مقدّمة عن الأئمّة الاثنَي عَشَر

مقدّمة عن الأئمّة الاثنَي عَشَر

الأئمّة الاثنا عشر من أهل البيت عليهم السّلام هم الإمام عليّ عليه السّلام والأحد عشر إماماً من ذرّيته وذرّية السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله عليهم السّلام.
وهؤلاء الأئمّة الطاهرون ـ في رؤية مذهب أهل البيت النبوي الكريم ـ أئمّة مصطَفَون منصوص عليهم مِن قبل الله تعالى، عن طريق النبي صلّى الله عليه وآله.
والأئمّة ـ حسب التدرّج الزمني ـ هم:
الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السّلام: مدّة إمامته من سنة 11 إلى سنة 40 هـ.
ولده الإمام الحسن عليه السّلام: مدّة إمامته من سنة 40 إلى سنة 50 هـ.
أخوه الإمام الحسين عليه السّلام: مدّة إمامته من سنة 50 إلى سنة 61 هـ.
ولده الإمام عليّ زين العابدين عليه السّلام: مدّة إمامته من سنة 61 إلى سنة 94.
ولده الإمام محمد الباقر عليه السّلام: مدّة إمامته من سنة 94 إلى 114 هـ.
ولده الإمام جعفر الصادق عليه السّلام: مدّة إمامته من سنة 114 إلى سنة 148 هـ.
ولده الإمام موسى الكاظم عليه السّلام: مدّة إمامته من سنة 148 إلى سنة 183 هـ.
ولده الإمام الرضا عليه السّلام: مدّة إمامته من سنة 183 إلى سنة 203 هـ.
ولده الإمام محمّد الجواد عليه السّلام: مدّة إمامته من سنة 203 إلى سنة 220 هـ.
ولده الإمام عليّ الهادي عليه السّلام: مدّة إمامته من سنة 220 إلى سنة 254 هـ.
ولده الإمام الحسن العسكري عليه السّلام: مدة إمامته من سنة 254 إلى سنة 260 هـ.
ولده الإمام محمّد المهدي صاحب الزمان عليه السّلام: بدأت إمامته المباركة سنة 260 هـ.
 

* * *

بدأ خط إمامة الأئمّة الاثني عشر عليهم السّلام ـ كما هو الرؤية الإلهية لمذهب أهل البيت سلام الله عليهم ـ بعد ارتحال رسول الله صلّى الله عليه وآله سنة 11 هجرية. وكان الفاتح لهذا الخط: إمامة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام. وما يزال خط الإمامة قائماً مستمراً إلى اليوم.
ومنذ ارتحال الإمام الحسن العسكري عليه السّلام سنة 260 للهجرة، وانتقال الإمامة إلى ولده المهدي عليه السّلام.. تحوّلت الإمامة من حالة الظهور إلى حالة الغَيبة. وما تزال مرحلة إمامة الإمام الثاني عشر الطويلة في غَيبة وخفاء.

* * *

إنّ الإيمان بالأئمّة المعصومين الاثني عشر عليهم السّلام، هو أساس المعتقَد الشيعي الاثني عَشَري.. الذي يستند إلى أحاديث كثيرة عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وعن الأئمّة عليهم السّلام. كما يتضمّن القرآنُ الكريم إشارات مهمة دالّة على الأئمّة، على سبيل التفسير، وعلى سبيل التأويل أيضاً.
وقد غدت أدلّة إثبات إمامة الأئمّة الاثني عشر محوراً شاخصاً دارت حوله حركة تأليف كثير من الكتب في تاريخ المسلمين وفي حاضرهم. وقد ظهرت ـ في هذه الحركة ـ مؤلفات جمّة ذات مناهج متعدّدة تناولت هذا الموضوع الخطير.
ومن أوائل الكتب المؤلّفة داخل البيئة الإماميّة، في هذا السياق، يمكن الإشارة إلى كتاب سُلَيم بن قيس الهلالي.. الذي ألّفه مؤلِّفه في أواخر القرن الأول الهجري، وقد تحدّث فيه حديثاً صريحاً عن الأئمّة الاثني عشر سلام الله علهيم أجمعين ( لاحظ ص 227 من هذا الكتاب ).
وخلال القرون المتعاقبة.. ظهر تيّار من المؤلَّفات الأخرى العديدة في هذا الشأن، نذكر منها مثلاً « كفاية الأثر » للخزّاز القمّي ( أواخر القرن الرابع الهجري )، و « مُقتَضَب الأثر » لابن عيّاش الجوهري ( ت 401 هـ ). وقد عُني مؤلِّفو هذا التيّار العلميّ الاعتقادي ـ لإثبات إمامة الأئمّة الاثني عشر ـ بجمع وتبويب أحاديث من مصادر شتّى: شيعية، وسنية أيضاً.
وإلى جوار هذه الكتب التي اعتمدت النصوص الحديثية.. ثَمّةَ كتب أخرى عالجت هذا الموضوع تحت عنوان ( دلائل الإمامة )، وهي تقوم على بيان معجزات الأئمّة عليهم السّلام الدالّة على إمامتهم. ومن بواكير هذا النمط من المؤلفات: « دلائل الإمامة » المنسوب إلى ابن رستم الطبري. وظهر نمط آخر من التأليف اتّخذ موضوع ( الوصيّة ) محوراً له، ومؤلفات هذا النوع كاشفة عن تنقّل الوصية في سلسلة الأئمّة الاثني عشر، مِن قبيل « إثبات الوصية » للمسعودي.
إنّ الإثبات النَّقلي لإمامة أئمّة أهل البيت عليهم السّلام قد قُوبِل باهتمام متميّز أيضاً مِن لَدُن متكلّمي الإمامية وعلماء العقائد منهم. وقد غدا هذا الموضوع فصلاً مهماً من فصول المؤلفات الكلاميّة البارزة للإماميّة (لاحظ مثلاً: السيّد المرتضى 502 ـ 503. العلاّمة الحِلّي 314).

* * *

هذا ـ يا أصدقاءنا ـ طَرَف ممّا تضمّنَته المصادر الإماميّة حول الأئمّة الاثني عشر من ذريّة رسول الله صلّى الله عليه وآله. أمّا المصادر السنيّة فقد تناقلت أحاديث نبوية تبشّر باثنيَ عشر نقيباً أو إماماً بعد خاتم الأنبياء صلّى الله عليه وآله.
وقد كانت بيئات المسلمين المختلفة ـ طيلة عقود القرن الأول الهجري ـ تتناقل عن عدد من الصحابة أحاديث نبوية تتضمّن البشارة باثني عشر إماماً بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله. منها: حديث جابر بن سَمُرة الذي حَظِي بشهرة خاصة، وقد نَصَّ هذا الحديث على أنّ الأمراء ( الأئمّة أو الخلفاء ) بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله هم 12 رجلاً، كلّهم من قريش ( لاحظ مثلاً: البخاري 127:8. مسلم 1452:3 ـ 1453. أبو داود 106:4. الترمذي 501:4).
ويُلاحَظ أن حديث جابر بن سَمُرة هذا الذي نال شهرةً واسعة وذاع صيته في العالم الإسلامي قد ذُكر ـ أول ما ذُكر ـ في المصادر السنّية، ومنها انتقل إلى المصادر الشيعية ( يُنظَر: النعماني 62. ابن بابويه 469 وما بعدها. الخزّاز 49 وما بعدها. ابن عيّاش 4 ).
واشتهر أيضاً حديث ابن مسعود، صرّح بأنّ النُّقباء بعد النبيّ صلّى الله عليه وآله هم اثنا عشر نقيباً، بعدد نُقباء بني إسرائيل ( لاحظ: احمد بن حنبل 398:1، 406. الحاكم النيسابوري 501:4. ويُنظر: النعماني 74 ـ 75. الخزّاز 23 وما بعدها. ابن عيّاش 3 ).

* * *

إضافةً إلى هذا كلّه.. فإنّ ( شخصيّة ) الأئمّة كانت تُذكر في البيئات السنيّة أيضاً بتوقيرٍ خاص وتعظيم كبير. وهذا التوقير والتعظيم هو الذي يكمن وراء ظاهرة صدور مؤلَّفات سنّية في هذا الشأن، تُعنى بالكلام على فضائل أئمّة أهل البيت عليهم السّلام ومناقبهم ومقاماتهم الرفيعة.
ولا شكّ أنّ الكتب التي كُتبت في موضوع هذه الفضائل والمناقب والمقامات ـ مِن قبل علماء السنّة ـ ليست كتباً قليلة. ونشير هنا إلى أسماء عدد منها يشتمل على ذِكر الاثني عشر إماماً. ولا يفوتنا أن نشير أيضاً إلى أنّ إحدى قصائد الفضل بن يحيى الحصكفي ( ت 551 أو 553 هـ ) التي أثنى فيها على الأئمّة الاثني عشر وأطراهم واحداً واحداً.. كانت حركة جريئة ألهمت المؤلفين في هذا المجال.
ونورد ـ يا أصدقاءنا ـ هنا نماذج من الكتب التي دُوِّنت في فضائل الأئمّة الاثني عشر، في عمق البيئات السنيّة:
1 ـ مَطالب السَّؤول في مناقب آل الرسول صلّى الله عليه وآله، لكمال الدين محمّد بن طلحة الشافعي ( ت 562 هـ ).
2 ـ تذكرة خواص الأمة في خصائص الأئمّة، للعالم الحنفي يوسف بن قزأُوغلي سبط ابن الجوزي ( ت 654 هـ ).
3 ـ الفصول المهمة في معرفة أحوال الأئمّة، لابن الصبّاغ المالكي ( ت 855 هـ ).
4 ـ الشذرات الذهبية أو الأئمّة الاثنا عشر، للعالم الحنفي الدمشقي شمس الدين بن طولون ( ت 953 هـ ).
5 ـ الإتحاف بحبّ الأشراف، للعالم الشافعي المصري عبدالله بن عامر الشّبراوي ( ت 1172 هـ ).
6 ـ نور الأبصار في مناقب آل بيت النبيّ المختار، للسيّد مؤمن الشبلنجي ( ت بعد سنة 1290 هـ ).
7 ـ ينابيع المودّة، للعالم الحنفي سليمان بن إبراهيم القَندوزي ( ت 1294 هـ ).

مصادر

ـ ابن بابويه: الخصال، تحقيق علي اكبر الغفّاري، قم 1403 هـ.
ـ ابن الصبّاغ المالكي: الفصول المهمة، النجف، دار الكتب التجارية.
ـ ابن طولون: الأئمّة الاثنا عشر، تحقيق صلاح الدين المنجّد، بيروت 1958م.
ـ ابن عيّاش الجوهري: مقتضب الأثر، قم 1379 هـ.
ـ أبو داود السجستاني: السنن، تحقيق محمد محيي الدين عبدالحميد، القاهرة، دار إحياء السنّة النبوية.
ـ أحمد بن حنبل: المسند، القاهرة 1313 هـ.
ـ البخاري: الجامع الصحيح، أستانبول 1315 هـ.
ـ الترمذي: السنن، تحقيق أحمد محمد شاكر وآخرين، القاهرة 1357 هـ / 1938 م.
ـ الحاكم النيسابوري: المستدرك على الصحيحين، حيدرآباد الدكن 1334 هـ.
ـ الخزّاز القمّي: كفاية الأثر، قم 1401 هـ.
ـ سبط ابن الجوزي: تذكرة الخواص، النجف 1383 هـ / 1964 م.
ـ السيّد المرتضى: الذخيرة، تحقيق أحمد الحسيني، قم 1411 هـ.
ـ العلاّمة الحلّي: كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد، قم، مكتبة المصطفوي.
ـ سُليم بن قيس الهلالي: كتاب سُليم، تحقيق العلَوي الحسني النجفي، بيروت 1400 هـ / 1980 م.
ـ مسلم بن الحجّاج النيسابوري: صحيح مسلم، تحقيق محمد فؤاد عبدالباقي، القاهرة 1955 م.
ـ النعماني: الغَيبة، بيروت 1403 هـ / 1983 م.

نقلاً من موقع شبكة الإمام الرضا عليه السلام