، له معرفة تامّة بالفقه والأدب، أخذ عن نجم الدين عمر النسفي، عن صدر الإسلام أبي اليسر البزدوي، عن يوسف السياري، عن الحاكم النوقدي، عن أبي بصير الهندواني، عن أبي بكر الأعمش، عن أبي بكر الإسكاف، عن أبي سليمان الجوزجاني، عن محمّد عن أبي حنيفة.

وأخذ علم العربية عن الزمخشري.

وأخذ عنه الفقه والعربية ناصر بن عبدالسيد صاحب المغرب.

مات سنة ٥٩٨ »(٢) .

____________________

(١). بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة ٢ / ٣٠٨.

(٢). كتائب أعلام الأخيار من فقهاء مذهب النعمان المختار - مخطوط.

١٦٢

كتاب كتائب أعلام الأخيار

وقد ذكر الكفوي في خطبة كتابه ما نصّه:

« وبعد، فإنّ سنّة الله الجليلة الجارية في بريّته، ونعمته اللطيفة الجارية على خليقته أن يحدث في كلّ عصر من الأعصار طائفة من العلماء في المدائن والأمصار، يتجاولون تجاول فرسان الطّراد في مضمار النظار، ويتصاولون تصاول آساد الجلاد في معترك التنظار، لله درّهم، لا زال كرّهم وفرّهم، فجعل توفيقه رفيقهم وسَهّل إلى اقتباس العلم طريقهم، بحيث يجمع في كلٍّ منهم العلم والعمل، ويشاهد فيهم حلاوة الفهم والأصل، فيفوّض إليهم خدامة القضاء والفتوى ويُفاض عليهم نعمة الدنيا والعقبى، إذ يتّم بحكمهم وعلمهم حكم الدّين ومهام الأمّة، وينتظم برأيهم وقلمهم مصلحة الخاصّة والعامّة، فإنّ لله تعالى في قضائه السّابق وقدره اللاّحق، وقائع عجيبة ترد في أوقاتها وقضايا غريبة تجري إلى غاياتها، ولولا وجود تلك الطّائفة العليّة المتحلّية بالفضائل الجليّة من يقوم بكشف قناع هذه الوقائع، ومن يلتزم بحلّ مشكلات هذه البدائع، وهذا هداية من الله تعالى، والحمد لله الّذي هدانا لهذا.

ثمّ الحمد لله على ما أسبغ من نعمائه المتوافرة وآلائه المتكاثرة على هذا العبد الذليل الفقير إلى رحمة الله الجليل القدير، خادم ديوان الشرع المصطفوي محمود بن سليمان الشهير بالكفوي، بصّره الله بعيوب نفسه وختم له بالخير آخر نفسه، وجعل يومه خيراً من أمسه، حيث وفّقه في العقائد أحقّها وأتقنها، ويسّره من المذاهب أصوبها وأوزنها، وأعطاه من العلوم أشرفها، وأولاه من الفنون ألطفها، ومن لطائف تلك النعم الجليلة وجلائل هاتيك الآلاء الجزيلة، ما ساقه إلى جمع أخبار فقهاء الأعصار من ذي الفتيا وقضاة الأمصار، من لدن

١٦٣

نبيّنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم إلى مشايخنا في تلك الأوان، حسبما قضوا وأفتوا وأفادوا واستفادوا، في دور من أدوار الزمان ».

وذكره كاشف الظنون بقوله: « كتائب أعلام الأخيار من فقهاء مذهب النعمان المختار، للمولى محمود بن سليمان الكفوي المتوفى سنة ٩٩٠ »(١) .

وقد أكثر من النقل عنه أبو مهدي عيسى الثعالبي، في كتابه ( مقاليد الأسانيد )، حيث اعتمد عليه واستند إلى كلامه بترجمة الزين العراقي، وبترجمة التفتازاني، وبترجمة الطحاوي، وهكذا

وكذا غلام علي آزاد في كتابه ( سبحة المرجان ).

وشاه ولي الله والد ( الدهلوي ) في ( الانتباه في سلاسل أولياء الله ).

و ( الدهلوي ) نفسه في كتابه ( بستان المحدثين ) بترجمة الطّحاوي.

اعتبار كتاب المناقب للخوارزمي

ثمّ إنّ كتاب ( مناقب علي ) للخطيب الخوارزمي، من الكتب المعتبرة المنقول عنها والمستند إليها، في مختلف المسائل، وإليك طرفاً من الموارد التي اعتمد كبار علماء القوم فيها عليه ونقلوا عنه في مؤلّفاتهم المشهورة.

قال الحافظ الكنجي:

« أخبرني المقرئ أبو إسحاق بن بركة الكتبي، في مسجده بمدينة الموصل، عن الحافظ أبي العلاء الحسن بن أحمد بن الحسن الهمداني، عن أبي الفتح عبدوس، عن الشريف أبي طالب المفضل بن محمّد بن طاهر الجعفري، في داره بأصبهان، أخبرنا الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه بن فورك، أخبرنا أحمد بن محمّد بن السّري، حدّثنا المنذر بن محمّد

____________________

(١). كشف الظنون ٢ / ١٤٧٢.

١٦٤

بن المنذر حدّثني أبي، حدّثني عمّي الحسين بن سعيد، عن أبيه عن إسماعيل ابن زياد البزّاز، عن إبراهيم بن مهاجر، حدّثني يزيد بن شراحيل الأنصاري كاتب عليعليه‌السلام قال سمعت عليّاً يقول:

حدّثني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأنا مسنده إلى صدري فقال: أي علي، ألم تسمع قول الله تعالى( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) أنت وشيعتك، وموعدي وموعدكم الحوض، إذا جاءت الأمم للحساب تدعون غرّاً محجّلين.

قلت: هكذا ذكره الحافظ أبو المؤيد موفق بن أحمد بن المكي الخوارزمي في مناقب عليّ »(١) .

« وبهذا الإسناد عن ابن شاذان قال: حدّثني أبو محمّد الحسن بن أحمد المخلّدي من كتابه، عن الحسين بن إسحاق، عن محمّد بن زكريا، عن جعفر ابن محمّد، عن أبيه، عن علي بن الحسين عن أبيه عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّ الله تعالى جعل لأخي عليّ فضائل لا تحصى كثرة، فمن ذكر فضيلة من فضائله مقرّاً بها غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر، ومن كتب فضيلة من فضائله لم تزل الملائكة تستغفر له ما بقي لتلك الكتابة رسم، ومن استمع فضيلة من فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالاستماع، ومن نظر إلى فضيلة من فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالنظر.

ثمّ قال: النظر إلى وجه علي عبادة، وذكره عبادة، ولا يقبل الله إيمان عبد إلّابولايته والبراءة من أعدائه.

قلت: ما كتبناه إلّامن حديث ابن شاذان. رواه الحافظ الهمداني وتابعه

____________________

(١). كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب: ٢٤٦.

١٦٥

الخوارزمي »(١) .

وقال الحافظ الزرندي: أنشد الخطيب ضياء الدّين أخطب خوارزم الموفّق بن أحمد المكّيرحمه‌الله :

أسد الإله وسيفه وقناته

كالظفر يوم صياله والنّاب

جاء النّداء من السّماء وسيفه

بدم الكماة يُلحُّ في التسكاب

لا سيف إلّا ذو الفقار ولا فتى

إلّا عليّ هازم الأحزاب »(٢)

وقال ابن الوزير - في ( الروض الباسم ): « وتولّى حمل الرأس أي رأس الحسينعليه‌السلام بشر بن مالك الكندي ودخل به على ابن زياد وهو يقول:

إملأ ركابي فضّة وذهباً

أنا قتلت الملك المحجّبا

قتلت خير النّاس أُمّا وأبا

ولقد صدق هذا القائل الفاسق في الحديث وتقريظ هذا السّيّد الذبيح، ولقى الله بفعله القبيح، وأمر عبيدالله بن زياد من فور رأس الحسينعليه‌السلام حتّى ينصب في الرّمح فتحاماه الناس، فقام طارق بن المبارك فأجابه إلى ذلك وفعله، ونادى في النّاس وجمعهم في المسجد الجامع، وصعد المنبر وخطب خطبة لا يحلّ ذكرها، ثمّ دعا عبيدالله بن زياد جرير ابن قيس الجعفي فسلّم إليه رأس الحسين ورؤوس أهله وأصحابه، فحملها حتّى قدموا دمشق، وخطب جرير خطبة فيها كذب وزور، ثمّ أحضر الرأس فوضعه بين يدي يزيد، فتكلّم بكلام قبيح، قد ذكره الحاكم والبيهقي وغير واحد من أشياخ أهل النقل بطريق ضعيف وصحيح، وقد ذكره أخطب الخطباء ضياء الدين أبو المؤيّد موفق الدّين ابن أحمد الخوارزمي في تأليفه في مقتل الحسين، وهو عندي في مجلّدين ».

____________________

(١). كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب: ٢٥٢.

(٢). نظم درر السمطين: ١٢١.

١٦٦

ترجمة ابن الوزير

« محمّد بن إبراهيم بن علي بن المرتضى بن الهادي بن يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، العز أبو عبدالله الحسني اليماني الصنعاني، أخو الهادي الآتي، ولد تقريباً سنة خمس وستّين وسبعمائة، وتعاطى النظم فبرع فيه، وصنّف في الردّ على الزيديّة العواصم والقواصم في الذبّ عن سنّة أبي القاسم، واختصره في الرّوض الباسم عن سنّة أبي القاسم وغيره، وذكره التقي بن فهد الهاشمي في معجمه »(١) .

وقال ابن الصباغ المالكي: « ومن كتاب الآل لابن خالويه، ورواه أبو بكر الخوارزمي في كتاب المناقب، عن بلال بن حمامة، قال:

طلع علينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ذات يوم متبسّماً ضاحكاً، ووجهه مشرق كدائرة القمر، فقام إليه عبدالرحمن بن عوف فقال: يا رسول الله ما هذا النور؟ قال: بشارة أتتني من ربي في أخي وابن عمّي وابنتي، فإنّ الله زوج عليّاً من فاطمة، وأمر رضوان خازن الجنان فهزّ شجرة طوبى فحملت رقاقاً يعني صكاكاً بعدد محبّي أهل البيت، وأنشأ تحتها ملائكة من نور، ودفع إلى كلّ ملك صكّاً، فإذا استوت القيامة بأهلها نادت الملائكة في الخلائق، فلا يبقى محبٌّ لأهل البيت إلّادفعت إليه صكّاً فيه فكاكه من النّار، فصار حب أخي وابن عمّي وبنتي فكاك رقاب رجال ونساء »(٢) .

وقال: « ومن مناقب ضياء الدّين الخوارزمي، عن ابن عبّاس قال: لمـّا

____________________

(١). الضوء اللامع لأهل القرن التاسع ٦ / ٢٧٢.

(٢). الفصول المهمّة في معرفة الأئمّة: ٢٨.

١٦٧

آخى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بين أصحابه من المهاجرين والأنصار، وهو أنّه صلّى الله عليه وسلّم آخى بين أبي بكر وعمر ( رض )، وآخى بين عثمان وعبد الرحمن بن عوف، وآخى بين طلحة والزبير، وآخى بين أبي ذر الغفاري والمقداد رضوان الله عليهم أجمعين، ولم يؤاخ بين عليّ بن أبي طالب وبين أحدٍ منهم، خرج عليّ مغضباً حتّى أتى جدولاً من الأرض، وتوسّده ذراعه ونام فيه، تسفي الريح عليه التراب، فطلبه النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فوجده على تلك الصّفة، فوكزه برجله وقال له: قم، فما صلحت أن تكون إلّا أبا تراب، أغضبت حين آخيت بين المهاجرين والأنصار ولم اواخ بينك وبين أحدٍ منهم؟ أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي، ألا من أحبّك فقد حفّ بالأمن والإيمان، ومن أبغضك أماته الله ميتة جاهليّة »(١) .

قال: « ومن كتاب المناقب لأبي المؤيّد، عن أبي برزة قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ونحن جلوس ذات يوم: والّذي نفسي بيده لا تزول قدم عن قدم يوم القيامة حتّى يسأل الله تبارك وتعالى الرجل عن أربع، عن عمره فيما أفناه، وعن جسده فيما أبلاه، وعن ماله ممّا كسب وفيم أنفقه، وعن حبّنا أهل البيت. فقال له عمر: ما آية حبّكم؟ فوضع يده على رأس عليّ وهو جالس إلى جانبه وقال: آية حُبّي حبّ هذا من بعدي»(٢) .

وقال الحافظ السمهودي بعد حديث: من كنت مولاه فعلي مولاه:

« قال الإمام الواحدي: هذه الولاية التي أثبتها النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم

____________________

(١). الفصول المهمة في معرفة الأئمّة: ٣٨.

(٢). الفصول المهمة في معرفة الأئمّة: ١٢٥.

١٦٨

مسئول عنها يوم القيامة، وروي في قوله تعالى( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئولُونَ ) أي عن ولاية علي وأهل البيت، لأنّ الله أمر نبيّه صلّى الله عليه وسلّم أن يعرّف الخلق أنّه لا يسألهم عن تبليغ الرّسالة أجرا إلّا المودّة في القربى، والمعنى إنّهم يسألون هل والوهم حقّ الموالاة كما أوصاهم النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أم أضاعوها وأهملوها، فيكون عليهم المطالبة والتبعة

ويشهد لذلك ما أخرجه أبو المؤيّد في كتاب المناقب فيما نقله أبو الحسن علي السفاقسي ثمّ المكي في الفصول المهمّة، عن أبي برزةرضي‌الله‌عنه ، قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ونحن جلوس ذات يوم: والّذي نفسي بيده لا تزول قدم عن قدم يوم القيامة حتّى يسأل الله تعالى الرّجل عن أربع، عن عمره فيما أفناه، وعن جسده فيما أبلاه، وعن ماله ممّا اكتسبه وفيما أنفقه، وعن حبّنا أهل البيت. فقال له عمررضي‌الله‌عنه : يا نبيّ الله ما آية حبّكم؟ فوضع يده على رأس عليّ وهو جالس إليه جانبه وقال: آية حبّي حبّ هذا من بعدي »(١) .

قال: « في كتاب الآل لابن خالويه، ورواه أبو بكر الخوارزمي في كتاب المناقب، عن بلال بن حمامةرضي‌الله‌عنه ، قال: طلع علينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ذات يوم متبسّماً ضاحكاً ووجهه مشرق كدائرة القمر، فقام إليه عبدالرحمن بن عوفرضي‌الله‌عنه فقال: يا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ما هذا النّور؟ قال: بشارة أتتني من ربّي في أخي وابن عمّي وابنتي، بأنّ الله تعالى زوج عليّاً من فاطمة وأمر رضوان خازن الجنان، فهزّ شجرة طوبى فحملت رقاقاً يعني صكاكاً بعدد محبّي أهل البيت، وأنشأ تحتها ملائكة من نور، ودفع إلى كلّ ملك صَكاً، فإذا استوت القيامة بأهلها نادت الملائكة في الخلائق، فلا

____________________

(١). جواهر العقدين ٢ / ٢٢٥.

١٦٩

يبقى محبّ لأهل البيت إلّا دفعت إليه صكّاً فيه فكاكه من النار، فصار أخي وابن عمّي وابنتي فكاك رقاب رجال ونساء من اُمتي من النّار »(١) .

وقال ابن حجر الهيتمي المكي: « أخرج أبو بكر الخوارزمي(*) أنّه صلّى الله عليه وسلّم خرج عليهم، ووجهه مشرق كدائرة القمر، فسأله عبدالرحمن ابن عوف، فقال: بشارة أتتني من ربي في أخي وابن عمّي وابنتي، بأنّ الله زوّج عليّاً من فاطمة، وأمر رضوان خازن الجنان، فهزّ شجرة طوبى فحملت رقاقاً يعني صكاكاً بعدد محبّي أهل البيت، وأنشأ تحتها ملائكة من نور، دفع إلى كلّ ملك صكّاً، فإذا استوت القيامة بأهلها نادت الملائكة في الخلائق، فلا يبقى محبّ لأهل البيت إلّادفعت إليه صكّاً فيه فكاكه من النّار، فصار أخي وابن عمّي وابنتي فكاك رقاب رجال ونساء من أمّتي من النار »(٢) .

وقال ابن باكثير: « روى أبو بكر الخوارزمي(**) عن أبي القاسم بن محمّد أنّه قال: كنت بالمسجد الحرام، فرأيت النّاس مجتمعين حول مقام إبراهيم الخليل على نبيّنا وعليه أفضل الصّلوة والسّلام، فقلت: ما هذا؟ فقالوا: راهب قد أسلم وجاء إلى مكّة، وهو يحدّث بحديث عجيب، فأشرفت عليه، فإذا هو شيخ كبير عليه جبّة صوف وقلنسوة صوف، عظيم الجثّة، وهو قاعد عند المقام يحدّث النّاس، وهم يستمعون إليه، قال:

بينما أنا قاعد في صومعتي في بعض الأيّام، إذ أشرفت منها إشرافةً، فإذا بطائر كالنّسر كبير قد سقط على صَخرةٍ على شاطئ البحر فتقايا، فرمى من فيه بربع إنسان، ثمّ طار وغاب يسيراً ثمّ عاد فتقايا ربعاً آخر، ثمّ طار، فدنت

____________________

(١). جواهر العقدين ٢ / ٢٤١.

(*) وكنية الخوارزمي « أبو المؤيد » و « أبو بكر الخوارزمي » شخص آخر.

(٢). الصواعق المحرقة: ١٠٣.

(**) وكنية الخوارزمي « أبو المؤيد » و « أبو بكر الخوارزمي » شخص آخر.

١٧٠

الأجزاء بعضها من بعض فالتأمت، فقام منها إنسان كامل، وأنا متعجّب ممّا رأيت، فإذا بالطّائر قد انقضّ عليه، فاختطف ربعه ثمّ طار، ثمّ عاد فاختطف ربعاً آخر، وهكذا يفعل إلى أن اختطفه جميعه، فبقيت أتفكّر وأتحسّر من عدم سؤالي له عن قصّته، فلمـّا كان اليوم الثاني فإذا أنا بالطائر قد أقبل وفعل كفعله بالأمس، فلمـّا التأمت الأجزاء وصارت شخصاً كاملاً، نزلت من صومعتي مبادراً إليه، وسألته بالله من أنت يا هذا؟ فسكت، فقلت: بحق من خلقك إلّاما أخبرتني من أنت، فقال: أنا ابن ملجم، قلت: فما قصّتك مع هذا الطّائر؟ قال إنّي قتلت عليّ بن أبي طالب، فوكّل الله بي هذا الطائر يفعل بي ما ترى كُلَّ يوم، فخرجت من صومعتي وسألت عن علي بن أبي طالب من هو؟ فقيل لي: إنّه ابن عمّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فأسلمت وأتيت مأتاي هذا إلى بيت الله الحرام قاصداً للحجّ وزيارة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم »(١) .

وقال: « أخرج أبو المؤيّد في كتاب المناقب فيما نقله أبو الحسن علي السفاقسي ثمّ المكّي في الفصول المهمّة، عن أبي برزةرضي‌الله‌عنه قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ونحن جلوس ذات يوم: والّذي نفسي بيده، لا تزول قدم عن قدم يوم القيامة حتّى يسأل الله الرّجل عن أربع، عن عمره فيما أفناه، وعن جسده فيما أبلاه، وعن ماله ممّا اكتسبه وفيما أنفقه، وعن حبّنا أهل البيت. فقال عمررضي‌الله‌عنه : ما آية حبّكم؟ فوضع يده على رأس عليّ وهو جالس إلى جانبه وقال: آية حبّي حبّ هذا من بعدي »(٢) .

وقال المطيري: « الحديث الرابع والستّون من كتاب الآل لابن خالويه ورواه أبو بكر الخوارزمي في كتاب المناقب، عن بلال بن حمامةرضي‌الله‌عنه

____________________

(١). وسيلة المآل في مناقب الآل - مخطوط.

(٢). وسيلة المآل في مناقب الآل - مخطوط.

١٧١

عنه ، قال: طلع علينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ذات يوم متبسّماً ضاحكاً ووجهه مشرق كدائرة القمر، فقام إليه عبدالرحمن بن عوف فقال يا رسول الله ما هذا النّور؟ قال: بشارة أتتني من ربّي في أخي وابن عمّي وابنتي، فإنّ الله زوج عليّاً من فاطمة رضي الله عنها، وأمر رضوان خازن الجنان فهزّ شجرة طوبى فحملت رقاقاً يعني صكاكاً بعدد محبّي أهل البيت، وأنشأ تحتها ملائكة من نور، ودفع إلى كلّ ملك صكّاً، فإذا استوت القيامة بأهلها نادت الملائكة في الخلائق، فلا يبقى محبّ لأهل البيت إلّا دفعت إليه صكّاً فيه فكاكه من النار، فصار أخي وابن عمّي وابنتي فكاك رقاب رجال ونساء من أمّتي من النار »(١) .

وقال وليّ الله اللكهنوي: « أخرج أبو بكر الخوارزمي إنّه صلّى الله عليه وسلّم خرج عليهم ووجهه مشرق كدائرة القمر، فسأله عبدالرحمن بن عوف فقال: بشارة أتتني من ربّي في أخي وابن عمّي وابنتي، بأنّ الله زوّج عليّاً من فاطمة، وأمر رضوان خازن الجنان فهز شجرة طوبى فحملت رقاباً يعني صكاكاً بعدد محبّي أهل البيت، وأنشأ تحتها ملائكة من نور، ودفع إلى كلّ ملكٍ صكّاً فيه فكاكه من النّار، فصار أخي وابن عمّي وابنتي فكاك رقاب رجال ونساءٍ من النّار.

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لا يحبّنا أهل البيت إلّا مؤمن تقيّ ولا يبغضنا إلّا منافق شقي »(٢) .

فوق ذلك كلّه أنّ ( الدهلوي ) مع إبائه عن قبول كثيرٍ من الحقائق المنقولة من طرق القوم والواردة في كتبهم، يعتمد على رواية الخطيب الخوارزمي في كتابه، ويذكره في عداد الأئمّة الأعلام من أهل السنّة، من قبيل

____________________

(١). الرياض الزاهرة في مناقب آل بيت النبي وعترته الطاهرة - مخطوط.

(٢). مرآة المؤمنين في مناقب آل بيت سيّد المرسلين - مخطوط.

١٧٢

ابن مندة وابن مردويه وأمثالهما، فراجع كتابه في باب المكائد، في المكيدة رقم ٨٤(١) .

كما أنّه في موضع آخر يذكر الخوارزمي ويستشهد بكتابه، في عداد ابن أبي شيبة، وأحمد بن حنبل، والنسائي، وأبي نعيم الاصفهاني، وأمثالهم ويدّعي أنّ الإماميّة في إثبات فضائل أمير المؤمنين وأهل البيت عيالٌ على أهل السنّة، ممّن ذكرهم وغيرهم وقد تقدم كلامه.

(١٧)

رواية الحاكمي القزويني

قال الحافظ محبّ الدين الطبري: « ذكر شبهه بخمسةٍ من الأنبياءعليهم‌السلام في مناقب لهم:

عن أبي الحمراء قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه، وإلى نوح في فهمه، وإلى إبراهيم في حلمه، وإلى يحيى ابن زكريا في زهده، وإلى موسى بن عمران في بطشه، فلينظر إلى علي بن أبي طالب.

أخرجه القزويني الحاكمي »(٢) .

وقال الحافظ الطبري: « عن أبي الحمراء، قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه، وإلى نوح في فهمه، وإلى إبراهيم في حلمه، وإلى يحيى بن زكريا في زهده، وإلى موسى في بطشه،

____________________

(١). التحفة الإثنا عشرية: ٧٠.

(٢). الرياض النضرة في مناقب العشرة المبشرة ( ٣ - ٤ ): ١٩٦.

١٧٣

فلينظر إلى علي بن أبي طالب.

أخرجه أبو الخير الحاكمي »(١) .

ترجمة أبي الخير الحاكمي

وأبو الخير الحاكمي القزويني إمام كبير من أئمّتهم:

١ - الرافعي: أحمد بن إسماعيل بن يوسف بن محمّد بن العبّاس، أبو الخير الطّالقاني القزويني، إمام كثير الخير والبركة، نشأ في طاعة الله تعالى وحفظ القرآن وهو ابن سبع على ما بلغني، وحصّل بالطلب الحثيث العلوم الشرعية حتّى برع فيها رواية ودراية وتعليماً وتذكيراً وتصنيفاً، وعظمت بركته وفائدته، وكان مديماً للذكر وتلاوة القرآن في مجيئه وذهابه وقيامه وقعوده وعامّة أحواله، وسمعت غير واحد ممّن حضر عنده - بعد ما قضى نحبه عند تعبيته للمغتسل وقبل أن ينقل إليه - أن شفتيه كانتا تتحرّكان كما كان يحرّكهما طول عمره بذكر الله تعالى، وكان يقرأ عليه العلم وهو يصلّي ويقرأ القرآن ويصغي مع ذلك إلى القرائة، وقد ينبّه القارئ على زلّته.

وصنّف الكثير في التفسير والحديث والفقه وغيرهما، مطوّلاً ومختصراً، وانتفع بعلمه أهل العلم وعوام المسلمين، سمع الكثير بقزوين ونيسابور وبغداد وغيرها، وفهرست مسموعاته متداول، وتكلّم بعض المجازفين في سماعه من أبي عبدالله محمّد الفراوي بظنٍّ فاسدٍ وقع لهم، وقد شاهدت سماعاته منه لكتب، فمنها الوجيز للواحدي، سمعه منه بقرائة الحافظ عبدالرزّاق الطبسي في ستّة مجالس، وقعت في شعبان ورمضان سنة ثلاثين وخمسمائة، نقلت معناه من خط الإمام أبي البركات الفراوي، وذكر أنّه نقله

____________________

(١). ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى: ٩٣.

١٧٤

من خطّ تاج الإسلام أبي سعد السّمعاني، وسمع منه الترغيب لحميد بن زنجويه بقراءة تاج الإسلام أبي سعد في ذي الحجّة سنة تسع وعشرين وخمسمائة، وسمع من الفراوي جزءً من حديث يحيى بن يحيى بروايته عن عبد الغافر الفارسي، عن أبي سهل بن أحمد الإسفرائني، عن داود بن الحسين البيهقي، عن يحيى بن يحيى، بقراءة الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الدمشقي سنة تسع وعشرين وخمسمائة، وسمع منه الأربعين تخريج محمّد بن إيزديار الغزنوي من مسموعاته بقراءة السّيّد أبي الفضل محمّد بن علي بن محمّد الحسيني، في رجب سنة تسع وعشرين، نقلت السّماعين من خط مذكور بن محمّد الشيباني البغدادي، رأيت بخط تاج الإسلام أبي سعد السّمعاني أنه رحمه‌ الله سمع من الفراوي دلائل النبوّة وكتاب البعث والنشور وكتاب الأسماء والصفات وكتاب الاعتقاد، كلّها من تصانيف أبي بكر الحافظ البيهقي، بروايته عن المصنّف، في شهور سنة ثلاثين وخمسمائة بقراءة تاج الإسلام.

ووجد مع علمه وعبادته الوافرين القبول التام عند الخواص والعوامّ، وارتفع قدره وانتشر صيته في أقطار الأرض، وتولّى تدريس النظاميّة ببغداد قريباً من خمسة عشر سنة، مكرماً في حرم الخلافة مرجوعاً إليه فاضلاً مقبولاً فتواه في مواقع الاختلاف.

وهو رحمه‌ الله خال والدتي وجدّي لأُمّي من الرضاع، ولبست من يده الخرقة بكرة يوم الخميس الثاني من شهر الله رجب سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة بهمدان، وشيخه في الطريقة الإمام أبو الأسعد هبة الرحمن بن عبدالواحد القشيري ليس الخرقة بيده بنيسابور، في رباط جدّه الأستاذ أبي علي الدقّاق بمشهد الإمام محمّد بن يحيىرحمهم‌الله .

١٧٥

وسمعت منه الحديث الكثير، وكان يعجبه قراءتي، ويأمر الحاضرين بالإصغاء إليها.

وكانرحمه‌الله ماهراً في التفسير، حافظاً لأسباب النزول وأقوال المفسّرين، كامل النظر في معاني القرآن ومعاني الحديث »(١) .

٢ - الذهبي: « وفيها توفي القزويني، العلاّمة رضي الدين أبو الخير، أحمد بن إسماعيل بن يوسف الطالقاني، الفقيه الشافعي الواعظ، ولد سنة اثنتي عشرة وخمسمائة، وتفقّه على الفقيه ملكداد العمركي، ثمّ بنيسابور على محمّد بن يحيى، حتّى فاق الأقران، وسمع من الفراوي وزاهر وخلق، ثمّ قدم بغداد قبل الستّين، ودرّس بها ووعظ، ثمّ قدمها قبل السبعين، ودرّس بها ووعظ، ثمّ قدمها قبل التسعين ودرّس بالنظامية.

وكان إماماً في المذاهب والخلاف والأصول والتفسير والوعظ، وروى كتباً كباراً، ونفق كلامه على النّاس لحسن سمته وحلاوة منطقه وكثرة محفوظاته، وكان صاحب قدم راسخ في العبادة عديم النظير كبير الشأن.

رجع إلى قزوين سنة ثمانين ولزم العبادة إلى أن مات في المحرّمرحمه‌الله »(٢) .

٣ - اليافعي: « توفي الفقيه العلّامة الشافعي القزويني، الواعظ، أبو الخير، أحمد بن إسماعيل الطالقاني، قدم بغداد، ودرّس بالنظامية، وكان إماماً في المذهب والخلاف والأصول والوعظ، وروى كتباً كباراً، ونفق كلامه لحسن سمته وحلاوة منطقه وكثرة محفوظاته، وكان صاحب قدم راسخ في العبادة كبير الشأن عديم النظير، رجع إلى قزوين سنة ثمانين ولزم العبادة إلى

____________________

(١). التدوين في ذكر أهل العلم بقزوين ٢ /١٤٤ - ١٤٨.

(٢). العبر في خبر من غبر ٤ / ٢٧١.

١٧٦

أن مات في محرّم السنة المذكورةرحمه‌الله »(١) .

٤ - ابن الجزري: « أحمد بن إسماعيل بن يوسف بن محمّد بن العباس، أبو الخير الحاكمي الطالقاني، القزويني، مقرء متصدّر صالح خير، له معرفة بعلوم كثيرة، وله كتاب التبيان في مسائل القرآن، ردّاً على الحلوليّة والجهميّة، أقرء الغاية لأبي مهران عن زاهر بن طاهر الشحامي، وقرأ بالرّوايات على إبراهيم بن عبد الملك القزويني صاحب ابن معشر، قرأ عليه ابنه محمّد ومحمّد ابن مسعود ابن أبي الفوارس القزويني وإلياس بن جامع وعبدان بن سعيد القصري.

توفي في المحرّم سنة تسعين وخمسمائة عن نحو تسعين سنة »(٢) .

٥ - الأسنوي: « الشيخ أبو الخير أحمد بن إسماعيل بن يوسف القزويني الطالقاني، كان عالماً بعلوم متعددّة، قرأ على محمّد بن يحيى، ثمّ صار معيده على ملكداد بن علي القزويني السابق ذكره في الأصل، وسمع وحدّث، ولد بقزوين سنة ثنتي عشرة وخمسمائة أو إحدى عشرة، ذكره الرافعي في الأمالي فقال: كان إماماً كثير الخير وافر الحظّ من علوم الشرع، حفظاً وجمعاً ونشراً بالتعليم والتذكير والتصنيف، وكان لسانه لا يزال رطباً من ذكر الله تعالى ومن تلاوة القرآن، وكان يعقد مجلس الوعظ للعامة في ثلاثة أيّام من الأسبوع منها يوم الجمعة، فتكلّم يوماً فيها على عادته وكان اليوم الثاني عشر من المحرم سنة تسعين وخمسمائة، واستطرد إلى قوله تعالى( وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ ) وذكر أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ما عاش بعد نزول هذه الآية إلّاسبعة أيّام، فلمـّا نزل من المنبر حُمَّ ولم يَعش بعدها إلّاسبعة أيّام، فإنّه مات

____________________

(١). مرآة الجنان - حوادث ٥٩٠.

(٢). طبقات القرّاء ١ / ٣٩.

١٧٧

يوم الجمعة ودفن يوم السّبت، وذلك من عجيب الإتفاقات وكأنّه أعلم بالحال فإنّه حان وقت الإرتحال.

قال: ولقد خرجت من الدار بكرة ذلك اليوم على قصد التعزية، وأنا في شأنه متفكّر وممّا أصابه منكسر، إذ وقع في خاطري من غير نيّة وفكروريّة بيت من شعر وهو:

بكت العلوم بويلها وعويلها

لوفاة أحمدها ابن اسماعيلها

كأنّ قائلاً يكلّمني بذلك، ثمّ أضفت إليه أبياتاً بالرويّة. انتهى كلام الرافعي »(١) .

٦ - ابن قاضي شهبة: « أحمد بن إسماعيل بن يوسف بن محمّد بن العبّاس رضي الدين، أبو الخير القزويني الطالقاني، ولد سنة اثنتي عشرة أو إحدى عشرة وخمسمائة، قرأ على محمّد بن يحيى، وصار مُعيد درسه على ملكداد القزويني، وقرأ بالرّوايات على إبراهيم بن عبدالملك القزويني، وصنّف كتاب البيان في مسائل القرآن ردّاً على الحلولية والجهميّة، وصار رئيس الأصحاب، وقدم بغداد فوعظ بها وحصل له قبول تامّ، وكان يتكلَّم يوماً وابن الجوزي يوماً، ويحضر الخليفة وراء الأستار، ويحضر الخلائق والأمم، وولّي تدريس النظامية ببغداد سنة تسع وستّين إلى سنة ثمانين، ثمّ عاد إلى بلده.

ذكره الإمام الرّافعي في الأمالي وقال: كان إماماً كثير الخير وافر الحظّ من علوم الشرع، حفظاً وجمعاً ونشراً بالتعليم والتذكير والتصنيف.

وقال الحافظ عبدالعظيم المنذري: وحكى عنه غير واحد أنّه كان لسانه لا يزال رطباً من ذكر الله تعالى ومن تلاوة القرآن.

____________________

(١). طبقات الشافعية للأسنوي ٢ / ٣٢٢.

١٧٨

توفّي في المحرّم سنة تسعين وخمسمائة، وقيل سنة تسع وثمانين، قال السّبكي في شرح المنهاج: وذكر أبو الخير في كتابه حظائر القدس لرمضان أربعين وستّين اسماً »(١) .

٧ - السبكي: « أحمد بن إسماعيل بن يوسف بن محمّد بن العبّاس، الشيخ أبو الخير، القزويني الطالقاني، الشيخ الإمام الصوفي الواعظ، الملقّب رضي الدّين، أحد الأعلام.

ولد في سنة اثنتي عشرة وخمسمائة بقزوين، وقيل سنة إحدى عشرة، وتفقّه على محمّد بن يحيى، وسمع الكثير من أبيه، وأبي عبدالله محمّد بن الفضل الفراوي، وزاهر الشحامي، وعبد المنعم بن القشيري، وعبد الغافر الفارسي، وعبد الجبار الخوارزمي، وهبة الله بن البسري، ووجيه بن طاهر، وأبي الفتح بن البطي، وغيرهم، بنيسابور وبغداد وغيرهما، روى عنه ابن القرشي، ومحمّد بن علي بن أبي النهد الواسطي، والموفق عبداللطيف بن يوسف، والإمام الرافعي، وغيرهم، درّس ببلده مدّة ثمّ ببغداد ثمّ عاد إلى بلده ثمّ إلى بغداد ودرّس بالنظامية، وحدّث بكبار الكتب كتاريخ الحاكم، وسنن أبي داود، وصحيح مسلم، ومسند إسحاق، وغيرها، وأملى عدّة مجالس.

قال ابن النجّار: كان رئيس أصحاب الشافعي، وكان إماماً في المذهب والخلاف والأصول والتفسير والوعظ والزهد، وحدّث عنه الإمام الرافعي في أماليه، وقال فيه: إمام كثير الخير موفر الحظ من علوم الشرع حفظاً وجمعاً ونشراً بالتعليم والتذكير والتّصنيف، وكان لسانه لا يزال رطباً من ذكر الله وتلاوة القرآن، وربّما قرئ عليه الحديث وهو يصلّي ويصغي إلى ما يقول القارئ وينبّهه إذا زلّ.

____________________

(١). طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ٢ / ٨.

١٧٩

قلت: وأطال ابن النجار في ترجمته والثناء على علمه ودينه، وروى بإسناده حكاية مبسوطة ذكر أنّه عبّر بها من العجمي إلى العربيّة حاصلها:

إنّ الطالقاني حكى عن نفسه أنّه كان بليد الذّهن في الحفظ، وأنّه كان عند الإمام محمّد بن يحيى في المدرسة، وكان من عادة ابن يحيى أن يستعرض الفقهاء كلّ جمعة ويأخذ عليهم ما حفظوه، فمن وجده مقصّراً أخرجه، فوجد الطالقاني مقصّراً فأخرجه، فخرج في الليل وهو لا يدري أين يذهب، فنام في اتّون حمّام، فرأى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فتفل في فمه مرّتين، وأمره بالعود إلى المدرسة، فعاد ووجد الماضي محفوظاً واحْتدّ ذهنه جداً، قال: فلمـّا كان يوم الجمعة، وكان من عادة الإمام محمّد بن يحيى أن يمضي إلى صلاة الجمعة في جمع من طلبته، فيصلّي عند الشيخ عبدالرحمن الإسكاف الزهد، قال: فمضيت معه، فلمـّا جلس مع الشيخ عبدالرحمن تكلّم الشيخ عبدالرحمن في شيء من مسائل الخلاف، والجماعة ساكتون تأدّباً معه، ولصغر سنّي وحدّة ذهني جعلت أعترض عليه وأُنازعه، والفقهاء يشيرون إليّ بالإمساك وأنا لا ألتفت، فقال لهم الشيخ عبدالرحمن: دعوه فإنّ هذا الّذي يقوله ليس هو منه إنّما هو من الّذي علّمه، قال: ولم يعلم الجماعة ما أراد وفهمت وعلمت أنّه مكاشفة.

قال ابن النجّار: وقيل إنّه كان مع كثرة اشتغاله يدوام الصيام، يفطر كلّ ليلة على قرصٍ واحدٍ.

وحكي أنّه لما دعي إلى تدريس النظاميّة جاء بالحلقة وحوله الفقهاء وهناك المدرّسون والصّدور والأعيان، فلمّا استقرّ على كرسيّ التدريس ودعا دعاء الختمة، إلتفت إلى الجماعة قبل الشروع في إلقاء الدّرس وقال: من أيّ كتب درس التفاسير تحبّون أن أذكر؟ فعيّنوا كتاباً، فقال: من أيّ سورة

١٨٠

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

تشقها خمراً بين الفواطم وهنّ: فاطمة ابنة حمزة وفاطمة بنت عتبة وفاطمة أمّ عليّ وفاطمة بنته صلّى الله عليه وسلّم، وإرساله لتلك الحلة كان بعد وصوله إلى المدينة، فليتأمّل.

قال في الفصول المهمّة: وقال له أي لعليّ: إذا أبرمت ما أمرتك به، كن على اُهبة الهجرة إلى الله ورسوله، ويقدم كتابي عليك، وإذا جاء أبو بكر توجّهه خلفي نحو بئر أمّ ميمون، وكان ذلك في فحمة العشاء والرصد من قريش قد أحاطوا بالدّار ينتظرون أنْ تنتصف اللّيلة وتنام الناس، ودخل أبو بكر على عليّ وهو يظنّه أي وأبو بكر يظنّ عليّاً رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال له علي: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خرج نحو بئر أُم ميمون وهو يقول لك أدركني، فلحقه أبو بكر، ومضيا جميعاً يتسايران حتّى أتيا جبل ثور، فدخلا الغار، فليتأمّل الجمع بينه وبين ما تقدّم »(١) .

قال: « وفي الفصول المهمّة: لما اتّصل خبر مسيره صلّى الله عليه وسلّم إلى المدينة، وذلك في اليوم الثاني من خروجه صلّى الله عليه وسلّم من الغار، جمع الناس أبو جهل وقال: بلغني أنّ محمّداً قد مضى نحو يثرب على طريق السّاحل ومعه رجلان آخران، فأيّكم يأتيني بخبره، فوثب سراقة فقال: أنا لمحمّد يا أبا الحكم، ثمّ إنّه ركب راحلته واستجنب فرسه، وأخذ معه عبداً أسود، وكان ذلك العبد من الشجعان المشهورين، فسارا أي في أثر النبيّ صلّى الله عليه وسلّم سيراً عنيفاً حتّى لحقا به.

فقال أبو بكر: يا رسول الله قد دهينا، هذا سراقة قد أقبل في طلبنا ومعه غلامه الأسود المشهور.

____________________

(١). انسان العيون في سيرة الأمين المأمون ٢ / ٢٠٤.

٢٢١

فلمّا أبصرهم سراقة نزل عن راحلته وركب فرسه وتناول رمحه وأقبل نحوهم.

فلمـّا قرب منهم قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: اللّهمّ اكفنا أمر سراقة بما شئت وكيف شئت وأنّى شئت.

فغابت قوائم فرسه في الأرض حتّى لم يقدر الفرس أنْ يتحرّك.

فلمـّا نظر سراقة إلى ذلك هاله ورمى نفسه عن الفرس إلى الأرض، ورمى رمحه، وقال: يا محمّد أنت أنت وأصحابك أي أنت كما أنت أي آمن وأصحابك، فادع ربّك يطلق لي جوادي، ولك عهد وميثاق أن أرجع عنك.

فرفع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يديه إلى السّماء وقال: اللّهمّ إنْ كان صادقاً فيما يقول فأطلق له جواده. قال: فأطلق الله تعالى له قوائم فرسه حتّى وثب على الأرض سليماً، أي ولعلّ هذا في المرّة الثانية، أو المرّة الأخيرة من السّبع على ما تقدم، وتقدّم أنّ الإقتصار على القوائم لا ينافي الزيادة عليها، فلا يخالف ما سبق في هذه الرواية.

ورجع سراقة إلى مكّة، فاجتمع الناس عليه، فأنكر أنّه رآى محمّداً، فلا زال به أبو جهل حتّى اعترف وأخبرهم بالقصّة، وفي ذلك يقول سراقة مخاطباً لأبي جهل:

أبا حكم والله لو كنتَ شاهداً

لأمر جوادي إذ تسوخ قوائمه

علمت ولم تشكك بأنّ محمّداً

رسول ببرهان فمن ذا يقاومه »(١)

وقال الصفوري: « رأيت في الفصول المهمّة في معرفة الأئمّة بمكة المشرفة شرّفها الله تعالى لأبي الحسن المالكي، أنّ عليّاً ولدته أُمّه بجوف الكعبة شرّفها الله تعالى ».

____________________

(١). إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون ٢ / ٢١٩.

٢٢٢

وقد ذكر إكرام الدين الدهلوي كتاب ( الفصول المهمّة ) في مصادر كتابه ( سعادة الكونين في فضائل الحسنين )، فأكثر من النقل عنه جدّاً، والمولوي إكرام الدين الدهلوي من كبار علماء الهند، ومن أجلّاء المعاصرين لمخاطبنا ( الدهلوي )، وهو معظّم لدى علماء أهل السنّة، إذ يذكرونه بكلّ تبجيل واحترام، حتّى أنّ المولوي حيدر علي الفيض آبادي في ( إزالة الغين ) يذكره من أقران الشيخ عبدالحق الدهلوي، وشاه ولي الله الدهلوي، و ( الدهلوي ) وأمثالهم من مشاهير أئمّة أهل السنّة الّذين يفتون بجواز لعن يزيد بن معاوية، لعنة الله عليه وعلى أبيه.

كما أنّ رشيد الدين خان الدهلوي - وهو أفضل تلامذة ( الدهلوي ) - يذكر كتاب الفصول المهمّة في معرفة الأئمّة في مصنّفات أهل السنّة في فضائل أهل البيت.

كما اعتمد على الفصول المهمّة: الشيخ حسن العدوي الحمزاوي في كتابه ( مشارق الأنوار ) الّذي نصّ على التزامه بنقل الأحاديث الصحيحة فيه

(٢٨)

رواية الميبدي

ورواه الحسين الميبدي اليزدي - في ( الفتواح - شرح ديوان علي ) - حيث قال: « روى البيهقي عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه، وإلى نوح في تقواه، وإلى إبراهيم في حلمه، وإلى موسى في هيبته، وإلى عيسى في عبادته، فلينظر إلى علي بن أبي طالب ».

٢٢٣

ترجمة الميبدي

١ - غياث الدين المدعو بخواند أمير، في تاريخه ( حبيب السير ) الّذي نصّ الكاتب الجلبي باعتباره، واعتمد عليه ( الدهلوي ) وحسام الدين صاحب ( المرافض ). قال: « القاضي كمال الدين مير حسين اليزدي. كان من أفاضل علماء العراق بل من أعاظم علماء الآفاق، ولي القضاء في يزد مع الأمانة، ومن مصنّفاته: شرح ديوان أمير المؤمنين. وهو كتاب غنّي بالعلم ومرغوب فيه لدى الفضلاء. وله أيضاً: شروح على الكافية والهداية في الحكمة، وعلى الطوالع والشمسيّة، وله تعليقات دقيقة ».

٢ - وقد اعتمد عليه الكفوي في طبقاته ( كتاب أعلام الأخيار في طبقات مذهب النعمان المختار ) هذا الكتاب الّذي استند إليه ( مخاطبنا ) في ( بستان المحدّثين ).

٣ - وذكره الكاتب الجلبي في الحكماء الإسلاميّين عند كلامه على الحكمة والحكماء وما يتعلّق بذلك.

٤ - وأيضاً نقل عنه ولي الله الدهلوي في ( رسالة النوادر ) له.

(٢٩)

رواية الصّفوري

ورواه الصفوري الشّافعي في ( نزهة المجالس ) بقوله: « وقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: من أراد أنْ ينظر إلى آدم في علمه، وإلى نوح في همّته، وإلى إبراهيم في حلمه، وإلى موسى في زهده، وإلى محمّد في بهائه، فلينظر إلى علي.

ذكره ابن الجوزي ».

٢٢٤

كلام الصّفوري في خطبة كتابه

وقد قال الصفوري في مقدّمة كتابه ( نزهة المجالس ): « فأحببت - لقول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: عند ذكر الصالحين يبارك عليكم وقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : عند ذكر الصالحين تتنزّل الرّحمة - أنْ أجمع ما تيسَّر من أخبارهم وما اشتملوا عليه من العبادة في ليلهم ونهارهم، وأنْ أطرّز ذلك باللطائف والفوائد السنيّة، والزواجر للنفوس الغويّة من المواعظ القويّة، مع ما أذكره من المسائل الفقهيّة والمنافع الطبيّة، وقطرة من مناقب خير البريّة ومن هو حيٌّ في قبره حياةً حقيقيّة، وذاته في ضريحه المكرم على العرش طريّة، وأزواجه وأصحابه وأمّته المرضيّة، وقد جعلته أبواباً وفصولاً حوت معاني قويّة، وسمّيته نزهة المجالس ومنتخب النفائس، وختمته بذكر الجنّة ».

ولهذا الكتاب تقريظ من العلّامة محمّد حسين الخشّاب.

(٣٠)

رواية الوصّابي اليماني

ورواه إبراهيم بن عبدالله الوصابي اليماني الشافعي في كتابه ( أسنى المطالب في مناقب علي بن أبي طالب ) وهو اسم الباب الرابع من كتابه ( الإكتفاء في فضل الأربعة الخلفاء ) ولكلٍّ من الأبواب الأخرى اسم يخصّه فرواه عن أنس حيث قال:

« عنه. قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من سرّه أنْ ينظر إلى آدم في علمه، وإلى نوح في فهمه، وإلى إبراهيم في خلقه، فلينظر إلى علي بن أبي طالب.

٢٢٥

أخرجه أبو نعيم في فضائل الصّحابة »(١) .

كتاب الوصّابي

وقد اعتمد على كتاب الوصابي المذكور محمّد محبوب عالم في تفسيره ( تفسير شاهي )، وشهاب الدين العجيلي في كتابه ( ذخيرة المآل )، وبذلك يظهر كونه من الكتب المعتمدة المفيدة لدى أهل السنّة.

(٣١)

رواية الجمال المحدِّث

ورواه جمال الدين عطاء الله بن فضل الله المعروف بالمحدِّث: « عن أبي الحمراء قال قال لي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من أراد أنْ ينظر إلى آدم في علمه وإلى نوح في فهمه - وفي رواية: إلى نوح في تقواه - وإلى يحيى ابن زكريّا في زهده وإلى موسى بن عمران في بطشه - وفي رواية: وإلى موسى في هيبته - وإلى عيسى في عبادته فلينظر إلى علي بن أبي طالب »(٢) .

ترجمة الجمال المحدّث

والسيّد جمال الدّين المحدّث الشّيرازي من مشايخ ( الدّهلوي ) في الإجازة، وقد ذكر في مقدّمة كتابه ( الأربعين ) أنّه ينقل أحاديثه عن الكتب المعتبرة، وله كتاب ( روضة الأحباب في سيرة النبيّ والآل والأصحاب ).

____________________

(١). أسنى المطالب للوصابي - مخطوط.

(٢). الأربعين في مناقب أمير المؤمنين.

٢٢٦

وقد ذكره صاحب ( حبيب السّير ) بقوله: « مير جمال الدين بن عطاء الله سلّمه الله وأبقاه صار - كعمّه العظيم مير سيّد أصيل الدين - وحيداً في علم الحديث وسائر العلوم الدينيّة والفنون اليقينيّة، وحصل له التقدّم على جميع المحدّثين من أهل عصره، وكتابه روضة الأحباب في سيرة النّبيّ والآل والأصحاب مشهور في الأقطار، ولا يوجد له نظير ألبتة ».

وقال الشيخ علي القاري: « جمعت نسخ المصححة المقروّة المسموعة المصرّحة التي تصلح للإعتماد، وتصحّ عند الإختلاف للإستناد، فمنها نسخة هي أصل السيّد أصيل الدين والسيّد جمال الدين ونجله السعيد ميركشاه المحدثين المشهورين ثمّ إنّي قرأت أيضاً بعض أحاديث المشكاة على منبع بحر العرفان مولانا عطاء الله الشيرازي الشهير بمير كلان، وهو قرأ على زبدة المحقّقين وعمدة المدقّقين ميركشاه، وهو على والده السيّد السند مولانا جمال الدين المحدّث صاحب روضة الأحباب، وهو عن عمّه السيّد أصيل الدين، وهذا الإسناد لا يوجد أعلى منه للإعتماد»(١) .

وقال في ( المرقاة ) في شرح حديث « لا تدخلوا الجنّة حتّى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتّى تحابّوا »: « أمّا نسخ المشكاة المصحّحة المعتمدة المقروّة على المشايخ الكبار كالجزري والسيّد أصيل الدين وجمال الدين المحدّث وغيرها من النسخ الحاضرة، فكلّها بحذف النون ».

وقد ذكر الشنواني السيّد جمال الدين في طريق سند روايته لكتاب المشكاة، في كتابه ( الدرر السنيّة في الأسانيد الشنوانيّة ).

وكذا ( الدهلوي ) نفسه - في ( اُصول الحديث ) - حيث قال: « [ مشكاة المصابيح ]: الشيخ أبو طاهر، عن الشيخ إبراهيم الكردي، عن الشيخ أحمد

____________________

(١). المرقاة في شرح المشكاة - مقدمة الكتاب.

٢٢٧

القشاشي، عن الشيخ أحمد بن عبدالقدوس الشناوي، عن السيّد غضنفر ابن السيّد جعفر النهرواني عن الشيخ محمّد سعيد المعروف بميركلان الذي كان شيخ مكة في وقته، وهو عن السيّد نسيم الدين ميركشاه، عن والده العظيم السيّد جمال الدين عطاء الله ».

كما وقع إسناد الشيخ أبي علي محمّد إرتضاء العمري الصفوي، كما لا يخفى على من راجع كتاب ( مدارج الإسناد ) له.

وقد اعتمد على السيّد جمال الدين ونقل عنه الشيخ عبدالحق الدهلوي في كتابه ( أسماء رجال المشكاة ).

وقال الصديق حسن خان القنوجي في ( الحطّة ): « وكتاب روضة الأحباب للسيّد جمال الدين المحدّث أحسن السير ».

(٣٢)

رواية ابن باكثير المكي

ورواه أحمد بن الفضل بن باكثير الشافعي المكّي عن الحاكمي والملّا في سيرته، وهذا لفظه: « عن أبي الحمراءرضي‌الله‌عنه قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من أراد أنْ ينظر إلى آدم في علمه، وإلى نوح في فهمه، وإلى إبراهيم في حلمه، وإلى يحيى بن زكريّا في زهده، وإلى موسى في بطشه، فلينظر إلى علي بن أبي طالب.

أخرجه أبو الخير الحاكمي.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من أراد أنْ ينظر إلى إبراهيم في حلمه، وإلى نوح في حكمه، وإلى

٢٢٨

يوسف في جماله، فلينظر إلى علي بن أبي طالب.

أخرجه الملّا في سيرته »(١) .

ترجمة ابن باكثير

وقد ترجم له المحبّي قائلاً: « الشيخ أحمد بن الفضل بن محمّد بن باكثير، المكي الشافعي، من أدباء الحجاز وفضلائها المتمكّنين. كان فاضلاً أديباً، له مقدار عليّ وفضل جلّي، وكان له في العلوم الفلكيّة وعلم الآفاق والزايرجا يد عالية، وكان له عند أشراف مكّة منزلة وشهرة، وكان في الموسم مجلس في المكان الّذي يقسّم فيه الصرّ السلطاني بالحرم الشريف بدلاً عن شريف مكة. ومن مؤلفاته: حسن المآل في مناقب الآل »(٢) .

وقد ذكر في مقدّمة كتابه المذكور: « فرأيت أنْ أجمع في تأليفي هذا من درر الفوائد المثمنة وغرر الأحاديث الصحيحة والحسنة ممّا هو مختصّ بالعترة النبويّة والبضعة الفاطميّة، وأذكره بلفظ الإجمال، ثمّ ما ورد من مناقب أهل الكساء الأربعة نخبة الآل، واُصرّح فيه بأسمائهم، ثمّ ما ورد لكلّ واحدٍ منهم بصريح اسمه الشريف.

فجمعت في كتابي هذا زبدة ما دوّنوه وعمدة ما صحّحوه من ذلك وأتقنوه، وما رقموه في مؤلّفاتهم وقنوه فيه، مقتصراً على ما يؤدي المطلوب، ويوصل إليه بأحسن نمط وأسلوب، سالكاً في ذلك طريق السداد، ومقتصراً فيه على ما يحصلّ المراد وتركت ما اشتدّ ضعفه منها وما لم نجد له شاهداً يقويه، وجانبت عمّا تكلّم في سنده وقد عدّه الحفاظ من الموضوع الّذي يجب

____________________

(١). وسيلة المال في عدّ مناقب الآل - مخطوط.

(٢). خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر ١ / ٢٧١.

٢٢٩

أن نتّقيه، وأتيت بالمشهور من كتب التواريخ تتبّعت فيه من الأحاديث ما يشرح صدور المؤمنين، وتقرّ به عيون المتّقين، ويضيق بسببه ذرع المنافقين ».

(٣٣)

رواية البدخشاني

ورواه الميرزا محمّد بن معتمد خان البدخشاني عن البيهقي حيث قال:

« أخرج البيهقي في فضائل الصحابة عن أنس قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من أراد أنْ ينظر إلى آدم في علمه، وإلى نوح في تقواه، وإلى إبراهيم في حلمه، وإلى موسى في هيبته، وإلى عيسى في عبادته، فلينظر إلى علي بن أبي طالب »(١) .

ترجمة البدخشاني

والبدخشاني من علماء أهل السنّة الّذين يفتخر محمّد رشيد تلميذ ( الدّهلوي ) بتأليفهم كتباً خاصّة بفضائل أهل البيت، ويقول بأنّ علماء أهل السنّة لا يبغضون ولا يعادون أهل البيت.

وذكره المولوي حيدر علي الفيض آبادي، في جملة كبار علماء أهل السنّة الّذين يفتون بجواز لعن يزيد بن معاوية.

و ( الدهلوي ) نفسه اعتمد على البدخشاني في جواب سؤالٍ ورد عليه حول السبب في تلقيب النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالمصطفى، وتلقيب

____________________

(١). مفتاح النجا في مناقب آل العبا - مخطوط.

٢٣٠

أمير المؤمنين بالمرتضى فقال: « والميرزا محمّد بن معتمد خان الحارثي المؤرّخ الشهير في هذه البلاد أيضاً يلقّب عليّاً بالمرتضى، في رسالتيه في فضائل الخلفا وفضائل أهل البيت، وهما من عمدة مصنّفاته ».

(٣٤)

رواية محمّد صدر العالم

ورواه الشيخ محمّد صدر العالم بقوله: « أخرج أبو نعيم في فضائل الصحابة مرفوعاً: إنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: من سرّه أن ينظر إلى آدم في علمه، وإلى نوحٍ في فهمه، وإلى إبراهيم في خلّته، فلينظر إلى علي بن أبي طالب »(١) .

شعر ولي الله الدهلوي بمدح محمّد صدر العالم

قال الشيخ ولي الله والد مخاطبنا ( الدهلوي ) وإمامه ومقتداه في ( التفهيمات الإلهيّة ):

إنّ محمّد صدر العالم ألّف كتاباً - وهو معارج العلى - فضّل فيه عليّاً على الخلفاء تفضيلاً كليّاً، وكان من جملة ما ذكر فيه قصة شقّ القمر له كرّم الله وجهه، ثمّ أرسله إليَّ وطالعته، ونظمت هذه الأبيات:

رعاك الله يا صدر العوالي

وطول الدهر كان لك البقاء

لقد أوتيت في الآباء فخراً

وبالأبناء يرتفع العلاء

وجدّك آية لا ريب فيها

وبحر لا تكدّره الدلاء

____________________

(١). معارج العلى في مناقب المرتضى - مخطوط.

٢٣١

وفي كشف المعارف كان فرداً

وما في القوم كان له كفاء

لقد كوشفت ما كوشفت حقّاً

وفضل الله ليس له انتهاء

أتاك الثلج والإتقان لمـّا

رأيت الشق وانكشف اللواء

وإذ أدناك سيّدنا علي

بإكرام وعلم ما يشاء

تؤلف في مناقبه كتاباً

وعند الله في ذاك الجزاء

ومكثر مدح مولانا علي

مقلّ لا يكون له وفاء

فما من مشهدٍ إلّا وفيه

له فخر كبير وازدهاء

وما من منهل إلّا وفيه

له شرب عظيم وارتواء

وللقرآن تنزيل وظهر

يقاتلهم عليه الأنبياء

وللقرآن تأويل وبطن

يخاصمهم عليه الأوصياء

قبول الناس للتنزيل فيه

سياسات له منها نماء

فمنها ردّ تحريف ومدّ

لأسباب له منها انتشاء

وصلح واختصام وائتلاف

بأقوام قلوبهم هواء

لهذا القسم أسرار عظام

وللشيخين فيه اعتلاء

وفي علم النبوة إنّ هذا

ملاك الأمر ليس بها خفاء

وما زال الصحابة عارفيه

يقيناً مثل ما طلعت ذكاء

فأثبت ذاك للشيخين واختر

من الأوصاف مدحاً ما تشاء ».

٢٣٢

(٣٥)

رواية وليّ الله الدّهلوي

قال وليّ الله الدّهلوي والد مخاطبنا ( الدهلوي ) - في ( قرة العينين ) - بعد جوابه على كلام المحقّق نصير الدين الطوسي في أفضليّة أمير المؤمنين:

« وبعد هذا كلّه، فإنّ جميع ما ذكره المتأخّرون من المعتزلة - كما ينقل عن الإمام الرازي في كتاب الأربعين، واختصره نصير الدين الطوسي - حججنا في أفضليّة المرتضى ممّن كان في أيّام خلافته، ونعترف بأصله ونتمسّك بثبوته في محلّه، لا بالنسبة إلى الشيخين ».

هذا كلام ولي الله الدهلوي، ومن راجع الأربعين للرازي وكلام النصير الطوسي، وجد فيه حديث التشبيه. قال الرازي:

« الحجة التاسعة عشر - روى أحمد والبيهقي في فضائل الصحابة قال: من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه، وإلى نوح في تقواه، وإلى إبراهيم في حلمه، وإلى موسى في هيبته، وإلى عيسى في عبادته، فلينظر إلى علي بن أبي طالب.

ظاهر الحديث يدلّ على أنّ عليّاً كان مساوياً لهؤلاء الأنبياء في هذه الصفات، ولا شكّ أنّ هؤلاء الأنبياء في هذه الصفات كانوا أفضل من أبي بكر وسائر الصحابة، والمساوي للأفضل أفضل، فيكون علي أفضل منهم »(١) .

____________________

(١). الأربعين في أصول الدين: ٣١٣.

٢٣٣

(٣٦)

رواية محمّد الأمير

وقال العلّامة محمّد الأمير الصنعاني في ( الروضة النديّة - شرح التحفة العلويّة ) ما نصّه: « فائدة: قد شبهه بخمسة من الأنبياء كما قال المحبّ الطبريرحمه‌الله ما لفظه: ذكر تشبيه عليرضي‌الله‌عنه بخمسةٍ من الأنبياء:

عن أبي الحمراء قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من أراد أنْ ينظر إلى آدم في علمه، وإلى نوح في فهمه، وإلى إبراهيم في حلمه، وإلى يحيى ابن زكريّا في زهده، وإلى موسى في بطشه، فلينظر إلى عليّ بن أبي طالب.

أخرجه أبو الخير الحاكمي.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من أراد أن ينظر إلى إبراهيم في حلمه، وإلى نوح في حكمه، وإلى يوسف في جماله، فلينظر إلى علي بن أبي طالب.

أخرجه الملّا في سيرته.

قلت: وقد شبّهه صلّى الله عليه وسلّم بهؤلاء الخمسة الرسل في اكتسابه للخصال الشريفة من خصالهم ».

ترجمة الأمير

١ - الحفظي الشافعي: « وأولاد الإمام المتوكِّل علماء جهابذة وأبرار، أعظمهم ولده الإمام المؤيّد بالله محمّد بن إسماعيل، قرأ كتب الحديث وبرع فيها، كان إماماً في الزهد والورع، يعتقده العامّة والخاصّة.

٢٣٤

ومن أعيان آل الإمام: السيّد المجتهد الشهير، والمحدّث الكبير، السراج المنير، محمّد بن إسماعيل الأمير، مسند الديار ومجدد الدين في الأقطار، صنّف أكثر من مائة مؤلَّف، وهو لا ينسب إلى مذهب، بل مذهبه الحديث »(١) .

٢ - الشوكاني: « الإمام الكبير، المجتهد المطلق، صاحب التصانيف

برع في جميع العلوم، وفاق الأقران، وتفرّد برياسة العلم في صنعاء، وتظهّر بالإجتهاد، وعمل بالأدلّة، ونفر عن التقليد، وزيّف ما لا دليل عليه من الآراء الفقهيّة وبالجملة، فهو من الأئمّة المجدّدين لمعالم الدين »(٢) .

٣ - القنوجي: « وهو الإمام الكبير، المحدّث الأصولي، المتكلّم الشهير، قرأ كتب الحديث وبرع فيها، وكان إماماً في الزهد والورع، وكان ذا علم كير ورياسة عالية، وله في النظم اليد الطولى، بلغ رتبة الإجتهاد المطلق، ولم يقلَّد أحداً من أهل المذاهب، وصار إماماً كاملاً مكملاً بنفسه ...»(٣) .

(٣٧)

رواية الحفظي الشافعي

ورواه شهاب الدين الحفظي العجيلي الشافعي بقوله: « روى البيهقي يرفعه إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من أراد أن ينظر إلى نوح في تقواه، وإلى إبراهيم في حلمه، وإلى موسى في هيبته، وإلى عيسى في زهادته، فلينظر إلى علي بن أبي طالب »(٤) .

____________________

(١). ذخيرة المآل - مخطوط.

(٢). البدر الطالع ٢ / ١٣٣.

(٣). أبجد العلوم، التاج المكلّل.

(٤). ذخيرة المآل في عدّ مناقب الآل - مخطوط.

٢٣٥

ترجمة العجيلي

وترجم الصديق حسن القنوجي: « وله مناقب وفضائل شهيرة، وكان لا يسمع بذي فضيلة من جهةٍ من الجهات إلّاوتعرّف به واستطلع حقيقة فضيلته، ومكث على هذه الحالة دهراً طويلاً، ثمّ آثر الخلوة والعزلة إلى أنْ انتقل إلى جوار رحمة الله تعالى »(١) .

(٣٨)

رواية وليّ الله اللّكهنوي

ورواه المولوي ولي الله اللكهنوي بقوله: « قال صلّى الله عليه وسلّم: من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه، وإلى نوح في تقواه، وإلى إبراهيم في حلمه، وإلى موسى في هيبته، وإلى عيسى في زهادته، فلينظر إلى علي بن أبي طالب »(٢) .

أقول:

قد عرفت بما تلوناه عليك ونقلناه لك من كلمات أساطين أئمّة أهل السنّة، وكبار حفّاظهم، ومشاهير علمائهم في مختلف العلوم أنّ حديث التشبيه - بمختلف ألفاظه وأسانيده - حديث صحيح لا مرية فيه ولا شك يعتريه

____________________

(١). التاج المكلل: ٥٠٩.

(٢). مرآة المؤمنين في مناقب أهل بيت سيّد المرسلين - مخطوط.

٢٣٦

إنّه حديث رووه بأسانيدهم عن عدّةٍ من الصحابة عن النبيّ الأكرم والرسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

رووه وأخرجوه في كتبهم، واستشهدوا به في كلماتهم، ونظموه في أشعارهم

فكيف ينفي ( الدهلوي ) صحّته! وينكر وجوده في كتب أهل السنّة! ويزعم عدم قبولهم إيّاه؟!

فالله حسيبه على ما قال وكفى به حسيباً.

لكن الّذي نتوخّاه ونرجوه أنْ لا يقدم أحد على ما أقدم عليه، ولا يغترّ بما قاله وتقوّله، فإنّ( كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ) و( اللهُ مِنْ وَرائِهِمْ مُحِيطٌ ) .

هذا كلّه بالنسبة إلى سند هذا الحديث.

وقس عليه في البطلان كلماته في الدلالة، كما سيتّضح لك، وعلى الله التكلان:

٢٣٧

٢٣٨

نقض كلمات الدهلوي

حول سند حديث التشبيه

٢٣٩

٢٤٠

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449