لأنني لعنت يزيد

لأنني لعنت يزيد...
في يوم من أيام الدهر السعيد...
جاءني صديق من بعيد...
قال: ماذا فعلت فالكل دمك يريد؟...
قلت: ما سرقت ولا قتلت...
و من في الحي على شهيد...
قال: قالوا يا جاني إنـَّك لعنت مولانا يزيد...
و هو في ديننا جرم شديد...
تستحق عليه قتلاً وتبديد...
قلت: سمعت قولهم: إلعن يزيد ولا تزيد...
قال: قالوه ولم يعوا ما نريد...
فالخليفة في ديننا يتبع مهما كان فاسقا أو عربيد...
و ما ظلمه للناس الاّ عقاب من الله للتوحيد...
فهو الآخذ بالدين الرشيد...
فلا تسب رئيساً ولا ملكاً ولا حتى عقيد...
وإلاّ صرت على دين الجماعة رداً رديد...
إن كان في الحكام هذا ديننا...
فكيف تلعن أنت مولانا يزيد؟...
قلت: قرأت التاريخ البعيد...
قال: و ما أنت والتاريخ فعقلك حديد؟...
قلت: يوم حمى الوطيس...
كان في دير مروان قعيد...
قال: خوفاً من الطاعون و هذا رأي سديد...
فقد خاف على الدين من بعده أن يصبح شريد...
قلت: أبعد العلماء و جعل و زيره قرد فريد...
قال: مولانا سبق جمعيات الرفق بزمن بعيد...
قلت: أخذ البيعة عنوة دون شورى و أمر سديد...
قال: إنما أراد أن يكون على العصاة شديد...
قلت: قتل السبط و أهله على الفرات عطشان وحيد...
قال: أخطأ السبط بخروجه على الملك الرشيد...
فقتل بسيف جده النبي المجيد...
قلت: سبى بنات النبي...
بسب وسياط و تقييد...
قال: لم يرد ذلك لكن واليه كان بليد...
قلت: ولـِمَ لـَمْ يعزله أو ينذره بوعيد...
إلاّ أن يكون لما فعل مريد...
قلت: ولما أتاه الرأس نادى أجداده عتبة والوليد...
وقالوا: لا تشل يدك يا يزيد...
بثأره من حيدرة الصنديد...
قال: حس مرهف...
فذكر بدر و أحد و حنين عنه غير بعيد...
قلت: قال: لا خبر جاء وله وحي نزيل...
بل هو ملك لعبت به هاشم و هو حق أمية الفقيد...
قال: لسنا من يفهم كلام العبقري الفريد...
فالحكم بينهم قسمة ذاك بيت القصيد...
قلت: لعب بالثنايا بقضيب...
قال: أراد تبركاً بشفاه قبلها الحبيب...
قلت: سب أبى تراب الفريد...
في محضر العقيلة والسجاد بين علة و مقيد...
فأجابته: إسع سعيك فلن تمحو ذكرنا يا يزيد...
قال: خطأ فلا يعلو صوت فوق صوت الملك الوحيد...
قلت: أرسل الرأس لما علم رقية أباها تريد...
فماتت من شهقة و عقلها شريد...
قال: أراد أن يخبرها أن الموت حق...
و أنه أردى أباها شهيد...
قلت: إستباح المدينة فولد من دون زواج ألف وليد...
قال: نسل المسلمين قل فأراد له تجديد...
قلت: ضرب البيت العتيق...
بمنجانيق بنار و حديد...
قال: ما أراد إساءة بل أراد للبيت تشييد...
قلت : لا لوم على صدام ولامبارك والعقيد...
فقدوتهم حجاج و سفاح ووليد...
قال: ذلك قدر الشعوب والله يفعل ما يريد...
قلت: ماكان ربك بظلام للعبيد...
يا عزيزي وصلنا بيت القصيد...
لا لوم على الطغاة إن تجبروا...
فاللوم عن من رضوا أن يبقوا عبيد...
إن أرديتموني في القبر رقيد...
او جعلتموني من بلدي طريد...
فليعلم الكون المديد....
إنني قـُتـِلـْتُ لأنني رفضت دين العبيد...
لقد عشقت حسيناً فكيف لا ألعن يزيد