و قال رسول الله إن معاوية يموت علي غير الإسلام

حديثٌ صحيحٌ صريحٌ في أن معاوية يموت علي غير ملة الإسلام!

ثبت بالسند الصحيح عند البلاذري في التاريخ الكبير قال: حدثني إسحاق، حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه، عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال: كنت جالساً عند النبي(ص)فقال: يطلع عليكم من هذا الفج رجل يموت يوم يموت علي غير ملتي! قال: وتركت أبي يلبس ثيابه فخشيت أن يطلع فطلع معاوية. وهذا إسناد صحيح في غاية من الصحة.

قال الحافظ السيد أحمد بن الصديق الغماري في جؤنة العطار(2/154): وهذا حديث صحيح علي شرط مسلم، وهو يرفع كل غمة عن المؤمن، المتحير في شأن هذا الطاغية قبحه الله، ويقضي علي كل ما يموِّه به المموهون في حقه!

ومن أعجب ما تسمعه أن هذا الحديث خرَّجه كثير من الحفاظ في مصنفاتهم ومعاجمهم المشهورة، ولكنهم يقولون: فطلع رجل ولا يصرِّحون باسم اللعين معاوية، ستراً عليه وعلي مذاهبهم الضلالية في النَّصْب، وهضم حقوق آل البيت ولو برفع منار أعدائهم، فالحمد لله الذي حفظ هذه الشريعة رغماً علي دس الدساسين وتحريف المبطلين). أنظر مجمع الزوائد (5/243) فإنه ذكر هناك هذا الحديث من رواية الطبراني بلفظ(فطلع رجل) هكذا مبهماً)! انتهي.

أقول: وروت مصادرنا عن علي عليه السلام أن معاوية يموت نصرانياً! ففي مدينة المعاجز للسيد هاشم البحراني رحمه الله:2/184: (ابن شهرآشوب: عن المحاضرات للراغب أنه قال صلي الله عليه وآله: لا يموت ابن هند حتي يعلق الصليب في عنقه! وقد رواه الأحنف بن قيس، وابن شهاب الزهري، والأعثم الكوفي، وأبو حيان التوحيدي وابن الثلاج، في جماعة، فكان كما قال عليه السلام)!

وصدق رسول الله صلي الله عليه وآله وصدق أمير المؤمنين عليه السلام

فقد روي القاضي النعمان المغربي في شرح الأخبار:2/153، المتوفي سنة363: (عن سعيد بن المسيب قال: مرض معاوية مرضه الذي مات فيه، فدخل عليه طبيب له نصراني فقال له: ويلك ما أراني أزداد مع علاجك إلا علة ومرضاً! فقال له: والله ما أبقيت في علاجك شيئاً أرجو به صحتك إلا وقد عالجتك به، غير واحد فإني أبرأت به جماعة، فإن أنت ارتضيته وأمرتني بأن أعالجك به فعلت. قال: وما هو؟ قال: صليب عندنا ما علق في عنق عليل إلا فاق! فقال له معاوية: عليَّ به. فأتاه به فعلقه في عنقه فمات في ليلته تلك والصليب معلق في عنقه).

ورواه في المناقب والمثالب/225،وفي الصراط المستقيم لابن يونس العاملي:3/50: (سلمة بن كهيل: قال الأحنف: سمعت علياً يقول: ما يموت فرعون حتي يعلق الصليب في عنقه، فدخلت عليه وعنده عمرو والأسقف، فإذا في عنقه صليب من ذهب! فقال: أمراني وقالا: إذا أعيا الداء الدواء تروحنا إلي الصليب فنجد له راحة! الزهري: دخل عليه راهب وقال: مرضك من العين، وعندنا صليب يذهب العين فعلقه في عنقه فأصبح ميتاً، فنزع منه علي مغتسله. وفي المحاضرات: لما علقه قال الطبيب: إنه ميت لا محالة، فمات من ليلته!).

وفي التعجب لأبي الفتح الكراجكي/107: (واشتهر عنه لم يمت إلا وفي عنقه صليب ذهب، وضعه له في مرضه أهون المتطبب، وأشار إليه بتعليقه، فأخذه من كنيسة يوحنا وعلقه في عنقه)!

ونقل الشيخ محمود أبو رية في كتابه شيخ المضيرة/185، عن أحد علماء الألمان قوله: (ينبغي لنا أن نقيم تمثالاً من الذهب لمعاوية بن أبي سفيان في ميدان كذا من عاصمتنا "برلين"! فقيل له: لماذا؟ قال لأنه هو الذي حول نظام الحكم الإسلامي عن قاعدته الديمقراطية إلي عصبية، ولولا ذلك لعم الإسلام العالم كله، وإذن لكنا نحن الألمان وسائر شعوب أوروبا عربا مسلمين).(الوحي المحمدي/232).