شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية

شذرات نورانيّة (16)

0 المشاركات 00.0 / 5

شذرات نورانيّة (16)

الجوار
قال تعالى: وبالوالدَينِ إحساناً وبِذي القُربى واليتامى والمساكينِ والجارِ ذي القُربى والْجارِ الْجُنُبِ والصاحبِ بالْجَنْب [ سورة النساء:36 ].
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « أحسِنْ مجاورةَ مَن جاورك، تكنْ مؤمناً » ( أمالي الصدوق:168/ ح 13 ).
ـ « حُرمة الجار على الإنسان كحُرمةِ أُمّه » ( مكارم الأخلاق:274 ).
ـ « ما زال جَبرئيلُ يُوصيني بالجار حتّى ظننتُ أنّه سيُورّثه » ( أمالي الطوسي:520 / ح 1145 ).
وعن الإمام عليّ عليه السلام أنّه قال عند وفاته: « اللهَ اللهَ في جيرانكم، فإنّهم وصيّةُ نبيّكم » ( نهج البلاغة: الكتاب 47 ).
وقال الإمام الصادق عليه السلام: « حُسنُ الجوار يُعمّر الديار، ويَزيد في الأعمار » ( الكافي 667:2 / ح 8 ).
ورُوي عن الإمام الكاظم عليه السلام في تفسير حسن الجوار قولُه: « ليس حُسنُ الجوار كفَّ الأذى، ولكنّ حُسنَ الجوار الصبرُ على الأذى » ( تحف العقول:409 ).
وجاء عن الإمام عليّ بن موسى الرضا سلام الله عليه أنّه قال: « ليس منّا مَن لم يأمَن جارُه بوائقَه » ( عيون أخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق 24:2 / ح 2 ).
ورُوي عن النبيّ صلّى الله عليه وآله قوله: « ما آمَنَ بي مَن بات شبعاناً وجارُه طاوياً، ما آمَنَ بي مَن بات كاسياً وجارُه عارياً » ( مستدرك الوسائل 429:8 / ح 9897 ).
وفي رسالة الحقوق، قال الإمام زين العابدين عليُّ بن الحسين صلوات الله عليهما:
« أمّا حقُّ جارك: فحِفظُه غائباً، وإكرامُه شاهداً، ونصرتُه إذا كان مظلوماً، ولا تتّبِعْ له عورة، فإن علمتَ عليه سوءاً سترتَه عليه، وإن عَلِمتَ أنّه يقبل نصيحتك نصحتَه فيما بينك وبينه، ولا تُسْلِمْه عند شديدة، وتُقيلُ عثرته، وتغفر ذنبه، وتعاشره معاشرةً كريمة » ( الخصال للشيخ الصدوق:569 / ح 1 ).
ومن قبله قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « إنِ استغاثك أغثتَه، وإنِ استقرضك أقرضته، وإنِ افتقر عُدتَ إليه، وإن أصابته مصيبةٌ عَزّيتَه، وإن أصابه خيرٌ هنّأتَه، وإن مَرِض عُدتَه، وإن مات اتّبعتَ جَنازتَه، ولا تستطلْ عليه بالبناء فتحجُبَ عنه الريحَ إلاّ بإذنه، وإن اشتريتَ فاكهةً فأهْدِ له، فإن لم تفعل فأدخِلْها سِرّاً، ولا تُخرِجْ بها وُلدَك تَغيظ بها وُلدَه، ولا تُؤذِه برِيحِ قِدْرِك إلاّ أن تَغرِفَ له منها » ( مسكّن الفؤاد للشهيد الثاني:105 ).
أمّا حدّ الجوار فيبيّنه رسول الله ثمّ وصيّه صلوات الله عليهما وآلهما:
ـ قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « أربعون داراً جارٌ » ( كنز العمّال / خ 24892 ).
ـ وقال أمير المؤمنين عليه السلام: « حريمُ المسجد أربعون ذِراعاً، والجوارُ أربعون داراً من أربعة جوانبها » ( الخصال:544 / ح 20 ).
قال تعالى: في مَقْعَدٍ صِدقٍ عندَ مَليكٍ مُقتَدرٍ [ سورة القمر:55 ].
وهذا هو جوار الله للمتّقين.. جاء عن النبيّ صلّى الله عليه وآله قوله: « إذا كان يومُ القيامة جَمَع اللهُ الخلائق في صعيدٍ واحد... ثمّ ينادي مُنادٍ مِن عند الله عزّوجلّ، يُسمِع آخِرَهم كما يُسمِع أوّلهم، فيقول: أين جيرانُ الله جلّ جلاله في داره ؟ فيقوم عُنقٌ من الناس، فتستقبلهم زُمرةٌ من الملائكة فيقولون لهم: ماذا كان عملُكم في دار الدنيا فصِرتُم به اليومَ جيرانَ الله تعالى في داره ؟ فيقولون: كنّا نَتَحابُّ في الله عزّوجلّ، ونتباذل في الله، ونتوازر في الله. فينادي منادٍ مِن عند الله: صدق عبادي، خَلُّوا سبيلهم لينطلقوا إلى جِوار الله في الجنّة بغير حساب » ( أمالي الطوسي:103 / ح 158 ).
وفي بيان آخر، قال الإمام عليٌّ عليه السلام: « جِوارُ الله مَبذولٌ لمَن أطاعه وتجنّب مخالفته » ( غرر الحكم / ح 4736 ).
 

الجاه
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « الجاه أحد الرِّفْدَين » ( غوالي اللآلي لابن أبي جمهور 293:1 / ح 179 ).
ـ وعنه صلّى الله عليه وآله: « إنّ الله تعالى لَيسأل العبدَ في جاههِ كما يسأل في ماله، فيقول: يا عبدي، رزقتُك جاهاً فهل أعَنْتَ به مظلوماً، أو أغَثتَ به ملهوفاً ؟ » ( مستدرك الوسائل 429:12 / ح 14525 ).
وجاء عن الإمام الصادق عليه السلام قوله: « يأتي على الناس زمان، مَن سأل الناسَ عاش، ومن سكت مات ». قال له إسحاق بن عمّار: فما أصنع إن أدركتُ ذلك الزمان ؟ قال: « تُعينُهم بما عندك، فإن لم تجد فبِجاهِك » ( وسائل الشيعة للحرّ العاملي 325:6 / ح 2 ).
ـ وقال عليه السلام: ما ذئبان ضاريان في غَنمٍ قد فارَقَها رِعاؤها، أحدُهما في أوّلها والآخر في آخِرِها، بأفسَدَ فيها مِن حبِّ المال والشرف في دِين المسلم » ( الكافي 315:2 / ح 2 ).
 

المحبّة
قال رجلٌ للنبيّ صلّى الله عليه وآله: يا رسول الله، علِّمْني شيئاً إذا فعلتُه أحبّني الله من السماء، وأحبّني الناس من الأرض، فقال له: « إرغبْ فيما عند الله عزّوجلّ يُحبَّك الله، وأزهَدْ فيما عند الناس يُحبَّك الناس » ( الخصال 61 / ح 84 ).
وجاء عن أمير المؤمنين عليه السلام قوله محذِّراً: « إيّاك أن تحبّ أعداءَ الله، أو تُصْفي ودَّك لغير أولياء الله؛ فإنّ مَن أحبّ قوماً حُشِر معهم » ( غرر الحكم:78 ).
ومن الخطابات الشريفة لرسول الله إلى وصيّه المرتضى صلوات الله عليهما وآلهما: « يا عليّ، إنّ الله وَهَب لك حبَّ المساكين والمستضعفين في الأرض، فَرَضِيتَ بهم إخواناً، ورَضُوا بك إماماً » ( بشارة المصطفى لشيعة المرتضى للطبري الإمامي أبي جعفر محمّد ابن أبي القاسم ـ من علماء القرن السادس:221 ).
ورُوي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: « مَن وَضَع حبَّه في غير موضعه تَعرّض للقطيعة » ( بحار الأنوار 183:74 ـ عن: المحاسن للبرقي ).
أمّا ما يُوجب حبّ الله تبارك وتعالى لعباده، فقد ورد ذلك في حديث المعراج، قول الله جلّ وعلا لحبيبه المصطفى الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم: « يا محمّد، وجَبَت محبّتي للمتحابّين فيّ، ووجَبَت محبّتي للمتعاطفين فيّ، ووجَبَت محبتي للمتواصلين فيّ، ووجبت محبتي للمتوكّلين علَيّ، وليس لمحبّتي عَلَمٌ ولا غاية ولا نهاية، وكلَّما رفعتُ لهم عَلَماً وضعتُ لهم علماً » ( بحار الأنوار 21:77 / ح 6 ـ عن: إرشاد القلوب للديلمي ).
وأمّا مَن لا يحبّهم الله عزّوجلّ، فَهُم مذكورون في آياته البيّنات:
ـ إنّ اللهَ لا يُحبُّ المعتدين [ سورة البقرة:190 ].
ـ إنّ اللهَ لا يُحبُّ كلَّ كَفّارٍ أثيم [ سورة البقرة:276 ].
ـ إنّ الله لا يُحبّ الظالمين [ سورة آل عمران:57 ].
ـ إنّ اللهَ لا يُحبُّ مَن كان مختالاً فَخُوراً [ سورة النساء:36 ].
ـ واللهُ لا يُحبُّ المفسدين [ سورة المائدة:64 ].
ـ إنّ اللهَ لا يُحبُّ الفَرِحين [ سورة القصص:76 ].
ـ إنّه لا يُحبُّ المستكبرين [ سورة النحل:23 ].
ـ إنّ اللهَ لا يُحبُّ كلَّ خَوّانٍ كَفُور [ سورة الحجّ:38 ].
ـ إنّه لا يُحبُّ المسرفين [ سورة الأنعام:141 ].
ـ إنّه لا يُحبُّ الخائنين [ سورة الأنفال:58 ].
ـ إنّ اللهَ لا يُحبُّ مَن كانَ خَوّاناً أثيماً [ سورة النساء:107 ].

أضف تعليقك

تعليقات القراء

ليس هناك تعليقات
*
*

شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية