ابن تيميه الجزء ٢

ابن تيميه8%

ابن تيميه مؤلف:
المحقق: جعفر البياتي
تصنيف: شخصيات إسلامية
الصفحات: 492

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣
  • البداية
  • السابق
  • 492 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 168799 / تحميل: 5866
الحجم الحجم الحجم
ابن تيميه

ابن تيميه الجزء ٢

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

____________________

= معين فسألته، فقال: يا أبا صالح، لو أرتدّ عبد الرزّاق عن الإسلام ما تركنا حديثه (الكامل لابن عديّ ٥: ١٩٤٨).

وأخباره تطول، وإنّما أوردنا بعضها لأنّه في سند الحديث، ومَن هذا شأنه في الجلالة عند من لا يتجاوز ابن تيميه قولهما: ابن حنبل وابن معين، فحقّ أن يثبت الحديث الذي يرويه ولا التفات لابن تيميه!

وهذه بعض مصادر ترجمة عبد الرزّاق: طبقات ابن سعد ٥: ٥٤٨، وتاريخ بن معين ٢: ٣٦٢، وتاريخ البخاريّ الكبير ٢: ٩٤، والمعارف لابن قتيبة ٥٠٦ و ٦٢٤، والكنى والأسماء للدولابيّ ١: ١١٩، وتاريخ خليفة ٤٧٤، وطبقات خليفة ٢٨٩، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ٢: ٨ / ١٠١٥، والثّقات لابن حبّان ٥: ٤١٢، والفهرست لابن النديم ٣١٨، والمعرفة والتاريخ للفسويّ ٣: ٦٢٤، وتاريخ بغداد ٩: ١٧٤.

(٢) طبقات ابن سعد ٥: ٥٤٧، تاريخ يحيى بن معين ٢: ٢١٦، وتاريخ الدارميّ - عدّة مواضع - وتاريخ البخاريّ الكبير ٤ / الترجمة ٢٠٨٢، وطبقات خليفة ٢٨٤، وتاريخه ٤٦٨، وثقات العجليّ ١٩٤ / ٥٧٧، والمعارف ٥٠٦، والمعرفة والتاريخ للفسويّ ١: ١٨٥ - ١٨٧، وجامع الترمذي ٤: ٢٥٤، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ - مواضع كثيرة -، والجرح والتعديل ٤ / الترجمة ٩٧٣، وحلية الأولياء ٧: ٢٧٠، وجمهرة أنساب العرب ١٨ ومواضع أخرى، ورجال صحيح مسلم ٧١، وسنن الدارقطنيّ ٢: ٢١٠، وتهذيب الكمال ١١: ١٧٧ / ٢٤١٣.

روى عن: جعفر بن محمّد الصادقعليه‌السلام السادس من أئمة أهل بيت النبوّة، وأبان بن تغلب (ثقة، تأتي ترجمته)، وسفيان الثّوريّ، وسليمان الأعمش، ثقة ثبت يسمّى المصحف. تأتي ترجمته - وفِطْر بن خليفة الخيّاط. ثقة (العجلي ٣٨٥)، وفرات القزّاز - ثقة (العجلي ٣٨٣)، ومالك بن أنس، وهشام بن عروة، وأبي إسحاق السّبيعيّ، ومعمر بن راشد، ومحمّد بن السائب الكلبيّ، ومحمّد بن مسلم بن شهاب الزّهريّ، ومحمّد بن المنكدر، ويحيى بن سعيد الأنصاريّ، وأبي الزّبير المكيّ، ومنصور بن المعتمر، وصالح بن صالح بن حيّ، وأبو إسحاق الشيبانيّ، وعطاء بن السائب... وأمّة واسعة من المحدّثين، أقلّ ما قيل فيهم: ثقة. =

٣٠١

حيّان الأحمر (كوفيّ ثقة تاريخ الثّقات ٣٠١ / ٦٠٧).

و عبد السلام بن حيّان أبو خالد الأحمر. (كوفيّ ثقة. تاريخ الثّقات للعجليّ ٢٠١ / ٦٠٧)، وجَربن عبد الحميد الضّبيّ(١) ، وشريك بن عبد الله(١) ، وحمّاد بن

____________________

= روى عنه: أحمد بن حنبل، وأحمد بن صالح المصريّ، وإبراهيم بن محمّد الفَزاريّ - تابعيّ ثقة (العجلي ٥٤)، وسفيان الثّوريّ - وهو من شيوخه -، وسليمان الأعمش وهو من شيوخه، وشعبة ابن الحجّاج، وعبد الله بن المبارك، وأبو بكر بن أبي شيبة وعبد الله بن وَهْب المصريّ، وعبد الرحمان بن مهديّ وعبد الرزّاق بن همّام، وعبد الملك بن جُريج - وهو من شيوخه - وحمّاد بن أسامة، وحمّاد بن زيد، وأبو خيثمة زهير بن حرب، والزبير بن بكّار، وعبيد الله بن موسى، وعثمان بن محمّد بن أبي شيبة، وعليّ ابن المدينيّ، وأبو نُعيم الفضل بن دُكين، وأبو معاوية الضّرير، ومحمّد بن إدريس الشافعيّ، ومحمّد بن عبد الله بن نُمير، ووكيع بن الجرّاح، ومُعتمر بن سليمان، ويحيى بن مَعين، ويحيى بن سعيد القطّان، ومحمّد بن منصور الطوسيّ..

وهؤلاء مثل الذين من قبلهم في الإمامة والوثاقة والعلم لدى الجمهور.

أقوال العلماء في سفيان: سفيان بن عُيينة الهلاليّ: كوفيّ ثقة ثبت في الحديث، وكان بعض أهل الحديث يقول: هو أثبت الناس في حديث الزّهريّ، وكان حسَن الحديث، وكان يُعدّ من حكماء أصحاب الحديث... (تاريخ الثّقات ١٩٤ / ٥٧٧).

وقال غيره: الإمام الحافظ الكبير، شيخ الإسلام، لقيَ الكثير وحمل عنهم علماً جمّاً، وأتقن وجوّد، وجمع وصنّف، وازدحم الخلق عليه وانتهى إليه عُلوّ الإسناد، وألحق الأحفاد بالأجداد (طبقات ابن سعد ٥: ٤٩٧، وتاريخ ابن مَعين ٢: ٢١٦، وتاريخ البخاريّ الكبير ٢: ٩٤، وتاريخ بغداد ٩: ١٧٤).

(١) جَرير بن عبد الحميد الضّبّي (كوفيّ، ثقة، سكن الريّ. وكان رباح - هو رباح من أصحاب ابن المبارك: كوفيّ، ثقة (تاريخ الثّقات ١٥٢ / ٤١٢) - إذا أتاه الرجل قال: أريد أن أكتب حديث الكوفة، قال: عليك بجرير، فإذا أخطأك فعليك بمحمّد بن فضل ابن غزوان - ذكره ابن داود في =

٣٠٢

زيد(٢) ، وجعفر بن سليمان الضُّبَعيّ: ثقة، وكان يتشيّع.(٣)

وعبّاد بن العوّام: واسطيّ، ثقة(٤) وعبد الله بن إدريس الزعافريّ الكوفيّ: ثقة ؛ ثبت، صاحب سنّة، زاهد صالح، وكان عثمانيّاً ويحرّم النبيذ. (تاريخ الثّقات ٢٤٩ / ٧٧٧، ترجمته في التهذيب ٥: ١٤٥).

____________________

= (رجاله ٣٣٠ / ١٤٤٩) وقال محمّد بن فضيل، ونقل عن النجاشيّ أنّه ثقة - (تاريخ الثّقات ٩٦ / ٢٠٥).

وجرير وثّقه ابن مَعين ٢: ٨١، والبخاريّ الكبير ١: ٢: ٢١٤.

(١) شريك بن عبد الله النّخعيّ القاضي. كوفيّ، ثقة، حسن الحديث (تاريخ الثّقات ٢١٧ / ٦٦٤). وتاريخ ابن معين ٢: ٢٥١، والبخاريّ الكبير ٢: ٢٣٧٢).

(٢) حمّاد بن زيد، أبو إسماعيل، بصريّ، ثقة، ثبت في الحديث وهو مولى جرير بن حازم بن إسماعيل. حدّثني أبي: عبد الله، قال: قال ابن المبارك:

أيّها الطالب علماً

ائتِ حمّادَ بنَ زيدِ

فاطلب العلم بحلمٍ

ثمّ قيّده بقيدِ

وكان حديثه أربعة آلاف حديث يحفظها (تاريخ الثّقات ١٣٠ / ٣٢٩، وتاريخ ابن معين ٢: ١٣٠، وتاريخ الكبير ٢: ١: ٢٤).

(٣) تاريخ الثّقات للعجليّ ٩٧: ٢١٢، وابن معين ٢: ٨٦، والبخاريّ الكبير ١: ٢: ١٩٢، والثقات ٦: ١٤٠).

(٤) عبّاد بن العوّام الكلابيّ، أبو سهل الواسطي، متّفق على توثيقه، حديثه في الكتب الستّة، ترجمته في: التهذيب ٥: ٩٩.

٣٠٣

وعليّ بن حكيم الأوديّ الكوفيّ(١) ، وعبد السلام بن حرب بن سليم النهديّ، ثقة ثبت (تاريخ الثّقات ٣٠٣ / ١٠٠١).

وعطاء بن مسلم، من أهل اليمن، ثقة (تاريخ الثّقات ٣٣٣ / ١١٣١).

وعبد الوارث بن سعيد، بصريّ، ثقة، وكان يرى القَدرَ ولا يدعو إليه. (تاريخ الثّقات ٣١٤ / ١٠٤٦. والبخاريّ الكبير ٣: ٢: ١١٨، وتاريخ ابن مَعين ٢: ٣٧٧). وفضيل بن عَياض التميميّ: كوفيّ، ثقة، ومتعبّد، رجل صالح، سكن مكّة(٢) .

ويحيى بن يمان العجليّ: كان من كبار أصحاب الثّوريّ، وكان ثقة، جائز الحديث.(٣)

____________________

(١) عليّ بن حكيم الأوديّ الكوفيّ، روى عن: حفص بن غياث، وسفيان بن عيينة، وشريك بن عبد الله بن إدريس، وعبد الله بن المبارك، ووكيع بن الجرّاح، وعمرو بن أبي المقدام، وعليّ بن مسهر، وغيرهم.

روى عنه: البخاريّ، ومسلم، والفريابيّ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، ومحمّد بن أبي شيبة، وأبو الصّلت عبد السلام بن صالح الهرويّ... وخلق.

عن يحيى بن مَعين: ثقة. وعن أبي حاتم: صدوق. والآجري، عن أبي داود: صدوق. قال النّسائيّ: ثقة، مات سنة إحدى وثلاثين ومائتين (الجرح والتعديل ٦ / الترجمة ١٠٠٢، والكنى للدولابيّ ١: ١٤٧، وتاريخ البخاريّ الكبير ٦ / الترجمة ٣٣٧٦، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ١٢٤).

(٢) تاريخ الثّقات ٣٨٤ / ١٣٥٧. وثّقه أيضاً: الدارقطنيّ، والنسائيّ وابن حبّان. اشتهر بمجاورته بيت الله الحرام مع الجهد الشديد والورع الدائم... وتوفّي سنة (١٨٧ هـ) (تاريخ البخاريّ الكبير ٤: ١ / ١٢٣، والثّقات ٧: ٣١٥، والتهذيب ٨: ٢٩٤).

(٣) تاريخ الثّقات للعجليّ ٤٧٧ / ١٨٣٠.

٣٠٤

نتيجة البحث

وجدنا أبا الصّلت عبد السلام بن حرب الهرويّ لا يروي إلاّ عن ثقة، أو صدوق، أو ثقة حافظ زاهد حجّة عابد ورع ؛ ولأجل ذلك قال عنه الحاكم: ثقة مأمون. ولم نجد في الحقل الواسع ممّن روى عنهم أبو الصَّلت: رافضيّاً!

ومن الندرة جدّاً أن قيل من أحدهم: يتشيّع، أو: إلاّ أنّه شيعيّ. مع التذكير بأنّ القاعدة المقرّرة عند أهل العلم بالحديث أنّ الجرح على المذهب باطل، والميزان عندهم: صدق الراوي في نفسه وثقته، ونكتفي هنا بذكر قول الذهبيّ - وقد ذكرناه في حديث ردّ الشمس - قال: فلو رُدّ حديث الشيعة لذهب جُملة من الآثار النبويّة، وهذه مفسدة بيّنة.(١)

روى عن أبي الصَّلت خلق، منهم:

أحمد بن منصور بن سيّار بن المبارك البغداديّ الرماديّ،(٢) ومحمّد بن

____________________

(١) ميزان الاعتدال ١: ٥ / الترجمة أبان بن تغلب.

(٢) الثّقات لابن حبّان ٥: ٣٤ / ٢٠٤، والجرح والتعديل ٢: ٥٣، وتهذيب الكمال للمزّيّ ١: ٣٥، وتاريخ بغداد ٥: ١٨٧ / ١٨٧٥، وتهذيب الكمال للمزّيّ ١: ٤٩٢ / ١١٣.

قال ابن حبّان: أحمد بن سيّار المروزيّ، يروي عن العراقيّين وأهل الشام ومصر، وكان من الجمّاعين للحديث والرحّالين فيه مع التيقّظ والإتقان والذبّ عن المذهب والتضييق على أهل البدع.

روى عن: أحمد بن محمّد بن حنبل، وأبي داود الطيالسيّ، وعبد الرزّاق بن همّام، وعبيد الله بن موسى العبسيّ، وإسحاق بن راهويه، وسليمان بن حرب، ومحمّد بن كثير العبديّ، وآخرين. روى =

٣٠٥

إسماعيل بن سَمُرة السرّاج(١) ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، ومحمّد بن عليّ ابن

____________________

= عنه: البخاريّ، وعامّة الخراسانيّين ؛ وعبد الرحمان بن أبي حاتم، وأبو عوانة الأسفرايينيّ، والحسين بن إسماعيل المحامليّ، وابن ماجة، والقطّان... (المصادر السابقة).

قال عبد الرحمان بن أبي حاتم: كتبنا عنه مع أبي، وكان أبي يوثّقه. وقال الدار قطنيّ: ثقة (الجرح والتعديل وتهذيب الكمال).

قال إبراهيم بن جابر الفقيه: حدّثني أبو يعلى الورّاق عن عبّاس الدوريّ قال: أنا أسكت من أمر الرّمادي عن شيء أخاف أن لا يسعني، كنت ربّما سمعت يحيى بن معين يقول: قال أبوبكر الرماديّ (تاريخ بغداد ٥: ١٥٢). وهذا يعني أنّ الرماديّ حجّة عند ابن معين. وقال ابن جابر: حدّثني بعض أصحابنا عن إبراهيم الأصبهانيّ قال: لو أنّ رجلين قال أحدهما: حدّثني أبوبكر ابن أبي شيبة، وقال الآخر: حدّثنا أبوبكر الرماديّ، كانا سواء (تاريخ بغداد). قال ابن جابر: وحدّثنا بعض أصحابنا عن أخي خطّاب قال: هو أثبت منه - يعني الرماديّ أثبت من أبي بكر بن أبي شيبة - (و أبوبكر بن أبي شيبة هو صاحب المصنّف).

(تاريخ بغداد ٤: ١٥١، وعنه في تهذيب الكمال ١: ٤٩٤). وأخباره في ذلك تطول، وصنّف المسند، ومات أحمد سنة خمس وستّين ومائتين.

(١) روى عن أسباط بن محمّد القرشيّ، وحفص بن غياث، سفيان بن عُيَينة، وعبيد الله ابن موسى، وأبي معاوية الضرير، وأبي الصّلت الهرويّ، ووكيع بن الجرّاح، وأبي بكر ابن عيّاش، ومحمّد بن فضيل بن غزوان وأبي أسامة حمّاد بن أسامة، ويونس بن بكير الشيبانيّ...

روى عنه: التّرمذيّ، والنّسائيّ، وابن ماجة، وابن أبي داود، وابن أبي حاتم، ومحمّد ابن إسحاق بن خزيمة... قال ابن أبي حاتم: سئل أبي عنه، فقال: صدوق. وسمعت منه مع أبي وهو ثقة (الجرح والتعديل ٧ / الترجمة ١٠٨٠). وقال النّسائيّ: ثقة (تهذيب الكمال للمزّيّ ٢٤: ٤٧٩). ووثّقه ابن حبّان (المصدر نفسه ٩. قال توفّي سنة ثمان وخمسين ومائتين (المصدر نفسه).

٣٠٦

الفضل ؛ يلقّب فُستُقة(١) ، وعبّاس الدوريّ(٢) ؛ وابن أبي خيثمة أحمد بن زهير بن

____________________

(١) قال الخطيب: كان أحد مَن يحفظهم الحديث ويحفظه! حدّث عن خلف بن هشام البزّاز، وقتيبة بن سعيد، وعليّ ابن المدينيّ، وعبد الرحمان بن صالح، وكان ثقة (تاريخ بغداد ٣: ٦٤).

(٢) عبّاس بن محمّد بن حاتم الدّوريّ البغداديّ، خَوارَزميّ الأصل.

راوية كتاب تاريخ يحيى بن معين، روى عن: أحمد بن حنبل وعبيد الله بن موسى، وابن داود الطيالسيّ، وعبد الحميد الحِمّانيّ، وأبي نُعيم الفضل بن دُكين، ويحيى بن معين، وشبابة بن سوّار، وخالد بن مخلد، وسليمان بن داود الهاشميّ، وعبد الرحمان القطان، وعن خلقٍ سواهم كثير من الكوفيّين والبصريّين.

روى عنه: مسلم والبخاريّ والترمذيّ والنّسائيّ وجعفر الفريابيّ والحسين المحامليّ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وعبد الله بن محمّد ابن أبي الدنيا، وعبد الله البغويّ، وعبد الرحمان بن أبي حاتم، وأبو عبيد الآجريّ، وأبو العبّاس الأصمّ...

قال عبد الرحمان بن أبي حاتم: سمعت منه مع أبي. وهو صدوق سئل عنه أبي فقال: صدوق (الجرح والتعديل ٦ / الترجمة ١١٨٩) وقال النّسائيّ: ثقة (تاريخ بغداد ١٢: ١٤٦، وتهذيب الكمال ١٤: ٢٤٨).

قال أبو العبّاس الأصمّ: لم أر في مشايخي أحسنَ حديثاً من عبّاس الدوريّ (تاريخ بغداد ١٢: ١٤٦).

وسأل يحيى بن الخطّاب يحيى بن معين أن يحدّثه فقال: ليس أحدّث فقال له: هو ذا تحدّث، قال: مَن؟ قال: عبّاس الدوريّ، قال: صديقنا وصاحبنا (تاريخ بغداد ١٢: ١٤٦، وتهذيب الكمال ١٤: ٢٤٨). توفّي الدّوريّ سنة إحدى وسبعين ومائتين. (تاريخ بغداد، وتهذيب الكمال، وثقات ابن حبّان ٤: ٥١٣، والجرح والتعديل، وسنن الدارقطنيّ ١ / ١٣٣، وموضّح أوهام الجمع للخطيب ٣ / ٣٠٣، والأنساب للسمعانيّ ٥ / ٤٠٠، والمعرفة والتاريخ للفسويّ بأجزائه الثلاثة.

٣٠٧

حرب بن شدّاد البغداديّ(١) نكتفي بهذا القدر ممّن رووا عن أبي الصَّلْت عبد السلام ابن صالح الهرويّ. وأنت لا تجد في أحدهم، ولا في مشايخهم ولا في تلامذتهم ومَن روى عنهم رافضيّاً، وليس فيهم من هو غير ثقة أو غير مأمون! بل ولا حتّى ضعيف، حالهم في ذلك حال مشايخ أبي الصَّلْت. كما أنّ المصادر التي

____________________

(١) نَسائي الأصل، روى عن: محمّد بن خازم أبي معاوية الضرير وعبد الرزّاق بن همّام، وأبي نعيم الفضل بن دكين، وأبي الوليد الطيالسيّ، والوليد بن مسلم، ويحيى بن سعيد القطّان، ووكيع بن الجرّاح، وعبد الله بن إدريس، وشبابة بن سوّار، ومحمّد بن فضيل بن غزوان، ويزيد بن هارون وحفص بن غياث - من شيوخ الضرير -، ومروان بن معاوية الفزاريّ، ووَهْب بن جرير بن حازم، ويحيى بن أبي بكير الكرمانيّ وعبدة بن سليمان، وآخرين كثيرين. وكلّ هذه الأسماء ثقات انظر: تاريخ الثّقات للعجليّ.

روى عنه: البخاريّ، ومسلم، وابو داود، وابن ماجة، وابنه أبو بكر أحمد بن أبي خيثمة، وإبراهيم بن إسحاق الحربيّ، وعبّاس بن محمّد اللوريّ، وأبو يعلى الموصليّ وأبو زرعة، وأبو حاتم الرازيّ، ويعقوب بن شيبة...

قال معاوية بن صالح، عن يحيى بن معين: ثقة.

وقال أبو حاتم: صدوق. وقال يعقوب بن شيبة: زهير أثبتُ من عبد الله بن محمّد بن أبي شيبة، وكان في عبد الله تهاون بالحديث، لم يكن يفصل هذه الأشياء، يعني الألفاظ.

وقال أبو عبيد الآجريّ: قلت لأبي داود: أبو خثيمة حجّة في الرجال؟ قال: ما كان أحسنَ عِلمَه: وقال النّسائيّ: ثقة مأمون. وقال الحسين بن فهم: ثقة ثبت وقال أبو بكر الخطيب: كان ثقة ثبتاً حافظاً متقناً. توفّي سنة أربع وثلاثين ومائتين.

(تاريخ بغداد ٤: ١٦٢ - ١٦٤، وتاريخ الدارميّ / الترجمة ٣٧٥، والبخاريّ الكبير ٣ / الترجمة ١٤٢٧، والكنى للدولابيّ ١ / ١٦٦، والجرح والتعديل ٣ / الترجمة ٢٦٨٠، وثقات ابن حبّان ١ / ١٣٩، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ٥٣، وتهذيب الكمال ٩: ٤٠٢ / ٢٠١٠).

٣٠٨

ترجمت لهم ليست من كتب الرافضة، بل ولا حتّى من كتب الشيعة.

القول في أبي الصّلت

العجليّ: عبد السلام بن صالح: بصريّ، ثقة.(١)

ابن شاهين: قال يحيى بن معين: أبو الصّلت الهرويّ: ثقة، صدوق، إلاّ أنّه يتشيّع، واسمه: عبد السلام بن صالح.(٢)

وقال عمر بن الحسن بن عليّ بن مالك، عن أبيه: سألتُ يحيى بن معين عن أبي الصّلت الهرويّ، فقال: ثقة صدوق، إلاّ أنّه يتشيّع(٣) . قلت: إنّي رأيت أصحابنا ببغداد يتكلّمون فيه! فقال: ما سمعنا أحداً يقول فيه أكثر من أنّه يرى الإجازة سماعاً، وكان لا يحدّث إلاّ من أصوله(٤) .

____________________

(١) تاريخ الثّقات للعجليّ ٣٠٣ / ١٠٠٢.

(٢) تاريخ أسماء الثقات لابن شاهين ٢٢٧ / ٨٣٦.

(٣) يتشيّع، من تهذيب الكمال للمزّيّ ١٨: ٧٧.

(٤) تاريخ بغداد ١١: ٢٣٦ / الرقم ٥٩٨٠، وتهذيب الكمال للمزّيّ ١٨: ٧٧. وجاء في ترجمة عمر بن الحسن الأشنانيّ: حدّث عن: أبيه، وأبي إسماعيل الترمذيّ، وإبراهيم الحربيّ، وأبي بكر بن أبي الدنيا... وغيرهم من البغداديّين والكوفيّين.

روى عنه: أبو العبّاس بن عقدة، وابن السمّاك، والدار قطنيّ، وابن شاهين وأبو القاسم بن حبابة، والمعافى بن زكريّا، وغيرهم من المتقدّمين. (تاريخ بغداد ١١: ٢٣٦ / ٥٩٨٠، تهذيب الكمال للمزّيّ ١٨: ٧٧). قال الخطيب: قلت: تحديث ابن الأشنانيّ في حياة إبراهيم الحربيّ له في أعظم الفخر وأكبر الشرف، وفيه دليل على أنّه كان في أعين الناس عظيماً، ومحلّه كان عندهم جليلاً (المصدر نفسه).

٣٠٩

حال أبي الصّلت ومذهبه

كان أبو الصّلت صاحب قشاف، وهو من آحاد المعدودين في الزهد، قَدِم «مَرو» أيّام المأمون يريد الغزو، فأُدخل على المأمون، فلمّا سمع كلامه جعله من الخاصّة من إخوانه، وحبسه عنده إلى أن خرج معه إلى الغزو، فلم يزل عنده مكرّماً إلى أن أراد إظهار كلام جَهْم والقول بالقرآن أنّه مخلوق، وجمع بينه وبين بِشْر المريسيّ وسأله أن يُكلّمه، وكان عبد السلام يردّ على أهل الأهواء من المرجئة والجهميّة والزنادقة والقَدَريّة، وكلّم بِشر المريسيّ(١) غير مرّة بين يَدَي المأمون مع غيره من أهل الكلام، كلّ ذلك كان الظفر له، وكان يعرف بكلام الشيعة، وناظرته في ذلك لأستخرج ما عنده فلم أره يُفرط، ورأيته يقدّم أبا بكر وعمر، ويترحّم على عليّ وعثمان، ولا يذكر أصحاب النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله إلاّ بالجميل، وسَمِعتُه يقول: هذا مذهبي الذي أدين الله به، إلاّ أنّ ثمّة أحاديث يرويها في المثالب. وسألت إسحاق بن إبراهيم عن تلك الأحاديث، وهي أحاديث مرويّة نحو ما جاء في أبي موسى - الأشعريّ -، وما رُوي في معاوية، فقال: هذه أحاديث قد رُويت ؛ قلت: فتكره كتابتها وروايتها، والرواية عمّن يرويها؟ فقال: أمّا من يرويها على طريق المعرفة فلا أكره ذلك، وأمّا من يرويها ديانةً ويريد عيب

____________________

(١) قال العجليّ: رأيت بشراً المريسيّ عليه لعنة الله مرةً واحدة، شيخ قصير ذميم المنظر وسخ الثياب وافر الشعر، أشبه شيء باليهود، وكان أبوه يهوديّاً صبّاغاً بالكوفة، لا يرحمه الله، فلقد كان فاسقاً (تاريخ الثقات للعجليّ ٨١ / ١٥٣).

٣١٠

القوم فإنّي لا أرى الرّواية عنه.(١)

نتيجة البحث

إنّ أبا الصّلت لم يكن رافضيّاً، فليس من مذهبه التعرّض للصحابة إلاّ بالجميل إلى حدّ أنّه لا يذكر من أخبار معاوية الذي قاتل أمير المؤمنين عليّاًعليه‌السلام ديانةً وإنّما على أنّها أخبار حفل التاريخ بها، وبذا انتقض وصفه بالتشيّع كذلك.

وهو ثقة صدوق في نفسه، يردّ على القَدَريّة وهم الذين سمّى ابن تيميه كتابه بهم: منهاج السنّة النبويّة في نقض الشيعة والقَدَريّة! فإنّ أبا الصّلت قد سبق ابن تيميه في نقض القدريّة بخمسة قرون! وإنّ ابن معين، الذي هو حجّتكما، قد دفع قولكما فيه: دجّال كذّاب! فقد قال عنه: لم يكن أبو الصّلت عندنا من أهل الكذب.(٢)

أبو الصّلت وحديث «أنا مدينة العلم».

قال القاسم بن عبد الرحمان الأنباريّ قال: حدّثنا أبو الصّلت الهرويّ قال: حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «أنا مدينة العلم وعليّ بابها، فمن أراد العلم فليأت بابه».(٣)

____________________

(١) تاريخ بغداد ١١: ٤٨، وتهذيب الكمال للمزّيّ ١٨: ٧٦.

(٢) تاريخ بغداد ١١: ٤٩، تهذيب الكمال للمزّيّ ١٨: ٧٨.

(٣) نفسه.

٣١١

قال القاسم: سألت يحيى بن معين عن هذا الحديث، فقال: هو صحيح.

قلت - الخطيب -: أراد أنّه صحيح من حديث أبي معاوية وليس بباطل، إذ قد رواه غير واحد عنه. أخبرنا محمّد بن عليّ المقرئ، أخبرنا محمّد بن عبد الله النيسابوريّ قال: سمعت أبا العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم يقول: سمعت العبّاس بن محمّد الدوريّ يقول: سمعت يحيى بن معين يوثّق أبا الصّلت عبد السلام بن صالح، فقلت - أو قيل له -: إنّه حدّث عن أبي معاوية عن الأعمش «أنا مدينة العلم وعليٌّ بابها»! فقال: ما تريدون من هذا المسكين؟! أليس قد حدّث به محمّد بن جعفر الفيديّ عن أبي معاوية(١) ؟!

وهذا القول من ابن معين، يعني أنّ الفيدي(٢) . عنده ثقة. وبعد: هل الفَيْديّ واهٍ ضعيف وضّاع عند ابن تيميه؟ وغير ثقة ولا مأمون عند الذهبيّ، حاله حال

____________________

(١) تاريخ بغداد ١١: ٥٠ ؛ تهذيب الكمال للمزّيّ ١٨: ٧٧.

(٢) هو محمّد بن جعفر بن أبي مُواتية الكلبيّ، الكوفيّ، ويقال البغداديّ العلاّف المعروف بالفَيدي، نزل فَيْد.

روى عن: أبي معاوية الضرير، وأبي نعمي الفضل بن دكين، ووكيع بن الجرّاح، ومحمّد بن فضيل ابن غزوان، وجابر بن نوح الحمّانيّ، وقبيصة بن عقبة... ؛ وروى عنه: البخاريّ زكريّا بن يحيى الناقد، ويعقوب بن شيبة السدوسيّ...، ذكره ابن حبّان في كتاب الثقات، وذكره أبو نعيم في الثقات. توفّي سنة ستّ وثلاثين ومائتين (تاريخ بغداد ٢: ١١٨ / ٥١١، الثّقات ٥: ٤٨٥ / ٣٥٧٩، تهذيب الكمال للمزّيّ ٢٤: ٥٨٦ / ٥١١٩).

فتوثيق ابن معين للفيدي، واستشهاده به في صحّة الحديث، يُلزمها تصديق الحديث وتصحيحه، وهو ما أسكت الذهبيّ عنه، فيما كذّبه ابن تيميه جُرأةً منه وغرضاً!

٣١٢

أبي الصَّلْت؟ مع التذكير بأنّ الفَيْدي تُوفّي سِنة ستّ وثلاثين ومائتين، فهو معاصر لابن مَعين المتوفّي سنة ثلاث وثلاثين ومائتين، فالحكم له لا لهما!

أبو معاوية الضّرير: محمّد بن خازم التميميّ السعديّ، أبو معاوية الضّرير الكوفيّ، مولى بني سعد بن زيد مناة بن تميم، عمي صغيراً.

روى عن: إسماعيل بن أبي خالد الأحمسيّ(١) ، وسليمان الأعمش، وروى عن: أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السّبيعيّ(٢) ، ومحمّد بن السائب الكلبيّ «شيخ النسّابة، توفّي سنة ٢٠٤ هـ، له: جمهرة النسب، ونسب معد وعدنان الكبير، وما النسب لأبي عبيد، وجمهرة أنساب العرب لابن حزم، إلاّ جمهرة النّسب باسمٍ

____________________

(١) ذكره العجليّ، قال: تابعيّ، سمع من خمسة من أصحاب النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : عبد الله بن أبي أوفى، وأنس بن مالك، وعمرو بن حُريث، وأبي جُحَيفة وهب بن عبد الله السوائيّ، وقيس بن عائذ. وكان رجلاً صالحاً ثقة. وكان راوية عن قيس بن أبي حازم [ قيس هذا من أصحاب عبد الله، وسمع من أبي بكر، ثقة. تاريخ الثّقات ٣٩٢ / ١٣٩٣، تاريخ البخاريّ الكبير ٤: ١٤٥، الثّقات ٥: ٣٠٧، والتهذيب ٨: ٣٨٦ ] الأحمسيّ، تابعيّ لم يكن أحد أروى منه...، وكان عالياً في الكوفيّين (تاريخ الثّقات ٦٤ / ٨٤).

(٢) كوفيّ، تابعيّ، ثقة. روى عن ثمانية وثلاثين صحابيّاً، رأى عليّاً، وروى عن الأعمش وشعبة والثّوريّ وسفيان بن عُيَينة. قال العجليّ: حدثنا أبي: كان أبو إسحاق يقول لإسرائيل: الزمْ هؤلاء الثلاثة ؛ فإنّهم أصحاب علم وفصاحة: عبد الملك بن عمير، والأعمش، وسماك بن حرب. وهو من أوعية العلم (تاريخ الثقات ٣٦٦ / ١٢٧٢).

وثّقة: النّجاشيّ، وابن داود، قالا: ثقة هو وأبوه (رجال النجاشي ١٨ ورجال ابن داود ٥٤).

٣١٣

آخر!»، وشعبة بن الحجّاج أبو بسطام البصريّ(١) ، وهشام بن عروة (ثقة: تاريخ الثقات ٤٥٩ / ١٧٤٠، والتهذيب ١١: ٤٨)، وليث بن أبي سليم(٢) ، يزيد بن زياد ابن أبي الجعد(٣) ، وعاصم الأحول (بصريّ ثقة: التهذيب ٥: ٤٢).

وجعفر بن بُرقان(٤) ، وسهيل بن أبي صالح(٥) ، ومالك بن مِغْول(٦) ، وسليمان الأعمش وهو من أقرانه...

روى عنه: الإمام أحمد بن حنبل، وسليمان الأعمش، وأبو خيثمة زهير بن حرب - مضت ترجمته وعلوّ شأنه في الحديث والرجال -، ويحيى بن معين، ويحيى بن سعيد القطّان(٧) ، وهو من أقرانه، ومحمّد بن إسماعيل بن سَمُرة

____________________

(١) شعبة بن الحجّاج: واسطيّ سكن البصرة، ثقة تقيّ، أميرالمؤمنين في الحديث، عالم أهل البصرة، وهو أوّل من فتّش عن الرجال في العراق (تاريخ الثّقات للعجليّ ٢٢٠ / ٦٦٥، وتاريخ ابن معين ٢: ٢٥٢، وتاريخ البخاريّ الكبير ٢: ٢٤٤٢، وطبقات ابن سعد ٧: ٢٨٠، وتاريخ بغداد ٩: ٢٥٥).

(٢) جائز الحديث. (تاريخ الثّقات ٣٩٩ / ١٤٣١).

(٣) كوفيّ ثقة. (تاريخ الثّقات ٤٧٨ / ١٨٤٢). وثّقه أيضاً: أحمد، وابن معين، وابن حبّان. (التهذيب ١١: ٣٢٨).

(٤) ذكره العجليّ فقال: ثقة. (تاريخ الثّقات ٩٦ / ٢٠٨) ووثّقه أيضاً: الدارميّ، وابن مَعين، ويعقوب بن سفيان، وابن عُيينة، وابن حبّان وغيرهم (تاريخ ابن معين ٢: ٨٤، البخاريّ الكبير ١: ١ / ١٨٦، وثقات ابن حبّان ٦: ١٣٦).

(٥) سهيل بن أبي صالح السّمان، مدنيّ ثقة (تاريخ الثّقات ٢١٠ / ٦٣٧).

(٦) كوفيّ ثقة، رجل صالح مبرز في الفضل (تاريخ الثّقات ٤١٩ / ١٥٣٩، التهذيب ١٠: ٢٢).

(٧) يحيى بن سعيد القطّان البصريّ (١٢٠ - ١٩٨ هـ) ثقة، نقيّ الحديث، وكان لا يحدّث إلاّ عن ثقة، وهو أثبت في سفيان من جماعةٍ ذكرهم (تاريخ الثّقات ٤٧٢ / ١٠٨٠). سمع: هشام بن =

٣١٤

الأحمسيّ - مضت ترجمته -، وابن أبي شيبة عبد الله بن محمّد(١) ، وأخوه: عثمان بن محمّد بن أبي شيبة(٢) ، ويزيد بن زياد بن أبي الجعد - مضت ترجمته - ومحمّد ابن عبد الله بن المبارك، وخلق كثير.

نتيجة البحث

الذي وجدناه في أبي معاوية هو عين الذي وجدناه في أبي الصّلت، فإنّهما لا يرويان إلاّ عن ثقة، ولا يروي عنهما إلاّ ثقة وممّن يأتمّ بهم: أبو الفرج والذهبيّ، وابن تيميه نفسه! ووجدنا أبا الصّلت ثقةً مأموناً في نفسه، فعلينا أن ننظر في أبي معاوية:

ذكره العجليّ فقال: ثقة.(٣)

____________________

= عروة، وسليمان الأعمش، وسفيان الثّوريّ، وشعبة، ومالك بن أنس...، روى عنه: أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وأبو خيثمة، وبندار، وعليّ المدينيّ...، مات سنة مائة وثمان وتسعين. وأخباره تطول، أجمعوا على وثاقته وعلوّ شأنه. (الجرح والتعديل ٩ / الترجمة ٦٢٤، ثقات ابن شاهين / الترجمة ١٥٨٦، رجال صحيح مسلم ١٩٤، المعرفة ليعقوب ١ / ٧١٦، ٢ / ١٤٠...، طبقات ابن سعد ٧ / ١٩٣).

(١) كوفيّ ثقة حافظ للحديث (تاريخ الثّقات ٢٧٦ / ٨٧٨). وجاء في ترجمته. الإمام العلم، سيّد الحفّاظ، وصاحب الكتب الكبار: (المسند) و (المصنّف) و (التفسير) (الجرح والتعديل ٣: ٢ / ١٦٠، وتاريخ بغداد ١٠: ٦٦، والتهذيب ٦: ٢).

(٢) كوفيّ ثقة. (تاريخ الثّقات ٣٢٩ / ١١١١). وهو صاحب المسند والتفسير حافظ ثقة شهير. التهذيب ٧: ١٤٩.

(٣) تاريخ الثّقات ٤٠٣ / ١٤٥٠.

٣١٥

قال عبّاس الدوريّ: قلت ليحيى: أيّما أعجب إليك في الأعمش: عيسى ابن يونس أو حفص بن غياث، أو أبو معاوية؟ فقال: أبو معاوية.(١)

وقال يحيى بن معين: قال أبو معاوية: هذه الأحاديث حَفِظتُها من فِيَّ الأعمش.(٢)

وقال أيوب بن سافريّ: سألت أحمد - بن حنبل - ويحيى عن أبي معاوية وجرير، قالا: أبو معاوية أحبّ إلينا. يعنيان في الأعمش.(٣)

وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يقول: كان أبو معاوية إذا سئل عن أحاديث الأعمش يقول: قد صار حديث الأعمش في فمي عَلقَماً، أو هو أمرّ من العلقم ؛ لكثرة ما يُردّد عليه حديث الأعمش.(٤)

وقال عثمان بن سعيد الدارميّ: سألت يحيى بن معين: أبو معاوية أحبّ اليك في الأعمش أو وكيع؟ فقال: أبو معاوية أعلم به.(٥)

قال عبّاس الدوريّ: قلت ليحيى: كان أبو معاوية أحسنهم حديثاً عن الأعمش؟ قال: كانت الأحاديث الكبار العالية عنده.(٦)

وقال أبو زرعة الدمشقيّ: سمعت أبا نعيم يقول: لزم أبو معاوية الأعمش

____________________

(١) تاريخ يحيى بن معين ١: ١٩٨ / ١٢٧١.

(٢) نفسه ١: ٢٧٦ / ١٨٣٠.

(٣) تاريخ بغداد ٥: ٢٤٨، وتهذيب الكمال ٢٥: ١٢٨.

(٤) نفسه.

(٥) تاريخ يحيى ٢: ٤٩.

(٦) تاريخ بغداد ٥: ٢٤٤.

٣١٦

عشرين سنة.(١)

وقال إبراهيم الحربيّ: قال لي الوكيعيّ: ما أدركنا أحداً كان أعلم بأحاديث الأعمش من أبي معاوية.

قال النّسائيّ: أبو معاوية ثقة(٢) .

مات أبو معاوية سنة خمس وتسعين ومائة(٣) .

هنا تبيّن حال أبي معاوية الضّرير أيضاً، فقد شهد له أئمّة الحديث والرجال ممّن لا ينبغي لابن تيميه أن يوقع نفسه في زُبيتهم، منهم: الإمام أحمد، وابن معين، والقطّان، وابنا أبي شيبة...

ووجدناهم يزكّونه من خلال ملازمته الطويلة للأعمش، وأنّه أعلم بحديث الأعمش من غيره، حتّى صار حديث الأعمش في فمه أمرّ من العلقم لكثرة ما يُسأل عنه فيجيب، فيما يُعرضون عن فطاحل علماء عصره في هذا الأمر. والأعمش هو في سند حديث مدينة العلم.

الأعمش: سليمان بن مِهْران الأسديّ الكاهليّ، مولاهم أبو محمّد الأعمش.

روى عن: إبراهيم النّخعيّ(١) ، وإسماعيل بن أبي خالد(٢) ، وأنس بن مالك،

____________________

(١) نفسه: ٢٤٦.

(٢) رجال البخاريّ للباجيّ ٢: ٦٣١.

(٣) طبقات ابن سعد ٦: ٣٩٢، وتاريخ خليفة ٤٦٦، وفي تاريخ بغداد ٥: ٢٤٣ سنة أربع وتسعين ومائة.

٣١٧

وسعيد بن جبير، وأبي إسحاق السّبيعيّ، وقيس بن أبي حازم - أدرك أبا بكر فبايعه. قال العجليّ: ثقة. (العجليّ ٣٩٢ / ١٣٩٣) -، وسلمة بن كهيل(٣) ، وسليمان

____________________

(١) إبراهيم بن يزيد النّخعي: كوفيّ، ثقة، وكان مفتي الكوفة هو والشعبيّ في زمانهما، وكان رجلاً صالحاً وفقيهاً، مُتوقّياً، قليل التكلّف (تاريخ الثّقات ٥٦ / ٤٥).

(٢) ذكرنا بعض ترجمته فيما مضى: روى عن إسماعيل بن عبد الرحمان السديّ وهو من أقرانه، وزرّ بن حُبيش، وعامر الشّعبيّ، وعطاء بن السائب، وأبي إسحاق السّبيعيّ، ومجالد بن سعيد - وهو من أقرانه -، وسَلَمة بن كُهيل، وعبد الرحمان بن أبي ليلى ؛ وروى عنه: ابن شُبرمة، وسفيان الثّوريّ، وابن عُيَينة، وأبو معاوية الضّرير، ووكيع الجرّاح، وشعبة بن الحجّاج، وعبد الله بن المبارك، وعبد الله بن نُمَير، وعبيد الله بن موسى، وحفص بن غياث - الإمام، مضت ترجمته -، وشريك بن عبد الله وعبّاد بن العوّام، و عبد الله بن إدريس، ومحمّد بن فضيل بن غزوان... وهؤلاء ثقات الرواة وصلحاؤهم (تاريخ الثّقات للعجليّ، وطبقات ابن سعد، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم، وتاريخ البخاريّ الكبير، والثقات لابن حبّان، والمعرفة والتاريخ للفسويّ، وتاريخ الدارميّ، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين).

عن مروان بن معاوية: كان إسماعيل يسمّى الميزان (الجرح والتعديل ١: ١ / ١٧٥).

وجرير قال: سمعت مجالداً يذكر عن الشعبيّ، قال: ابن أبي خالد يَزْدرِد العلم ازدراداً. (نفس المصدر). وقال عليّ ابن المدينيّ: قالت ليحيى بن سعيد: ما حملت عن إسماعيل عن عامر، صحاحٌ؟ قال: نعم (نفس المصدر).

وقال محمّد بن محبوب عن يحيى بن سعيد: كان سفيان به معجباً (البخاريّ الكبير ١: ١ / ٣٥١).

وعبد الله بن المبارك، عن سفيان الثّوريّ قال: حُفّاظ الناس ثلاثة: إسماعيل بن أبي خالد، وعبد الملك بن إسماعيل، ويحيى بن سعيد الأنصاريّ ؛ وإسماعيل أعلم الناس بالشعبيّ وأثبتهم فيه (الجرح والتعديل ١: ١ / ١٧٤، وطبقات ابن سعد ٦: ٢٤٠).

(٣) سلمة بن كهيل الحضرميّ: كوفيّ، ثقة، ثبت في الحديث تابعيّ، سمع من جندب بن عبد الله (تاريخ الثّقات ١٩٧ / ٥٩١ وفي تاريخ ابن معين ١: ٢٣٥ / ١٥٢٥).

٣١٨

بن مَيسرة الأحمسيّ، وأبي وائل شقيق بن سلمة الأسديّ،(١) وعكرمة مولى ابن عبّاس، ومجاهد بن جبر المكّيّ، وسالم بن أبي الجعد، كوفيّ تابعيّ ثقة «العجليّ ١٧٣ / ٤٩٦»، والمنهال بن عمرو(٢) ، وأبي صالح مولى أم هانئ...

روى عنه: سفيان الثّوريّ، وسفيان بن عيينة، وشريك بن عبد الله وأبان ابن تغلب(٣) ، وأسباط بن محمّد القرشيّ(٤) ، وحفص بن غياث، وعبد الله بن المبارك،

____________________

(١) شقيق بن سَلَمة، بصريّ، رجل صالح. (تاريخ الثّقات ٢٢١ / ٦٧٣) وانظره في تاريخ ابن معين ٢: ٢٥٨، والتاريخ الكبير ٢: ٢ / ٢٤٥، والثقات لابن حبّان ٤: ٣٥٤، وطبقات ابن سعد ٦: ٩٦.

(٢) المنهال بن عمرو: كوفيّ، ثقة (تاريخ الثّقات ٤٤٢ / ١٦٤٣). وثّقه أيضاً: ابن معين والنّسائيّ وابن حبّان (التهذيب ١٠: ٣١٩، وتاريخ ابن معين ١: ٣٠٠ / ١٩٩٩ وقال: ثقة).

(٣) أبان بن تغلب الكوفيّ القاري. روى عن: محمّد بن عليّ الباقرعليه‌السلام ، وابنه جعفر بن محمّد الصادقعليه‌السلام ، وعِكرِمة مولى ابن عبّاس، والمنهال بن عمرو، وأبي إسحاق السّبيعيّ، وعطيّة العوفيّ، وسليمان الأعمش...

روى عنه عبد الله بن المبارك، وعبّاد بن العوّام، وابن عُيينة، وشُعبة بن الحجّاج، وأبو معاوية الضّرير، وحمّاد بن زيد، وموسى بن عقبة - وهو من أقوانه... قال ابن حنبل وابن مَعين والنّسائي وأبو حاتم: ثقة صالح (تهذيب الكمال للمزّيّ ٢: ٧)، وفي الكامل لابن عديّ: له أحاديث ونسخ، وعامّتها مستقيمة، وهو من أهل الصدق في الروايات (الكامل ١ / ١٩٢)، مات سنة إحدى وأربعين ومائة.

(٤) أسباط بن محمّد بن عبد الرحمان بن خالد بن ميسرة القرشيّ الكوفيّ روى عن الأعمش، وأبي إسحاق الشّيبانيّ، وسعيد بن أبي عروبة وسفيان الثّوريّ، ومِسعَر بن كِدام، وأبي بكر الهذليّ....

روى عنه: أحمد بن محمّد بن حنبل، وأحمد بن منيع البغويّ، وإسحاق بن راهوية، وأبو بكر بن أبي شيبة، ومحمّد بن إسماعيل بن سمرة الأحمسيّ... ؛ قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سألت أبي: أسباط أحبّ إليك في سعيد أو الخفّاف؟ فقال: أسباط أحبّ إليّ ؛ لأنّه سمع بالكوفة (الجرح =

٣١٩

وعبد الله بن نمير، وعبيد الله بن موسى، وعبد السلام بن حرب «الهرويّ»، وأبو نعيم الفضل بن دكين، وأبو عوانة، وأبو معاوية الضّرير، ويحيى بن سعيد القطّان، وأبو إسحاق السّبيعيّ - وهو من شيوخه -، وفضيل ابن مرزوق، ومحمّد بن فضيل بن غزوان، وأبو عوانة، وأبو خالد الأحمر، وقتادة الرّهاويّ...

قال عليّ ابن المدينيّ: حَفِظ العلم على أمّة محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ستّةٌ: فلأهل مكّة عمرو بن دينار، ولأهل المدينة ابن شهاب الزُّهريّ، ولأهل الكوفة أبو إسحاق السّبيعيّ وسليمان بن مهران الأعمش، ولأهل البصرة يحيى بن أبي كثير وقتادة.(١)

وقال عصام الأحول: مرّ الأعمش بالقاسم بن عبد الرحمان(٢) .

فقال: هذا الشيخ أعلم الناس بقول عبد الله بن مسعود.(٣)

وقال عبّاس الدّوريّ، عن سهل بن حليمة: سمعت ابن عُيَينة يقول: سبق

____________________

= والتعديل ١ / ١ / ٣٣٣). وعن يحيى بن معين قال: أسباط بن محمّد، ثقة (تاريخ يحيى بن معين ١: ١٩٩ / ١٢٨٤) وأبو بكر بن أبي خيثمة، عن يحيى بن معين: ثقة (الجرح والتعديل ١: ١ / ٣٣٣). وقال أبو حاتم: صالح (الجرح والتعديل لابنه عبد الرحمان ١: ١ / ٣٣٣). وقال عبد الله ابن أحمد بن حنبل: سألت أبي: أسباط بن محمّد أحبّ إليك في سعيد أو الخفّاف؟ فقال: أسباط أحبّ إليّ ؛ لأنّه سمع بالكوفة (نفس المصدر).

وقال يعقوب بن شيبة: كوفيٌّ ثقةٌ صدوق، وكان من قريش، توفّي بالكوفة في المحرّم سنة مئتين (الطبقات الكبرى ٦: ٢٧٤، الثقات لابن حبّان ١: ٢٥، وتاريخ بغداد ٦: ٤٧، وتهذيب الكمال ٢: ٣٥٦).

(١) تاريخ بغداد ٩: ١١.

(٢) القاسم بن عبد الرحمان بن عبد الله بن مسعود، ثقة رجل صالح (تاريخ الثقات ٣٨٦ / ١٣٦٧).

(٣) حلية الأولياء ٥: ٤٨.

٣٢٠

الأعمش أصحابه بأربع خصال: كان أقرأهم للقرآن، وأحفظهم للحديث، وأعلمهم بالفرائض، وذكر خصلة أخرى.(1)

وقال زهير بن معاوية(2) : ما أدركت أحداً أعقل من الأعمش ومُغيرة.(3)

وقال أحمد بن حنبل: أبو إسحاق والأعمش رجُلا أهل الكوفة.(4)

وقال يحيى بن معين: كان جرير إذا حدّث عن الأعمش قال: هذا الديباج الخسروانيّ!(5)

وقال شعبة: ما شفاني أحد في الحديث ما شفاني الأعمش.(6)

وقال عمرو بن عليّ: كان الأعمش يسمّى المصحف ؛ من صِدقهِ.(7)

وقال عبد الله بن داود الخُريبيّ: سمعتُ شُعبة إذا ذُكر الأعمش قال: المصحف المصحف!(8)

____________________

(1) تاريخ بغداد 9: 9.

(2) زهير بن معاوية، أبو خيثمة الجعفيّ الكوفيّ، ثقة ثَبْت مأمون، صاحب سُنّة واتّباع، وكان يحدّث من كتابه، وكان راويةً عن أبي إسحاق السّبيعيّ. (تاريخ الثّقات 166 / 465).

(3) نفسه.

(4) تاريخ بغداد 9: 9.

(5) نفسه / 10، والمعرفة والتاريخ ليعقوب 2: 678، والجرح والتعديل 4 / الترجمة 630، وفيه زيادة: وهو أستاذ أهل الكوفة.

(6) تاريخ بغداد 9: 10.

(7) نفسه: 11.

(8) نفسه.

٣٢١

وقال محمّد بن عبد الله بن عمّار الموصليّ: ليس في المحدّثين أثبت من الأعمش، ومنصور بن المعتمر وهو ثبت أيضاً، وهو أفضل من الأعمش، إلاّ أنّ الأعمش أعرف بالمسند وأكثر مسنداً منه.(1)

قال النّسائيّ: ثقةٌ ثبت.(2)

وقال محمّد بن داود الحُدّانيّ، عن عيسى بن يونس: لم نر نحن ولا القرن الذين كانوا قبلنا مثل الأعمش، وما رأيت الأغنياء والسلاطين عند أحدٍ أحقر منهم عند الأعمش مع فقره وحاجته.(3)

وقال إبراهيم بن محمّد بن عرعرة: سمعت يحيى القطّان إذا ذكر الأعمش قال: كان من النّسّاك، وكان محافظاً على الصلاة في جماعة وعلى الصفّ الأوّل. قال يحيى: وهو علاّمة الإسلام.(4)

وقال وكيع: كان الأعمش قريباً من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الأولى، واختلفتُ إليه قريباً من سنتين ما رأيته يقضي ركعة.(5)

وقال عبد الله بن داود الخُريبيّ: مات الأعمش يوم مات وما خلّف أحداً من الناس أعبد منه، وكان صاحب سُنّة.(6)

____________________

(1) تاريخ بغداد 9: 11.

(2) الجرح والتعديل 4.

(3) حلية الأولياء 5: 47، وتاريخ بغداد 9: 8.

(4) حلية الأولياء 50: 50، وتاريخ بغداد 9: 8.

(5) حلية الأولياء 50: 49.

(6) تاريخ بغداد 9: 8.

٣٢٢

مات الأعمش سنة ثمان وأربعين ومائة.(1)

هذا هو شأن الأعمش، فهو لا يروي إلاّ عن إمام ثبت ثقة حجّة في الحديث، ولا يروي عنه إلاّ مثل ذلك. وهو في نفسه: ثقة ثبت ناسك صاحب سنّة، ولصدقِه سمّي المصحف، ويتصاغر السلاطين وأصحاب الشأن أنفسهم في حضرته. ومَن هذا شأنه عندهم لا يستطيع ابن تيميه وأضرابه أن ينالوا منه!

مجاهد(2) : مجاهد بن جبر المكّيّ، أبو الحجّاج القُرشيّ المخزوميّ.

روى عن: عبد الله بن عبّاس، وعبد الله بن عمر، وجابر بن عبد الله الأنصاريّ، وسعيد بن جبير - وهو من أقرانه، وأبي سعيد الخدريّ، وأبي هريرة، وعطيّة القُرَظيّ، وعطاء بن أبي رباح، وعبد الرحمان بن أبي ليلى، وطاووس بن كيسان - وهو من أقرانه، وسعد بن أبي وقّاص، وأمّهات المؤمنين: أمّ سلمة، وعائشة، وجُويريّة ؛ وعن أمّ هاني بنت أبي طالب...

إنّ مجاهداً لم يرو إلاّ عن صحابيّ أو تابعيّ، أو عن أمّهات المؤمنين. وروى عن مجاهد: سليمان الأعمش، والمنهال بن عمرو، وأبو إسحاق السّبيعيّ، وأبو الزّبير المكّيّ، وحبيب بن أبي ثابت، وفِطْر بن خليفة، وعطاء ابن أبي رَباح،

____________________

(1) الطبقات الكبرى 6: 344، والمعرفة والتاريخ 1: 33، وتاريخ خليفة بن خيّاط 424، وطبقاته 164.

(2) طبقات ابن سعد 5: 466، وتاريخ خليفة 330، وطبقاته 280، تاريخ البخاريّ الكبير 7 / الترجمة 1805، والجرح والتعديل 8 / الترجمة 1469، ورجال صحيح مسلم 171، وثقات ابن حبّان 3: 51 / 3896، وتاريخ الدوريّ 2: 549.

٣٢٣

وعكرمة مولى ابن عبّاس - وهو من أقرانه، وسلمة بن كهيل، وسليمان الأحول، وطاووس بن كيسان، وقتادة بن دِعامة، ومسلم الملاّئيّ الأعور، ومنصور بن المُعتمِر...

وأكثرهم ترجمنا لهم، فهم تابعون ثقات عندهم، ومن لم نذكر ترجمته فهو في طبقتهم ووثاقتهم، انظرهم في كتب الرجال.

وأمّا مجاهد: فقد ذكره العجليّ قال: مجاهد أبو الحجّاج، مكّيّ تابعيّ ثقة، سكن الكوفة بآخرة. حدّثني أبو أحمد الأسديّ، حدّثنا سفيان عن سَلَمة بن كُهيل قال: ما رأيت أحداً يريد بعلمِه وجهَ الله إلاّ هؤلاء الثلاثة: عطاء، وطاووس، ومجاهد(1) .

وقال عبد السلام بن حرب، عن خُصَيف: كان أعلمهم بالتفسير مجاهد، وبالحجّ عطاء.(2)

قال إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين، وأبو زُرعة: مجاهد ثقة.(3)

وقال أبو نعيم: قال يحيى القطّان: مُرسلات مجاهد أحبّ إليّ من مرسلات عطاء بكثير(4) .

وذكره ابن سعد في الطبقة الثانية من أهل مكّة. قال: كان فقيهاً عالماً ثقة

____________________

(1) تاريخ الثّقات للعجليّ 420 / 1538.

(2) الجرح والتعديل 8، الترجمة 1469، وتاريخ البخاريّ الكبير 7 / الترجمة 1805.

(3) الجرح والتعديل.

(4) الجرح والتعديل، وتاريخ البخاريّ الكبير.

(5) الطبقات الكبرى 5: 466 - 467.

٣٢٤

كثير الحديث.(1)

مات مجاهد سنة مائة، وقيل: سنة إحدى ومائة.

ابن عبّاس: يبقى الحديث عن فرد واحد ينتهي به الحديث، فهو الذي رواه عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ونترك ذلك لابن تيميه ليحكم عليه بالقدريّة، أو التشيّع، وأنّه ثقة أو غير ثقة!

فهذا واحد من الطرق التي حكم ابن تيميه بأنّها جميعاً أوهن وأضعف في حديث «مدينة العلم»، ثم انتقل إلى الحكم الجازم ببطلان الحديث، ومداره في ذلك أبو الفرج!

بقي أن نذكر أنّ الحديث واحد من ثمانية آلاف حديث استدركها الحاكم على البخاريّ ومسلم، وهي على شرطيهما أو شرط أحدهما، ولم يخرّجاها.

وقد ظهرت لنا قوّة ووثاقة سند الحديث الأوّل، وأقرّ به ابن معين وهو قرين ابن حنبل، وتوكيداً منه على توثيق الحديث وتصحيحه من طريق أبي الصّلت فقد استشهد بالفيديّ محمّد بن جعفر، وقد رواه عن أبي معاوية مثلما رواه أبو الصّلت، وذكرنا في ترجمته أنّ البخاريّ قد روى عن الفيديّ ؛ فلعلّ الحديث لم يقع إلى البخاريّ، أو ثمّة سبب آخر!

وبذا وقع إلينا الحديث من طريقين في غاية العلوّ، بما يغني عن الفحص عن طرقه الأخرى التي حكم ابن تيميه على بطلانها!

____________________

(1) الطبقات الكبرى 5: 466 - 467.

٣٢٥

وسُوَيد عن شريك عن سَلَمة بن كهيل عن الصُّنابحيّ، عن عليّعليه‌السلام عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: «أنا دار الحكمة وعليّ بابها، فمن أراد الحكمة فليأتها».(1)

قال ابن عبّاس في قوله تعالى:( مِنْ آيَاتِ اللّهِ وَالْحِكْمَةِ ) (2) : هي علمُ القرآن: ناسخه ومنسوخه، مُحكمُه ومُتشابِهُه. وقال ابن زيد: هي علمُ آياته وحِكَمِه. وقال السّدّيّ: فهمُ حقائق القرآن.(3)

والأحاديث في أنّ عليّاًعليه‌السلام أعلم الصحابة جميعاً بالسنن، وبالقرآن ظاهره وباطنه، مُحكَمِه ومتشابهه، ناسخه ومنسوخه وأسباب نزوله وفيمن نزلت آياته...، من الوفرة ممّا ينهض بالحديث إلى حدّ اليقين القطعيّ، وهيهات لابن تيميه تكذيبه! وسوف نأتي على ذكرها بعد محاكمة سند حديث «دار الحكمة» وحينها يخسر المبطلون!

سُوَيد(4) : سويد بن سعيد بن سهل بن شهريار الهرويّ، أبو محمّد الحدثانيّ الأنباريّ.

روى عن: شريك بن عبد الله النّخعيّ - ستأتي ترجمته -، وسفيان بن عُيينة،

____________________

(1) سنن الترمذيّ 5 / 637 / 3723 / الباب 20 من كتاب المناقب، ومصابيح السنّة للبغويّ 2: 275، وحلية الأولياء 1: 64، وقال: رواه أيضاً الأصبغ بن نباتة عن عليّعليه‌السلام .

(2) الأحزاب: 34.

(3) المفردات للراغب الأصفهانيّ 135.

(4) تاريخ بغداد 9: 227 / 4804، وتهذيب الكمال للمزّيّ 12: 247 / 2643، وتضمينات ابن حجر لتاريخ الثقات للعجليّ 211 / 640، والكامل لابن عديّ 2 / 59، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم 4 / الترجمة 1026، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 72، والأنساب للسمعانيّ 4 / 80.

٣٢٦

ومالك بن أنس، وأبي معاوية الضّرير - مضت ترجمته -، ومُعتمر بن سليمان(1) ، وفُضَيل بن عياض(2) ، وعبد العزيز بن محمّد الدراورديّ(3) ، ومروان ابن معاوية الفزاريّ(4) ، ويزيد بن زريع السدوسيّ(5) ، والوليد بن مسلم(6) ...

روى عنه: مسلم، وابن ماجة، وعبد الله بن أحمد بن حنبل...

قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: عرضتُ على أبي أحاديث لسُويد بن سعيد عن ضِمام بن إسماعيل(7) ، فقال لي: اكتُبها كلَّها، أو قال: تَتبّعْها ؛ فإنّه صالحٌ، أو قال: ثقة.(8)

وقال أبو الحسن الميمونيّ: سأل رجلٌ أبا عبد الله - يعني أحمد بن حنبل - عن سويد الحدثيّ فقال: ما علمتُ إلاّ خيراً. فقال له: إنسان جاءه بكتاب

____________________

(1) مُعتمر بن سليمان التّيميّ البصريّ، ثقة (تاريخ الثقات 433 / 1602، والثقات 7: 521، والتهذيب 10: 227).

(2) فضيل بن عياض، كوفيّ، ثقة، متعبّد رجل صالح. سكن مكّة. - مضت ترجمته.

(3) عبد العزيز بن محمّد بن عبيد الدراورديّ: مدنيّ، ثقة (تاريخ الثقات 306 / 1016، والثقات 7: 115، والتاريخ الكبير 3: 2: 25، وتاريخ ابن معين 2: 367، والتهذيب 6: 353).

(4) مروان بن معاوية الفزاريّ، كوفيّ ثقة (تاريخ الثّقات للعجليّ 424 / 1556).

(5) يزيد بن زُريع السّدوسيّ، بصريّ متّفق على توثيقه (تاريخ الثّقات للعجليّ 478 / 1841، والتهذيب 11: 325).

(6) الوليد بن مسلم الدمشقيّ، ثقة (تاريخ الثّقات للعجليّ 466 / 1777، والتهذيب 11: 151).

(7) ضمام بن إسماعيل المعافريّ، ثقة (تاريخ الثّقات للعجليّ 232 / 712، تاريخ البخاريّ الكبير 2: 2: 343، والثّقات 6: 485، والتهذيب 4: 458).

(8) الكامل لابن عديّ 2: 59.

٣٢٧

فضائل، فجعل عليّاً أوّلها، وأخّر أبابكر وعمر، فعجب أبو عبد الله من هذا وقال: لعلّه أتى من غيره! قالوا له: وثَمَّ تلك الأشياء، قال: فلِمَ تسمعوها أنتم؟! لا تسمعوها. ولم أره يقول فيه إلاّ خيراً.(1)

إنّ أحمد بن حنبل هو المعيار عند العامّة، وقوله فصل في تقييم الرجال وجرحهم وتعديلهم، وبعده يحيى بن معين... وهكذا ؛ فلمّا سأله هذا الرجل عن سُويد، أطراه وذكره بخير، إلاّ أنّ هذا الرجل أشكل على أحمد في تقديم سويد على أبي بكر وعمر، ولم يتغيّر موقف أحمد من سويد لذلك السبب، وقوله: «وثمّ تلك الأشياء» يبدو أنّها من جنس أسباب تفضيل الإمام عليّعليه‌السلام ! وما زال يقول فيه خيراً.

وقال أبو القاسم البغويّ: كان - أي سُويد - من الحُفّاظ، وكان أحمد بن حنبل ينتقي عليه لولديه: صالح وعبد الله، يختلفان إليه فيسمعان منه.(2)

وهذا يعني علوّ مكانة سويد ووثاقته عند أحمد بن حنبل. قال أبو زُرعة: أمّا كُتُبه فصِحاح، وو كنتُ أتتبّع أصوله فأكتب منها، فأمّا إذا حدّث من حِفظه فلا.(3)

وهذا يعني أنّ سويداً عند أبي زرعة ثقة، إلاّ أنّه إذا حدّث أخطأ، وهو ما نجده في ترجمة كثير من الرجال العدول الثقات: عدل صدوق ثقة، إلاّ أنّه خلط

____________________

(1) تهذيب الكمال للمزّيّ 13: 250.

(2) تاريخ بغداد 9: 231، وتهذيب الكمال للمزّيّ 12: 250.

(3) نفسه.

٣٢٨

آخِرَ عمره ؛ وثقة صدوق إذا حدّث من كتابه، وأمّا من حفظه فإنّه تغيّر بآخرة...

وسبحان من لا يخطئ! وقد مدح أحمد بن حنبل سُويداً وانتقاه شيخاً لولديه، وصحّح أبو زُرعة كتبه.

قال أبو القاسم حمزة بن يوسف السّهميّ: سألت الدار قطنيّ عن سويد بن سعيد فقال: تكلّم فيه يحيى بن معين وقال: حدّث عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن عطيّة - العوفيّ -، عن أبي سعيد - الخدريّ - أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: «الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة». قال يحيى بن معين: وهذا باطل، لم يَرْوِه غير سُويد بن سعيد، وجُرِّح سُويد لروايته لهذا الحديث!

قال الشيخ أبو الحسن الدّار قطنيّ: فلم يزل يُظَنّ أنّ هذا كما قال يحيى، وأنّ سويداً أتى أمراً عظيماً في روايته هذا الحديث، حتّى دخلتُ مصر في سنة سبع وخمسين وثلاث مائة، فوجدت هذا الحديث في مُسند أبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن يونس البغداديّ المعروف بالمنجنيقيّ، وكان ثقةً، روى عن أبي كريب، عن أبي معاوية كما قال سويد سواء ؛ وتخلّص سويد وصحّ الحديث عن أبي معاوية، وقد حدّث أبو عبد الرحمان النّسائيّ عن إسحاق بن إبراهيم هكذا، ومات أبو عبد الرحمان قبله.(1)

مات سويد سنة أربعين ومائتين وزاد البغويّ: وكان قد بلغ مائة سنة، وكتبتُ عنه بالحديثة.(2)

____________________

(1) تاريخ بغداد 9: 231، وتهذيب الكمال للمزّيّ 12: 250.

(2) تاريخ بغداد، وتهذيب الكمال للمزّيّ 12: 250، وتاريخ البخاريّ الصغير 2: 373. =

٣٢٩

____________________

= و تنقيص ابن معين لسويد ؛ لأنّه نقل حديث (الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة) وحكم على الحديث بالباطل! وقد أثّر كلام ابن معين هذا بأبي الحسن الدارقطنيّ، حتّى أنّه ظنّ أنّ سويداً أتى عظيماً! ثمّ تحقّق له صحّة الحديث، فبرّأ صفحة سويد من تهمة ابن معين له. ونذكّر أيضاً بأنّ أحمد بن حنبل، على مكانته عندهم والتي لا يستطيع ناصبيّ أن يتجاوزها، فإنّه - وقد مرّ بنا - كان لا يرى الكتابة عن ابن معين، إلاّ أنّه مدح سويداً وانتقاه شيخاً لوَلَديه! وقول ابن داود فيه، لمّا ذمّ ابن معين فأُنكر عليه، قال: من جرّ ذيول الناس جرّوا ذيله! وقول يحيى بن معين في نفسه وإقراره أنّه يطعن بقومٍ لعلّهم حطّوا رحالهم في الجنّة!

وإذا كانت العلّة في تكذيب يحيى للحديث لوجود سويد فيه، فإنّ الحديث الذي ذكره حذيفة، يرد بسندٍ آخر ليس فيه سويد، ولا حتّى معاوية - بن الضّرير -: عبد الله بن أحمد بن حنبل: حدّثني أبي حدّثنا أسود بن عامر، حدّثنا إسرئيل عن ابن أبي السفر، عن الشّعبيّ، عن حذيفة - بن اليمان - قال (أتيت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله فصلّيت معه الظهر والعصر والمغرب والعشاء، ثمّ تبعته وهو يريد أن يدخل بعض حُجره، فقام وأنا خلفه كأنّه يكلّم أحداً، قال: ثمّ قال: من هذا؟ قلت: حُذيفة، قال: أتدري من كان معي؟! قلت: لا، قال: فإنّ جبريل جاء يبشّرني أنّ الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة، قال: فقال حذيفة: فاستغفرلي ولأُمّي، قال غفر الله لك يا حذيفة ولأمّك) (مسند أحمد 6: 542 / 22819).

وقريب منه ذكر الحاكم عن إسرائيل، عن مَيْسرة بن حبيب، عن المنهال بن عمرو، عن زِرّ بن حُبيش، عن حذيفة بن اليمان، عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: (أتاني جبريل عليه الصلاة والسلام فقال: إنّ الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة)، ثمّ قال لي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : (غفر الله لك ولأمّك يا حذيفة) (المستدرك على الصحيحين 3: 429 / 5630).

وليس في سنده خدش ؛ فإنّ إسرائيل هو إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق، كوفيّ، ثقة (تاريخ الثقات 63 / 77، وتاريخ ابن معين 2: 28، والبخاريّ الكبير 1: 2: 52، وثقات ابن حبّان 6: 76).

٣٣٠

____________________

= وأمّا ميسرة، فهو: ميسرة بن حبيب النهديّ، كوفيّ، ثقة، روى عن المنهال بن عمرو، وهو في عداد الشيوخ (تاريخ الثقات 445 / 1667).

وثّقه أيضاً ابن مَعين والنّسائيّ وابن حبّان (التهذيب 10: 386).

والمنهال بن عمرو: كوفيّ ثقة (تاريخ الثقات 442 / 1643).

ووثّقه أيضا ابن معين، والنّسائيّ، وابن حبّان (التهذيب 1: 319).

وزرّ بن حُبيش: من أصحاب عبد الله، وعليّ ؛ ثقة (تاريخ الثقات 165 / 458).

فسند الحديث من العلوّ ما هو أمام يحيى بن معين، وليس فيه سويد - كما ذكرنا - وبنفس السند الماضي، عن حذيفة، وفيه: (عن حذيفة قال: قال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : أما رأيت العارض الذي عرض لي قُبيل؟! قال: قلت: بلى، قال: فهو ملَك من الملائكة لم يهبط إلى الأرض قبل هذه اللّيلة، فاستأذن ربّه أن يسلّم عليّ ويبشّرني أنّ الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة، وأنّ فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة). (مسند أحمد بن حنبل 6: 541 / 22818).

وبسنده عن أبي سعيد الخدريّ، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : (الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة، وفاطمة سيّدة نسائهم، إلاّ ما كان من مريم بنت عمران) (مسند أحمد، مسند أبي سعيد / الحديث 10616). والذي في (خصائص أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه): أخبرنا يعقوب بن إبراهيم (يعقوب بن إبراهيم بن عبد الرحمان بن عوف: مدنيّ، ثقة، تاريخ الثقات 48 / 1867)، عن مروان (مروان بن معاوية الفزاريّ: كوفيّ ثقة. تاريخ الثقات 434 / 1556)، عن الحكم بن عبد الرحمان بن أبي نُعْم (البجليّ الكوفيّ، ثقة. البخاريّ الكبير 2 / الترجمة 2671، والمعرفة والتاريخ 2: 644، والجرح والتعديل / الترجمة 565 والثقات لابن حبّان 2: 99)، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدريّ قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : (الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة إلاّ ابنَي الخالة: عيسى ابن مريم ويحيى بن زكريّا) (خصائص النسائيّ 124 / 139).

وهو في مشكل الآثار للطحاويّ الحنفيّ المتوفّى سنة 321 هـ، 2: 269 / 2103.

وأخرج بسندٍ آخر، عن عبد الرحمان بن أبي نعم، عن أبي سعيد الخدريّ، عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: (إن حسناً وحسيناً سيّدا شباب أهل الجنّة) ما أستثني من ذلك (خصائص النسائيّ 134 / 138). =

٣٣١

شريك(1) : وشريك الذي روى عنه سويدٌ حديث «مدينة الحكمة» هو شريك بن عبد الله بن أبي شريك النّخعيّ، أبو عبد الله الكوفيّ القاضي.

أدرك زمن عمر بن عبد العزيز، وروى عن:

____________________

= وبسنده عن عبد الرحمان بن أبي نعم، عن أبي سعيد الخدريّ قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : (الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة) (خصائص النسائيّ 134 / 137).

وفي الرياض النضرة 2: 202، قال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله لعليّ: (أوتيتَ ثلاثاً لم يؤتَهُنّ واحد، ولا أنا: أوتيت صهراً مثلي ولم أوت أنا مثلي. وأوتيت زوجةً صدّيقةً مثل ابنتي ولم أُوت مثلها زوجة. وأوتيت الحسن والحسين من صلبك ولم اوت من صلبي مثلهما، ولكنّكم منّي وأنا منكم).

وفي تاريخ خليفة 162: رأى معاوية - وهو في طريقه إلى مكّة الحسين فقال: مرحباً وأهلاً يا ابنَ بنت رسول الله، سيّد شباب المسلمين.

وللحديث طرق أخرى، وفي الباب نفسه عن عائشة عند مسلم (الحديث 2424)، وعن واثلة عند أحمد 4: 107، وتهذيب الكمال 6: 229.

والحديث في: أنساب الأشراف 3: 7، وتفسير الطبريّ 22: 67، والمعجم الكبير 3: 47 - 48، والترمذيّ حديث 3768، ومعجم الصحابة للبغويّ 22: 42، وسنن ابن ماجة 1: 42، ومعرفة الصحابة لأبي نعيم 144، والإبانة لابن بطّة 62، وأسد الغابة 2: 19، والمستدرك على الصحيحين 3: 429، وفرائد السمطين / الحديث 414 و 415، والاستيعاب 1: 376، وتاريخ بغداد 2: 185 و 1: 140 وأجزائه الأخرى، وابن عساكر 7: 118 - 119....

(1) طبقات ابن سعد 6: 378، والمصنّف لابن أبي شيبة 13 / 15781، وتاريخ يحيى بن معين 2: 250، وتاريخ خليفة 434، ومواضع أخرى، وطبقاته 169، وفضائل الصحابة / الترجمة 243، وتاريخ البخاريّ الكبير: 4 / الترجمة 2647، وتاريخ الثقات 217 / 664، وتاريخ أسماء الثقات / الترجمة 552، والجرح والتعديل 4 / الترجمة 1602، والكامل لابن عديّ 2: 73، ورجال صحيح مسلم 81، وجمهرة ابن حزم 415، وتاريخ بغداد 9: 279، والثقات 1: 188...

٣٣٢

سلمة بن كهيل - ثقة - سنذكر ترجمته -، وإسماعيل بن أبي خالد - ثقة ثبت، ذكرناه سابقاً، وأبي المقدام ثابت بن هرمز الحدّاد، وحبيب بن أبي ثابت، وأبي إسحاق السّبيعيّ، ومحمّد بن إسحاق بن يَسار - صاحب السيرة -، وهشام بن عروة، وعمّار بن معاوية الدّهنيّ، وعبد الله بن شبرمة، ومنصور بن المعتمِر، وعِمران بن مسلم الجعفيّ، وسليمان الأعمش، وسِماك بن حرب، وشعبة بن الحجّاج، ومحمّد بن عبد الرحمان بن أبي ليلى، وصالح بن صالح ابن حيّ، وطلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله، وعطاء بن السائب، وعثمان بن عاصم الكوفيّ... وخلقٍ كثير.

وكلّ واحد ممّن ذكرناهم من الذين روى عنهم شريك، أقلّ ما قيل فيه: ثقة وإلاّ فالكثير منهم عندهم ثقة صدوق حجّة، وذو سنّة وَرِع....

انظرهم في: تاريخ الثقات للعجليّ، وتاريخ يحيى بن معين، وتاريخ الدوريّ، والدارميّ، وثقات ابن حبّان، والجرح والتعديل، وطبقات ابن سعد، وتاريخ بغداد، ورجال صحيح مسلم، والكامل لابن عديّ، وثقات ابن شاهين...

روى عنه: محمّد بن إسحاق - وهو من شيوخه، وسويد بن سعيد الحَدَثانيّ، وأبو أسامة حَمّاد بن أسامة، وأبو داود سليمان بن داود الطّيالسيّ، وأبو بكر عبد الله بن محمّد بن أبي شيبة، وعثمان بن محمّد بن أبي شيبة، ويحيى بن سعيد القطّان، ووكيع بن الجرّاح، ويحيى بن آدم، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد الزّهريّ، وعبد الرحمان بن مهدي، وعثمان بن حكيم الأوديّ، وعليّ بن قادم، وأبو نعيم الفضل بن دكين، والهيثم بن جميل، ويحيى بن عبد الحميد الحمّانيّ،

٣٣٣

ويزيد بن هارون، ومالك بن إسماعيل...، وأمّة واسعة من رجال الحديث.

ومثلما ذكرنا فيمن روى عنه شريك ؛ كذلك حال الذين رووا عنه، فأقلّ ما قيل بشأن أحدهم: ثقة، وفي غيره ثقة ثبت، وفي آخر ثقة نقيّ الحديث لا يحدّث إلاّ عن ثقة، وفي غيره ثقة عبد صالح أديب من حفّاظ الحديث، وفي آخر: ثقة وكان يُعدّ من حكماء أصحاب الحديث. «انظر تراجم مَن ذكرناهم في كتب الرجال».

وبذا: فشريك مثل صاحبه الذي روى عنه الحديث «سويد». فهو لم يَروِ عن ضعيف مُهمَل. وكذلك فيمن روى عنه.

وأمّا شريك في نفسه: فقد ترجم له العجليّ ترجمة ضافيةً على غير عادته، جاء فيها: شريك بن عبد الله النّخعي القاضيّ، كوفيّ ثقة، وكان حسن الحديث وكان أروى الناس عنه إسحاق بن يوسف الأزرق الواسطيّ(1) ، سمع منه تسعة آلاف حديث.(2)

قال صالح بن أحمد بن حنبل، عن أبيه: سمع شريك من أبي إسحاق قديماً، وشريك في أبي إسحاق أثبت من زهير وإسرائيل وزكريّا.(3)

وقال يزيد بن الهيثم: سمعت يحيى بن معين يقول: شريك ثقة، وهو أحبّ إليّ من أبي الأحوص وجَرير، ليس يقاس هؤلاء بشريك، وهو يروي عن قوم لم

____________________

(1) تاريخ الثقات للعجليّ 62 / 73.

(2) نفسه 218.

(3) الجرح والتعديل 4 / الترجمة 1602، والمعرفة والتاريخ ليعقوب 2: 176.

٣٣٤

يَروِ عنهم سفيان.(1)

وقال أيضاً: قلت ليحيى بن معين: روى يحيى بن سعيد القطّان عن شريك؟ قال: لم يكن شريك عند يحيى بشيء، وهو ثقة ثقة.(2)

وقال عثمان بن سعيد الدارميّ: قلت ليحيى بن معين: شريك أحبّ إليك في أبي إسحاق، أو إسرائيل؟ قال: شريك أحبّ إليُّ، وهو أقدم.

قلتُ: شريك أحبّ إليك في منصور، أو أبو الأحوص؟ فقال شريك أعلم به.(3) وقال عليّ بن حكيم الأوديّ: سمعت وكيعاً يقول: لم يكن أحدٌ أروى عن الكوفيّين من شريك.(4)

وقال أبو توبة الربيع بن نافع: سمعت عيسى بن يونس يقول: ما رأيت أحداً قطّ أورَعَ في علمه من شريك.(5)

وقال أبو توبة أيضاً: كنّا بالرّملة، فقالوا: من رجل الأمّة؟ فقال قوم: ابنُ لَهيعة، وقال قوم: مالك بن أنس، فسألنا عيسى بن يونس، فقال: رجل الأمّة: شريك بن عبد الله، - وكان يومئذ حيّاً - قيل: فابنُ لَهيعة؟ قال: رجل سمع من

____________________

(1) تاريخ بغداد 9: 283.

(2) نفسه.

(3) الجرح والتعديل 4 / الترجمة 1602، وتاريخ الدوريّ 2: 251.

(4) الجرح والتعديل.

(5) نفسه. وعيسى بن يونس بن أبي إسحاق السّبيعيّ: كوفيّ، ثقة، وكان ثبتاً في الحديث (تاريخ الثقات 380 / 1338، والبخاريّ الكبير 3: 2: 406، وثقات ابن حبّان 7: 238).

٣٣٥

أهل الحجاز، قيل: فمالك بن أنس؟ قال: شيخُ أهل مصر.(1)

وقال سعيد بن سليمان(2) : سمعت ابن المبارك عند خديج بن معاوية يقول: شريك أعلم بحديث الكوفيّين من سفيان الثّوريّ.(3)

هذا هو شريك في نفسه، وفي شيوخه وفي من روى عنه فهو: ثقة ثقة، وأروى الكوفيّين، وهو رجل الأمّة!!

وقد روى شريك حديث «دار الحكمة» عن سلمة بن كهيل: سلمة بن كهيل بن حصين الحضرميّ الكوفيّ.(4)

روى عن: إبراهيم بن سويد النّخعيّ(5) ، وحبّة بن جُوين العُرنيّ(6) ، وحُجَيّة بن عديّ الكنديّ(7) ، وسعيد بن جبير، وأبي وائل شقيق بن سلمة، وعامر بن شراحيل الشّعبيّ، وأبي الطّفيل عامر بن واثلة اللّيثيّ، وعبد الله بن أبي أوفى، وعطاء بن أبي رباح، وعكرمة مولى ابن عبّاس، وسويد بن غفلة، وعلقمة بن قيس النّخعيّ،

____________________

(1) الجرح والتعديل 4 / الترجمة 1602.

(2) سعيد بن سليمان: واسطيّ، ثقة (تاريخ الثقات 185 / 547).

(3) الجرح والتعديل.

(4) طبقات ابن سعد 6: 316، وتاريخ يحيى 2: 226، وتاريخ الدارميّ / الترجمة 254، وطبقات خليفة 163، وتاريخه 354، والبخاريّ الكبير 4 / الترجمة 1997، وتاريخ الثقات 197، والمعرفة والتاريخ 2: 648 و 85: 3، والثقات لابن حبّان 1: 170، وجمهرة ابن حزم 461.

(5) كوفيّ ثقة (تاريخ الثقات 52).

(6) كوفيّ تابعيّ ثقة (تاريخ الثقات 105 / 243).

(7) كوفي تابعيّ ثقة تاريخ الثقات 110 / 261، والثقات 4: 192).

٣٣٦

ومجاهد بن جبر المكّيّ وغيرهم. وهؤلاء أشهر من أن نترجم لهم، وبعضهم ترجمنا لهم في غير هذا الموضع، وهم ثقات ذكَرتْهم كتب التراجم، فراجع.

روى عنه: إسماعيل بن أبي خالد، وسعيد بن مسروق الثّوريّ، وابنه سفيان بن سعيد الثّوريّ، وشعبة بن الحجّاج، ومِسعر بن كِدام، وعبد الرحمان ابن عبد الله المسعوديّ، ومنصور بن المعتمر، وصالح بن صالح بن حيّ، والعوّام بن حوشب، وغيرهم. وكلّهم مذكورون عندهم بالثقة والورع والصلاح، وأكثرهم تابعون، حالهم حال من روى عنهم.

وأمّا سلمة في نفسه، فقد قال العجليّ: كوفيّ تابعيّ، ثقة ثبتٌ في الحديث «تاريخ الثقات 198 / 591»، وعن أحمد بن حنبل:

سلمة بن كُهيل متقنٌ للحديث.(1)

وقال محمّد بن سعد: كان ثقة كثير الحديث.(2)

وقال إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين: ثقة.(3)

وقال أبو زرعة ك ثقةٌ مأمون ذكيّ.(4)

وقال أبو حاتم ثقةٌ متقنٌ.(5)

____________________

(1) الجرح والتعديل 4 / الترجمة 742.

(2) طبقات ابن سعد 6: 316.

(3) الجرح والتعديل.

(4) نفسه.

(5) الجرح والتعديل.

٣٣٧

وقال يعقوب بن شيبة: ثقةٌ ثبتٌ على تشيّعه.(1)

وقال النّسائيّ: ثقة ثبت.(2)

وقال ابن المبارك، عن سفيان الثّوريّ: حدّثنا سلمة بن كهيل وكان ركناً من الأركان، وشدّ قبضته.(3)

وقال عبد الرحمان بن مهديّ: لم يكن بالكوفة أثبت من أربعة: منصور، وأبي حصين، وسلمة بن كهيل، وعمرو بن مُرّة.(4)

وقال أيضاً: أربعة في الكوفة لا يختلف في حديثهم، فمن اختلف عليهم فهو يخطئ ليس هم، فذكر منهم سلمة بن كهيل.(5)

وقال خلف بن حوشب، عن طلحة بن مُصرِّف: ما اجتمعنا في مكان إلاّ غَلبَنا هذا القصير على أمرنا. يعني سلمة بن كهيل.(6)

قال يحيى بن المغيرة الرازيّ، عن جرير بن عبد الحميد: لمّا قدم شعبة البصرة، قالوا: حَدِّثْنا عن ثِقات أصحابك، فقال: إذا حدّثتكم عن ثقات أصحابي فإنّما أحدّثكم عن نفرٍ يسير من هذه الشيعة: الحَكَم بن عُتيبة، وسلمة ابن كهيل،

____________________

(1) تهذيب الكمال 11: 316.

(2) تاريخ الإسلام 8: 120.

(3) مختصر تاريخ دمشق 10 ك 92، والجرح والتعديل 4 / الترجمة 742.

(4) تاريخ البخاريّ الكبير 4 / الترجمة 1997.

(5) الجرح والتعديل 4 / الترجمة 742.

(6) مختصر تاريخ دمشق 10: 93، وتهذيب الكمال 11: 316.

٣٣٨

وحبيب بن أبي ثابت، ومنصور.(1)

مات سلمة بن كهيل سنة ثلاث وعشرين ومائة.(2)

هذه هي منزلة سلمة بن كهيل الذي روى الحديث عن الصُّنابحيّ، عن أميرالمؤمنين عليّعليه‌السلام . ولا نتوقّف كثيراً عند الفاصلة الزمنيّة بين ابن تيميه وبين سلمة، فهي لا تزيد على خمسة قرون إلاّ قليلاً!

الصّنابحيّ: عبد الرحمان(3) بن عُسَيلة بن عسل بن عسّال المراديّ أبو عبيد الله الصُّنابِحيّ، والصّنابح بطن من مراد من اليمن.

رحل إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله فقُبض النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو بالجُحفة قبل أن يصل بخمس أو ستّ «أي أيّام» ثمّ نزل الشام ومات بدمشق.

روى عن: النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله مرسلاً، وعليّ بن أبي طالب، وأبي بكر، وعمر ابن الخطّاب، وعائشة، وبلال بن رباح، وسعد بن عبادة، وعبادة بن الصّامت، ومعاذ بن جبل، ومعاوية بن أبي سفيان...

روى عنه: أسلم مولى عمر بن الخطّاب، وسويد بن غفلة، وعطاء بن يسار،

____________________

(1) تهذيب الكمال 11: 316.

(2) المصادر جميعاً.

(3) طبقات ابن سعد 7: 443، 509، وتاريخ الدوريّ 2: 353، وطبقات خليفة 293، والبخاريّ الكبير 5 / الترجمة 1021، والمعرفة والتاريخ 1: 222، 305، والجرح والتعديل 5 / الترجمة 1241، والثقات لابن حبّان 5: 74، وإكمال الإكمال لابن ماكولا 5: 199، وتهذيب الكمال 11: 282.

٣٣٩

ومكحول الشاميّ، ويونس بن ميسرة، وعبد الله بن سعد البجليّ الكاتب، وعقيل بن مُدرِك...

ذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل الشام، وفي الطبقة الأولى من تابعي أهل مصر، وقال: كان ثقة قليل الحديث.(1)

وذكره العجليّ في تاريخه، قال: الصّنابحيّ، شاميّ تابعيّ، ثقة من خيار التّابعين.(2)

ولم يَبقَ في سند حديث «مدينة الحكمة» إلاّ عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام فنترك الحكم فيه إلى ابن تيميه!

حديث الغدير

لقد خاض ابن تيميه في حديث الغدير هائماً حيران لا يدري ما يقول! فهو ينكر الحديث جازماً بكذبه، ويعود ليذكر طرفاً من الحديث ويقول هذا هو تمام الحديث! وهذا تدليس منه على القارئ، مع تأويله تأويلاً بعيداً ؛ ومرّةً يذكر بعضه ويجعله ممّا انفرد به مسلم، ولم يذكره البخاريّ ؛ وهذا يعني - عنده - ضعف في الحديث! وفي أخرى يذكره عن الترمذيّ، ثمّ يدّعي أنّ العلماء طعنوا به! ويُدخل في الحديث ممّا ليس منه من أحاديث مثل: حديث المؤاخاة -وقد تكلّمنا عنه-

____________________

(1) طبقات ابن سعد 7: 509.

(2) تاريخ الثّقات للعجليّ 230 / 705.

٣٤٠

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492