الخصائص العلويّة في الأحاديث النبويّة (4)

الخصائص العلويّة في الأحاديث النبويّة (4)

عن أنس بن مالك قال: بعثني النبيّ صلّى الله عليه وآله إلى أبي برزة الأسلميّ فقال له ـ وأنا أسمع ـ: « يا أبا برزة، إنّ ربّ العالمين عَهِد إليّ عهداً في عليّ بن أبي طالبٍ فقال: إنّه رايةُ الهدى ومنار الإيمان، وإمام أوليائي، ونور جميع مَن أطاعني. يا أبا برزة، عليُّ بن أبي طالب صاحب رايتي في القيامة، أميني غداً في القيامة على مفاتيح خزائن رحمة ربّي » ( حلية الأولياء لأبي نُعيم الأصفهاني 66:1 ـ ط السعادة بمصر ).
وفي ( المناقب:240 ـ ط تبريز ) روى الخوارزمي الحنفي أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: « لمّا أُسرِيَ بي إلى السماء، ثمّ من السماء إلى سدرة المنتهى، وقفتُ بين يَدَي ربّي عزّوجلّ فقال لي: يا محمّد، قلت: لبّيك وسعديك، قال: قد بَلَوتَ خَلقي، فأيُّهم رأيتَ أطوعَ لك ؟ قلت: يا ربّ عليّاً، قال: صدقت يا محمّد، فهل اتّخذت لنفسك خليفةً يُؤدّي عنك، يُعلّم عبادي مِن كتابي ما لا يعلمون ؟ قلت: يا ربِّ اختَرْ لي؛ فإنّ خيرتك خيرتي، قال: إخترتُ لك عليّاً، فاتَّخِذْه لنفسك خليفةً ووصيّاً، ونَحَلتُه علمي وحلمي، وهو أمير المؤمنين حقّا، لم يَنَلها أحدٌ قبلَه، وليست لأحدٍ بعده.. ».
وفي ( فرائد السمطين ) روى الجويني الشافعي بسندٍ يرفعه إلى زيد بن أرقم أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال لعليّ عليه السلام في حديث المؤاخاة: « وأنت أخي ووارثي »، قال علي: يا رسول الله، وما أرِثُ منك ؟ قال: « ما وَرِثه الأنبياءُ قبلي »، قال: وما أورث الأنبياءُ قبلك ؟ قال: « كتابُ الله وسُنّة رسوله، وأنت معي في قصري في الجنّة مع ابنتي فاطمة، وأنت أخي ورفيقي ». ثمّ تلا هذه الآية: إخواناً على سُرُرٍ متقابلن . ( رواه أيضاً: سبط ابن الجوزي في: تذكرة خواصّ الأمّة:28 ـ ط الغري، وفيه بعد قوله: مع ابنتي فاطمة، « والحسنِ والحسين ابنَيّ ». كذلك رواه الخوارزمي في: المناقب:90 ـ ط تبريز، والمحبّ الطبري في: ذخائر العقبى:89 ـ طبعة القدسي بمصر، والزرندي الحنفي في: نظم درر السمطين:94 ـ ط القضاء، والهيثمي في: مجمع الزوائد 173:9 ـ ط القدسي، عن أبي هريرة.. وغيرهم عديد، منهم: عطاء الله الحسيني الشيرازي الهروي (ت سنة 1000 هـ) في كتابه: الأربعين حديثاً: 43 ـ من المخطوطة، وقد أعقب الخبرَ بقوله: وقد قال بعض الشعراء في هذا المعنى أبياتاً في وصف أمير المؤمنين عليٍّ عليه السلام، وهي هذه:

ما بَعدَ قولِ نبيِّ اللهِ: أنت أخـي   مِن مطلبٍ دونَه مَطْلٌ ولا عِلـلُ
أثنى عليك لَدُنْ شافَهتَ حضرتَهُ   وبانتِ الكُتْبُ لمّا بانتِ الرسُـلُ
مُجَدِّداً فيك أمراً لا يَخُـصّ بِـهِ   سواك كلَّ جديـدٍ عنـده سَمِـكُ
لقد أحَلَّك ـ إذ آخاك ـ منزلـةً   لا المشتري طامعٌ فيها ولا زُحَلُ

وعن جابر الأنصاريّ قال: كنّا عند النبيّ، فأقبل عليّ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « قد أتاكم أخي ». ثمّ التفت إلى الكعبة فقبض منها ثمّ قال: « والذي نفسي بيده، إنّ هذا وشيعته همُ الفائزون يوم القيامة ». ثمّ قال: « إنّه أوّلُكم إيماناً معي، وأوفاكم بعهد الله تعالى، وأقومكم بأمر الله، وأعدلكم في الرعيّة، وأقسمكم بالسويّة، وأعظمكم عند الله مزيّة ».
قال جابر: وفي ذلك الوقت نزلت في عليّ: إنَّ الذينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصالحاتِ أُولئك هُم خيرُ البَريّة ، وكان أصحاب النبيّ صلّى الله عليه وآله إذا أقبل عليٌّ عليه السلام قالوا: قد جاء خيرُ البريّة. ( المناقب للخوارزمي:66، فرائد السمطين، والمناقب المرتضوية للكشفي:74 ـ ط الهند ).
وعن أنس بن مالك قال: كنت عند النبيّ صلّى الله عليه وآله، فرأى عليّاً مُقْبلاً فقال: « أنا وهذا حجّةٌ على أمّتي يومَ القيامة » ( تاريخ بغداد للخطيب البغدادي 88:2 ـ ط السعادة بمصر، در بحر المناقب لابن حسنويه:57 من المخطوطة، وفيه: « أنا وهذا حجّة الله على عباده يوم القيامة »، والرياض النضرة للمحبّ الطبري الشافعي 193:2 ـ وفيه: فقال: « يا أنس »، قلت: لبّيك، قال: « هذا المُقبِل حجّتي على أمّتي يوم القيامة »، وكنوز الحقائق للمناوي:46 ـ ط بولاق بمصر ـ وفيه: « أنا وعليٌّ حجّة الله على عباده »، وغيرها وافر ).
وفي ( شرف المصطفى ـ على ما في مناقب الكاشي:74 من المخطوطة ) روى الحافظ الخركوشي النيشابوري أحد علماء السنّة، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله صعد المنبر فحَمِد الله وأثنى عليه، ثمّ قال: أين عليّ بن أبي طالب ؟ فوثب إليه عليٌّ فقال: ها أنا ذا يا رسول الله، فقال: أُدنُ منّي. فدنا منه، فضمّه إلى صدره وقبّل ما بين عينيه، فرأينا دموعَ عينَي رسول الله تجري على صدره، ثمّ قال بأعلى صوته:
« معاشرَ المسلمين، هذا عليُّ بن أبي طالب، هذا شيخ المهاجرين والأنصار، هذا أخي وابن عمّي وخَتَني، ولحمي ودمي وشَعري، هذا أبو السبطين الحسنِ والحسين سيّدَي شباب أهل الجنّة، هذا المفرّج الكربَ عنّي، هذا أسدُ الله في أرضه، وسيفُه على أعدائه، فعلى مُبغضه لعنةُ الله ولعنة اللاعنين، اللهُ منه ( أي من المبغض ) بريء، وأنا منه بريء، فمَن أحبّ أن يتبرّأ من الله ومنّي فليتبرّأْ من عليّ بن أبي طالب، فَلْيُبلِّغِ الشاهدُ الغائب » ( رواه أيضاً: محبّ الدين الطبري في: ذخائر العقبى:92 ـ ط القدسي، والكشفي الحنفي في: المناقب المرتضويّة: 93 ـ ط بمبي، والسيّد محمّد عبدالغفّار الهاشمي في: أئمّة الهدى:41 ـ ط القاهرة ).

نقلاً من موقع شبكة الإمام الرضا عليه السلام