تفسير ست سور

تفسير ست سور0%

تفسير ست سور مؤلف:
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 481

تفسير ست سور

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: آية الله حبيب الله الشريف الكاشانيّ (قدس سره)
تصنيف: الصفحات: 481
المشاهدات: 52265
تحميل: 3541

توضيحات:

تفسير ست سور
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 481 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 52265 / تحميل: 3541
الحجم الحجم الحجم
تفسير ست سور

تفسير ست سور

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

وقال عزّ وجلّ في سورة الأنعام :( وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَناتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يَصِفُونَ * بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) (١) .

وحاصل هذه الآية، أنّه لم يخرج منه شيء كخروج شيء من شيء، ولم يخرج من شيء كذلك، فإنّ ذلك كلّه من صفات الحوادث، فباب الواجب بالذات مسدود لا يدخل فيه شيء، ولا يخرج منه شيء، فيمتنع الواجب القديم من أن يخرج منه شيء، أو يخرج من شيء، وإلّا لزم المشابهة والمجانسة والمشاكلة ؛ تعالى [الله] عن ذلك علوّا كبيرا.

فإن قيل : فإذا كان الله تعالى لم يلد ولم يولد ولن يلد لما ذكر من العلّة لزم أن يمتنع صدور الممكنات عنه، مع أنّه موجدها ومبدعها بالضرورة، وهو خالق كلّ شيء بقدرته.

قلت أوّلا : إنّ صدور فعل عن فاعل لا يسمّى ولادة.

وثانيا : إنّ الربط بين الفاعل والفعل والمفعول إنّما يتصوّر فيما [إذا] كان الفاعل حادثا، وحينئذ يكون بينه وبين أثره ربط لمكان المجانسة والمشابهة والمشاكلة، وأمّا القديم تعالى فلا ضدّ له، ولا شيء يشبهه ويجانسه، كيف وهو الواحد المتفرّد في أزليّته بحيث لا يشبهه شيء، ولا يوافقه شيء، ولا يخالفه شيء، ولا ضدّ ولا ندّ ولا شريك له، ولا هو من شيء، ولا في شيء، ولا كشيء، ولا عن شيء، ولا منه شيء، فلا مناسبة بينه وبين شيء من الممكنات، ولا رابطة ولا نسبة بينهما، فإنّ تحقّق النسبة فرع وجود

__________________

(١) الأنعام : ١٠٠، ١٠١.

٤٦١

المنتسبين وتحقّقهما، فهي إمّا حادثة فيلزم كونه تعالى محلّا للحادث، وإمّا قديمة فيلزم قدم الخلق وتعدّد القدماء، وكلا اللازمين باطل بالضرورة.

نعم تكون المناسبة بين فعل وأثره وخلقه. قيل : لأنّه إنّما أوجد الموجودات بفعله لا بذاته، ولفعله رؤوس ؛ كلّ رأس يختصّ بموجود من الموجودات، فهو ملك له رؤوس بعدد رؤوس الخلائق ممّا وجد، وممّا لم يوجد، وسيوجد إلى يوم القيامة، وبعده إلى ماشاء الله. فأوجد الموجودات بفعله وخلقه بنفسه، فكان الفعل في أوّل ظهوره نقطة جوهريّة لا تقبل القسمة أبدا في جميع الجهات لا فرضا ولا عقلا ولا وهما، ثمّ حرّكها الله بنفسها فصارت «ألفا» قابلة للقسمة في الطول، لا في العرض، فهذه «الألف» هي النقطة، ثمّ حرّكها الله بتحريكها بنفسها فصارت «حروفا غاليات» ثمّ جمع بين الحروف المتفرّقة فصارت «كلمة» فأنزل من سحاب تلك الكلمة «ماء الدلالة» وهي الظهور والتجلّي للخلق بالخلق على أرض القابليّات، فنبتت شجرة الوجود المقيّد، فكلّ الموجودات ثمرات تلك الشجرة وأغصانها وأوراقها، فالرابطة إنّما تكون بين الحادث والحادث، لا بينه وبين القديم تعالى، فإنّه منزّه عنها وعن المشابهات والمجانسات، فالآثار كلّها صادرة عن فعله تعالى لا عن ذاته، وفعله صادر عن نفس ذلك الفعل.

كما قال عليه السلام : خلق الأشياء بالمشيّة، وخلق المشيّة بنفسها(١) .

وبعبارة أخرى : الأشياء كلّها مرتبطة بفعله، وفعله مرتبط بنفس هذا الفعل ؛ إذ ليس قبله مثل حتّى يرتبط به، ولا معه غيره حتّى يكون مرتبطا به.

__________________

(١) في الكافي ١ : ١١٠ : عن أبي عبد الله عليه السلام قال : «خلق الله المشيّة بنفسها، ثمّ خلق الأشياء بالمشيّة».

٤٦٢

قال بعض المشايخ : والحاصل إنّ الذات البحت لا يجوز أن تكون علّة لشيء إلّا على المعنى الّذي قرّرنا من أنّ الأشياء كلّها تنتهي إلى فعله، وفعله ينتهي إلى نفسه ؛ أي نفس الفعل.

وإليه الإشارة بقول أمير المؤمنين عليه السلام : انتهى المخلوق إلى مثله، وألجأه الطلب إلى شكله، الطلب مردود، والطريق مسدود، ولو فرض أنّ ذاته تعالى علّة لشيء، لوجب أن يكون هيئته مشابهة لهيئة ذاته، لأنّ المعلول أثر، والأثر يشابه صفة مؤثّره ؛ كما ترى من مشابهة هيئة الكتابة، فإنّها تشابه صفة حركة يد الكاتب، ولا تشابه شيئا من صفات الكاتب، فلا تدلّ على قوّته وضعفه، ولا على بياضه وسواده، ولا على سعادته وشقاوته، ولا على طوله أو قصره. وهكذا.

ولو كان بين الكتابة وبين ذات الكاتب مناسبة لدّلت الكتابة بهيئتها على شيء من صفات ذات الكاتب، فلمّا لم تكن بينهما مناسبة بوجه من الوجوه دلّ على عدم الربط، إلى أن قال : فمن عرف ما قلنا حصل له القطع بعدم الربط بين الأثر والذات.

وبيانه : أنّ «السراج» ضربه الله مثلا تامّا فيما نحن فيه، فالنار آية الواجب عزّ وجلّ، وحرارة النار آية المشيّة الّتي هي فعل الله، وآية نور محمّد صلّى الله عليه وآله الدهن المتكلّس بحرارة النار حتّى صار دخانا واستنار ذلك الدهن بتلك الحرارة، لأنّ نور محمّد صلّى الله عليه وآله يكون بفعل الله كما استنار الدخان بحرارة النار في السراج، والأشعّة المنبعثة من آية الأشياء الموجودة من نور محمّد صلّى الله عليه وآله فكما أنّ الأشعّة لا ربط بينها وبين النار الّتي هي الحرارة واليبوسة الجوهريّان ؛ إذ لا يؤثّر فيها، وإنّما الربط بين الأشعّة

٤٦٣

وبين الشعلة الّتي هي الدخان المنفعل بالاستضاءة عن حرارة النار، كذلك لا ربط بين الحوادث وبين المعبود بالحقّ عزّ وجلّ، وإنّما الربط بين الحوادث وبين فعل الله الّذي آيته حرارة النار، والمتعلّق به الّذي هو نور محمّد صلّى الله عليه وآله آيته الدهن المتكلّس حتّى صار دخانا واستضاء بحرارة النار، فخلق الله من شعاعه حقائق الأشياء الّتي آيتها شعاع السراج الواقع على الأرض والجدر، فإنّ الله خلقه من شعاع الشعلة المرئيّة من السراج.

ومن المعلوم المقطوع به أنّ الربط متحقّق بين الأشعّة الواقعة على الأرض والجدر وبين الشعلة المرئيّة الّتي هي الدخان المتكلّس من الدهن بحرارة النار ؛ استنير من حرارتها، وبين الأشعة بعضها بالنسبة إلى بعض لا غير ذلك، وليس بينها وبعضها وبين النار ربط في حال من الأحوال، ولا نسبة ولا تعلّق، وهذا آية ما نحن فيه فتفهّم. انتهى كلامه.

وللحكماء في مسألة الربط بين القديم والحادث كلمات مختلفة، والأولى أن نطوي الكشح عن التحقيق في هذه المسألة، وظنّي أنّها من السرّ المستسرّ، والسرّ المقنّع بالسرّ، فإنّ غاية ما ندركه في المقام هو إيجاده وخلقه، وأمّا كيفيّة ذلك وحقيقته فلا يعلمها سوى الله ومن ارتضاه لعلمه ووحيه. ومرادنا ممّا ذكرناه في الجواب عن الإشكال المذكور : أنّ الذات من حيث إنّه ذات لا ينقص منه شيء، ولا يزيد عليه شيء فهو هو كما كان في الأزل والآن كما كان، وصدور الموجودات من مشيّته لا يوجب شيئا من ذلك سبحانه( سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يَصِفُونَ ) (١) .

__________________

(١) الأنعام : ١٠٠.

٤٦٤

الآية الخامسة :

قوله تعالى( وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ ) قدّم المسند على المسند إليه، لأنّ الغرض الأصليّ من عقد هذه الجملة نفي الكفو، فيكون أهمّ كما أنّ المسند إليه قد يقدّم لذلك.

لا يقال : إنّ ما لم يكن في الماضي يمكن أن يكون في المستقبل فـ «لم يكن» لا ينافيه «يكون» لما عرفته في جواب السؤال عن أنّ «لم يلد» لا ينافيه «يلد» في المستقبل من أنّ العلّة الثابتة في الماضي جارية في المستقبل، هذا مع أنّ الماضي والمستقبل بالنسبة إلى الحقّ القديم سيّان، كيف وهو خالق الزمان ومبدع أسبابه من الأفلاك وحركاتها، فتأمّل.

وهذا السؤال لا يجري في( وَلَمْ يُولَدْ ) فإنّ الموجود إذا كان لم يولد امتنع أن يولد ؛ بمعنى أن يوجد بالولادة بعد فرضه موجودا بنفسه، وإنّما يصحّ ذلك في المعدوم سابقا، والحقّ القديم أزليّ غير مسبوق بالعدم بالضرورة، وفي المقام سؤال آخر وهو أنّ «له» ظرف لغو لتعلّقه بـ «كفوا».

وقد نصّ سيبويه على أنّ الظرف الّذي هو غير مستقرّ يؤخّر في الكلام العربيّ الفصيح ولا يقدّم، فكيف قدّم في هذا الكلام مع كونه أفصح الكلام؟! وقد نقل : إنّ بعض العرب كان يقرأ «ولم يكن أحد كفوا له»(١) .

وقد أجاب عنه الزمخشريّ في الكشّاف بأنّ هذا الكلام إنّما سيق لنفي المكافأة عن ذات الباري سبحانه، وهذا المعنى مصبّه ومركزه هو هذا

__________________

(١) انظر : الكشّاف ٤ : ٨١٨.

٤٦٥

الظرف، فكان لذلك أهمّ شيء وأعناه وأحقّه بالتقدّم وأحراه(١) .

وإلى هذا يرجع ما ذكره آخر من أنّ الغرض الّذي سيقت له الآية نفي المكافأة والمساواة عن ذات الله، فكان تقديم المكافأة المقصود بأن يسلب عنه أولى. قال : ثمّ لمـــّـا قدّمت لتسلب ذكر معها الظرف ليبيّن الذات المقدّسة بسلب المكافأة. انتهى.

وفي تفسير البيضاويّ : وكان أصله أن يؤخّر الظرف لأنّه صلة «كفوا» ؛ لكن لمـــّـا كان المقصود نفي المكافأة عن ذاته تعالى قدّم تقديما للأهمّ، ويجوز أن يكون حالا من المستكنّ في «كفوا» أو خبرا(٢) إلى آخره.

و «الكفو» بضمّ الكاف والفاء، وبضمّ الكاف وسكون الفاء، وبكسر الكاف وسكون الفاء، وكلّ ذلك بالواو في آخره، أو الهمزة بقلبها «واوا» في الأوّل : المثل والنظير، والمصدر «الكفاءة» بالفتح والمدّ، ويقال : «لا كفأ له» بالكسر ؛ أي لا نظير له، ويقال : هذان متكافئان ؛ أي متساويان، قال :

الناس من جهة التمثال أكفاء

أي : أمثال وأشباه.

وفي تفسير الصادقيّ :( وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ ) يقول ليس له شبه، ولا مثل، ولا عديل، ولا يكافئه أحد من خلقه بما أنعم عليه من فضله. انتهى.

وفي الكلام الأخير دلالة على أنّه يراد أيضا بنفي الكفو المكافأة والمجازاة بالإحسان، فإنّ نعماءه لا تحصى، وآلاءه لا تستقصى، ومواهبه لا تجازى، فتدبّر.

__________________

(١) الكشّاف ٤ : ٨١٨ ـ ٨١٩.

(٢) أنوار التنزيل وأسرار التأويل ٢ : ٦٣١.

٤٦٦

ويحتمل أن يكون من الكفاءة في النكاح، فتكون هذه الجملة تقريرا لما تدلّ عليه السابقة من أنّه تعالى لم يلد، فإنّه لو صحّ له ذلك لزم أن تكون له صاحبة كفوا له وليست البتّة.

وفي حديث وهب( وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ ) فيعازه في سلطانه(١) . انتهى ؛ أي فيخاصمه فيه.

وفي رواية المفضّل بن عمر عن الصادق عليه السلام قال : من شبّه الله بخلقه فهو مشرك، إنّ الله تبارك وتعالى لا يشبه شيئا، ولا يشبهه شيء، وكلّما وقع في الوهم فهو بخلافه(٢) .

قال الصدوق رحمه الله في توحيده : الدليل على أنّ الله سبحانه لا يشبه شيئا من خلقه من جهة من الجهات أنّه لا جهة لشيء من أفعاله إلّا محدثة، ولا جهة محدثة إلّا وهي تدلّ على حدوث من هي له، فلو كان الله جلّ ثناؤه يشبه شيئا منها لدلّت على [حدوثه من حيث دلّت على](٣) حدوث من هي له(٤) ، إذ المتماثلان في العقول يقتضيان حكما واحدا من حيث تماثلا منها(٥) ، وقد قام الدليل على أنّ الله عزّ وجلّ قديم، ومحال أن يكون قديما من جهة وحادثا من اخرى، ومن الدليل على أنّه تعالى(٦) قديم أنّه لو كان حادثا لوجب أن

__________________

(١) التوحيد : ٩٢.

(٢) بحار الأنوار ٣ : ٢٩٩.

(٣) أضفناه من المصدر.

(٤) أي : لو كان يشبه شيئا من أفعاله لكان له جهة محدثة، ولدلّت تلك الجهة على حدوثه كما دلّت على حدوث من هي له.

(٥) أي : من جهة من الجهات.

(٦) في المصدر : أنّ الله تبارك وتعالى.

٤٦٧

يكون له محدث، لأنّ الفعل لا يكون إلّا بفاعل، ولكان القول في محدثه كالقول فيه، وفي هذا وجود حادث قبل حادث [لا إلى أوّل، وفي هذا محال](١) فصحّ أنّه لا بدّ من صانع قديم، وإذا كان [ذلك](٢) كذلك، فالّذي يوجب قدم ذلك الصانع ويدلّ عليه يوجب قدم صانعنا [ويدلّ عليه](٣) .(٤) انتهى.

وبالجملة : هذه الآية ظاهرة الدلالة على مقام واحديّته، وأنّه لا يشبهه شيء في ألوهيّته، ولا يشاركه أحد في هويّته، ووجوب وجوده، وقدم ذاته ؛ كما أنّ الآية الثانية دالّة على أحديّته، وأنّه بسيط الحقيقة، ليس له أجزاء خارجيّة ولا ذهنيّة.

وفي رواية أبي هاشم الجعفريّ قال : سألت أبا جعفر محمّد بن عليّ الثاني : ما معنى الواحد؟ فقال عليه السلام : المجتمع عليه بجميع الألسن بالوحدانيّة(٥) .

وفي روايته الأخرى قال عليه السلام : الّذي اجتماع الألسن عليه بالتوحيد ؛ كما قال الله عزّ وجلّ :( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللهُ ) (٦) .(٧)

وفي بعض خطب عليّ بن موسى عليه السلام : الحمد لله الملهم عباده الحمد، وفاطرهم على معرفة ربوبيّته، الدالّ على وجوده بخلقه، وبحدوث

__________________

(١) أضفناه من المصدر.

(٢) أضفناه من المصدر.

(٣) أضفناه من المصدر.

(٤) التوحيد : ٨٠ ـ ٨١. ومعنى العبارة الأخيرة فيه : أي يوجب أن يكون صانعنا القديم الّذي كلامنا فيه ذلك الصانع القديم الّذي اضطرّ العقل إلى إثباته.

(٥) بحار الأنوار ٣ : ٢٠٨.

(٦) الزخرف : ٨٧.

(٧) بحار الأنوار ٣ : ٢٠٨.

٤٦٨

خلقه على أزليّته، وبأشباههم على أن لا شبه له، المستشهد بآياته على قدرته، الممتنع من الصفات ذاته، ومن الأبصار رؤيته، ومن الأوهام الإحاطة به، لا أمد لكونه، ولا غاية لبقائه(١) إلى آخره.

خاتمة :

في بيان أمرين :

الأوّل :

في وجه تسمية هذه السورة المباركة بأسمائها المعروفة.

فمنها : سورة «الإخلاص» سمّيت بها لاشتمالها على تنزيه الحقّ تعالى عن التركيب والشبيه والشريك، فيكون قارئها سليم القلب عن الشرك، وخالصه عن التوجّه إلى غير الحقّ المعبود قائلا بما قاله الخليل عليه السلام :( يا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ * إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفاً وَما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) (٢) .

ومنها : سورة «التوحيد» لاشتمالها على التوحيد الّذي أمر الله عباده به.

وقد روي عن أبن أبي عمير أنّه قال : دخلت على سيّدي موسى بن جعفر عليهما السلام فقلت له : يا ابن رسول الله، علّمني التوحيد! فقال : يا أبا أحمد، لا تتجاوز في التوحيد ما ذكره الله تعالى في كتابه فتهلك، واعلم أنّ الله تبارك وتعالى واحد أحد صمد لم يلد فيورث، ولم يولد فيشارك، ولم يتّخذ

__________________

(١) بحار الأنوار ٤ : ٢٨٤.

(٢) الأنعام : ٧٨ و ٧٩.

٤٦٩

صاحبة ولا ولدا ولا شريكا، وأنّه الحيّ الّذي لا يموت(١) إلى آخره.

وروي أنّه سئل الصادق عليه السلام عن التوحيد فقال : إنّ الله عزّ وجلّ علم أنّه سيكون(٢) في آخر الزمان أقوام متعمّقون فأنزل الله( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) والآيات من سورة الحديد إلى قوله( عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ ) (٣) فمن رام وراء ذلك فقد هلك(٤) .

وروي أنّه سئل الرضا عن التوحيد، فقال : كلّ من قرأ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) وآمن بها فقد عرف التوحيد، قيل : كيف يقرؤها؟ [قال : كما يقرؤها] الناس، وزاد فيها : كذلك الله ربّي ـ مرّتين(٥) .

وعن الفضيل أنّ أبا جعفر عليه السلام أمرني أن أقرأ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) فأقول إذا فرغت منها : كذلك الله ربّي ثلاثا(٦) .

ومنها : سورة «الأساس» لاشتمالها على ما عليه أساس الدين ؛ بل أساس الوجود كلّه، وهو التوحيد الّذي جوهره : أن لا متأصّل ولا مؤثّر في الوجود

__________________

(١) بحار الأنوار ٤ : ٢٩٦.

(٢) في المصدر : يكون.

(٣) الحديد : ٦.

(٤) الكافي ١ : ٩١.

(٥) بحار الأنوار ٣ : ٢٦٨.

وروي أنّه سئل الرضا عليه السلام عن التوحيد، فقال : كلّ من قرأ ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) وآمن بها فقد عرف التوحيد، قلت : كيف يقرؤها؟ [قال : كما يقرؤها] الناس، وزاد فيها : كذلك الله ربّي، كذلك الله ربّي، كذلك الله ربّي.

(٦) بحار الأنوار ٨٥ : ٦٠.

وعن الفضيل بن يسار قال : أمرني أبو جعفر عليه السلام أن أقرأ ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) فأقول إذا فرغت منها : كذلك الله ربّي ثلاثا.

٤٧٠

حقيقة سوى الحقّ المعبود بالحقّ.

ومن هنا روي عن النبيّ صلّى الله عليه وآله أنّه قال : أسّست السماوات السبع والأرضون السبع على( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) (١) .

قال الزمخشريّ في الكشّاف : يعني ما خلقت إلّا لتكون دلائل على توحيد الله ومعرفة صفاته الّتي نطقت بها هذه السورة(٢) . انتهى.

ويحتمل أن يراد به أن لو يكن الله واحدا بلا شريك لاختلّ نظام العالم ؛ كما أشار إليه بقوله تعالى :( لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتا ) (٣) .

وروي عن هشام بن الحكم أنّه قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : ما الدليل على أنّ الله واحد؟ قال : اتّصال التدبير، وتمام الصنع ؛ كما قال عزّ وجلّ :( لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتا ) (٤) انتهى.

ومنها : سورة «نسبة الربّ» كما في باب النوادر من كتاب الصلاة من الكافي ؛ في رواية الصادق عليه السلام قال : إنّ الله عزّ وجلّ لمـــّـا عرج بنبيّه صلّى الله عليه وآله إلى سماواته السبع ؛ أمّا أولاهنّ فبارك عليه، والثانية علّمه فرضه ـ إلى أن قال ـ : أوحى الله إليه سمّ باسمي ؛ فمن أجل ذلك جعل «بسم الله الرحمن الرحيم» في أوّل السورة، إلى قوله : ثمّ أوحى الله إليه : اقرأ يا محمّد نسبة ربّك تبارك وتعالى( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ * اللهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ ) .

__________________

(١) انظر : الكشّاف ٤ : ٨١٩.

(٢) الكشّاف ٤ : ٨١٩.

(٣) الأنبياء : ٢٢.

(٤) بحار الأنوار ٣ : ٢٢٩.

٤٧١

ثمّ أمسك عنه الوحي، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله : الواحد الأحد الصمد فأوحى الله إليه( لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ ) .

ثمّ أمسك عنه الوحي، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله : كذلك [الله](١) ربّنا، فلمّا قال ذلك، أوحى الله إليه : اركع لربّك يا محمّد! فركع.

إلى أن قال : ثمّ أوحى الله إليه اقرأ( إِنَّا أَنْزَلْناهُ ) فإنّها نسبتك ونسبة أهل بيتك إلى يوم القيامة(٢) إلى آخره.

سمّيت بذلك لما روي من أنّ اليهود سألوا رسول الله صلّى الله عليه وآله فقالوا : انسب لنا ربّك! فلبث ثلاثا لا يجيبهم، ثمّ نزلت( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) (٣) إلى آخرها.

قوله «ثلاثا» ؛ أي ثلاث ساعات، أو ثلاث ليال وأيّام، فالتأنيث لمكان الليالي، ولعلّ الوجه في تأخير الجواب مع علمه صلّى الله عليه وآله به قطعا انتظار نزول قرآن في ذلك ليكون حجّة باقية إلى يوم القيامة على أهل الشكوك والشبهات ممّن ينتحل الإسلام.

وفي رواية أخرى : أنّ الصادق عليه السلام سئل عن( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) فقال عليه السلام : نسبة الله إلى خلقه أحدا صمدا أزليّا صمديّا لا ظلّ له يمسكه وهو يمسك الأشياء بأظلّتها(٤) إلى آخره.

قال في القاموس : النسب محرّكة والنسبة بالكسر وبالضمّ : القرابة، أو

__________________

(١) ليست في الأصل.

(٢) الكافي ٣ : ٤٨٢ ـ ٤٨٦.

(٣ و ٤) الكافي ١ : ٩١.

٤٧٢

في الآباء خاصّة، واستنسب : ذكر نسبه، والنسيب : المناسب، وذو النسب كالمنسوب، ونسبه ينسبه وينسبه نسبا محرّكة ونسبة بالكسر : ذكر نسبه، وسأله أن ينتسب.

إلى أن قال : والنيسب كـ «حيدر» الطريق المستقيم الواضح كالنيسبان أو ما وجد من أثر الطريق، والنمل إذا جاء منها واحد في إثر آخر، وطريق للنمل(١) إلى آخره.

والظاهر من النسبة في المقام هو المعنى الأوّل، والمراد نفي النسبة عنه تعالى، ولكن صرّح بعض الأفاضل بأنّ المراد بها الصراط المستقيم والطريق الواضح إلى معرفته تعالى، وللتأمل فيه مجال.

الأمر الثاني :

في الإشارة إلى بعض فضائل هذه السورة.

فنقول : إنّ الأخبار في فضائلها أكثر من أن تحصى ؛ ففي بعضها : أنّها تعدل القرآن كلّه.

قال في الكشّاف : فإن قلت : لم كانت هذه السورة تعدل القرآن كلّه على قصر متنها وتقارب طرفيها؟

قلت : لأمر ما يسود من يسود، وما ذاك إلّا لاحتوائها على صفات الله تعالى وعدله وتوحيده، وكفى دليلا من اعترف بفضلها، وصدّق بقول رسول الله صلّى الله عليه وآله فيها : إنّ علم التوحيد من الله بمكان، وكيف لا

__________________

(١) انظر : الكشّاف ٤ : ٨١٨، القاموس المحيط ١ : ١٣٦.

٤٧٣

يكون كذلك والعلم تابع للمعلوم ؛ يشرف بشرفه، ويتّضع بضعته، ومعلوم أنّ هذا العلم هو الله تعالى وصفاته، وما يجوز عليه وما لا يجوز، فما ظنّك بشرف منزلته، وجلالة محلّه، وإنافته على كلّ علم، واستيلائه على قصب السبق دونه، ومن ازدراه فلضعف علمه بمعلومه، وقلّة تعظيمه له، وخلوّه من خشيته، وبعده من النظر لعاقبته(١) . انتهى.

وفي بعضها : إنّها تعدل ثلث القرآن(٢) .

قال البيضاويّ : ولاشتمال هذه السورة مع قصرها على جميع المعارف الإلهيّة والردّ على من ألحد فيها، جاء في الحديث : إنّها تعدل ثلث القرآن. فإنّ مقاصده محصورة في بيان العقائد والأحكام والقصص، ومن عدلها بكلّه اعتبر المقصود بالذات من ذلك(٣) . انتهى.

وهذا الجمع حسن كما لا يخفى.

ويمكن أن يقال : إنّ القرآن لمـــّـا كان مشتملا على تمام العلوم ؛ وقد ورد أنّ العلوم ثلاثة آية محكمة، وفريضة عادلة، وسنّة قائمة(٤) .

و [إذا] فسّر «الآية المحكمة» بالتوحيد، كانت هذه السورة لاشتمالها على التوحيد تعدل ثلث القرآن، ولكن المقصود الأصليّ من جميع هذه العلوم هو التوحيد، [فلذلك] عدلت القرآن كلّه.

__________________

(١) الكشّاف ٤ : ٨١٩.

(٢) عن أبي عبد الله عليه السلام قال : كان أبي عليه السلام يقول : «قل هو الله أحد» تعدل ثلث القرآن، وكان يحبّ أن يجمعها في الوتر ليكون القرآن كلّه. التهذيب ٢ : ١٢٧.

(٣) أنوار التنزيل وأسرار التأويل ٢ : ٦٣١.

(٤) إشارة إلى رواية معروفة جاءت في الكافي ١ : ٣٢.

٤٧٤

وفي بعض الروايات عن النبيّ صلّى الله عليه وآله أنّه من قرأ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) مرّة بورك عليه، فإن قرأها مرّتين بورك عليه وعلى أهله، فإن قرأها ثلاث مرّات بورك عليه وعلى أهله وعلى جميع جيرانه، فإن قرأها اثنتي عشرة مرّة بني له اثنا عشر قصرا في الجنّة، فيقول الحفظة : انطلقوا بنا ننظر إلى قصر أخينا، فإن قرأها مائة مرّة كفّر عنه ذنوب خمس وعشرين سنة ما خلا الدماء والأموال، فإن قرأها أربعمائة كفّر عنه ذنوب أربعمائة سنة، فإن قرأها ألف مرّة لم يمت حتّى يرى مكانه في الجنّة، أو يرى له(١) . انتهى.

وروى الصدوق في المجالس بسنده إلى أحمد عن هلال، عن عيسى بن عبد الله، عن أبيه، عن جدّه، عن آبائه، عن عليّ عليه السلام [قال :] قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : من قرأ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) حين يأخذ مضجعه غفر له ذنوب خمسين سنة(٢) .

وروى أيضا بسنده إلى شعيب عن أبي بصير قال : سمعت الصادق عليه السلام جعفر بن محمّد عليهما السلام يحدّث عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال :

__________________

(١) جاء هذا الحديث في الكافي ٢ : ٦١٢ مع اختلاف في بعض الألفاظ، هكذا : عن أبي جعفر عليه السلام قال : من قرأ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) مرّة بورك عليه، ومن قرأها مرّتين بورك عليه وعلى أهله، ومن قرأها ثلاث مرّات بورك عليه وعلى أهله وعلى جيرانه، ومن قرأها اثني عشر مرّة بنى الله له اثني عشر قصرا في الجنّة، فيقول الحفظة : اذهبوا بنا إلى قصور أخينا فلان فننظر إليها، ومن قرأها مائة مرّة غفرت له ذنوب خمسة وعشرين سنة ما خلا الدماء والأموال، ومن قرأها أربعمائة كان له أجر أربعمائة شهيد كلّهم قد عقر جواده، وأريق دمه، ومن قرأها ألف مرّة في يوم وليلة لم يمت حتّى يرى مقعده في الجنّة، أو يرى له.

(٢) بحار الأنوار ٧٦ : ١٩٢، الأمالي، للصدوق : ٢٢.

٤٧٥

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله يوما لأصحابه : أيّكم يصوم الدهر؟

فقال سلمان رحمه الله : أنا يا رسول الله!

قال صلّى الله عليه وآله : فأيّكم يحيي الليل؟

قال سلمان : أنا يا رسول الله!

قال صلّى الله عليه وآله : فأيّكم يختم القرآن في كلّ يوم؟

فقال سلمان : أنا يا رسول الله!

فغضب بعض أصحابه ؛ فقال : يا رسول الله، إنّ سلمان رجل من الفرس يريد أن يفتخر علينا معاشر قريش، قلت أيّكم يصوم الدهر؟ فقال : أنا وهو أكثر أيّامه يأكل، وقلت : أيّكم يحيي الليل؟ فقال : أنا وهو أكثر ليلته نائم، وقلت : أيّكم يختم القرآن في كلّ يوم؟ فقال : أنا وهو أكثر نهاره صامت.

فقال النبي صلّى الله عليه وآله : مه يا فلان، أنّى لك بمثل لقمان الحكيم؟! سله فإنّه ينبئك.

فقال الرجل لسلمان : يا أبا عبد الله، أليس زعمت أنّك تصوم الدهر؟

فقال : نعم.

فقال : رأيتك في أكثر نهارك تأكل.

فقال : ليس حيث تذهب، إنّي أصوم الثلاثة في الشهر وقال الله عزّ وجلّ :( مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها ) (١) وأصل شعبان بشهر رمضان، فذاك صوم الدهر.

فقال : أليس زعمت أنّك تحيي الليل؟

__________________

(١) الأنعام : ١٦٠.

٤٧٦

فقال : نعم.

فقال : أنت أكثر ليلتك نائم.

فقال : ليس حيث تذهب، ولكنّي سمعت حبيبي رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول : من بات على طُهْرٍ فكأنّما أحيا الليل كلّه. فأنا أبيت على طهر.

فقال : أليس زعمت أنّك تختم القرآن في كلّ يوم؟

قال : نعم.

قال : فأنت أكثر أيّامك صامت.

فقال : ليس حيث تذهب، ولكنّي سمعت حبيبي رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول لعلي عليه السلام : يا أبا الحسن، مثلك في أمّتي مثل( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) فمن قرأها مرّة فقد قرأ ثلث القرآن، ومن قرأها مرّتين فقد قرأ ثلثي القرآن، ومن قرأها ثلاثا فقد ختم القرآن، فمن أحبّك بلسانه فقد كمل له ثلث الإيمان، ومن أحبّك بلسانه وقلبه فقد كمل له ثلثا الإيمان، ومن أحبّك بلسانه وقلبه ونصرك بيده فقد استكمل الإيمان، والّذي بعثني بالحقّ يا عليّ! لو أحبّك أهل الأرض كمحبّة أهل السماء لك لما عذّب أحدٌ بالنار! وأنا أقرأ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) في كلّ يوم ثلاث مرّات.

فقام وكأنّه قد ألقم حجرا(١) .

فالحمد لله أوّلا وآخرا، والصلاة على رسوله ظاهرا وباطنا.

قد تمّ في الثاني من المحرّم سنة ١٣٢٧ ه‍.

__________________

(١) بحار الأنوار ٢٢ : ٣١٧، و ٧٦ : ١٨١.

٤٧٧
٤٧٨

فهرس موضوعات الكتاب

ترجمة المفسّر : ٥

سورة الفاتحة ٧

الجنّة الثانية : في إعرابها ١٧

الجنّة الثالثة : في بيان اشتقاق الاسم ١٨

الجنّة الرابعة : في الفرق بين الاسم والمسمّى والتسمية ١٩

فرع : ٢٩

خاتمة : ٣١

الجنّة الخامسة : في بيان بعض ما يتعلّق بالاسم الأعظم «الله» ٣٣

المخزن الأوّل : في بعض ما يخصّ «الله» به دون سائر الأسماء ٣٣

وأمّا الخصائص الباطنيّة فكثيرة أيضا : ٣٤

خاتمة : ٣٦

المخزن الثاني : في بيان اشتقاق الجلالة وذكر الخلاف وما يتعلّق بذلك ٣٧

الجنّة السادسة : في ما يتعلّق بالرحمن الرحيم ٤٠

المرصد الأوّل : في بعض خواصّهما ٤٠

المرصد الثاني : في كشف الحجاب عن معانيهما ٤٢

فائدتان : ٤٤

خاتمة : ٤٥

المقام الأوّل : في إعرابه وما يتعلّق به ٤٧

فائدة : ٥٠

فائدة أخرى : ٥١

خاتمة : ٥٢

المقام الثاني : في فضيلة الحمد لله والشكر له، وكيفيّة ذلك ٥٢

على ما يظهر من الأخبار ٥٢

المقام الثالث : في التفرقة بين الحمد والشكر والمدح على طريق الإجمال ٥٥

٤٧٩

فائدة : ٥٧

خاتمة : ٥٨

المرصد الأوّل : في إعرابه ٥٩

المرصد الثاني : في معنى «الربّ» وما يتعلّق به ٦١

خاتمة : ٦٢

المرصد الثالث : في ذكر بعض كيفيّات تربيته تعالى لبعض الخلائق ٦٢

المقام الأوّل : في معناه وما يتعلّق به ٦٦

المقام الثاني : في ذكر بعض العوالم وما يتعلّق بذلك إجمالا ٦٩

فائدة : ٧٣

خاتمة : في بعض ما يتعلّق بـ ( الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) ٧٣

المقالة الأولى : في ما يتعلّق بإعرابه ٧٥

المقالة الثانية : في معنى «المالك» و «الملك» ٧٦

عائدة : ٧٧

الفرق بينهما أيضا ٧٧

المقالة الرابعة : في تفسير قوله ( يَوْمِ الدِّينِ ) ٨٠

المقالة الاولى : في إعرابه ٨٧

على طريق الإجمال ٨٩

المقالة الاولى : في إعرابه وما يتعلّق بذلك ٩١

المقالة الثانية : في معنى الهداية وما يتعلّق بذلك ٩١

فائدة : ٩٢

المقالة الثالثة : في معنى ( الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ ) ٩٣

المقالة الأولى : في ما يتعلّق بإعرابه ٩٥

المقالة الثانية : في معنى الفقرة ٩٧

سورة الفتح ٩٩

سورة الجمعة ٢٠٥

٤٨٠