شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية

شيخ البطحاء أبو طالب عليه السلام

0 المشاركات 00.0 / 5
شيخ البطحاء أبو طالب عليه السلام

الحاج حسين الشاكري

أشعار مؤمن قريش
وأما أشعاره التي يرويها أرباب السير والتأريخ في صحاحهم ومسانيدهم على اختلاف مللهم ونحلهم ونزعاتهم ، فهي واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار ، ومتواترة تواترا لا يمكن الطعن فيه ، تدل على إيمان أبي طالب ويقينه برسالة السماء ومن جاء بها وصدقه وأمانته ، وأنه يوحى إليه من ربه وأنه خاتم الرسل والأنبياء ( صلى الله عليه وآله ) .
وسيأتي ذكر القصيدة اللامية التي نقلها اللواء إبراهيم رفعت باشا ، أمير الحج المصري وقائد حرس حملة الكسوة الشريفة للكعبة قبل مئة عام تقريبا في كتابه
-( مرآة الحرمين ) . وإليك هذه الشذرات من أشعاره ذكرها ونقلها بعض الكتاب والمؤلفين والعلماء من القدماء والمعاصرين على سبيل المثال لا الحصر .
في كتاب الإفصاح  ، للعلامة الشيخ المفيد عليه الرحمة ، المتوفى عام 314 ه‍ ، وفي آخره رسالة ملحقة بعنوان ( إيمان أبي طالب ) : ومما يدل على إيمان أبي طالب وحسن إسلامه ونصرته في الدفاع عن الرسول ورسالته قصائدة ونظمه المؤيد لذلك ، وهي مشهورة ومتواترة على الإجماع . وإليك هذه الشذرات مما قاله :

ألا من لهم آجز الليل مقتم * طواني وأخرى النجم لما تقحم

إلى قوله :

ترجون أن نسخو بقتل محمد * ولم تختضب سمر العوالي من الدم
كذبتم وبيت الله حتى تفرقوا * جماجم تلقى بالحطيم وزمزم
وتقطع أرحام وتنسى خليلة * خليلا ويغشى محرم بعد محرم
وينهض قوم في الحديد إليكم * يذودون عن أحسابهم كل مجرم
على ما أتى من بغيكم وضلالكم * وعصيانكم في كل أمر ومظلم
بظلم نبي جاء يدعو إلى الهدى * وأمر أتى من عند ذي العرش مبرم
فلا تحسبونا مسلميه ومثله * إذا كان في قوم فليس بمسلم

أفلا يرون الخصومة إلى هذا الحد من أبي طالب في نصرة نبي الله ( صلى الله عليه وآله ) ، والتصريح بنبوته ، والإقرار بها من عند الله عز وجل ، والشهادة بحقه ، فيتدبرون ذلك ، أم على قلوب أقفالها ؟ !
ومنه قوله ( رضي الله عنه ) :

تطاول ليلي بهم نصب * ودمع كسح السقاء السرب
للعب قصي بأحلامها * وهل يرجع الحلم بعد اللعب

إلى قوله ( رضي الله عنه ) :

قالوا لأحمد أنت امرؤ * خلوف الحديث ضعيف النسب
ألا إن أحمد قد جاءهم * بحق ، ولم يأتهم بالكذب

وفي هذا البيت صرح بالإيمان برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . ومنه قوله ( رضي الله عنه ) :

أخلتم بأنا مسلمون محمدا * ولما نقاذف دونه بالمراجم

أمينا حبيبا في البلاد مسوما * بخاتم رب قاهر للخواتم
يرى الناس برهانا عليه وهيبة * وما جاهل في فضله مثل عالم
نبيا أتاه الوحي من عند ربه * فمن قال لا يقرع بها سن نادم
تطيف به جرثومة هاشمية * تذبب عنه كل باغ وظالم

ومنه قوله ( رضي الله عنه ) :

ألا أبلغا عني على ذات بينها * لؤيا وخصا من لؤي بني كعب
ألم تعلموا أنا وجدنا محمدا * نبيا كموسى خط في أول الكتب ؟
وأن عليه في العباد محبة * ولا شك في من خصه الله بالحب

وفي هذا الشعر والذي قبله محض الإقرار برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وبالنبوة وصريح بلا ارتياب .
ومن ذلك قوله ( رضي الله عنه ) :

ألا من لهم آخر الليل منصب * وشعب العصا من قومك المتشعب

إلى قوله :

وقد كان في أمر الصحيفة عبرة * متى ما تخبر غائب القوم يعجب ( 1 )
محا الله منها كفرهم وعيوبهم * وما نقموا من باطل الحق مقرب فكذب ( 2 )
ما قالوا من الأمر باطلا * ومن يختلق ما ليس بالحق يكذب
وأمسى ابن عبد الله فينا مصدقا * على سخط من قومنا غير معتب
فلا تحسبونا مسلمين محمدا * لذي غربة منا ولا متغرب
ستمنعه منا يد هاشمية * مركبها في الناس خير مركب

ومن ذلك قوله ( رضي الله عنه ) :

إذا قيل من خير هذا الورى * قبيلا ، وأكرمهم اسره ؟
أناف بعبد مناف أبي * أبو نضلة هاشم الغره ( 1 )
وقد حل مجد بني هاشم * مكان النعائم والزهره
وخير بني هاشم أحمد * رسول المليك على فتره

فإن لم يكن في ذلك شهادة للنبي ( صلى الله عليه وآله ) بالنبوة ، فليس في ظاهر الآية شهادة ، وهذا ما لا يرتكبه عاقل له معرفة بأدنى معرفة أهل اللسان .
ومنه قوله في ذكر الآيات للنبي ( صلى الله عليه وآله ) ودلائله ، وقول بحيراء الراهب فيه ، وذاك أن أبا طالب ( رضي
الله عنه ) لما أراد الخروج إلى الشام ترك رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إشفاقا عليه ، ولم يعمل على استصحابه ، فلما
ركب أبو طالب ( رضي الله عنه ) بلغه ذلك ، فتعلق رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بالناقة وبكى ، وناشده الله في إخراجه معه ، فرق له أبو طالب وأجابه إلى استصحابه . فلما خرج معه أظلته الغمامة ، ولقيه بحيراء الراهب ، فأخبره
بنبوته ، وذكر له البشارة في الكتب الأولى ، فقال أبو طالب ( رضي الله عنه ) :

إن الأمين محمدا في قومه * عندي يفوق منازل الأولاد
لما تعلق بالزمان ضممته * والعيس قد قلصن بالأزواد
حتى إذا ما القوم بصرى عاينوا * لاقوا على شرف من المرصاد
حبرا فأخبرهم حديثا صادقا * عنه ورد معاشر الحساد

ومنه أيضا قوله يحض النجاشي على نصر النبي ( صلى الله عليه وآله ) :

تعلم مليك الحبش أن محمدا * نبي كموسى والمسيح بن مريم
أتى بهدى مثل الذي أتيا به * فكل بأمر الله يهدي ويعصم
وإنكم تتلونه في كتابكم * بصدق حديث لا حديث المبرجم
وإنك ما تأتيك منا عصابة * بفضلك إلا عاودوا بالتكرم
فلا تجعلوا لله ندا وأسلموا * فإن طريق الحق ليس بمظلم

أضف تعليقك

تعليقات القراء

ليس هناك تعليقات
*
*

شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية