العجب

شبكة الحسنين عليهما السلام الثقافيةالنقطة الأولى: تعريف العجب

وهو استعظام نفسه لأجل ما يرى لها من صفة كمال، سواء كانت له تلك الصفة في الواقع أم لا.
وسواء كانت صفة كمال في نفس الأمر أم لا.وقيل (هو اعظام النعمة والركون إليها مع نسيان إضافتها إلى المنعم)

النقطة الثانية: الروايات في ذم العجب

العجب من المهلكات العظيمة وأرذل الملكات الذميمة:
قال رسول (ص): (ثلاث مهلكات: شح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه).
وقال (ص) أيضاً: (لو لم تذنبوا لخشيت عليكم ما هو أكبر من ذلك: العجب العجب).
وقال الإمام الصادق (ع): (إن الله علم أن الذنب خير للمؤمن من العجبُ ولولا ذلك ما ابتلى مؤمناً بذنب ابداً»، وقال (ع): (من دخله العجب هلك).
والروايات حول هذه الرذيلة كثيرة جداً.
النقطة الثالثة: حول مراتب العجب
قال أبو الحسن (ع): ( العجب درجات: ومنها أن يزين للعبد سوء عمله فيراه حسناً فيعجبه ويحسبه أنه يحسن صنعاً ومنها أن يؤمن العبد بربّه فيمنّ على الله عزّ وجلّ ولله عليه فيه المنّ).
المرتبة الأولى :
وهي أشدّ المراتب وأهلكها حيث تحصل في الإنسان بسبب شدة العُجب حالة يمنّ معها في قلبه بإيمان أو خصاله الحميدة الاُخرى على ولي نعمته ومالك الملوك، فيتخيّل أن الساحة الإلهية قد اتسعت بسبب إيمانه أو أن دين الله قد اكتسب رونقاً بذلك أو أنه بتروجيه للشريعة أو بإرشاده وهدايته أو بأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر أو بإقامته الحدود أو محرابه ومنبره قد أضفى على الدين الله بهاءً جديداً أو أنه بحضور جماعة المسلمين أو بإقامة مجالس التعزية لأبي عبد الله (عليه السلام) قد أضفى على الدين جلالاً، لذلك يمنّ على الله وعلى سيّد المظلومين وعلى الرسول الأكرم (ص) وإن لم يظهر لأحد هذا المعنى، إلا أنه هو يمنّ في قلبه.ومن هنا ومن هذا الباب بالذات، تنشأ المنّة على العباد في الاُمور الدينية، كأن يمنّ على الضعفاء والفقراء بإعطائهم الصادقات الواجبة والمستحبّة ومساعدتهم وأحياناً تكون هذه المنّة خافية حتى على الإنسان نفسه.

المرتبة الثانية:

وهي التي يتدلّل فيها الانسان ويتغنّج بواسطة العجب على الله تعالى، وهذه غير المنّة ولو أن البعض لم يفرق بينهما.
إن صاحب هذا المقام يرى نفسه محبوباً لله تعالى ويرى نفسه في سلك المقربين والسابقين وإذا جيء باسم ولي من أولياء الله أو جرى حديث عن المحبوبين والمحبين أو السالك المجذوب اعتقد في قلبه أنه من أولئك وقد يبدي التواضع رياء وهو خلاف ذلك، أو أنه لكي يثبت ذلك المقام لنفسه ينفيه عن نفسه بصورة تستلزم الإثبات وإذا ما ابتلاه الله تعالى ببلاء راح يعلن أن البلاء للولاء.
إن مدّعي الإرشاد من العرفاء والمتصوّفة وأهل السلوك والرياضة أقرب إلى هذا الخطر من سائر الناس.
المرتبة الثالثة:
أن يرى العبد نفسه وبواسطة الإيمان أو الملكات أو الأعمال، دائناً لله وأنه بذلك يكون مستحقاً للثواب ويرى واجباً على الله أن يجعله عزيزاً في هذا العالم، ومن أصحاب المقامات في الآخرة، ويرى نفسه مؤمناً وطاهراً وكلّما جاء ذكر المؤمنين بالغيب: قال في نفسه حتى لو عاملني الله بالعدل فإني أستحق الثواب والأجر بل يتعدّى بعضهم حدود القبح والوقاحة ويصرّح بهذا الكلام.
وإذا ما أصابه بلاء وصادفه ما لا يرغب فإنه يعترض على الله في قلبه، ويتعجب من أفعال الله العادل حيث يبتلي المؤمن الطاهر ويرزق المنافق ويغضب في باطنه على الله تبارك الله وتعالى وتقديراته، ولكنه يظهر الرضا في الظاهر ويصب غضبه على ولي نعمته ويظهر الرضا بالقضاء أمام الخلق.وعندما يسمع ان الله يبتلي المؤمنين في هذه الدنيا، يسلّي نفسه بذلك في قلبه، ولا يدري بأنّ المنافقين المبتلين كثيرون أيضاً وليس كل مُبتلٍ مؤمناً .

المرتبة الرابعة:

وهي أن يرى الإنسان نفسه متميّزاً عن سائر الناس وأفضل منهم بالإيمان وعن المؤمنين بكمال الإيمان وبالأوصاف الحسنة عن غير المتصفين بها، وبالعمل بالواجب وترك المحرَّم عمّا يقابل ذلك، كما أنه يرى في عمل المستحبات والتزام الجمعة والجماعات والمناسك الاُخرى وترك المكروهات يرى نفسه أكمل من عاقة الناس، وأن له امتيازاً عليهم، فيثق بنفسه وبأعماله، و يرى سائر الخلق زبداً ناقصين وينظر إلى سائر الناس بعين الاحتقار، ويطعن بقلبه أو بلسانه في عباد الله ويعيبهم، ويبعد كل شخص بصورة ما عن ساحة رحمة الله، ويجعل الرحمة خالصة له ولأمثاله.
ومثل هذا الإنسان يصل إلى درجة بحيث يناقش كل عمل صالح يراه من الناس ويخدشه بقلبه على نحو ما، ويرى الأعمال الحسنة من الناس شيئاً ولكن إذا صدرت هذه الأعمال نفسها عنه يراها عظيمة.إنه يعرف جيداً عيوب الناس وهو غافل عن عيوبه.
ملاحظة:  هذه علامات العُجب! وإن كان الانسان نفسه قد يكون غافلاً عنها وللعجب درجات اُخرى لم أذكر بعضها وأكون غافلاً عن بعضها الآخر حتماً.
النقطة الرابعة: حول علاج العجب
يمكنكم مراجعة الكتب التالية :
1  جامع السعادات للشيخ النراقي (قدس)
2  الأربعون حديثاً للسيد الخميني (قدس)
3  القلب السليم للسيد عبد الحسين دستغيب (قدس)