الإمام محمّد الجواد عليه السلام
- نشر في
-
- مؤلف:
- نقلاً من موقع شبكة الإمام الرضا عليه السلام
الإمام محمّد الجواد عليه السلام
الدكتور محمّد حسين الصغير
سَمَوتَ وأنتَ سِرٌّ في اعتقادي |
|
بمنزلةِ الشَّغافِ مِـن الفُـؤادِ |
ورمزٌ للأصابـةِ والتسامـي |
|
وفيضٌ للإحاطـة والسَّـدادِ |
وكنزٌ مِن كنوزِ العلمِ أضفـى |
|
على الآفاقِ بـابَ الإجتهـادِ |
وركبٌ مِـن فُتـوّةِ هاشِمـيٍّ |
|
حَثيثُ الخَطْوِ، صُلبُ الإنقيادِ |
ركيناً.. لم تُزلزِلْـهُ الرزايـا |
|
وقد لاقى صُنوفَ الإضطهادِ |
وتَعرِكُهَ الصُّروفُ فيحتويهـا |
|
حديدَ الطَّرفِ، مُمتنِعَ الرُّقـادِ |
يُدير الحقَّ في عزمٍ وحـزمٍ |
|
ويُمضي الأمرَ في أيِّ اعتدادِ |
لقد نَفَسَت بك الدنيـا فريـداً |
|
فحُزتَ المجدَ فيهـا بانفـرادِ |
تَعُجّ بـك المآثـرُ والمعالـي |
|
وتَفتخرُ الحواضرُ والبـوادي |
رأى التاريخ فيك عَميدَ قـومٍ |
|
رفيعَ الشأنِ مُنتصِبَ العِمـادِ |
فقَلَّدكَ الخُلودَ.. وكُنـتَ فـذّاً |
|
بعيدَ الغَورِ، رَحبَ الإمتـدادِ |
* * *
تَجلّـى نـورُك الألِـقُ اتِّقـاداً |
|
فغطّـى كـلَّ نـورٍ واتِّـقـادِ |
فأنـت لكـلِّ مَكرُمَـةٍ فَتاهـا |
|
وأنت الصوتُ فيها والمُنـادي |
سليلُ محمَّـدٍ، وجَنـى علـيٍّ، |
|
وصُنوُ طريفِ مجـدٍ والتِّـلادِ |
فمـا (سُقـراطُ ) إلاّ مُستمِـدٌّ |
|
لِحِكمتِـك المَنوطـة بالرَّشـادِ |
و (رِسْطاليسُ) قد قَصُرت يداهُ |
|
و ( إفلاطُونُ ) دُونَك في العِدادِ |
وكلُّ فضيلةٍ رُسِمَـت.. تُنـادي |
|
بفضلِك والشمائـلُ والأيـادي |
أراد اللهُ رَفْـعَـك سَرْمَـدِيّـاً |
|
فأنَّـى تَستطيـلُ يـدُ العـبـادِ |
وأنَّى يَستعيـدُ الشِّعـرُ معنـىً |
|
وأنـت بكـلِّ معنًـى مُستعـادِ |
إذا الأحبابُ قد مُنِعُـوا مَقـالاً |
|
فقد نَشَرَت فَضائلَـك الأعـادي |
وإن حبَسَ اللسانُ القـولَ عَيّـاً |
|
فمجدُك ناطقٌ في كـلِّ نـادي |
وإن عصَفَت بِمَغْنـاك الرزايـا |
|
فذِكـرُك سائـرٌ بيـنَ البـلادِ |
تَؤُمُّ ضَريحَـك الأرِجَ المُنّـدَّى |
|
وفُودُ اللهِ مِن حَضَـرٍ وبـادي |
فيَعمُـرُ بالصـلاةِ وبالتناجـي |
|
ويَزهَـرُ بالدعـاءِ وبالسُّـهـادِ |
كأنَّ المِسـكَ ضَمَّـخَ جانبَيـهِ |
|
بأشـذاءِ الروائـحِ والغَـوادي |
يُباكِـرُه النَّـدى غَضّـاً ذكيّـاً |
|
ويًسقي روضَه صَوبُ العِهـادِ |
* * *
أبا الهـادي سـلامُ اللهِ يَسـري |
|
على تاريخِـك النَّضِـرِ المُعـادِ |
وعُمْرٌ بالصـلاحِ قَضـى شبابـاً |
|
ذَخيرتُـه المَزيـدُ مِـنَ الجهـادِ |
كأنَّ الخَمسـةَ العشريـن عامـاً |
|
حيـاةُ مُعَمَّـرٍ صُلْـبِ القِـيـادِ |
كشفتَ بها عن الأمَـدِ المُجلّـى |
|
وطِلتَ بها الجِيادَ مِـن الطِّـرادِ |
سديدُ الرأيِ.. لم تَهـدأ عَصُوفـاً |
|
يُحيلُ رُؤى الطُّغـاةِ إلـى رمـادِ |
ويَعتصِرُ النضالَ يَجـفُّ عُـوداً |
|
لِيُوريَـه بــأيِّ شَـبـا زِنــادِ |
ويدفعُ بالضميـرِ وقـد تَهـاوى |
|
إلـى لُقيـا مِــراحٍ مُسـتـرادِ |
إلى كَنَـفِ الرجولـةِ والمعالـي |
|
وأروِقـةِ المُـروءةِ والنِّـجـادِ |
فكـان النُّبـلُ مُندفعـاً سُـيـولاً |
|
وكان الفضـلُ يزحـرُ بازديـادِ |
وسارَ العِلمُ فـي ركـبٍ وَقُـورٍ |
|
صَليبِ العُودِ، مُخضَـرِّ المٍِـدادِ |
فَلِلتاريـخِ مـا أبـقـى جِـهـادٌ |
|
وللأجيـالِ أصــداءُ الـجِـلادِ |
لقد ضمُدَت جِـراحُ الديـنِ فيـهِ |
|
وهل تُؤسَى الجروحُ بلا ضِمـادِ! |
فأنـت العُـروةُ الوثقـى بحـقٍّ |
|
وحِصنُ اللهِ في الكُـرَبِ الشِّـدادِ |
وبابٌ للحوائجِ.. جِئِـتُ أسعـى |
|
إليهِ، فطـابَ لـي نَيـلُ المُـرادِ |
وسِرتُ على خُطاه بلا انحـرافِ |
|
وصِرتُ على هُداه بـلا ارتـدادِ |
على بابِ ( الجوادِ ) أنَختُ رَكبي |
|
فكان الفتحُ فـي بـابِ الجـوادِ |
ولا عَحَـبٌ فقـد قالـوا قديمـاً: |
|
( وَفَدتُ علَى الكريمِ بِغَيرِ زادِ ) |
( من ديوانه: ديوان أهل البيت عليهم السلام ص 246 ـ 250 )
نقلاً من موقع شبكة الإمام الرضا عليه السلام