الشيخ محمد مهدي النراقي المعروف بالمحقق النراقي

اسمه ونسبه(1)

الشيخ محمّد مهدي بن أبي ذرّ النراقي الكاشاني المعروف بالمحقّق النراقي.

 

ولادته

ولد عام 1128ﻫ بقرية نراق من قرى مدينة كاشان.

 

شخصيته

تُلاحظ قوّة شخصيّته وإرادته(قدس سره) في صبره وتفانيه في طلب العلم، ويمكن ملاحظة ذلك من الحوادث المنقولة عنه، ونذكر منها الحادثة الآتية كمصداق لقوّة عزمه في طلب العلم:

كان(قدس سره) لا يفضّ الرسائل الواردة إليه، بل يطرحها تحت فراشه مختومة؛ لئلّا يقرأ فيها ما يشغل باله عن طلب العلم، والصبر على هذا الأمر يتطلّب قوّة وإرادة عظيمة ليست اعتيادية لسائر البشر.

ويتّفق أن يُقتل والده (أبو ذر) المقيم في نراق، ونجله الشيخ محمّد مهدي يومئذٍ بإصفهان يحضر عند أُستاذه الشيخ إسماعيل الخاجوئي، فكتبوا إليه من هناك بالنبأ ليحضر إلى نراق؛ لتصفية التركة وقسمة المواريث وشؤون أُخرى، ولكنّه على عادته لم يفضّ هذا الكتاب، ولم يعلم بكلّ ما جرى، ثمّ كتبوا له ثانية ولكنّه لم يجبهم أيضاً.

ولمّا يئسوا منه كتبوا إلى أُستاذه المذكور ليخبره ويأمره بالمجيء، وخشي الأُستاذ أن يفاجئه بالنبأ، فأظهر له ـ تمهيداً لإخباره ـ الحزن والكآبة، ثمّ ذكر له أنّ والده مجروح، ورجّح له الذهاب إلى بلاده، ولكنّ هذا المثابر الصلب لم يزد أن دعا بالعافية إلى والده، طالباً من أُستاذه أن يعفيه من الذهاب.

وعندئذٍ اضطرّ الأُستاذ إلى أن يصرّح له بالواقع، ولكن الولد أيضاً لم يعبأ بالأمر، وأصّر على البقاء لتحصيل العلم، إلّا أنّ الأُستاذ هذه المرّة لم يجد بُدّاً من أن يفرض عليه السفر، فسافر امتثالاً لأمره المطاع.

ولم يمكث في نراق أكثر من ثلاثة أيّام على بُعد المسافة، ثمّ رجع إلى دار هجرته، وهذه الحادثة لها مغزاها العميق في فهم نفسية هذا العالم الإلهي، وتدلّ على استهانته بالمال وجميع شؤون الحياة في سبيل طلب العلم.

 

من أساتذته

الشيخ محمّد باقر الإصفهاني المعروف بالوحيد البهبهاني، الشيخ محمّد المازندراني المعروف بأبي علي الحائري، السيّد محمّد مهدي بحر العلوم، الشيخ محمّد بن محمّد زمان الكاشاني، السيّد محمّد حسين الخاتون آبادي، الشيخ مهدي الفتوني العاملي، الشيخ محمّد مهدي الهرندي، الشيخ إسماعيل الخاجوئي، الشيخ يوسف البحراني.

 

من تلامذته

نجله الشيخ أحمد، السيّد محمّد باقر الشفتي المعروف بحجّة الإسلام، الشيخ محمّد إبراهيم الكلباسي.

 

تأسيسه الحوزة العلمية في كاشان

بعد إكماله من الدراسة عاد إلى كاشان واستقرّ بها، وكانت خالية من العلماء، وببركة أنفاسه وتدريسه صارت عامرة بالعلماء والفضلاء، فبذر بذور الحوزة العلمية فيها، وأنبتت أزهارها، إذ برز من مجلس درسه جمع من العلماء الأعلام.

 

من مؤلّفاته

جامع السعادات (3 مجلّدات)، شرح إلهيّات الشفاء (مجلّدان)، جامعة الأُصول، تجريد الأُصول، جامع المواعظ، جامع الأفكار، لوامع الأحكام في فقه شريعة الإسلام، معتمد الشيعة في أحكام الشريعة، اللمعات العرشية، الكلمات الوجيزة، مشكلات العلوم، محرق القلوب، قرّة العيون، معراج السماء، أنيس الحكماء، المستقصى.

ومن مؤلّفاته باللغة الفارسية: شهاب ثاقب، أنيس الحجّاج، التُحفة الرضوية في المسائل الدينية.

 

وفاته

تُوفّي(قدس سره) في الثالث والعشرين من المحرّم 1209ﻫ بالنجف الأشرف، ودُفن في الصحن الحيدري للإمام علي(عليه السلام).

ـــــــــــــــــــــــ
1ـ اُنظر: جامع السعادات: 5.