شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية

صور وعِبَر غرّاء من سيرة سيّدة النساء عليها السّلام 2

0 المشاركات 00.0 / 5

صور من تسليم الزهراء عليها السّلام

التسليم المحض

• روى الراوندي في الخرائج عن الإمام الصادق عليه السّلام، أنّ خديجة لمّا توفّيت جعلتْ فاطمة تلوذ برسول الله صلّى الله عليه وآله وتدور حوله وتسأله: « يا رسول الله أين أمّي ؟ »، فجعل النبيّ صلّى الله عليه وآله لا يجيبها، فجعلتْ تدور على مَن تسأله، ورسول الله لا يدري ما يقول، فنزل جبرئيل فقال: إنّ ربّك يأمرك أن تقرأ على فاطمة السلام وتقول لها: « إنّ أمّها في بيتٍ من قَصَبٍ، كِعابُه من ذهب، وعَمَدُه من ياقوت أحمر، بين آسية امرأة فرعون ومريم بنت عمران »، فقالت فاطمة: إنّ الله هو السلام، ومنه السّلام، وإليه السلام (67).

 

ولسوف يُعطيك ربُّك فترضى

• روى الثعلبي عن الإمام الصادق عليه السّلام، أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله رأى فاطمة وعليها كساء من أجلّة الإبل وهي تطحن بيديها وتُرضع ولدها، فدَمِعتْ عينا رسول الله صلّى الله عليه وآله، فقال: يا بنتاه، تعجّلي مرارة الدنيا بحلاوة الآخرة، فقالت: يا رسول الله، الحمدُ لله على نعمائه، والشكر لله على آلائه. فأنزل الله ولَسوفَ يُعطيكَ ربُّكَ فترضى (68).
ما أعد الله لك خيرٌ ممّا قُطع عنك
• روى الطبرسي خطبة الزهراء واحتجاجها على أبي بكر، وأنّ أبا بكر منعها فدكاً، وأنّها عليها السّلام انكفأت ـ وأمير المؤمنين عليه السّلام يتوقّع رجوعها إليه، ويتطلّع طلوعها عليه ـ فلمّا استقرّت بها الدار قالت لأمير المؤمنين عليه السّلام: يا أمير المؤمنين... هذا ابن أبي قُحافة ـ ابتزّني نِحلةَ أبي وبُلغة ابنَيّ، لقد أجهد في خصامي، وألفَيْتُه ألدَّ في كلامي... شكوايَ إلى أبي، وعَدوايَ (69) إلى ربّي، اللهمّ أنت أشدّ منهم قوّةً وحَولاً، وأشدّ بأساً وتنكيلاً.
فقال أمير المؤمنين عليه السّلام: لا ويل لك، بل الويل لشانئك، ثمّ نَهْنِهي (70) عن وَجدِك يا ابنةَ الصفوة وبقيّة النبوّة، فما وَنَيتُ عن دِيني، ولا أخطاتُ مقدوري. فإن كنتِ تريدين البُلغة فرِزقُكِ مضمون، وكفيلك مأمون، وما أعدّ الله لكِ أفضل ممّا قُطِعَ عنكِ، فاحتسبي الله.
فقالت عليها السّلام: حسبيَ الله ونِعم الوكيل، وأمسكتْ (71).
نصبتُ للدنيا وجئتُ للآخرة
• روى الراوندي عن سُوَيد بن غفلة، قال: أصابت عليّاً عليه السّلام شدّة، فأتت فاطمة عليها السّلام رسولَ الله صلّى الله عليه وآله فدقّت الباب، فقال: أسمع حسّ حبيبي بالباب، يا أمّ أيمن قومي وانظري. ففتحتْ لها الباب، فدخلت، فقال صلّى الله عليه وآله: لقد جئتِنا في وقتٍ ما كنتِ تأتينا في مثله!
فقالت فاطمة: يا رسول الله، ما طعام الملائكة عند ربّنا ؟
فقال: التحميد. فقالت: ما طعامُنا ؟ قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: والذي نفسي بيده، ما أقتبس في آل محمّد شهراً ناراً، وأُعلّمك خمس كلما علّمنيهنّ جبرئيل عليه السّلام.
قالت: يا رسول الله، ما الخمس الكلمات ؟
قال: « يا ربَّ الأوّلين والآخِرين، ياذا القوّة المتين، ويا راحمَ المساكين، ويا أرحمَ الراحمين ». ورجعت ( فاطمة عليها السّلام )، فلمّا أبصرها عليّ عليه السّلام قال: بأبي أنتِ وأمّي، ما وراءك يا فاطمة ؟ قالت: ذهبتُ للدنيا وجئتُ للآخرة.
قال علي عليه السّلام: خيرٌ أمامكِ، خيرٌ أمامك (72).

 

رضيتُ عن الله عزّوجلّ

• روى الشيخ الصدوق في « علل الشرائع » عن عبدالرحمن بن كثير الهاشمي، قال: قلتُ لأبي عبدالله ( الصادق ) عليه السّلام: جُعِلتُ فِداك، من أين جاء لوُلْد الحسين الفضل على وُلْد الحسن وهما يجريان في شرعٍ واحد ؟
فقال: لا أراكم تأخذون به، إنّ جبرئيل عليه السّلام نزل على محمّد صلّى الله عليه وآله وما وُلِدَ الحسين بعدُ، فقال له: يولَد لك غلام تقتله أمّتُك من بعدك، فقال صلّى الله عليه وآله: يا جبرئيل، لا حاجةَ لي فيه، فخاطبه ثلاثاً، ثمّ دعا عليّاً عليه السّلام فقال: إنّ جبرئيل يُخبرني عن الله عزّوجلّ أنّه يولد لك غلام تقتله أمّتُك من بعدك، فقال: لا حاجةَ لي فيه يا رسول الله، فخاطب عليّاً عليه السّلام ثلاثاً، ثمّ قال: إنّه يكون فيه وفي ولده الإمامة والواراثة والخزانة. فأرسَلَ إلى فاطمة عليها السّلام: أنّ الله يبُشّركِ بغلامٍ تقتله أُمّتي من بعدي، فقالت فاطمة: ليس لي حاجة فيه يا أبه، فخاطبها ثلاثاً ثمّ أرسل إليها: لابدّ أن يكون فيه الإمامة والوراثة والخزانة، فقالت له: رَضِيتُ عن الله عزّوجل (73).

 

صور من زُهد الزهراء عليها السّلام
فعَلَتْ.. فِداها أبوها

• روى الشيخ الصدوق عن محمّد بن قيس، قال: كان النبيّ صلّى الله عليه وآله إذا قَدِم من سَفَرٍ بدأ بفاطمة عليها السّلام فدخل عليها فأطال عندها المَكْث، فخرج مرّة في سفر فصنعت فاطمة عليها السّلام مَسَكتَين (74) من وَرِق وقلادة وقُرطَين وسِتراً لباب البيت لقدوم أبيها وزوجها عليهما السّلام. ( ثمّ نُقل أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله قَدِم فدخل عليها فلم يمكث عندها على عادته )، فظنّت فاطمة عليها السّلام أنّه فعل ذلك لِما رأى من المَسَكتَين والقلادة والقُرطَين والسِّتر، فنزعت قلادتها وقُرطَيها ومسكتيها، ونزعت الستر فبعثت به إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وقالت للرسول:
قُل له « تقرأ عليك ابنتُك السلام وتقول: اجعَلْ هذا في سبيل الله »، فلمّا أتاه قال صلّى الله عليه وآله: فَعَلَتْ فِداها أبوها ـ ثلاث مّرات ـ ليست الدنيا من محمّد ولا من آل محمّد، ولو كانت الدنيا تعدل عند الله من الخير جناح بعوضة ما أسقى منها كافراً شربة ماء، ثمّ قام فدخل عليها (75).
• وروى المجلسي عن الإمام الرضا عليه السّلام، عن آبائه، عن عليّ بن الحسين عليهم السّلام، قال: حدّثَتْني أسماءُ بنت عُمَيس، قالت: كنتُ عند فاطمة جدّتك، إذ دخل رسول الله صلّى الله عليه وآله وفي عُنقها قلادة من ذهب كان عليّ بن أبي طالب عليه السّلام اشتراها له من فَيءٍ له، فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله: لا يَغُرّنّكِ الناسُ أن يقولوا « بنت محمّد » وعليكِ لباس الجبابرة. فقطعَتْها وباعتها، واشترت به رَقَبة فأعتقتها، فسُرَّ رسولُ الله صلّى الله عليه وآله بذلك (76).

 

تعجّلي مرارة الدنيا بحلاوة الآخرة

• روى الثعلبي في تفسيره عن الإمام الصادق عليه السّلام، والقشيريُّ في تفسيره عن جابر بن عبدالله الأنصاري، أنّه رأى النبيُّ صلّى الله عليه وآله فاطمةَ وعليها كِساءٌ من أجلّة الإبل وهي تطحن بيدَيها وترضع ولدها، فدَمِعَتْ عينا رسول الله صلّى الله عليه وآله فقال: يا بنتاه، تعجّلي مرارةَ الدنيا بحلاوة الآخرة، فقالت: يا رسول الله، الحمدُ لله على نعمائه، والشكرُ لله على آلائه. فأنزل الله ولَسَوْف يُعطِيكَ ربُّكَ فتَرضى (77).

 

أنتِ منيّ يا فاطمة

• روى أبو صالح المؤذّن في كتابه بالإسناد عن عليّ عليه السّلام، أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله دخل على ابنته فاطمة، فإذا في عُنقها قِلادة، فأعرض عنها، فقطعتها فرَمَت بها، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله: أنتِ منيّ يا فاطمة! ثمّ جاءها سائلٌ فناولته القلادة (78).

 

إنّما لكم الآخرة، وميعادكم الجنّة

• روى المجلسي أنّ فاطمة عليها السّلام سألتْ رسولَ الله صلّى الله عليه وآله خاتماً، فقال: ألا أُعلّمكِ ما هو خير من الخاتم ؟ إذا صلّيتِ صلاة الليل فاطلبي من الله عزّوجلّ خاتماً، فإنّك تنالين حاجتكِ. قال: فدعت ربّها تعالى، فإذا بهاتفٍ يهتف: يا فاطمة، الذي طلبتِ منيّ تحت المصلّى. فرفعت المصلّى فإذا الخاتم ياقوت لا قيمة ( معروفة ) له، فجَعَلتْه في إصبعها وفَرحتْ، فلمّا نامت من ليلتها رأت في منامها كأنّها في الجنّة، فرأت ثلاثة قصور لم تَرَ في الجنّة مثلها، قالت: لمن هذه القصور ؟ قالوا: لفاطمة بنت محمّد. قال: فكأنّها دخلتْ قصراً من ذلك ودارت فيه، فرأت سريراً قد مال على ثلاثة قوائم، فقالت عليها السّلام: ما لهذا السرير قد مال على ثلاث ؟ قالوا: لأنّ صاحبته طلبت من الله خاتماً، فنُزع أحد القوائم وصيغ لها خاتماً، وبقي السرير على ثلاث قوائم.
فلمّا أصبحت دخلتْ على رسول الله صلّى الله عليه وآله وقصّت القصّة، فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله: معاشرَ آل عبدالمطّلب، ليس لكم الدنيا، إنّما لكم الآخرة، وميعادكم الجنّة، ما تصنعون بالدنيا فإنّها زائلة غرّارة ؟! فأمرها النبيّ صلّى الله عليه وآله أن تردّ الخاتم تحت المصلّى، فردّت ( الخاتم ) ثمّ نامت على المصلّى، فرأت في المنام أنّها دخلت الجنّة، فدخلت ذلك القصر ورأت السرير على أربع قوائم، فسألت عن حاله، فقالوا: ردّت الخاتم، ورجع السرير إلى هيئته (79).

 

إنّ ابنتي لفي الخيل السَّوابق

• روى ابن طاووس في الدروع الواقية أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله نزلت عليه يوماً آية تصف عذاب جهنّم، فحزن حزناً شديداً، ولم يستطع أحد من صحابته أن يكلّمه، وكان النبيّ صلّى الله عليه وآله إذا رأى فاطمة عليها السّلام فرح بها، فانطلق بعضُ أصحابه إلى باب بيتها، فوجد بين يديها شعيراً وهي تطحن فيه وتقول « وما عِند اللهِ خَيرٌ وأبقى » (80)، فسلّم عليها وأخبرها بخبر النبيّ صلّى الله عليه وآله وبكائه، فنهضتْ والتفّت بشَملةٍ لها خَلَقَة قد خِيطت في اثني عشر مكاناً بسعف النخل، فلمّا خَرَجتْ نظر سلمان الفارسيّ إلى الشملة وبكى وقال: واحُزناه! إنّ بنات قيصر وكسرى لَفي السُّندس والحرير، وابنة محمّد صلّى الله عليه وآله عليها شملة صوفٍ خَلَقة قد خِيطت في اثني عشر مكاناً!!
فلمّا دخلتْ فاطمة على النبيّ صلّى الله عليه وآله قالت: يا رسول الله، إنّ سلمان تعجّب من لباسي، فوالذي بَعَثك بالحقّ، مالي ولعليّ منذ خمس سنين إلاّ مَسك كبش نعلف عليها بالنهار بعيرَنا، فإذا كان الليل افترشناه، وإنّ مرفقتنا لَمن أدم حَشوُها لِيف، فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله: يا سلمان، إنّ ابنتي لَفي الخيل السوابق ـ الحديث بطوله (81).

 

قصّة سِوارَي الفضة

• روى الطبرسي عن الإمام الباقر عليه السّلام، قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وآله إذا أراد السفر سلّم على مَن أراد التسليم عليه من أهله، ثمّ يكون آخر مَن يُسلّم عليه فاطمة عليها السلام، فيكون توجّهه إلى سفره من بيتها، وإذا رجع بدأ بها.
فسافر مرّةً وقد أصاب عليّ عليه السّلام شيئاً من الغنيمة، فدفعه إلى فاطمة ثمّ خرج، فأخذت سوارَين من فضّة وعلّقت على بابها ستراً.
فلمّا قدم رسول الله صلّى الله عليه وآله دخل المسجد فتوجّه إلى بيت فاطمة عليها السّلام كما كان يصنع، فإذا في يدها سواران من فضّة، وإذا على بابها ستر، فقعد رسول الله صلّى الله عليه وآله حيث ينظر إليها، فبكت فاطمة وحزنت وقال: ما صَنَعَ هذا أبي قَبلَها، فدَعَتْ ابنَيها ونزعت الستر من بابها، وخلعت السوارَين من يدها، ثمّ دفعت السوارَين إلى أحدهما والستر إلى الآخر، ثمّ قالت لهما: انطلقا إلى أبي فأقرِئاه السلام وقولا له: ما أحْدَثْنا بعدَك غير هذا، فما شأنك به ؟
فجاءاه فأبلغاه ذلك عن أمّهما، فقبّلهما رسول الله صلّى الله عليه وآله والتزمهما وأقعد كلّ واحدٍ منهما على فخذه، ثمّ أمر بذينك السوارَين فكُسرا فجعلهما قِطَعاً قطعاً، ثمّ دعا أهل الصُّفّة ـ وهم قوم من المهاجرين لم يكن لهم منازل ولا أموال ـ فقسّمه بينهم قِطَعاً، ثمّ جعل يدعو الرجلَ منهم العاري الذي لا يستتر بشيء، وكان ذلك الستر طويلاً وليس له عرض، فجعل يؤزّر الرجل، فإذا التفّ عليه قطَعَه.. حتّى قسّمه بينهم أُزراً... ثمّ قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: رحم اللهُ فاطمة، لَيكسُوَنّها الله بهذا الستر من كسوة الجنّة، وليحلّينّها بهذين السوارَين من حِلية الجنّة (82).

 

فاطمة البتول عليها السّلام

• قال ابن الأثير في « النهاية »: وسُمّيت فاطمة « البتول » لانقطاعها عن نساء زمانها فضلاً ودِيناً وحَسَباً، وقيل: لانقطاعها عن الدنيا إلى الله تعالى (83).
ولابدّ من التنويه أنّ الزهراء عليها السّلام كان لها ـ على زُهدها في الدنيا ـ أموال وأملاك، صُودر معظمها ـ كما في قصّة فَدَك ـ وأوصت بالباقي لبني هاشم وبني عبدالمطّلب ولأزواج النبيّ صلّى الله عليه وآله.
• روى الطبري عن الإمام الصادق عليه السّلام، عن أبيه، عن فاطمة عليها السّلام، أنّها أوصت لأزواج النبيّ صلّى الله عليه وآله، لكلّ واحدة منهن باثنتي عشرة أُوقية، ولنساء بني هاشم مثل ذلك، وأوصت لأُمامة بنت أبي العاص بشيء (84).

 

صور من خُلوص فاطمة الزهراء عليها السّلام
لا نأخذ شيئاً ممّا أمضيناه لله عزّوجل

• روى الخوارزمي عن ابن عبّاس أن أعرابيّاً فقيراً من بني سليم خرج في البريّة يوماً ( ثمّ ذكر أنّ هذا الأعربي أسلم بعد أن شاهد معجزة على يَدَي رسول الله صلّى الله عليه وآله، وأنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله طلب من أصحابه أن يزوّدوا الأعرابي، فأعطاه سعد بن معاذ ناقته، وأعطاه أمير المؤمنين عليه السّلام عمامته، ومضى سلمان يطلب له شيئاً من الزاد، فلم يجد عند بيوت رسول الله صلّى الله عليه وآله التسعة شيئاً، فيمّم بيت فاطمة عليها السّلام، فلم يكن لديها شيء تُعطيه.. حتّى يبلغ إلى قوله: )
قالت له ( فاطمة عليها السّلام ): يا سلمان، والذي بعث محمّداً صلّى الله عليه وآله بالحقّ نبيّاً، إنّ لنا ثلاثاً ما طَعِمنا، وإنّ الحسن والحسين قد اضطَرَبا علَيّ من شدّة الجوع، ثمّ رقدا كأنّهما فَرخان مَنْتُوفان، ولكن لا أردُّ الخير إذا نزل الخيرُ ببابي. يا سلمان، خُذ درعي هذا، ثمّ امضي به إلى شمعون اليهودي، وقُل له: تقول لك فاطمة بنت محمّد: أقرِضْني عليه صاعاً من تمر وصاعاً من شعير أردُّه عليك إن شاء الله تعالى..
قال: فأخذ شمعون الدرع، ثمّ جعل يقلّبه في كفّه وعيناه تذرفان بالدموع وهو يقول: يا سلمان، هذا هو الزهد في الدنيا، هذا الذي أخبرنا به موسى بن عمران في التوراة، أنا أشهد أن لا إله إلاّ الله، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله. فأسلم ( شمعون ) وحَسُن إسلامه، ثمّ دفع إلى سلمان صاعاً من تمر وصاعاً من شعير، فأتى به سلمان إلى فاطمة، فطحنَتْهُ بيدها واختبزتْه خُبزاً، ثمّ أتت به إلى سلمان فقالت له: خُذه وامضِ به إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله.
قال: فقال لها سلمان: يا فاطمة، خُذي منه قُرصاً تُعلِّلين به الحسنَ والحسين. فقالت: يا سلمان، هذا شيءٌ أمضيناه لله عزّوجلّ لسنا نأخذ منه شيئاً (85).

 

أنّها ورثت رسول الله صلّى الله عليه وآله لاخلاص نيّتها

• روى ابن شهرآشوب أن الحسين بن روح رضي الله عنه ـ وهو من سفراء الإمام المهدي عليه السّلام ـ سُئل: كم بناتُ رسول الله صلّى الله عليه وآله ؟ فقال: أربع، فقيل: أيّتهن أفضل ؟ فقال: فاطمة. فقيل: ولِمَ صارت أفضل وكانت أصغرهنّ سِنّاً وأقلّهن صحبةً لرسول الله ؟ قال: لخصلتَين خصّها الله بهما: أنّها وَرِثتْ رسول الله، ونسلُ رسول الله منها، ولم يخصّها بذلك إلاّ بفضل إخلاصٍ عرَفَه من نيّتها (86).
 

إجلال الله تعالى لفاطمة عليه السّلام

• روى ابن شهرآشوب أن عالماً سُئل فقيل له: إنّ الله تعالى قد أنزل هل أتى في أهل البيت، وليس شيء من نعيم الجنّة إلاّ وذُكر فيه إلاّ الحور العين، فقال: ذلك إجلالاً لفاطمة عليها السّلام (87).
• وروى علماء الفريقَين أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال في مناسبات عديدة: إنّ الله لَيغضب لغضب فاطمة، ويرضى لرضاها (88).
وفي الحديث السابق دلالة على خلوص الزهراء عليها السّلام وقرب منزلتها من الله تعالى، وطهارتها من كلّ ما يمكن أن يُخالط النفس البشريّة، فيبتعد بها عن مرضاة الله تعالى؛ ولذلك صار رضاها رضا الله تعالى، وغضبها غضبه عزّوجلّ.
إجلال النبيّ صلّى الله عليه وآله لفاطمة عليها السّلام
• روى ابن شهرآشوب عن عائشة، أنّ فاطمة عليها السّلام كانت إذا دَخَلتْ على رسول الله صلّى الله عليه وآله قام لها من مجلسه وقبّل رأسها وأجلسها مجلسَه، وإذا جاء إليها لَقِيَته وقَبّل كلّ واحد منهما صاحبه وجَلَسا معاً (89).
وفي هذا الحديث أيضاً دلالة على خلوص الزهراء عليها السّلام وقُربها من الله تعالى.. قال ابن شهرآشوب بعد أن روى الحديث السابق: ولو لم يكن لها عند الله تعالى فضل عظيم، لم يكن رسول الله صلّى الله عليه وآله يفعل معها ذلك، إذ كانت ولده، وقد أمر الله بتعظيم الولد للوالد، ولا يجوز أن يفعل معها ذلك وهو بضدّ ما أمر به أُمّتَه عن الله تعالى.
ويكفي في الدلالة على خلوص الزهراء عليها السّلام وتنزيهها: آية التطهير الشريفة التي أنزلها الله تعالى في حقّ الخمسة أصحاب الكساء ـ وهي أحدهم.
اصطفاء الله تعالى لفاطمة عليها السّلام على النساء بآية التطهير
• روى أحمد بن حنبل في مسنده عن أنس بن مالك، أن النبيّ صلّى الله عليه وآله كان يمرّ ببيت فاطمة ستّة أشهر إذا خرج إلى ( صلاة ) الفجر، يقول: الصلاةَ يا أهل البيت، إنّما يُريدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أهلَ البَيتِ ويُطَهِّرَكُم تَطهيرا (90).
• وروى أحمد عن أم سلمة، قالت أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله كان في بيتها، فأتته فاطمة بِبُرمة فيها خزيرة (91)، فدخلوا فجلسوا يأكلون من تلك الخزيرة، وهو وهُم على منامٍ له على دكّان تحته كساء خيبريّ.
قالت: وأنا في الحجرة أصلّي، فأنزل الله تعالى هذه الآية إنّما يُريدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أهلَ البَيتِ ويُطهِّرَكُم تَطهيراً .
قالت: فأخذ فضلَ الكساء وكساهم به، ثمّ أخرج يده فألوى بها إلى السماء وقال: هؤلاء أهل بيتي وخاصّتي، اللهمّ فأَذهِب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً.. وكرّر ذلك.
قالت: فأدخلتُ رأسي وقلت: وأنا معكم يا رسول الله ؟
قال: إنّك إلى خير، إنّك إلى خير (92).

 

صور من عِلم الزهراء عليها السّلام
أنّ الله تعالى خصّها عليها السّلام بالعِلم

• قال ابن شهرآشوب في المناقب: إنّ الله تعالى أعطى عشرة أشياء لعشرة من النساء: التوبة لحوّاء زوجة آدم عليهما السّلام، والجَمال لسارة زوجة إبراهيم عليه السّلام، والحفاظ لرحمة زوجة أيوّب عليه السّلام، والحُرمة لآسية زوجة فرعون، والحِكمة لزُليخا زوجة يوسف عليه السّلام، والعقل لبلقيس زوجة سليمان عليه السّلام، والصبر لبرحانة أمّ موسى، والصفوة لمريم أمّ عيسى عليهما السّلام، والرضا لخديجة زوجة المصطفى صلّى الله عليه وآله، والعِلم لفاطمة زوجة المرتضى عليهما السّلام (93).

أنّ الله عزّوجلّ فَطَمها بالعِلم

• روى الشيخ الصدوق في علل الشرايع عن الإمام الباقر عليه السّلام، قال: لمّا وُلدت فاطمة عليها السّلام أوحى الله عزّوجلّ إلى مَلَك، فانطلَق به لسان محمّد صلّى الله عليه وآله فسمّاها فاطمة، ثمّ قال: إنّي فَطَمتُك بالعِلم، وفطمتُك عن الطمث.
ثمّ قال أبو جعفر ( الباقر ) عليه السّلام: واللهِ، لقد فَطَمها اللهُ تبارك وتعالى بالعِلم وعن الطمث بالميثاق (94).
• وقال المجلسي بعد أن نقل الحديث في بحار الأنوار: « فطمتُك بالعلم » أي أرضعتُك بالعِلم حتّى استغنيتِ وفُطمتِ، أو قَطَعتُك عن الجهل بسبب العِلم، أو جعلتُ فطامك من اللَّبن مقروناً بالعلم، كنايةً عن كونها عليها السّلام في بدء فطرتها عالمةً بالعلوم الربّانيّة (95).

 

تعليم الزهراء عليها السّلام لسلمان حرز الحمّى

• روى السيّد ابن طاووس في مهج الدعوات عن سلمان الفارسي حديثاً مفصّلاً جاء فيه: أنّ سلمان زار بيتَ فاطمة عليها السّلام، فأتحفته بتحفة أتتها من الجنّة، وهي رُطَب لا عُجْمَ له ولا نوى، فأخبر بذلك فاطمة عليها السّلام، فقالت له: يا سلمان، ولن يكون له عُجم ولا نوى، وإنّما هو نخل غَرَسه الله في دار السلام بكلامٍ عَلَّمنِيه أبي محمّدٌ صلّى الله عليه وآله، كنتُ أقوله غدوةً وعشيّة.
قال سلمان، قلتُ: علّميني الكلام يا سيّدتي. فقالت: إنْ سَرّكَ أن لا يَمسّك أذى الحُمّى ما عشتَ في دار الدنيا فواظِب عليه. ثمّ قال سلمان: علمّتني هذا الحرز، فقالت: « بسم الله الرحمن الرحيم، بسمِ الله النور، بسمِ الله نورِ النورِ، بسمِ اللهِ نورٌ على نور، بسمِ اللهِ الذي هو مُدبِّرُ الأمور، بسمِ اللهِ الذي خَلَقَ النورَ من النور، الحمدُ للهِ الذي خلقَ النورَ من النور، وأنزلَ النورَ على الطُّور، في كتابٍ مسطور، في رَقٍّ منشور، بِقَدَر مقدور، على نبيٍّ مَحبور، الحمدُ للهِ الذي هو بالعِزِّ مذكور، وبالفخرِ مشهور، وعلى السرّاءِ والضرّاءِ مشكور، وصلّى الله على سيّدنا محمّد وآله الطاهرين ».
قال سلمان: فتعلمتُهنّ، فواللهِ لقد علّمتُهنّ أكثرَ مِن ألفِ نَفْسٍ من أهل المدينة ومكّة ممّن بهم الحُمّى، فكلٌّ برئ من مرضه بإذن الله تعالى (96).

 

من تعليم الرسول صلّى الله عليه وآله لفاطمة عليها السّلام

• روى الشيخ الكُليني عن زرارة، عن الإمام الصادق عليه السّلام قال: جاءت فاطمة تشكو إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله بعض أمرها، فأعطاها رسولُ الله صلّى الله عليه وآله كُربة (97) وقال: تعلّمي ما فيها، فإذا فيها « من كانَ يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخِر فلا يؤذي جارَه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليُكرِم ضيفَه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلْيقُل خيراً أو يسكت » (98).
• روى الراوندي في الدعوات عن سُوَيد بن غفلة، قال: أصابت عليّاً عليه السّلام شدّة، فأتت فاطمة عليها السّلام رسولَ الله صلّى الله عليه وآله فدقّت الباب، فقال: أسمع حسّ حبيبي بالباب، يا أمّ أيمن قومي وانظري. ففتحتْ لها الباب، فدخلت، فقال صلّى الله عليه وآله: لقد جئتِنا في وقتٍ ما كنتِ تأتينا في مثله! فقالت فاطمة: يا رسولَ الله، ما طعام الملائكة عند ربّنا ؟ فقال: التحميد. فقالت: ما طعامنا ؟ قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: والذي نفسي بيده ما أقتبِس في آل محمّد شهراً ناراً، وأُعلّمكِ خمس كلماتٍ علّمنيهنّ جبرئيل عليه السّلام. قالت: يا رسول الله، ما الخمس الكلمات ؟ قال: « يا ربَّ الأوّلينَ والآخِرين، يا ذا القوّةِ المتين، ويا راحمَ المساكين، ويا أرحمَ الراحمين ». ورجعت، فلمّا أبصرها عليّ عليه السّلام، قال: بأبي أنتِ وأمّي، ما وراءك يا فاطمة ؟ قالت: ذهبتُ للدنيا وجئتُ للآخرة. قال عليّ عليه السّلام: خيرٌ أمامَكِ، خير أمامَك (99).

 

مصحف فاطمة عليها السّلام

• روى الكلينيّ عن أبي عبيدة، قال: سأل أبا عبدالله ( الصادق عليه السّلام ) بعضُ أصحابنا عن الجفَرْ، فقال: هو جِلد ثور مملوء عِلماً. قال له: فالجامعة ؟ قال: تلك صحيفة طولها سبعون ذراعاً في عُرض الأديم مثل فخذ الفالج، فيها كلُّ ما يحتاج الناس إليه، وليس من قضيّة إلاّ وهي فيها، حتّى أرش الخَدش.
قال: فمصحف فاطمة عليها السّلام ؟ قال: فسكت ( الإمام الصادق عليه السّلام ) طويلاً، ثمّ قال: إنّكم لَتبحثون عمّا تريدون وعمّا لا تريدون، إنّ فاطمة عليها السّلام مَكثَتْ بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله خمسةً وسبعين يوماً، وكان دَخَلَها حُزنٌ شديد على أبيها، وكان جبرائيل يأتيها فيُحسن عزاءها على أبيها ويُطيّب نفسَها ويُخبرها عن أبيها ومكانه، ويُخبرها بما يكون بعدها في ذُرّيّتها، وكان عليّ عليه السّلام يكتب ذلك.. فهذا مصحف فاطمة عليها السّلام (100).
• وروى الكليني عن حمّاد بن عثمان، عن الإمام الصادق عليه السّلام، أنّه سُئل عن مصحف فاطمة عليها السّلام، فقال:
إنّ الله تعالى لمّا قَبضَ نبيّه صلّى الله عليه وآله دخل على فاطمة عليها السّلام من وفاته من الحزن ما لا يعلمه الاّ الله عزّوجل، فأرسلَ اللهُ إليها مَلَكاً يُسلّي غمّها ويُحدِّثها، فشكتْ ذلك إلى أمير المؤمنين عليه السّلام، فقال: إذا أحسَستِ بذلك وسمعتِ الصوتَ قولي لي، فأعلمَتْه بذلك، فجعل أمير المؤمنين عليه السّلام يكتب كلّ ما سمع.. حتّى أثبت من ذلك مُصحفاً. قال: ثمّ قال: أما إنّه ليس فيه شيءٌ من الحلال والحرام، ولكنْ فيه عِلمُ ما يكون (101).

 

الزهراء عليها السّلام المحدَّثة

• روى ابن شهرآشوب عن سُلَيم، قال: سمعتُ محمّد بن أبي بكر قرأ ( قوله تعالى ) وما أرسَلْنا مِن قَبلِكَ مِن رَسولٍ ولا نَبيّ.. ولا مُحدَّث. قلت: وهل تُحدِّث الملائكةُ إلاّ الأنبياء ؟ قال: مريم، ولم تكن نبيّة وكانت مُحدَّثة، وأمّ موسى ولم تكن نبيّة وكانت محدَّثة، وسارة وقد عاينت الملائكةَ فبشّروها بإسحاق ومن وراء إسحاقَ يعقوب ولم تكن نبيّة، وفاطمة عليها السّلام كانت محدَّثة ولم تكن نبيّة (102).
فاطمة عليها السّلام بضعةُ مدينة العِلم
• روى أبو نعيم الاصفهاني عن أنس، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: ما خيرٌ للنساء ؟ فلم نَدْرِ ما نقول، فسارَ عليٌّ إلى فاطمة فأخبرها بذلك، فقالت: فهلاّ قلتَ له: « خيرٌ لهنّ أن لا يَرَينَ الرجالَ ولا يَرَونهنّ »، فرجع فأخبره بذلك، فقال له: مَن عَلّمك هذا ؟ قال: فاطمة، قال: إنّها بضعة منّي (103).

 

حديث فاطمة عليها السّلام

• روى الطبري في دلائل الإمامة عن الإمام الحسين عليه السّلام، عن أمّه فاطمة عليها السّلام، قالت: قال لي أبي رسول الله صلّى الله عليه وآله: إيّاكِ والبُخل؛ فإنّه عاهةٌ لا تكون في كريم. إيّاكِ والبُخل؛ فإنّه شجرةٌ في النار وأغصانُها في الدنيا، فمن تعلّق بغُصنٍ من أغصانها أدخله النار. والسخاء شجرةٌ في الجنّة وأغصانها في الدنيا، فمن تعلّق بغضن من أغصانها أدخله الجنّة (104).
• روى الطبري في دلائل الإمامة عن ابن مسعود، قال: جاء رجل إلى فاطمة عليها السّلام فقال: يا ابنةَ رسولِ الله، هل تَركَ رسولُ الله صلّى الله عليه وآله عندكِ شيئاً تُطرِفينيه ؟
فقالت: يا جارية، هاتِ تلك الحريرة! فطَلَبتها فلم تَجدها، فقالت: وَيحكِ اطلبيها، فإنّها تعدل عندي حسناً وحسيناً. فطلبتها فإذا هي قد قمّمتها في قمامتها، فإذا فيها:
قال محمّد النبيّ صلّى الله عليه وآله: ليس من المؤمنينَ مَن لم يأمَنْ جارُه بوائقَه، ومَن كانَ يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخِر فلا يؤذي جارَه، ومَن كان يؤمنُ بالله واليومِ الآخر فليقُل خيراً أو يسكت. إنّ الله يُحبّ الخيِّرَ الحليم المتعفّف، ويُبغض الفاحشَ الضَّنين السَّئّال المُلحِف. إنّ الحياءَ من الإيمان، والإيمانُ في الجنّة، وإنّ الفُحشَ من البَذاء، والبذاءُ في النار (105).
• روى الصدوق عن الإمام الحسين بن علي عليهما السّلام، عن أمّه فاطمة بنت محمّد صلّى الله عليه وآله، قالت:
خرج علينا رسول الله صلّى الله عليه وآله عشيّةَ عرفة فقال: إنّ الله تبارك وتعالى باهى بكم وغفر لكم عامّةً ولعليّ خاصّة، وإنّي رسول الله إليكم غير مُحابٍ لقرابتي.. هذا جبرئيل يُخبرني أنّ السعيد كلّ السعيد حقّ السعيد من أحبّ عليّاً في حياته وبعد موته، وأنّ الشقيّ كلّ الشقيّ حقّ الشقيّ مَن أبغض عليّاً في حياته وبعد وفاته (106).
• روى الطبري في دلائل الإمامة عن فاطمة الصغرى، عن أبيها، عن فاطمة الكبرى عليها السّلام، قالت: قال النبيّ صلّى الله عليه وآله:
لكلّ نبيٍّ عُصبة (107) ينتمون إليه، وإنّ فاطمة عُصبتي إليَّ تنتمي (108).
• وروى الطبري عن فاطمة بنت الحسين، عن أبيها، عن أمّه فاطمة ابنة رسول الله صلّى الله عليه وآله، قالت: قال صلّى الله عليه وآله.
خِيارُكم أليَنكُم مناكبه وأكرمكم لنسائهم (109).
• روى الخزّاز القمّي في كفاية الأثر عن محمد بن علي بن عبدالمهيمن بن عباس بن سعد الساعدي، قال: سألت فاطمة صلوات الله عليها عن الأئمّة، فقالت: سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: الأئمّة بعدي عدد نُقباء بني إسرائيل (110).
• وروى الخزّاز القمّي عن زينب بنت عليّ عليه السّلام، عن فاطمة عليها السّلام، قالت: دخل إليّ رسول الله صلّى الله عليه وآله عند ولادتي الحسينَ عليه السّلام، فناولتُه إيّاه في خِرقة صفراء، فرمى بها وأخذ خِرقة بيضاء ولفّه فيها، ثمّ قال: خُذيه يا فاطمة، فإنّه إمامٌ ابن إمام، أبو الأئمّة التسعة، من صُلبه أئمّة أبرار، والتاسع قائمُهم (111).
• وروى الخزّاز عن أبي ذر رضي الله عنه، قال: سمعتُ فاطمة عليها السّلام تقول: سألتُ أبي عليه السّلام عن قول الله تبارك وتعالى وعلَى الأعرافِ رِجالٌ يَعرفونَ كُلاًّ بِسِيماهُم ، قال: هم الأئمّة بعدي: عليّ، وسبِطاي، وتسعة من صُلب الحسين، هم رجال الأعراف، لا يَدخل الجنّةَ إلاّ مَن يعرفهم ويعرفونه، ولا يدخل النار إلاّ مَن أنكرهم ويُنكرونه، لا يُعرَف الله إلاّ بسبيل معرفتهم (112).
• روى الطبري عن زينب بنت أبي رافع، عن فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله، أنّها أتت رسولَ الله بالحسن والحسين في مرضهِ الذي تُوفّي فيه، فقالت: يا رسولَ الله، إنّ هذين لم تورّثهما شيئاً، فقال: أمّا الحسن فله هَيبتي وسُؤددي، وأمّا الحسين فله جُرأتي وجُودي (113).
صور من كتمان الزهراء عليها السّلام للسرّ
عدم إفشائها عليها السّلام سرَّ رسول الله صلّى الله عليه وآله
• روى أحمد في المسند عن عائشة، قالت: أقبلَتْ فاطمة تمشي كأنّ مِشيتها مِشية رسول الله صلّى الله عليه وآله، فقال: مرحباً بابنتي. ثمّ أجلسها عن يمينه أو عن شماله، ثمّ أنّه أسرّ إليها حديثاً فبكت، فقلتُ لها: استخصّك رسول الله صلّى الله عليه وآله حديثه ثمّ تبكين ؟! ثمّ أنّه أسرّ إليها حديثاً فضحكت، فقلت: ما رأيتُ كاليوم فرحاً أقرب من حُزن، فسألتُها عمّا قال، فقالت: ما كنتُ لأُفشي سرّ رسول الله صلّى الله عليه وآله. حتّى إذا قُبض النبيّ صلّى الله عليه وآله فقالت: إنّه أسرّ إليّ فقال: إنّ جبرئيل عليه السّلام كان يعارضني بالقرآن في كلّ عام مرّة، وإنّه عارضني به العام مرّتَين، ولا أراه إلاّ قد حَضَر أجلي، وإنّكِ أوّلُ أهل بيتي لُحوقاً بي، ونِعم السلف أنا لكِ.. فبكيتُ لذلك، ثمّ قال: ألا ترضين أن تكوني سيّدةَ نساء هذه الأمّة ؟! ـ أو نساء المؤمنين ـ قالت: فضحكتُ لذلك (114).
ماذا أسرّ النبيّ صلّى الله عليه وآله إلى فاطمة عليها السّلام ؟
• روى الدولابي في « الذريّة الطاهرة » عن عائشة، قالت: ما رأيتُ أحداً أشبَهَ حديثاً وكلاماً برسولِ الله صلّى الله عليه وآله من فاطمة، وكانت إذا دَخَلتْ عليه أخذ بيدها فقبّلها، وأجلسها في مجلسه، وكان إذا دخل عليها قامت إليه فقبّلَتْهُ وأخذتْ بيده فأجلسته في مكانها.
فدخلتْ عليه في مرضه الذي تُوفّي فيه، فأسرّ إليها فبكت، ثمّ أسرّ إليها فضحكتْ...
فسألتُها، فقالت: إنّي إذاً لَبَذِرَة! (115).
فلمّا تُوفّي رسول الله صلّى الله عليه وآله سألتُها، فقالت: أسَرَّ إليّ فأخبرني أنّه ميّت، فبكيت، ثمّ أسرّ إليّ أنّي أوّل أهله لُحوقاً به، فضحكت (116).
صور من صدق فاطمة عليها السّلام
أنّها الصدّيقة
• روى محب الدين الطبري أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال لعليّ عليه السّلام: أُوتيتَ ثلاثاً لم يُؤتهنّ أحدٌ ولا أنا: أوتيتَ صِهراً مثلي، ولم أُوتَ أنا مثلي. وأوتيتَ زوجةً صدّيقةً مثل ابنتي، ولم أُوت مثلها زوجة. وأُوتيتَ الحسن والحسين من صُلبك، ولم أُوتَ من صلبي مثلهما، ولكنّكم منّي وأنا منكم (117).
• وروى أبو نعيم الاصفهاني عن عائشة، قالت: ما رأيتُ أحداً قطّ أصدق لهجةً من فاطمة غير أبيها (118).
كونوا مع الصادقين
• وقال سِبط ابن الجوزي الحنفي: قال علماء السير في قوله تعالى يا أيُّها الذينَ آمنوا اتّقوا اللهَ وكونُوا مَعَ الصادِقين (119): معناه « كونوا مع عليّ وأهل بيته عليهم السّلام ». قال ابن عبّاس: عليّ سيّد الصادقين (120).
عائشة تخاصم فاطمة عليها السّلام وتستشهد بكلامها
• روى ابن شهرآشوب أنّه كان بين فاطمة عليها السّلام وعائشة شيء، فقالت عائشة: يا رسول الله، سَلها فإنّها لا تكذب (121).
صور من إيثار الزهراء عليها السّلام
إيثارها بلقمة العيش
• روى الراوندي عن جابر بن عبدالله، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله أقام أيّاماً ولم يَطْعَم طعاماً، حتّى شَقَّ ذلك عليه، فطاف في ديار أزواجه فلم يُصِبْ عند أحدهنّ شيئاً، فأتى فاطمة فقال: يا بُنيّة، هل عندكِ شيءٌ آكله، فإنّي جائع ؟ قالت: لا والله، بنفسي وأمّي.
فلمّا خرج عنها بَعَثتْ جارةٌ لها رغيفَين وبضعة لحم، فأخذَتْهُ ووضعتْه في جَفنة وغَطّت عليها وقالت: واللهِ لأُؤثِرَنّ بهذا رسولَ الله صلّى الله عليه وآله على نفسي وعن غيري ـ وكانوا محتاجين إلى شبعة طعام ـ فبَعَثتْ حسناً أو حسيناً إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله، فرجع إليها، فقالت: قد أتانا اللهُ بشيء، فخبّأتُه لك.
فقال: هلمّي يا بُنيّة، فكشفت الجَفنة فإذا هيَ مملوءة خبزاً ولحماً، فلمّا نظرتْ إليها بهتت وعرفت أنّه من عند الله، فحمدت الله وصلّت على نبيّه ـ أبيها ـ وقدّمَتْهُ إليه، فلمّا رآه حمد الله، وقال: مِن أين لكِ هذا ؟ قالت: « هو مِن عِندِ اللهِ إنّ اللهَ يَرزُقُ مَن يشاءُ بغَيْرِ حِساب » (122).
قصّة النَّذْر
• روى علماء الفريقين أن الحسن والحسين عليهما السّلام مَرِضا، فنذر عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السّلام صيام ثلاثة أيّام، فلمّا عافاهما الله أخذ عليّ عليه السّلام من يهوديّ ثلاث جزّات صوف لتغزلها فاطمة عليها السّلام بثلاثة أصواع شعير، فصاموا وغزلت ( فاطمة ) جزّة، ثمّ طحنت صاعاً من شعير وخبزته، فلمّا كان عند الإفطار أتى مسكين فأعطوه طعامهم ولم يذوقوا إلاّ الماء.
ثمّ غزلت جزّة أخرى من الغد، ثمّ طحنت صاعاً وخبزته، فلمّا كان عند الإفطار أتى يتيم، فأعطوه طعامهم ولم يذوقوا إلاّ الماء.
وغزلت اليوم الثالث الجزّة الباقية ثمّ طحنت الصاع وخبزته، فأتى أسير عند الافطار، فأعطوه طعامهم، فنزل في حقّهم سورة « هل أتى » (123).
• وروى فرات الكوفي في تفسيره عن أبي سعيد الخدري، قال: أصبح عليّ بن أبي طالب عليه السّلام ذات يوماً فقال: يا فاطمة، عندكِ شيء تُغذّينيه ؟
قالت: لا والذي أكرم أبي بالنبوّة وأكرمك بالوصيّة، ما أصبَحَ الغداةَ عندي شيء أُغذّيكَه، وما كان شيء أُطعمناه مذ يومَين إلاّ شيءٌ كنتُ أُؤثركَ به على نفسي وعلى ابنيّ هذين الحسن والحسين. فقال عليّ عليه السّلام: يا فاطمة، ألا كنتِ أعلمتِني فأبغيكمِ شيئاً! فقالت: يا أبا الحسن، إنّي لأستحيي من إلهي أن تُكلّف نفسَك ما لا تقدر عليه (124).
قصّة العِقد
• روى الطبري في بشارة المصطفى عن جابر بن عبدالله أنّ شيخاً من العرب أتى إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله فقال له: يا نبيَّ الله، أنا جائع الكبد فأطعمني، وعاري الجسد فاكسُني، وفقير فارشني.
فقال صلّى الله عليه وآله: ما أجد لكَ شيئاً، ولكنّ الدالّ على الخير كفاعله، انطلِق إلى منزل مَن يُحبّ اللهَ ورسولَه ويحبّه اللهُ ورسولُه، يؤثر اللهَ على نفسه، انطلِق إلى حجرة فاطمة ـ وكان بيتها مُلاصِقاً لبيت رسول الله صلّى الله عليه وآله الذي ينفرد به لنفسه من أزواجه ـ فانطلق الأعرابي مع بلال إلى باب فاطمة فنادى بأعلى صوته: السلام عليكم يا أهل بيت النبوّة ومُختلَف الملائكة ومَهبِط جبرئيلِ الرُّوح الأمين، بالتنزيل من عِند ربّ العالمين، فقالت فاطمة: وعليكَ السلام، فمَن أنتَ يا هذا ؟ قال: شيخٌ من العرب أقبلتُ على أبيكِ سيّد البشر مهاجراً من شقّة، وأنا ـ يا بنتَ محمّد ـ عاري الجَسَد، جائع الكبد، فواسيني يرحمكِ الله. وكان لفاطمة وعليّ في تلك الحال ورسول الله صلّى الله عليه وآله ثلاثاً ما طعموا فيها طعاماً، وقد عَلِم رسول الله صلّى الله عليه وآله ذلك من شأنهما.
فعَمَدتْ فاطمة إلى جلدِ كبشٍ مدبوغ بالقرظ كان ينام عليه الحسن والحسين، فقالت: خُذ هذا أيّها الطارق، فعسى الله أن يُتاح لك ما هو خير منه، قال الأعرابي: يا بنت محمّد، شكوتُ إليك الجوع، فناولتني جلد كبش، ما أنا صانع به مع ما أجد من السَّغَب ؟!
قال ( جابر ): فعمدتْ لمّا سمعت هذا من قوله ـ إلى عقد كان في عنقها أهدته لها فاطمة بنت عمّها حمزة بن عبدالمطلب، فقطعته من عنقها ونبذته إلى الأعرابي فقالت: خُذه وبِعْه، فعسى الله أن يعوّضك به ما هو خير منه.
ثمّ إنّ الأعرابي أخذ العِقد إلى مسجد رسول الله صلّى الله عليه وآله، فأراه للنبيّ صلّى الله عليه وآله وأخبره بما قالت له فاطمة عليها السّلام، فاشتراه منه عمّار بن ياسر بعشرين ديناراً ومائتي درهم هَجَريّة وبُردة يَمانيّة وراحلته وبشبعة من خبز البُرّ واللحم (125).
الإيثار حتّى في الدعاء
• روى الشيخ الصدوق عن الإمام موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه عليهم السّلام، قال: كانت فاطمة عليها السّلام إذا دَعَت تدعو للمؤمنين والمؤمنات ولا تدعو لنفسها، فقيل لها: يا بنتَ رسول الله، إنّك تدعين للناس ولا تدعين لنفسك!
فقالت: الجار.. ثمّ الدار (126).
إيثارها الأعرابيَّ على نفسها وولديها
• روى المجلسي أنّ أحد أعراب بني سُلَيم آمنَ بالنبيّ صلّى الله عليه وآله يوماً بعد أن شاهد معجزةً من معجزاته صلّى الله عليه وآله، ثمّ شكا له فاقته، فطلب النبيّ صلّى الله عليه وآله من أصحابه أن يحملوه على ناقة وأن يُتوّجوه بعمامة، وأن يزوّدوه زاداً في سفره إلى قومه، فأعطاه سعد بن عبادة ناقته، وأعطاه أمير المؤمنين عليه السّلام عمامته، وقام سلمان فدار على بيوت أزواج النبيّ صلّى الله عليه وآله فلم يجد عندهن شيئاً، فتوجّه إلى بيت فاطمة عليها السّلام وشرح لها قصّة الأعرابي، فقالت له: يا سلمان، والذي بعث محمداً صلّى الله عليه وآله بالحقّ نبيّاً، إنّ لنا ثلاثاً ما طعمنا، وإنّ الحسن والحسين قد اضطربا علَيّ من شدّة الجوع، ثمّ رقدا كأنّهما فرخان منتوفان، ولكن لا أردُّ الخيرَ إذا نزل الخيرُ ببابي.
يا سلمان، خُذ دِرعي هذا ثمّ امضِ به إلى شمعون اليهودي وقُل له: تقول لك فاطمة بنت محمّد: أقرضني عليه صاعاً من تمر وصاعاً من شعير أردّه عليك إن شاء الله تعالى.
قال: فأخذ شمعون الدرع.. ثمّ جعل يقلّبه في كفّه وعيناه تذرفان بالدموع وهو يقول: يا سلمان، هذا هو الزهد في الدنيا، هذا الذي أخبَرَنا به موسى بن عمران في التوراة، أنا أشهد أن لا إله إلاّ الله، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله. فأسلم ( شمعون ) وحَسُن إسلامُه.
ثمّ دفع إلى سلمان صاعاً من تمر وصاعاً من شعير، فأتى به سلمان إلى فاطمة فطحنتْهُ بيدها واختبزتْهُ خبزاً، ثمّ أتتْ به إلى سلمان فقالت له: خُذه وامضِ به إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله.
قال: فقال لها سلمان: يا فاطمة، خُذي منه قُرصاً تعلّلين به الحسن والحسين، فقالت: يا سلمان، هذا شيءٌ لله عزّوجلّ، لسنا نأخذ منه شيئاً (127).


67 ـ الخرائج والجرائح 529:2 ـ 530 / ح 4.
68 ـ عنه: بحار الأنوار للمجلسي 85:43 ـ 86 ، والآية 5 من سورة الضحى.
69 ـ العدوى: طلبك إلى والٍ ليعيدك على مَن ظملك، أي ينتقم منه باعتدائه عليك.
70 ـ النَّهْنَهة: الكَفّ. تقول « نَهْنَهتُ فلاناً » إذا كففته فكَفَّ.
71 ـ الاحتجاج للطبرسي 253:1 ـ 284 / ح 49 ، خطبة الزهراء عليها السّلام.
72 ـ بحار الأنوار 152:43 / ح 10 عن دعوات الراوندي.
73 ـ علل الشرايع للصدوق 206:1 / ح 3 ـ الباب 156، بحار الأنوار 245:43 / ح 20.
74 ـ المَسَكة: السوار والخلخال، والورق: الفضّة.
75 ـ أمالي الصدوق 195 / ح 7 ، المجلس 41.
76 ـ بحار الأنوار 26:43 ـ 27 / ح 28.
77 ـ عنهما: المناقب لابن شهرآشوب 342:3 ، والآية 5 من سورة الضحى.
78 ـ عنه: المناقب لابن شهرآشوب343:3.
79 ـ بحار الأنوار 47:43 / ح 46.
80 ـ القصص: 60.
81 ـ الدروع الواقية لابن طاووس 274 ـ 276.
82 ـ مكارم الأخلاق للطبرسي 212 ـ 213 / ح 632.
83 ـ عنه: بحار الأنوار 15:43 / ذيل ح 13.
84 ـ دلائل الإمامة للطبري 42، بحار الأنوار للمجلسي 218:43 / ح 50.
85 ـ مقتل الحسين عليه السّلام للخوارزمي 72:1 ـ 76. بحار الأنوار 69:43 ـ 73 / ح 61.
86 ـ المناقب لابن شهرآشوب 323:3 ـ 324.
87 ـ المناقب لابن شهرآشوب 325:3.
88 ـ المناقب لابن شهرآشوب 325:3.
89 ـ المناقب لابن شهرآشوب 333:3.
90 ـ مسند أحمد 259:3 / ح 13754 ، و 285:3 / ح 14072 والآية في سورة الأحزاب:33.
91 ـ الخزيرة: مرقة.
92 ـ مسند أحمد 292:6 / ح 25969.
93 ـ المناقب لابن شهرآشوب 321:3.
94 ـ علل الشرايع للصدوق 179:1 / ح 4 ـ الباب 142.
95 ـ بحار الأنوار للمجلسي 13:43 ـ 14.
96 ـ مُهج الدعوات لابن طاووس 17 ـ 19، بحار الأنوار للمجلسي 66:43 ـ 68 / ح 59.
97 ـ كَرَب النخل: أصول السعف.
98 ـ الكافي للكليني 187:1 ـ 188 / ح 5، بحار الأنوار للمجلسي 62:43 / ح 52.
99 ـ عنه: بحار الأنوار 152:43 ـ 153 / ح 10.
100 ـ الكافي للكُليني 187:1 ـ 188 / ح 5، بحار الأنوار 195:43 / ح 22.
101 ـ الكافي للكليني 186:1 ـ 187 / ح 2.
102 ـ المناقب لابن شهرآشوب 336:3.
103 ـ حلية الأولياء لأبي نعيم الاصفهاني 40:2 ـ 41.
104 ـ دلائل الإمامة للطبري 4.
105 ـ دلائل الإمامة للطبري 1، عوالم العلوم للبحراني 188:11.
106 ـ أمالي الصدوق 153 / ح 8 ـ المجلس 34.
107 ـ عُصبة الرجل: بَنوه وقرابته لأبيه، سُمّوا عُصبة لأنّهم عَصَبُوا بنَسبه، أي استَكَفُّوا به.
108 ـ دلائل الإمامة للطبري 8.
109 ـ دلائل الإمامة للطبري 7.
110 ـ كفاية الأثر للخزّاز القمّي 197.
111 ـ كفاية الأثر للخزّاز 194.
112 ـ كفاية الأثر للخزّاز 194 ـ 195.
113 ـ دلائل الإمامة للطبري 3.
114 ـ مسند أحمد 282:6 / ح 25874، صحيح مسلم 1905:4 / ح 2450.
115 ـ البَذِرة: التي تُفشي السرّ.
116 ـ الذريّة الطاهرة للدولابي 139 ـ 140 / ح 175، ذخائر العقبى لمحبّ الدين الطبري 40 ـ 41.
117 ـ الرياض النضرة لمحبّ الدين الطبري 202:2.
118 ـ حلية الأولياء لأبي نعيم الاصفهاني 41:2 ـ 42.
119 ـ التوبة: 119.
120 ـ تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي 16 / الباب الثاني.
121 ـ المناقب لابن شهرآشوب 341:3، حلية الأولياء لأبي نعيم الإصفهاني 42:2.
122 ـ الخرايج والجرايح للراوندي 528:2 ـ 529 / ح 3، والآية 37 من سورة آل عمران.
123 ـ الخرايج والجرايح للراوندي 539:2 / ح 15، منهاج الكرامة للعلاّمة الحلّي 132 ـ 133 نقلاً عن تفسير الثعلبي، تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي 313 ـ 315 ، ب 11.
124 ـ تفسير فرات الكوفي 83 / ح 60 ـ ذيل الآية 37 من سورة آل عمران.
125 ـ بشارة المصطفى 137 ـ 139؛ بحار الأنوار 56:43 ـ 58.
126 ـ علل الشرايع للصدوق 182:1 / ح 2.
127 ـ بحار الأنوار، للمجلسي 69:43 ـ 73 ( مختصراً ).

أضف تعليقك

تعليقات القراء

ليس هناك تعليقات
*
*

شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية