الخصائص العلويّة في الأحاديث النبويّة (5)

الخصائص العلويّة في الأحاديث النبويّة (5)

روى الشيخ سليمان القُندوزي الحنفي ( ينابيع المودّة ص 86 ـ ط إسلامبول ) قال: في ( المناقب ) ـ أي للخوارزمي الحنفي ـ عن مقاتل بن سليمان، عن جعفر الصادق عن آبائه، عن عليّ بن أبي طالبٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « يا عليّ، أنت منّي بمنزلة شيث من آدم، وبمنزلة سام من نوح، وبمنزلة إسحاق من إبراهيم، كما قال تعالى: ووَصّى بِها إبراهيمُ بَنيهِ ويعقوب... ، وبمنزلة هارونَ من موسى، وبمنزلة شمعون من عيسى، وأنت وصيّي ووارثي، وأنت أقدمُهم سلماً، وأكثرهم علماً، وأوفرهم حلماً، وأشجعهم قلباً، وأسخاهم كفّاً، وأنت إمامُ أمّتي، وقسيم الجنّة والنار، بمحبّتك يُعرَف الأبرار مِن الفجّار، ويُميَّز بين المؤمنين والمنافقين والكفّار ».
وروى ابن عبدالبَرّ في ( الاستيعاب 457:2 ـ ط حيدر آباد الدكن ) بسنده عن سلمان الفارسي قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « أوّلُكم وروداً على الحوض أوّلُكم إسلاماً عليُّ بن أبي طالب » ( رواه أيضاً: شيرويه بن بِشروَيه الديلمي في: فردوس الأخبار، والمحبّ الطبري في: ذخائر العقبى:58، والمناوي الشافعي في: كنوز الحقائق:51 ـ ط بولاق.. وغيرهم ).
وفي ( المناقب:32 ـ ط تبريز ) روى أبو المؤيّد موفّق بن أحمد الخوارزمي بسنده عن عمر بن الخطّاب أنّه قال: كنت أنا وأبو عبيدة الجرّاح وأبو بكر وجماعةٌ من أصحاب النبيّ، إذ ضرب النبيّ بيده على مَنكِب عليٍّ فقال: « يا عليّ، أنت أوّل المؤمنين إيماناً، وأوّل المسلمين إسلاماً، وأنت منّي بمنزلة هارون من موسى » ( رواه المحب الطبري في: ذخائر العقبى:58 ـ ط القدسي بمصر، وكذا في: الرياض النضرة، وزاد عليه: « يا عليّ، إنّما أنت بمنزلة الكعبة، تُؤتى ولا تأتي، فإن أتاك هؤلاء القومُ فسلّموا إليك هذا الأمرَ فاقبَلْه، فإن لم يأتوك فلا تأتِهِم ». كذلك رواه المتقي الهندي في: كنز العمّال 395:6 ـ ط حيدرآباد الدكن بالهند ).
وفي ( حلية الأولياء 66:1 ـ ط السعادة بمصر ) روى أبو نعيم بسنده عن أنس بن مالك قال: بعثني النبيّ صلّى الله عليه وآله إلى أبي برزة الأسلمي فقال له ـ وأنا أسمع ـ: يا أبا برزة، إنّ ربّ العالمين عَهِد إليّ عهداً في عليّ بن أبي طالبٍ فقال: إنّه رايةُ الهدى ومنارُ الإيمان، وإمامُ أوليائي، ونورُ جميع مَن أطاعني. يا أبا برزة، عليُّ بن أبي طالبٍ صاحب رايتي في القيامة، أميني غداً في القيامة على مفاتيح خزائن رحمة ربي » ( وفي روايةٍ أخرى أوردها أبو نعيم أيضاً زاد فيها: « وهو الكلمة التي ألزَمتُها المتّقين، مَن أحبَّه أحبّني، ومَن أبغضه أبغضني، فبشّرْه بذلك »).
قال أبو برزة: فجاء عليٌّ فبشّرتُه، فقال: « يا رسول الله، أنا عبدُ الله وفي قبضته، فإنّ يُعذّبْني فبذنبي، وإن يُتمَّ ليَ الذي بشّرتَني به فاللهُ أَولى بي »، فقال النبيّ: « اللهمَّ آجْلُ قلبَه، واجعلْ ربيعَه الإيمان ». فقال الله: قد فعلتُ به ذلك. ثمّ إنّه رُفع إليّ أنّه سيخصّه من البلاء بشيءٍ لم يَخصَّ به أحداً من أصحابي، فقلت: يا ربّي أخي وصاحبي، فقال: إنّ هذا لشيءٌ قد سبق، إنّه مبتلى ومبتلى به! ».
وروى الخوارزميّ الحنفي في ( المناقب:240 ـ ط تبريز ) بسندٍ ينتهي إلى الإمام عليّ عليه السلام أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله قال: « لمّا أُسرِيَ بي إلى السماء، ثمّ من السماء إلى سدرة المنتهى، وقفتُ بين يَدَي ربّي عزّوجلّ، فقال لي: يا محمّد، قلت: لبّيك وسعديك، قال: قد بَلَوتَ خَلقي، فأيّهم رأيتَ أطوعَ لك ؟ قلت: يا ربّي عليّاً، قال: صدقت يا محمّد، فهل أتّخذتَ لنفسك خليفةً يُؤدّي عنك يعلّم عبادي من كتابي ما لا يعلمون ؟ قلت: يا ربّ اختَرْ لي؛ فإنّ خيرتك خيرتي، قال: إخترتُ لك عليّاً، فاتَّخِذْه لنفسك خليفةً ووصيّاً، ونحلتُه علمي وحلمي، وهو أمير المؤمنين حقّاً، لم ينَلْها أحد قبله وليست لأحدٍ بعده. يا محمّد، عليٌّ راية الهدى وإمامُ مَن أطاعني، ونور أوليائي... قد سبق في علمي أنّه مبتلى. لولا عليّ لم يُعرَف حزبي ولا أوليائي ولا أولياءُ رسلي » ( ورواه أيضاً: ابن المغازلي الشافعي في: مناقب عليّ بن أبي طالب، والجويني الشافعي في: فرائد السمطين، والقندوزي الحنفي في: ينابيع المودّة.. وغيرهم ).
وعن الأصبغ بن نُباتة، قال: سُئل سلمان الفارسي عن عليّ بن أبي طالبٍ وفاطمة عليهما السلام فقال: سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: « عليكم بعليّ بن أبي طالب؛ فإنّه مولاكم فأحِبُّوه، وكبيرُكم فأكرِمُوه، وعالِمُكم فاتَّبِعوه، وقائدكم إلى الجنّة فعزّزوه. إذا دعاكم فأجيبوه، وإذا أمركم فأطيعوه. أحِبُّوه بحبّي، وأكرموه بكرامتي. ما قلتُ لكم في عليٍّ إلاّ ما أمرني به ربّي جلّت عظمته » ( مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي الحنفي:41 ـ ط الغري، مفتاح النجا للبدخشي:34 ـ من المخطوطة ).
وعن جابر بن عبدالله الأنصاري قال: سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وآله وهو آخذٌ بِضَبْع عليّ بن ابي طالبٍ وهو يقول: « هذا أميرُ البررة، قاتلُ الفجرة، منصورٌ مَن نَصَرَه، مخذولٌ مَن خذله »، ثمّ مدّ بها صوته. ( المستدرك للحاكم النيسابوري الشافعي 129:3 ـ ط حيدرآباد الدكن، قال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يُخرجاه. ورواه الثعلبي في تفسيره، والخطيب البغدادي في: تاريخ بغداد 219:4 ـ ط السعادة بمصر، والخوارزمي في: المناقب:125، وفيه: « عليٌّ قاتل الفجرة، إمام البررة، وعليٌّ إمامُكم بعدي، أخي ووليّي في الدنيا والآخرة ». كذلك رواه ابن حجر العسقلاني الشافعي في: لسان الميزان 197:1 ـ ط حيدر آباد الدكن والسيوطي الشافعي في: الجامع الصغير 140:2 ـ ط مصطفى محمّد بمصر، وابن حجر الهيثمي الشافعي في: الصواعق المحرقة:123 ـ ط عبدالوهّاب بمصر، وغيرهم ).

نقلاً من موقع شبكة الإمام الرضا عليه السلام