ملامح عقيلة الهاشميين السيدة زينب الكبرى

ملامح عقيلة الهاشميّين السيّدة زينب الكبرى *

اقتباس شبكة الإمامين الحسنين

( عليهما السلام )

من خلال التعرّف على خطبتَين جليلتَين لسليلة بيت النبوّة السيّدة زينب الكبرى عليها السّلام ، نحاول الاقتراب من بعض ملامح شخصيّتها العظيمة ولو على سبيل الإشارة ، وِفقاً لكلام أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام : ( اللسانُ ميزان الأعمال ) (1) .

وعلى الرغم من كثرة ما نُقل عن السيّدة زينب عليها السّلام ، إلاّ أنّنا آثَرنا الكلام على هاتَين الخطبتَين (2) لجُملة أمور ، منها : أنّ سنَدَي هاتَين الخطبتَين على درجة عالية من الوثاقة والاعتبار ، وأنّ الخطبتَين أُلقيتا في ظروف خطيرة وحسّاسة ، بحيث لا نبالِغ إذا ما قُلنا إنّ كلّ مُفردة استُعملت فيهما هي ذات دلالة على بُعد من أبعاد العظمة الروحيّة والوجوديّة لهذه السيّدة الجليلة ، التي جسّدت ملحمة للإيمان والصبر والثبات في أشدّ الظروف واللحظات .

ونُشير إشارات سريعة وعابرة إلى بعض هذه الأبعاد :

أوّلاً : الشجاعة :

العامِل الأساس ، أو أحد أهمّ العوامل التي أفضَتْ إلى ظفر نهضة الإمام الحسين عليه السّلام ـ التي تحمّلت السيّدة زينب عليها السّلام ظُهْر يوم عاشوراء عِبْء رسالتها ـ هو شجاعة هذه السيّدة العظيمة وثباتها في مواقفها أمام الطاغية يزيد ، الذي حاول مع أزلام حكومته ـ عن طريق القمع ، والبطش ، والإرعاب المشفوع بتيّار واسع من الإعلام الكاذب ـ أنْ يُلقي في أذهان عامّة الناس أنّ الإمام الحسين عليه السّلام الثائر في طلب إصلاح أُمّة جدّه رسول الله صلّى الله عليه وآله هو خارجيّ ، تمرّد على وليّ الأمر ولم يخضع لخليفة عصره ، وكان من الطبيعيّ على مثل هؤلاء المتمرّدين أنْ تقمعهم قِوى الحكومة الإسلاميّة الشجاعة !

وفي هذا السياق ، كان موكب السبايا ـ سبايا أهل بيت النبوّة عليهم السّلام ـ إذا دخل مدينة من المُدُن ، طوال المسيرة المُرهقة التي امتدّت من كربلاء إلى الكوفة ثمّ من الكوفة إلى الشام ، قيل لأهل تلك المدينة إنّ هؤلاء السبايا هم سبايا وأسرى من الخوارج !

وكانوا في الشام ـ وقد أَثْمَلَهُم غرور النصر الدمويّ الذي حقّقوه في كربلاء ـ يُعدِّون العدّة لحفلٍ كبير دَعَوا إليه كبار رجال الحكم وسفراء الدول الأجنبيّة ، وخُيِّل ليزيد أنّ أحداً لنْ يَجْرُؤ ـ بعد استشهاد الإمام الحسين عليه السّلام ـ على زعزعة دعائم حُكْمِهِ ، وكان جنوده المدجّجون بالسلاح لا يتورّعون عن سفْك دم كلّ مَن تُسوِّل له نفسه أنْ يعترّض بكلمة .

أُدخل موكب السبايا على يزيد وهو في مجلسه ، بعد أنْ حُمِلوا آلاف الكيلومترات على إبل مهزولة بغير وِطاء ، قد هدّهم المصابُ الجَلَل : فَقْدُ ريحانة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسِبطه الأثير لديه ، الذي ترعرع على صدر رسول الله صلّى الله عليه وآله وشبّ في حِجره ، والذي أخذه رسول الله صلّى الله عليه وآله معه ـ إلى جانب أبيه وأمّه وأخيه ـ ليُباهِل نصارى نجران ، فقال كبيرُهم حين تأمّل فيهم : أرى وجوهاً لو سألوا الله أنْ يُزيل جبلاً لأزاله من مكانه ، فلا تبتهلوا فتهلكوا ! (3) .

وأرهقهم بُعد الشقّة ، بعد أنْ أعنف بهم الحادي ، فساقهم على غير رِفق ، ولم ينزل بهم إلاّ على غير ماء ولا عُشب ، ثمّ أُدخلوا على يزيد ولمّا يستريحوا من عناء الطريق بعدُ ، عسى أنْ يَفُتّ ذلك في عضدهم ويُوهِن من جَلَدهم ، ويُضِعف منطقَهم .

ونهضت عقيلة بني هاشم ( عليها السّلام ) في وقار ، وخاطبت يزيد دون أنْ تكترث له ولا لزبانيّته ، في فصاحةٍ وبلاغة وَرِثَتهما من أمير الفصاحة والبلاغة أبيها أمير المؤمنين عليه السّلام ، فأعادت إلى الأذهان وقفةَ أُمّها الزهراء ( عليها السّلام ) وخطبتها الشهيرة في مسجد رسول الله صلّى الله عليه وآله ، وكان من جُملة خطبتها أنْ قالتْ :

أظننتَ يا يزيدُ أنّك حين أخذتَ علينا أقطارَ الأرض ، وضَيّقتَ علينا آفاقَ السماء ، فأصبَحنا لك في إسارِ الذلّ .. أنّ بنا من اللهِ هَواناً وعليكَ منه كرامةً وامتناناً ، وأنّ ذلك لِعِظَم خَطرِك وجلالةِ قَدْرك ، فشَمَختَ بأنفِك ، ونَظَرت في عِطفِك! ... فمَهْلاً مَهلاً ، لا تَطِش جَهلاً !

أنَسِيتَ قولَ الله عزّ وجلّ : ( وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ) ؟! (4) .

أمِنَ العدل ـ يا ابنَ الطُلقاء ـ تَخديرُكَ حرائرَكَ وإماءَكَ ، وسَوقُكَ بناتِ رسولِ الله صلّى الله عليه وآله ، يَحدوا بهنّ الأعداءُ من بلدٍ إلى بلد ، ويَستَشرِفُهنَّ أهلُ المَناقِل ، ويُبرَزنَ لأهل المَناهِل (5) ، ويَتَصفّحُ وُجوهَهُنَّ القريبُ والبعيد ... عُتُوّاً منك على الله وجُحوداً لرسولِ الله صلّى الله عليه وآله ، ودَفعاً لِما جاء به من عند الله .. .

ثمّ اندفعت العقيلة زينب عليها السّلام تُقرّع يزيد وتفضح نَسَبه الوضيع ، وتذكّره بجرائم أسلافه الذين اقتفى آثارَهم وسار على حَذْوهم ، فقالتْ :

وأنّى يُرتجى الخيرُ ممّن لَفَظ فُوهُ ( أي فمه ) أكبادَ الشهداء ، ونَبَتَ لحمُه بدماء السُّعداء ، ونَصَب الحربَ لسيّد الأنبياء ، وجَمَع الأحزابَ ، وشَهَر الحِرابَ ، وهَزّ السيوفَ في وجه رسول الله صلّى الله عليه وآله ، أشدّ العرب لله جُحوداً ، وأنكرهم له رسولاً ، وأظهرهم له عُدواناً ، وأعتاهم على الربّ كفراً وطُغياناً .

لَعَمري لقد نَكأتَ القَرحةَ (6) ، واستأصلتَ الشَأْفة (7) ، بإراقتكَ دمَ سيّدِ شبابِ أهل الجنّة ، وابنِ يَعسوبِ العرب ، وشمسِ آل أبي طالب ، وهَتَفْتَ بأشياخِك ، وتَقَرّبتَ بدمهِ إلى الكفَرة من أسلافِكَ . . . وما فَرَيْتَ إلاّ جِلدَك ، وما جَزَزْتَ (8) إلاّ لحمَك ، وَسَتَرِدُ على رسول الله صلّى الله عليه وآله بما تحمَّلتَ مِن دم ذُرّيّتِه ، وانتهكتَ من حُرمتِه ، وسَفَكتَ من دماء عِترته ولُحمته . . . فلا يَستفزّنّكَ الفرحُ بقتلِهم ، وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ، وحَسْبُك بالله وليّاً وحاكماً ، وبرسولِ الله صلّى الله عليه وآله خَصيماً ، وبجبرئيل ظهيراً .

ولئن جَرَّتْ عَلَيَّ الدَّواهي مُخاطبتَك ، إنّي لأستصغِرُ قَدْرَكَ ، وأستَعظِمُ تَقريَعكَ ، وأستَكِبرُ تَوبيخَك ، لكنّ العيونَ عَبرى ، والصدور حَرّى ... فكِدْ كَيْدكَ واسْعَ سَعْيَكَ وناصِبْ جُهْدَكَ ، فواللهِ لا تَمحْو ذِكرَنا ، ولا تُميتُ وَحيَنا ، ولا تُدرِكُ أمَدَنا ، ولا تُرحِضُ (9) عنك عارَها ؛ وهل رَأيُك إلاّ فَنَد (10) ، وأيّامُك إلاّ عَدَد ، وجَمْعُك إلاّ بَدَد ، يومَ يُنادي المنادِ : أَلاَ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ .

ومِن قَبْلُ في مجلس عُبيد الله بن زياد كان للعقيلة زينب ( عليها السّلام ) كلام جَبَهَت به ابن زياد حين سألها متشفّياً : كيف رأيتِ صُنْعَ الله بأخيكِ وأهل بيتِك ؟! فقالتْ :

ما رأيتُ إلاّ جميلاً ! هؤلاء قَومٌ كَتَب اللهُ عليهم القتلَ فبرزوا إلى مَضاجِعهم ، وسيَجمعُ اللهُ بينَكَ وبينهم فتُحاجُّ وتُخاصَم ، فانْظُر لِمَن الفُلْجُ (11) يومئذٍ ، ثَكَلَتْكَ أُمُّك يا ابنَ مَرجانة !

فبُهت الذي كَفَر ، وتَلَجلج واستَخذى بعد عُنفوانه ، وتصاغرَ بعد شُموخه وإدلاله بنفسه ، بعد أنْ مَلَكَت عليه العقيلةُ المفوّهة البليغة أقطارَ الأرض والسماء ، فتمنّى في خِزْيِهِ لو انشقّتْ الأرض من تحته فابْتَلَعَتْهُ .

وروى أصحاب التواريخ والسِّير أن يزيد بن معاوية لمّا فضحته عقيلة بني هاشم عليها السّلام بخطبتها أنحى باللأئمّة على ابن زياد ، وقال : قَبَّح اللهُ ابنَ مَرجانة ، لو كانت بينكم وبينه قرابةٌ ورِحم ما فعل هذا بكم ، ولا بَعَث بكم على هذا ! (12) .

فتأمّل كيف كشفتْ هذه السيّدة الجليلة بمنطقها الجَزْل عن حقيقة مقام يزيد وهو في أوّج عِزّه الظاهريّ ، فإذا به يتصاغر ويتضاءل حتّى ينتحل الأعذار أمامها كالعبد الذليل المذنب أمام سيّدته ، وشهد لها المُؤالِف والمخالِف بأنّ كلامها ليزيد بن معاوية يدلّ على عقل وقوّة جَنان (13) .

ثانياً : الفصاحة والبلاغة :

من السِمات التي امتازتْ بها السيّدة زينب عليها السّلام : فصاحتُها وبلاغتُها ومنطقُها الرصين الجَزل ؛ فقد أشار علماء الأدب الذين نقلوا خُطبَها إلى أنّها أشبَهَت أباها أمير المؤمنين عليه السّلام في هذه المَلَكة ، حيث أشبَهَتْه في ثراء المحتوى وجمال التعبير ، وفي رعاية ما يُناسب كلّ مقامٍ من مَقال وكلام :

أ ـ تأمّل ـ على سبيل المثال لا الحصر ـ في أنواع السَّجع الذي وظّفتْه في عباراتها ، كقولها :

( قد هَتكتَ سُتورَهُنّ ، وأبدَيتَ وجوهَهُنّ ) .

وقولها :

( نتيجة خِلالِ الكُفر ، وصبّ يُجرجر في الصدرِ لقتلى بدر ) .

ب ـ وانظر تشبيهاتها التي أوردتْها في كلامها فضاعفتْ روعتَه ، كقولها لأهل الكوفة :

( إنّما مَثَلكُم كمَثَلِ التي نَقَضَت غَزْلَها من بَعد قوّةٍ أنكاثاً ) ، فقد شبّهتهم فيه بالعجوز الحمقاء التي تَغزِل الصوف ، حتّى إذا شارف عملُها على الكمال عَمَدت إليه فنَقَضتْه وأهدَرتْه .

وكقولها لأهل الكوفة : بأنّ مَثَلهم ( كمرَعى على دِمنة ) ، إذْ شبّهتْهم فيه بالمرعى ذي الظاهر الزاهي الجميل ، الذي تَضرب جذوره في دِمنة قذرة خبيثة .

ج ـ وتأمّل إلى استخدامها فنّ ( تَجاهُل العارِف ) ، في قولها :

( هل فيكم إلاّ الصَّلف والعَجب والشّنِف والكذِب ؟! ) .

وقولها :

( أمِن العدلِ ـ يا بنَ الطُّلقاء ـ تَخديرُكَ حرائرَك وإماءَك ، وسَوقُك بناتِ رسول الله صلّى الله عليه وآله سَبايا ؟! ) .

وقد زخرتْ هاتان الخطبتان بالكناية والإيجاز والاستعارة وسائر فنون البلاغة ، حتّى لُقّبت السيّدة زينب ( عليها السّلام ) في حياتها بألقاب :

( البليغة ) ، و ( الفصيحة ) ، و ( وليدة الفصاحة ) .

* وقد روى السيّد ابن طاووس عن بشير بن خُزَيم الأسدي أنّه قال في صِفة عقيلة بني هاشم عليها السّلام :

( كأنّها تُفرِغُ عن لسان أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام ، وقد أومَأتْ إلى الناس أنِ : اسكُتوا ، فارتَدَّتْ الأنفاس ، وسَكَنَت الأجراس ) (14) .

* وقال النيشابوري في ( الرسالة العلويّة ) : ( كانت زينب ابنة عليّ عليه السّلام في فصاحتها وبلاغتها وزُهدها وعبادتها كأبيها المرتضى وأمّها الزهراء عليها السّلام ) (15) .

وروى المجلسيّ أنّ ابن زياد قال لمّا قَرّعتْه زينب عليها السّلام بكلامها المتين : هذه سَجّاعة ! ولَعَمري لقد كان أبوكِ سَجّاعاً شاعراً !!

قالتْ : إنّ لي عن السَّجاعةِ لَشُغلاً ، وإنّي لأعجَبُ ممّن يَشتَفي بقتلِ أئمّته ، ويَعلَم أنّهم مُنتقِمون منه في آخرتِه ! (16) .

ثالثاً : الحياء والعفّة :

العقيلة زينب ( عليها السّلام ) فرعٌ شامخ من فروع الدَّوحة النبويّة الوارفة ، تَرَعرعتْ في بيتٍ رفيع من بيوت أذِن الله أنْ تُرفَع ويُذكر فيها اسمُه ، ونشأتْ في بيتٍ كانت الملائكةُ تختلف إليه وتُقدّسه ليلَ نهارَ ، وتَرَبّت في حُجُورٍ طابَت وطَهُرت ، ورَضَعتْ الإيمان والطُّهر والعفاف من صدرٍ مُفعَمٍ بحبّ الله والإيمان به : صدر الزهراء البتول عليها السّلام ، فلا غَرْوَ أنْ تلقّتْ منذ نعومةِ أظفارها دروسَ الحياء والعفّة من أمٍّ ترى أنّ ليس أفضل للمرأة مِن : أنْ لا تَرى رجُلاً ولا يراها رجُلٌ ، ومِن أمٍّ تلتزم الحجاب حتّى أمام الأعمى ، وتقول : إنّه وإنْ كان لا يُبصر ، إلاّ أنّه يشمّ الرائحة ويحسّ بوجود المرأة وحضورها .

ويحدّثنا التاريخ أنّ العقيلة زينب ( عليها السّلام ) كانت إذا أرادتْ الخروج لزيارة قبر جدّها رسول الله صلّى الله عليه وآله تَقَدّمها أميرُ المؤمنين ( عليه السّلام ) وسار خلفها أخوها العبّاس ( عليه السّلام ) واكتَنَفها أخَواها الحسنان ( عليهما السّلام ) من اليمين والشمال ، كي لا تَلمح عينُ ناظرٍ لها شخصاً ولا خيالاً ، حتّى إذا اقتربوا من القبر المطهّر أسرع أمير المؤمنين عليه السّلام فأخمَد نورَ المصابيح زيادةً في رعاية الستر والحجاب لكريمته عقيلة بني هاشم وفخرهم سلام الله عليها (17) .

* وروي عن يحيى المازنيّ أنّه قال :

كنتُ في جِوارِ عليّ عليه السّلام في المدينة مدّةً مديدةً بالقرب من البيت الذي تَسكنُه زينب ابنته ، فلا واللهِ ما رأيتُ لها شَخصاً ولا سَمِعتُ لها صوتاً (18) .

ومن هنا نُدرك عَظَمة المصاب الذي تعرّضتْ له بناتُ الرسالة ـ ومنهنّ العقيلة عليها السّلام ـ حين فُجِعْنَ بمقتلِ إخوانهنّ وأولادهنّ وأنصارهنّ بتلك الصورة المؤلمة ، ثمّ تعرّضْنَ لهجوم جيش عمر بن سعد الطّغام الأجلاف ، فنهبوا رِحالَهُنّ وسلَبوا أغلب ما عليهنّ من الأردية التي يَستَتِرْنَ بها ، فصارَت الواحدةُ منهنّ تلوذ بالأخرى ، وصِرنَ يَستُرنَ وجوهَهُنّ بأيديهنّ من نظرات طَغامِ جيش ابن سعد ، ثمّ حُملْنَ على نُوقٍ هزيلة بغير وِطاءٍ ولا محمل ، وساقوهنّ كما يُساق سَبيُّ التُرْك والروم ، حتّى إذا اقترب بهنّ الحادي من الكوفة ، وخرج أهل الكوفة ينظرون إلى موكب السبايا ، صرختْ بهم إحدى المخدّرات : غُضُّوا أبصارَكُم عنّا ! أَلاَ تَستَحْيون من اللهِ ومن رسولِه أنْ تنظروا إلى حَرَمِ رسولِ الله وعيالاتِه ؟! (19) .

وجاء في مصادر التاريخ أنّ السيّدة زينب عليها السّلام قَرَنت في شكواها إلى جدّها رسول الله صلّى الله عليه وآله المصابَ الذي لَقُوه بين مقتل سيّد الشهداء عليه السّلام ، وبين سَبي كرائم أهل بيت النبوّة ، وشَهِد لها المؤرّخون أنّها لمّا مَرَّتْ بأخيها الحسين عليه السّلام صريعاً ، نادتْ :

يا محمّداه ، يا محمّداه ! صلّى عليك ملائكةُ السماء ، هذا حُسَيْنُك بالعَراء ، مُرمَّلٌ بالدماء ، مُقطَّعُ الأعضاء ، يا محمّداه ، وبناتُك سَبايا ، وذُرّيّتك مُقَتّلةٌ تَسفي عليها الصَّبا ! (20) .

ورُوي أنّه لمّا أُدخل السبايا على عبيد الله بن زياد في الكوفة تنكّرتْ زينب عليها السّلام وحَفَّت بها إماؤها ، فلمّا دَخَلتْ جَلَسَتْ ( زيادةً في التستّر والحجاب ) ، فقال ابن زياد : مَن هذه الجالسة ؟ فلَم تُكلّمْه ، فقال ذلك ثلاثاً ، فقال بعضُ إمائها : هذه زينبُ ابنةُ فاطمة ، فقال ابنُ زياد : الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم وأكذَبَ أُحدوثتكم! فردّت عليه بخطبتها الشهيرة (21) .

وكان من جُملة اعتراضاتها الشديدة على يزيد ، أنْ قالتْ :

أمِن العَدِل ـ يا بنَ الطُّلقاء ـ تَخديرُكَ حرائرَك وإماءَك ، وسَوقُكَ بناتِ رسولِ الله صلّى الله عليه وآله سبايا ، قد هَتَكتَ سُتورَهُنّ ، وأبدَيتَ وُجوهَهنّ ، يَحدو بهنّ الأعداءُ مِن بلدٍ إلى بلد ... (22) .

وهي كلمات تنضح من قلبٍ اعتصره الألمُ ممّا يشاهد من هتكٍ لحُرمات الرسالة ، وحطٍّ من شأنها ، كيف وقد وصف العلماء صاحبة هذا القلب الأسيف بقولهم : ( هي في الحجاب والعَفاف فريدة ، لم يَرَ شخصَها أحدٌ من الرجال في زمان أبيها وأخوَيها إلى يوم الطفّ ) (23) .

ومن الطبيعيّ أنّ مثل هذه السيّدة المصونة لمّا دخلتْ مجلس يزيد ( وهي تستر وجهَها بكُمّها ) (24) ، كانت إذا ذَكرَتْ وقائعَ الشام حَزنتْ وتألّمت وتجدّدتْ أحزانها .

ويحدّثنا التاريخ أنّ عقائل الرسالة لمّا بَعث معهنّ يزيدُ مَن يردّهنّ إلى مدينة جدّهنّ الرسول صلّى الله عليه وآله ، فلم يضيّق عليهنّ في الطريق ، وكانوا إذا نزلوا في منزل تفرّق هو وأصحابه حولهم كهيئة الحرس لهم ، بحيث إذا أراد إنسان منهم الوضوء أو قضاء حاجة لم يحتشم ، فلمّا بلغوا المدينة أخرجنَ إليه حُليهنّ فبَعثنَ بها إليه وقُلنَ : هذا جزاؤك بصُحبتك إيّانا بالحَسَنِ من الفِعل ، فقال : لو كان الذي صَنَعُتُ إنّما هو للدنيا كان في حُليكنّ ما يُرضيني ودونه ؛ ولكن ـ واللهِ ـ ما فعلتُه إلاّ لله ، ولقرابتكم من رسول الله صلّى الله عليه وآله (25) .

رابعاً : معرفة الإمام :

من القضايا التي وردت في خطبتَي السيّدة زينب عليها السّلام معرفتها لإمام زمانها ، ودفاعها المستميت عن حريم الولاية . ولقد كانت مرافقة السيّدة عقيلة الهاشميّين عليها السّلام لأخيها الإمام الحسين عليه السّلام في حركته من المدينة إلى مكّة ، ومن مكّة إلى كربلاء ، بياناً لا أوضح منه ولا أجلى عن المعرفة الكاملة التي امتلكتْها السيّدة العقيلة عليها السّلام عن إمام زمانها ، وعن وفائها تجاهه .

وقد روي أنّ الإمام الحسين عليه السّلام لمّا عزم على السير إلى العراق جاءه ابنُ عبّاس فأشار عليه أنْ يترك عيالاته ولا يحملهنّ معه ، فردّتْ عليه السيّدة معترضةً بأنّهنّ لنْ يتركنَ مولاهنّ الحسين عليه السّلام أبداً ، وأنّهنّ سيعشنَ معه ، ويَمُتنَ معه(26) .

وقد شهد التاريخ أنّ السيّدة زينب عليها السّلام بقيتْ مع أخيها الحسين عليه السّلام وشاركتْه في جميع ما تَحمّله ، وأنّها كانت سنده وعضده في رسالته ، حتّى أنّها قدّمتْ وَلدَيها شهيدَين في كربلاء ، ثمّ إنّها أضحتْ ـ بعد شهادة الإمام الحسين عليه السّلام ـ المشاورَ الأمين والممرّض الحنون والعضيد المخلص للإمام زين العابدين عليّ بن الحسين عليه السّلام ، فقد وقفتْ إلى جانبه مِراراً ووقَتْه الموتَ بنفسها .

* منها :

يوم عاشوراء لمّا هجم جيش ابن سعد على مخيَّم الحسين عليه السّلام ـ وليس فيه إلاّ النساء والأطفال ـ فأحرقوه على مَن فيه . يقول حميد بن مسلم : رأيتُ امرأةً ألقَتْ نفسَها على النار ، فجاءتْ بجسدٍ كأنّه ميّت ، ورِجلاه تجرّان على الأرض ، فسألتُ عنهما فقيل : هذه زينب أخت الحسين ، وهذا المريض عليّ بن الحسين (27) .

* والمرّة الثانية التي فَدَت فيها السيّدة زينب إمامَها زين العابدين عليه السّلام بنفسها :

لمّا ردّ زين العابدين ( عليه السّلام ) على أسئلة ابن زياد بأجوبة نضحتْ ثباتاً وقوّة ، فأمر زبانيّته بقتله ، فاعتنقتْه عمّتُه زينب ( عليها السّلام ) وقالتْ : أسألُكَ بالله إنْ قتلتَه لمّا قَتلتَني معه ! فنظر ابن زياد ساعة ، ثمّ قال : عَجَباً للرَّحِم ! واللهِ إنّي لأظنّها ودّتْ لو أنّي قتلتُه أنّي قتلتُها معه ! ثمّ خلّى عنه (28) .

وفي رواية الطبريّ أنّها ( عليها السّلام ) قالتْ : يا ابن زياد ، إنّك لم تُبقِ منّا أحداً ، فإنْ عزمتَ على قتله فاقتُلني معه (29) .

* ووقفت العقيلة ( عليها السّلام ) في الشام لتقول ليزيد ـ وقد أمر بقتل زين العابدين عليه السّلام :

حسبُك يا يزيد مِن دمائنا ! ناشدتُك الله إنْ قتلتَه فاقتُلنا ! (30) .

وكانت في فترة الأسر تَتعاهدُ الإمامَ زينَ العابدين عليه السّلام وتقول له : يَعِزُّ علَيَّ أنْ أراك بهذه الحال يا بن أخي ! (31) .

وكان لوقفة العقيلة ( عليها السّلام ) في الكوفة والشام وفَضْحها مكيدة ابن زياد ويزيد بن معاوية في تسمية الإمام الحسين ( عليه السّلام ) وصحبه الأبرار بالخوارج ، الأثر الكبير في تحقيق أهداف النهضة الحسينيّة العظيمة ، ولقد وقفتْ تُخاطِب أهل الكوفة وتقول :

( وأنّى ترحضون قَتْلَ سليلِ خاتم النبوّة ومَعدِنِ الرسالة وسيّد شباب أهل الجنّة ، وملاذ حربكم ، ومعاذ حِزبكم ، ومقرّ سِلمكم ، وآسي كلمكم ، ومفزع نازلتكم ، والمرجع إليه عند مقالتكم ، ومِدرَة (32) حججكم ، ومنار محجّتكم ) (33) .

لنتأمّل كيف تصف الإمامَ ( عليه السّلام ) وتبيّن للغافلين الخاطئين عِظَم الهوّةِ التي انحطّوا إليها ، والخسارة الفادحة التي ألحقوها بأنفسهم ، حين صاروا إلباً لأعدائهم على أوليائهم ، وجنوداً للجناة الظلمة يقاتلون الإمام البَرَّ العادل الذي هو أرحم بهم من أنفسهم ، الإمام الذي ناشدوه التوجّه إليهم لتخليصهم من ظُلم بني أميّة ، فلمّا لبّى نداءهم انقلبوا على أعقابهم ، ( وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً ) ، ولبئس ما سوّلت لهم أنفسهم .

خامساً : فضح حقيقة الحكم الأمويّ :

تطالعنا في خطبتَي العقيلة زينب ( عليها السّلام ) فقراتٌ تدلّل بما لا مزيد عليه على أنّها ( عليها السّلام ) أرادتْ ببيانها وكلماتها فَضْحَ الحكم الأمويّ الجائر وكشْفه لجمهور المسلمين يومذاك من جهة ، وإجهاض محاولة ذلك الحكم المتلبّس بلباس مَن يُدافع عن الإسلام والمسلمين أمام مَن خرج على الحاكم يُجاهد في سبيل الله .

وقد شهد التاريخ أنّها ( عليها السّلام ) وُفّقتْ في ذلك أَيَّما توفيق ، وأنّ ردود الفِعل التي أحدثتْها كلماتها أسقطتْ رموز الحكم الأمويّ في أعين المسلمين ، حتّى اضطُرّ يزيد إلى إخراجهم من عاصمته دمشق وإعادتهم إلى مدينة الرسول صلّى الله عليه وآله ، تحسّباً من تفاقم الأوضاع في دمشق إلى حدٍّ خطير .

ولقد كان وضع النقاط على الحروف في حادثة كبرى مثل حادثة كربلاء أمراً من الضرورة بمكان ، ولولا الخُطَب الغرّاء للإمام زين العابدين ( عليه السّلام ) وعمّته الحوراء ( عليها السّلام ) لَكان من الممكن أنْ تُتكرّر واقعة الطفّ مرّات ومرّات ، وأنْ تضيع الحقيقة بين دم المظلوم وسيف الظالم الباغي المدّعي .

ومَن يتأمّل في خطبتَي عقيلة الهاشميّين ( عليها السّلام ) يجد أنّها تناولتْ في خطبتها في الكوفة وصْف السمات الروحيّة والأخلاقيّة لأهل الكوفة يومذاك ، فوصفتهم بأنّهم أهل الخَتل والغَدر ، وأنّ مَثَلهم مثل العجوز التي انعطفت على غَزْلها الذي سهرت في إتمامه الليالي فنكثَتْه ونقضتْه ، وأنّ الشّقّة بعيدة بين ظاهرهم الجميل وباطنهم المنطوي على الغدر ، ممّا يجعلهم أشبه بمرعى نَبَت على دِمنة أو كفضّة على قبرٍ !

كما يُلاحظ أنّها ( عليها السّلام ) تحدّثتْ في خطبتها التي أَلْقتها في مجلس يزيد عن سيرة يزيد وعائلته الأمويّة وعقائدهم وسماتهم ، فدمغتْهم بأنّهم ( الطُّلقاء ) الذين لا حظّ لهم في الدين والجهاد والإيمان ، وقدّمتْ يزيد لملأ المسلمين على حقيقته المخزية : سليل مَن لفَظَ فمُه أكباد الشهداء ( إشارة إلى جدّته هند التي لاكتْ كَبِدَ حمزة عمّ النبيّ صلّى الله عليه وآله يوم أُحد ) .

ونَصَب الحربَ لسيّدِ الأنبياء ( إشارة إلى جدّه أبي سفيان وأبيه معاوية اللذينِ حاربا رسول الله صلّى الله عليه وآله ثمّ أسلَمَا ظاهراً بعد فتح مكّة ) .

وجَمَع الأحزاب ( إشارة إلى أبي سُفيان الذي جمع الأحابيش وجيّش الجيوش لغزو المدينة ، في حرب عُرفت باسم حرب الأحزاب ) .

* ثمّ بيّنت العقيلة أنّ الشِّعر الذي هتف به يزيد وهو ينكث بعصاه ثنايا السبط الشهيد أبي عبد الله الحسين عليه السّلام ، وهو قوله :

لَعِبت هـاشـمُ بالمُـلكِ فـلا = خبـرٌ جـاء ولا وَحْـيٌ نَزَلْ !

لَيـت أشيـاخي ببـدرٍ شَهِدوا = جَزَع الخزرج من وَقـع الأسَلْ

لأهلّـوا واستـهـلّـوا فَـرَحاً = ولقـالوا : يـا يزيـدُ لا تُشَـلّ

فَـجَـزَينـاهـم ببـدرٍ مَثَـلاً = وعَـدَلْنـا مَيْل بـدرٍ فـاعتدلْ

لستُ من خِندِفَ إنْ لـم أنتـقم = مِن بني أحمدَ ما كان فَعَل (34)

إنّما هو النتيجة الطبيعيّة للكُفر وبُغض أهل البيت ، ونرى أنّ أغلب علماء المسلمين كفّروا يزيد بأبياته التي أظهرتْ مكنون صدره الذي تبدّى يوم عاشوراء ، من خلال شماتته بقتل ريحانة رسول الله صلّى الله عليه وآله ومعه أهل بيته ، وسبي عيالات رسول الله صلّى الله عليه وآله ، وإنكاره صراحةً وحيَ السماء ، وتسميته نبوّة خاتم الأنبياء صلّى الله عليه وآله بأنّها مُلك لعبتْ به بنو هاشم !

* ثمّ أشارت عقيلة الهاشميّين في خطبتها إلى انحراف يزيد عن أحكام الله عزّ وجلّ ، وبَغْيه وظُلْمه وابتعاده عن جادّة العدل والإنصاف ، في قولها :

أمِن العدل ـ يا بنَ الطُّلقاء ـ تخديرُك حرائرك وإماءَك ، وسَوقُك بناتِ رسول الله صلّى الله عليه وآله سبايا قد هَتكتَ ستورَهنّ .. .

* وعَزَت ( عليها السّلام ) فِعل يزيد إلى كُفره وطغيانه ، فقالتْ :

... عُتوّاً منكَ على الله ، وجُحوداً لرسولِ الله ، ودَفعاً لِما جاء به من عِند الله .

* ثمّ قارنَتْ بنت الرسالة عليها السّلام بين المقتول الطهر الطاهر ، وبين القاتل الفاجر الكافر ، في تعجّب يستنهض الهمم الخامدة ، ويُشعل نار الغضب في صدور المسلمين الموتورين بإمامهم :

فالعَجَبُ كلُّ العَجَبِ لقتلِ الأتقياءِ وأسباطِ الأنبياء وسَليل الأوصياء ؛ بأيدي الطُّلقاء الخبيثةِ ، ونسلِ العَهَرة الفَجَرة !

* ثمّ أنهت خطبتَها بالتحدّي لهذا الطاغية المغرور ، مستمدّة قوّةً من القويّ الذي لا يُغلَب ، ومؤمّلة وَعدَ مَن لا يُخلف وعدَه ، فخاطبتْ يزيد :

كِد كَيدَك ، واجهَدْ جُهدك ! فواللهِ الذي شَرّفنا بالوحي والكتابِ والنبوّةِ والانتجاب ، لا تُدرِكُ أمَدَنا ، ولا تَبلُغ غايتَنا ، ولا تمحو ذِكرَنا ، ولا يَرحضُ عنك عارها ، وهل رأيُك إلاّ فَنَد ، وأيّامُك إلاّ عَدَد ، وجَمْعُك إلاّ بَدَد ، يوم يُنادي المنادي : ألا لُعِن الظالمُ العادي (35) !

ــــــــــــــــــــــ

*  تنسيق وتقويم شبكة الحسنين (عليهما السلام) للتراث والفكر الإسلامي . منقول عن شبكة الإمام الرضا ( عليه السلام ) .

1 ـ شرح الغرر والدرر : للآمديّ : 3 ، 339  .
2 ـ الاحتجاج : للطبرسيّ : 2 ، 109 و 122 . أمالي المفيد : 320 ، المجلس 38 . بلاغات النساء : لابن طيفور : 20 و 23 . وقد أَلقت عقيلة الهاشميّين عليها السّلام الخطبة الأولى في سوق الكوفة ، والثانية في مجلس يزيد في الشام .
3 ـ الطرائف : للسيّد ابن طاووس 45 . الصراط المستقيم : للبياضيّ : 1 ، 249 .
4 ـ سورة آل عمران : الآية : 178 .
5 ـ المناقِل : الطرق في الجبال ، والمناهِل : مواضع المياه التي تُقصد للشرب .
6 ـ نَكَأ القُرحة : قَشَرها .
7 ـ استأصل الشَأْفَة : أذهبَ الأصل . والشَأْفة : قُرحة في أسفل القدم ، فتُقطع أو تُكوى فَتَذْهَب . يُقال : ( استأصل اللهُ شَأْفَتَه ) أي أَذْهَبَها .
8 ـ الجزّ : القطع .
9 ـ تُرحض : تُغسل .
10 ـ الفند : الخَرَف والخطأ في القول والرأي .
11 ـ الفُلْج : بالضمّ ، اسم من فَلَج ، أي ظفر وفاز .
12 ـ انظر : بحار الأنوار : 45 ، 136 .
13 ـ الإصابة في تمييز الصحابة : لابن حجر العسقلانيّ : 8 ، 166 ـ 167 ، الرقم : 11267 .
14 ـ بحار الأنوار : للمجلسيّ : 45 ، 108 .
15 ـ سنن النيشابوري . وانظر : مثير الأحزان : لابن نما : 66 .
16 ـ بحار الأنوار : 45 ، 116 .
17 ـ زينب الكبرى : لجعفر النقدي : 22 .
18 ـ زينب الكبرى : 22 .
19 ـ انظر : مقتل الحسين عليه السّلام للمقرّم 371 .
20 ـ تاريخ أبي مخنف : 1 ، 494 ، ح 106 .
21 ـ انظر : تاريخ أبي مخنف : 1 ، 495 ، ح 107 .
22 ـ الاحتجاج : للطبرسيّ : 2 ، 125 .
23 ـ تنقيح المقال : للمامقنيّ : 3 ، 79 .
24 ـ رياحين الشريعة : 3 ، 141 .
25 ـ تاريخ أبي مخنف : 1 ، 501 ، ح 116 .
26 ـ زينب الكبرى : 94 .
27 ـ الطراز المذهّب : 1 ، 253 .
28 ـ انظر : تاريخ أبي مخنف : 1 ، 497 ، ح 109 .
29 ـ تاريخ الطبريّ : 6 ، 263 . الكامل لابن الأثير : 5 ، 261 .
30 ـ الطراز المذهّب : 1 ، 309 .
31 ـ الطراز المذهّب : 1 ، 309 .
32 ـ المدرة : زعيم القوم وخطيبهم .
33 ـ بحار الأنوار : للمجلسيّ : 45 ، 162 ـ 164 .
34 ـ الاحتجاج : للطبرسيّ : 2 ، 123 .
35 ـ الاحتجاج : للطبرسيّ : 2 ، 130 .