النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين الجزء ١

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين0%

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين مؤلف:
تصنيف: الإمامة
الصفحات: 427

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: محمد فخر الدين
تصنيف: الصفحات: 427
المشاهدات: 83740
تحميل: 3307


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 427 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 83740 / تحميل: 3307
الحجم الحجم الحجم
النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين الجزء 1

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

وأخرج الحسكاني في الحديث ١٠٩٧ من الشواهد، قال: وفي تفسير مقاتل - رواية إسحاق عنه –(في قوله تعالى):( إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمنوا يَضْحَكُونَ ) ، وذلك أنَّ عليّ بن أبي طالب انطلق في نفر إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله فسخر منهم المنافقون وضحكوا وقالوا:( إِنَّ هَـٰؤُلَاءِ لَضَالُّونَ ) ، يعني يأتون محمّداً يرون أنّهم على شيء، فنزلت هذه الآية قبل أن يصل عليّ ومن معه إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال:( إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا ) يعني المنافقين،( كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا ) يعني عليّاً وأصحابه،( يَضْحَكُونَ ) إلى آخر السورة.

١٧ - ٢١-بِّسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ( وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ ﴿١﴾ وَطُورِ سِينِينَ ﴿٢﴾ وَهَٰذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ ﴿٣﴾ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ﴿٤﴾ ثمّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ ﴿٥﴾ إِلَّا الَّذِينَ آمنوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ﴿٦﴾ فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ ﴿٧﴾ أَلَيْسَ اللهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ ﴿٨﴾ ) .(١)

أخرج الحافظ الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل(٢) قال فرات: قال: حدّثني جعفر بن محمد الفزاري، قال: حدّثني أحمد بن الحسين الهاشمي، عن محمّد بن حاتم، عن محمّد بن الفضيل بن يسار قال: سألت أبا الحسن عن قول الله تعالى:( وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ ) ، قال: [التين: الحسن ، (ثمّ قال: )والزيتون: الحسين ، (فقلت: قوله):( وَطُورِ سِينِينَ ) قال:إنّما هو طور سيناء، وذلك أمير المؤمنين ، (فقلت له: )( وَهَٰذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ ) ، قال:ذلك رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. ثمَّ سكت ساعة ثمّ قال:لم لا تستوفي مسألتك إلى آخر السورة ؟ قلت: بأبي أنت وأمّي قوله:( إِلَّا الَّذِينَ آمنوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) قال:ذلك أمير المؤمنين وشيعتهم كلّهم، ( فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ) ].

وأخرج الحسكاني في شواهد التنزيل(٣) ، وبروايته ونقله عن تفسير فرات الكوفي، قال: (فرات) حدّثني جعفر بن محمّد بن مروان، قال: حدّثني أبي، حدّثنا عمر بن الوليد، حدّثنا محمّد الفضيل الصيرفي، قال:

____________________

(١) سورة التين: تسلسلها ٩٥.

(٢) شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٥٢٨ الحديث ١١٣١.

(٣) شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٥٢٩ ط ٢ الحديث ١١٣٢.

٤١

سألت موسى بن جعفر أبا الحسن عن قول الله تعالى:( وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ ) قال: [التين: الحسن، والزيتون: الحسين. فقلت له:( وَطُورِ سِينِينَ ) ؟ قال:إنّما هو طور سيناء.

قلت: فما يعني بقوله: طور سيناء؟ قال:ذاك أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب . قال: قلت:( وَهَٰذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ ) ؟ قال:ذاك رسول الله صلّى الله عليه وآله‌، ومن سبلنا آمن الله به الخلق في سبيلهم ومن النار إذا أطاعوه .

(قلت: قوله: )( إِلَّا الَّذِينَ آمنوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) ؟ قال:ذاك أمير المؤمنين علي وشيعته ،( فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ) ، قال: قوله:( فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ ) ، قال:معاذا الله، لا والله ما هكذا قال تبارك وتعالى، ولا كذا أنزلت، إنّما قال: فمن يكذّبك بعد بالدين، أليس الله بأحكم الحاكمين ](١) .

وروى الخطيب البغدادي في كتاب تاريخ بغداد(٢) بسنده عن أنس بن مالك قال: لما نزلت سورة (التين) على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فرح لها فرحاً شديداً، حتّى بان لنا شدَّة فرحه، فسألنا ابن عباس بعد ذلك عن تفسيرها فقال: إلى أن قال:( فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ ) يعني: عليّ بن أبي طالب .

وروى الحافظ الحسكاني في شواهد التنزيل(٣) قال: وفي رواية عن موسى بن جعفر،( فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ ) (قال: يعني ) [ولاية عليّ بن أبي طالب ].

٢٢ -( الَّذِينَ آمنوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانهم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ ) .(٤)

أخرج الحسكاني في كتاب شواهد التنزيل(٥) قال: بإسناده عن مجاهد عن ابن عباس، في قول الله تعالى:( الَّذِينَ آمَنُوا ) يعني: صدقوا بالتوحيد هو عليّ بن أبي طالب( وَلَمْ يَلْبِسُوا ) يعني: لم يخلطوا.

____________________

(١) هذه الأحاديث التي نقلها الحسكاني من تفسير فرات الكوفي، هي كما هي مذكورة في تفسر فرات، الأحاديث، الثاني والثالث والرابع من تفسير الكوفي عند تفسيره للسورة ولمراجعة تفسير فرات: ص ٢١٧.

(٢) تاريخ بغداد: ج ٢ ص ٩٧.

(٣) شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٥٣٠ الحديث ١١٣٤.

(٤) سورة الأنعام: الآية ٨٢.

(٥) شواهد التنزيل: ج ١ ص ٣١٠ ط ٣، الحديث ٢٥٩.

٤٢

وأورد الحسكاني في نفس الحديث، قال ابن عباس: [والله ما آمن أحد إلّا بعد شرك ماخلا عليّاً فانه آمن بالله من غير أن يشرك به طرفة عين، ( أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ ) من النار والعذاب، ( وَهُم مُّهْتَدُونَ ) يعني: مرشدون إلى الجنّة يوم القيامة بغير حساب، فكان عليّ أوّل من آمن به، وهو من ابناء سبع سنين ].

وروى فرات الكوفي في تفسيره ص ٤١ في الحديث ١٢٩ هذا القول وأورد الحافظ ابن عساكر في كتاب تاريخ دمشق(١) وما بعده في ترجمة أمير المؤمنينعليه‌السلام .

وأورد المجلسي في بحار الأنوار(٢) ، في فضائل الإمام عليّعليه‌السلام .

٢٣-( يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمنوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ) .(٣)

أورد الحافظ الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل(٤) قال: حدّثنا الجوهري قال: أخبرنا محمّد بن عمران قال: أخبرنا علي بن محمّد، قال: حدّثني الحبري قال: حدّثنا حسين بن نصر، قال: حدّثني أبي، عن ابن مروان، عن الكلبي عن أبي صالح: عن ابن عباس قال: (في قوله تعالى:)( يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمنوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ ) . قال: بولاية عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام .

وقد جاء في تفسير الحبري، في الحديث ٢٤ الورق ١٨/أ.

وقد روى فرات الكوفي في تفسير الآية الكريمة في الحديث ٢٦٩ من تفسيره ص ٧٩.

وفي كتاب غاية المرام للسيد هاشم البحراني، ص ٤٠٠ أورد الحديث، وروى السيد هاشم البحراني في تفسيره، البرهان: ج ٢ ص ١١٥ ط ٢ في هذا الحديث نقلاً عن النطنزي.

٢٤-( الَّذِينَ آمنوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَىٰ لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ ) .(٥)

للملاحظ : نورد هنا زيادة في البحث للآية الشريفة عما كتبنا في ص ١٤.

أورد الحسين بن الحكم الحبري في تفسيره ص ٦٢ عند تفسيره للآية الكريمة، في الحديث ٢٢ قال: حدّثنا حسن بن حسين، قال: حدّثنا حبّان عن الكلبي عن أبي صالح، عن ابن عباس (في قوله تعالى:)( الَّذِينَ آمنوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَىٰ لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ ) ، (قال: طوبى) شجرة أصلها في دار عليّعليه‌السلام في الجنّة (و) في دار كل مؤمن غصن يقال لها شجرة طوبى.

____________________

(١) تاريخ دمشق: ج ١ ص ٤١ - ٥٢ ط ٢، في الحديث ٥٩.

(٢) بحار الأنوار: ج ٣٨، ص ٢٠١.

(٣) سورة إبراهيم: الآية ٢٧.

(٤) شواهد التنزيل: ج ١ ص ٤٨٣ ط ٣، الحديث ٤٣٤.

(٥) سورة الرعد: الآية ٢٩.

٤٣

وروى الثعلبي في تفسيره ج ٢، عند تفسيره للآية الكريمة، قال: أخبرني عبدالله بن محمّد بن عبدالله بن محمّد، حدّثنا محمّد بن عثمان بن الحسن، حدّثنا محمّد بن الحسين بن صالح، حدّثنا علي بن محمّد الدهان، والحسين بن إبراهيم الجصّاص، قالا: حدّثنا الحسين بن الحكم، حدّثنا حسن بن حسين، قال: حدّثنا حبّان، عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس، (في قوله تعالى: )( الَّذِينَ آمنوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَىٰ لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ ) ، شجرة أصلها في دار عليّعليه‌السلام في الجنّة (و) في دار كل مؤمن منها غصن يقال لها شجرة طوبى.

ثمّ قال الثعلبي: عن أبي صالح، أخبرنا عبدالله بن سواد، حدّثنا جندل بن والق النعماني، حدّثنا إسماعيل بن أمية القرشي عن داوود بن عبد الجبار، عن جابر، عن أبي جعفر قال: سئل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عن قوله:( طُوبَىٰ لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ ) فقال: [شجرة في الجنّة أصلها في داري وفرعها على أهل الجنّة فقيل: يا رسول الله سألناك عنها فقلت: شجرة في الجنّة أصلها في دار عليّ وفرعها على أهل الجنة. فقال: إنّ داري ودار عليّ غداً واحدة في مكان واحد ].

وأورد الحافظ الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل(١) قال بإسناده عن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه قال: سئل رسول الله (صلّى الله عليه وآله) عن طوبى، قال: [شجرة أصلها في داري وفرعها على أهل الجنّة ، ثمّ سئل عنها مرّة أخرى فقال:هي في دار عليّ فقيل له في ذلك؟ فقال:إنّ داري ودار عليٍّ في الجنّة بمكان واحد ].

وقال المحبّ الطبري في كتاب ذخائر العقبى ص ١٦:

وعن عبد العزيز بسنده إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: [أنا وأهل بيتي شجرة في الجنّة وأغصانها في الدنيا، فمن تمسّك بنا اتخذ إلى ربّه سبيلاً ].

وروى السيد بن طاووس في الباب ٨٤ من كتاب اليقين ص ٦٢ طبعة الغري قال:

____________________

(١) شواهد التنزيل: ج ١ ص ٤٦٨ ط ٣ الحديث ٤١٧.

٤٤

حدّثنا أبو القاسم جعفر بن ميسور الخادم، عن الحسين بن محمّد، عن إبراهيم بن محمّد عن بلال، عن إبراهيم بن صالح الأنماطي عن عبد الصمد، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن عليٍّ بن الحسين عن أبيهعليه‌السلام قال: سئل النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم عن قوله تعالى:( طُوبَىٰ لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ ) ، قال: [نزلت في أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب، و ( طُوبَىٰ ) شجرة في دار أمير المؤمنين في الجنّة ليس في الجنّة شيء إلّا هو فيها ].

ملاحظة: إلى هنا تتمة بحث روايات الآية الشريفة التي بدأت في ص ٢٠.

٢٥-( إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمنوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأنْهارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ ﴿٢٣﴾ وَهُدُوا إلى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَىٰ صِرَاطِ الْحَمِيدِ ) .(١)

روى علي بن عيسى الإربلي في عنوان: (ما نزل من القرآن في شأن علي) من كتاب كشف الغمّة(٢) بروايته عن ابن مردويه في كتاب مناقب عليّعليه‌السلام ، قال: قيل نزلت في عليٍّ وحمزة وعبيدة بن الحارث، حين بارزوا عتبة وشيبة والوليد قرآن، فأمّا الكفّار فنزل فيهم:( هَٰذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ ) ، إلى قوله:( عَذَابَ الْحَرِيقِ ) (٣) .

و(نزل) في عليٍّ وأصحابه:( إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمنوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) ، الآية.

وأخرج الحافظ الحسكاني في شواهد التنزيل(٤) بإسناده عن جعفر بن محمّد عن أبيهعليهما‌السلام .

عن جدّهعليه‌السلام في قوله تعالى:( إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا ) إلى قوله:( صِرَاطِ الْحَمِيدِ ) ، قال: [ذلك عليّ وحمزة وعبيدة بن الحارث وسلمان وأبو ذر والمقداد ].

٢٧-( وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمنوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ ) .(٥)

أخرج الحافظ الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل(٦) قال:

____________________

(١) سورة الحج: الآية ٢٣-٢٤.

(٢) كشف الغمّة: ج ١ ص ٣٢٥.

(٣) سورة الحج: الآية ١٩.

(٤) شواهد التنزيل: ج ١، ص ٥٩٩ ط ٣، الحديث ٥٥٠.

(٥) سورة النور: الآية ٥٥.

(٦) شواهد التنزيل: ج ١، ص ٦٢١ ط ٣، في الحديث ٥٧٤.

٤٥

أخبرنا عبد الرحمان بن الحسن، قال: أخبرنا محمّد بن إبراهيم بن سلمة المؤدّب قال: حدّثنا محمّد بن عبد الله بن سلمان بن أيّوب، قال: حدّثنا ( محمّد بن) محمّد بن مرزوق أبو عبدالله البصري قال: حدّثنا حسين الأشقر قال: حدّثنا صباح بن يحيى المزني عن الحارث بن حصيرة عن أبي صادق عن حنش: أنَّ عليّاًعليه‌السلام قال: [إنّي أقسم بالّذي فلق الحبّة وبرأ النسمة وأنزل الكتاب على محمّد صدقاً وعدلاً لتعطفنّ عليكم هذه الآية: ( وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمنوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ ) ] الآية.

وأورد الحسكاني في الحديث ٥٧٥ من الشواهد، قال: فرات بن إبراهيم(١) ، قال: حدّثني جعفر بن محمّد بن بشيرويه القطّان، قال: حدّثنا حريث بن محمّد قال: حدّثنا إبراهيم بن حكيم بن إبان، عن أبيه عن السدّي: عن ابن عباس في قوله:( وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا ) ، إلى آخر الآية قال: نزلت في آل محمّد.

وأورد الحسكاني الحديث ٥٧٦ من الشواهد، قال: فرات (قال: ) حدّثنا أحمد بن موسى قال: حدّثنا مخوّل، قال: أخبرنا عبد الرحمان، عن القاسم بن عوف، قال: سمعت عبدالله بن محمّد يقول:( وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمنوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) الآية، قال: [هي لنا أهل البيت ].

وأورد السيد هاشم البحراني في كتاب غاية المرام، ص ٣٧٦ في ذكر هذه الآية الكريمة في الباب ٧٩.

وأورد الحافظ أبو نعيم في كتاب ما نزل من القرآن في عليٍّعليه‌السلام في الرقم ٤١ ص ١٥٢ قال:

____________________

(١) رواه فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره: ص ١٠٣.

٤٦

حدّثنا سليمان بن أحمد، قال: حدّثنا محمّد بن عبدالله الحضرمي، قال: حدّثنا محمّد بن مرزوق، قال: حدّثنا حسين بن حسن الأشقر، قال: حدّثنا صباح بن يحيى المزني عن الحارث بن حصيرة، عن أبي صادق، عن حنش، أن عليّاًعليه‌السلام قال: [من أراد أن يسأل عن أمرنا وأمر القوم فإنّا منذ خلق الله السماوات والأرض على سنّة موسى وأشياعه، وإنّ عدّونا منذ خلق الله السماوات والأرض على سنّة فرعون وأشياعه، واني أُقسم بالّذي فلق الحبّة وبرأ النسمة وأنزل الكتاب على محمّد صلّى الله عليه وآله صدقاً وعدلاً لَيعطِفَنَّ عليكم هذه الآية: ( وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمنوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ ) ].

وروى فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره ص ١٠٣ في الحديث ٤ في تفسيره لسورة النّور، وكذلك فقد روى في تفسيره في الحديث ٨ نص الحديث ٥٧٦ للحسكاني المذكور أعلاه.

٢٨-( أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَن يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴿٤﴾ مَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللهِ فإن أَجَلَ اللهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿٥﴾ وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ﴿٦﴾ وَالَّذِينَ آمنوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ ) .(١)

أخرج الحافظ الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ١، ص ٦٥٧ ط ٣، الحديث ٦٠٨، قال: أخبرنا محمّد بن عبدالله بن أحمد قال: أخبرنا محمّد بن أحمد بن محمّد، قال: حدّثنا عبد العزيز بن يحيى بن أحمد قال: حدّثنا محمّد بن زكريا قال: حدّثنا أيوب بن سليمان قال: حدّثنا محمّد بن مروان، عن الكلبي، عن أبي صالح: عن ابن عباس في قوله تعالى:( أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ ) ، نزلت في عتبة وشيبة والوليد بن عتبة، وهم الذين بارزوا عليّاً وحمزة وعبيدة.

(وفي قوله تعالى: )( مَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللهِ فإن أَجَلَ اللهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿٥﴾ وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ ) ، نزلت في عليٍّ وصاحبيه حمزة وعبيدة.

وأورد الحسكاني في الحديث ٦٠٩ ص ٦٥٨ من شواهد التنزيل قال: (وقال) فارس: أخبرنا بلال عن الحارث، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس في قوله تعالى:( وَالَّذِينَ آمنوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) يعني عليّاً وعبيدة وحمزة،( لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ ) ، ذنوبهم،( وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ ) ، من الثواب في الجنّة،( أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ ) ، في الدنيا.

فهذه الثلاث آيات نزلت في عليٍّ وصاحبيه، ثمّ صارت للناس عامّة من كان على هذه الصفة.

____________________

(١) سورة العنكبوت: الآيات ٤-٧.

٤٧

٢٩-( أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ ) .(١)

سبب نزول هذه الآية الكريمة لما حدث من شجار بين الإمام عليعليه‌السلام والوليد بن عقبة بن أبي معيط، فقد أورد الطبري في تفسيره: ج ١، ص ٦٢ بإسناده عن عطاء بن يسار قال: كان بين الوليد وعلي كلامٌ فقال الوليد: أنا أبسط منك لساناً، وأحدُّ منك سناناً، وأردُّ منك للكتيبة، فقال عليٌ: اسكت فإنّك فاسق، فأنزل الله فيهما( أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا ) .

وجاء في الأغاني لأبي فرج الأصبهاني: ج ٤، ص ١٨٥ وكذلك في تفسير الخازن: ج ٣، ص ٤٧٠: كان بين عليّ والوليد تنازعٌ وكلامٌ في شيء، فقال الوليد لعليّ: أُسكت فإنّك صبيٌّ وأنا شيخ، والله إنّي أبسط منك لساناً، وأحدُّ منك سناناً وأشجع منك جناناً، وأملأ منك حشواً في الكتيبة، فقال له عليٌّ: أُسكت فإنَّك فاسقٌ فأنزل الله هذه الآية.

وقد ذكر الكثيرون من الحفّاظ والمفسِّرين نزول هذه الآية بالإمام عليٌّ منهم: الواحديّ في أسباب النزول، ص ٢٦٣ ومحب الدين الطبري في الرياض: ج ٢، ص ٢٠٦ وفي ذخائر العقبى، ص ٨٨ والخوارزمي في المناقب، ص ١٨٨ والنيسابوري في تفسيره، وابن كثير في تفسيره: ج ٣، ص ٤٦٢ وفي نظم السمطين لجمال الدين الزرندي وأورده ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة: ج ١، ص ٣٩٤ وج ٢، ص ١٠٣ وأخرجه السيوطي في الدر المنثور: ج ٤، ص ١٧٨ وأورده الحلبي في السيرة: ج ٢، ص ٨٥.

ومن لطيف ما يروى من شعر لحسّان بن ثابت، ذاكراً لهذا الشجار الذي دار ما بين الإمام عليعليه‌السلام والوليد، حيث يقول حسّان:

أنزل الله والكتاب عزيز

في عليّ وفي الوليد قرآنا

فتبوّأ الوليد من ذاك فسقا

وعليٌّ مبوّأ إيمانا

ليس من كان مؤمناً عرف الله

كمن كان فاسقاً خوّانا

فعليّ يلقى لدى الله عزّاً

ووليدٌ يلقى هناك هوانا

سوف يُجزى الوليد خزياً وناراً

ولا شكّ عليّ يُجزى جنانا

____________________

(١) سورة السجدة: الآية ١٨.

٤٨

٣٠-( هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ ) .(١)

أخرج الحافظ محمّد بن يوسف الكنجي الشافعي في كتابه كفاية الطالب، ص ٢٣٤ نزول هذه الآية بالإمام عليّعليه‌السلام ، بإسناده عن الكلبي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: مكتوب على العرش: [لا إله إلّا الله وحدي لا شريك لي، ومحمّد عبدي ورسولي أيدته بعليّ، وذلك قوله عزّ وجلّ في كتابه الكريم: ( هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ ) ، عليّ وحده ].

وأخرج الخطيب البغدادي في تاريخه: ج ١١، ص ١٧٣ وبإسناده عن أنس بن مالك قال: قال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم: [لما عرج بي رأيت على ساق العرش مكتوباً: لا إله إلّا الله محمّد رسول الله أيدته بعليّ، نصرته بعليّ ].

وأورد محبّ الدين الطبري في كتابه الرياض: ج ٢، ص ١٧٢ عن أبي الحمراء من طريق الملاّ من سيرته، وكذا في ذخائر العقبى ص ٩٦ وأيضاً الخوارزمي.

عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: [لما أُسري بي إلى السّماء رأيت في ساق العرش مكتوباً: لا إله إلّا الله محمّد رسول الله صفوتي من خلقي، أيدته بعليّ ونصرته به ].

وبإسناد آخر عن أبي الحمراء خادم النبيّ صلّى الله عليه وآله، بلفظ: [ليلة أُسري بي رأيت على ساق العرش الأيمن مكتوباً: أنا الله وحدي لا إله غيري، غرست جنّة عدن بيدي لمحمّد صفوتي أيّدته بعليّ ].

وبهذا اللفظ رواه الحافظ السيوطي، وكذا المتّقي الهندي في كنز العمّال: ج ٦ ص ١٥٨ من طريق جابر، عن النبيّ صلّى الله عليه وآله قال النبيّ: [مكتوب على باب الجنّة قبل أن يخلق الله السماوات والأرض بألفي سنة: لا إله إلّا الله محمّدٌ رسول الله أيّدته بعليّ ].

وذكره الحافظ ابن حجر الهيثمي في المجمع: ج ٩ ص ١٢١ من طريق الطبراني عن أبي الحمراء خادم النبيّ صلّى الله عليه وآله.

وذكره السيوطي في الخصائص الكبرى: ج ١ ص ٧، عن ابن عدي، وابن عساكر من طريق أنس بن مالك خادم النبيّ صلّى الله عليه وآله.

وروى السيد الهمداني في كتابه (مودَّة القربى) في المودّة الثامنة، بروايته عن الإمام عليّعليه‌السلام ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: [إنّي رأيت اسمك مقروناً باسمي في أربعة مواطن فلمّا بلغت البيت المقدس في معراجي إلى السماء وجدت على صخرة بها: لا إله إلّا الله محمّد رسول الله، أيَّدته بعليّ وزيره، ولما انتهيت إلى سدرة المنتهى وجدت عليها:

____________________

(١) سورة الأنفال: الآية ٦٢.

٤٩

إنّي أنا الله لا إله إلّا أنا وحدي، محمّد صفوتي من خلقي أيَّدته بعليّ وزيره ونصرته به، ولما انتهيت إلى عرش ربّ العالمين فوجدت مكتوباً على قوائمه: إنّي أنا الله لا إله إلّا أنا محمّد حبيبي من خلقي، أيَّدته بعليّ وزيره ونصرته به. فلمّا وصلت الجنَّة وجدت مكتوباً علي باب الجنَّة: لا إله إلّا أنا ومحمّد حبيبي من خلقي أيَّدته بعليّ وزيره ونصرته به ].

٣١-( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) .(١)

روى الحافظ الخطيب البغدادي في مناقبه ص ١٨٦ قال: عن جابر بن عبد الله الأنصاري في قوله تعالى:( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) ، [هو عليّ بن أبي طالب وهو رأس المؤمنين ].

وروى الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ١ ص ٣٥٨ ط ٣ في الرقم ٣٠٨ قال: أخبرنا أبو الحسن الأهوازي، أخبرنا أبو بكر محمّد بن عمر القاضي، قال: حدّثنا علي بن عباس قال: حدّثنا علي بن حفص بن عمر القيسي قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن زيد عن أبيه: عن جعفر بن محمّد، عن أبيه (في قوله تعالى: )( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) ، قال: [نزلت في عليٍّ بن أبي طالب عليه‌السلام ].

وكذلك روى الحافظ الحسكاني في شواهده: ج ١ ص ٣٥٨ في الرقم ٣٠٩ قال: وبه وقرأته، قال: حدّثنا القيسي قال: حدّثنا القاسم وعبد الله ابنا الحسين بن زيد عن أبيهما، عن جعفر عن أبيه (في قوله تعالى: )( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) ، قال: [نزلت في عليٍّ بن أبي طالب عليه‌السلام ].

وروى الحافظ أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق المعروف بأبي نُعيم الإصبهاني في (ما نزل من القرآن في عليٍّعليه‌السلام )، قال: حدّثنا محمّد بن عمر بن سالم قال: حدّثنا علي بن الوليد بن جابر، قال: حدّثنا علي بن حفص بن عمر العبسي قال: حدّثني محمّد بن الحسين بن زيد عن أبيه: عن جعفر بن محمّد (عن أبيه) في قوله تعالى:( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) ، قال: [نزلت في عليٍّ بن أبي طالب عليه‌السلام ].

وروى أيضاً أبو نعيم، قال: حدّثنا محمّد بن عمر (قال: حدّثنا علي بن عباس، قال: حدّثنا علي بن حفص بن عمر) قال: حدّثنا القاسم وعبد الله ابنا الحسين بن زيد، عن أبيهما عن جعفر بن محمّد عن أبيه مثله.

____________________

(١) سورة الأنفال: الآية ٦٤.

٥٠

وجاء في كتاب الغدير للشيخ الأميني عليه الرحمة: ج ٢ ص ٧٠ عن سبب نزول الآية الكريمة قال: أخرج الحافظ أبو نعيم في فضائل الصحابة بإسناده: انّها نزلت في عليّ، وهو المعنيُّ بقوله: المؤمنين.

وروى يحيى بن البطريق من كتاب خصائص الوحي المبين: الحديثين في الفصل ١٤ ص ١١١ ط ١، وفي ط ٢ ص ١٧٠ قال: حدّثنا محمّد بن عمر بن سالم قال: حدّثنا علي بن الوليد بن جابر، قال: حدّثنا علي بن حفص بن عمر العبسي، قال: حدّثني محمّد بن الحسين بن زيد، عن أبيه، عن جعفر بن محمّد (عن أبيه) في قوله تعالى:( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) ، قال: [نزلت في عليٍّ بن أبي طالب عليه‌السلام ].

وقال: حدّثنا محمّد بن عمر (قال: حدّثنا علي بن عباس، قال: حدّثنا علي بن حفص بن عمر) قال: حدّثنا القاسم وعبد الله ابنا الحسين بن زيد عن أبيهما عن جعفر بن محمّد عن أبيه، مثله.

وأخرجه علّامة الهند، عبد الله بسمل في مناقبه (أرجح المطالب) ص ٨٨.

وكذلك أخرجه المير محمّد صالح الكشفي الترمذي الحنفي في مناقبه، عن المحدث الحنبلي المناقب للكشفي / الباب الأول.

٣٢-( أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ لَا يَسْتَوُونَ عِندَ اللهِ ) .(١)

ونورد فيما يلي ما أورد العلامة الجليل الشيخ الأميني عليه الرحمة في كتاب الغدير: ج ٢ ص ٧٢ قال: أخرج الطبري في تفسيره: ج ١٠ ص ٥٩ بإسناده عن أنس أنّه قال: قعد العباس وشيبة (ابن عثمان) صاحب البيت يفتخران فقال له العباس: أنا أشرف منك أنا عمُّ رسول الله ووصيُّ أبيه وساقي الحجيج، فقال شيبة: أنا أشرف منك، أنا أمين الله على بيته، وخازنه أفلا ائتمنك كما ائتمنني، فهما على ذلك يتشاجران حتّى أشرف عليهما عليٌّ، فقال له العباس: إنَّ شيبة فاخرني فزعم أنّه أشرف مني، فقال: فما قلت له يا عماه؟ قال: قلت أنا عمّ رسول الله ووصيّ أبيه وساقي الحجيج، أنا أشرف منك. فقال لشيبة: ماذا قلت أنت يا شيبة؟ قال: قلت: أنا أشرف منك أنا أمين الله على بيته وخازنه، أفلا ائتمنك كما ائتمنني؟ قال: فقال لهما: اجعلاني معكما فخراً، قالا: نعم. قال: فأنا أشرف منكما أنا أوّل من آمن بالوعيد من ذكور هذه الأمّة وهاجر وجاهد.

____________________

(١) سورة التوبة: الآية ١٩.

٥١

وانطلقوا ثلاثتهم إلى النبيّ فأخبر كل واحد منهم بمفخره فما أجابهم النبيُّ بشيء فانصرفوا عنه فنزل جبرئيلعليه‌السلام بالوحي بعد أيام فيهم، فأرسل النبيُّ إليهم ثلاثتهم حتّى أتوه فقرأ عليهم:( أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ) ، الآية.

حديث هذه المفاخرة ونزول الآية فيها أخرجه كثير من الحفّاظ والعلماء مجملاً ومفصّلاً منهم: الواحدي في أسباب النزول: ص ١٨٢ نقلاً عن الحسن والشعبي والقرظيّ القرطبيّ في تفسيره: ج ٢ ص ٩١ عن السدّي. الرازي في تفسيره: ج ٤ ص ٤٢٢. الخازن في تفسيره: ج ٢ ص ١٢٢ قال: وقال الشعبي ومحمّد بن كعب القرظي: نزلت في عليٍّ بن أبي طالب، والعبّاس بن عبد المطّلب وطلحة بن أبي شيبة، افتخروا فقال طلحة: أنا صاحب البيت بيدي مفاتيحه. وقال العباس: وأنا صاحب السقاية والقيام عليها، وقال عليٌّ: ما أدري ما تقولون، لقد صلّيت إلى القبلة ستّة أشهر قبل الناس، وأنا صاحب الجهاد. فأنزل الله هذه الآية.

ومنهم أبو البركات النسفي في تفسيره: ج ٢ ص ٢٢١. الحمّوي في (الفرائد) في الباب الواحد والأربعين بإسناده عن أنس. ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمّة) ص ١٢٣ من طريق الواحدي.

عن الحسن والشعبي والقرطبي جمال الدين محمّد بن يوسف الزرندي في نظم درر السمطين، الكنجي في الكفاية، ص ١١٣ من طريق ابن جرير، وابن عساكر، عن أنس بلفظه المذكور.

ابن كثير الشامي في تفسيره: ج ٢، ص ٢٤١ عن الحافظ عبد الرزّاق بإسناده عن الشعبي، ومن طريق ابن جرير، عن محمّد بن كعب القرضي وعن السُدّي وفيه: إفتخر عليٌّ والعبّاس، وشيبة كما مرَّ، ومن طريق الحافظ عبد الرزّاق أيضاً عن الحسن، ومحمّد بن ثور عن معمَّر عن الحسن، الحافظ السيوطي في الدرّ المنثور(١) من طريق الحافظ ابن مردويه، عن ابن عباس، ومن طريق الحفّاظ عبد الرزّاق، وابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن منذر، وابن أبي حاتم، وأبي الشيخ عن الشعبي، وعن ابن مردويه، عن الشعبي، وعن عبد الرزّاق، عن الحسن، ومن طريق ابن أبي شيبة، وأبي الشيخ، وابن مردويه، عن عبيد الله بن عبيدة، ومن طريق الفرياني، عن ابن سيرين، وعن ابن جرير، عن محمّد بن كعب القرظي، ومن طريق ابن جرير، وأبي الشيخ، عن الضحاك، وعن الحافظين أبي نعيم، وابن عساكر بإسنادهما عن أنس باللفظ المذكور.

____________________

(١) الدرّ المنثور: ج ٣، ص ٢١٨.

٥٢

ومنهم الصفوري في: نزهة المجالس: ج ٢، ص ٢٤٢ وفي طبعة (أُخرى) ٢٠٩، نقلاً عن شوارد الملح وموارد المنح أن العباس، وحمزةرضي‌الله‌عنهما تفاخرا فقال حمزة: أنا خير منك لأنّي على عمارة الكعبة، وقال العباس: أنا خيرٌ منك لأنّي على سقاية الحاج فقالا: نخرج إلى الأبطح ونتحاكم إلى أوَّل رجل نلقاه فوجدا عليّاًرضي‌الله‌عنه ، فتحاكما على يديه فقال: أنا خير منكما لأنّي سبقتكما إلى الإسلام، فأخبر النبيّ بذلك، فضاق صدره لافتخاره على عمّيه فأنزل الله تعالى تصديقاً لكلام عليٍّ وبياناً لفضله:( أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ ) الآية، ثمّ قال: وهذه المفاخرة ونزول الآية فيها نظمها غير واحد من شعراء السلف، الحافظين لناموس الحديث، كسيد الشّعراء الحميري، والناشي، والبشنوي، ونظرائهم وستقف عليه في تراجمهم إن شاء الله.

٣٣-( إِنَّ الَّذِينَ آمنوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَٰنُ وُدًّا ) .(١)

أورد الحافظ الكنجي الشافعي في كتابه كفاية الطالب: ص ٢٤٨ ط ٣، الفارابي، قال: وروى الخوارزمي عن زيد بن علي، عن آبائه، عن عليٍّ بن أبي طالبعليه‌السلام قال: [لقيني رجل فقال: يا أبا الحسن أما والله إنّي أحبّك في الله، فرجعت إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فأخبرته بقول الرجل، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: يا عليّ لعلك اصطنعت إليه معروفاً، قال: والله ما اصطنعت إليه معروفاً، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: الحمد لله الذي جعل قلوب المؤمنين تتوق إليك بالمودَّة ]، قال: فنزل قوله تعالى:( إِنَّ الَّذِينَ آمنوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَٰنُ وُدًّا ) .

وجاء في كتاب الغدير للشيخ الأميني: ج ٢ ص ٧٥ قال: أخرج أبو إسحاق الثعلبي، في تفسيره بإسناده عن البراء بن عازب قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لعليّ: [قل: أللّهم اجعل لي عندك عهداً واجعل لي في صدور المؤمنين مودَّة ]. فأنزل الله هذه الآية.

ورواه أبو المظفَّر سبط بن الجوزي الحنفي في تذكرته ص ١٠ وقال: ورُوي عن ابن عباس: إنَّ هذا الودّ جعله الله لعلي في قلوب المؤمنين. وفي مجمع الزوائد: ج ٩ ص ١٢٥ عن ابن عباس قال:

نزلت في عليٍّ بن أبي طالب:( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ) . الآية.

____________________

(١) سورة مريم: الآية ٩٦.

٥٣

قال محبّة في قلوب المؤمنين. وأخرج الخطيب الخوارزمي في مناقبه ص ١٨٨ حديث ابن عباس وبعده بإسناده عن عليٍّعليه‌السلام ، أنّه قال: لقيني رجلٌ فقال: يا أبا الحسن والله إنّي أحبّك في الله. فرجعت إلى رسول الله فأخبرته بقول الرجل، فقال: لعلّك يا عليٌّ اصطنعت إليه معروفاً. قال: فقلت: والله ما اصطنعت إليه معروفاً. فقال رسول الله: الحمد لله الّذي جعل قلوب المؤمنين تتوق إليك بالمودَّة. فنزل قوله:( إِنَّ الَّذِينَ آمنوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَٰنُ وُدًّا ) .

وأخرجه صدر الحفّاظ الكنجي في الكفاية ص ١٢١ وأخرج محبّ الدين الطبري في رياضه: ج ٢ ص ٢٠٧ في الآية من طريق الحافظ السلفي عن ابن الحنفيّة: لا يبقى مؤمن إلّا وفي قلبه ودٌّ لعليّ وأهل بيته.

وأخرج الحمّوئي في فرائده في الباب الرابع عشر من طريق الواحدي بسندين عن ابن عباس، والسيوطي في الدرّ المنثور: ج ٤ ص ٢٨٧ من طريق الحافظ ابن مردويه، والديلمي، عن البراء، ومن طريق الطبراني، وابن مردويه، عن ابن عباس، والقسطلاني في المواهب: ج ٧ ص ١٤ من طريق النقاش، والشبلنجي في نور الأبصار ص ١١٢ عن النقاش وذكر ما مر عن ابن الحنفية، والحضرميّ في رشفة الصادي.

٣٤-( إِنَّ الَّذِينَ آمنوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) .(١)

جاء في كتاب ما نزل من القرآن في أهل البيتعليه‌السلام للحسين بن الحكم الحبري الكوفي ص ٩٠ قال: حدّثنا علي بن محمّد، قال: حدّثني الحبري، قال: حدّثنا حسن بن حسين، قال: حدّثنا حبّان، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس( إِنَّ الَّذِينَ آمنوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) في عليٍّعليه‌السلام وشيعته.

وجاء في كتاب علي إمام المتقين للشرقاوي، ج ١ ص ٦١ قال: ولكم قال للإمام علي، الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم: [لا يحبّك إلّا مؤمن ولا يبغضك إلّا منافق ]. وكان عليّ إذا أقبل على أحد من الصحابة، قال الصحابي: (جاء خير البريّة) فهو - أي الإمام عليّ - من الذين نزلت فيهم الآية الكريمة:( إِنَّ الَّذِينَ آمنوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) .

وجاء في شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحديث ١١٣٤ ط ٣ وقال أيضاً: حدّثنا الحسين بن الحكم، حدّثنا سعيد بن عثمان، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر، عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: [هيّا عليّ ( إِنَّ الَّذِينَ آمنوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) قال:هم أنت وشيعتك، ترد عليَّ أنت وشيعتك راضين مرضيين ].

____________________

(١) سورة البيّنة: الآية ٧.

٥٤

وروى الحافظ أبو نُعيم في كتاب ما نزل من القرآن في عليٍّعليه‌السلام في الرقم ٧٦ قال: حدّثنا أبو محمّد بن حبّان، قال: حدّثنا إسحاق بن أحمد الفارس قال: حدّثنا حفص بن عمر المهرقاني قال: حدّثنا حيوة - يعني - إسحاق بن إسماعيل عن عمرو بن هارون، عن عمرو، عن جابر، عن محمّد بن علي وتميم بن حَذلَم: عن ابن عباسرضي‌الله‌عنه قال: لما نزلت هذه الآية:( إِنَّ الَّذِينَ آمنوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) ، قال رسول الله صلّى الله عليه وآله لعليّعليه‌السلام : [هم أنت وشيعتك، تأتي أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين، ويأتي عدوّك غضباناً مقمحين ].

وروى السيوطي في تفسيره الدرّ المنثور، عند تفسيره للآية الكريمة( إِنَّ الَّذِينَ آمنوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) قال: وأخرج ابن عدي عن ابن عباس قال: لما نزلت:( إِنَّ الَّذِينَ آمنوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) ، قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لعليّعليه‌السلام : [هو أنت وشيعتك تأتي يوم القيامة راضين مرضيين ].

ورد الحديث في تفسير الطبري للآية الكريمة، رواه أبو الجارود عن الإمام محمّد الباقر: ج ٣٠ ص ١٧١.

كما وذكره السيد الفيروز آبادي في كتابه فضائل الخمسة: ج ١ ص ٣٢٤ ورواه الشيخ الطوسي في الحديث: ٣٦ من الجزء ٩ من كتابه الأمالي ص ٢٥٧.

وقال ابن حجر الهيثمي في كتابه الصواعق المحرقة: ص ٩٦ في عدّ الآيات الواردة في أهل البيت: الآية الحادية عشرة في قوله تعالى:( إِنَّ الَّذِينَ آمنوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) .

وجاء في كتاب الغدير للشيخ الأميني(١) قال: أخرج الطبري في تفسيره: ج ٣٠ ص ١٤٦ بإسناده عن أبي الجارود، عن محمّد بن علي( أُولَٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) ، فقال: قال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، [أنت يا عليّ وشيعتك ].

____________________

(١) الغدير للشيخ الأميني: ج ٢ ص ٧٦ ط مؤسسة الأعلمي بيروت.

٥٥

وروى الخوارزمي في مناقبه ص ٦٦ عن جابر قال: كنّا عند النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، فأقبل عليُّ بن أبي طالب فقال رسول الله: [قد أتاكم أخي ] ثمّ التفت إلى الكعبة فضربها بيده، ثمّ قال: [والّذي نفسي بيده إنّ هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة ، ثمّ قال:إنّه أوَّلكم إيماناً معي، وأوفاكم بعهد الله، وأقومكم بأمر الله، وأعدلكم في الرعيَّة، وأقسمكم بالسويَّة، وأعظمكم عند الله مزيَّة، قال: وفي ذلك الوقت نزلت فيه: ( إِنَّ الَّذِينَ آمنوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) ]، وكان أصحاب النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم إذا أقبل عليٌّ قالوا: قد جاء خير البريّة.

وروى في ص ١٧٨ من طريق الحافظ ابن مردويه، عن يزيد بن شراحيل الأنصاري كاتب عليّعليه‌السلام ، قال: سمعت عليّاً يقول: [حدّثني رسول الله وأنا مسنده إلى صدري فقال: أي علي. ألم تسمع قول الله تعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ آمنوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) ؟ أنت وشيعتك، وموعدي وموعدكم الحوض، إذا جاءت الأمم للحساب تُدعون غرّاً محجَّلين ].

وأرسل ابن الصباغ المالكي في فصوله ص ١٢٢ عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية قال: (النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم) لعليٍّ: [أنت وشيعتك تأتي يوم القيامة أنت وهم راضين مرضيين، ويأتي أعداؤك غضاباً مقمحين ].

وروى الحمّوئي في فرائده بطريقين عن جابر، انّها نزلت في عليّ، وكان أصحاب محمّد إذا أقبل عليّ قالوا: قد جاء خير البريّة.

أخرج الحافظ جمال الدّين الزرندي، عن ابن عباسرضي‌الله‌عنهما : إنَّ هذه الآية لما نزلت قال صلّى الله عليه وآله لعلي: [هو أنت وشيعتك، تأتي أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين، ويأتي عدوك غضاباً مقمحين، قال: ومن عدوّي؟ قال: من تَبرَّأ منك ولعنك، ثمّ قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: ومن قال: رحم الله عليّاً، رحمه الله ].

٣٥-( وَالْعَصْرِ ﴿١﴾ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴿٢﴾ إِلَّا الَّذِينَ آمنوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ) ، سورة العصر.

أورد الشيخ الأميني في الغدير: ج ٢ ص ٧٨ قال: قال جلال الدين السيوطي في الدرّ المنثور: ج ٦ ص ٣٩٢.

أخرج ابن مردويه، عن ابن عباس في قوله تعالى:( وَالْعَصْر ﴿١﴾ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُـسْرٍ ) يعني أبا جهل بن هشام،( إِلَّا الَّذِينَ آمنوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) ، ذكر عليّاً وسلمان.

٥٦

وروى الحافظ الحسكاني في شواهد التنزيل(١) قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن الصبيح، قال:

حدّثنا حجاج بن يوسف (بن قتيبة) قال: حدّثنا بشر بن الحسين، عن الزبير بن عدي عن الضحاك، عن ابن عباس في قوله تعالى:( وَالْعَصْرِ ﴿١﴾ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴿٢﴾ ) يعني أبا جهل لعنه الله،( إِلَّا الَّذِينَ آمنوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ) ، قال: (هو) عليٌعليه‌السلام .

ومن كتاب (مناقب آل أبي طالب)(٢) ، عن الضحّاك، عن ابن عباس، انّ عليّاً مع الحقّ والحقّ معه. ثمّ روى حديثاً آخر بمعناه عن أُبي بن كعب، ثمّ قال: وأخبرنا (أبو علي) الحذّاء، عن أبي نعيم، بإسناده قال ابن عباس في قوله تعالى:( وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ) عليّ بن أبي طالب.

وفي تفسير السيوطي، في تفسيره سورة (العصر) من تفسيره الدر المنثور، قال: وأخرج ابن مردويه، عن ابن عباس في قوله:( وَالْعَصْرِ ﴿١﴾ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ) قال: يعني من الإنسان أبا جهل بن هشام،( إِلَّا الَّذِينَ آمنوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) ذكر عليّاًعليه‌السلام وسلمان. وفي تفسير الكشف والبيان للثعلبي: ج ٤ ص ١٧٠ أورد الحديث مروياً عن الحاكم الحسكاني.

سورة الفاتحة

روى ابن المغازلي في مناقبه: ص ٢٦٠ ط ١، في الحديث ٣٠٩ بإسناده عن نافع مولى عبد الله بن عمر قال: قلت لابن عمر: من خير الناس بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله؟ قال: ما أنت وذاك؟ لا أُمّ لك، ثمّ قال: أستغفر الله، خيرهُم بعده من كان يحلّ له ما كان يحلّ له، ويحرم عليه ما كان يحرم عليه، قلت: من هو؟ قال: عليّ، سدّ أبواب المسجد وترك باب عليّ، وقال له: [لك في هذا المسجد مالي وعليك فيه ما عليَّ، وأنت وارثي ووصيّي تقضي ديني وتنجز وعدي وتقتل على سنّتي، كذب من زعم أنّه يبغضك ويحبّني ].

وروى ابن البطريق هذا الأمر في كتاب العمدة: ص ٩٠ في الفصل ٢٠.

وأورده السيد هاشم البحراني في كتاب غاية المرام: ص ١٦٤.

____________________

(١) شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٣٧٣ ط ٣.

(٢) مناقب آل أبي طالب: ج ٣ ص ٦١ ط قم.

٥٧

سورة الفاتحة

تسلسلها ١ سورة مكّية ومدنيّة

سوره الحمد، مكيّة ومدنيّة، وهي الّتي ذكرها سبحانه وتعالى بـ (السبع المثاني)( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ) الحمد: ٦.

لقد جاء في زيارة الأمير - أمير المؤمنين علي ابن أبي طالبعليه‌السلام - في يوم الغدير على لسان الإمام عليّ النقيّ الهادي بن الإمام محمّد الجواد مخاطباً الإمام عليّ بما يلي: [يا دين الله القويم وصراطه المستقيم ]. كما روى الحاكم الحسكاني أنّ آية( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴿٦﴾ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ) هو الإمام عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، في الفقيه وتفسير العيّاشي عن الإمام الصادقعليه‌السلام قال: [الصراط المستقيم أمير المؤمنين عليه‌السلام ].

تفسير الميزان للسيد محمّد حسين الطباطبائي.(١)

وعن ابن شهر آشوب عن تفسير وكيع بن الجراح عن الثوري عن السُدّي عن أسباط ومجاهد، عن ابن عباس من قوله تعالى( اهْدِنَا الصِـّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ) ، قال: قولوا معاشر العباد: أرشدنا إلى حبّ محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم وأهل بيتهعليهم‌السلام .

وجاء في تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: ج ١ ص ٣٣ في بيان معاني الصراط، قال: وقد تبيَّن ممّا ذكرناه في معنى الصراط المستقيم أمور. أحدها: أنَّ الطرق إلى الله مختلفة كمالاً ونقصاً وغلائاً... الخ وثانيها: أنّه كما أنَّ الصراط المستقيم مهيمن على جميع السبل فكذلك أصحابه الّذين مكَّنهم الله تعالى فيه وتولّى أمرهم وولاّهم أمر هداية عباده حيث قال:( وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا ) النساء ٦٩، وقال تعالى:( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمنوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) المائدة ٥٥ والآية نازله في أمير المؤمنين عليعليه‌السلام بالأخبار المتواترة وهوعليه‌السلام أوّل فاتح لهذا الباب من الأمّة، وسيجيء الكلام في الآية.

وجاء في تفسير الميزان الطباطبائي: ج ١ ص ٤١، قال: في الفقيه وتفسير العيّاشي عن الصادقعليه‌السلام قال: [الصراط المستقيم أمير المؤمنين عليه‌السلام ].

____________________

(١) تفسير الميزان: ج ١ ص ٤١.

وللملاحظة: ما يذكر في هذا الجزء وسائر الأجزاء الخمسة من كتابنا، منقول عن تفسير الميزان للعلّامة السيّد محمّد حسين الطباطبايي (رحمه الله) مطبعة إسماعيليان.

٥٨

وفي المعاني عن الصادقعليه‌السلام قال: [هي الطريق إلى معرفة الله، وهما صراطان، صراط في الدنيا وصراط في الآخرة، فأمّا الصراط في الدنيا فهو الإمام المفترض الطاعة، من عرفه في الدنيا واقتدى بهداه مرَّ على الصراط الّذي هو جسر جهنّم في الآخرة، ومن لم يعرفه في الدنيا زلَّت قدمه في الآخرة فَترَدى في نار جهنّم ].

وفي المعاني أيضاً عن السجّادعليه‌السلام قال: [ليس بين الله وبين حجَّته حجابٌ، ولا لله دون حجته ستر، نحن أبواب الله ونحن الصراط المستقيم ونحن عيبة علمه، ونحن تراجمة وحيه ونحن أركان توحيده، ونحن موضع سرِّه ].

١- ما نزل في الإمام عليعليه‌السلام في القرآن وأولها ما نزل في سورة الحمد. وفي قوله سبحانه وتعالى( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ) الآية وجاء في البند ٨٧ من كتاب شواهد التنزيل لقواعد التفصيل للحاكم الحسكاني: ج ١ ص ٨٩ ط ٣ ايران: أخبرنا الحاكم الوالد أبو محمّد عبد الله بن أحمد قال: حدّثنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان الواعظ ببغداد قال: حدّثني أبي قال: حدّثني حامد بن سهل قال: حدّثني عبد الله بن محمّد العجلي قال: حدّثنا إبراهيم قال: حدّثنا أبو جابر، عن مسلم بن حيّان: عن أبي بريدة في قول الله تعالى:( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ) قال:صراط محمّد وآله .

٢ - وروى هذا الحديث عن أبي بريده الثعلبي في تفسيره ج ١ ص ١٢٠ في ذيل الآية الكريمة بسنده عن ابن نهار عن أبي حفص: وفيه حدّثنا إبراهيم بن جابر، عن مسلم بن حيّان، عن أبي بريده. قال مسلم بن حيّان: سمعت أبا بريده يقول: [صراط محمّد وآله ].

٣- وروى الحديث أيضاً عن الثعلبي ابن البطريق في الفصل السابع من كتاب خصائص الوحي المبين: ص ١٠٤.

٤ - وروى الحديث عن ابن شهر أشوب، البحراني في تفسيره البرهان: ج ١ ص ٥٢ ط ٣.

٥- وجاء في الحديث المرقم ٨٨ من شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني: ج ١ ص ٩٠ ما يلي: أخبرنا عقيل بن الحسين الفسوي قال: حدّثنا على بن الحسين بن قيدة الفسوي قال: حدّثنا أبو بكر محمّد بن عبيد الله قال: حدّثنا أبو أحمد محمّد بن عبيد- ببغداد- قال: حدّثنا عبد الله بن أبي الدنيا قال: حدّثنا وكيع بن الجراح قال: حدّثنا سفيان الثوري، عن السدّي، عن أسباط، ومجاهد: عن ابن عباس في قول الله تعالى:( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ) قال: يقول: [قولوا معاشر العباد: إهدنا إلى حبّ النبيّ وأهل بيته ].

٥٩

وقد روى هذا الحديث المروي عن عبد الله بن عباس، الحافظ السروري في عنوان: (أنّه السبيل والصراط المستقيم) من مناقب آل أبي طالب: ج ٢ ص ٢٧١، نقلاً عن تفسير وكيع بن الجراح... وفيه أيضا: أرشدنا إلى حبّ محمّد وأهل بيته. وأيضا رواه عنه البحراني في تفسيره البرهان: ج ١ ص ٥٢، وكما في الباب (٤٠) في غاية المرام.

٦- وجاء في كتاب شواهد التنزيل: ج ١ ص ٩١ ط ٣ في الحديث المرقم ٨٩: أخبرنا أبو الحسن المعاذي - بقراءتي عليه من أصله- قال: حدّثنا أبو جعفر محمّد بن علي الفقيه، قال: حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان، قال: حدّثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم، قال: حدّثنا هارون بن إسحاق، قال: حدّثني عبده بن سليمان قال: حدّثنا كامل بن العلاء، قال: حدّثنا حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لعليّ بن أبي طالبعليه‌السلام [أنت الطريق الواضح، وأنت الصراط المستقيم، وأنت يعسوب المؤمنين ].

٧ - وجاء أيضاً في كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني: ج ١ ص ٩١ ط ٣ الحديث المرقم ٩٠ وأخبرنا أيضاً أبو جعفر، (عن) محمّد بن عليّ، عن عمه محمّد بن أبي القاسم، عن محمّد بن علي الكوفي، عن محمّد بن سنان، عن المفضل، عن جابر بن يزيد، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم [إنَّ الله جعل عليّاً وزوجته وابنيه حجج الله على خلقه وهم أبواب العلم في أمّتي من اهتدى بهم هُدي إلى صراط المستقيم ].

٨ - جاء في كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني: ج ١ ص ٩١ ط ٣ في الحديث المرقم ٩١ أخبرني أبو بكر محمّد بن أحمد بن علي المعمري، قال: حدّثنا أبو جعفر محمّد علي بن الحسين الفقيه، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن العباس بن معروف، عن الحسين بن (يـ) زيد، عن اليعقوبي، عن عيسى بن عبد الله العلوي، عن أبيه، عن أبي جعفر الباقر، عن أبيه، عن جدّه قال: قال رسول الله: [من سرَّه (من أراد)أن يجوز على الصراط كالريح العاصف ويلج الجنّة بغير حساب فليتوّل وليّي ووصيي وصاحبي وخليفتي على أهلي عليّ بن أبي طالب، من سرَّه (ومن أراد)أن يلج النار فليترك ولايته، فوَعِزّة ربّي وجلاله إنّه لباب الله الّذي لايؤتى الّا منه، وأنّه الصراط المستقيم، وإنَّه الّذي يسأل الله عن ولايته يوم القيامة ] وقد روى هذا الحديث الشيخ الصدوق في الحديث (٤) من المجلس ٤٨ من أماليه.

وما جاء بتفسير الميزان للسيد الطباطبائي: ج ١/ص ٤١ قوله: في الفقيه وتفسير العيّاشي عن الإمام الصادقعليه‌السلام قال: [الصراط المستقيم أمير المؤمنين عليه‌السلام ].

٦٠