خلفاء المهدي صلوات الله عليه

باب 30 خلفاء المهدي صلوات الله عليه و أولاده و ما يكون بعده عليه و علي آبائه السلام‏
1- ك، إكمال الدين : الدَّقَّاقُ عَنِ الأَسَدِيِّ عَنِ النَّخَعِيِّ عَنِ النَّوْفَلِيِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ : قُلْتُ لِلصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ع : يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ ص ، سَمِعْتُ مِنْ أَبِيكَ ع أَنَّهُ قَالَ : يَكُونُ بَعْدَ الْقَائِمِ اثْنَا عَشَرَ مَهْدِيّاً. فَقَالَ :
إِنَّمَا قَالَ : <اثْنَا عَشَرَ مَهْدِيّاً> وَ لَمْ يَقُلْ <اثْنَا عَشَرَ إِمَاماً> ، وَ لَكِنَّهُمْ قَوْمٌ مِنْ شِيعَتِنَا يَدْعُونَ النَّاسَ إِلَي مُوَالاتِنَا وَ مَعْرِفَةِ حَقِّنَا.
 
2- غط، الغيبة للشيخ الطوسي : مُحَمَّدٌ الْحِمْيَرِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ ع فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ أَنَّهُ قَالَ :
يَا أَبَا حَمْزَةَ ، إِنَّ مِنَّا بَعْدَ الْقَائِمِ أَحَدَ عَشَرَ مَهْدِيّاً مِنْ وُلْدِ الْحُسَيْنِ ع.
 
4- شا، الإرشاد لَيْسَ بَعْدَ دَوْلَةِ الْقَائِمِ لأَحَدٍ دَوْلَةٌ إِلاَّ مَا جَاءَتْ بِهِ الرِّوَايَةُ مِنْ قِيَامِ وُلْدِهِ إِنْ شَاءَ اللهُ ذَلِكَ وَ لَمْ يَرِدْ عَلَي الْقَطْعِ وَ الثَّبَاتِ وَ أَكْثَرُ الرِّوَايَاتِ أَنَّهُ لَنْ يَمْضِيَ مَهْدِىُّ الْأُمَّةِ إِلَّا قَبْلَ الْقِيَامَةِ بِأَرْبَعِينَ يَوْماً يَكُونُ فِيهَا الْهَرْجُ وَ عَلامَةُ خُرُوجِ الأَمْوَاتِ وَ قِيَامُ السَّاعَةِ لِلْحِسَابِ وَ الْجَزَاءِ وَ اللهُ أَعْلَمُ ([1]).
 
7- خص، منتخب البصائر مِمَّا رَوَاهُ السَّيِّدُ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الصَّادِقِ ع :
أَنَّ مِنَّا بَعْدَ الْقَائِمِ ع اثْنَا عَشَرَ مَهْدِيّاً مِنْ وُلْدِ الْحُسَيْنِ ع.
8- مل، كامل الزيارات أَبِى عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْجَامُورَانِيِّ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَيْفٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْحَضْرَمِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ وَ أَبِي عَبْدِ اللهِ ع قَالا فِي ذِكْرِ الْكُوفَةِ :
فِيهَا مَسْجِدُ سُهَيْلٍ الَّذِي لَمْ يَبْعَثِ اللهُ نَبِيّاً إِلاَّ وَ قَدْ صَلَّي فِيهِ ، وَ مِنْهَا يَظْهَرُ عَدْلُ اللهِ ، وَ فِيهَا يَكُونُ قَائِمُهُ وَ الْقُوَّامُ مِنْ بَعْدِهِ ، وَ هِيَ مَنَازِلُ النَّبِيِّينَ وَ الأَوْصِيَاءِ وَ الصَّالِحِينَ.
قال مؤلّف كتاب بحار الأنوار رحمه الله تعالي :
 
بيان :
هذه الأخبار مخالفة للمشهور و طريق التأويل أحد وجهين :
الأوّل : أن يكون المراد بالاثني عشر مهديّاً النبىّ ص و سائر الأئمّة سوي القائم ع بأن يكون ملكهم بعد القائم ع ، و قد سبق أنّ الحسن بن سليمان أوّلها بجميع الأئمّة و قال برجعة القائم ع بعد موته. و به أيضاً يمكن الجمع بين بعض الأخبار المختلفة التي وردت في مدّة ملكه ع.
و الثاني : أن يكون هؤلاء المهديّون من أوصياء القائم هادين للخلق في زمن سائر الأئمّة الذين رجعوا لئلاّ يخلو الزمان من حجّة و إن كان أوصياء الأنبياء و الأئمّة أيضا حججاً و الله تعالي يعلم([2]).
 

(1) تراه في الإرشاد ص 345 في آخر أبياته و ذكر الطبرسيّ في إعلام الوري في آخر الباب الرابع أنّه قد جاءت الرواية الصحيحة أنّه ليس بعد دولة المهدي عليه السلام دولة الا ما ورد من قيام ولده مقامه الا ما شاء اللّه و لم ترد علي القطع و البتّ و أكثر الروايات انه لن يمضي من الدنيا الا قبل القيامة بأربعين يوما يكون فيها الهرج و علامة خروج الأموات و قيام الساعة و اللّه اعلم.
أقول: قد ورد في ذلك روايات و قد ذكرها المصنّف- رحمه اللّه- في المجلد السابع باب الاضطرار الي الحجة منها ما رواه الصدوق في كمال الدين ج 1 ص 339 باب اتصال الوصية بإسناده عن عبد اللّه بن سليمان العامري عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: ما زالت الأرض الا و للّه تعالي فيها حجة يعرف الحلال من الحرام، و يدعو الي سبيل اللّه، و لا تنقطع الحجة من الأرض الا أربعين يوما قبل القيامة، و إذا رفعت الحجة، أغلق باب التوبة فi لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ‏E الآية. اولئك شرار خلق اللّه و هم الذين يقوم عليهم القيامة.
و روي مثله البرقي في المحاسن كتاب مصابيح الظلم الباب 21 تحت الرقم 202( ص 236) بتغيير يسير، و الظاهر أن ذلك كان معتقد الشيعة في الصدر الأول، فقد روي الكليني رحمه اللّه في أصول الكافي باب تسمية من رآه عليه السلام( ج 1 ص 329) عن عبد اللّه بن جعفر الحميري قال: اجتمعت أنا و الشيخ أبو عمرو- رحمه اللّه- عند أحمد بن إسحاق، فغمزني أحمد بن إسحاق أن أساله عن الخلف فقلت له: يا أبا عمرو! اني اريد أن أسألك عن شي‏ء و ما أنا بشاك فيما أريد أن أسألك عنه فان اعتقادي و ديني أن الأرض. تخلو من حجة الا إذا كان قبل يوم القيامة بأربعين يوما، فإذا كان ذلك رفعت الحجة و أغلق باب التوبة، فلم يك ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في ايمانها خيرا، فأولئك شرار من خلق اللّه، الحديث.
و لا يخفي أن تلك الروايات انما تحكم بأن الأرض لا تخلو من حجة الا قبل القيامة بأربعين يوما فعند ذلك ترفع الحجة و أمّا أن تلك الحجة هو المهدي المنتظر بحيث تقوم القيامة بعد ملكه بسبع سنين فلا دلالة فيها، و لا يساعده الاعتبار، فكيف ينتظر الإسلام و المسلمون دهرا من الدهور ليخرج الحجة، و يظهر علي الدين كله و لو كره المشركون ثمّ يكون بعد سبع سنين او سبعين سنة قيام الساعة؟
فاذا لا بد من الرجعة كما دلت عليها الروايات، و لا بدّ و أن يرجع النبيّ و الأئمّة الهدي عليهم السلام ليخضر عود الإسلام و يثمر شجرة الدين و تورق أغصان التقوي و العلم و تشرق الأرض بنور ربها، و لا بأس بأن يسمي كل منهم بالمهدي عليه السلام كما جاءت به الروايات، و سيذكرها المصنّف رحمه اللّه، مع تأويلها.
(2) قال السيّد المرتضي - رضوان الله عليه - في إمكان ذلك: انا لا نقطع بزوال التكليف عند موت المهدي عليه السلام، بل يجوز أن يبقي بعده أئمة يقومون بحفظ الدين و مصالح أهله، و لا يخرجنا ذلك عن التسمية بالاثني عشرية، لانا كلفنا أن نعلم امامتهم، و قد بينا ذلك بيانا شافيا، فانفردنا بذلك عن غيرنا. انتهي.
أقول: و قد عقد الشيخ الحرّ العامليّ- قدس اللّه روحه- في كتابه« الايقاظ من الهجعة بالبرهان علي الرجعة» بابا في أنّه هل بعد دولة المهدي عليه السلام دولة أم لا؟
ثمّ انه بعد ما نقل الروايات الواردة في ذلك نفيا و اثباتا، وجّهها بستّة وجوه، من أرادها فليراجع ص 392- 405.
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏53، ص: 145