فضائل أمير المؤمنين عليه السلام

فضائل أمير المؤمنين عليه السلام

الكتاب: فضائل أمير المؤمنين عليه السلام.
المؤلّف: الحافظ أبو العبّاس أحمد بن محمّد، ابن عقدة الكوفي ( ت 332 هـ ).
الجامع: عبدالرزّاق محمّد حسين حرز الدين.
الناشر: الدليل ـ قمّ المقدّسة.
الطبعة: الأولى ـ سنة 1421 هـ.
 

من هو ابن عقدة ؟
هو الحافظ أحمد بن محمّد بن سعيد الهَمْداني الكوفي، قال العلاّمة الحليّ في ( رجاله:203 ): يُكنّى أبا العبّاس، جليل القدر عظيم المنزلة.. وإنّما ذكرناه من جملة أصحابنا لكثرة رواياته عنهم، وخلطته بهم وتصنيفه لهم. روى جميع كتب أصحابنا وصنّف لهم، وذكر أصولهم، وكان حَفَظةَ ). وقال الشيخ الطوسي في ( الفهرست:42 ): سمعتُ جماعةً يحكون عنه أنّه قال: أحفظ مئةً وعشرين ألفَ حديثٍ بأسانيدها، وأُذاكر بثلاثمئة ألف حديث. له كتب.. منها: كتاب أسماء الرجال الذين رَوَوا عن الإمام الصادق عليه السلام، أربعة آلاف رجل، خرّج فيه لكلّ رجلٍ الحديث الذي رواه. مات بالكوفة سنة 333 هجريّة ). وكتب المحدّث الشيخ عبّاس القمّي في ( سفينة البحار ـ باب عَقَد ): ومن كتبه: كتاب ( الولاية )، و ( مَن روى حديث غدير خمّ )، ذكرتُ ما يتعلّق به في كتابنا ( فيض القدير فيما يتعلّق بحديث الغدير ). وابنه الحافظ محمّد بن أحمد بن محمد من أجلاّء العلماء الإماميّة، يروي عن التَّلعُكْبري ).
وكنّا ننتظر من الأخ الجامع أن يُتحفنا بترجمةٍ وافية حول ابن عقدة الكوفيّ، إلاّ أنّه اكتفى بتعريفه في صفحةٍ واحدة عَنْوَنها بـ ( قالوا في ابن عقدة ) أورد فيها ثماني كلمات لستّة مؤرّخين ورجاليين، نوردها للاطّلاع.
1. الدارقطني: كان ابن عقدة يعلم ما عند الناس ولا يعلم الناسُ ما عنده. ( تاريخ بغداد للخطيب البغدادي 18:5 ).
ـ وقال: أجمَعَ أهلُ الكوفة أنّه لم يُرَ ـ مِن زمن عبدالله بن مسعود إل زمانه ـ أحفَظُ منِ ابن عقدة. ( تاريخ بغداد 16:5 ).
2. الخطيب البغدادي: كان حافظاً عالماً مكثراً، جمع التراجم والأبواب والمشيخة، وأكثَرَ الرواية وانتشر حديثُه، وروى عنه الحُفّاظ والأكابر. ( تاريخ بغداد 14:5 ).
3. ابن الجوزي الحنبلي: كان من أكابر الحفّاظ. ( المنتظم 35:14 ).
4. سبط ابن الجوزي الحنفي: ابن عقدة مشهور بالعدالة. ( تذكرة خواصّ الأمّة:54 ).
5. الذهبي: حافظ العصر، والمحدّث البحر.. كان إليه المنتهى في قوّة الحفظ وكثرة الحديث، صنّف وجمع وألّف في الأبواب والتراجم. ( تذكرة الحفّاظ 389:3 ).
وقال أيضاً: الحافظ العلاّمة، أحد أعلام الحديث ونادرة الزمان وصاحب التصانيف، كُتب منه ما لا يُحَدّ ولا يُوصف عن خَلْق كثيرٍ بالكوفة وبغداد ومكّة، وجمع التراجم والأبواب والمشيخة، وانتشر حديثه وبَعُدِ صيتُه. ( سِير أعلام النبلاء 340:15 ).
6. ابن كثير: كان من الحفّاظ الكبار، سمع منه: الطبراني، والدارقطني، وابن الجعابي، وابن عَدِيّ، وابن المظفّر، وابن شاهين. ( البداية والنهاية 236:1 ).
وفي ابن عقدة قيل الكثير حول جهاده العلمي في جمع التراث الشريف لأهل البيت عليهم السلام في أجواء التقيّة العصيبة، وقد فُقد ـ بسبب مضايقته وحبسه ـ معظم ما جمعه، وما بقي من ذلك إلاّ شتات توزّع في المصادر التي سعى الجامع المرتِّب حرز الدين في جمعها وتصنيفها وترتيبها، وكذا في تحقيقها، وذلك جهدٌ مشكور قام به، كما قام بذلك بعض المحقّقين الغيارى على أحاديث أهل بيت الرسالة ورواياتهم وأخبارهم، وذلك بجمع شتات ما نقلته الكتب القديمة، لوضعها في كتاب، مثل المناقب لابن مردَويه، وكانت نصوصه متوزّعةً في عشرات المؤلّفات السابقة، فأُودعت في كتابٍ مستقلّ مُمنهَج.
 

هكذا أصبح
كتاب ابن عقدة ـ ولم يكن مِن قبلُ كتاباً ـ في ( 22 ) فصلاً على النحو الآتي:
الفصل الأوّل ـ في أبناء أبي طالب.
الفصل الثاني ـ في ألقاب عليّ بن أبي طالبٍ عليه السلام.
الفصل الثالث ـ في أنّه عليه السلام أوّل مَن أسلم.
الفصل الرابع ـ في حبّ النبيّ صلّى الله عليه وآله إيّاه وتحريضه على محبّته ونهيه عن بغضه وإيذائه.
الفصل الخامس ـ في إيمانه.
الفصل السادس ـ في عدله وأمانته عليه السلام.
الفصل السابع ـ في علمه عليه السلام.
الفصل الثامن ـ في أنّه أقرب الناس من رسول الله صلّى الله عليه وآله والخليفةُ من بعده.
الفصل التاسع ـ اختصاصه بنجوى النبيّ صلّى الله عليه وآله.
الفصل العاشر ـ حديث الطير ( أو الطائر المشوي ).
الفصل الحادي عشر ـ حديث ردّ الشمس لأمير المؤمنين عليه السلام.
الفصل الثاني عشر ـ في أنّ حقّ عليٍّ على المسلمين كحقّ الوالد على وُلده.
الفصل الثالث عشر ـ جهاده عليه السلام زمن الدعوة.
الفصل الرابع عشر ـ جهاده عليه السلام بعد زمن الدعوة.
الفصل الخامس عشر ـ منزلته عليه السلام في الآخرة.
الفصل السادس عشر ـ زواجه بفاطمة عليها السلام.
الفصل السابع عشر ـ أقواله عليه السلام.
الفصل الثامن عشر ـ في شهادته عليه السلام.
الفصل التاسع عشر ـ في موضع قبره وزيارته عليه السلام.
الفصل الفصل العشرون ـ في الإمامة.
الفصل الحادي والعشرون ـ في أهل البيت عليهم السلام.
الفصل الثاني والعشرون ـ في الآيات النازلة في أمير المؤمنين وأهل البيت عليه وعليهم السلام.
بعد ذلك تأتينا ثلاثة فهارس وضعها لنا المحقّق حرز الدين، وهي على التوالي: فهرس الآيات النازلة في أمير المؤمنين وأهل البيت عليهم السلام.
فهرس الأحاديث النبويّة الشريفة.
فهرس المصادر والمراجع العامّة، وقد بلغت ( 120 ) مصدراً أوردها المحقّق مرتّبةً حسب الحروف الهجائية، ومعرِّفاً بها في هويّاتٍ متكاملة.
ثمّ كان في ضمن الفهارس درجٌ لمواضيع الكتاب، ليتكامل شيء ضاع أو كاد يضييع في طيّات عشرات المصادر، فجُمِع في مؤلّف يُرجَع إليه مصدراً أو مرجعاً مهمّاً لرجلٍ أثنى عليه علماء السنّة وعلماء الشيعة على حدٍّ سواء، ووثّقوه، فجاء يحمل حقائق كبرى تُلزِم بتعظيم وليّ الله أمير المؤمنين عليه السلام كما تُلزِم بالإقرار بإمامته والتمسّك بولايته.
والحمدُ للهِ ربِّ العالمين.