بعد رحيل المصطفى
- نشر في
-
- مؤلف:
- نقلاً من موقع شبكة الإمام الرضا عليه السلام
- المصدر:
- نقلاً من موقع شبكة الإمام الرضا عليه السلام
بعد رحيل المصطفى
لم تَـزَلْ بعـده عليـلـةَ جسـمٍ | لقليـل السـلـوى وطول البـلاءِ | |
وهْيَ يُغشـى مِن السُّقـام عليـها | كلَّ حيـنٍ مِـن كثـرة الإغمـاءِ | |
لم تفـارق فراشـها مِن نحـولٍ | قد براهـا ضَعفـاً وطول عنـاءِ | |
وهْـيَ تبكـي ليلاً نهـاراً أباهـا | بدمـوع الذكـرى بغيـر انتـهاءِ | |
قـاتـلَ اللهُ قــومَ سـوء بُغـاةً | منعوهـا عـن الأسـى والبكـاءِ | |
أخـرجـوها مِـن بـيتـها حـين | ضجّوا لعـلـيٍّ مِن كثرة الإستياءِ | |
فـاستظلّت ظـلَّ الأراكـةِ لكـنْ | قطـعـوهـا بقســوةٍ وعــداءِ | |
فـأقــام الـوصــيُّ بـيـتـاً وسـمـّاه « بيـتَ الأحــزان » والأرزاءِ | ||
فهـْي تـأوى إلـيـه كلَّ نـهـارٍ | ثمّ تأتـي لبيتـها فـي الـمـسـاءِ | |
لـم تـزل دأبُـها النياحـةُ حتـّى | أسـلـمَتْـها إلـى قسـيّ الفَنـاءِ | |
حيـن أوصـت بكـلّ مـا طلبَتـْه | ساعـةَ المـوت سيـدَ الأوصـياءِ | |
فبكاهـا الـوصـيُّ شَجْـواً لأمـرٍ | كتـمَتْـه عنـه وعـن كلّ رائـي | |
وأتـى للبـقيـع بالنـعـش ليـلاً | بعِـدادٍ مـن صـحـبهِ الأوفيـاءِ | |
وأهـال الثـَّرى عليـها.. وعفّـى | قبـرَهـا فـي غياهـب الظَّلْمـاءِ | |
قـد بكاهـا حتّـى تفجّـر وَجْـداً | وحنـيـناً علـى نشـيج الـبكـاءِ | |
ورثاهـا بالـدمـع مِـن مقلـتَيـهِ | مستهـلاًّ.. والـدمـعُ خيـرُ رثاءِ | |
حين وارى في تربة الأرض شمساً | عن عُلاهـا تنحطّ شمـسُ السمـاءِ | |
وهْـو يدعـو وقبـرُ أحمـد يبـدو | نُصْبَ عينَـيهِ عند وقت الـدعـاءِ | |
واضعـاً كفَّـه علـى القـلب مِمّا | قـد عـراه مـن محنـةٍ وابتـلاءٍ | |
قـائـلاً للـنبـيّ بعـد اكـتئـابٍ | وخطـابٍ لـه بـأشـجـى نـداءِ | |
وعليـك الـسـلام عنّـي وعنـها | يا رسـولَ الهـدى وصنوَ الإخـاءِ | |
هـذه الـبضعـةُ الـزكيّـةُ بـاتت | منك فـي خيـر بقـعـةٍ وفِـنـاءِ | |
ولــها اختـار ربُّـها بك قُـربـاً | سـرعة الالتحـاق بعـد التنـائـي | |
قلّ يـا سيّـدَ الـنبـيّـين صبـري | حَـزَنـاً علـى سـليـلة الأنـبياءِ | |
وأنـا رُدّتِ الــوديـعـةُ مـنّـي | باختـلاس الـصدّيقـة الـزهـراءِ | |
وبعـيـن الإلـه يُغصَـب جَـهراً | حقُّـها بعـد دفنـهـا بـالـخَفـاءِ | |
إحفِها الـسـؤالَ واختبـرْها تِباعاً | عـن جمـيع الأحـوال عند اللقـاءِ | |
كم غليـلٍ فـي صـدرها مستثـيرٌ | لـم تُـطـقْ بثَّـه لعُـظمِ الـبـلاءِ | |
هـذه الـنفـثة الـحـزينة شكـوى | لك حتّـى ألـقـاك يـومَ الـبقـاءِ |