الدور المصيري للإمام علي (ع) في فتح خيبر

تحظى وقعة خيبر بشأن خاصّ بين وقائع النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) ؛ ففيها هزم ( صلى الله عليه وآله ) يهود خيبر ، وقوّض مركز التآمر على دينه وحكومته الجديدة ، فكانت حصون اليهود في منطقة خصبة شمال غربيّ المدينة تبعد عنها حوالي ( 200 ) كيلومتر ، تدعى خيبر ( 1 ) .

وكان اليهود القاطنون في هذه الحصون يضمرون حقداً للنبيّ ( صلى الله عليه وآله ) والمؤمنين والدولة الإسلاميّة منذ الأيّام الأُولى لاتّساع الرسالة ، ولم يدّخروا وسعاً للكيد بهم ، بل إنّ حرب الأحزاب شُنَّت على الإسلام بدعمهم العسكري والمالي . وبهذا يتّضح أنّهم كانوا أعداءً لُدّاً ومتآمرين يتحرّقون حنقاً على الرسالة ونبيّها الكريم ( صلى الله عليه وآله ) ( 2 ) .

وحين اطمأنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من قريش بعد صلح الحديبيّة ، توجّه نحو خيبر ؛ لفتح حصونها ، والقضاء على وكر التآمر ( 3 ) . ووجود عشرة آلاف مقاتل ، وحصون حصينة منيعة لا تُقهر ، وقدرات ومعدّات كثيرة داخلها ، وأضغان راسخة في قلوب اليهود المتواجدين داخل الحصن شدّت من عزائمهم لمحاربة النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) شكّل دلالة على الأهمّيّة الخاصّة لوقعة خيبر .

وكان للإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فيها مظهر عجيب ، وله في فتحها العظيم دور لا يضاهى ولا يبارى يتمثّل فيما يلي :

1 – كانت راية الإسلام في هذه المعركة بيد الإمام علي ( عليه السلام ) المقتدرة كما في غيرها من الحروب والغزوات(4).

2 – لمّا فتحت كلّ الحصون ، واستعصى حصن ” الوطيح ” و ” السلالم ” – إذ كانا من أحكم الحصون ، وزحف المسلمون نحوهما مرّتين : الأُولى بقيادة أبي بكر ، والأُخرى بقيادة عمر ، لكنّهما أخفقا في فتحهما – انتدب النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) عليّاً ( عليه السلام ) ، وكان مريضاً لا يقدر على القتال فدعا النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) ، فشفي ، وفتح الله على يديه ، وتمكّن الجيش الإسلامي العظيم من فتح ذينك الحصنين اللذين كان فتحهما لا يصدّق ولا يخطر ببال أحد ( 5 ) .

3 – جندل الإمامُ ( عليه السلام ) الحارثَ – المقاتل اليهوديّ المغرور ، الذي كانت الأبدان ترتجف من صيحاته عند القتال – بضربة قاصمة ، كما قدّ مرحب – الذي لم يجرأ أحد على مواجهته – نصفين ( 6 ) .

4 – لمّا أخفق المسلمون في فتح الحصنين المذكورين وأوشك الرعب أن يسيطر على القلوب ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عبارته العظيمة الرائعة المشهورة :

” لأُعطينّ الراية غداً رجلا يحبّ اللهَ ورسولَه ويحبّه اللهُ ورسولُه ” ( 7 ) ، والأُخرى : ” كرّاراً غير فرّار ” ( 8 ) ، يريد بذلك عليّاً صلوات الله عليه ، فأحيا الأمل في النفوس بالنصر .

5 – قلع الإمام ( عليه السلام ) باب قلعة قموص وحده ، وكان لا يحرّكه إلاّ أربعون رجلا ! ( 9 )

1 – رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) – في يوم فتح خيبر : لأُعطينّ الراية غداً رجلاً يحبّ الله ورسوله ، ويحبّه الله ورسوله ، كرّاراً غير فرّار ، لا يرجع حتى يفتح الله على يديه ( 10 ) .

2 – الإمام عليّ ( عليه السلام ) – في فتح خيبر : إنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بعث أبا بكر ، فسار بالناس ، فانهزم حتى رجع إليه . وبعث عمر ، فانهزم بالناس حتى انتهى إليه . فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : لأُعطينّ الراية رجلاً يحبّ الله ورسوله ، ويحبّه الله ورسوله ، يفتح الله له ، ليس بفرّار . فأرسل إليّ فدعاني ، فأتيته وأنا أرمد لا أبصر شيئاً ، فتفل في عيني وقال : اللهمّ اكفِه الحرّ والبرد . قال : فما آذاني بعدُ حرٌّ ولا برد ( 11 ) .

3 – مجمع الزوائد عن ابن عبّاس : بعث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى خيبر – أحسبه قال :

أبا بكر – فرجع منهزماً ومَن معه ، فلمّا كان من الغد بعث عمر ، فرجع منهزماً يجبّن أصحابه ويجبّنه أصحابه . فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : لأُعطينّ الراية غداً رجلاً يحبّ الله ورسوله ، ويحبّه الله ورسوله ، لا يرجع حتى يفتح الله عليه .

فثار الناس، فقال: أين عليّ ؟ فإذا هو يشتكي عينيه، فتفل في عينيه، ثمّ دفع إليه الراية ، فهزّها، ففتح الله عليه (12).

4 – مسند ابن حنبل عن أبي سعيد الخدريّ : إنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أخذ الراية فهزّها ، ثمّ قال : مَن يأخذها بحقّها ؟ فجاء فلان فقال : أنا ، قال : أمِط . ثمّ جاء رجل فقال : أمِط ، ثمّ قال النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) : والذي كرّم وجه محمّد لأُعطينّها رجلاً لا يفرّ ، هاك يا عليّ . فانطلق حتى فتح الله عليه خيبر وفدك ، وجاء بعَجوتهما ( 13 ) وقَديدهما ( 14 ) ( 15 ) .

5 – الطبقات الكبرى : سريّة عليّ بن أبي طالب إلى بني سعد بن بكر بفَدَك ( 16 ) في شعبان سنة ستّ من مُهاجَر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .

قالوا : بلغ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أنّ لهم جَمعاً يريدون أن يُمِدّوا يهود خيبر ، فبعث إليهم عليّ بن أبي طالب في مائة رجل ، فسار الليل وكمن النهار حتى انتهى إلى الهَمَج ؛ وهو ماء بين خيبر وفدك ، وبين فدك والمدينة ستّ ليال ، فوجدوا به رجلاً ، فسألوه عن القوم فقال : أُخبركم على أنّكم تؤمنوني ، فآمنوه فدلّهم ، فأغاروا عليهم ، فأخذوا خمسمائة بعير وألفَي شاة ، وهربت بنو سعد بالظُّعُن ( 17 ) ورأسهم وَبَر بن عُليم .

فعزل عليّ صفيّ النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) ، لَقوحاً ( 18 ) تدعى الحفذة ، ثمّ عزل الخُمس ، وقسّم سائر الغنائم على أصحابه ، وقدم المدينة ولم يلقَ كيداً ( 19 ) .

6 – المغازي عن يعقوب بن عتبة : بعث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عليّاً ( عليه السلام ) في مائة رجل إلى حيّ سعد بفدك ، وبلغ رسولَ الله ( صلى الله عليه وآله ) أنّ لهم جَمعاً يريدون أن يُمدّوا يهودَ خيبر ، فسار الليل وكمن النهار حتى انتهى إلى الهَمَج ، فأصاب عيناً فقال : ما أنت ؟ هل لك علم بما وراءك من جَمع بني سعد ؟ قال : لا علم لي به .

فشدّوا عليه فأقرّ أنّه عين لهم بعثوه إلى خيبر يعرض على يهود خيبر نصرهم على أن يجعلوا لهم من تمرهم كما جعلوا لغيرهم ويقدمون عليهم ، فقالوا له : فأين القوم ؟ قال : تركتهم وقد تجمّع منهم مائتا رجل ، ورأسهم وَبَر بن عُليم .

قالوا : فسِر بنا حتى تدلّنا . قال : على أن تؤمِّنوني . قالوا : إن دللتنا عليهم وعلى سَرْحهم ( 20 ) أمَّنّاك ، وإلاّ فلا أمان لك . قال : فذاك .

فخرج بهم دليلا لهم حتى ساءَ ظنُّهم به ، وأوفى بهم على فَدافِد وآكام ( 21 ) ، ثمّ أفضى بهم إلى سهولة فإذا نَعَمٌ كثيرٌ وشاءٌ ، فقال : هذا نَعَمهم وشاؤهم . فأَغاروا عليه فضمّوا النَّعَمَ والشاءَ . قال : أرسلوني . قالوا : لا ، حتى نأمن الطلب .

ونَذَر بهم الراعي رِعاءَ ( 22 ) الغنم والشاء ، فهربوا إلى جَمعهم فحذَّروهم ، فتفرّقوا وهربوا ، فقال الدليل : عَلامَ تحبسني ؟ قد تفرّقت الأعراب وأنذرهم الرِّعاء . قال عليٌّ ( عليه السلام ) : لم نبلغ معسكرهم . فانتهى بهم إليه فلم يَرَ أحداً ، فأرسلوه وساقوا النَّعَم والشاء ؛ النَّعَم خمسمائة بعير ، وألفا شاة ( 23 ) .

7 – المستدرك على الصحيحين عن جابر بن عبد الله : لمّا كان يوم خيبر بعث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) رجلاً فجبن ، فجاء محمّد بن مسلمة فقال : يا رسول الله ، لم أرَ كاليوم قطّ ! . . .

ثمّ قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : لأبعثنّ غداً رجلاً يحبّ الله ورسوله ، ويحبّانِه لا يولّي الدُّبُر ، يفتح الله على يديه ، فتشرّف لها الناس وعليّ ( رضي الله عنه ) يومئذ أرمد ، فقال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : سِر . فقال : يا رسول الله ، ما أُبصر موضعاً . فتفل في عينيه ، وعقد له ، ودفع إليه الراية ( 24 ) .

8 – السيرة النبويّة لابن هشام : عن سفيان بن فروة الأسلمي عن سلمة بن عمرو بن الأكوع : بعث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أبا بكر الصديق برايته – وكانت بيضاء ، فيما قال ابن هشام – إلى بعض حصون خَيْبر ، فقاتل ، فرجع ولم يكُ فَتْحٌ ، وقد جهد ؛ ثمّ بعث الغدَ عمر بن الخطّاب ، فقاتل ، ثمّ رجع ولم يكُ فتح ، وقد جهد ؛ فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : لأُعطينّ الراية غداً رجلا يحبّ الله ورسوله ، يفتح الله على يديه ، ليس بفَرّار .

قال : يقول سلمة : فدعا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عليّاً رضوان الله عليه ، وهو أرمد ، فتفل في عينه ، ثمّ قال : خذ هذه الراية ، فامضِ بها حتى يفتَح الله عليك . قال : يقول سلمة : فخرج والله بها يأنِح ( 25 ) ، يُهروِل هَرولة ، وإنّا لخلفه نتبع أثره ، حتى ركَز رايته في رَضْم ( 26 ) من حجارة تحت الحِصْن ، فاطّلع إليه يهوديّ من رأس الحِصْن ، فقال : من أنت ؟ قال : أنا عليّ بن أبي طالب . قال : يقول اليهودي : عَلَوتم ، وما أُنزل على موسى ، أو كما قال . قال : فما رجع حتى فتح الله على يَدَيه ( 27 ) .

9 – الكامل في التاريخ عن بريدة الأسلمي : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ربّما أخذته الشقيقة ( 28 ) فيلبث اليوم اليومين لا يخرج ، فلمّا نزل خيبر أخذته فلم يخرج إلى الناس ، فأخذ أبو بكر الراية من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ثمّ نهض فقاتل قتالاً شديداً ، ثمّ رجع فأخذها عمر فقاتل قتالاً شديداً هو أشدّ من القتال الأوّل ، ثمّ رجع فأخبر بذلك رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .

فقال : أما والله لأُعطينّها غداً رجلاً يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله ، يأخذها عَنْوَة ( 29 ) . وليس ثَمَّ عليٌّ ؛ كان قد تخلّف بالمدينة لرمد لحقه ، فلمّا قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مقالته هذه تطاولت لها قريش ، فأصبح فجاء عليّ على بعير له حتى أناخ قريباً من خباء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وهو أرمد قد عصب عينيه .

فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ما لك ؟ قال : رمدتُ بعدك ، فقال له : ادن منّي . فدنا منه ، فتفل في عينيه ، فما شكا وجعاً حتى مضى لسبيله . ثمّ أعطاه الراية ، فنهض بها وعليه حلّة حمراء ، فأتى خيبر ، فأشرف عليه رجل من يهود فقال : مَن أنت ؟

قال : أنا عليّ بن أبي طالب ، فقال اليهوديّ : غُلبتم يا معشر يهود ! !

وخرج مرحب صاحب الحصن وعليه مِغْفَر ( 30 ) يمانيّ قد نقبه مثل البيضة على رأسه وهو يقول :

قد علمت خيبر أنّي مرحبُ * شاكي السلاح بطل مجرَّبُ

فقال عليّ :

أنا الذي سمّتني أُمّي حيدره * أكيلكم بالسيف كَيل السَّنْدَره ( 31 )

ليثٌ بغابات شديد قسوره

فاختلفا ضربتين ، فبدره عليّ فضربه فقدّ الحَجَفة ( 32 ) والمِغْفَر ورأسه حتى وقع في الأرض . وأخذ المدينة ( 33 ) .

10 – صحيح البخاري عن سهل بن سعد : إنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال يوم خيبر : لأُعطينّ هذه الراية غداً رجلاً يفتح الله على يديه ، يحبّ الله ورسوله ، ويحبّه الله ورسوله .

قال : فبات الناس يدوكون ( 34 ) ليلتهم أيّهم يُعطاها ، فلمّا أصبح الناس غدوا على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كلّهم يرجو أن يُعطاها ، فقال : أين عليّ بن أبي طالب ؟ فقيل : هو يا رسول الله يشتكي عينيه ، قال : فأرسِلوا إليه ، فأُتي به ، فبصق رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في عينيه ودعا له ، فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع ، فأعطاه الراية ، فقال عليّ : يا رسول الله ، أُقاتلهم حتى يكونوا مثلنا ؟ فقال : انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ، ثمّ ادعهم إلى الإسلام ، وأخبرهم بما يجب عليهم من حقّ الله فيه ، فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من أن يكون لك حُمْرُ النَّعم ( 35 ) .

11 – صحيح مسلم عن أبي هريرة : إنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال يوم خيبر : لأُعطينّ هذه الراية رجلا يحبّ الله ورسوله ، يفتح الله على يديه . قال عمر بن الخطّاب : ما أحببت الإمارة إلاّ يومئذ . قال : فتساورت لها ( 36 ) رجاء أن أُدعى لها . قال : فدعا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عليّ بن أبي طالب فأعطاه إيّاها ، وقال : امشِ ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك . قال : فسار عليٌّ شيئاً ثمّ وقف ولم يلتفت ، فصرخ : يا رسول الله ! على ماذا أُقاتل الناس ؟ قال : قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلاّ الله ، وأنّ محمّداً رسول الله ، فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلاّ بحقّها ، وحسابهم على الله ( 37 ) .

12 – صحيح البخاري عن سلمة : كان عليّ بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) تخلّف عن النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) في خيبر ، وكان رمداً ، فقال : أنا أتخلّف عن النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) ؟ ! فلحق به ، فلمّا بتنا الليلة التي فتحت قال :

لأُعطينّ الراية غداً – أو : ليأخذنّ الراية غداً – رجل يحبّه الله ورسوله ، يفتح الله عليه . فنحن نرجوها ، فقيل : هذا عليّ ، فأعطاه ، ففُتح عليه ( 38 ) .

13 – صحيح مسلم عن سلمة : أرسلني [ النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) ] إلى عليّ وهو أرمد فقال : لأُعطينّ الراية رجلا يحبّ الله ورسوله ، أو يحبّه الله ورسوله ( 39 ) . قال : فأتيت عليّاً فجئت به أقوده وهو أرمد . حتى أتيت به رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فبسق ( 40 ) في عينيه فبرأ ، وأعطاه الراية . وخرج مرحب فقال :

قد علمت خيبر أنّي مرحبُ * شاكي السلاح بطلٌ مُجرّبُ

إذا الحروب أقبلت تلهّبُ

فقال عليّ :

أنا الذي سمّتني أُمّي حيدرة * كليث غابات كريه المنظرة

أُوفيهم بالصاع كيل السَّنْدَرة

قال : فضرب رأس مرحب فقتله . ثمّ كان الفتح على يديه ( 41 ) .

14 – الاستيعاب : روى سعد بن أبي وقّاص وسهل بن سعد وأبو هريرة وبريدة الأسلمي وأبو سعيد الخدري وعبد الله بن عمر وعمران بن الحصين وسلمة بن الأكوع ، كلّهم بمعنى واحد ، عن النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) أنّه قال يوم خيبر : لأُعطينّ الراية غداً رجلاً يحبّ الله ورسوله ، ويحبّه الله ورسوله ، ليس بفرّار ، يفتح الله على يديه ، ثمّ دعا بعليّ وهو أرمد ، فتفل في عينيه وأعطاه الراية ، ففتح الله عليه . وهذه كلّها آثار ثابتة ( 42 ) .

15 – الإرشاد عن عبد الملك بن هشام ومحمّد بن إسحاق وغيرهم من أصحاب الآثار : حاصر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) خيبر بضعاً وعشرين ليلة ، وكانت الراية يومئذ لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فلحقه رمد أعجزه عن الحرب ، وكان المسلمون يناوشون اليهود من بين أيدي حصونهم وجنباتها . فلمّا كان ذات يوم فتحوا الباب وقد كانوا خندقوا على أنفسهم ، وخرج مرحب برجله يتعرّض للحرب .

فدعا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أبا بكر فقال له : خذ الراية ، فأخذها – في جمع من المهاجرين – فاجتهد ولم يغن شيئاً ، فعاد يؤنّب القوم الذين اتّبعوه ويؤنّبونه !

فلمّا كان من الغد تعرّض لها عمر ، فسار بها غير بعيد ، ثمّ رجع يجبّن أصحابه ويجبّنونه !

فقال النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) : ليست هذه الراية لمن حملها ، جيؤوني بعليّ بن أبي طالب .

فقيل له : إنّه أرمد . قال : أرونيه تُروني رجلاً يحبّ الله ورسوله ، ويحبّه الله ورسوله ، يأخذها بحقّها ليس بفرّار .

فجاؤوا بعليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) يقودونه إليه ، فقال له النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) : ما تشتكي يا عليّ ؟ قال : رمدٌ ما أُبصر معه ، وصُداع برأسي . فقال له : اجلس وضَعْ رأسك على فخِذي . ففعل عليّ ( عليه السلام ) ذلك ، فدعا له النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) وتفل في يده فمسحها على عينيه ورأسه ، فانفتحت عيناه وسكن ما كان يجده من الصداع . وقال في دعائه له : اللهمّ قِهِ الحرّ والبرد . وأعطاه الراية – وكانت راية بيضاء – وقال له : خذ الراية وامضِ بها ، فجبرئيل معك ، والنصر أمامك ، والرعب مبثوث في صدور القوم ، واعلم – يا عليّ – أنّهم يجدون في كتابهم : إنّ الذي يُدمّر عليهم اسمه آلِيا ، فإذا لقيتهم فقل : أنا عليّ ، فإنّهم يخذلون إن شاء الله . . . .

وجاء في الحديث : أنّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لمّا قال : أنا عليّ بن أبي طالب ، قال حبر من أحبار القوم : غُلبتم وما أُنزل على موسى . فدخل قلوبهم من الرعب ما لم يمكنهم معه الاستيطان به ( 43 ) .

16 – المغازي : كان أوّل من خرج إليهم الحارث أخو مرحب في عاديته ( 44 ) ، فانكشف المسلمون وثبت عليّ ( عليه السلام ) ، فاضطربا ضربات ، فقتله عليّ ( عليه السلام ) ، ورجع أصحاب الحارث إلى الحصن ، فدخلوه وأغلقوا عليهم ، فرجع المسلمون إلى موضعهم ( 45 ) .

17 – المغازي : برز عامر وكان رجلاً طويلاً جسيماً ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حين طلع عامر : أترونه خمسة أذرع ؟ وهو يدعو إلى البراز ، يخطر بسيفه وعليه درعان ، يقنّع في الحديد يصيح : من يبارز ؟ فأحجم الناس عنه ، فبرز إليه عليّ ( عليه السلام ) فضربه ضربات ، كلّ ذلك لا يصنع شيئاً ، حتى ضرب ساقيه فبرك ، ثمّ ذفّف عليه فأخذ سلاحه ( 46 ) .

18 – الإرشاد : لمّا قتل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) مرحباً رجع من كان معه وأغلقوا باب الحصن عليهم دونه ، فصار أمير المؤمنين ( عليه السلام ) إليه فعالجه حتى فتحه ، وأكثر الناس من جانب الخندق لم يعبروا معه ، فأخذ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) باب الحصن فجعله على الخندق جسراً لهم حتى عبروا وظفروا بالحصن ونالوا الغنائم . فلمّا انصرفوا من الحصون أخذه أمير المؤمنين بيُمناه فدحا به أذرعاً من الأرض ، وكان الباب يُغلقه عشرون رجلاً منهم ( 47 ) .

19 – المصنّف عن جابر بن عبد الله : إنّ عليّاً حمل الباب يوم خيبر حتى صعد المسلمون ففتحوها ، وأنّه جُرّب فلم يحمله إلاّ أربعون رجلاً ( 48 ) .

20 – مسند ابن حنبل عن أبي رافع مولى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) – في معركة خيبر :

خرجنا مع عليّ حين بعثه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) برايته ، فلمّا دنا من الحصن خرج إليه أهله فقاتلهم ، فضربه رجل من يهود فطرح تُرْسَه من يده ، فتناول عليّ باباً كان عند الحصن فترّس به نفسه ، فلم يزل في يده وهو يقاتل حتى فتح الله عليه ، ثمّ ألقاه من يده حين فرغ ، فلقد رأيتني في نفر معي سبعة أنا ثامنهم نَجْهدُ على أن نقلب ذلك الباب فما نقلبه ( 49 ) !

21 – الأمالي للصدوق عن عبد الله بن عمرو بن العاص : إنّه لمّا دنا من القَمُوص ( 50 ) أقبل أعداء الله من اليهود يرمونه بالنبل والحجارة ، فحمل عليهم عليّ ( عليه السلام ) حتى دنا من الباب ، فثنى رجله ثمّ نزل مغضباً إلى أصل عتبة الباب فاقتلعه ، ثمّ رمى به خلف ظهره أربعين ذراعاً !

قال ابن عمرو : وما عجبنا من فتح اللهِ خيبَر على يدي عليّ ( عليه السلام ) ، ولكنّا عجبنا من قلعه الباب ورميه خلفه أربعين ذراعاً ، ولقد تكلّف حمله أربعون رجلاً فما أطاقوه ! فأُخبر النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) بذلك فقال : والذي نفسي بيده لقد أعانه عليه أربعون ملكاً ( 51 ) .

22 – الإرشاد عن أبي عبد الله الجدلي : سمعت أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يقول : لمّا عالجت باب خيبر جعلته مِجَنّاً ( 52 ) لي وقاتلت القوم ، فلمّا أخزاهم الله وضعت الباب على حصنهم طريقاً ، ثمّ رميت به في خندقهم ، فقال له رجل : لقد حملت منه ثقلاً ! فقال : ما كان إلاّ مثل جنّتي التي في يدي في غير ذلك المقام ( 53 ) .

23 – الإمام عليّ ( عليه السلام ) : والله ما قلعت باب خيبر ، ودكدكت حصن يهود بقوة جسمانيّة ، بل بقوّة إلهيّة ( 54 ) .

24 – عنه ( عليه السلام ) – في رسالته إلى سهل بن حنيف – : والله ما قلعتُ باب خيبر ورميت بها خلف ظهري أربعين ذراعاً بقوّة جسديّة ولا حركة غذائيّة ، لكنّي أُيّدت بقوّة ملكوتيّة ، ونفس بنور ربّها مُضيّة ( 55 ) .

25 – مشارق أنوار اليقين : في ذلك اليوم لمّا سأله عمر فقال : يا أبا الحسن ، لقد اقتلعت منيعاً ولك ثلاثة أيّام خميصاً ( 56 ) ، فهل قلعتها بقوّة بشريّة ؟ فقال : ما قلعتها بقوّة بشريّة ، ولكن قلعتها بقوّة إلهيّة ، ونفس بلقاء ربّها مطمئنّة رضيّة ( 57 ) .

26 – تفسير الفخر الرازي : إنّ كلّ من كان أكثر علماً بأحوال عالم الغيب كان أقوى قلباً وأقلّ ضعفاً ، ولهذا قال عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه : والله ما قلعت باب خيبر بقوّة جسدانيّة ، ولكنّ بقوّة ربّانيّة . ذلك لأنّ عليّاً كرّم الله وجهه في ذلك الوقت انقطع نظره عن عالم الأجساد ، وأشرقت الملائكة بأنوار عالم الكبرياء ، فتقوّى روحه ، وتشبّه بجواهر الأرواح الملكيّة ، وتلألأت فيه أضواء عالم القدس والعظمة ، فلا جرم ( 58 ) حصل له من القدرة ما قدر بها على ما لم يقدر عليه غيره .

وكذلك العبد إذا واظب على الطاعات بلغ إلى المقام الذي يقول الله : كنت له سمعاً وبصراً . فإذا صار نور جلال الله سمعاً له سمع القريب والبعيد ، وإذا صار ذلك النور بصراً له رأى القريب والبعيد ، وإذا صار ذلك النور يداً له قدر على التصرّف في الصعب والسهل والبعيد والقريب ( 59 ) .

27 – الإرشاد : لمّا فتح أمير المؤمنين ( عليه السلام ) الحصن وقتل مرحباً ، وأغنم الله المسلمين أموالهم ، استأذن حسّان بن ثابت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أن يقول شعراً : فقال له : قل . فأنشأ يقول :

وكان عليّ أرمد العين يبتغي * دواء فلمّا لم يحسّ مداويا

شفاه رسول الله منه بتفلة * فبورك مَرقيّاً وبورك راقيا

وقال سأُعطي الراية اليوم صارماً * كميّاً ( 60 ) محباً للرسول مُواليا

يحبّ إلهي والإله يحبّهُ * به يفتح الله الحصون الأوابيا ( 61 )

فأصفى بها دون البريّة كلّها * عليّاً وسمّاه الوزير المؤاخيا ( 62 )

28 – تذكرة الخواصّ : ذكر أحمد في الفضائل أنّهم سمعوا تكبيراً من السماء في ذلك اليوم وقائلا يقول :

لا سيف إلاّ ذو الفقا * رِ ولا فتى إلاّ عليّ

فاستأذن حسّان بن ثابت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أن ينشد شعراً فأذن له ، فقال :

جبريل نادى معلناً * والنقع ليس بمنجلي

والمسلمون قد احدقوا * حول النبيّ المرسلِ

لا سيف إلاّ ذو الفقا * رِ ولا فتى إلاّ عليّ

فإن قيل : قد ضعّفوا لفظة لا سيف إلاّ ذو الفقار ، قلنا : الذي ذكروه أنّ الواقعة كانت في يوم أُحد ، ونحن نقول : إنّها كانت في يوم خيبر ، وكذا ذكر أحمد بن حنبل في الفضائل ولا كلام في يوم أُحد ؛ فإنّ ابن عبّاس قال : لمّا قتل عليّ ( عليه السلام ) طلحة بن أبي طلحة حامل لواء المشركين صاح صائح من السماء : لا سيف إلاّ ذو الفقار .

قالوا : في إسناد هذه الرواية عيسى بن مهران ، تكلّم فيه ، وقالوا : كان شيعيّاً .

أمّا يوم خيبر فلم يطعن فيه أحد من العلماء . وقيل : إنّ ذلك كان يوم بدر .

والأوّل أصحّ ( 63 ) .

ــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) معجم البلدان : 2 / 409 ، الطبقات الكبرى : 2 / 106 .
( 2 ) تاريخ الطبري : 2 / 565 ، تاريخ الإسلام للذهبي : 2 / 284 ، المغازي : 2 / 441 .
( 3 ) المغازي : 2 / 637 .
( 4 ) الطبقات الكبرى : 2 / 106 ، السيرة النبويّة لابن هشام : 3 / 342 ، المغازي : 2 / 649 وص 655 ؛ الإرشاد : 1 / 126 .
( 5 ) المستدرك على الصحيحين : 3 / 39 – 41 ، المصنّف لابن أبي شيبة : 7 / 497 / 17 ، خصائص أمير المؤمنين للنسائي ( عليه السلام ) : 56 / 14 ، تاريخ الطبري : 3 / 11 – 13 ، تاريخ الإسلام للذهبي : 2 / 410 – 412 ، الكامل في التاريخ : 1 / 596 ، السيرة النبويّة لابن هشام : 3 / 349 ، تاريخ دمشق : 42 / 93 ، دلائل النبوّة للبيهقي : 4 / 210 .
( 6 ) مسند ابن حنبل : 9 / 28 / 23093 ، السنن الكبرى : 9 / 222 / 18346 ، فضائل الصحابة لابن حنبل : 2 / 604 / 1034 ، خصائص أمير المؤمنين للنسائي : 59 / 15 ، تاريخ الطبري : 3 / 13 ، تاريخ الإسلام للذهبي : 2 / 411 ، الكامل في التاريخ : 1 / 596 و 597 ، المغازي : 2 / 654 ، الطبقات الكبرى : 2 / 112 .
( 7 ) السيرة النبويّة لابن هشام : 3 / 349 ، خصائص أمير المؤمنين للنسائي : 60 / 16 ، المصنّف لابن أبي شيبة : 7 / 497 / 17 ، تاريخ بغداد : 8 / 5 / 4036 ، الطبقات الكبرى : 2 / 111 ، تاريخ الطبري : 3 / 12 ، تاريخ دمشق : 42 / 85 / 8428 ، تاريخ الإسلام للذهبي : 2 / 408 وص 410 ؛ الخصال : 311 / 87 ، علل الشرائع : 162 / 1 ، الأمالي للطوسي : 171 / 287 .
( 8 ) الكافي : 8 / 351 / 548 ، الإرشاد : 1 / 64 ، تحف العقول : 459 ، الأمالي للمفيد : 56 / 1 ، تاريخ اليعقوبي : 2 / 56 ، الخرائج والجرائح : 1 / 159 / 249 ؛ المناقب للخوارزمي : 170 / 203 ، كنز العمّال : 13 / 123 / 36393 .
( 9 ) المصنّف لابن أبي شيبة : 7 / 507 / 76 ، دلائل النبوّة للبيهقي : 4 / 212 ، تاريخ بغداد : 11 / 324 / 6142 ، تاريخ الإسلام للذهبي : 2 / 412 ، المناقب للخوارزمي : 172 / 207 ؛ الأمالي للصدوق : 604 / 839 .
( 10 ) الكافي : 8 / 351 / 548 عن عدّة من أبناء المهاجرين والأنصار ، الإرشاد : 1 / 64 ، الإفصاح : 34 وص 132 ، الأمالي للطوسي : 380 / 817 عن أبي هريرة ، الاحتجاج : 2 / 25 / 150 عن الإمام الحسن ( عليه السلام ) عنه ( صلى الله عليه وآله ) ، شرح الأخبار : 1 / 148 / 86 عن بريدة وفيه ” يفتح خيبر عنوة ” بدل ” لا يرجع . . . ” ، عوالي اللآلي : 4 / 88 / 111 ، إعلام الورى : 1 / 207 عن الواقدي ، الفضائل لابن شاذان : 128 ؛ المناقب للخوارزمي : 170 / 203 كلاهما عن عمر .
( 11 ) المصنّف لابن أبي شيبة : 7 / 497 / 17 ، مسند البزّار : 2 / 136 / 496 ، خصائص أمير المؤمنين للنسائي : 54 / 13 كلّها عن أبي ليلى ، السيرة النبويّة لابن هشام : 3 / 349 ، البداية والنهاية : 7 / 337 و ج 4 / 186 ، تاريخ دمشق : 42 / 89 والأربعة الأخيرة عن سلمة بن عمرو بن الأكوع ، المناقب لابن المغازلي : 181 / 217 عن أبي هريرة والخمسة الأخيرة من دون إسناد إليه ( عليه السلام ) ؛ الخصال : 555 / 31 عن عامر بن واثلة ، الأمالي للطوسي : 546 / 168 عن أبي ذرّ ، شرح الأخبار : 1 / 302 / 283 والثمانية الأخيرة نحوه ، إعلام الورى : 1 / 364 عن أبي ليلى وراجع مسند ابن حنبل : 9 / 19 / 23054 .
( 12 ) مجمع الزوائد : 9 / 165 / 14717 وراجع الإفصاح : 86 والمناقب للكوفي : 2 / 498 / 1001 والخرائج والجرائح : 1 / 159 / 249 .
( 13 ) العَجْوة : ضرب من أجود التمر بالمدينة ( لسان العرب : 15 / 31 ) .
( 14 ) القديد : اللحم المملوح المجفّف في الشمس ( النهاية : 4 / 22 ) .
( 15 ) مسند ابن حنبل : 4 / 34 / 11122 ، فضائل الصحابة لابن حنبل : 2 / 583 / 987 وليس فيه ” وفدك ” ، مسند أبي يعلى : 2 / 117 / 1341 ، تاريخ دمشق : 42 / 104 / 8461 ، البداية والنهاية : 7 / 339 ؛ شرح الأخبار : 1 / 321 / 286 ، المناقب للكوفي : 2 / 495 / 995 وفيهما ” فجاء الزبير ” بدل ” فجاء فلان ” وكلاهما نحوه .
( 16 ) قرية من قرى اليهود بينها وبين المدينة يومان ، وكانت لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لانّه فتحها هو وأمير المؤمنين ( عليه السلام ) فزال عنها حكم الفيء ولزمها اسم الأنفال ، فلمّا نزل ( وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ ) أي أعطِ فاطمة ( عليها السلام ) فدكاً ، أعطاها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إيّاها ، وكانت في يد فاطمة ( عليها السلام ) إلى أن توفّي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فأُخذت من فاطمة بالقهر والغلبة ( مجمع البحرين : 3 / 1370 ) .
( 17 ) الظُّعُن : النساء ، وأصل الظَّعِينة : الراحلة التي يُرحل ويُسار عليها ( النهاية : 3 / 157 ) .
( 18 ) ناقة لَقُوح : إذا كانت غزيرة اللبن ( النهاية : 4 / 262 ) .
( 19 ) الطبقات الكبرى : 2 / 89 وراجع تاريخ الطبري : 2 / 642 والكامل في التاريخ : 1 / 589 وتاريخ الإسلام للذهبي : 2 / 355 وتاريخ اليعقوبي : 2 / 73 .
( 20 ) السرح : الماشية ( النهاية : 2 / 358 ) .
( 21 ) فَدافِد : جمع فَدْفَد ؛ الموضع الذي فيه غِلَظ وارتفاع . وآكام جمع أكَم ؛ وهي جمع إكام ؛ وهي جمع أكَمة ؛ وهي الرابية ( النهاية : 3 / 420 و ج 1 / 59 ) .
( 22 ) الرِّعاءُ : جمع راعي الغنم ( النهاية : 2 / 235 ) .
( 23 ) المغازي : 2 / 562 .
( 24 ) المستدرك على الصحيحين : 3 / 40 / 4342 ، المعجم الصغير : 2 / 10 .
( 25 ) مِن الأُنوح ؛ وهو صوت يسمع من الجوف معه نَفَس وبُهْر ونهيج يعتري السَّمين من الرجال ( النهاية : 1 / 74 ) .
( 26 ) الرَّضْم : هي دون الهضاب ، وقيل : صخور بعضُها على بعض ( النهاية : 2 / 231 ) .
( 27 ) السيرة النبويّة لابن هشام : 3 / 349 ، تاريخ دمشق : 42 / 90 / 8434 ، دلائل النبوّة للبيهقي : 2094 ؛ شرح الأخبار : 1 / 302 / 283 وراجع خصائص أمير المؤمنين للنسائي : 56 / 14 .
( 28 ) الشَّقيقةُ : نوع من صداع يعرض في مقدّم الرأس وإلى أحد جانبيه ( النهاية : 2 / 492 ) .
( 29 ) العَنْوَة : القهر ، وأُخِذت البلاد عنوةً بالقَهْر والإذلال ( لسان العرب : 15 / 101 ) .
( 30 ) زَرَد [ أي حَلِق ] ينسج من الدروع على قدر الرأس يلبس تحت القلنسوة ( لسان العرب : 5 / 26 ) .
( 31 ) السَّنْدرة : ضرب من الكيل غرّاف جرّاف واسع ، يقول : أُقاتلكم بالعَجَلة ، وأُبادركم قبل الفِرار ( تاج العروس : 6 / 547 ) .
( 32 ) الحَجَفة : التُرْس ( النهاية : 1 / 345 ) . وهو صفحة من الفولاذ تُحمل للوقاية من السيف وغيره .
( 33 ) الكامل في التاريخ : 1 / 596 ، تاريخ الطبري : 3 / 12 ، تاريخ الإسلام للذهبي : 2 / 410 ، دلائل النبوّة للبيهقي : 4 / 211 كلّها نحوه وفيها ” الأضراس ” بدل ” الأرض ” وراجع خصائص أمير المؤمنين للنسائي : 58 / 15 .
( 34 ) أي يخوضون ويموجون فيمن يدفعها إليه . يقال : وقع الناس في دَوْكة : أي في خوض واختلاط ( النهاية : 2 / 140 ) .
( 35 ) صحيح البخاري : 4 / 1542 / 3973 ، صحيح مسلم : 4 / 1872 / 2406 ، خصائص أمير المؤمنين للنسائي : 60 / 16 ، تاريخ دمشق : 42 / 85 / 8428 ، تاريخ الإسلام للذهبي : 2 / 406 ، دلائل النبوّة للبيهقي : 4 / 205 .
( 36 ) تساورتُ لها : أي رفعتُ لها شخصي ( النهاية : 2 / 420 ) .
( 37 ) صحيح مسلم : 4 / 1871 / 33 ، مسند ابن حنبل : 3 / 331 / 9000 ، خصائص أمير المؤمنين للنسائي : 64 / 19 ، الطبقات الكبرى : 2 / 110 وزاد فيه ” ويحبّه الله ورسوله ” ، تاريخ الإسلام للذهبي : 4072 ، دلائل النبوّة للبيهقي : 4 / 206 ، تاريخ دمشق : 42 / 82 / 8423 .
( 38 ) صحيح البخاري : 4 / 1542 / 3972 و ج 3 / 1086 / 2812 ، صحيح مسلم : 4 / 1872 / 35 ، دلائل النبوّة للبيهقي 4 / 206 .
( 39 ) كذا في المصدر ، والمناسب : ” ويحبه ” كما ورد في السنن الكبرى ، والطبقات والمناقب .
( 40 ) لغة في بَزَق ، وبَصَق ( النهاية : 1 / 128 ) .
( 41 ) صحيح مسلم : 3 / 1441 / 132 ، مسند ابن حنبل : 5 / 557 / 16538 ، السنن الكبرى : 9 / 222 / 18346 ، المصنّف لابن أبي شيبة : 8 / 520 / 2 ، الطبقات الكبرى : 2 / 111 ، المستدرك على الصحيحين : 3 / 41 / 4343 نحوه ؛ المناقب للكوفي : 2 / 500 / 1002 وفيه ” أكيلكم بالسيف ” بدل ” أُوفيهم بالصاع ” .
( 42 ) الاستيعاب : 3 / 203 / 1875 .
( 43 ) الإرشاد : 1 / 125 وراجع تاريخ دمشق : 42 / 107 .
( 44 ) العادِية : الخيل تعدو وقد تكون العادية الرجال يعدون ( النهاية : 3 / 194 ) .
( 45 ) المغازي : 2 / 654 .
( 46 ) المغازي : 2 / 657 .
( 47 ) الإرشاد : 1 / 127 ، كشف اليقين : 170 / 177 ، كشف الغمّة : 1 / 215 .
( 48 ) المصنّف لابن أبي شيبة : 7 / 507 / 76 ، تاريخ بغداد : 11 / 324 / 6142 ، دلائل النبوّة للبيهقي : 4 / 212 ، تاريخ الإسلام للذهبي : 2 / 412 ، البداية والنهاية : 7 / 225 و ج 4 / 190 ، المناقب للخوارزمي : 172 / 207 ؛ مجمع البيان : 9 / 183 وليس فيه ” إلاّ ” وكلّها عن ليث بن أبي سليم عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) عنه ، روضة الواعظين : 142 ، المناقب لابن شهر آشوب : 2 / 294 وراجع الإرشاد : 1 / 129 وص 333 .
( 49 ) مسند ابن حنبل : 9 / 228 / 23919 ، تاريخ الطبري : 3 / 13 ، السيرة النبويّة لابن هشام : 3 / 349 ، تاريخ دمشق : 42 / 110 ، تاريخ الإسلام للذهبي : 2 / 411 ، الكامل في التاريخ : 1 / 597 ، دلائل النبوّة للبيهقي : 4 / 212 ، المغازي : 2 / 655 وليس فيه ” ثمّ ألقاه من يده . . . ” ، البداية والنهاية : 1894 ، المناقب للخوارزمي : 172 / 206 ؛ مجمع البيان : 9 / 182 عن رافع ، شرح الأخبار : 1 / 302 / 283 .
( 50 ) القَمُوص : وهو جبل بخيبر عليه حصن أبي الحُقَيق اليهوديّ ( معجم البلدان : 4 / 398 ) .
( 51 ) الأمالي للصدوق : 604 / 839 ، روضة الواعظين : 142 ، الدعوات : 64 / 160 نحوه ، كلاهما عن عبد الله بن عمر .
( 52 ) المِجَنّ : التُرس ، والميم زائدة ؛ لأنّه من الجُنّة : السُّترة ( النهاية : 4 / 301 ) .
( 53 ) الإرشاد : 1 / 128 ، الثاقب في المناقب : 258 / 224 .
( 54 ) شرح نهج البلاغة : 20 / 316 / 626 و ج 5 / 7 ؛ الطرائف : 519 وليس فيهما ” دكدكت حصن يهود ” .
( 55 ) الأمالي للصدوق : 604 / 840 عن يونس بن ظبيان عن الإمام الصادق عن آبائه ( عليهم السلام ) ، بشارة المصطفى : 191 ، عيون المعجزات : 16 عن إبراهيم عن الإمام الصادق عن أبيه عن جدّه عنه ( عليهم السلام ) وفيه ” غريزيّة بشريّة ” بدل ” غذائيّة ” ، روضة الواعظين : 142 ، الخرائج والجرائح : 2 / 542 / 2 ، المناقب لابن شهر آشوب : 2 / 239 وليس في الثلاثة الأخيرة من ” ورميت ” إلى ” ذراعاً ” ، بحار الأنوار : 40 / 318 / 2 .
( 56 ) يقال : رجل خميص : إذا كان ضامر البطن ( النهاية : 2 / 80 ) .
( 57 ) مشارق أنوار اليقين : 110 ، بحار الأنوار : 21 / 40 / 37 .
( 58 ) لا جرم : أي لا بدّ ، ولا محالة ، وقيل : معناه : حقّاً ( لسان العرب : 12 / 93 ) .
( 59 ) تفسير الفخر الرازي : 21 / 92 .
( 60 ) الكمي : اللابسُ السلاح وقيل هو الشجاع المُقدِمُ الجري ( لسان العرب : 15 / 232 ) .
( 61 ) من الإباء ؛ وهو أشدّ الامتناع ( لسان العرب : 14 / 4 ) .
( 62 ) الإرشاد : 1 / 128 ، روضة الواعظين : 146 وفيه ” والرسول يحبّه ” بدل ” والإله يحبّه ” ، المناقب للكوفي : 2 / 499 / 1001 وفيه ” النبيّ ” بدل ” إلهي ” ، المناقب لابن شهر آشوب : 3 / 130 عن خزيمة بن ثابت ؛ المناقب لابن المغازلي : 185 / 220 وفي كلّها الأبيات فقط .
( 63 ) تذكرة الخواصّ : 26 ؛ الصراط المستقيم : 1 / 258 نحوه .