شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية

شذراتٌ نورانيّة (22)

0 المشاركات 00.0 / 5

شذراتٌ نورانيّة (22)

الحِقد
صفةٌ عرّفها أمير المؤمنين عليه السلام في أحاديث كثيرة، منها قوله:
ـ « الحِقْد ألأَمُ العيوب » ( غرر الحكم/ ح 966 ).
ـ « الحقدُ مَثار الغَضَب » ( غرر الحكم/ ح 530 ).
ـ « الحقدُ خُلقٌ دَني، ومَرَضٌ مُرْدي » ( غرر الحكم / ح 1500 ).
ـ « رأسُ العيوبِ الحقد » ( غرر الحكم / ح 5243 ).
ثمّ حذّر عليه السلام ونصح فقال:
ـ « طهِّروا قلوبَكم من الحقد، فإنّه داءٌ مُوبئ » ( غرر الحكم / ح 6017 ).
ـ « إحترِسوا مِن سَورةِ الجَمْد والحقد والغضب والحسد، وأعِدُّوا لكلّ شيءٍ من ذلك عُدّةً تجاهدونه بها من: الفِكْر في العاقبة، ومَنعِ الرذيلة، وصلاح الآخرة، ولُزوم الحِلْم » ( غرر الحكم / ح 2565 ).
ـ « سببُ الفتنِ الحقد » ( غرر الحكم / ح 5522 ).
ـ « سلاحُ الشرِّ الحقد » ( غرر الحكم / ح 5555 ).
وأمّا حال الحَقُود، فتبيّنها الأحاديث الشريفة التالية:
ـ قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « ألا أُخبِرُكم بأبعدِكم منّي شَبَهاً ؟ »، قالوا: بلى يا رسولَ الله، قال: « الفاحشُ المتفحّش البذيء، البخيل المختال، الحقود الحسود » ( الكافي 291:2 / ح 9 ).
ـ وقال الإمام عليّ عليه السلام: « الحقودُ مُعذَّب النفس، متضاعَفُ الهمّ » ( غرر الحكم / ح 1962 ).
« أشدُّ القلوب غِلاًّ قلبُ الحقود » ( غرر الحكم / ح 2932 ).
ـ وجاء عن الإمام الحسن العسكريّ عليه السلام قوله في ذلك: أقلُّ الناس راحةً الحقود » ( تحف العقول:488 ).
أمّا المؤمن فلا تستقرّ مثلُ هذه الحالة في قلبه؛ لطيبته وإيمانه، وخوفه من سخط الله تبارك وتعالى إذ هذه الصفة ممّا لا يحبّها جلّ وعلا، ولذا:
ـ قال النبيّ صلّى الله عليه وآله في صفة المؤمن: « قليلاً حقدُه » ( بحار الأنوار 311:67 / ح 45 ).
ـ وقال حفيده الإمام جعفر الصادق عليه السلام: « حقدُ المؤمن مقامه، ثمّ يفارق أخاه فلا يَجِد عليه شيئاً. وحقدُ الكافر دهرَه » ( بحار الأنوار 211:75 / ح 7 ).
ولعلّ سائلاً عمّا يطرد الحقد من القلب، وجوابه في أمرين:
الأوّل ـ التعرّف على ما يُورث الحقد، وذلك واضح في كلام الإمام عليٍّ عليه السلام: « إحتَمِلْ أخاك على ما فيه، ولا تُكثرِ العتاب، فإنّه يُورِث الضغينة » ( بحار الأنوار 212:77 / ح 1 ).
والثاني ـ التعرّف على بعض العلاجات المهمّة، منها ما جاء في: قول رسول الله صلّى الله عليه وآله: « حُسْنُ البِشْر يَذهب بالسَّخيمة » ( تحف العقول:45 ).
وقول أمير المؤمنين عليه السلام: « إحصدِ الشرَّ مِن صدر غيرِك بقَلْعهِ من صدرك » ( بحار الأنوار 212:75 / ح 10 ). وقوله سلام الله عليه: « عند الشدائد تَذهب الأحقاد » ( غرر الحكم / ح 6212 ).
حيث تُستغَلّ الفرص لانتزاع هذه الحالة المخرّبة للروابط الأخويّة.
أمّا الحقد على أعداء الله وأعداء الدين والإنسانيّة، فذلك مَرْضيّ ومطلوب، إذا كان غَيرةً على حرمات الإسلام ورسول الله وآله صلوات الله عليه وعليهم.
 

التحقير
وهو أمرٌ مَنْهيٌّ عنه، إذ له أبعادٌ عقائديّة وأخلاقيّة وإنسانية خطيرة:
ـ قال رسول الله صلّى الله عليه وآله في أحد مناهيه: « لا يَزْرَأنّ أحدُكم بأحدٍ من خَلق الله؛ فإنّه لا يدري أيُّهم وليُّ الله! » ( تنبيه الخواطر 31:1 ).
ـ وروي عن لقمان الحكيم عليه السلام قوله لابنه: يا بُنيَّ لا تُحَقِّرَنّ أحداً بِخُلقانِ ثيابه، فإنّ ربَّك وربّه واحد » ( بحار الأنوار 47:72 / ح 57 ).
ـ وجاء في أحد تحذيرات النبيّ صلّى الله عليه وآله أنّه قال: « مَن استذلّ مؤمناً أو مؤمنة، أو حقّره لفَقره أو قلّة ذات يده، شَهَره الله تعالى يوم القيامة، ثمّ يفضحه » ( بحار الأنوار 44:72 / ح 52 ).
ـ ومن كلمات الإمام الصادق عليه السلام في ذلك قوله: « مَن حقّر مؤمناً مسكيناً لم يَزَلِ اللهُ له حاقراً ماقتاً حتّى يَرجِع عن محقرته إيّاه » ( التمحيص للإسكافيّ:50 / ح 89 ).
ـ ويروي لنا الإمام الصادق عليه السلام حديثين قُدسيّين في هذا الموضوع:
الأوّل ـ « إنّ الله تبارك وتعالى يقول: مَن أهان لي وليّاً فقد أرصد لمحاربتي، وأنا أسرعُ شيءٍ إلى نُصرة أوليائي » ( الكافي 351:2 / ح 5 ).
والثاني ـ « قال الله عزّوجلّ: لِيَأْذَنْ بحربٍ منّي مَن أذلّ عبديَ المؤمن » ( ثواب الأعمال للشيخ الصدوق:284 / ح 1 ).
 

الحقّ
وهو الذي قام عليه الخَلق بحكمة الله جلّ وعلا ومشيئته وإرادته الرحيمتين، وهو القائل عزّ من قائل:
ـ وما خَلَقْنا السماواتِ والأرضَ وما بينَهما إلاّ بالحقّ ( سورة الحجر:85. ويُنظَر: سورة النحل:3، وسورة سبأ:49، والإسراء:81.. ).
وفي تعريف الحقّ جاءت هذه الغرر من كلمات أمير المؤمنين عليه السلام:
ـ « الحقُّ أقوى ظهير » ( غرر الحكم / ح 716 ).
ـ « الحقُّ سيف على أهل الباطل » ( غرر الحكم / ح 1444 ).
ـ « الحقُّ مَنْجاةٌ لكلّ عامل، وحُجّة لكلّ قائل » ( غرر الحكم / ح 1445 ).
وفي كتاب الله عزّوجلّ: بَل نَقْذِفُ بالحقِّ علَى الباطلِ فَيَدْمَغُه فإذا هو زاهق، ولكُمُ الوَيلُ مِمّا تَصِفون [ سورة الأنبياء:18 ].
وهنا أيضاً تأتي كلمات الإمام عليٍّ عليه السلام بهذه النصوص الشريفة:
ـ « مَن أبدى صفحتَه للحقّ هَلَك » ( نهج البلاغة: الحكمة 188 ).
ـ « مَن صارَعَ الحقَّ صُرِع » ( الإرشاد للشيخ المفيد 300:1 ).
ـ « قليلُ الحقّ يدفع كثيرَ الباطل، كما أنّ القليل من النار يُحرق كثيرَ الحطب » ( غرر الحكم / ح 6735 ).
ـ « الغالبُ بالشرِّ مغلوب، المحاربُ للحقّ مَحروب » ( غرر الحكم / ح 1085 ).
وأمّا طلبُ العِزّ فلا يكون إلاّ بالحق:
ـ قال الإمام الصادق عليه السلام: « مَن يَطلُبِ العِزَّ بغيرِ حقٍّ يَذِلّ، ومَن عاند الحقَّ لَزِمه الوَهَن » ( تحف العقول:95 ).
ـ وقال الإمام الحسن العسكري عليه السلام: « ما تَركَ الحقَّ عزيزٌ إلاّ ذَلّ، ولا أخَذَ به ذليلُ إلاّ عَزّ » ( بحار الأنوار 232:72 / ح 3 ).

أضف تعليقك

تعليقات القراء

ليس هناك تعليقات
*
*

شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية