شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية

مناقب أمير المؤمنين عليه السلام

0 المشاركات 00.0 / 5

مناقب أمير المؤمنين عليه السلام

من كتاب ( الرياض النضرة )

لمحبّ الدين الطبري الشافعي ( ت 694 هـ )

قال في نسب الإمام عليٍّ عليه السلام: هو أقربُهم من رسول الله صلّى الله عليه وآله نسباً، فيُقال: القُرشي، الهاشمي، ابن عمّ رسول الله صلّى الله عليه لأبَوَيه.
أُمّه: فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبدمَناف.. أوّل هاشميّةٍ وَلَدَت هاشميّاً. تولّى دفنَها النبيُّ وأشعَرَها قميصه واضطجع في قبرها.
وقال في اسمه وكنيته: لم يَزَل اسمه في الجاهليّة عليّاً، ويُكنّى أبا الحسن، سمّاه رسول الله صلّى الله عليه وآله صِدّيقاً، قال: الصدّيقون ثلاثة: حبيب بن مرّي النجّار مؤمن آل ياسين الذي قال: يا قَومِ اتَّبِعُوا المرسَلين ، وحزقيلُ مؤمن آل فرعون الذي قال: أتقتلون رجلاً أن يقول ربّيَ الله ؟! « وعليُّ بن أبي طالب الثالث وهو أفضلُهم ». وكنّاه بأبي الريحانتَين، عن جابر بن عبدالله: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله لعليّ بن أبي طالب: « سلامٌ عليك أبا الريحانتين، فعَن قليل يذهب رُكناك، واللهُ خليفتي عليك ». فلمّا قُبض رسول الله صلّى الله عليه وآله قال عليّ: « هذا أحدُ الركنَين الذي قال صلّى الله عليه وآله »، فلمّا ماتت فاطمة قال: « هذا الركنُ الآخَر الذي قال صلّى الله عليه وآله ».
وكان يُلقَّب بيعسوب الأُمّة، وبالصدّيق الأكبر، عن أبي ذرّ قال: سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول لعليّ: « أنت الصدّيق الأكبر، وأنت الفاروق الذي تُفرِّق بين الحقّ والباطل »، وفي رواية: « وأنت يعسوب الدِّين » شرح: يعسوب الدين: سيّده ورئيسه.
ويُلقَّب بـ: بَيضة البلد، وبالأمين، وبالشريف، وبالهادي وبالمهتدي، وذي الأُذُن الواعية.
وفي إسلامه قال المحبّ الطبري: عن أبي الأسود محمّد بن عبدالرحمان أنّه بلَغَه بأنّ عليَّ بن أبي طالب والزبير أسلما وهما آبنا ثمان سنين.
وعن عمر قال: كنتُ أنا وأبو عبيدة وأبو بكرٍ وجماعةٌ من أصحابه إذ ضرب رسولُ الله صلّى الله عليه وآله مَنكِبَ عليّ فقال له: « يا عليّ، أنت أوّلُ المؤمنين إيماناً، وأوّلُ المسلمين إسلاماً، وأنت منّي بمنزلة هارون مِن موسى ». وعن زيد بن أرقم قال: كان أوّل مَن أسلم عليّ بن أبي طالب. وعن أبي ذرّ: سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول لعليّ: « أنت أوّلُ مَن آمَنَ بي وصدّق ».
وعن ابن عبّاس: لعليٍّ أربعُ خصال ليست لأحدٍ غيره.. ( وذكر منها: أوّل عربيٍّ وعجميّ صلّى مع رسول الله صلّى الله عليه وآله ).
وفي هجرته، قال المؤرّخ ابن إسحاق: أقام عليٌّ بمكّة بعد النبيّ صلّى الله عليه وآله ثلاثَ ليالٍ وأيّامها حتّى أدّى عن رسول الله الودائعَ التي كانت عنده للناس، حتّى إذا فرغ منها لَحِق برسول الله صلّى الله عليه وآله.
وفي خصائص الإمام عليّ سلام الله عليه، ذكر محبّ الدين الطبريّ:
ـ اختصاصه عليه السلام بأنّه أوّل مَن أسلام وأوّل مَن صلّى.
ـ وأنّه أوّلُ مَن يجثو للخصومة يومَ القيامة.
ـ وأنّه أوّلُ مَن يقرع باب الجنّة بعد النبيّ صلّى الله عليه وآله.
ـ واختصاصه بأحبّيّة الله تعالى له. ( كما في حديث الطير ).
ـ واختصاصه بأحبّيّته إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله. ( سُئلَت عائشة: أيُّ الناس أحبُّ إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله ؟ قالت: فاطمة. فقيل لها: مِن الرجال ؟ قالت: زوجُها، إنْ كان ما عَلِمتُ صوّاماً قَوّاماً ).
ـ اختصاصه بأنّه من النبيّ صلّى الله عليه وآله بمنزلة الرأس من الجسد. ( عن البَراء: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « عليٌّ منّي بمنزلة رأسي من جسدي ).
ـ اختصاصه بأنّه من النبيّ صلّى الله عليه وآله بمنزلة هارون من موسى. ( حديث المنزلة ).
عن أسماء بنت عُمَيس: سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: « اَللهمّ إنّي أقول كما قال أخي موسى: اَللهمَّ آجعَلْ لي وزيراً مِن أهلي، أخي عليّاً، أُشدُدْ به أزْري، وأشرِكْه في أمري، كي نُسبّحَك كثيراً، ونذكرَك كثيراً، إنّك كنتَ بنا بصيراً ».
ـ اختصاصه بأنّه من النبيّ كمنزلة النبيّ من الله عزّوجلّ. ( قال أبو بكر: سمعتُ رسول الله يقول فيه: « عليٌّ منّي كمنزلتي مِن ربّي » ) .
ـ اختصاصه بأنّه أقرب الناس قرابةً من النبيّ صلّى الله عليه وآله.
ـ اختصاصه بأنّه مِثلُ النبيّ صلّى الله عليه وآله. ( عن أبي ذرّ: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « لَيَنتَهينَّ بَنُو وَليعةَ أو لأبعَثَنَّ إليهم رجلاً كنفسي ». وعن أنس ابن مالك: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « ما مِن نبيٍّ إلاّ وله نظيرٌ في أُمّته، وعليٌّ نظيري » ).
ـ اختصاصه بأنّه قسيم النبيّ صلّى الله عليه وآله في النور. ( عن سلمان: سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: « كنتُ أنا وعليٌّ نوراً بين يَدَي الله تعالى قبل أن يخلق آدمَ بأربعةَ عشَرَ ألفَ عام، فلمّا خلق اللهُ آدمَ قسّم ذلك النورَ جُزءَين، فجزءٌ أنا وجزءٌ عليّ » ).
ـ اختصاصه بصلاة الملائكة عليه. ( عن أبي أيّوب الأنصاريّ: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « لقد صلّت الملائكةُ علَيَّ وعلى عليٍّ، لأنّا كنّا نصلّي ليس معنا أحدٌ يصلّي غيرنا » ).
ـ اختصاصه بأنّ مَن آذاه فقد آذى النبيَّ صلّى الله عليه وآله، ومَن أبغضه فقد أبغضه، ومَن سبّه فقد سبّه، ومن أحبّه فقد أحبّه، ومَن تولاّه فقد تولّى النبيَّ أيضاً، ومَن عاداه فقد عاداه، ومَن أطاعه فقد أطاعه، ومَن عصاه فقد عصى النبيَّ صلّى الله عليه وآله كذلك. ( روايات وفيرة ).
ـ اختصاصه بإخاء النبيّ صلّى الله عليه وآله. ( عن عبدالله بن عمر: آخى رسولُ الله بين أصحابه، فجاء عليٌّ تدمع عيناه يقول: يا رسولَ الله، آخيتَ بين أصحابك ولم تُؤاخِ بيني وبين أحد! فقال له رسول الله صلّى الله عليه وآله: « أنت أخي في الدنيا والآخرة ». وعن جابر بن عبدالله الأنصاريّ: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « على باب الجنّة مكتوب: لا إله إلاّ الله، محمّدٌ رسول الله، عليٌّ أخو رسول الله »، وفي رواية: « مكتوبٌ على باب الجنّة: محمّدٌ رسول الله، عليٌّ أخو رسول الله قبلَ أن تُخلَق السماوات بألفَي سنة » ).
ـ اختصاصه بأنّ الله جعَلَ ذريّة نبيّه في صُلبه عليه السلام.( عن عبدالله بن عبّاس: قال صلّى الله عليه وآله: « إنّ الله تعالى جعل ذريّة كلِّ نبيٍّ في صُلبه، وجعل ذريّتي في صُلبِ هذا » ).
ـ اختصاصه بأنّه مولى مَن كان النبيّ مولاه. ( قال أبو أيّوب الأنصاريّ: سمعتُ رسولَ الله صلّى الله عليه وآله يقول: « مَن كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه »، وفي خطبة الغدير إلى هذا قال: « اللهمّ والِ مَن والاه، وعادِ مَن عاداه، وانصُرْ مَن نَصَره، واخذُلْ مَن خذَلَه » ).
ـ اختصاصه بأنّه وليُّ كلِّ مؤمنٍ بعده. ( عن بُرَيدة أنّ النبيَّ صلّى الله عليه وآله قال له يوبّخه لأنّه جاء إليه يشكوه عليّاً عليه السلام: « لا تَقَعْ في عليّ؛ فإنّه منّي وأنا منه، وهو وليُّكم بعدي »، وقال: « إذا جمع اللهُ الأوّلينَ والآخِرين يوم القيامة، ونصب الصراط على جسر جهنّم، ما جازها أحدٌ حتّى كانت معه براءةٌ بولاية عليّ بن أبي طالب »، وعن ابن مسعود قال: أنا رأيتُ رسول الله صلّى الله عليه وآله آخذٌ بيد عليّ وقال: « هذا وليّي وأنا وليُّه، والَيتُ مَن والاه، وعاديتُ مَن عاداه »، وعن أبي صالحٍ قال: لمّا حضَرَت عبدَالله بن عباس الوفاةُ قال: اللهمّ إنّي أتقرّب إليك بولاية عليّ بن أبي طالب »).
ـ حقّ عليٍّ على المسلمين. ( عن عمّار بن ياسر وأبي أيّوب الأنصاريّ قالا: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « حقُّ عليٍّ على المسلمين حقُّ الوالد على الولد » ).
ـ اختصاصه بتأييد الله نبيَّه به. ( عن أبي الحمراء: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « ليلةَ أُسريَ بي إلى السماء نظرتُ إلى ساق العرش الأيمن فرأيتُ كتاباً فَهِمتُه: محمّدٌ رسول الله، أيّدتُه بعليٍّ ونصرتُه به » ).
ـ اختصاصه بأنّه لا يجوز أحدٌ الصراط إلاّ بجواز عليّ. ( قال أبو بكر: سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: « لا يجوز أحدٌ الصراطَ إلاّ مَن كتب له عليٌّ الجواز » ).
ـ اختصاصه بالسيادة والولاية والقيادة. ( عن عبدالله بن أسعد بن زرارة: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « ليلةَ أُسرِيَ بي انتهيتُ إلى ربّي عزّوجلّ، فأوحى إليّ في عليٍّ بثلاث: أنّه سيّدُ المسلمين، ووليُّ المتّقين، وقائد الغُرّ المحجّلين » )، وعن ابن عبّاس قال: نظر رسول الله صلّى الله عليه وآله إلى عليّ بن أبي طالبٍ فقال: « أنت سيّدٌ في الدنيا وسيّدٌ في الآخرة » ).
ـ اختصاصه بالوصاية. ( عن بريدة: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « لكلِّ نبيٍّ وصيٌّ ووارث، وإنّ عليّاً وصيّي ووارثي »، وعن أنس أنّ سلمان قال: يا رسول الله، مَن وصيُّك ؟ قال: « يا سلمان، مَن كان وصيَّ موسى ؟ »، قلت: يُوشَع بن نون، قال: « فإنّ وصيّي ووارثي يقضي دَيني ويُنجز موعدي عليُّ بن أبي طالب » ).
ـ اختصاصه بردّ الشمس عليه. ( عن أسماء بنت عميس قالت: كان رأس رسول الله صلّى الله عليه وآله في حِجْر عليّ، فكَرِه أن يتحرّك حتّى غابت الشمس فلم يُصَلِّ العصر، ففرغ النبيّ صلّى الله عليه وآله وذكر له عليٌّ أنّه لم يُصلِّ العصر، فدعا رسولُ الله صلّى الله عليه وآله اللهَ عزّوجلّ أن يَردَّ الشمسَ عليه، فأقبلت الشمسُ ولها خُوارٌ حتّى ارتفعت قَدْرَ ما كانت في وقت العصر، قالت: فصلّى ثمّ رجَعَت ).
ـ اختصاصه بتزويج فاطمة عليها السلام. ( عن ابن عبّاس قال: لمّا زَوّج رسول الله صلّى الله عليه وآله فاطمةَ بعليٍّ قال لها: « إنّ الله اختار مِن أهل الأرض رَجُلَين، جعل أحدَهما أباك، والآخَرَ بَعلَكِ »، وعن أنس بن مالك أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله قال في تزويج فاطمة بعليّ عليهما السلام: « قد أمَرَني ربّي عزّوجلّ بذلك ».
ـ اختصاصه بأنّه وزوجتَه وابنَيه هم أهل البيت الذين نزلت فيهم: آية المباهلة: « فقُلْ تعالَوا نَدْعُ أبناءَنا وأبناءَكم ونساءَنا ونساءَكم وأنفُسَنا وأنفسَكم ثمّ نَبتَهلْ فنجعلْ لعنةَ اللهِ عَلَى الكاذبين » [ آل عمران:61 ].
وآيةُ التطهير: « إنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذهِبَ عنكمُ الرِّجسَ أهلَ البيتِ ويُطهِّرَكم تطهيراً » [ الأحزاب:33 ].
ـ اختصاصهم بقول النبيّ صلّى الله عليه وآله فيهم: « أنا حربٌ لمَن حاربهم، وسِلمٌ لمَن سالَمَهم ».
ـ اختصاصه بحمله رايةَ النبيّ صلّى الله عليه وآله يومَ بدرٍ وفي المشاهد كلّها.
ـ اختصاصه بالقتال على تأويل القرآن. ( قال أبو سعيد الخُدريّ: سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: « إنّ فيكم مَن يقاتل على تأويل القرآن، كما قاتلتُ على تنزيله »، فقال أبو بكر: أنا هو يا رسول الله ؟ قال: « لا »، قال عمر: أنا هو يا رسول الله، قال: « لا، ولكنْ خاصفُ النعل »، وكان أعطى عليّاً نعلَه يخصفها. أخرجه أبو حاتِم بن حِبّان، وعنه المتّقي الهندي في كنز العمّال / ح 266 ).
ـ اختصاصه بسدّ الأبواب الشارعة في المسجد إلاّ بابَه. ( عن ابن عمر قال: لقد أُوتيَ ابنُ أبي طالب ثلاثَ خصال، لأن يكونَ لي واحدةٌ منهنّ أحَبُّ إليّ مِن حُمر النَّعمَ: زوّجَه رسولُ الله ابنتَه وولدت له، وسَدَّ الأبواب إلاّ بابَه في المسجد، وأعطاه الرايةَ يوم خيبر. أخرجه أحمد بن حنبل في مسنده وقريب منه عن أبي هريرة ).
ـ اختصاصه بأنّه حُجّة النبيّ صلّى الله عليه وآله على أُمّته. ( عن أنس بن مالك: كنتُ عند النبيّ صلّى الله عليه وآله فرأى عليّاً مُقْبِلاً فقال: « يا أنس »، قلت: لبّيك، قال: « هذا المُقْبِلُ حُجّتي على أُمّتي يومَ القيامة » ).
ـ اختصاصه بأنّه باب دار الحكمة وباب مدينة العلم. ( قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « أنا دارُ الحكمة، وعليٌّ بابها »، وقال: « أنا دار العلم وعليٌّ بابها » ).
ـ اختصاصه بأنّه أعلم الناس. ( قالت عائشة: أمَا إنّه أعلمُ الناس بالسُّنّة. وسُئل عطاء: أكان في أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله أحدٌ أعلمَ من عليّ ؟ قال: لا أعلم. وقال ابن مسعود: أعلمُ أهلِ المدينة بالفرائض عليُّ بن أبي طالب. وعن ابن عبّاس: واللهِ لقد أُعطي عليٌّ تسعةَ أعشار العلم، وأيمُ الله لقد شارككم في العُشْر العاشر. ورُوى عن عمر قوله: لولا عليٌّ لهلك عمر. وعن سعيد بن المسيّب قال: كان عمر يتعوّذ من معضلةٍ ليس لها أبو الحسن عليّ ! ).
ـ اختصاصه بإحالة جمعٍ من الصحابة عند سؤالهم عليه. ( فكلّما سُئل عمر قال: ائتُوا عليّاً. قال قيس بن أبي حازم: وكان عمر إذا أشكل عليه شيءٌ أخذه من عليّ. وسُئلت عائشة عن المسح على الخُفَّين فقالت لسائلها: اِئْتِ عليّاً فَسَلْه. وكذا أبو بكر.. وفي ذلك أخبارٌ كثيرة ).
ـ اختصاصه بـ « سَلُوني ». ( قال سعيد بن المسيّب: لم يكن أحدٌ من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: سلوني، إلاّ عليّاً. وعن أبي الطُّفَيل قال: شهدتُ عليّاً يقول: « سَلُوني، واللهِ لا تسألوني عن شيءٍ إلاّ أخبرتُكم. وسلوني عن كتاب الله، فَوَاللهِ ما مِن آيةٍ إلاّ وأنا أعلم أبِلَيلٍ نزلت أم بنهار، في سهلٍ أم في جبل » ).
ـ اختصاصه بأنّه أقضى الأمّة. ( عن أنس، عن النبيّ صلّى الله عليه وآله: « أقضى أُمّتي عليّ ». وعن عمر بن الخطّاب: أقضانا عليّ بن أبي طالب. وعن ابن مسعود: كنّا نتحدّث أنّ أقضى المدينة عليّ بن أبي طالب. وذكر المحب الطبريّ جملةً من أقضية أمير المؤمنين عليه السلام، وكلُّها عجيبة مخبرةٌ عن أعلميّته، حتّى في حياة رسول الله صلّى الله عليه وآله، فقال النبيُّ فيه بعدما نُقل له قضاؤه في قضيّة: « ما أجِدُ فيها إلاّ ما قال عليّ » ).
ـ اختصاصه بالعمل بآية النجوى وحده.
ـ اختصاصه بالارتقاء على مَنكِبَي رسول الله صلّى الله عليه وآله لتحطيم الأصنام وغيره.
ـ اختصاصه بحمل راية الحمد يوم القيامة.
ـ اختصاصه بما لم يُؤتَ النبيُّ بمثلهن. ( روى أبو سعد في ( شرف النبوّة ): أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال لعليّ: « أُوتِيتَ ثلاثاً لم يُؤتَهنّ أحدٌ ولا أنا: أُوتيتَ صهراً مِثْلي ولم أُؤتَ أنا مِثلَك، وأُوتيتَ زوجةً صدّيقةً مثلَ ابنتي ولم أُؤتَ أنا مِثلَها زوجةً، وأُوتِيتَ الحسنَ والحسين مِن صُلبك ولم أُؤتَ مِن صُلبي مثلَهما، ولكنّكم منّي وأنا منكم »، وفي رواية بإضافة: « لولاك ما عُرِف المؤمنون ». ثمّ ذكر المحبّ الطبريّ اختصاص الإمام عليّ عليه السلام بمزايا عديدة، وبنزول آيات شريفة فيه، منها:
« الذينَ يُنفقونَ أموالَهم بالليلِ والنهارِ سرّاً وعلانية » [ البقرة:274 ].
« إنَّما وليُّكمُ اللهُ ورسولُه والذينَ آمَنُوا الذينَ يُقيمونَ الصلاةَ ويُؤْتُون الزكاةَ وهُم راكعون » [ المائدة:55 ].
« إنَّ الذينَ آمَنُوا وعَمِلوا الصالحاتِ سَيَجعلُ لَهمُ الرحمنُ وُدّاً » [ مريم:96 ].
« ويُطعمونَ الطعامَ على حُبّهِ مسكيناً ويتيماً وأسيراً » [ الإنسان:8 ] ).
ثمّ يأتي الطبريّ بالفصل السابع، وعنوانه: في أفضليّته عليه السلام، والفصل الثامن: في شهادة النبيّ له بالجنّة، والفصل التاسع: في ذِكر نُبَذٍ من فضائله عليه السلام.

أضف تعليقك

تعليقات القراء

ليس هناك تعليقات
*
*

شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية