الخصائص العلويّة في الأحاديث النبويّة (14)

الخصائص العلويّة في الأحاديث النبويّة (14)

في ( درّ بحر المناقب ) لابن حسنَوَيه، كتب على الصفحة 107 من هذا المخطوط راوياً عن عمر بن الخطّاب أنّه قال: سمعتُ رسول الله يقول: « فضلُ عليٍّ على هذه الأمّة كفضل شهر رمضانَ على سائر الشهور، وفضلُ عليٍّ على هذه الأمّة كفضل ليلة القدر على سائر الليالي، وفضل عليّ بن أبي طالبٍ على هذه الأمّة كفضل الجمعة على سائر الأيّام. فطُوبى لمَن آمن به وصدّق بولايته، والويلُ لمَن جحده وجحد حقّه! حقّاً على الله أن لا يُنيله شيئاً مِن رَوحه يوم القيامة، ولا تناله شفاعة محمّد » صلّى الله عليه وآله ( رواه أيضاً: الحافظ أبو الفوارس في: الأربعين:1 ـ من المخطوطة، وفيه: « وحقّاً على الله أن لا يُنيلَه شيئاً من رحمته ورضوانه »).
وفي ( تاريخ الأمم والملوك 197:2 ـ ط الاستقامة بمصر ) قال مؤلّفه المؤرّخ الشهير الطبري ( ت 310 هـ ): حدّثنا أبو كُريب قال: حدّثنا عثمان بن سعيد قال: حدّثنا حِبّان بن عليّ عن محمّد بن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه عن جَدّه أبي رافع، قال:
لمّا قَتَل عليُّ بن أبي طالبٍ أصحابَ الألوية ( يوم الخندق )، أبصر رسولُ الله صلّى الله عليه وآله من مشركي قريش، فقال لعليّ: « إحمِلْ عليهم »، فحمل عليهم ففرّق جمعهم، وقتل عمرَو بن عبدالله الجُمَحي. قال: ثمّ أبصر رسول الله صلّى الله عليه وآله جماعةً من مشركي قريشٍ فقال لعليّ: « إحمل عليهم »، فحمل عليهم ففرّق جماعتهم، وقتل شيبة بن مالكٍ أحدَ بني عامر بن لؤي، فقال جبرئي: يا رسول الله، إنّ هذه لَلمواساة! فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « إنّه منّي وأنا منه »، فقال جبرئيل: وأنا منكما. قالوا: فسمعوا صوتاً:

لا سيفَ إلاّ ذُو الفَقار   ولا فتـى إلاّ علـي

(عن تاريخ الطبري هذا نقل: الحمويني الشافعي في: فرائد السمطين 251:1 / ح 195، والذهبي الدمشقي في: ميزان الاعتدال 317:2 ـ ط القاهرة ).
وكتب البدخشي في ( مفتاح النجا:31 ـ من المخطوطة ) قال: أخرج البخاري في تاريخه عن أسماء بنت عُمَيس رضي الله عنها قالت: سمعتُ سيّدتي فاطمة تقول: « سمعتُ الأرضَ تحدّثه ( أي تحدّث عليّاً عليه السلام ) ويُحدّثها، فأصبحتُ وأنا فَزِعة، فأخبرتُ والدي صلّى الله عليه وآله، فسجد سجدةً طويلة ثمّ رفع رأسه وقال: يا فاطمة، أبشري بطِيب النسل؛ فإنّ الله فضّل بعلك على ساير خلقه، وأمر الأرض أن تحدّثه بأخبارها، وما يجري على وجه الأرض وشرق الأرض وغربها ».
وكتب المؤرّخ المعروف نصر بن مزاحم المنقري التميمي ( ت 212 هـ ) في كتابه ( وقعة صِفّين:356 ـ ط القاهر ) قال: قال لهم عليٌّ ( أي لأصحابه في صفّين ) مجيباً لهم: « والذي نفسي بيده، لنظَرَ إليّ رسول الله صلّى الله عليه وآله أضرب قدّامَه بسيفي، فقال: لا سيفَ إلاّ ذو الفقار، ولا فتى إلاّ عليّ، وقال: يا عليّ، أنت منّي بمنزلة هارون من موسى غيرَ أنّه لا نبيَّ بعدي، وموتُك وحياتك ـ يا عليُّ ـ معي.. ».
وفي ( نزهة المجالس 207:2 ) كتب الصفوري البغدادي ( ت 884 هـ ): عن النبيّ صلّى الله عليه وآله: « مَن أحبّ عليّاً بقلبه فله ثُلُث ثواب هذه الأمّة، ومَن أحبّه بقلبه ولسانه فله ثُلثا ثواب هذه الأمّة، ومن أحبّه بقلبه ولسانه ويده فله ثواب هذه الأمّة. ألاّ وإنّ جبرئيل أخبرني أنّ السعيدَ كلَّ السعيد مَن أحبّ عليّاً في حياته وبعد مماته ».
وعن الإمام عليٍّ عليه السلام روى الذهبي في ( ميزان الاعتدال 394:1 ـ ط القاهرة ) أنّه قال: « قال لي رسول الله صلّى الله عليه وآله: ألا ترضى يا عليّ إذا جمع اللهُ الناس في صعيدٍ واحد، أن أقوم عن يمين العرش وأنت عن يميني، وتُكسى ثوبَين أبيضين، فلا أُدعى بخيرٍ إلاّ دُعِيتَ » ( رواه أيضاً: الهيثمي الشافعي في: مجمع الزوائد 135:9 ـ ط مكتبة القدسي بالقاهرة، وابن حسنويه الموصلي الحنفي في: درّ بحر المناقب:65 ـ من المخطوطة ).
وفي ( ينابيع المودّة:52 ـ ط إسلامبول ) روى الشيخ القندوزي عن الإمام الحسن المجتبى عليه السلام أنّه قال في خطبةٍ له: « قال الله لجدّي صلّى الله عليه وآله حين جحده كَفَرةُ أهل نجران وحاجُّوه:  فَقُلْ تَعالَوا نَدْعُ أبناءَنا وأبناءَكم ونساءَنا ونساءَكم وأنفُسَنا وأنفسكم ثمّ نَبتَهِلْ فنجعَلْ لعنةَ اللهِ علَى الكاذبين [ آل عمران:61 ]، فأخرج جدّي صلّى الله عليه وآله معه من الأنفس أبي، ومن البنين أنا وأخيَ الحسين، ومن النساء فاطمةَ أمّي، فنحن أهلُه ولحمه ودمه ونفسه، ونحن منه وهو منّا ».
وفي ( المناقب:44 ـ ط تبريز ) روى الخوارزميّ بإسناده إلى الحسين بن عليّ عليهما السلام أنّه قال: « سمعتُ جَدّي رسولَ الله صلّى الله عليه وآله يقول: « مَن أحبَّ أن يحيا حياتي ويموت مماتي، ويدخلَ الجنّة التي وعدني ربّي، فَلْيَتولَّ عليَّ بن أبي طالبٍ وذريّتَه وأهل بيته الطاهرين أئمّةَ الهدى ومصابيح الدجى من بعدي؛ فإنّهم لن يُخرجوكم من باب الهدى إلى باب الضلالة » ( رواه بعين ما تقدّم: الحنفي الكشفي في: المناقب المرتضويّة:98 ـ ط بمبئي، والقندوزي الحنفي في: ينابيع المودّة:127 ـ ط إسلامبول. كذلك رواه عن حُذَيفة بن اليمان: أبو نُعيم في: حلية الأولياء 86:1 ـ ط السعادة بمصر، والذهبي في: ميزان الاعتدال 151:1 ـ ط القاهرة، والعسقلاني في: لسان الميزان 34:2 ـ ط حيدرآباد الدكن، والمناوي في: الكواكب الدريّة 44:1، وغيرهم. وفي رواية المتّقي الهندي: كنز العمّال ج 6 ـ ط حيدرآباد الدكن: « مَن أحبّ أن يحيا حياتي، ويموت موتي، ويسكن جنّةَ الخُلد التي وعدني ربّي؛ فإنّ ربّي عزّوجلّ غرس قضبانها بيده، فَلْيَتولَّ عليَّ بن أبي طالب؛ فإنّه لم يُخرجكم من هدىً ولم يُدخلكم في ضلالة »).

نقلاً من موقع شبكة الإمام الرضا عليه السلام