الشيخ أحمد آل طعان البحراني القطيفي

اسمه ونسبه(1)

الشيخ أحمد ابن الشيخ صالح بن ناصر آل طعّان البحراني القطيفي.

 

ولادته

ولد عام 1250ه‍ بقرية سترة في البحرين.

 

دراسته

درس العلوم الدينية في البحرين، ثمّ سافر إلى النجف الأشرف لإكمال دراسته الحوزوية، ثمّ رجع إلى البحرين وأقام بها حوالي سنتين، مشغولاً بالتصنيف والتدريس، ثمّ سافر إلى القطيف فسكنها، وواصل بها نشاطاته العلمية والتبليغية، وصار مرجعاً لأهلها، وقصده الطلّاب من أماكن مختلفة.

وأخذ ـ في أواخر عمره ـ يتردّد إلى البحرين، للقيام بمهمّة الوعظ والإرشاد، ونشر المعارف والمفاهيم الإسلامية.

 

من أساتذته

الشيخ مرتضى الأنصاري، الشيخ راضي النجفي، الشيخ محمّد حسين الكاظمي، الشيخ علي الطهراني، السيّد علي البلادي البحراني، الشيخ عبد الله الستري البحراني.

 

من تلامذته

الشيخ جعفر الستري البحراني، صهره الشيخ علي آل الشيخ سليمان البحراني.

 

من أقوال العلماء فيه

1ـ قال صهره الشيخ علي آل الشيخ سليمان البحراني(قدس سره) في الحقّ الواضح في أحوال العبد الصالح: «كان أعلى الله مقامه عالماً عاملاً، تقيّاً نقيّاً، كاملًا ورعاً، فاضلاً زاهداً عابداً كريماً، متواضعاً حليماً، قلّما اتّفقت لغيره من العلماء الأعلام، وهذا لعمري غاية كمال الإنسان وفخره».

2ـ قال الشيخ علي البلادي(قدس سره) في أنوار البدرين: «كان رحمه الله تعالى خلاصة علمائها ـ أي علماء البحرين ـ الأخيار وبقية فقهائها الأبرار، جامعاً لأنواع الكمالات ومحاسن الصفات والحالات، في مكان مكين من الورع والتقوى والتمسّك بالعروة الوثقى والسبب الأقوى، في غاية من التواضع والإنصاف، في نهاية حسن الأخلاق والعفاف والكرم الذي لم يزل بيته العالي مناخاً للوافدين والأضياف، محبوباً عند العوام والخواصّ من ذوي الوفاق والخلاف».

 

شعره

كان(قدس سره) شاعراً أديباً، له ديوان شعر في مدح النبي وآله(عليهم السلام)، كما له مؤلّفات شعرية، منها: نظم النخبة للشيخ الفيض الكاشاني، العُمدة نظم الزبدة وهي نظم زبدة الأُصول للشيخ البهائي، المنظومة السهوية والشكّية، منظومة في التوحيد.

ومن شعره في مدح الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام):

قالوا: امدحنَّ أميرَ النحلِ قلتُ لهم:   مدحي له موجب نقصاً لمعناهُ
لأنّ مدحي له فرع بمعرفتي   بذاتِهِ وهي سرٌّ صانَهُ اللهُ
فإن أصفهُ بأوصافِ الأُناسِ أكن   مقصّراً إذ جميع الخلق أشباه
وإن أزد فوق هذا الوصف خفت بأن   آتيه مثل غلاة فيه قد تاهوا
فدع مديحي ومدح الناس كلّهم   والزم مديحاً له الرحمن أولاهُ
فكلّ مَن رامَ مدحاً فيه منحصر   لسانه عن يسير من مزاياهُ

 

من مؤلّفاته

زاد المجتهدين في شرح بُلغة المحدّثين، ملاذ العباد في تتميم السداد، قبسة العجلان في وفاة غريب خراسان، سُلّم الوصول إلى علم الأُصول، الصحيفة الصادقية، رسالة قُرّة العين في حكم الجهر بالبسملة فيما عدا الأوّليين، رسالة في الحبوة، رسالة منهاج السلامة في حكم الخارج عن بلد الإقامة، رسالة إقامة البرهان على حلّية الإربيان، رسالة كاشفة السُجُف عن موانع الصرف، رسالة في العقل وأقسامه، الرسالة العاشورية، رسالة هداية البرية إلى أحكام اللمعة الدمشقية، رسالة الدرر الفكرية في أجوبة المسائل الشبّرية، رسالة الدرر الغروية في تحقيق الأُصول الفقهية.

 

وفاته

تُوفّي(قدس سره) في الأوّل من شوّال 1315ه‍، ودُفن بجوار مرقد الشيخ ميثم البحراني في قرية الماحوز بالبحرين، وقبره معروف يُزار.

 

رثاؤه

1ـ رثاه الشيخ علي الجشّي بقوله:

رمى غائلُ الدهرِ نفسَ الهدى   فهدَّ قواها وأركانَها
رمى أحمداً فأصابَ الورى   جميعاً وأوحشَ أزمانَها
فيا ناعياً أحمداً هلْ    ترى لَظى الخطب ما عمَّ إمكانَها
أيخفى غروبُ شموسِ الهدى   على ناظرٍ حلَّ أكوانَها
فَدَعْ نعيه فنفوسُ الورى   تكادُ تفارق جثمانَها

 

2ـ أرّخ الشيخ محمّد بن عبد الله الزهيري عام وفاته:

قسماً بمَن نحرَ الزمان له   عيد الأنام وضمّه القبرُ
العالم المولى الكريم أخو   التقوى الأبرّ الأمجد الحبرُ
العالم الملك الذي شرفاً   يبكي عليه البرُّ والبحرُ
وملائك الرحمن قاطبةً   والجنُّ والسرحانُ والنسرُ
وبكت له السبعُ الشداد ولا   عجب وكلّ الجوّ مغبرُّ

 

إلى أن يقول:

ما ضرّ قبرٌ أنتَ ساكنه   أن لا يحلَّ بربعِهِ القطرُ
يكفيه ري نداك يا مدد   الأجواد فليستحكم العسرُ
فيهم ويمسي الحلمُ مضطهداً   إذ خانَهُ في أهلِهِ الدهرُ
زهر الزهيري حينَ أرّخهُ   وسم الثرا طرباً بك الزهرُ

 

ــــــــــــــــــــــ
1ـ اُنظر: الرسائل الأحمدية 1/ 36، مستدركات أعيان الشيعة 2/ 32.