النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين الجزء ١

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين0%

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين مؤلف:
تصنيف: الإمامة
الصفحات: 427

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: محمد فخر الدين
تصنيف: الصفحات: 427
المشاهدات: 82273
تحميل: 3165


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 427 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 82273 / تحميل: 3165
الحجم الحجم الحجم
النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين الجزء 1

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

وجاء في الحديث عند الرقم ٢١٣ للحافظ الحسكاني من شواهد التنزيل(١) ، قال: أخبرنا الحاكم الوالد، عن أبي حفص بن شاهين قال حدّثنا أحمد بن عبد الله النيرّي البّزاز قال: حدّثنا علي بن سعيد الرقّي قال: حدّثنا ضمرة بن ربيعة عن ابن شوذب، عن مطر الورّاق، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة، قال: من صام يوم ثامن عشر من ذي الحجة كتب الله له صيام ستين شهراً، وهو يوم غدير خم، لما أخذ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بيد عليّ بن أبي طالب فقال:[من كنت مولاه فعليٌّ مولاه].

فقال له عمر بن الخطاب: بخٍ بخٍ لك يا بن أبي طالب. أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة.

وكذلك فقد رواه عنه السيد هاشم البحراني، في الحديث الثالث من تفسير الآية الكريمة في تفسيره البرهان: ج ١ ص ٤٣٥.

وكذلك فقد رواه أيضاً محمّد بن سليمان الصنعاني الكوفي كما أورده في عنوان: باب ذكر: ما أنزل في عليٍّ من القرآن، في الحديث ٦٦ من مناقب أهل البيت الورق ٢٩/أ/ وفي الحديث ٢٩١ من الورق ٧٦/أ/ وفي ط ١: ص ١١٩ و ٣٦٢ قال: حدّثنا أحمد بن حازم الغفاري ومحمّد بن منصور المرادي وخضير بن أبان، قالوا: حدّثنا يحيى بن عبد الحميد الحِمّانيّ، عن قيس، عن أبي هارون العبديّ، عن أبي سعيد الخدري (قال: ) إنَّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لماّ دعا الناس إلى عليّ في غدير خمٍّ، أمر بما كان تحت الشجرة من الشوك فقمّ وذلك يوم الخميس. ثمّ دعا الناس إلى عليٍّ فأخذ بضبعيه حتّى نظر الناس إلى بياض إبطي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ثمّ لم يتفّرقوا حتّى نزلت هذه الآية:( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي )... الآية، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:[الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة، ورضا الرب برسالتي، وبالولاية لعليّ من بعدي. ثمّ قال:من كنت مولاه فعليٌّ مولاه أللّهمَّ وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله].

____________________

(١) شواهد التنزيل: ج ١ ص ٢٣٧ ط ٣.

٣٢١

فقال حسّان بن ثابت الأنصاري: يا رسول أتأذن لي أن أقول في عليٍّ أبيات شعر؟، فقال: قل على بركة الله، فقام حسّان فقال: يا معشر مشيخة قريش اسمعوا قولي بشهادة من رسول الله فقال:

يُناديهم يوم الغدير نبيّهم

بخمّ وأسمع بالنبيّ منادياً

يقول: فمن مولاكم ووليّكم؟

فقالوا: ولم يبدوا هناك التعاميا

إلهك مولانا وأنت نبيّنا

ولا تجدن منّا لك اليوم عاصياً

فقال له: قم يا عليُّ فإنّني

رضيتك من بعدي إماماً وهاديا

ورواه أيضاً إلى قوله: (واخذل من خذله) في الحديث ٩١٨ في أواسط الجزء السابع من الورق ١٩٣/أ/ قال: (حدّثنا) عثمان بن سعيد قال: حدّثنا محمّد بن عبد الله قال: حدّثني زيد بن خرشة الاصبهاني قال: حدّثنا الحمّاني قال: حدَّثنا قيس بن الربيع قال: حدَّثنا أبو هارون العبدي.

وقد أورده الحافظ الحاكم الحسكاني في الحديث ٢١٥ مرفوعاً لأبي سعيد الخدري: في ج ١ ص ٢٤٠ ط ٣، قال: حدّثني أبو زكريّا ابن أبي إسحاق قال: أخبرنا عبد الله بن إسحاق قال: حدّثنا الحسن بن عليل العنزي قال: حدّثني محمّد بن عبد الرحمان الزرّاع قال: حدّثنا قيس بن حفص الدارمي قال: حدّثني علي بن الحسين أبو الحسن العبدي عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري: أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم دعا الناس إلى عليّ فأخذ بضبعيه فرفعها، ثمّ لم يتفرّقا حتّى نزلت هذه الآية:( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ) فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:[ ألله أكبر على إكمال الدين و[إ] تمام النعمة ورضا الربّ برسالتي والولاية لعليّ ثمّ قال للقوم:من كنت مولاه فعليٌّ مولاه]... والحديث اختصرته.

وأخرج الحافظ الحاكم الحسكاني في الحديث ٢١٦ مرفوعاً لأبي هريرة، في كتابه شواهد التنزيل(١) قال:

____________________

(١) شواهد التنزيل: ج ١ ص ٢٤١ ط ٣.

٣٢٢

أخبرنا أبو بكر اليزدي - بقراءتي عليه- قال: أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن عبد الله السرخسي ببخارا- قال: أخبرنا أبو نصر حبشون بن موسى الخلال قال: حدّثنا علي بن سعيد الشامي قال: حدّثنا ضمرة بن ربيعة، عن عبد الله بن شوذب، عن مطر (الورّاق)، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة قال: من صام يوم ثمانية عشر من ذي الحجّة كتب الله له صيام ستّين شهراً. وهو يوم غدير خمّ لماّ أخذ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم بيد عليٍّ فقال:[ألست ولي المؤمنين؟ ] قالوا: بلى يا رسول الله، فقال:[من كنت مولاه فعليّ مولاه].

فقال عمر بن الخطاب: بخٍ بخٍ لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن، وأنزل الله:( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) .

رواه جماعة عن أبي نضر حبشون بن موسى الخلّال، وتابعه جماعة من الرواية عن أبي الحسن علي بن سعيد الشامي ورواه عنه السبيعي في تفسيره.

وقد روى هذا الحديث أيضاً محمّد بن سليمان في الحديث ٧٣ من كتاب المناقب الورق ٣٢/أ/ وفي ط ١: ج ١ /١٧٣ لكنّه لم يورد أبيات الشعر التي قالها حسّان. قال: حدّثنا عثمان بن سعيد، قال: حدّثنا محمّد بن عبد الله المروزي قال: حدّثنا زيد بن خرشة الاصبهاني قال: حدّثنا الحمّاني قال: حدّثنا قيس بن الربيع قال: حدّثنا أبو هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري: أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لما دعا الناس إلى عليّ بغدير خمّ أمر بما كان تحت الشجرة أن يُقمّ من الشوك، وذلك يوم الخميس، ثمّ دعا الناس إلى عليّ فأخذ بضبعه حتّى نظر الناس إلى بياض إبطي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ثمّ لم ينصرف حتّى نزلت:( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ) فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:[ألله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضا الرب برسالتي وبالولاية لعلي من بعدي. ثمّ قال: من كنت مولاه فعليٌّ مولاه أللّهم والِ من والاه وعادِ من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله. ].

٣٢٣

العاصمي:

روى العاصمي الحديث في عنوان: (المولى والولاية) من جهات مشابهة (الإمام) عليّ للنبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم من كتاب زين الفتى(١) قال:

وأخبرنا محمّد بن أبي زكريّا، قال: أخبرنا أبو إسماعيل محمّد بن أحمد الفقيه قال: أخبرنا أبو محمّد يحيى بن محمّد العلويّ الحسينيّ قال: أخبرنا إبراهيم بن محمّد العامي قال: أخبرنا حبشون بن موسى بن أيّوب البغدادي قال: حدّثنا علي بن سعيد الشامي الرملي قال: حدّثنا ضمرة (بن ربيعة القرشي)، عن ابن شوذب، عن مطر، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة قال: من صام يوم ثمانية عشر من ذي الحجّة كتب له صيام ستّين شهراً وهو يوم غدير خمّ لماّ أخذ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بيد عليّ بن أبي طالب (و) قال:[ألست أولى بالمؤمنين [ من أنفسهم؟] قالوا: نعم يا رسول الله قال:من كنت مولاه فعليٌّ مولاه].

فقال له عمر: بخٍّ بخٍّ يا عليّ أصبحت مولاي ومولى كلّ مسلم فأنزل الله تعالى:( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ) .

السيد المرشد بالله يحيى بن الحسين الشجري الزيدي: روى الحديث في عنوان: (الحديث الثاني في العلم وفضله) وكما في الحديث (٥٤) من فضائل عليّعليه‌السلام من ترتيب أماليه: ج ١ ص ٤٢، ١٤٦ قال: حدّثنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي إملاءً، قال: حدّثنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان الواعظ، قال: حدّثنا أحمد بن عبد الله بن سالم قال: حدّثنا علي بن سعيد الرقّي.

حيلولة: وحدّثناه (أيضا) القاضي أبو القاسم قال: وحدّثنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن محمّد بن عبيد الزجاج الشاهد النبيل، قال: حدّثنا أبو نصر حبشون بن أيّوب الخلّال قال: حدّثنا علي بن سعيد الشامي قال: حدّثنا ضمرة بن ربيعة، عن ابن شوذب، عن مطر، عن شهر يعني ابن حوشب، عن أبي هريرة قال:

____________________

(١) زين الفتى: ص ٦٢٧ وفي ط ١: ج ٢ ص ٢٦٥.

٣٢٤

من صام يوم ثمانية عشر من ذي الحجةّ كتب (الله) له صيام ستين شهراً، وهو يوم غدير خم لماّ أخذ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم بيد عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام فقال:[ألست وليّ المؤمنين؟ قالوا:بلى يا رسول الله قال: من كنت مولاه فعليٌّ مولاه] . فقال عمر: بخٍ بخٍ لك يا ابن أبي طالب، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن، فأنزل الله تعالى:( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ... ) .

ومن صام يوم سبعة وعشرين من رجب كتب الله (له) صيام ستين شهراً، وهو أوّل يوم هبط (فيه) جبرئيلعليه‌السلام على النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم بالرسالة.

ثمَّ قال السيد المرشد بالله (هذا) لفظ حديث ابن عبيد، وهو أتمّ (حديث القاضي التنوخي).

وكذلك روى المرشد بالله في الحديث ٥٤ من فضائل عليّعليه‌السلام من أماليه ص ١٤٦ قال: أخبرنا القاضي أبو الحسن علي بن الحسن بن محمّد الورّاق الشروطي- بقراءتي عليه- قال: حدّثني الشريف أبو القاسم علي بن محمّد بن علي بن القاسم الشعراني الفقيه - إملاءً - قال: حدّثنا أحمد بن علي بن أحمد القمي قال: حدّثنا علي بن الحسين قال: حدّثنا الحسن بن أحمد المالكي قال: حدّثنا الحسين بن زيد الزنادي، عن صفوان بن يحيى قال: سمعت الصادق جعفر بن محمّدعليه‌السلام يقول:[ألثامن عشر من ذي الحجة عيد الله الأكبر ما طلعت عليه شمس في يوم أفضل عند الله منه، وهو (اليوم) الذي أكمل الله فيه دينه لخلقه وأتمَّ عليهم نعمه، ورضي لهم الإسلام ديناً، ومابعث الله نبيّاً إلّا أقام وصيّه في مثل هذا اليوم دون سائر الأيّام. قال: فقلت يا ابن رسول الله فما نصنع فيه؟، فقال:تصومه فإنّ صيامه يعدل ستّين شهراً وتحسن فيه إلى نفسك وعيالك وماملكت يمينك بما قدرت عليه].

ورواه أيضاً السيد المرشد الشجري، كذلك في آخر عنوان: (الحديث الثاني) وفي الحديث (٥٥) من عنوان (الحديث السادس) من ترتيب أماليه: ج ١ ص ٤٢ و١٤٦، ط ١ قال: وأيضا رواه يحيى بن الحسين بصدر سند آخر كما في عنوان: (الحديث السادس) من ترتيب أماليه: ج ٢ ص ٧٣ قال: حدّثنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن عبد الوهّاب بن سعيد بن طاوان الواسطي -إملاءً- في جامعها قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن الحسين بن أحمد بن السمّاك الواعظ - قدم علينا واسط- قال:

٣٢٥

أخبرنا أبو محمّد جعفر بن محمّد بن نصر الخواص المعروف بالخلدي قال: حدّثنا علي بن سعيد بن قتيبة الرملي قال: حدّثنا ضمرة بن ربيعة القرشي، عن ابن شوذب، عن مطر الوراّق، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة قال: من صام يوم ثمان عشر من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهراً وهو يوم غدير خم لما أخذ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم بيد عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام (ف) قال:[ألست أولى بالمؤمنين؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: من كنت مولاه فعليٌّ مولاه].

(ف) قال عمر بن الخطاب: بخٍ بخٍ (لك) يا ابن أبي طالب، أصبحت مولاي ومولى كلّ مسلم. قال: فأنزل الله تعالى:( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) قال(أبو هريرة): ومن صام يوم سبعة وعشرين من رجب كتب الله (له) صيام ستين شهراً. وهو يوم هبط جبرئيلعليه‌السلام على محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم بالرسالة وأوّل يوم هبط إليه.

والحديث بهذ السند والمتن رواه أيضاً ابن المغازلي عند الرقم (٢٣) من كتابه مناقب عليّعليه‌السلام ص ١٨.

وعن صوم يوم سبع وعشرون من شهر رجب، فقد أورد الحافظ الحاكم الحسكاني في الحديث ١١ من رسالته في فضائل شهر رجب قال: أخبرنا أبو سعيد السعدي، أنبانا أبو نصر محمّد بن طاهر الأديب، أنبانا محمّد بن عبد الله حدّثنا حبشون بن موسى حدّثنا علي بن سعيد الرملي، حدّثنا ضمرة بن ربيعة، عن ابن شوذب، عن مطر الورّاق، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة (رض) قال: من صام يوم سبع وعشرين من (شهر) رجب كتب (الله) له صيام ستين شهراً، وهو يوم هبط (فيه) جبرئيل على محمّد -صلّى الله عليه وآله وسلّم- بالرسالة وأوّل يوم هبط إليه.

وأورد الحافظ الحسكاني في الحديث ٢١٧ مرفوعاً إلى ابن عباس: ج ١ ص ٠٢٤٦ ط ٣، قال: وحدَّثونا عن أبي بكر محمّد بن الحسين بن صالح قال: حدّثني الحسين بن إبراهيم بن الحسن الجصّاص قال: حدّثنا أبو أيّوب القزويني قال: حدّثنا عبد الله بن هلال البرذعي قال: حدّثنا محمّد بن فضيل، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: بينما نحن مع الرسول في الطواف إذ قال:[أفيكم عليّ بن أبي طالب ؟ قلنا: نعم يا رسول الله فقّربه النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم فضرب على منكبه وقال:طوباك يا عليٌّ، أنزلت عليَّ في وقتي هذا أيةٌ، ذكري وإيّاك فيها سواء: ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ) ] ، قال: أكملت لكم دينكم بالنبيّ وأتممت عليكم نعمتي بعليّ، ورضيت لكم الإسلام ديناً بالعرب.

٣٢٦

وأورد الحافظ الحاكم الحسكاني الحديث ٢١٨ نقلاً عن فرات الكوفي في شواهد التنزيل(١) قال: فرات بن إبراهيم الكوفي قال: حدّثني علي بن أحمد بن خلف الشيباني قال: حدّثنا عبد الله بن علي بن المتوكل الفلسطيني، عن بشر بن غياث، عن سليمان بن عمرو العامري، عن عطاء، عن سعيد، عن ابن عباس قال: بينما النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم بمكّة أيّام الموسم إذ التفت إلى عليّ فقال:[هنيئاً لك يا أبا الحسن أنّ الله قد أنزل عَلَيَّ أية محكمة غير متشابهة: ذكري وإياّك فيها سواء: ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) ] الآية.

والحديث مذكور في تفسير فرات بن إبراهيم الكوفي ص ١١٩: ١٢٦ ابن أبي حاتم، وفي فتح الغدير: ج ٢ ص ٥٧ للشوكاني.

الفقيه أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل بن سعيد المحاملي الضّبي، المتوفّى ٣٣٠: أخرج الحافظ المحاملي في أماليه على ما نقله عنه الشيخ إبراهيم الوصّابي الشافعي في كتاب الاكتفاء بإسناده عن ابن عباس قال: لماّ أمر النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أن يقوم بعليّ بن أبي طالب المقام الذي قام به فانطلق النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى مكّة، فقال: رأيت الناس حديثي عهد بكفر- بجاهليّة- وحتّى أفعل هذا يقولوا صنع هذا بابن عمّه. ثمّ مضى حتّى قضى حجّة الوداع ثمّ رجع حتّى إذا كان بغدير خمّ، أنزل الله عزّ وجلّ:( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أنزل إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) الآية. فقام منادٍ فنادى الصلاة جامعة ثمّ قام وأخذ بيد عليرضي‌الله‌عنه فقال:

____________________

(١) شواهد التنزيل: ج ١ ص ٢٤٧ ط ٣.

٣٢٧

[من كنت مولاه فعليّ مولاه أللّهم وال من والاه، وعاد من عاداه].

ونقله عن المحاملي، المتّقي الهندي في كنز العمّال: ج ٦ ص ١٥٣.

الحافظ أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد أبو بكر الفارسي الشيرازي المتوفى ٤٠٧/٤١١، صاحب كتاب: ما نزل من القرآن في أمير المؤمنين.

روى في كتابه: ما نزل من القرآن في أمير المؤمنين، بالإسناد عن عبد الله بن عباس: أنّ الآية نزلت يوم غدير خم في عليٍّ بن أبي طالب.

أبو إسحاق أحمد بن محمّد بن إبراهيم الثعلبي النيسابوري المفسِّر، المتوفى ٤٢٧/٤٣٧، صاحب تفسير: الكشف والبيان. روى في تفسيره الكشف والبيان قال: عن أبي جعفر محمّد بن علي (الإمام محمّد الباقر) أنّ معناها:[بلَّغ ما أنزل إليك من ربّك في فضل عليّ فلمّا نزلت أخذ رسول الله صلّى الله عليه وآله بيد عليّ فقال :من كنت مولاه فعلي مولاه].

وقال: أخبرني أبو محمّد عبد الله بن محمّد القايني، أخبرنا أبو الحسين محمّد بن عثمان النصيبي، أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين السبيعي، أخبرنا علي بن محمّد الدهان و الحسن بن إبراهيم الجصّاص، أخبرنا حسين بن حكم، أخبرنا حسن بن حسين، عن حبّان عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله تعالى( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أنزل إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) الآية قال: نزلت في عليٍّ أمر النبيّ صلّى الله عليه وآله أن يبلّغ فيه فأخذ رسول الله صلّى الله عليه وآله بيد علي فقال:[من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهم وال من والاه، وعاد من عاداه].

الواحدي:

أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد بن علي بن متوّيه النيسابوري المتوفى عام ٤٢٨ صاحب كتاب: أسباب النزول.

روى في كتابه، أسباب النزول ص ١٥٠ عن أبي سعيد محمّد بن علي الصفَّار، عن الحسن بن أحمد المخْلدِي، قال: أخبرنا محمّد بن حمدون بن خالد، عن محمّد بن إبراهيم الحلواني، عن الحسن بن حماد سِجَّادة، عن عليٍّ بن عابس، عن الأعمش، وأبي الحجَّاب عن عطية، عن أبي سعيد الخُدْرِي، قال: نزلت هذه الآية يوم غدير خمّ في عليٍّ بن أبي طالبرضي‌الله‌عنه .

٣٢٨

الفخر الرازي:

أبو عبد الله محمّد بن عمر بن الحسن فخر الدين الرازي الشافعي المتوفّى عام ٦٠٦ صاحب التفسير الكبير. قال في تفسيره: ج ٣ ص ٦٣٦ بإسناده عن الصحابي البراء بن عازب، قال: خرجنا مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم حتّى نزلنا غدير خم بعث منادياً ينادي فلمّا اجتمعنا قال:[ألست أولى بكم من أنفسكم ؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال:ألست أولى بكم من أمّهاتكم؟ قلنا بلى يا رسول الله، قال:ألست أولى بكم من آباءكم ؟ قلنا بلى يا رسول الله،ألست؟ ألست؟... قلنا: بلى يا رسول الله قال:من كنت مولاه فعليّ مولاه اللّهم وال من والاه، وعاد من عاده] ، فقال عمر بن الخطاب: هنيئاً لك يا ابن أبي طالب أصبحت اليوم وليّ كلّ مؤمن.

وفيما أورده في تفسيره: ج ٣ ص ٦٣٦. قوله العاشر، من أسباب نزول الآية في فضل عليّ ولماّ نزلت هذه الآية أخذ بيده وقال:[من كنت مولاه فعلي مولاه، اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه]. فلقيه عمررضي‌الله‌عنه فقال هنيئاً لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة. وهو قول ابن عباس والبراء بن عازب ومحمّد بن علي.

أبو سالم النصيّبي الشافعي، المتوفّى عام ٦٥٢

قال في مطالب السئول ص ١٦: نقل الإمام أبو الحسن علي الواحدي في كتابه المسمَّى بأسباب النزول يرفعه بسنده إلى أبي سعيد الخدريرضي‌الله‌عنه قال: نزلت هذه الآية يوم غدير خمّ في عليٍّ بن أبي طالب.

الحافظ الرسعني:

أبو محمّد عبد الرزّاق بن عبد الله بن أبي بكر عزّ الدين الرسعني الحنبلي المتوفّى عام ٦٦١ صاحب تفسير، وله كتاب مقتل الإمام الحسينعليه‌السلام .

روى في تفسيره، عن ابن عباسرضي‌الله‌عنه قال: لماّ نزلت هذه الآية أخذ النبيُّ بيد عليِّ فقال:[من كنت مولاه فعلي مولاه، اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه].

نقله عنه البدخشاني في مفتاح النجا في مناقب آل العبا. وزميله علي بن عيسى الأربلي في كتابه كشف الغمّة ص ٩٢ مرفوعاً إلى ابن عباس ومحمّد بن علي الباقرعليه‌السلام .

٣٢٩

السيد علي بن شهاب الدين بن محمّد الهمداني المتوفّى عام ٧٨٦ صاحب كتاب: مودَّة القربى قال في مودّة القربى: عن البراء بن عازبرضي‌الله‌عنه قال: أقبلت مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. في حجّة الوداع فلمّا كان بغدير خمّ نودي الصّلاة جامعة فجلس رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم تحت شجرة وأخذ بيد عليّ وقال:[ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا بلى يا رسول الله فقال:ألا من أنا مولاه فعليٌّ مولاه، اللّهم وال من والاه، وعاد من عاداه]، فلقيه عمررضي‌الله‌عنه فقال: هنيئاً لك يا عليّ بن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنه وفيه نزلت:( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أنزل إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) الآية. وروى في مودَّة القربى، رواية الصحابي جُبير بن مطعم بن عدي القرشي النوفلي، لحديث الغدير.

وكذلك فقد أورد في مودة القربى، رواية الغدير عن عمر بن الخطابرضي‌الله‌عنه قال: نصب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عليّاً علماً فقال:[من كنت مولاه فعلي مولاه، اللّهم وال من والاه، وعاد من عاداه واخذل من خذله وانصر من نصره، اللّهم أنت شهيدي عليهم]. قال عمر بن الخطاب يا رسول الله وكان في جنبي شاب حسن الوجه طيّب الريح، قال لي: يا عمر لقد عقد رسول الله عقداً لا يحلّهُ إلّا منافق فأخذ رسول الله بيدي فقال:[ياعمر انّه ليس من وُلد آدم لكنّه جبرائيل أراد أن يؤكّد عليكم ما قلته في عليّ] ورواه عن الهمداني الشيخ سليمان القندوزي الحنفي في كتابه ينابيع المودّة ص ٢٤٩ وروى الهمداني في كتابه مودة القربى عن الصديقة فاطمة الزهراء بنت النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم سلام الله عليها قالت:[قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم من كنت وليّهُ فعليٌّ وليّه ومن كنت إمامه فعليٌّ إمامه].

الحافظ الشيخ رضي الدين رجب بن محمّد بن رجب البرسي الحلي، صاحب كتاب: الدرّ الثمين، في خمسمائة آية نزلت في مولانا أمير المؤمنين.

أخرج في كتابه، خمسمائة آية المذكور أعلاه، في ص ٨٠ قال: ثمّ منَّ على عباده أن أكمل لهم دينهم بحبّ عليّعليه‌السلام وأتمم عليهم (نعمته) بولايته فقال: أليوم أكملت لكم دينكم وأتتمت عليكم نعمتي فكان تمام الدين وكمال النعمة بحبّ عليّعليه‌السلام وولائه.

وعن أبي سعيد الخدري قال: لما دعا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى بيعة عليّعليه‌السلام يوم غدير خم وكان يوم الخميس نزلت هذه الآية:( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ) يعني بولاية عليّعليه‌السلام ( وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ) فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:[ألحمد لله على إكمال الدين وتمام النعمة ورضى الله برسالتي وولاية عليٍّ من بعدي].

٣٣٠

وجاء في كتاب أصول الكافي للكليني - في الحديث المرقم ٧٧ (الملحق بالدرّ الثمين – للبرسي) ص ٢٨٠ قال: عن الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن محمّد الهاشمي، قال: حدّثني أبي عن أحمد بن عيسى قال: حدّثني جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّهعليهم‌السلام : في قوله تعالى:( يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّـهِ ثمّ يُنكِرُونَهَا ) ...... الخ.

فقال: قوله[يعرفون يعني ولاية عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ] إشارة إلى أنّ النعمة هي الولاية، يعني يعرفون الولاية التي أنعم الله بها عليهم لتكمل مصالحهم في الدنيا والآخرة بالنصوص القرآنية والسنّة النبويّة والمشاهدات العينيّة الدّالة في نهاية كماله علماً وعملاً ثمّ ينكرونها حسداً واستنكافاً عليهم( وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ ) وذكر الأكثر، مع أنَّ العارضين المنكرين كلّهم كافرون إمّا لأنّ الأكثر قام مقام الكلّ كما صرّح به القاضي أو لأنّ الضمير في أكثرهم راجع إلى الأمّة لإفادة أنّ أكثر هذه الأمّة كافرون بالولاية والله أعلم.

البدخشي:

ميرزا محمّد بن معتمد خان البدخشي (البدخشاني) صاحب كتاب: مفتاح النجا في مناقب آل العبا، وكتاب: نزل الأبرار بما صحّ في مناقب أهل البيت الأطهار.

ذكر البدخشي في: مفتاح النجا في مناقب آل العبا، بالنقل عن عزّ الدين الرسعني في تفسيره، وبالإسناد عن ابن عباسرضي‌الله‌عنه قال: لما نزلت هذه الآية أخذ النبيّ بيد عليِّ فقال:[من كنت مولاه فعلي مولاه اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه].

وذكر البدخشي في مفتاح النجا بنقله عن ابن مردويه، قال: وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد الخدريرضي‌الله‌عنه ، قال: لما نزلت هذه الآية أخذ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم بيد عليّ فقال:[من كنت مولاه فعليّ مولاه أللّهم وال من والاه وعاد من عاداه. فنزلت:( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) ...الآية. فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم:الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة، ورضى الربَّ برسالتي والولاية لعليّ بن أبي طالب].

وعلي بن عيسى الاربلي، نقل بهذ اللفظ في: كشف الغمّة.

٣٣١

سورة المائدة الآية ١٠

( وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ )

آياتنا: عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام :

أخرج الحافظ أبو الحسن بن المغازلي الشافعي في كتابه المناقب ص ٣٢٢ و٣٢٣ قال:

عن الحسن بن أحمد بن موسى بإسناده، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله[ صلّى الله عليه وآله وسلّم - في حديث:( وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ يعني: بالولاية بحقّ عليّ، وحقّ عليّ الواجب علي العالمين ].

سورة المائدة الآية ١١

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمنوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَن يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ) .

حدّثنا علي بن محمّد، قال حدّثني الحبري، قال حدّثنا حسن بن حسين، قال حدّثنا حبّان، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمنوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَن يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ) الآية ١١

نزلت في رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وعليّ وزيره، حين أتاهم يستعينهم في القتيلين،(١) من كتاب: ما نزل من القرآن في أهل البيتعليه‌السلام ، للحسين بن الحكم الحبري الكوفي ص ٥٣.

وأورد الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل(٢) ، قال: أخبرنا أبو (محمّد) الحسن بن علي الجوهري قال: أخبرنا أبو عبـ(يد) الله محمّد بن عمران المرزباني قال: أخبرنا علي بن محمّد بن عبيد الحافظ قال: حدّثني الحسين بن الحكم الحبري(٣) قال: حدّثنا حسن بن حسين قال: حدّثنا حبّان، عن الكلبي عن أبي صالح.

____________________

(١) للنظر: تفسير الكشّاف للزمخشري، سورة المائده: الآيه ١١ لتبيين واستيضاح المعنى: (حين أتاهم يستعينهم في القتيلين ).

(٢) شواهد التنزيل: ج ١ رقم الحديث، ١٨٨ ص ٢٠٧ ط ٣.

(٣) رواه الحسين بن الحكم الحبري في الحديث ١٠ من تفسيره الورق ٧/ب.

٣٣٢

عن ابن عباس في قوله( ثُمَّ أنزل عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا ) (١) نزلت في عليّ، غشيه النعاس يوم أُحد.

وقوله:( وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ ) (٢) نزلت في رسول الله خاصّة وأهل بيته.

وقوله:( الَّذِينَ اسْتَجَابُوا للهِ وَالرَّسُولِ ) (٣) الآية، نزلت في عليٍّ وتسعة نفر معه بعثهم رسول الله في أثر أبي سفيان حين ارتحل، فاستجابوا لله ورسوله.

وقوله:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمنوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا ) (أي) أنفسكم و( وَصَابِرُوا ) ( أي في جهاد) عدوّكم( وَرَابِطُوا ) (٤) ( أي) في سبيل الله، نزلت في رسول الله وعليّ وحمزة بن عبد المطّلب.

وقوله:( وَاتَّقُوا اللَّـهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ) نزلت في رسول الله وأهل بيته وذوي أرحامه، وذلك أنَّ كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلّا ما كان من سببه ونسبه( إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) يعني حفيظاً.

وقوله( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللهُ ) (٥) الآية نزلت في رسول الله خاصّة ممّا أعطاه الله من الفضل.

وقوله:( إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَن يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ ) (٦) نزلت في رسول الله وعلي وزيره حين أتاهم يستعينهم في القتيلين.

سورة المائدة الآية ١٢

( وَلَقَدْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا )

روى أبو الحسن الفقيه محمّد بن علي بن شاذان - من طرق العامّة - مرفوعاً إلى ابن عباس قال:

____________________

(١) آل عمران: الآية ١٥٤.

(٢) آل عمران: الآية ١٨٦.

(٣) آل عمران: الآية ١٧٢.

(٤) آل عمران: الآية ٢٠٠.

(٥) النساء: الآية ٥٤

(٦) المائدة: الآية ١١.

٣٣٣

سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يقول- من حديث طويل - حين قام جابر بن عبد الله الأنصاري فقال: يا رسول الله ما عدّة الأئمّة؟

قال (صلّى الله عليه وآله وسلّم ):[ يا جابر سألتني رحمك الله عن الإسلام بأجمعه - إلى أن قال صلّى الله عليه وآله وسلّمعدَّتهم عدّة نقباء بني إسرائيل قال الله تعالى: ( وَلَقَدْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا ) فالأئمة يا جابر اثنا عشر إماماً، أوّلهم عليّ بن أبي طالب، وآخرهم القائم ] (١) .

نقلاً عن كتاب، عليّ في القرآن: ج ١ ص ٢٠٥ للسيد صادق الحسيني الشيرازي.

سورة المائدة الآية ٣٥

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمنوا اتَّقُوا اللهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ )

روى العلامة الهندي عبد الله بسمل في كتابه أرجح المطالب(٢) بسنده عن عائشة قالت في حديث: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول عن الخوارج[هم شرّ الخلق والخليقة، يقتلهم خير الخلق وخير الخليقة، وأقربهم عند الله وسيلة يوم القيامة] وهنا يشير صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى قتال الإمام عليّ للخوارج. وهو خير الخلق والخليقة وأقربهم عند الله وسيلة يوم القيامة. ويوصف الخوارج بانّهم: شرّ الخلق والخليقة.

وروى الحافظ الشيخ سليمان القندوزي الحنفي بكتابه: ينابيع المودّة ص ٤٤٦ عن كتاب مودّة القربى للسيد علي الهمداني. قال:

وعن علي كرّم الله وجهه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:[الأئمّة من ولدي فمن أطاعهم. فقد أطاع الله ومن عصاهم فقد عصى الله، وهم العروة الوثقى، والوسيلة إلى الله جلّ وعلا].

____________________

(١) المناقب المائة / المنقبة الحادية والأربعون: ص ٢٨ - ٢٩.

(٢) أرجح المطالب: ص ٥٩١ - ٥٩٢.

٣٣٤

وأخرج ابن شاذان في كتابه (المناقب المائة) / المنقبة الثالثة والخمسون /ص ٣٦ من طرق العامّة بسنده عن الصحابي حذيفة بن اليمان، عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّه قال لعليّ في حديث شريف:[وإنّ لك في الجنّة درجة الوسيلة فطوبى لك ولشيعتك من بعدك].

وأخرج الحافظ أبو الحسن المغازلي الواسطي الشافعي في -المناقب- ص ٥٦، بروايته عن أحمد بن محمّد بن عبد الوهّاب بن طاوان، بسنده المذكور عن عائشة في حديث قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في عليّ:[خير الخلق والخليقة، وأقربهم عند الله وسيلة].

ورواه ابن حجر الهيثمي في مجمع الزوائد: ج ٦ ص ٢٣٩ عن الطبراني.

وروى الشيخ الطبرسي في تفسيره مجمع البيان ط دار إحياء التراث العربي -بيروت، المجلد الثاني، ص ١٨٩ قال: روى سعد بن طريف عن الأصبغ بن نُباتة عن عليٍّعليه‌السلام قال:[في الجنّة لؤلؤتان إلى بطنان العرش. أحداهما بيضاء والأخرى صفراء، في كلّ واحدة منهما سبعون ألف غرفة أبوابها وأكوابها من عرق واحدة، فالبيضاء الوسيلة لمحمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم وأهل بيته، والصفراء لإبراهيم وأهل بيته].

سورة المائدة الآية ٤٤

( إِنَّا أنزلنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانيونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِن كِتَابِ اللهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ )

أخرج الحافظ الشيخ سلمان القندوزي الحنفي، في كتابه: ينابيع المودّة، ص ٧٨ بإسناده، عن الإمام جعفر الصادق، قال:[أوصى موسى إلى يوشع بن نون ( عليه‌السلام ) وأوصى يوشع إلى ولد هارون، وبشَّر موسى ويوشع بالميسح ( عليه‌السلام ) ونبيّنا صلّى الله عليه وآله وسلّم فلمّا بعث الله عزّ وجلّ المسيح لأمَّته: انّه سوف يأتي من بعدي نبيّ اسمه أحمد من ولد إسماعيل، يجيء بتصديقي وتصديقكم، وجرت الوصيّة من ولد هارون إلى المسيح بوسائط، ومن بعده في الحواريين وفي المستحفظين، وإنّما سماّهم الله عزّ وجلّ المستحفظين لانّهم استحفظوا الاسم الأكبر وهو الكتاب الذي يُعلم به كل شيء، وهو كان مع الأنبياء والأوصياء. إلى أن قال: فلم تزل الوصيّة في عالم بعد عالم حتّى دفعوها إلى محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم وبعد بعثته سلّم له العقب من المستحفظين، فلمّا استكملت أيّام نبوّته أمره الله تبارك وتعالى: اجعل الاسم الأكبر وميراث العلم وآثار علم النبوّة عند عليّ]...... إلخ.

٣٣٥

سورة المائدة الآية ٥٤

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمنوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ )

روى السيد هاشم البحراني في كتابه غاية المرام(١) ، عن الثعلبي في تفسير الآية:( فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ) قال: هو عليّ بن أبي طالب.

وروى عن الثعلبي، وبإسناده المذكور مرفوعاً إلى أبي هريرة، انّه كان يحدَّث أنَّ رسول رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال:[يرد علَيَّ يوم القيامة رهطٌ من أصحابي، فيجلون عن الحوض فأقول: يا ربّ أصحابي؟ فيقال: إنّك لا علم لك بما أحدثوا، إنَّهم ارتدّوا على أدبارهم القهقرى ].

وقال الفخر الرازي في تفسيره (مفاتيح الغيب)(٢) : وقال قوم: إنّها نزلت في عليٍّرضي‌الله‌عنه .

____________________

(١) غاية المرام: ص ٣٧٤.

(٢) مفاتيح الغيب: ج ١٢ ص ٢٠.

٣٣٦

ثمَّ تابع الرازي وقال: ويدل عليه وجهان (الأول) انّه صلّى الله عليه وآله وسلّم لما دفع الراية إلى عليٍّ يوم خيبر قال:[لأدفعنَّ الراية غداً إلى رجل يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله]، وهذه الصفة المذكورة في الآية. (والوجه الثاني) انّه تعالى ذكر بعد هذه الآية قوله:( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمنوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) . وهذه الآية في حقّ عليرضي‌الله‌عنه فكان الأَولى جعل ما قبلها أيضاً في حقّه.

وأخرج العلّامة محمّد بن محمّد الجزري في أسنى المطالب(١) ، بأسانيد عديده، حديثاً شريفاً للنبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، قال في عليّ:[ يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله].

فقال: انّها صحيحة، وقال، (متّفق على صحته).

وممن ذكر انّها قد نزلت في الإمام عليّعليه‌السلام ، في معركة أحد، وجهاد الإمام عليّعليه‌السلام وذبِّه عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وانهزام المسلمين، وفيها قتل حمزة أسد الله وأسد رسوله.

فقد أورد ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة(٢) .

نقلاً عن شيخة أبي جعفر الاسكافي قال: وماكان منه - أي من عليّ - من المحاماة عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وقد فرّ الناس وأسلموه، فتصمّد له كتيبة قريش فيقول صلّى الله عليه وآله وسلّم: يا عليّ اكفني هذه ويقتل عميدها، حتّى سمع المسلمون والمشركون صوتاً من قبل السماء:[لا سيف إلّا ذو الفقار ولا فتى إلّا عليّ].

وممن أشار إلى أنَّ هذه الآية نزلت في حقّ الإمام عليّعليه‌السلام أبو إسحاق الثعلبي -الذي يعتبره أهل السنّة: إمام أصحاب الحديث - في تفسيره: كشف البيان، في ذيل الآية الكريمة قال:

إنّما نزلت في شأن الإمام عليعليه‌السلام - حيث انّه يجمع كل الصفات الجهاديّة التي لم يلحقه لاحقٌ من كل المسلمين - فهو الذي يجمع كل الصفات المذكورة في الآية ولم يكن أحد غيره. فلم يذكر أحد من كتّاب السير أو المؤرّخين من المسلمين أو غيرهم بأنَّ الإمام عليعليه‌السلام ، فرّ من ميدان حرب أو معركة، ولو مرّة واحدة، كما أنّه لم يذكر أحد أنّه تقاعد أو تقاعس أو تهاون في حروب النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وغزواته ضد الكافرين والمشركين.

____________________

(١) أسنى المطالب: ص ١٠ - ١١.

(٢) شرح نهج البلاغة: ج ١٣ ص ٢٩٣.

٣٣٧

فقد ذكر المؤرِّخون عن معركة أحد، انهزام أصحاب النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم حتّى كبار الصحابة، بينما الإمام عليّ قد ثبت واستمر في مقاتلة المشركين مجاهداً في سبيل الله، مع أنَّ المشركين كانوا أكثر من خمسة آلاف مقاتل بين راكب وراجل، والإمام عليّ يحصد روؤس المشركين، فذبَّ عن الإسلام ودفع الطغاة اللئام عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم سيّد الأنام، حتّى سمع النداء من السماء[لاسيف إلّا ذو الفقار ولا فتى إلّا عليّ].

وأخرج العلّامة الكنجي القرشي الشافعي من كتابه: كفاية الطالب في الباب التاسع والستّين. فقد خصّصه بنداء مَلَك من السماء: [لاسيف إلّا ذو الفقار ولا فتى إلّا عليّ ] إلّا انّه يروى أنَّ ذلك كان يوم بدر.

وما ذكر عن معركة أحد فقد روى وكما ذكر في الباب السابع والستّين بإسناده عن أبي رافع، قال: لما كان يوم أحد نظر النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى نفر من قريش، فقال لعليعليه‌السلام :[إحمل عليهم ، فحمل عليهم فقتل هاشم بن أميَّة المخزومي وفرَّق جماعتهم، ثمّ نظر النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى جماعة من قريش، فقال لعليٍّ:إحمل عليهم وفرِّق جماعتهم . وقتل فلاناً الجمّحي.

ثمَّ نظر إلى نفر من قريش، فقال لعليعليه‌السلام :إحمل عليهم ، فحمل عليهم وفرَّق جماعتهم وقتل أحد بني عامر بن لؤي. فقال جبرائيل:هذه المواساة ، فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم: إنّه منّي وأنا منه.

فقال جبرائيل:وأنا منكم يا رسول الله]. رواه أيضاً عن ابن عساكر بسنده عن جابر الانصاري والحافظ الخطيب البغدادي، فيما أخرجه من (الفوائد) للشريف النسيب.

وقال ابن أبي الحديد في مقدّمته لشرح نهج البلاغة:

المشهور المروي أنّه سمع من السماء يوم أحد:[لاسيف إلّا ذو الفقار ولا فتى إلّا عليّ].

وأورد الحافظ رضي الدين رجب بن محمّد بن رجب البرسي من كتابه: الدرّ الثمين، خمسمائة آية نزلت في أمير المؤمنينعليه‌السلام ص ٨٨ قال: ثمّ جعل (الله) من آمن به وبرسوله وتولّى عن ولايتهعليه‌السلام فانّه يكون مرتداً فقال:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمنوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ) يعني يوالون أولياءه ويعادون أعداءه.

للمراجعة، الصراط المستقيم: ج ١ ص ٢٨٧.

وتفسير العيّاشي: ج ١ ص ٣٢٦.

٣٣٨

وتفسير فرات الكوفي: ص ١٢٣ الحديث ١٣٣، وفي ص ٨١ من الدرّ الثمين للبرسي قال: وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله سبحانه وتعالى( مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ ) قال ابن عباس هم (أصحاب) الجمل الذين حاربوا أمير المؤمنينعليه‌السلام .

وأورد السيد محمّد حسين الطباطبائي في تفسيره: الميزان ج ٦ من المجلد ٥ ص ٣٨٧ قال:

وفي المجمع في قوله تعالى( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمنوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ... ) الآية. قال: وقيل هم أمير المؤمنين عليّعليه‌السلام وأصحابه حين قاتل من قاتله من الناكثين والقاسطين والمارقين، وروى ذلك عن عمّار وحذيفة وابن عباس، وهو المروي عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليه‌السلام .

وقال السيد الطباطبائي في ج ٦ من المجلد ٥ ص ٣٨٧: ويؤيّد ذلك أيضاً إنذار رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قريشاً بقتال عليّعليه‌السلام لهم من بعده، حيث جاء سهيل بن عمرو في جماعة منهم فقالوا: يا محمّد إنَّ أرقّائنا لحقوا بك فارددهم الينا، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:[لتنتهنَّ يا معاشر قريش أو ليبعثنَّ الله عليكم رجلاً يضربكم على تأويل القرآن كما ضربتكم على تنزيله، فقال له بعض أصحابه: من هو يا رسول الله؟ أبو بكر؟ قال:لا: ولكنّه خاصف النعل في الحجرة]. وكان عليّعليه‌السلام يخصف نعل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

وجاء بنفس الجزء ٦ من المجلد الخامس صفحة ٣٩٠ قال: نعم ورد في تفسير الثعلبيّ انّها نزلت في عليّ، وأيضاً في نهج البيان للشيباني عن الباقر والصادقعليهما‌السلام [انّها نزلت في عليٍّ عليه‌السلام ] والمراد به بقرينة الروايات الآخر نزوله فيه وفي أصحابه من جهة قيامهم بنصرة الدين في غزوة الجمل وصفّين والخوارج.

وقال الشيرواني في كتاب: ماروته العامّة من مناقب أهل البيتعليه‌السلام ، ص ٩٥ قال: فلما علِمه الوليّ والعدوّ والمحبّ والمبغض من ثبوت هذه الأوصاف لأمير المؤمنين صلوات الله عليه وإجتماعهما فيه ولخبر خيبر المجمع عليه، وخبر الطائر، وحديث البراء، ورواية[أنّ الله أمرني بحبّ أربعة وأخبرني انّه يحبّهم] ولعلّنا بعد هذا نعقد لهذا المطلب فصلاً وكل هذه أخبار ثابتة على ما نبيّنه بعونه ومشيئته.

٣٣٩

وكذا ذلّته على المؤمنين وتخاضعه وتخاشعه معلوم ظاهر لا ينكره إلّا من لا يستحق الخطاب ولا يعدّ من ذوي الألباب، وقس عليه جهادهعليه‌السلام .

وعزّته على الكافرين، وغلظته على المنافقين وكثيراً ما يوصف بهذا، بصفة رسول الله صلّى الله عليه وآله والصحابة، كقوله صلّى الله عليه وآله:[عليٌّ مُخشَوْشِنٌ في الله ] (١) وسيأتي من ذلك جملة مقنعة إن شاء الله تعالى.

وأورد الشيخ الطبرسي في تفسيره (مجمع البيان) المجلد الثاني ص ٢٠٨ ط دار إحياء التراث بيروت- قال: وقيل هم أمير المؤمنين وأصحابه حين قاتل من قاتله من الناكثين والقاسطين والمارقين، وروي ذلك عن عمّار وحذيفة وابن عباس وهو المروي عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليه‌السلام ويؤيد هذا القول أنّ النبيّ وصفه بهذه الصفات المذكورة في الآية فقال فيه وقد ندبه لفتح خيبر بعد أن ردَّ عنها حامل الراية إليه مرّة بعد أخرى وهو يُجبّن الناس ويُجبّونه،[لأعطينَّ الراية غداً رجلاً يحبّ الله ورسوله ويحبُّه الله ورسوله كرّاراً غير فرّار لا يرجع حتّى يفتح الله على يده] ثمّ أعطاه إيّاه، فأمّا الوصف باللين على أهل الإيمان والشدّة على الكفّار والجهاد في سبيل الله مع انّه لا يخاف فيه لومة لائم فمما لا يمكن أحداً دفعُ عليِّ عن استحقاق ذلك لما ظهر من شدَّته على الشرك والكفر

____________________

(١) الاستيعاب: ج ٣ ص ٥١.

٣٤٠