شذرات نورانية (12)

شذرات نورانية (12)

الجواب
• قال أمير المؤمنين عليٌّ عليه السلام في غرر حِكَمه ودُور كَلِمه:
ـ « مَن أسرَعَ في الجواب، لم يُدرِكِ الصَّواب. إذا ازدحم الجواب، خَفِيَ الصواب. إذا حَلِمتَ عن الجاهل فقد أوسَعْتَه جواباً. رُبَّ كلامٍ جوابُه السكوت. ربَّ سكوتٍ أبلغُ مِن كلام. إذا غُلِبتَ على الكلام، فإيّاك أن تُغلَبَ على السكوت. مِن بُرهان الفضل صائبُ الجواب » ( غرر الحكم، نهج البلاغة ).
• وقال الإمام الصادق عليه السلام: « إنّ مَن أجاب في كلِّ ما يُسأل عنه لَمجنون! » ( معاني الأخبار للصدوق:238 / ح 2 ).
 

الجُود
• رُوي عن رسول الله صلّى الله عليه وآله قوله: « أجوَدُ الناس مَن جاد بنفسِه ومالِه في سبيل الله » ( نوادر الراوندي:20 ).
• وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: « إنّي لأرفعُ نفسي أن تكون حاجةٌ لا يَسَعُها جُودي، أو جَهلٌ لا يَسَعُه حِلمي، أو ذنبٌ لا يَسَعه عفوي » ( غرر الحكم ـ وفي رواية أخرى: « إنّي لأسْتَحْيي مِن الله تعالى أن يكونَ ذنبٌ أعظمَ مِن عفوي، أو جهلٌ أعظمَ مِن حِلْمي، أو عَورةٌ لا يُواريها سِتْري، أو خَلّةٌ لا يَسُدُّها جُودي » ( قانون دستور الحِكم للقضاعي:31 و 177 ).
وقال عليه السلام: « أفضلُ الجود ما كان عن عُسرة » ( غرر الحكم:92 ).
وعنه سلام الله عليه: « الجودُ حارسُ الأعراض » ( شرح نهج البلاغة 31:18 ).
• وسأل أمير المؤمنين عليه السلام يوماً ولدَه الحسن المجتبى عليه السلام: « يا بُنَيّ ما السماحة ؟ قال: البذلُ في العُسر واليُسر » ( معاني الأخبار:256 / ح 1 ).
ـ وعنه عليه السلام قال: « الوعدُ مَرَضٌ في الجود، والإنجازُ دواؤه » ( بحار الأنوار 113:78 / ح 7 ).
• وجاء عن الإمام الصادق عليه السلام قوله: « لا يكون الجواد جواداً إلاّ بثلاثة: يكون سخيّاً بمالهِ على حال اليُسر والعسر، وأن يَبذله للمستحقّ، ويرى أنّ الذي أخذه مِن شُكر الذي أُسدِيَ إليه أكثرُ مِمّا أعطاه » ( تحف العقول:317 ).
• وسأل رجلٌ أبا الحسن الكاظم عليه السلام وهو في الطواف: أخبِرْني عن الجواد، فأجابه: « إنّ لكلامك وجهَين: فإن كنتَ تسأل عن المخلوق فإنّ الجوادَ الذي يُؤدّي ما أفترَضَ اللهُ تعالى عليه، والبخيل مَن بَخِل بما افترض الله تعالى عليه. وإن كنتَ تعني الخالقَ فهو الجوادُ إن أعطى وهو الجوادُ إن مَنَع؛ لأنّه إن أعطى عبداً أعطاه ما ليس له، وإن مَنَع منع ما ليس له » ( الخصال:43 / ح 36 ).
• ومما ورد عن الإمام أبي عبدالله الحسين عليه السلام قوله: « مَن جاد ساد » ( بحار الأنوار 121:78 / ح 4 ـ عن: كشف الغمّة للإربلّي 241:2 )، وقوله: « إنّ أجودَ الناس مَن أعطى مَن لا يرجوه » ( المصدر نفسه ).
• وفي ( مناقب آل أبي طالب 66:4 ) روى ابن شهرآشوب عن الإمام الحسين عليه السلام نسبةَ هذه الأشعار إليه:

إذا جادتِ الدنيا عليك فَجُدْ بها

 

على الناس طُرّاً قبلَ أنِ تَتَفَلَّتِ

فلا الجودُ يُفنيها إذا هي أقبَلَتْ

 

ولا البخلُ يُبقيها إذا ما تَوَلَّتِ

الجار
• قال تبارك وتعالى: وبالوالدَينِ إحساناً وبذي القُربى واليتامى والمساكينِ والجارِ ذي القُربى والجارِ الجُنُبِ والصاحبِ بالجَنْب.. [ سورة النساء:36 ].
جاء في تفسير الآية المباركة: الجار ذي القربى: الجار القريب داراً، والجار الجُنُب: الجار البعيد داراً. قال السيّد الطباطبائي في ( الميزان ): وقد رُوي عن النبيّ صلّى الله عليه وآله تحديدُ الجوار بأربعين ذراعاً، وفي رواية بأربعين داراً؛ ولعلّ الروايتين ناظرتان إلى الجار ذي القُربى والجار الجُنُب..
• وجاء في كلمات رسول الله صلّى الله عليه وآله حول الجار قوله:
ـ « حُرمةُ الجارِ على الإنسان كحُرمةِ أُمّه » ( بحار الأنوار 154:76/ ح 34 ـ عن: مكارم الأخلاق ).
ـ « أحسِنْ مجاورةَ مَن جاوَرَك، تكنْ مؤمناً » ( بحار الأنوار 368:69 / ح 4 ـ عن أمالي الصدوق:168 / ح 3 ـ المجلس 36 ).
ـ « مَن كان يؤمنُ بالله واليوم الآخِر فلا يُؤذِ جارَه » ( بحارالأنوار 62:43 / ح 52 ).
ـ « ليس منّا مَن لمَ يأمَنْ جارُه بَوائقَه » ( عيون أخبار الرضا عليه السلام 24:2 / ح 2 ).
ـ وفي حقوق الجار قال صلّى الله عليه وآله: « إنِ استَغاثَكَ أغِثْه، وإن استَقرَضَكَ أقرِضْه، وإن افتقر عُدتَ إليه، وإن أصابه خيرٌ هَنأتَه، وإن مَرِض عُدتَه،وإن أصابته مصيبةٌ عَزّيتَه، وإن مات تَبِعتَ جَنازتَه، ولا تستطيل عليه بالبناء فتَحجُبَ عنه الريحَ إلاّ بإذنه، وإذا اشتَريتَ فاكهةً فاهدِها له، وإن لم تفعل فأدخِلْها سِرّاً ولا يَخرج بها وَلَدُك يَغيضُ بها ولدَه، ولا تُؤذِه بريحِ قِدْرك إلاّ أن تَغرفَ له منها » ( بحار الأنوار 93:82 ـ 94/ ح 36 ـ عن: مسكّن الفؤاد للشهيد الثاني ).
• وفي ( رسالة الحقوق ) كتب الإمام السجّاد زين العابدين عليّ بن الحسين عليه السلام: « أمّا حقُّ جارك: فحِفظُه غائباً، وإكرامُه شاهداً، ونُصرتُه إذا كان مظلوماً. ولا تَتّبِعْ له عورة، فإن علمتَ عليه سوءاً سترتَه عليه، وإن علمتَ أنّه يقبل نصيحتك نصحتَه فيما بينك وبينه، ولا تُسْلِمْه عند شديدة. وتقيلُ عثرته، وتغفر ذنبَه، وتعاشره معاشرةً كريمة » ( الخصال:569 / ح 1 ـ باب الخمسين وما فوق ).
• وجاء رجلٌ إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله فقال له: يا رسول الله، إنّي أردتُ شراءَ دار، أين تأمرني أن أشتري ؟ فقال له: « الجار ثمّ الدار، الرفيق ثمّ السفر » ( مستدرك الوسائل 80:2 ).
• وعن أمير المؤمنين عليه السلام: « سَلْ عنِ الجار قبل الدار » ( غرر الحكم:192 ).
 

الحبّ ( المحبّة )
• قال تبارك وتعالى: لا تَجِدُ قوماً يُؤمنون باللهِ واليومِ الآخِرِ يُوادُّونَ مَن حادَّ اللهَ ورسولَه ولو كانُوا آباءَهم أو أبناءَهم أو إخوانَهم أو عشيرتَهم، أولئك كَتَبَ في قلوبِِهِمُ الإيمانَ وأيّدَهم بِرُوحٍ منه ويُدخِلُهم جَنّاتٍ تَجري مِن تحتِها الأنهارُ خالدينَ فيها، رَضِيَ اللهُ عنهم ورَضُوا عنه، أولئك حزبُ الله، ألا إنّ حزبَ اللهِ همُ المُفلحون [ سورة المجادلة:22 ].
• قال رجل: يا رسول الله، علِّمْني شيئاً إذا فعلتُه أحَبَّني اللهُ من السماء، وأحَبّني الناسُ من الأرض، فقال صلّى الله عليه وآله: « إرغَبْ فيما عند الله عزّوجلّ يُحِبَّكَ الله، وازهَدْ فيما عند الناس يُحبَّكَ الناس » ( ثواب الأعمال:217 / ح 1 )..
• وجاء عن النبيّ صلّى الله عليه وآله قوله: « أمَرَني ربّي بحبّ المساكينِ المسلمين » ( بحار الأنوار 217:78 / ح 93 ـ عن: الروضة من الكافي 8:8 / ح 1 ).
 

حبّ الله تعالى
• فيما أوحى الله سبحانه إلى داود عليه السلام: « يا داود، ذِكري للذاكرين، وجنّتي للمطيعين، وحبّي للمشتاقين، وأنا خاصّةٌ للمحبّين » ( بحار الأنوار 42:77 / ح 10 ـ عن: عُدّة الداعي لابن فهد الحلّي:186 )..
• وقال تعالى في محكم تنزيله المجيد: « والذينَ آمَنُوا أشَدُّ حُبّاً لله » [ سورة البقرة:165 ].
• وعن الإمام الصادق عليه السلام: « لا يَمحَضُ رجلٌ الإيمانَ بالله حتّى يكون اللهُ أحَبَّ إليه من: نفسِه وأبيه وأمّه ووُلده وأهله وماله، ومن الناس كلِّهم » ( بحار الأتوار 25:70 / ح 25 ـ عن: