زينب (عليها السلام) وزيارة الأربعين

قال المفيد (رحمه الله) في الإرشاد: ندب يزيد النعمان بن بشير وقال له: تجهز لتخرج بهؤلاء النسوة الى المدينة، وانفذ معهم في جملة النعمان بن بشير رسولاً تقدم اليه ان يسير بهم في الليل، ويكونوا أمامه حيث لا يفوتون طرفه فاذا نزلوا انتحى عنهم، وتفرق هو وأصحابه حولهم كهيئة الحرس لهم، وينزل منهم بحيث ان اراد انسان من جماعتهم وضوء او قضاء حاجة لم يحتشم، فسار معهم في جملة النعمان، ولم يزل ينازلهم في الطريق ويرفق بهم حتى دخلوا المدينة.
وقال السيد ابن طاووس: لما بلغوا العراق قالوا للدليل: مر بنا على طريق كربلاء، فوصلوا الى موضع المصرع، فوجدوا جابر بن عبد الله الانصاري (رحمه الله) وجماعة من بني هاشم ورجالاً من آل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قد وردوا لزيارة قبر الحسين (عليه السلام) فوافوا في وقت واحد، وتلاقوا بالبكاء والحزن واللطم، وأقاموا المأتم المقرحة للاكباد، واجتمع اليهم نساء ذلك السواد، فأقاموا على ذلك أياماً قال: ثم انفصلوا من كربلاء طالبين المدينة.