أحبَبْتُ آلَ محمَّدٍ

أحبَبْتُ آلَ محمَّدٍ

ظَلَّت عَواذِلُـه تَـروحُ وتَغتـدي   وتُعيدُ تعنيفَ المحـبِّ وتعتـدي
واللَّومُ لا يُثني المحبَّ عن الهوى   ويَزيُـد توليـعَ الفـؤادِ المُعْمَـدِ
إنّ المحبَّ عن المَلامةِ في الهوى   في شاغلٍ لولا اللوائـم تعتـدي
ألهَى المحبَّ عن المَلامَ وضِـدُّهُ   بين الجوانـح لوعـةٌ لـم تَبـردِ
وخُفوقُ قلـبٍ لا يَقـرُّ قـرارُهُ   وسفوحُ دمع صَوبُه لـم يَجمُـدِ

* * *

قُلْ للعَذول: أفِقْ، فلسـتُ بِمُنَتِـه   عن حبِّ أجملِ مَن تَحلى، فآبعُـدِ
لو لُمتَني في الغَورِ لم أشتَقْ إلـى   شَطَّيهِ، أو في نجدِهـم لـم أُنجِـدِ
أو كان لومُك في التَّصابي ما صبا   قلبي، ولا غلَبَ الغـرامُ تَجلُّـدي
أو لُمتَني في اللهو، لم أطرَبْ على   نَغَم الغناء من القريـضِ ومَعبِـدِ
أو لُمتَني في المالِ لـم يَسْتَهْوِنـي   نظرُ اللُّجَينِ ولا نُضـارُ العَسْجَـدِ
أو لمتَني في حـبِّ غيـرِ محمّـدٍ   لَحَسِبتُ أنّك بالنصيحـةِ مُرشـدي
أو لو رأيـتَ محبّـةً مِثـلاً لـه   للمُهتدي والمُرتجـي والمُجتَـدي
يَهديهِ أو يُجديـه أو يُغنيـه عـن   نورِ الرسـولِ الساطـعِ المتوقّـدِ
هيهاتَ ما آبتَهج الوجـودُ بِمِثْلـهِ   فَدَعِ اللَّجـاجَ فمِثلُـه لـم يُوجَـدِ

* * *

يا صاحِبَيَّ على الصبَّابةِ والهوى   مَن منكما في حُبِّ أحمدَ مُسْعِدي ؟
حَسْبي بأنّي قـد شُهِـرتُ بحبِّـهِ   شرفاً ببُردتـهِ الجميلـةِ أرتـدي
لـي بآسمـهِ وبحبّـهِ وبقُـربِـهِ   ذِممٌ عِظامٌ قد شَـدَدتُ بهـا يـدي
ومحمّـدٌ أوفـى الخلائـقِ ذِمّـةً   فَلْتَبلُغنّ بـيَ الأمانـي فـي غـدِ
يـا قلـبُ لا تَستَبْعِـدنّ لـقـاءَهُ   ثِقْ باللقـاء وبالوفـا وكـأنْ قَـدِ

* * *

يا حبّذا يـومَ القيـام شُهَرتـي   بين الحلائقِ في المقام الأحمدي
بمحبّتي سُننَ الشفيـع، وإنّنـي   فيها عَصَيتُ مُعنِّفـي ومُفنّـدي
وتركتُ فيها جِيرتي وعشيرتي   ومحلَّ أترابي وموضعَ مولدي
فلأشكُوَنَّ إليه شكـوى مُوجَـعِ   مُتظلِّـمٍ مُتـجـرِّمٍ مُستنـجِـدِ
ممّا لَقِيتُ من المتاعبِ والأذى   في حبّهِ مِن ظالمِيَّ وحُسَّـدي
وأقول: أنجِدْ صادقاً في حبِّـهِ   مَن يُنجِدُ المظلومَ إن لم تُنْجِدِ ؟!

* * *

إنّي أُحبّ محمّداً فـوق الـورى   وبه كما فعَـلَ الأوائـلُ أقتـدي
فقد انقضَتْ خيرُ القرون ولم يكن   فيهم بغيرِ محمّـدٍ مَـن يهتـدي
وأحبُّ آلَ محمّدِ نفسـي الفِـدا   لهمُ، فمـا أحـدٌ كـآلِ محمّـدِ!
هُم بابُ حِطّةَ والسفينةُ، والهدى   فيهم، وهم للظالميـن بِمَرصَـدِ
وهـمُ النجـومُ لخيّـرٍ مُتعـبِّـدٍ   وهمُ الرجومُ لكلِّ مَن لـم يَعبُـدِ
وهمُ الأمانُ لكلِّ مَن تحت السَّما   وجزاءُ أحمـدَ وُدُّهـم، فتَـوَدَّدِ
والقومُ والقرآن، فاعرِفْ قَدْرَهم   ثِقـلانِ للثقلَيـنِ نـصُّ محمّـدِ
وكفى لهم شرفاً ومجـداً باذخـاً   شرعُ الصلاةِ لهم بكـلِّ تَشهُّـدِ
ولهم فضائلُ لستُ أُحصي عَدَّها   مَن رام عَدَّ الشُّهْب لـم تَتَعَـدَّدِ!
الحافظ محمّد بن إبراهيم الوزير