كربلاء الحسين أسمٌ ميّزه الله في كل شيء

صرخات الجاهلية كانت تتلاطم في أعماق بني أمية و من أيّدهم و وقف معهم فأنتقموا من رسول الله (ص) بأبنه الحسين (ع) ونساءه اللاتي سُبيّن كما تسبى أسارى الترك أو الديلم ، فأرتبط أسم كربلاء بهذه الفاجعة المتميزة في كل شيء من قدسية بطلها سيد شباب أهل الجنة (ع) الى سيد الوفاء والبطولة أبي الفضل العباس (ع) والى كل شهيد سقط على ترابها الملتهب بحر ظهيرتها الدكناء والذي أصبح أبر و أوفى و خير صاحب عرفته الدنيا .

 خضير العواد

  كربلاء الأرض التي دمعت عليها عيون جميع الأنبياء والأوصياء والقديسين  والمؤمنين و أمتزجت دموعهم مع أرضها الطاهرة التي أحتضنت جسد خامس أهل الكساء و سيد شباب أهل الجنة والإمام المعيّن من الله سبحانه و تعالى و  إمامته ثابتة في قيامه أو قعوده .
 كربلاء أسمٌ إذا ذكرته في أي مجلس وفي أي بقعة من الأرض تشبح إليك العيون و تقبل عليك الأذان لما يمثل من نزاهة الأفكار و صدق الشعارات و عظيم التضحية والفداء من أجل الأهداف والغايات السامية .
 كربلاء يمتاز هذا الأسم بموسيقاه العذبة الحزينة في أي وقت وفي أي مكان ولكن تشتد هذه الموسيقى حزناً و مأساويةً و عاطفةً في شهر محرم الحرام و صفر المظفر لما أحتوت أيامهما من فجائع و مجازر و جرائم بحق الإنسانية جمعاء .
 في أيامهما تم قتل أبن سيد الكائنات و هو أحد أصحاب الكساء الذين لولاهم لما خلق الله الشمس والقمر و ما كانت هنالك أرضٌ و كائنات .
 و بعد القتل تسبى عائلة الرسول (ص) الذي أعز العرب و أخرجهم من ذل الجاهلية الى عز الإسلام و من عبودية الأمم الى التسلطن عليها وقد صانَ حرائرهم بعد أن كانت توارى بالرمال كأنها عارٌ يجب أن يدفن و يجب التخلص منه .
 ولكن صرخات الجاهلية كانت تتلاطم في أعماق بني أمية و من أيّدهم و وقف معهم فأنتقموا من رسول الله (ص) بأبنه الحسين (ع) و نساءه اللاتي سُبيّن كما تسبى أسارى الترك أو الديلم ، فأرتبط أسم كربلاء بهذه الفاجعة المتميزة في كل شيء من قدسية بطلها سيد شباب أهل الجنة (ع) الى سيد الوفاء والبطولة أبي الفضل العباس (ع) والى كل شهيد سقط على ترابها الملتهب بحر ظهيرتها الدكناء والذي أصبح أبر و أوفى و خير صاحب عرفته الدنيا .
والى و زيرة الإعلام المحمدي التي نقلت الفاجعة الى أقصى الدنيا الواسعة عرضاً وفي الزمان طولاً بعد أن أرادوا أن يخفوا الفجيعة في رمال كربلاء ولكن الصوت العلوي الحر والشجاع قد نقل هول المصاب و فجاعة المأساة الى مسامع الأجيال في كل الأزمان .
فكانت السيدة زينب عليها السلام بحق خطيبة الثورة الحسينية و صوت الحق الذي أرعب الطغاة في ذلك الزمان أمثال عبيد الله بن زياد و يزيد بن معاوية و يرعب الطغاة في كل زمان فكانت بحق السيدة زينب عليها السلام و صوتها أمتداد لدماء الحسين (ع) التي أصبحت شعلة ملتهبة في قلوب كل الأحرار والثوار في العالم  حتى أصبح أسم كربلاء متميز ويختلف عن كل الأسماء فبذكره تارةً تفتح لك القلوب و تحتضنك الأذرع و تقبلك الشفاه لما يمثل من قدسية و عظمة و جمال و تارةً تفتح لك سجون الطغاة و طرق العذاب والأحزان لما يمثل هذا الأسم من رعب و خوف لدى الطغاة والظلّام ، فكربلاء أسمٌ يمثل الأرض التي أنبعث منها شعاع الشعلة التي أوقدها أبوالأحرار(ع) قبل 1400 سنة المملوئه بكل الصفات السامية والأخلاق النبيلة الى كل شعوب المعمورة المتعطشة الى كل ماهو سامي و عظيم و نبيل و سوف تزف هذه الأرض التي ميّزها الله سبحانه و تعالى في كل شيء الى الجنة في نهاية هذه الدنيا الدنية كما تزف العروس الى زوجها ليلة عرسها .