القرآن کتاب هدایة و بشارة و انذار

قال‌ الله‌ الحكيم‌ في‌ كتابه‌ الكريم‌ :

﴿ إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا * وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾ 1 .

يمكن‌ بالتأمّل‌ في‌ مفهوم‌ هذه‌ الآية‌ الكريمة‌ استخلاص‌ مطالب‌ ثلاثة‌:

الاوّل‌ : أنّ القرآن‌ الكريم‌ كتابٌ يهدي‌ المجتمع‌ البشريّ ويرشده‌ لامتن‌ وأتقن‌ الاديان‌ والاساليب‌ والمذاهب‌ والمسالك‌ وأرسخها، وهو معنيً يستحقّ التأمّل‌ والدقّة‌ لاهمّيّته‌ البالغة‌ ، إذ منذ زمن‌ أبي‌ البشر آدم‌ وإلي‌ يومنا هذا فما جاء به‌ الانبياء وما نطقوا به‌ عن‌ الله‌ الحيّ القيّوم‌ لارشاد البشر وهدايتهم‌، وما أنزل‌ معهم‌ من‌ كتب‌ في‌ الدعوة‌ للتوحيد وبيان‌ الحقائق‌ وإرشاد الناس‌ إلي‌ منزل‌ السعادة‌ عبوراً من‌ منزلقات‌ الهلاك‌ ومن‌ الامراض‌ الروحيّة‌ والخلقيّة‌ ، وكذا ما جاء به‌ الحكماء الالهيّون‌ الحقيقيّون‌ الذين‌ مجّدهم‌ الاسلام‌ كلقمان‌ الحكيم‌ وسقراط‌ وافلاطون‌ وآخرين‌ غيرهم‌، وما بحثه‌ هؤلاء وما سطّروه‌ من‌ كتب‌ أو أسّسوه‌ من‌ مكاتب‌ أو بنوه‌ من‌ مدارس‌ ، وما قدّموا للعالم‌ الانسانيّ من‌ تلامذة‌ قديرين‌ ، وكذلك‌ ما يقوم‌ به‌ العلماء والمفكّرون‌ المتألّهون‌ وغير المتألهين‌ اليوم‌ سعياً لتحقيق‌ سعادة‌ المجتمعات‌ وما وضعوه‌ من‌ العلوم‌ المستقلّة‌ باسم‌ علم‌ الاجتماع‌ وعلم‌ النفس‌ والفلسفة‌ والتحقيق‌ في‌ الاُسس‌ الاخلاقيّة‌ ودراسة‌ الاُسلوب‌ الصحيح‌ الواقعيّ لسعادة‌ البشر والحياة‌ في‌ ظلّ الهدوء والصلح‌ والمسالمة‌ والتمتّع‌ بجميع‌ مواهب‌ الاءنسانيّة‌ ، وما ملاوا به‌ الجامعات‌ والكلّيّات‌ من‌ البحث‌ والتمعّن‌ والتفحّص‌.

يُضاف‌ إلي‌ ذلك‌ ما حُصل‌ عليه‌ بعد ذلك‌ نتيجة‌ التكامل‌ العلميّ والبحث‌ والتحقيق‌ وتأليف‌ الكتب‌ وتقديم‌ فلاسفة‌ جدد للعالم‌، ويجلسون‌ علي‌ طاولات‌ مستديرة‌، أو بيضاويّة‌ أو مستطيلة‌ أو مسدّسة‌ ، ومهما حلّقوا في‌ السماء صُعُداً وسخّروا كواكب‌ المرّيخ‌ والزهرة‌ وعطارد سعياً لتقديم‌ البرنامج‌ الاعلي‌ والامثل‌ للسعادة‌ والرقي‌ ، مع‌ كلّ هذا المرتكز الواسع‌ الممتدّ والنظر المتّسع‌ المستوعب‌ للمذاهب‌ السماويّة‌ والارضيّة‌، مع‌ هذا كلّه‌ فإنّ القرآن‌ الكريم‌ ، نعم‌ هذا القرآن‌ الذي‌ نضعه‌ في‌ جيوبنا ونقرأه‌ فهو أقوم‌ وأرسخ‌ وأكثر أصالةً وقبولاً من‌ كلّ هذه‌ الاديان‌ والقوانين‌ والخطط‌ والاساليب‌، فهو يهدي‌ المجتمع‌ البشري‌ ويقوده‌ للاصلاح‌ الشامل‌ والسعادة‌ المطلقة‌ والحياة‌ النزيهة‌ المفيدة‌ والعيش‌ الممتع‌ الهاني‌.

هناك‌ مسألة‌ مهمّة‌ جدّاً ، وهي‌ أنّ هذه‌ الاية‌ التي‌ تُذاع‌ اليوم‌ من‌ إذاعات‌ الدول‌ الاسلاميّة‌ والكافرة‌ تُظهر علناً أنّ برنامج‌ القرآن‌ هو البرنامج‌ الامثل‌ وإرشاده‌ وهديه‌ ومنهجيّته‌ من‌ أمتن‌ المناهج‌ وأرسخها ، وأنّ سكّان‌ المعمورة‌ علي‌ اختلاف‌ ألوانهم‌ ومناطقهم‌ ومعايشهم‌ لو اجتمعوا وبحثوا في‌ آداب‌ وتقاليد وأهداف‌ وعقيدة‌ ونهج‌ الحياة‌ وأُسلوب‌ العيش‌ والاستفادة‌ من‌ أرقي‌ الطرق‌ والمذاهب‌ التي‌ وضعوها نصب‌ أعينهم‌ ثمّ قايسوها مع‌ ذلك‌ بأحكام‌ القرآن‌ من‌ الكسب‌ والتجارة‌ والنكاح‌ والعبادة‌ والصلاة‌ والصيام‌ والحجّ والجهاد والقوانين‌ التوحيديّة‌ والبيانات‌ العرفانيّة‌ والمواعظ‌ الاخلاقيّة‌ والتعاليم‌ العمليّة‌ لرأوا بأُمّ أعينهم‌ أنّ الاسلام‌ أفضل‌ وأعلي‌ وأرقي‌ بكثير من‌ كلّ ذلك‌، فالقرآن‌ يوصل‌ البشر في‌ طريق‌ أسرع‌ وأيسر وأقرب‌ إلي‌ تكامله‌ الاءنساني‌ّ، كما أنّ خطواته‌ لتوظيف‌ قوى الانسان‌ وطاقاته‌ واستعداداته‌ الكامنة‌ أمتن‌ وأكثر منهجيّة‌ وأصالة‌.

الثاني‌ : أنّه‌ يبشّر المؤمنين‌ والمعتقدين‌ بالحضرة‌ الالهيّة‌ والمعترفين‌ بالرسالة‌ والمقرّين‌ بالولاية‌ أنّ في‌ جهدهم‌ المتواصل‌ وسعيهم‌ الجادّ وجهدهم‌ في‌ العمل‌ والسلوك‌ للوصول‌ إلي‌ النجاح‌ والنجاة‌ والخلاص‌ من‌ هواجس‌ النفس‌ ونيل‌ الدرجات‌ العالية‌ والمقامات‌ السامية‌ قد كتب‌ الخالقُ المنّان‌ لهم‌ الاجر والثواب‌ الجزيل‌. لذا يُعدّ القرآن‌ كتاب‌ بشارة‌ وأمل‌ وسرور وابتهاج‌.

الثالث‌ : أنّه‌ يُحذّر منكري‌ الخالق‌ والرسالة‌ والولاية‌ ، وبالتالي‌ منكري‌ الآخرة‌ ويوم‌ الثواب‌ والجزاء ، ويخوّفهم‌ من‌ العذاب‌ الاليم‌ العسير جزاء كفرهم‌ وعقاب‌ عدم‌ إيمانهم‌ . لذا يُعدّ القرآن‌ كتاب‌ تحذيرٍ وإنذار وتنبيهٍ وإيقاظ‌. فالقرآن‌ كتاب‌ أمل‌ وبشارة‌ ، وهو كذلك‌ كتاب‌ إنذار وتخويف‌، في‌ نفس‌ الوقت‌ الذي‌ يُعدّ برنامجاً لحركة‌ البشر، برنامجاً هو أقوم‌ البرامج‌ للوصول‌ إلي‌ أكثر الاديان‌ والانظمة‌ واقعيّةً وصدقاً ولدرك‌ أنجح‌ المناهج‌ والغايات‌.

ونجد لهذه‌ المطالب‌ الثلاثة‌ أمثلة‌ ونظائر في‌ موارد كثيرة‌ من‌ القرآن‌ الكريم‌، كما هو الامر في‌ أوائل‌ سورة‌ النمل‌ : ﴿ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ * هُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ ﴾ 2 .

وكذلك‌ في‌ أوائل‌ سورة‌ الكهف‌ حيث‌ يقول‌ : ﴿ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا * قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا * مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا * وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا ﴾ 3 4 ﴿ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا ﴾ 5 .

 أمّا بشأن‌ البشارة‌ للمؤمنين‌ والانذار والتحذير للكافرين‌ فآيات‌ القرآن‌ مليئة‌ بذلك‌ تتري‌ ، لانّ القرآن‌ أشمل‌ الكتب‌ وأجمعها، وأفضل‌ مناهج‌ للتربية‌ والتكامل‌ وأوضحها ، وهو يُحلّق‌ ـإذ يُحلّق‌ـ بجناحَي‌ الامل‌ والخوف‌، والرجاء والحذر كليهما . فالذين‌ مثّلوا وجسّدوا الامل‌ والرجاء المحض‌ كعيسي‌ ابن‌ مريم‌ ، أو الذين‌ مثّلوا الخوف‌ المحض‌ كيحيي‌بن‌ زكريّا، علي‌ نبيّنا وآله‌ وعليهما الصلاة‌ والسلام‌ ، لم‌يمتلكوا درجة‌ ومقام‌ وشمول‌ وجامعيّة‌ رسول‌الله‌، الذي‌ تمثّل‌ وتجسّد فيه‌ الرجاء والخوف‌ كلاهما، وأتبع‌ ذلك‌ أنّ تلاميذ هذه‌ المدرسة‌ ـمدرسة‌ الرجاء والخوف‌ـ كانوا أكثر شمولاً وسعة‌ وامتداداً.

 

خطبة «نهج البلاغة » في وصف القرآن الکریم

وقد اعتبر الاءمام‌ أمير المؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ ـبهذا النظرـ شخص‌ الفقيه‌ منحصراً بالشخص‌ الذي‌ يجمع‌ هاتينِ الصفتينِ معاً، كما جاء في‌ « نهج‌ البلاغة‌ » :  وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : الفَقِيهُ كُلُّ الفَقِيهِ مَنْ لَمْ يَقَنِّط‌ النَّاسَ مِنْ رَحْمَةِاللَهِ؛ وَلَمْ يُؤْيِسْهُمْ مِنْ رَوْحِ اللَهِ ؛ وَلَمْ يُؤْمِنْهُمْ مِنْ مَكْرِاللَهِ!  6

وكذلك‌ فقد عَدَّ فِي‌  « نهج‌ البلاغة‌ »  القرآنَ ربيعاً لقلوب‌ الفقهاء فقال‌ عليه‌ السلام‌:  وَرَبِيعاً لِقُلُوبِ الفُقَهَاءِ.  لذا فمن‌ الجلي‌ّ أنّ كتاباً كهذا من‌ شأنه‌ أن‌ يجلو ويصقل‌ قلوب‌ الفقهاء الحقيقيّين‌ والعارفين‌ بالله‌ الجامعين‌ صفتَي‌ الرجاء والخوف‌، وكالنسيم‌ الربيعيّ الهابّ علي‌ الورود يُحيي‌ قلوبهم‌ ويملؤها بالطراوة‌ والبهجة‌.

وقد ورد هذا التعبير ضمن‌ خطبةٍ بدأت‌ بعنوان‌  يَعْلَمُ عَجِيجَ الوُحُوشِ فِي‌ الفَلَواتِ، وَمَعَاصِي‌ العِبَادِ فِي‌ الخَلَوَاتِ ، وَاخْتِلاَفِ النِّينَانِ فِي‌ البِحَارِ الغَامِرَاتِ ، وبعد بيانٍ وافٍ في‌ الموعظة‌ والامر بالتقوي‌ ، ومدح‌ وتمجيد وافرٍ للاءسلام‌، وتحميدٍ وتجليل‌ فيّاض‌ بالعظمة‌ والسموّ للنبيّ الاكرم‌ محمّد صلّي‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌ ، يصل‌ إلي‌ وصف‌ القرآن‌ : الكتاب‌ النازل‌ علي‌ رسول‌الله‌ صلّي‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌ ، فيقول‌ :

ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْهِ الكِتَابَ نُوراً لاَ تُطْفَأُ مَصَابِيحُهُ ؛ وَسِراجاً لاَيَخْبُو تَوَقُّدُهُ؛ وَبَحْرَاً لاَيُدْرَكُ قَعْرُهُ ؛ وَمِنْهَاجاً لاَ يُضَلُّ نَهْجُهُ؛ 7 وَشُعَاعاً لاَيُظْلَمُ ضَوْؤُهُ؛ وَفُرْقَاناً لاَيُخْمَدُ بُرْهَانُهُ ؛ وَتِبْيَاناً لاَ تُهْدَمُ أَرْكَانُهُ ؛ وَشِفَاءً لاَتُخْشَي‌ أَسْقَامُهُ؛ وَعِزَّاً لاَتُهْزَمُ أَنْصَارُهُ ؛ وَحَقَّاً لاَ تُخْذَلُ أَعْوَانُهُ.

فَهُوَ مَعْدِنُ الاءيمَانِ وَبُحْبُوحَتُهُ ، وَيَنَابِيعُ العِلْمِ وَبُحُورُهُ، وَرِيَاضُ العَدْلِ وَغُدْرَانُهُ، وَأَثَافِي‌ُّ الاءسْلاَمِ وَبُنْيَانُهُ ، وَأَوْدِيَةُ الحَقِّ وَغِيطَانُهُ.

وَبَحْرٌ لاَيَنْزِفُهُ المُسْتَنْزِفُونَ ، وَعُيُونٌ لاَ يُنْضِبُهَا المَاتِحُونَ ، وَمَنَاهِلُ لاَيُغْيضُها الوَارِدُونَ، وَمَنازِلُ لاَ يَضِلُّ نَهْجَهَا المُسافِرُونَ ، وَأَعْلاَمٌ لاَيَعْمَي‌ عَنْهَا السَّائِرُونَ، وَأَكَامٌ لاَ يَجُوزُ عَنْهَا القَاصِدُونَ.

 جَعَلَهُ اللَهُ رَيَّاً لِعَطَشِ العُلَمَاءِ ، وَرَبِيعَاً لِقُلوبِ الفُقَهَاءِ، وَمَحَاجَّ لِطُرُقِ الصُّلَحاءِ، وَدَوَاءً لَيْسَ بَعْدَهُ دَاءٌ ، وَنُورَاً لَيْسَ مَعَهُ ظُلْمَةٌ، وَحَبْلاً وَثِيقاً عُرْوَتُهُ، وَمَعْقِلاً مَنِيعاً ذِرْوَتُهُ ، وَعِزَّاً لِمَنْ تَوَلاَّهُ ، وَسِلْماً لِمَنْ دَخَلَهُ، وَهُديً لِمَنْ ائْتَمَّ بِهِ، وَعُذْرَاً لِمَنْ انْتَحَلَهُ ، وَبُرْهَاناً لِمَنْ تَكَلَّمَ بِهِ، وَشَاهِداً لِمَنْ خَاصَمَ بِهِ ، وَفَلْجاً لِمَنْ حَاجَّ بِهِ ، وَحَامِلاً لِمَنْ حَمَلَهُ ، وَمَطِيَّةً لِمَنْ أَعْمَلَهُ، وَآيَةً لِمَنْ تَوَسَّمَ ، وَجُنَّةً لِمَنْ اسْتَلاْمَ ، وَعِلْماً لِمَنْ وَعَي‌، وَحَدِيثَاً لِمَنْ رَوَي‌، وَحُكْماً لِمَنْ قَضَي 8 .

نعم‌ ، إنّ البرنامج‌ القرآنيّ خير برنامج‌ للوصول‌ إلي‌ أفضل‌ الاديان‌ والانظمة‌ وأمثلها، ولابدّ لاءثبات‌ هذا المدّعي‌ أن‌ نأخذ قوانين‌ وأساليب‌ وآداب‌ وعادات‌ وأخلاق‌ المجتمعات‌ قديمها وحديثها ومتحضرّ الاُمم‌ ومتوحّشها، وما جاء به‌ أصحاب‌ المذاهب‌ الاءلهيّة‌ وأصحاب‌ المذاهب‌ المادّيّة‌ والطبيعيّة‌ كلاّ علي‌ انفراد ، ثمّ نقايس‌ ونقارن‌ ذلك‌ الادب‌ والقانون‌ والبرنامج‌ الخاصّ بموضوعٍ معيّن‌ مع‌ ما جاء في‌ القرآن‌ الكريم‌ لتتّضح‌ ميزة‌ وسمّو وتفوّق‌ الحكم‌ القرآنيّ في‌ ذلك‌ الموضوع‌ 9 .

___________

    1. القران الكريم: سورة الإسراء (17)، الآية: 9 و 10، الصفحة: 283.
    2. القران الكريم: سورة النمل (27)، من بداية السورة إلى الآية 4، الصفحة: 377.
    3. القران الكريم: سورة الكهف (18)، من بداية السورة إلى الآية 4، الصفحة: 293.
    4. كاليهود الذين‌ يدعون‌ عزير ابناً للّه‌ والنصاري‌ الذين‌ يدعون‌ عيسي‌ ابناً للّه‌ والمشركين‌ الذين‌ يسمّون‌ الملائكة‌ بنات‌ الله‌ .
    5. القران الكريم: سورة الكهف (18)، الآية: 5، الصفحة: 294.
    6. «نهج‌ البلاغة‌» الحكمة‌ رقم‌  90، وفي‌ طبعة‌ مصر بتعليق‌ محمّد عبده‌: ج‌ 2 ، ص‌ 156 .
    7. في‌ نسخة‌ محمّد عبده‌ وردت‌ يُضِلُّ وَيُظْلِمُ بصيغة‌ المعلوم‌ من‌ باب‌ الافعال‌، ولكن‌ نظراً لورودها في‌ نسخة‌ الملاّ فتح‌ الله‌ الكاشيّ ، ص‌  336، بصيغة‌ المجهول‌، وكانت‌ في‌ معناها أنسب‌ ، لذا فقد أُخِذَ بذلك‌ في‌ هذا الكتاب‌.
    8. «نهج‌ البلاغة‌» الخطبة‌  196، وفي‌ طبعة‌ مصر بتعليق‌ محمّد عبده‌ ، ج‌ 1 ، ص‌ 412 و 413 .
    9. من كتاب نور ملكوت القرآن ، المجلد الاول ، القسم الاول : وصف القرآن الكريم