النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين الجزء ١

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين0%

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين مؤلف:
تصنيف: الإمامة
الصفحات: 427

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: محمد فخر الدين
تصنيف: الصفحات: 427
المشاهدات: 82267
تحميل: 3162


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 427 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 82267 / تحميل: 3162
الحجم الحجم الحجم
النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين الجزء 1

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

ولهؤلاء الذين أوردوا رسالة الإمام عليّعليه‌السلام ، إختلاف ببعض الألفاظ أو الجمل لكنَّ المضمون واحد.

وروى الحافظ أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق المعروف بأبي نعيم الاصبهاني في حلية الأولياء(١) من ترجمة أمير المؤمنين الإمام عليعليه‌السلام قال:

حدّثنا: محمّد بن عمر بن غالب، حدّثنا: محمّد بن أحمد بن أبي خيثمة قال: حدّثنا: عباد بن يعقوب، حدّثنا موسى بن عثمان الحضرمي، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: قال رسول الله:[ما أنزل الله آية فيها: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ) إلّا عليٌّ رأسها وأميرها].

وقد أخرج نور الدين علي بن إبراهيم الحلبي الشافعي في سيرته المسمّاة (إنسان العيون في سيرة الأمين والمأمون) عن ابن عباس، عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّه قال:[عليّ منّي مثل رأسي من بدني] (١) .

وهذا نظير الحديث النبويّ الشريف الذي رواه الكنجي الشافعي في كفاية الطالب(٣) عن الصحابي الجليل سلمان الفارسي، قال: سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يقول:

[ كنت أنا وعليّ نوراً بين يدي الله يُسبّح الله ذلك النّور ويقدّسه قبل أن يُخلق آدم بأربعة عشر ألف عام، فلمّا خلق الله آدم َركز ذلك النّور في صلبه فلم يزل في شيء واحد حتّى افترقنا في صلب عبد المطّلب فجزء أنا وجزء عليّ ].

سورة آل عمران الآية ١٠٣

( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا )

روى الحافظ عبيد الله بن عبد الله بن أحمد الحاكم الحسكاني الحنفي في شواهد التنزيل(٤) قال:

____________________

(١) حلية الأولياء: ج ١ ص ٦٥.

(٢) السيرة الحلبيّة: ج ١ ص ٣٤.

(٣) كفاية الطالب: ص ١٧٦.

(٤) شواهد التنزيل: ج ١ ص ٢٠١ الحديث ١٧٩.

٢٤١

حدّثني أبو الحسن محمّد بن القاسم الفارسي قال: حدّثنا أبو جعفر محمّد بن علي، قال: حدّثنا حمزة بن محمّد العلوي، قال: أخبرنا علي بن إبراهيم (عن أبيه)، عن عليٍّ بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن عليٍّ بن موسى الرضا، (عن أبيه )، عن آبائه عن عليٍّعليهم‌السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:[من أحبَّ أن يركب سفينة النجاة ويستمسك بالعروة الوثقى ويعتصم بحبل الله المتين فليوال عليّاً وليأتمّ بالهداة من ولده ].

وروى الشيخ الصدوق الحديث في آخر المجلس ٥ من كتابه أمالي الشيخ الصدوق ص ١٧[فليوال عليّاً بعدي وليعاد عدوّة وليأتمَّ بالهداة من ولده ].

وكذلك روى السيد البحراني في الباب ٣٦ من كتابه غاية المرام ص ٢٤٢ بأربع طرق.

وكذلك روى فرات بن إبراهيم في تفسير الآية الكريمة في الحديث ٣٩ وتواليه من تفسيره ص ١٤.

وروى الحافظ الحسكاني في الحديث ١٨٠ من شواهد التنزيل: ج ١ ص ٢٠٢.

قال: أخبرنا محمّد بن عبد الله الصوفي قال: أخبرنا محمّد بن أحمد بن محمّد، قال: حدّثنا عبد العزيز بن يحيى بن أحمد الجلودي قال: حدّثني محمّد بن سهل، قال: حدّثنا عبد العزيز بن عمرو، قال: حدّثنا الحسن بن الحسين العرني قال: حدّثنا يحيى بن علي الربعي، عن أبان بن تغلب، عن جعفر بن محمّد (ع) قال:[نحن حبل الله الّذي قال الله: ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا ) الآية،فالمتمسّك بولاية عليّ بن أبي طالب المستمسك بالبرّ فمن تمسَّك به كان مؤمناً، ومن تركه كان خارجاً من الإيمان ].

وأورد الحافظ الحاكم الحسكاني الحديث ١٨١ من ص ٢٠٢ من شواهده ج ١.

قال: وأخبرونا عن أبي بكر محمّد بن الحسين بن صالح السبيعي - في تفسيره - قال: حدّثنا علي بن العباس المقانعي قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن حسين قال: حدّثنا حسن بن حسين قال: حدّثنا يحيى بن علي، به سواء إلى (قوله)( وَلَا تَفَرَّقُوا ) وولاية علي، من استمسك به كان مؤمناً، ومن تركه خرج من الإيمان.

٢٤٢

وروى الحافظ الحسكاني الحديث ١٨٢ في شواهد التنزيل: ج ١ ص ٢٠٢ قال:

وبه حدّثنا حسن بن حسين، قال: حدّثنا أبو حفص الصائغ:

عن جعفر بن محمّد في قوله:( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ) .

قال:[نحن حبل الله].

وروى هذا الحديث أيضاً الحافظ أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق المعروف بأبي نعيم الاصبهاني عند تفسيره لآية الكريمة في كتابه (ما نزل من القرآن في عليّ). وكذا فقد رواه عنه ابن البطريق في الفصل (١٥) من كتاب خصائص الوحي المبين: ص ١٨٣ ط ٢ قال:

حدّثنا محمّد بن عمر بن سالم، قال: حدّثنا أحمد بن زياد بن عجلان: قال: حدّثنا جعفر بن علي بن نجيح، قال: حدّثنا حسن بن حسين العرني، قال: حدّثنا أبو حفص الصائغ قال: سمعت جعفر بن محمّد يقول في قوله عزّ وجلّ:( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ) قال:[نحن حبل الله].

ورواه الشيخ الطوسي في الحديث ٥١ من الجزء العاشر من أماليه: ج ١، ص ٢٧٨ قال:

أخبرنا أبو عمر، قال: حدّثنا أحمد (بن محمّد بن سعيد بن عقدة) قال: حدّثنا جعفر بن علي نجيح الكندي قال: حدّثنا حسن بن حسين، قال: حدّثنا أبو حفص الصائغ - قال أبو عباس: هو عمر بن راشد أبو سليمان: عن جعفر بن محمّدعليهما‌السلام في قوله (تعالى):( ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) وفي قوله:( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ) قال:[نحن حبل الله].

ورواه أيضاً الثعلبي من تفسير الآية الكريمة من تفسير (الكشف والبيان): ج ١/الورق/ قال:

وأخبرني عبد الله بن محمّد بن عبد الله، حدّثنا عثمان بن الحسن، حدّثنا جعفر بن محمّد بن أحمد، حدّثنا حسن بن حسين، حدّثني يحيى بن علي الربعي عن أبان بن تغلب:

عن جعفر بن محمّدعليهما‌السلام قال:[نحن حبل الله الّذي قال الله تعالى: ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ) ].

٢٤٣

وأورد السيد البحراني في كتابه غاية المرام ص ٢٤٢ نقلاً عن كتاب (المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة ) لأبي عبد الرحمان عبد الله بن أحمد بن حنبل - إمام الحنابلة -، رواية عن ابن المبارك بن مسرور، وبإسناده عن سعيد بن جبير، عن عبد الله بن عباس قال: كنَّا عند رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، إذ جاء أعرابيّ فقال يا رسول الله سمعتك تقول:( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ ) فما الحبل المتين الذي نعتصم به؟

فضرب النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم - يده في يد عليّ وقال:

[تمسّكوا بهذه، فهذا هو الحبل المتين ].

وروى العلّامة القميّ في سفينة البحار: ج ١ ص ١٩٣ عن الزمخشري صاحب التفسير بإسناده عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم

قال:[فاطمة مهجة قلبي، وابناها ثمرة فؤادي، وبعلها نور بصري، والأئمّة من ولدها أمناء ربّي، حبل ممدود بينه وبين خلقه، من اعتصم بهم نجا، ومن تخلّف عنهم هوى ].

وأخرج الكثير من الحفّاظ والرواة والمفسِّرين أحاديثاً تصب في هذا المعني، ومنهم سليمان القندوزي الحنفي في كتابه ينابيع المودّة ص (١١٨-١١٩)، وابن حجر الهيثمي الشافعي في كتابه الصواعق المحرقة ص ٩٣ والعالم الحنفي محمّد الصبّان المصري(١) والشبلنجي الشافعي في كتاب نور الأبصار، والسمهودي في آخر التنبيه الثالث من الذكر ٣ من القسم الثاني من جواهر العقدين ٢/الورق ٨٩/ب /.

وكذلك إنّ السيد الفيروز آبادي قد أورد في كتابه فضائل الخمسة: ج ٢ ص ٧٧ طبعة بيروت، والآلوسي في تفسيره، روح المعاني: ج ٤ ص ١٦.

وقد أورد الحافظ الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ١ ص ٢٠٤ من الحديث ١٨٣ قال:

____________________

(١) إسعاف الراغبين: بهامش نور الأبصار: ص ١١٨ طبعة دار الفكر.

٢٤٤

حدّثنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ جملة، قال: حدّثني عبد العزيز ين نصر الأموي، قال: حدّثنا سليمان بن أحمد الحمصي، قال: حدّثنا أبو عمارة البغدادي، قال: حدّثنا عمر بن خليفة أخو هوذة، قال: حدّثنا عبد الرحمان بن أبي بكر المليكي قال: حدّثنا محمّد بن شهاب الزهري، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: قال لي جبرئيل: قال الله تعالى:[ولاية عليّ بن أبي طالب حصني، فمن دخل حصني أمن من عذابي].

وأخرج الإمام أحمد بن حنبل كما ورد في (إسعاف الراغبين) بهامش نور الأبصار ص ١١٩ وذلك من قول رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:[إنّي أوشك أن أدعى فأجيب وإنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله حبل ممدود من الأرض إلى السماء، وعترتي أهل بيتي، وأنَّ اللطيف الخبير أخبرني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض يوم القيامة، فانظروا بما تخلّفوني فيهما ].

وأورد الحافظ رضي الدين رجب بن محمّد بن رجب البرسي الحلي. في كتابه الدرّ الثمين، خمسمائة آية نزلت في أمير المؤمنينعليه‌السلام ص ٦٦ قال:

ثم جعله الحبل المتين وأمر الناس بالاعتصام (به) فقال:( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ) قال ابن عباس: حبل الله المتين، عليّ أمير المؤمنينعليه‌السلام ولا تفرّقوا عنه. وورد هذا المضمون في بحار الأنوار: ج ٣٦ ص ١٨، وكذلك في كشف الغمّة: ج ١ ص ٣١٧.

وروى ابن حجر الهيثمي في كتابه الصواعق المحرقة ص ١٥١ قال:

الآية الخامسة في قوله تعالى:( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ) أخرج الثعلبي في تفسيرها عن جعفر الصادقعليه‌السلام انّه قال:[نحن حبل الله الّذي قال فيه: ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ) ] .

وروى السيوطي في تفسيره الدرّ المنثور: ج ٥ ص ٣٨٢ قال: عند تفسيره للآية في قوله تعالى:( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا ) . وأخرج أحمد عن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله:[ إنّي تارك فيكم خليفتين: كتاب الله عزّ وجلّ حبل ممدود ما بين السماء والأرض، وعترتي أهل بيتي وأنَّهما لن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض].

٢٤٥

وأخرج الطبراني عن زيد بن أرقم، فذكر قريباً ممّا تقدّم عنه، وفي آخره![ فلا تقدّموهما فتهلكوا، ولا تعلّموهما فإنّهما أعلم منكم ].

ثمَّ قال: وأخرج ابن سعد، وأحمد، والطبراني عن أبي سعيد الخدري فذكر قريباً ممّا رواه البغوي عن زيد بن أرقم في الحسان.

سورة آل عمران الآية (١٠٦-١٠٧)

( يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ ﴿١٠٦﴾ وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ )

لقد أخرج الحافظ رضي الدين رجب بن محمّد بن رجب البرسي الحلّي، في كتابه خمسمائة آية نزلت في أمير المؤمنينعليه‌السلام ، ص ٦٦ قال:

ثمَّ جعل من والاه أبيض (الوجه) من نعته ومن عاداه أسود الوجه، فقال:( يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ ) بولاية عليّعليه‌السلام ( وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ ) ببغضه( فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ) كفرتم بعليّعليه‌السلام بعدما آمنتم بولايته يوم الغدير وأعطيتموه الميثاق.

يؤيّد هذا التفسير ما أخرجه القاضي في كتاب الظلامة الفاطميّة بإسناده عن أبي ذر في قوله عزّ وجلّ:( يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ ) في حديث الآيات قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم [تحشر أمّتي على خمس رايات يوم القيامة، راية مع عجل هذه الأمّة فأقول ما فعلتم بالثقلين؟ فيقولون: أمّا الأكبر فمزّقناه وحرّفناه، وأمّا الأصغر فأبغضناه وعاديناه، فأقول ردّوا ظماءً مظمئين مسوّدة وجوهكم.

ثمَّ ترد عَليَّ راية فرعون هذه الأمّة فاسألهم ما فعلتم بالثقلين بعدي؟ فيقولون: أمّا الأكبر فخالفناه وعصيناه وأمّا الأصغر فقتلناه وعاديناه، فأقول ردّوا ظماء مظمئين مسوّدة وجوهكم.

ثمَّ ترد عَليَّ رايات سامري هذه الأمّة فأقول ما فعلتم بالثقلين بعدي؟ فيقولون: أمّا الأكبر فخالفناه وعصيناه وأمّا الأصغر فقتلناه وعاديناه، فأقول ردوا ظماء مظمئين مسوّدة وجوهكم.

٢٤٦

ثمَّ ترد عَليَّ راية ذي الثدية معها رؤوس الخوارج وآخرهم، فأقوم فآخذ بيده فترجف قدماه وتسوّد وجهه ووجوه أصحابه، فأقول: ما فعلتم بالثقلين فيقولون: أمّا الأكبر فمزّقناه وأمّا الأصغر فقتلناه، فأقول ردّوا ظماء مظمئين مسوّدة وجوهكم.

ثمَّ ترد عَليَّ راية إمام المتّقين وخاتم الوصيّين وسيّد المؤمنين فأسألهم ما فعلتم بالثقلين بعدي؟ فيقولون: أمّا الأكبر فأطعناه واتّبعناه وأمّا الأصغر فوازرناه ونصرناه حتّى أهرقت دماؤنا، فأقول: ردُّوا رواءً مرويّين مبيّضة وجوهكم.

ثمَّ بشَّر شيعته والموفين بعهدهعليه‌السلام فقال:( وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ ) قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّميا عليّ شيعتك بيض الوجوه يوم القيامة لا يمسّهم سوء، مغفور لهم ذنوبهم على ما بهم من عيوب وذنوب، وأنت قائد الغرّ المحجّلين إلى الجنّة ].

ثمَّ جعل اتّباع عليّعليه‌السلام رضوانه واتّباع أعدائه سخطه فقال:( أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللهِ ) (١) وهو حب عليّعليه‌السلام ( كَمَن بَاءَ بِسَخَطٍ مِّنَ اللهِ ) (٢) .

روى العلّامة الزمخشري المعتزلي في تفسيره الكشّاف، عند قوله تعالى( فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ ) قال:

وعن أبي أمامة: هم الخوارج[الّذين خرجوا بالسيف على عليّ ابن أبي طالب ]

ولما رآهم (أبو أمامة) على درج دمشق دمعت عيناه ثمّ قال: كلاب النّار، هؤلاء شرّ قتلى تحت أديم السّماء.

وخير قتلى تحت أديم السماء الّذين قتلهم هؤلاء[وهم أصحاب عليّ بن أبي طالب].

فقال له أبو غالب: أشيء تقوله برأيك أم شيء سمعته من رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)؟

قال: بل سمعت من رسول الله غير مرّة.

____________________

(١) سورة آل عمران: الآية ١٦٢.

(٢) سورة آل عمران: الآية ١٦٢.

٢٤٧

وأراد بقوله سمعت من رسول الله غير مرّة، بأنَّ أصحاب عليّ (عليه‌السلام ) والّذين قتلهم الخوارج كانوا هم الّذين ابيضت وجوههم، وأنَّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) هو الذي قال أكثر من مرّة أنَّ الخوارج هم الّذين اسوّدت وجوههم.

وروى العلّامة محمّد بن يوسف بن محمّد البلخي؛ عن عبد الله بن زيد عن أبيه، أنَّ النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال:

[من أحبّ أهل بيتي بورك في أجله، وأن يمتع بما خوله الله، فيخلِّفني في أهل بيتي خلافة حسنة، فمن لم يخلّفني فيهم بتُر عمره وورد عليّ يوم القيامة مسودّاً وجهه ] (١)

وجاء في تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي المجلد الأوّل ط دارإحياء التراث العربي بيروت، ص ٤٨٥.

قال الشيخ الطبرسي فيمن عناهم الله( اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ ) : أنَّهم أهل البدع والأهواء من هذه الأمّة، (فـ) عن عليٍّعليه‌السلام ومثله عن قتادة، أنّهم الذين كفروا بالارتداد ويروى عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّه قال:[ والّذي نفسي بيده ليردّن عليّ الحوض ممن صحبني أقوام حتّى إذا رأيتهم اختلجوا دوني فلأقولنَّ: أصحابي أصحابي أصحابي فيقال: إنّك لا تدري ما أحدثوا بعد إيمانهم، ارتدّوا على أعقابهم القهقرى]ٍ، ذكره الثعلبي في تفسيره فقال أبو أمامة الباهلي هم الخوارج، ويروى عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم[أنّهم يمرقون من الدّين كما يمرق السهم من الرميّة.] والألف في أكفرتم أصله الاستفهام والمراد به هنا التقريع أي لمَ كفرتم وقيل المراد التقرير أي قد كفرتم (فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون).

سورة آل عمران الآية ١١٢

( ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِّنَ اللهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ )

أورد الحافظ رجب بن محمّد رجب البرسي الحلي، في كتابه الموسوم خمسمائة آية نزلت في أمير المؤمنين، في ص ٦٩ في بيان عن الآية ١١٢ قال:

____________________

(١) مناقب البلخي: ص ٨.

٢٤٨

ثمَّ جعل من خالفه (أي علي)عليه‌السلام مضروباً عليه بالذلة فقال:( ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ ) . قال ابن عباس: الذين جحدوا آل محمّدعليهم‌السلام حقَّهم( إِلَّا بِحَبْلٍ مِّنَ اللهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ ) قال ابن عباس: حبل من الله القرآن، وحبل من الناس عليّعليه‌السلام .

وقال له النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم لما رجع من أحد[يا عليُّ أنت أوّل هذه الامّة إيماناً بالله ورسوله وأوّلهم هجرة إلى الله ورسوله وآخرهم عهداً برسوله، لا يحبّك إلّا مؤمن ولا يبغضك إلّا منافق. ]

روى السيد هاشم البحراني في كتاب غاية المرام(١) قال:

عن محمّد بن إبراهيم النعماني في: كتاب الغيبة من طريق النصاب قال: حدّثنا محمّد بن عبد الله المقمر الطبراني - وهو من النصاب – (بإسناده المذكور) عن مولى عبد الرحمن بن عوف، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال:

وفد على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أهل اليمن فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم:

[جاءكم أهل اليمن يلبسون لبسيساً ، فلمّا دخلوا على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال:قوم رقيقة قلوبهم، راسخ إيمانهم، منهم المنصور، يخرج في سبعين ألفاً ينصر خَلَفي وخَلَف وصييّ حمايل سيوفهم المسك .

فقالوا يا رسول الله ومن وصيّك؟

فقال صلّى الله عليه وآله وسلّم:هو الّذي أمركم الله بالاعتصام به فقال عزّ وجلّ:

( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ) (٢)

فقالوا:يا رسول الله بيّن لنا ما هذا الحبل ؟

فقال:صلّى الله عليه وآله وسلّم: هو قول الله :( إِلَّا بِحَبْلٍ مِّنَ اللهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ )

فالحبل من الله كتابه، والحبل من النّاس وصييّ

____________________

(١) غاية المرام: ص ٢٤٢.

(٢) آل عمران: الآية ١٠٣.

٢٤٩

فقالوا: يا رسول الله ومن وصيّك؟

فقال صلّى الله عليه وآله وسلّم:هو الّذي أنزل الله فيه: ( أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللهِ ) (١)

فقالوا يا رسول الله وما جنب الله هذا.

فقال صلّى الله عليه وآله وسلّم:هو الّذي يقول الله فيه:

( وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا ) (٢)

فقالوا: يا رسول الله، والذي بعثك بالحقّ أرناه، فقد اشتقنا إليه.

فقال صلّى الله عليه وآله وسلّم:هو الّذي جعله آية للمتوسمين فإن نظرتم إليه نظر من كان له قلب، أو ألقى السمع وهو شهيد، عرفتم أنّه وصييّ، كما عرفتم أنّي نبيّكم، فتخللوا الصفوف وتصفّحوا الوجوه، فمن أهوت إليه قلوبكم فإنّه هو، لأن الله جلّ وعزّ يقول في كتابه: ( فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ ) (٣) (يعني) إليه ذريّته .

ثمَّ قال (جابر بن عبد الله الأنصاري): فقام أبو عامر الأشعري في الأشعريين، وأبو غرّة الخولي في الخولانيين، وظبيان وعثمان بن قيس وعرثة الدوسي في الدوسيين ولاحق بن علاقة، فتخللوا الصفوف وتصفّحوا الوجوه، وأخذوا بيد الأصلع البطين، وقالوا: إلى هذا أهوت أفئدتنا يا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم:أنتم نخبة الله حين عرفتم وصيّ رسول الله قبل أن تعرفوه، فبم عرفتم أنّه هو؟

____________________

(١) الزمر: الآية ٥٦.

(٢) سورة الفرقان: الآية ٢٧.

(٣) سورة إبراهيم: الآية ٣٧.

٢٥٠

فرفعوا أصواتهم يبكون، وقالوا يا رسول الله نظرنا إلى القوم فلم نبخس، ولما رأيناه رجفت قلوبنا، ثمّ اطمأنت نفوسنا، فانجلست أكبادنا وهملت أعيننا وتبلجت صدورنا حتّى كأنّه لنا أب، ونحن عنده بنون.

فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم:( وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ) (١) أنتم منه بالمنزلة التي سبقت لكم بها الحسنى. وأنتم من النّار مبعدون.]

فقال (جابر) فبقى هؤلاء القوم المسلمون حتّى شهدوا مع أمير المؤمنين الجمل، وصفِّين، فقتلوا بصفِّين - رحمهم الله- وكان النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم يبشّرهم بالجنّة وأخبرهم أنَّهم يستشهدون مع عليّ بن أبي طالب كرم الله وجهه.

سورة آل عمران الآية ١٤٤

( وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ ) .

سورة آل عمران الآية ١٤٥

( وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ ) .

سورة آل عمران الآية ١٤٦

( وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ) .

أورد الحافظ عبيد الله بن عبد الله بن أحمد الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ١ ص ٢١٠ في الحديث ١٨٩ قال: أخبرنا أبو عبد الله الشيرازي، قال: أخبرنا أبو بكر الجرجرائي قال: حدّثنا أبو أحمد البصري قال: حدّثني محمّد بن زكريّا الغلّابي قال: حدّثنا أيّوب بن سليمان قال: حدّثنا محمّد بن مروان، عن جعفر بن محمّد قال: قال ابن عباس:

ولقد شكر الله تعالى فعال عليّ بن أبي طالب في موضعين من القرآن:

( وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ ) و( وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ ) (٢)

____________________

(١) آل عمران: الآية ٧.

(٢) سورة آل عمران: الآية ١٤٥.

٢٥١

وروى ابن شهر آشوب عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، أنَّ المراد من( الشَّاكِرِينَ ) عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، كما في عنوان: (المسابقة باليقين والصبر) من كتاب مناقب آل أبي طالب ج ٢ ص ١٢٠ طبعة قم.

وكذلك فقد أورد الحافظ الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ١ ص ٢١٠ في الحديث ١٩٠ قال:

وفي التفسير العتيق، قال: حدّثنا محمّد بن الحسين الكوفي، عن موسى بن قيس، عن أبي هارون العبدي، عن ربيعة بن ناجذ السعدي، عن حذيفة بن اليمان قال:

لما التقوا مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بأُحد وانهزم أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وأقبل عليّ يضرب بسيفه بين يدي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم مع أبي دجانة الأنصاري حتّى كشف المشركين عن رسول الله، فأنزل الله( وَلَقَدْ كُنتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ ) - إلى (قوله) -( وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ ) عليّاً وأبا دجانة، وأنزل تبارك وتعالى:( وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ ) ، والكثير عشرة آلاف، إلى (قوله):( وَاللهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ) عليّاً وأبا دجانة.

وممّا يناسب المقام في جهاد الإمام عليعليه‌السلام في حياة النبيّ أو بعده، ما رواه جماعه كثيرة من الخاصّة والعامّة، وبما أورده ابن الأعرابي في معجم الشيوخ الورق/٧١/ب/ قال:

أنبانا محمّد بن الحسين بن أبي الحنين الكوفي، أنبانا عمرو - أظنّه ابن حماد - أنبأنا أسباط - يعني ابن نصر - عن سمّاك، عن عكرمة، عن ابن عباس (قال:)

إنّ عليّاً كان يقول في حياة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: إنّ الله يقول:[ ( أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ) والله لا انقلبنا ( كذا) على أعقابنا بعد أن هدانا الله، والله لئن مات أو قتل لأقاتلنَّ على ما قاتل عليه حتّى أموت، والله إنّي لأخوه ووليّه وابن عمّه ووارثه فمن أحقّ به منّى].

وروى أحمد بن حنبل في فضائل أهل البيت من كتاب فضائل الصحابة في الحديث ٢٣٥ ص ١٦٠ قال:

٢٥٢

القطيعي: حدّثنا عبد الله بن محمّد بن عبد العزيز، حدّثنا أحمد بن منصور وعلي بن مسلم وغيرهما قالوا: حدّثنا عمرو بن طلحة القَنّاد، حدّثنا أسباط، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس:

أنَّ عليّاً كان يقول في حياة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: (إنَّ الله عزّ وجلّ يقول):[ ( أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ) والله لا ننقلب على أعقابنا بعد أن هدانا الله، ولئن مات أوقتل لأقاتلنَّ على ما قاتل عليه حتّى أموت، والله إنّي لأخوه ووليّه وابن عمّه ووارثه فمن أحقّ به منّى].

وأورد الشيرواني في ما روته العامّة من مناقب أهل البيتعليه‌السلام ص ٣٣٠ قال:

قال ابن أبي الحديد في الشرح - شرح نهج البلاغة - عند ذكره غزوة أحد، قال الواقدي: بينا عمر بن الخطاب يومئذ في رهط من المسلمين قعوداً إذ مرَّ بهم أنس بن النضر بن ضمضم، عمّ أنس بن مالك، فقال: ما يقعدكم؟ قالوا: قتل رسول الله صلّى الله عليه وآله، قال: فما تصنعون بالحياة بعده؟ قوموا فموتوا على ما مات عليه، ثمّ قام فجالد بسيفه حتّى قتل(١) .

وجاء في الكشاف: ج ١ ص ٤٦٨ قال:

عند تفسيره للآية الكريمة في قوله تعالى:( أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ) وروي أنّه لما صرخ الصارخ قال بعض المسلمين: ليت عبد الله بن أبي يأخذ لنا أماناً من أبي سفيان، وقال ناس من المنافقين: لو كان نبيّاً لما قتل، إرجعوا إلى إخوانكم وإلى دينكم.

فقال أنس بن النضر عم أنس بن مالك: يا قوم إن كان قتل محمّد فإنّ ربّ محمّد حيّ لا يموت، وما تصنعون بالحياة بعد رسول الله، فقاتلوا على ما قاتل عليه، وموتوا على ما مات عليه، ثمّ قال: أللّهم إنّي أعتذر إليك ممّا يقول هؤلاء، وأبرأ إليك ممّا جاء به هؤلاء ثمّ شدّ بسيفه حتّى قتل.

____________________

(١) نهج البلاغة: ج ٣ ص ١٨٧.

٢٥٣

ومن هاتين الروايتين من شرح نهج البلاغة، والكشّاف أنّ أنس بن النضر قد تكلّم مع الرهط من المسلمين، كما قال ابن أبي الحديد وكان فيهم عمر بن الخطاب، وما وصفهم في الكشّاف ناس من المنافقين وان اختلف تسمية المتخاذلين، المنهزمين.

وروى السيوطي في الدرّ المنثور: ج ٢ ص ٣٣٤.

في تفسير قوله تعالى:( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَ‌سُولٌ ) الآية: عن عمر أنّه قال: إنّها أحديّة، ثمّ قال عمر: فتفرّقنا عن رسول الله صلّى الله عليه وآله فصعدت الجبل. انتهى

قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة: ج ٣ ص ٢١٣.

واحتج من رأى أنَّ عمر فرّ يوم أحد بما روى، أنّه جاءت في أيام خلافته امرأة تطلب برداً من برود كانت بين يديه، وجاءت معها بنت لعمر تطلب برداً أيضاً، فأعطى المرأة، وردّ ابنته، فقيل له في ذلك، فقال: إنّ أبا هذه ثبت يوم أحد ولم يفرّ، و أبا هذه (يعني عمر نفسه) فرّ يوم أحد ولم يثبت.

وروى الواقدي: أنّ عمر كان يحدّث فيقول: لماّ صاح الشيطان قتل محمّد، أقبلت أرقى في الجبل كانّي أروِية (شاة من شياة الجبل).

وجاء في تفسير مجمع البيان الطبرسي(١) قال:

قال أهل التفسير سبب نزول هذه الآية أنّه لماّ أرجف أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم قد قتل يوم أحد وأشيع ذلك قال أناس لو كان نبيّاً لما قتل، وقال آخرون نقاتل على ما قاتل عليه، حتّى نلحق به، وارتد بعضهم وانهزم بعضهم، وكان سبب انهزامهم وتضعضعهم إخلال الرماة لمكانهم من الشعب وكان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم نهاهم عن الإخلال به وأمرَّ عبد الله بن جبير وهو أخو خوان ابن جبير على الرماة وهم خمسون رجلاً وقال لا تبرحوا مكانكم فإنّا لا نزال غالبين ما ثبتم بمكانكم وجاء المشركون معهم النساء يضربن بالدفوف وينشدن أشعارا فقالت هند:

نحن بنات طارقٍ

نمشي على النمارق

إن تقتلوا نعانق

أوتدبروا نفارق

فراق غير وامق

____________________

(١) مجمع البيان الطبرسي: ج ١ ص ٥١٢ ط دارإحياء التراث العربي - بيروت.

٢٥٤

ثمَّ حمل النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وأصحابه على المشركين فهزموهم وقتل عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام أصحاب اللواء - كما تقدّم بيانه- وأنزل الله ريبه على المسلمين، قال الزبير فرأيت هنداً وصواحبها هاربات مصعدات في الجبال نادية خدامهنّ ما دون أخذهنّ شيء، فلمّا نظرت الرماة إلى القوم قد انكشفوا ورأوا النبيّ وأصحابه ينتهبون الغنيمة، أقبلوا يريدون النهب واختلفوا، فقال بعضهم لا تتركوا أمر الرسول، وقال بعضهم ما بقى من الأمر شيء، ثمّ انطلق عامّتهم ولحقوا بالعسكر، فلمّا رأى خالد بن الوليد قلّة الرماة واشتغال المسلمين بالغنيمة ورأى ظهورهم خالية صاح في خليّة من المشركين وحمل على أصحاب النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم من خلفهم فهزموهم وقتلوهم ورمى عبد الله بن قمية الحارثي رسول الله بحجر وكسر أنفه ورباعيّته وشجّه في وجهه فأثقله وتفرَّق عنه أصحابه وأقبل يريد قتله، فذبَّ مصعب بن عمير- وهو صاحب راية رسول الله يوم بدر ويوم أحد وكان اسم رايته العقاب - عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم حتّى قُتل مصعب بن عمير، قتله ابن قمية فرجع وهو يرى أنّه قتل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وقال إنّي قتلت محمّداً... وفشا في الناس أنّ رسول الله قتل فقال بعض المسلمين: ليت لنا رسولاً إلى عبد الله بن أبي فيأخذ لنا أماناً من أبي سفيان وبعضهم جلسوا والقوا بأيديهم وقال أناس من أهل النفاق إن كان محمّد قد قتل فألحقوا بدينكم الأوّل، فقال أنس بن نضر عم أنس بن مالك يا قوم إن كان قد قتل محمّد فرّب محمّد لم يقتل وما تصنعون بالحياة بعد رسول الله فقاتلوا على ما قاتل عليه رسول الله وموتوا على ما مات عليه ثمّ قال أللّهم إنّي أعتذر إليك ممّا يقول هؤلاء - يعني المسلمين - وأبرأ إليك ممّا جاء هؤلاء - يعني المنافقين - ثمّ شدَّ بسيفه فقاتل حتّى قتل، ثمّ إنّ رسول الله انطلق إلى الصخرة وهو يدعو الناس فأوّل من عرف رسول الله كعب بن مالك، قال عرفت عينيه تحت المغفر تزهران فناديت بأعلى صوتي يا معشر المسلمين أبشروا فهذا رسول الله فأشار إليّ أن اسكت فانحازت إليه طائفة من أصحابه فلامهم النبيّ على الفرار فقالوا: يا رسول الله فديناك بآبائنا وأمّهاتنا، أتانا الخبر بأنّك قتلت فرُعبتْ قلوبنا فولّينا مدبرين فأنزل الله تعالى وما محمّد إلّا رسول الآية.

وقد ذكرت الكتب التاريخيّة كم من أصحاب النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم فرّوا وتخاذلوا، ليس عمر وحده - كما مرّ أعلاه - بل إنّ عثمان بقي مع المشركين ثمّ عاد بعد أيّام وهكذا الكثير من المنافقين - وكان العباس عم النبيّ يدعوا المسلمين ويقول- أصحاب بيعة الشجرة، وما كان إلّا العديد من آل هاشم محيطين بالنبي والإمام عليّ كان هو الفارس الذاب عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

٢٥٥

سورة آل عمران الآية ١٥٤

( ثُمَّ أنزل عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا يَغْشَىٰ طَائِفَةً مِّنكُمْ )

أخرج الحافظ الحاكم الحسكاني في كتابه شواهد التنزيل(١) قال:

قال: السبيعي: وحدّثنا علي بن محمّد الدهّان، والحسين بن إبراهيم الجصّاص، قالا: حدّثنا الحسين بن الحكم(٢) قال: حدّثنا حسن بن حسين، قال: حدّثنا حبّان، عن الكلبي عن أبي صالح:

عن ابن عباس في قوله:( ثُمَّ أنزل عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا ) الآية.

نزلت في عليٍّ بن أبي طالب، غشيه النعاس يوم أُحد.

وأورد الحافظ الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل(٣) برواية أخرى قال:

أخبرنا أبو (محمّد) الحسن بن علي الجوهري قال: أخبرنا أبو عبـ(يـ)ـد الله محمّد بن عمران المرزباني قال: أخبرنا علي بن محمّد بن عبيد الحافظ قال: حدّثني الحسين بن الحكم الحبري قال: حدّثنا حسن بن حسين قال: حدّثنا حبّان عن الكلبي عن أبي صالح:

عن ابن عباس في قوله:( ثُمَّ أنزل عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا ) الآية.

نزلت في عليٍّ بن أبي طالب، غشيه النعاس يوم أُحد.

أقول: وكما أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين في مواضع اشتد المشركون على الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم والمسلمين، في قوله تعالى( ثُمَّ أنزل اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ ) (٤) وقوله عزّ وجلّ( فَأَنزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ ) (٥) .

____________________

(١) شواهد التنزيل: ج ١ ص ٢٠٦ ط ٣ في الحديث ٨٦١.

(٢) رواه الحبري في الحديث ١٠ من تفسيره، الورق/٧ب/ وكذلك فقد رواه عن الحبري فرات بن إبراهيم في الحديث ٦٢ من تفسيره ص ١٩.

(٣) شواهد التنزيل: في الحديث ١٨٨ ص ٢٠٧.

(٤) سورة التوبة: الآية ٢٦.

(٥) سورة الفتح: الآية ٢٦.

٢٥٦

ففي أُحد حين اشتدت وطأة المشركين على المسلمين أنزل الله على المؤمنين - وهو الإمام عليّعليه‌السلام - أمنة من بعد الغم.. حتّى غشيه النعاس.

فقد مرت بالمسلمين أوقاتاً عصيبة كما هو الحال في اُحد فقد ذكر الله سبحانه وتعالى واصفاً حال المسلمين في آية أخرى وبمقام آخر بقوله تعالى( وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ ) (١)

وأخرج الحافظ الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل(٢) قال:

أخبرنا أبو (محمّد) الحسن بن علي الجوهري قال: أخبرنا أبو عبـ(يـ)ـد الله محمّد بن عمران المرزباني قال: أخبرنا علي بن محمّد بن عبيد الحافظ قال: حدّثني الحسين بن الحكم الحبري قال: حدّثنا حسن بن حسين قال: حدّثنا حبّان عن الكلبي عن أبي صالح:

عن ابن عباس في قوله:( ثُمَّ أنزل عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا ) الآية.

نزلت في عليٍّ بن أبي طالب، غشيه النعاس يوم أحد.

إلى آخر الحديث.

سورة آل عمران الآية ١٧٢

( الَّذِينَ اسْتَجَابُوا للهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ ) .

روى السيد البحراني في كتابه الموسوم غاية المرام، في الصفحة ٤٠٧ عن ابن شهر آشوب، قال: ذكر الفلكي المفسِّر بروايته عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس، وعن أبي رافع (أنَّهما قالا): إنّها - الآية الكريمة - نزلت في عليّ، وذلك أنّه نادى اليوم الثاني من أحد في المسلمون فأجابوه، وتقدّم عليّ براية المهاجرين في سبعين رجلاً حتّى انتهى إلى (حمراء أسد) ليرهب العدو، وهي سوق على ثلاثة أميال من المدينة ثمّ رجع إلى المدينة.

وجاء في الحديث ١٨٦ من شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني(٣) قال:

____________________

(١) سورة الأحزاب: الآية ١٠.

(٢) شواهد التنزيل: ج ١ ص ٢٠٧ ط ٣ في الحديث ١٨٨.

(٣) شواهد التنزيل: ص ٢٠٧ ج ١، ط ٣.

٢٥٧

وقوله:( الَّذِينَ اسْتَجَابُوا للهِ وَالرَّسُولِ - إلى (قوله) -أَجْرٌ عَظِيمٌ ) نزلت في عليٍّ بن أبي طالب وتسعة نفر معه، بعثهم رسول الله صلّى الله عليه وآله (وسلم) في أثر أبو سفيان حين ارتحل، فاستجابوا لله ورسوله.

(والحديث رواه) في (التفسير) العتيق عن أبي رافع.

وكذلك فقد روى ابن مردويه في كتاب فضائل عليّعليه‌السلام ، كما في عنوان: (ما نزل من القرآن في شأن عليّعليه‌السلام ) من كتابه كشف الغمّة: ج ١، ص ٣١٧، الحديث بروايته عن أبي رافع.

وأورد الحافظ الحاكم الحسكاني من شواهد التنزيل(١) قال:

أبو النضر العيّاشي(٢) قال: حدّثنا جعفر بن أحمد قال: حدّثني العمركي بن علي وحمدان بن سليمان، عن محمّد بن عيسى بن عبيد، عن يونس بن عبد الرحمان، عن الرحمان بن سالم الأشل، عن سالم بن أبي مريم قال: قال لي أبو عبد الله:

إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بعث عليّاً في عشرة( الَّذِينَ اسْتَجَابُوا للهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ ) إنّما نزلت في أمير المؤمنينعليه‌السلام .

وجاء في الحديث ١٨٨ من شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني(٣) قال:

أخبرنا أبو (محمّد) الحسن بن علي الجوهري قال: أخبرنا أبو عبيد الله محمّد بن عمران المرزباني قال: أخبرنا علي بن محمّد بن عبيد الحافظ قال: حدّثني الحسين بن الحكم الحبري قال: حدّثنا حسن بن حسين قال: حدّثنا حبّان عن الكلبي عن أبي صالح:

عن ابن عباس في قوله:( ثُمَّ أنزل عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا ) نزلت في عليٍّ يوم أحد.

____________________

(١) شواهد التنزيل: ج ١ ص ٢٠٧ ط ٣ الحديث ١٨٧.

(٢) تفسير العيّاشي: ج ١/٣٥٠: ٨١٠.

(٢) شواهد التنزيل: ص ٢٠٧ ج ١، ط ٣.

٢٥٨

وقوله:( وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ... ) (١) نزلت في رسول الله خاصّة وأهل بيته.

وقوله:( الَّذِينَ اسْتَجَابُوا للهِ وَالرَّسُولِ ) (٢) الآية، نزلت في عليٍّ وتسعة نفر معه بعثهم رسول الله في أثر أبي سفيان حين ارتحل، فاستجابوا لله ورسوله... الخ.

سورة آل عمران الآيتان (١٧٣-١٧٤).

( الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ﴿١٧٣﴾ فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللهِ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ )

روى السيد البحراني في كتابه - غاية المرام -(٣) عن ابن شهر آشوب، من طرق العامّة؛ قال:

إنّ النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وجَّه عليّاً - في نفر - في طلب أبي سفيان، فلقيه أعرابي من خزاعة فقال: إنَّ الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم - يعني (بذلك): أبا سفيان وأصحابه-،( فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا ) يعني (بذلك) عليّاً وأصحابه:( حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ) فنزلت هذه الآية إلى قوله (تعالى) ذو فضل عظيم).

وأخرج المير محمّد صالح الترمذي - الحنفي في مناقبة -: قريباً منه.

وفي الحديث ١٨٤ في شواهد التنزيل للحافظ الحاكم الحسكاني: ج ١ ص ٢٠٥ ط ٣، قال:

أخبرني (الحاكم) الوالد، عن أبي حفص بن شاهين قال: حدّثنا أبو محمّد بن محمّد بن نصير قال: حدّثنا محمّد بن عبد الله بن سليمان قال: حدّثنا بن صرد قال: حدّثنا علي بن هاشم عن محمّد بن عبيد الله بن أبي رافع، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه - أبي رافع -:

أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بعث عليّاً في أناس من الخزرج حين انصرف المشركون من أحد، فجعل لا ينزل المشركون منزلاً إلّا نزله عليّعليه‌السلام ، فأنزل الله في ذلك:( الَّذِينَ اسْتَجَابُوا للهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ ) (يعني) الجراحات( الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ ) (المراد منه) هو أبو سفيان بن حرب( قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ﴿١٧٣﴾ فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللهِ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ )

____________________

(١) سورة آل عمران: الآية ١٨٦.

(٢) سورة آل عمران: الآية ١٧٢.

(٣) غاية المرام: ص ٤٠٨.

٢٥٩

والحديث رواه أيضاً السيد البحراني في الباب: ١٣٧ من كتابه غاية المرام ص ٤٠٧، وذكر الآية: ١٤٤ من آل عمران:( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ) في الباب: ١٣١، ص ٤٠٥.

سورة آل عمران الآية ١٨٦

( وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ )

أورد الحافظ الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ١ ص ٢٠٧ ط ٣ في الحديث ١٨٨ قوله: أخبرنا أبو (محمّد) الحسن بن علي الجوهري قال: أخبرنا أبو عبيد الله محمّد بن عمران المرزباني قال: أخبرنا علي بن محمّد بن عبيد الحافظ قال: حدّثني الحسين بن الحكم الحبري قال: حدّثنا حسن بن حسين قال: حدّثنا حبّان، عن الكلبي عن أبي صالح: عن ابن عباس في قوله:( ثُمَّ أنزل عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا ) نزلت في عليٍّ غشيه النعاس يوم أحد.

وقوله:( وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ ) نزلت في رسول الله خاصّة وأهل بيته.

سورة آل عمران الآية ١٩٥

( ثَوَابًا مِّنْ عِندِ اللهِ وَاللهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ ) .

سورة آل عمران الآية ١٩٨

( وَمَا عِندَ اللهِ خَيْرٌ لِّلْأَبْرَارِ )

أخرج الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ١ ص ٢١٢ ط ٣ في الحديث ١٩١ قال: أخبرنا محمّد بن عبد الله قال: أخبرنا محمّد بن أحمد الحافظ قال: حدّثنا عبد العزيز بن يحيى الجلودي قال: حدّثني محمّد بن سهل قال: حدّثني عبد الله بن محمّد البلوي قال: عمارة بن زيد قال: حدّثني عبيد الله بن العلاء، قال: أخبرني صالح بن عبد الرحمان، عن الأصبغ بن نُباتة قال: سمعت عليّاً يقول:[أخذ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بيدي ثمّ قال: يا أخي، قول الله تعالى: ( ثَوَابًا مِّنْ عِندِ اللهِ وَاللهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ ) (وقوله)( وَمَا عِندَ اللهِ خَيْرٌ لِّلْأَبْرَارِ ) أنت الثواب، وشيعتك الأبرار].

وأورد الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل(١) قال:

أبو النضر العيّاشي قال: حدّثنا محمّد بن نصير، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن بعض أصحابنا، عن محمّد بن زريع:

____________________

(١) شواهد التنزيل: ج ١ ص ٢١٢ ط ٣، في الحديث المرقم ١٩٢.

٢٦٠