علي (ع) والقتال على التأويل ق (4)

بسم الله الرحمن الرحيم

و به نستعين

و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و اله الطيبين الطاهرين

المقدم: السلام عليكم مشاهدينا الكرام ورحمة الله وبركاته, أحييكم في هذه الحلقة من مطارحات في العقيدة تأتيكم مباشرة من استوديوهات قناة الكوثر الفضائية بمدينة قم المقدسة, حديثنا لهذه الليلة أيضاً فيما يتعلق بالحديث (علي عليه السلام والقتال على التأويل, القسم الرابع) قبل ذلك أذكر مشاهدينا الكرام بأن بث قناة الكوثر على القمرين بدر 5 وهوتبرد8, ذكرنا في الليلة الماضية التردد والترميز وكونه في القمرين البث أفقياً, يمكنكم وأرجو من الأخوة في غرفة السيطرة الترددات والترميز لكي يتسنى لمشاهدينا الكرام, مشاهدة بث القناة والبرامج وأيضاً نعد وهكذا وعدت إدارة البرنامج يعود البث على النايلسات, أو على الأقل على أتلنتيك برد7, من خلال مفاوضات الآن تجري مع إدارة القمر الصناعي, كما أذكركم أعزائي المشاهدين بأن برنامج مطارحات في العقيدة بهذا الاسم وأيضاً برنامج الأطروحة المهدوية موجودان على صفحات الفيسبوك يمكنكم من خلال المراجعة باسم الأطروحة المهدوية أو مطارحات في العقيدة الرجوع إلى هذا البرنامج وللاستفادة منه على الموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك, إذن (علي والقتال على التأويل) ملاحظة واحدة فقط يسمح لي سماحة السيد الحيدري, في التقليد الشعبي اليوم يسمى بفرحة الزهراء, فرحة الزهراء÷ يقال: لأنها وعدت بحديث من قبل الرسول الكريم’ بأن المهدي# من ولدها, وهو الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً, لذلك اليوم الأول من ولاية صاحب العصر والزمان#, عبّر عنه بفرحة الزهراء أو بالشعبي العراقي (فرحة الزهرة) لذلك قد يتبادر لذهن الكثيرين بعض المفاهيم المغلوطة وما شابه ذلك, لكن الأساس ينطلق من هذه القضية أي يوم الأول لإمامة صاحب العصر والزمان هو فرحة الصديقة الزهراء وفرحة جميع أتباعها والمسلمين لأنه يملأ الأرض وقسطا بعد أن ملأت ظلماً وجورا.

أرحب بسماحة آية الله السيد كمال الحيدري, أهلاً ومرحباً بك سماحة السيد, يعني هذه الإيضاحات ولربما بعض هذه القضايا التي مجبرين على الحديث عنها أخرتكم, الحقيقة أبدأ مباشرة بالسؤال: كثيرون يقولون أن مثل هذه المباحث تزيد الشقة بين المسلمين وتباعد بينهم, وطرح مثل هذه القضايا على الإعلام وعلى الفضائيات لا يؤدي إلى حل وإنما يرسخ بعض المشاكل الموجودة بين المسلمين ما هي الدوافع أساساً لهذا البحث.

السيد: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم, بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين, اللهم صل على محمد وآل محمد, وعجل فرجهم.

في الواقع أي مدرسةٍ من المدارس سواء كانت هذه المدرسة فكرية أو ثقافية أو عقدية لا يمكن أن تفصل حاضرها عن ماضيها, وبتعبير آخر: لا يمكن فصل الحاضر عن التراث, لأن كل ما في التراث من إيجابيات أو سلبيات بطبيعة الحال سوف ينعكس شأنا أو أبينا على حاضرنا, وهذا الحاضر سوف يكون هو نقطة الانطلاق إلى المستقبل, ومن هنا ونحن المسلمون عموماً, ونحن بطبيعة الحال تراثنا قائم على أساس فهمنا لما جرى في صدر الإسلام, فما لم نفهم حقيقة ما جرى في صدر الإسلام ونقيم ذلك ونقرأ ذلك قراءة نقدية صحيحة علمية قائمة على أسس ومنهجية علمية مقبولة عند أهل التحقيق وعند أهل المعرفة وعند أولئك الذين يطلبون الحقيقة في الواقع لا نستطيع أن ننطلق من ذاك التراث لبناء هذا الحاضر وننطلق من هذا الحاضر لبناء المستقبل.

من هنا جاءت هذه الأبحاث ونريد أن نعرف من خلالها وسأبين ما هي الدوافع.

من الحقائق التي حاول الكثير (التفتوا إلى هذه النقطة إلى هذه المسائل التي سوف أطرحها وإن كنّا قد نتأخر فيها ولكنها تستحق أن نقف عندها) من الحقائق التي حاول الكثير بمحاولات جادّة وحثيثة أن ينطلقوا من حروب الإمام علي في الجمل وصفين والنهروان للتشكيك في خلافة علي أمير المؤمنين, يعني قالوا بأن هذه الحروب خير شاهدٍ على أنه لم يقع عليه لم يبايع من قبل المسلمين وإلا لو بويع من قبل المسلمين إذن لماذا حاربوه في الجمع ولماذا حاربوه في صفين ولماذا حاربوه في النهروان, فإذن أرادوا أن يستدلوا من خلال هذه الحروب على إسقاط شرعية خلافة علي بن أبي طالب ولو كان الخليفة الرابع, الآن حتى لو رفعنا اليد عن أنه الخليفة الأول المنصوب من قبل الله المبين أمره من قبل رسول الله, لا, جاؤوا وحاولوا أن يسقطوا خلافته ولذا ربعوا الخلافة بمعاوية قالوا هو الذي وقع الإجماع عليه, ولذا عندما كانوا يعدون الخلفاء المجمع عليهم بين المسلمين الخليفة الأول أبو بكر, الخليفة الثاني عمر, الخليفة الثالث عثمان, الخليفة الرابع معاوية بن أبي سفيان, وأما علي بن أبي طالب فهو مورد الخلاف, بل كل عصره كان مورد حروب الفتنة ونحو ذلك, وهذا كان اتجاه كبير موجود إلى أن وصلنا إلى عصر لعله في القرن الثالث أو أواخر الثاني وأواسط القرن الثالث عند ذلك قال البعض لا, أن الخلافة تمتد لثلاثين عام, الخلافة بعدي ثلاثون عام ثم تكون ملكاً عضوض استندوا على هذه الرواية لإثبات صحة خلافة علي بن أبي طالب.

المقدم: بالمناسبة سماحة السيد لو سمحت لي, يعني: هذه الفكرة إلى القرن العشرين كانت موجودة. طه حسين.

السيد: لا, اسمحوا لي, ولذا أعزائي, إنما طرحت هذا البحث للوقوف أمام مثل هذه المقالات وسنقرأ أكثر مما قاله طه حسين في كتابه (الفتنة الكبرى) لا, ذاك ما أريد أن أدخل واقعاً فيما قاله طه حسين لأنه أيضاً يتهم بألف اتهام, ولكن أريد أن أقول من كتبهم ماذا يقولون.

إذن, هذه القضية قضية خطيرة جدا وهو أنه في النتيجة خلافة علي بن أبي طالب حتى ولو كان رابع خلافة مشروعة أو خلافة غير مشروعة. يحاول هؤلاء أن يقولوا.

أين قالوا هذا؟ أعزائي هذا الكتاب أخيراً وصل بيدي وأشكر أولئك الذين يوصلون مثل هذه الكتب إليّ بهذه السرعة, هذا الكتاب من الكتب الأساسية والذين يبحثون عن مثل هذه المسائل فليأخذوا هذا الكتاب, (النصب والنواصب, دراسة تاريخية عقدية, سلسلة منشورات مكتبة دار المنهاج رقم 102, تأليف: بدر بن ناصر بن محمد العواد, مكتبة دار المنهاج للنشر والتوزيع في الرياض) حتى يعرف الأعزة أنه نحن نحاول أنه آخر ما انتهى الفكر نأخذه (جميع حقوق الطبع محفوظة, الطبعة الأولى, سنة 1433 من الهجرة) يعني لا يتجاوز قبل شهر الكتاب خرج من المطبعة (المملكة العربية السعودية, الرياض, ص182 -183) هذه عبارته: [النواصب في المغرب] المغرب الإسلامي, قال: [أنه حكي عن كثيرٍ من أمويي الأندلس وخطبائها أنهم لم يكونوا يثبتون خلافة علي بن أبي طالب وإنما يربعون بمعاوية] إذن بني أمية استطاعوا أن يجدوا مدرسة بهذا الاتجاه, هذا الذي نحن نميز بين أهل السنة وبين النهج الأموي والإسلام الأموي ونصف الشيخ ابن تيمية على النهج والإسلام الأموي لا على النهج علماء أهل السنة, هذا ليس كلام, إنما قائم على أسس علمية, إلى أن يقول: [وعلى كل حال] (ص183) [وعلى كلٍ فإن إنكار خلافة علي من أقوال النواصب المشهورة] أساساً لم يكن خليفة, الآن كل هذا لماذا؟ لأنهم إذا قبلوا أنه خليفة مشروع وأن له شرعية ونصبه شرعي وأن بيعته بيعة صحيحة إذن الخروج عليه.

المقدم: ما حكمه.

السيد: أحسنتم, يعني يعرفون النتائج, إذن لا طريق لهم لحفظ كرامة.

المقدم: أن يشككوا بأصل القضية.

السيد: بأصل خلافة علي بن أبي طالب, من أين يشككون فيها؟ من خلال هذه الحروب, يعني في الجمل وصفين, وخصوصاً في الجمل وصفين.

المقدم: يعني لا يذهبون إلى العلة, يذهبون إلى المعلول ويجعلونها دليلاً على بطلان الإمامة والخلافة.

السيد: أحسنتم, لماذا؟ لحفظ كرامة طلحة والزبير وأم المؤمنين عائشة ومعاوية وعمر بن العاص.

المقدم: معاوية بالدرجة الأولى.

السيد: المهم, مقصودي هذه الطبقة, لأنهم يضعون أيديهم مباشرة, يعني يعطون شرعية لحربه مع الخوارج في النهروان, ولكنه يريدون أن يسلبوا الشرعية من علي بن أبي طالب في حربه في الجمل وصفين, وهذا ما سيتضح.

قال: [وعلى كلٍ فإن إنكار خلافة علي من أقوال النواصب المشهورة إلا أن الإمام ابن تيمية] انظروا الآن كيف يدخل إلى الخط [يرى أن ترك التربيع بعلي من قبل بعض أهل الأندس لم يكن من باب الطعن في خلافته] لأنه هو يعلم ابن تيمية ما هي النتائج إذا هؤلاء أنكروا خلافة علي بن أبي طالب, المهم.

إذن هذه المرحلة الأولى.

المقدم: أراد أن يبرر لهم ابن تيمية.

السيد: الآن أقول شيئاً فشيئاً, مرحلة مرحلة, إذن المرحلة الأولى إذا أردنا أن نتكلم تاريخياً, المرحلة الأولى: بني أمية حاولوا أن يطعنوا في خلافة علي حتى يكون الخروج عليه سهلاً.

المقدم: مشروعاً.

السيد: مشروعاً أحسنتم, وإلا لو لم يطعن في شرعية خلافة علي فما وجه الخروج عليه؟ هذه المرحلة الأولى.

المرحلة الثانية: بعضهم عندما وصل إلى هذه القضية من المتأخرين أو لعله من المعاصرين, وجد بأنه إنكار خلافة علي بن أبي طالب ليس أمراً سهلاً فبدأ يحاول أن يسقط وأن يطعن في هذه الحروب وأنها ما أورثت الأمة إلا الشقاق والدماء والدموع وتدمير الأمة.

المقدم: وهو صحيح.

السيد: اسمح لي أستاذ علاء, التفتوا إلى النقطة, إذن أرادوا أنه لا يسلبوا شرعية علي بن أبي طالب للخلافة وإنما يسلبوا شرعية هذه الحروب, وأن هذه الحروب لم تكن في مصلحة الأمة لا ديناً ولا دنياً, لا في مصلحتها من حيث الدنيا ولا في مصلحتها من حيث الدين, أين هذا؟ هذا الكتاب أنا أنصح الأعزة أنا أعبر عنه كثير من الفضائيات التي الآن تجدوها والأصوات التي هنا وهناك في المواقع الأكترونية البروتوكول الذي يعتمدون عليه هو هذا الكتاب, وأنتم عندما تقرؤون هذا الكتاب تنفيذه تجدوه على الفضائيات, (تبديل الظلام وتنبيه النيام, تأليف: إبراهيم السليمان الجبهان) هذا الكتاب (الناشر: دار المجمع العلمي بجدّه, 1399 من الهجرة) أنا اقرأ بعض عبارات هذا الكتاب أنظروا ماذا يقول في (ص136) [يقولون] من؟ الشيعة [يقولون: أن الحكم لو كان بيد علي وذريته لأكل الناس من فوقهم ومن تحت أرجلهم لبناً وعسلاً ومنّاً وسلوا] هذا إدعاء من؟ إدعاء الشيعة أنه لو أعطيت الخلافة لعلي وأولاده لكان الناس يعيشون في خير وسلام وأمان, ثم يقول هذا دليلنا الآن يتبين أن هذه الدعوى صحيحة, [وهذا عليٌ تولى الخلافة ومكث فيها خمسة أعوام أو تزيد فهل أكل الناس في عهده وشربوا إلا دماء الأبرياء وعرض الضعفاء] البعض يتصور أنا أتكلم عن عموم أهل السنة لا, أنا أتكلم عن هذا المنطق عن هذا النهج الذي إلى الآن تطبع هذه الكتب وتوزع يميناً ويساراً, قال: [فهل أكل الناس في عهده وشربوا إلا دماء الأبرياء وعرض الضعفاء ودموع الثكالى واليتامى والبأساء, ويا ليت أن هذه الدماء وذلك العرق وتلك الدموع قد سالت في فتوحات إسلامية ومن أجل تحرير بلاد واقعة تحت نير الكفر والكافرين إذن لتغير وجه التاريخ ولكنّا في حالة نحسد عليها ولنترك خلافة علي ولنتجاوز عن كل ما فيها من مفارقات] هذا الخليفة الشرعي الرابع, مفارقات [وللنظر ماذا حدث بعد ذلك] أنظروا الآن انتهى من علي فليبدأ بأولاد علي بذرية علي بالحسن والحسين بسيدي شباب أهل الجنة, بريحانتي رسول الله, [لقد تولى الحسن الخلافة ثم تركها طائعاً مختاراً عندما رأى أنه لن يقدم لأمة محمد غير الدم والعرق والدموع] أساساً الإمام الحسن كان أيضاً على سر أبيه كما كان علي هكذا إذن الحسن أيضاً كذلك إلى أن يأتي يقول: [وقام الحسين بمحاولته اليائسة التي خلفت في قلب الإسلام جرحاً لا يندمل ..] إلى آخره.

إذن أنظروا من أين يبدأ لمناقشة خلافة علي؟ لم يناقشه في سياسته في إدارته, لا, وإنما ينطلق من حروب علي, ومن خلال الإشكال في حروب علي يسقط شرعية الإمام أمير المؤمنين (عليه أفضل الصلاة والسلام).

المقدم: يعني هذا الذي أردت أن أقوله سماحة السيد أنه صحيح كانت دماء وكانت دموع وكانت ويلات لكن من الذي سببها, هو لا يناقش هذه القضية.

السيد: الآن هذا بحث, ولكن إن شاء الله بعد ذلك سيتضح بأن رسول الله قال له قم بهذه الوظيفة, أحسنتم, أقول الآن ما نريد أن ندخل في المعطيات لأنه إن دخلنا البحث يذهب يميناً ويساراً.

هذا المنطق نحن نحاربه هذا المنطق الذي يقول لأنه هو يقول علي وذرية علي, فعندما تكلم عن علي وتكلم عن الحسن وتكلم عن الحسين ثم جاء إلى واحد من ذرية الإمام علي وهو الإمام الصادق وأنا لا أتصور أنه أحد يحتاج أن يُعرف الإمام جعفر بن محمد الصادق, يقول: [ولا أذيع سراً إذا قلت أن جعفر بن محمد] هذه في (ص161) [أن جعفر بن محمد كان ألمع نجم وقع اختيار العصابات الماسونية عليه].

المقدم: عصابات ماسونية.

السيد: اسمحوا لي, يا ليت نكتفي بهذا [فقد ثبت أنه] وأنا أعتذر واقعاً لكل المسلمين لا فقط أتباع شيعة أهل البيت, الذين لابد أن يسمعوا مثل هذا الكلام ليعرفوا أن هذا البرنامج واقعاً لفصل هذه الشرذمة لفصل هذه الثلة لفصل هذا النهج التكفيري لفصل هذا النهج الإقصائي لفصل هذا النهج الذي يريد أن يضع إسفيناً في واقع الأمة لتتقاتل وهذا المنطق أنتم تجدوه على جملة من الفضائيات, التفتوا يقول: [فقد ثبت أنه] من؟ الإمام الصادق [أحد العميان الذين كانت شياطين الماسونية تعدهم وتمنيهم بنيل الخلافة, وأن ما أجمعت عليه كتب الشيعة والمراجع التاريخية ليشير إشارة واضحة إلى أن المذكور] يعني المدعو جعفر بن محمد [هو المؤسس الثاني لعقيدة التشيع بعد عدو الله ابن سبأ اليهودي] إذن المؤسس الأول عبد الله بن سبأ, المؤسس الثاني الإمام الصادق الذي يتهمه بمثل هذه الاتهامات, [وأنه هو الذي قلب التشيع] من؟ الإمام الصادق [من فكرة سياسية إلى عقيدة دينية, وأنه بمساعدة هؤلاء الشياطين وتوجيهاتهم قد ركّز دعائم هذه الجريمة النكراء] التي هي التشيع وفكر التشيع ولهذا قلت الآن يتقربون إلى الله بأن يقتلوا المئات من شيعة أهل البيت, لأنه يحكمهم هذا المنطق وإن لم يظهروه للناس.

المقدم: ولذلك هم عندما يهاجمون التشيع يهاجمون عبد الله بن سبأ لا يقولون الإمام الصادق, لأنهم يخافون من المسلمين.

السيد: أحسنتم, يقول: [وأنه بمساعدة هؤلاء الشياطين وتوجيهاتهم قد ركّز دعائم هذه الجريمة النكراء وترك لأتباعه] يعني الإمام الصادق [معيناً لا ينضب من سمومها الناقعة وأن السرية الشديدة التي كان يفرضها على دعاته] يخلط بين الإسماعيلية وبين مدرسة أهل البيت [على دعاته وأرصاده وحملة مبادئه وأوامره الصارمة بالتزام التقية والتلون بكل لون لتؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأن بين التشيع وبين الماسونية وفاق عجيب] وأنتم الآن تجدون جملة من المحللين الاستراتيجيين يخرجون على الفضائيات ليربطوا التشيع باليهودية من جهة, وبالصهيونية وبالماسونية ونحو ذلك, ولهذا عبّرت عنه بأن هذا بروتوكول لهؤلاء.

المقدم: بروتوكول حكماء الأمويين.

السيد: واقعاً, أو هؤلاء الذين يتبعون هذا النهج. طبعاً هذه الطبعة المطبوعة في سنة 1399 من الهجرة, طبعت طبعة حديثة, هذا الكتاب موجود الطبعة الثانية عندي, (تبديد الظلام وتنبيه النيام إلى خطر التشيع على المسلمين والإسلام, تأليف إبراهيم الجبهان, دار السقيفة, القاهرة) عندما يأتي في (ص161) أيضاً من الكتاب يقول: [ولا أذيع سراً إذا قلت أن بعض أئمة الشيعة] لم يذكر جعفر, مع أن النسخة المطبوعة في جدّة ماذا تقول؟ تقول: أنه الإمام الصادق. هذه المرحلة الثانية.

إذن المرحلة الثانية يعبر عن علي بأنه خليفة ولكنه يطعنه بمثل هذه الطعون التي أشرنا إليها.

الآن قد يقول لي قائل: سيدنا منشأ هذه أين؟ اطمأنوا تنظيراتها موجودة عند ابن تيمية, ولكن المؤصل المؤسس واقعاً المنظّر, الذي أسس لهذه الشجرة الملعونة في القرآن الذي هو النهج الأموي, كيف؟

تعالوا معنا لتروا ماذا يقول ابن تيمية في كتبه عن علي وعن حروب علي وعن الفترة التي حكم فيها الإمام علي, عند ذلك تتضح معالم هذه النظرية ولكن هم لم يصرح بها وهو ذكي في هذا المجال, يبطن كلامه بما يريد, تعالوا معنا إلى كتاب (منهاج السنة) الذي تعلمون أنه من كتبه الأساسية, في (منهاج السنة, في نقض كلام الشيعة, تحقيق: الدكتور محمد رشاد سالم, ج4, ص519) الذي هذه الطبعة أربع مجلدات, والأخوة الذين يريدون الطبعة ثمان مجلدات في (ج8, ص138) في (ص519) ينقل الروايات الصحيحة المشهورة المتواترة التي لا مجال للمناقشة فيها, وهي [في الصحيحين لا يزال هذا الأمر] يعني هذا الدين [عزيزاً إلى اثني عشر خليفة كلهم من قريش ولفظ البخاري] هذا لفظ ولفظ آخر [اثني عشر أميرا, وفي نص آخر لا يزال أمر الناس ماضياً ولهم اثنا عشر رجلاً, وفي لفظ [لا يزال الإسلام عزيزاً إلى اثني عشر خليفة كلهم من قريش]. واضح إلى هنا, إذن عزة الإسلام بهؤلاء الاثني عشر, سواء كانوا أمراء أو كانوا خلفاء أو كانوا رجال أو .. .

السؤال المطروح من هؤلاء؟ يقول: [وهكذا كان] يعني أنه وجد اثنا عشر خليفة أعز الله بهما الإسلام من هم؟ في مدة القنوات والفضائيات والمواقع كلها قالت ونسبت إلينا قالت أن السيد الحيدري يقول أن يزيد أفضل من الحسين ثم تحدونا تحديات عجيبة وغريبة نحن نعطي كذا ونحرق كل كتب ابن تيمية إذا استطاع السيد الحيدري أن يثبت أن ابن تيمية قال أن يزيد أفضل من من؟ من الحسين, الآن في هذه الليلة نريد أن نجيب عن تلك التساؤلات أو تلك التحديات التي طرحت لا أقل في عشرة أشهر الماضية.

يقول: [وهكذا كان] من هم الاثنا عشر, أولاً هو يقول أن هؤلاء الاثنا عشر في (ص520) يقول: [وهؤلاء الاثنا عشر خليفة هم المذكورون في التوراة] إذن التوراة أيضاً ذكرتهم لعظمتهم, [حيث قال في بشارته] التوراة [إنما بشر بإسماعيل قال وسيلد اثنا عشر عظيما] وهؤلاء الاثنا عشر هؤلاء, جيد من هم يا ابن تيمية ما هي نظريتك من هؤلاء الاثنا عشر قال: [وهكذا كان, فكان الخلفاء] من هم عدوهم أستاذ علاء [أبو بكر, وعمر, وعثمان, وعلي] هذه أربعة [ثم تولى من اجتمع الناس عليه].

المقدم: إذن معاوية.

السيد: [وصار له عزّة ومنع] إذن أعز الله به الإسلام من؟ [معاوية, ابنه يزيد] فعزة الإسلام تحققت بيزيد وبما فعله في كربلاء وفي المدينة و..

المقدم: وفي مكة.

السيد: بلي هذه عزّة الإسلام, هذا منطق من؟ هذا المنطق الأموي, [وابنه يزيد] هؤلاء ستة [ثم عبد الملك بن مروان] هؤلاء سبعة [ثم أولاده الأربعة] الوليد وسليمان وهؤلاء الفسقة الفجرة الذين ما من حرام ما من فجور إلا وارتكبوه.

المقدم: مزقوا القرآن بعضهم فعلوا ما فعلوا.

السيد: فعلوا ما فعلوا, هؤلاء الأربعة أيضاً عزّة الإسلام, وبشر بهم إسماعيل وسماهم عظيما, هؤلاء أربعة كم صاروا؟ أحد عشر, [وبينهم عمر بن عبد العزيز] هؤلاء اثنا عشر وانتهت القضية, الآن الحسن والحسين منهم أو ليسوا منهم؟ لا, انتهت القضية.

المقدم: جلهم من بني أمية.

السيد: بلي أمية, ثم يقول: [ومن ظن أن هؤلاء الاثني عشر] يعني السجاد الباقر الصادق الكاظم الرضا المهدي الحسن والحسين المهدي المنتظر هؤلاء كلهم, يقول: [ومن ظن أن هؤلاء الاثني عشر هم الذين تعتقد الرافضة إمامتهم فهو في غاية الجهل, فإن هؤلاء ليس فيهم من كان له سيف] إذن تبين أن المدار هو السيف حقاً كان أو باطلاً وهذا هو المنطق الذي الآن تجده.

المقدم: قاتل ذبّاح.

السيد: الذبّاح, الحجاج عبد الملك بن مروان, فليكن, وهذا المنطق الذي الآن تجده أنت في بعض هذه الحكومات البائسة المتخلفة.

المقدم: أن يكون ذبّاح.

السيد: ذبّاحاً, أحسنتم وله الشرعية أن يفعل ما يريد [فإن هؤلاء] أنا عبرت عنه بحمد الله تعالى ربيع الشعوب وخريف الحكّام.

المقدم: الجائزة يعطوها أم لا.

السيد: لا أعلم, يقول: [فإن هؤلاء ليس فيهم من كان له سيف إلا علي بن أبي طالب] طيب الباقي خرجوا علي بن أبي طالب يقول وعلي بن أبي طالب أيضاً عندنا خمسين مشكلة معه [ومع هذا فلم يتمكن في خلافته من غزو الكّفار] هذا الذي قرأناه عن الجبهان ولكن أوضحه هناك وإلا منشأ التأصيل من أين؟ من ابن تيمية, [ولا فتح مدينة ولا قتل كافرا بل كان المسلمون قد اشتغل بعضهم بقتال بعض] هذا الذي قرأناه مباشرة [حتى طمع فيهم الكفار بالشرق والشام من المشركين وأهل الكتاب حتى يقال إنهم أخذوا بعض بلاد المسلمين وأن بعض الكفار كان يحمل إليه كلامٌ حتى يكف عن المسلمين فأي عز للإسلام في هذا] إذن علي منهم أو ليس منهم, يزيد منهم, من الاثنا عشر, أما علي؟ ليس منهم.

المقدم: يعني مجاملة.

السيد: لا طريق له, وإلا كان ناصباً واضحاً لكان متهماً بالنصب بشكل واضح, قال: [فأي عز للإسلام في هذا والسيف يعمل في المسلمين] نفس المنطق الذي أشرنا إليه.

المقدم: يعني أذل المسلمين.

السيد: هو هذا الذي يريد أن يقوله, إذن ماذا يريد أن يقول [وعدوهم قد طمع فيهم ونال منهم وأما سائر الأئمة غير علي فلم يكن لأحد منهم سيف ولا سيما المنتظر بل هو عند من يقول بإمامته إما خائف عاجز وإما هارب مختفٍ من أكثر وهو لم يهدِ ضالاً ولا أمر بالمعروف] ثم يدخل على الأئمة واحداً واحدا إذن فيسقط, إلى أن يأتي إلى (ص522) من الكتاب التفتوا جيداً, البعض يقول سيدنا بينكم وبين الله أن يكون الإنسان داخلاً في الأئمة الاثني عشر في الخلفاء الاثني عشر الذين بهم عزة الإسلام أفضل عند الله وأقرب إلى النبي أو من خرج منهم؟ وقد أخرج الحسن والحسين إذن يزيد أفضل من الحسن والحسين.

المقدم: ذكره التوراة.

السيد: ذكرته التوراة ولم تذكر الحسن والحسين.

المقدم: يعني بشّرت به.

السيد: أحسنتم, [والمقصود هنا] خلاصة الكلام, يا ابن تيمية قل ما في جعبتك الفكرية والعقدية أخرج ما تسره.

المقدم: ما تريد أن تقوله.

السيد: نعم, {يوم تبلى السرائر} [والمقصود هنا: أن الحديث الذي ذكر الاثنا عشر خليفة] التفتوا هذه الجملة أحفظوها [سواء قدّر أن علياً دخل فيه أو قدّر أنه لم يدخل].

المقدم: بدأ التشكيك أو النفي.

السيد: إذن إذا لم يدخل في الاثني عشر إذن ليس مشمول للخلافة الراشدة الأربعة, وهذه هي النظرية التي قالها بعض النواصب وهو أنه ربعوا بمعاوية لا بعلي, قلت لكم.

المقدم: لمح إليها ابن تيمية وصرح بها الآخرون.

السيد: أحسنتم, هذه طريقتهم, وهي أنه يؤسس القضايا المقدمات بنحو لا يذكر النتيجة يترك النتيجة لمن يأتي بعده, ثم بعد ذلك التفتوا جيداً, وإن طال ولكن نحن بعدُ في المقدمة ولكنه وجدت ضرورياً لمعرفة دوافع هذا البحث, ثم بعد ذلك جاء لحروب علي بن أبي طالب من؟ ابن تيمية, أولاً: قال أن هذه الحروب صريحاً هنا قال لا فيها خدمة للإسلام, بل نفع للكفار ولا عزة ولم يقل ذلة ولكنه كذا, جاء في مصادر أخرى عبّر هذه التعبيرات, في كتابه (جامع المسائل المجموعة السادسة, تحقيق: محمد عزير شمس, ص264) قال: [لكن الفئة الباغية] يتكلم في حرب صفين [هل يجب قتالها ابتداء قبل أن تبدأ الإمامة بالقتال أم لا تقاتَل حتى تبدأ بالقتال] يعني الباغي لابد أن نصر هو يبدأ القتال حتى نجيبه أما إذا بدأنا فنحن نبغي عليه, [هذا مما تنازع فيه العلماء وأكثرهم على القول الثاني] أنه لابد أن نصر حتى يبدؤوا القتال [فلهذا كان مذهب أكابر الصحابة والتابعين والعلماء أن ترك علي القتال كان أكمل وأفضل وأتم في سياسة الدين والدنيا]

المقدم: بدأ يشكك.

السيد: أنظروا, وإلا نحن جزافاً ما جئنا إلى حروب علي, لأنه هذا التراث موجود, وهذا هو التراث الذي ينشر الآن على الفضائيات والمواقع والكتب, هذا مورد.

المورد الثاني: في كتابه (منهاج السنة, ج4, ص676- 677) هذه عبارته هناك يقول: [وعلى هذا والذي عليه أكابر الصحابة والتابعين أن قتال الجمل وصفين لم يكن من القتال المأمور به].

المقدم: ليس مما قال عنه رسول الله تقاتل على التأويل.

السيد: أحسنتم, يريد أن يخرجها عن الشرعية, [وأن تركه أفضل من الدخول فيه, بل عدّوه قتال فتنة] والإنسان في الفتنة ينبغي أن يكون كابن البون [وعلى هذا فجمهور أهل الحديث وجمهور أئمة الفقهاء فمذهب أبي حنيفة فيما ذكره إنه لا يجوز قتال البغاة إلا أن يبدؤوا بالقتال, وأهل صفين لم يبدؤوا علياً بالقتال] مظلومين, معاوية كان مظلوم, من الظالم من الباغي عليه؟ الباغي علي بن أبي طالب هو الذي بدأ [وكذلك مذهب أعيان المدينة والشام والبصرة وأعيان فقهاء الحديث كمالك وأيوب والأوزاعي وأحمد وغيرهم أنه لم يكن مأموراً به وأن تركه كان خيراً من فعله وهو قول جمهور أئمة السنة كما دلت على ذلك الأحاديث الصحيحة الصريحة في هذا الباب, بخلاف قتال الحرورية] فقط الحرورية كان مشروع وإلا باقي الحروب [يقول بخلاف قتال الحرورية والخوارج فإن قتال هؤلاء واجبٌ بالسنة المستفيضة وباتفاق الصحابة وعلماء السنة] إذن هذا مشروع وذاك ليس بمشروع.

وعنده عبارة أوضح من هذا كله, وهو في كتابه (النبوات, المملكة العربية السعودية, وزارة التعليم, طبعة أضواء السلف, ج1, ص566) يقول: [فكان قتالهم ثابتاً بالسنة الصحيحة الصريحة] من؟ النهروان [بخلاف فتنة الجمل وصفين, فإن أكثر السابقين الأولين كرهوا القتال في هذا وهذا وكثير من الصحابة ..] إلى آخره, إذن كرهوا باعتبار أنه كان مشروع أو غير مشروع؟

المقدم: غير مشروع.

السيد: ثم, يقول في مكان آخر وهذا أخطر ما يقوله في منهاج السنة في (ج4, ص677) هذه عبارته, يقول: [لم يقاتل معه إلا قليل من الصحابة, والذين قاتلوا من الصحابة] يعني مع علي [لم يأتِ أحدٌ منهم بحجة توجب القتال] إذن كان مشروع أو غير مشروع؟

المقدم: طبعاً هذا خلاف ما نقلته كتب التواريخ لدى المسلمين من عدد الصحابة الذين كانوا.

السيد: الآن, أنا فقط أعرض النظرية حتى بعد ذلك عندما نأتي إلى نقدها يتضح. قال: [لا من كتاب ولا من سنة بل أقروا بأن قتالهم كان رأياً رؤوه] إذن اجتهاد كان من علي واجتهاد كان من معاوية اجتهاد من علي واجتهاد من طلحة والزبير ومن عائشة, وانتهت القضية.

المقدم: وقد يخطأ أو يصيب.

السيد: نعم, وكلهم مأجورين, [كما أخبر بذلك علي] أنه أنا ما كان عندي حجة هكذا حاربت, [ولم يكن في العسكرين أفضل من علي] هذا من باب تلطيف الأجواء [فيكون هو ممن دونه, وكان عليٌ أحياناً يظهر فيه الندم والكراهة] بعد ذلك ندم لأنه قتل المسلمين بغير دليل. قتل المسلمين بغير دليل, [مما يبين أنه لم يكن عنده فيه شيء من الأدلة الشرعية].

المقدم: إذن قتاله غير شرعي.

السيد: لا فقط غير شرعي, عن هوى كان, لأنه حتى الذي يريد أن يعطي رأياً واجتهاد لابد أن يكون مستنداً إلى دليل فإذا لم يكن عنده دليل فقتاله يكون عن هوى النفس عن طلب للسلطة عن طلب للدنيا.

المقدم: بهذه الطرق يحاول.

السيد: أحسنتم, [مما يبين أنه لم يكن عنده فيه شيء من الأدلة الشرعية مما يوجب رضاه وفرحه بخلاف قتاله للخوارج ..] إلى آخره.

إذن, إلى هنا أنا أتصور أن القضية صارت واضحة للمشاهد الكريم, مدى أهمية هذه القضية لأن القضية بغض النظر الآن أن علي بن أبي طالب هو الخليفة الأول أو ليس الخليفة الأول, الآن بدؤوا بالتشكيك حتى في شرعية كل شيء صدر من علي (عليه أفضل الصلاة والسلام). وهذا أنتم تعلمون جيداً أقوله للمشاهد الكريم, الآن تقريباً تسعة وتسعين في المائة من المسلمين يوافقون على هذا الكلام أو لا؟ هم قالوا أن علي ليس هو الأول, ولكن أجمعوا على أنه هو الرابع, وأن خلافته شرعية, إذن هؤلاء هذا المنطق الذي قرأناه من ابن تيمية ومن المنهج الأموي ومن نواصب المغرب و.. إلى غير ذلك, طبعاً بحمد الله تعالى الآن تعلمون أن المغرب العربي بأجمعه محب بأهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) هذه قضايا كما يقال عنها قضايا خارجية مرتبطة بذاك الزمان أو عندما نتكلم نحن عن أهل الشام نتكلم عن ذاك الزمان لا نتكلم عن عموم أهل الشام في هذا الزمان.

إذن هذا هو الذي دعانا أن نقف عند هذه القضية لنعرف أن هذه الحروب هل كانت بأمر من رسول الله’ أم لم تكن, فإذا كانت بأمره فبأي دليل؟ وإن لم تكن فبأي دليل نصحح مثل هذه الحروب التي وقعت بين المسلمين ونحو ذلك.

المقدم: أتصور أننا بحاجة إلى فاصل, أعزائي المشاهدين فاصل ونعود إن شاء الله إلى استكمال بحثنا في هذه الأمسية وهذه الليلة فاصل ونعود.

المقدم: مشاهدينا الكرام أحييكم مرة أخرى وأحيي سماحة آية الله السيد كمال الحيدري, سماحة السيد الآن بعد أن وقفنا على أهمية هذا البحث الحقيقة السؤال: هل هناك تصريح صحيح من النبي’ للإمام علي بأن هذه الحروب أو هذا القتال قتال على الدين؟

السيد: لا أقل فيه طابع ديني, أحسنتم, أنا أتصور بأنه في الحلقة السابقة وقفنا عند هذا البحث وأجبنا عن هذا السؤال ولكنه باعتبار انقطاع البث في جملة من المواقع والبلدان أحتاج الآن أن أذكر خلاصة عما تقدم في الحلقة السابقة, أعزائي, قلنا: بأن النبي الأكرم’ أشار في حديث واضح وصريح إلى أن علياً (عليه أفضل الصلاة والسلام) يضرب رقاب قريش على الدين.

المقدم: وهو أصل البحث الذي نبحث فيه.

السيد: أحسنتم, ومن بعده, لا يقول لنا قائل أن هذه الرواية مرتبطة في عصر التنزيل, لا, هذه مرتبطة بعصر التأويل, يعني برحيله كما نقرأ الآن. وهذا النص من حيث السند صحيح السند, ومن حيث الدلالة واضح الدلالة والمضمون وفقه الحديث.

المقدم: يعني هذا الحديث الذي ستوردونه يدعم الحديث الذي نناقشه.

السيد: أحسنتم, هذا الحديث ورد في (شرح مشكلة الآثار) والذي قرأناه في الأسبوع الماضي (ج10, ص231) الرواية كما قراناها: عن علي قال سمعت رسول الله يقول لما افتتح مكة وأتاه أناس من قريش فقالوا يا محمد إنا حلفائك وقومك وإنه قد لحق بك أبناءنا وأرقاءنا وليس بهم رغبة في الإسلام وإنما فروا من العمل فارددهم إلينا, فشاور أبو بكر في أمرهم فقال صدقوا يا رسول الله فتغير وجهه, فقال يا عمر ما ترى, فقال مثل قول أبي بكر فقال رسول الله يا معشر قريش ليبعثن الله عز وجل عليكم رجل منكم امتحن الله عز وجل قلبه للإيمان يضرب رقابكم على الدين, فقال أبو بكر أنا هو يا رسول الله, قال لا, فقال عمر أنا هو يا رسول الله, قال لا, ولكنه خاصف النعل في المسجد, قال وكان قد ألقى إلى علي نعله يخصفه واضح.

من حيث السند الأسبوع الماضي قلنا, من حيث السند أولاً: وردت هذه الرواية في كتب معتبرة ومن أعلام معتبرين أمثال الإمام الطحاوي المتوفى سنة 321 من الهجرة, وكذلك وردت في كتاب (خصائص أمير المؤمنين) أنا لا أقف عندها باعتبار أنه في الأسبوع الماضي وقفنا عندها, (خصائص أمير المؤمنين للإمام النسائي) تحت قوله ذكر قول النبي قد امتحن الله قلبه للإيمان وقلنا أن الإمام الذهبي ماذا قال عن الإمام النسائي, قال: [لم يكن أحدٌ في رأس الثلاثمائة أحفظ من النسائي وأحذق بالحديث وعلله ورجاله من مسلم وأبي داود ومن أبي عيسى وهو جارٍ في مضمار البخاري وأبي زرعه] إذن هو في الطبقة الأولى من أعلام المحدثين.

المقدم: وقلنا أن مشكلته أنه مع معاوية.

السيد: مشكلته أن كان يطعن في معاوية, أحسنتم, واضح. وممن صحح الحديث قرأنا بشكل واضح (الحاكم النيسابوري في المستدرك, وممن وافق على تصحيحه الإمام الذهبي, وممن أيضا صححه الترمذي في سننه, وكذلك الإمام الضياء المقدسي في الأحاديث المختارة, وكذلك من المعاصرين صححه أحمد محمد شاكر في المسند, ج2, ص151) وكذلك جملة حتى قرأنا عبارات العلامة الألباني على الخلاف الموجود فيها. إذن من حيث السند صحيح.

أما من حيث المضمون أيضاً أمر على ذلك مروراً ولا أقف عندها لأنه البحث اللاحق سيوقفنا عند هذه القضية, فيما يتعلق بفقه الحديث في فقه الحديث أولاً: أن الكلام موجه إلى يا معشر قريش إلى قريش, يعني أولئك الذين قاتلهم على التنزيل سوف يقاتلكم ماذا كما قوتلتم على التنزيل, يقاتلكم على التأويل هذا أولاً.

وثانياً: أنه مبعوث ليبعثن الله عليكم رجل مبعوث من قبل من.

المقدم: مهمة من قبل الله سبحانه وتعالى.

السيد: مهمة من قبل الله سبحانه وتعالى, وثالثاً: أنه لم يثبت, أعزائي قاعدة بل تحدي علمي, لم يثبت أن الله سبحانه وتعالى أن رسول الله قال هذا لأحد من صحابته بهذا المستوى وبهذه المواصفات امتحن الله قلبه للإيمان لأن يقوم بهذا الدور, قد قال له في مكان آخر من قرنه إلى قدمه, ملئه الإيمان وكذا, ولكنه في هكذا موقع لا يوجد.

وأن الخليفة الأول وأن الخليفة الثاني حروبهم ليست تنطبق عليها هذه الضابطة, حسب النص الذي قرأناه عندكم, نعم يبقى عندنا بحث أخير وهو أنه ما هو المراد من الدين الذي, وهذا إن شاء الله تعالى سنتوفر عليه لاحقاً.

إذن أنا أتصور هذا الكلام الذي صدر من النبي الأكرم’ أول ما يثبته لنا يقاتلكم على التأويل كما قوتلتم على التنزيل ينسخ كل هذا الكلام الذي قاله ابن تيمية والنهج الأموي ومن تبعهم على ذلك, لأن هؤلاء أولاً: قالوا غير شرعي, قالوا لا يوجد عليها دليل شرعي قالوا عدمها أفضل من وجودها, قالوا أنه ندم عليها قالوا .. طبعاً يكون في علم الأعزة ومراراً ذكرت أنه لابد أن نميز بين النهج الأموي وبين نهج علماء المسلمين, قد تقول سيدنا مثال واحد ولو مثال قصير جداً, هذا كتاب (حلية الأولياء وطبقات الأصفياء للحافظ الأصفهاني, المتوفى 330 من الهجرة دار الفكر, ج1, في ترجمة الإمام علي بن أبي طالب) هكذا يقول: [علي بن أبي طالب وسيد القوم محبوب المعبود باب مدينة العلم والعلوم ورأس المخاطبات ومستنبط الإشارات راية المهتدين ونور المطيعين وولي المتقين وإمام العادلين أقدمهم إجابة وإيمانا وأقومهم قضية وإيقانا وأعظمهم حلما وأوفرهم علما علي بن أبي طالب كرم الله وجهه, قدوة المتقين وزينة العارفين المنبأ عن حقائق التوحيد المشير إلى لوامع علم التفريد صاحب القلب العقول واللسان السؤول والأذن الواعي والعهد الوافي] محل الشاهد [فقّاء عيون الفتن من فدفع الناكثين ووضع القاسطين ودمغ المارقين] إذن القضية هذا الكلام الذي قاله بأنه كان شاكاً نادماً وأنه وأنه.. وأنه لم يكن عنده أي دليل؟ هذا علي بن أبي طالب, وهذا كلام المسلمين فيه, علماء المسلمين [الأخيشن في دين الله الممسوس في ذات الله].

المقدم: يعني بعض الأخوة لربما يقع لديهم هذا الخطأ عندما يسألون يقولون نحن أهل السنة والجماعة نحب علياً, صحيح.

السيد: كما قلنا والأخ الاتصل بالأمس من الأدرن قلنا له.

المقدم: نحن نتحدث عن أولئك الذين.

السيد: عن هذا النهج الذي يحاول أن يشكك في كل شيء في علي وفي حروب علي ومنطق علي وتاريخ علي ودين علي, ويريد أن يخرجه عن أي منقبة وفضيلة ورأيتم أنتم.

المقدم: يعني عندما لا يشكك في يزيد.

السيد: لا يشكك في عبد الملك بن مروان, لا يشكك في الوليد في سليمان, ولكنه يشكك في علي بن أبي طالب, ومع ذلك يقولون لماذا تتهمون أن هذا الرجل أنه يبطن النصب, أنا مراراً قلت, أن ابن تيمية لا يظهر النصب وإنما هو يبطن النصب. يعني بعبارة أخرى يبطن النفاق لأنه لا يبغضك إلا منافق وإلا كيف تفسر لي هذه الكلمات التي قرأناها عن مختلف كتبه من منهاج السنة من كتابه النبوات من.. إلى غير ذلك.

إذن, بنحو الإجمال, كل هذه النظريات, طبعاً أنا إن شاء الله تعالى سأعد المشاهد الكريم أننا سنقف كمثال على بعض حروب الإمام علي لاحقاً, لنرى بأنه واقعاً أنه كما يقول ابن تيمية أو أن رسول الله بيّن خصوصيات هذه الحروب وخصوصاً حرب صفين.

المقدم: والجمل أيضاً.

السيد: يقيناً, ولكنه خصوصاً أريد هذه كلها دفاع عن من؟ كن على ثقة حتى ليس دفاعاً عن طلحة والزبير, وإنما دفاع عن بني أمية والدفاع عن رأس البيت الأموي يعني معاوية بن أبي سفيان.

المقدم: يعني حقيقة في دراسة ربما الجمل أيضاً وصفين تتضح عندما يقول أن قليل من الصحابة كانوا معه, يعني إذا خمسة من الصحابة عارضوه هل هذا يعتبر كثير من الصحابة والصحابة أكثر من عشرة آلاف.

السيد: أستاذ علاء هذا كتاب (الأنوار الباهرة بفضل أهل البيت النبوي والذرية الطاهرة, أبي الفتح التليدي عبد القادر التليدي, دار ابن حزم, ص69) في الحاشية يقول: [لم يكن من الصحابة مع معاوية إلا عمر بن العاص والمغيرة بن شعبة والنعمان بن بشير ومعاوية بن حديج ومسلمة بن مخلد في آخرين قلائل] في حرب صفين [بينما كان مع سيدنا علي سبعون بدريا] فقط البدريون, [وسبعمائة من أهل بيعة الرضوان, وأربعمائة من سائر المهاجرين والأنصار] ولكنه يقول بأنه هؤلاء نأوا بأنفسهم عن الفتنة, الآن من نأى بأنفسه, عبد الله بن عمر, الذي بايع الأمويين بعد ذلك, لم يبايع علياً ولكن بايع الأمويين. هو يعتبر ذاك المقياس يعني المقياس من يبايع بني أمية ومن لا يبايع وهؤلاء لم يبايعوا بني أمية.

ولذا أنا أقول إن شاء الله تعالى.

المقدم: يعني سبعين من أهل بدر وسبعمائة من البيعة الرضوان, وأربعمائة من المهاجرين والأنصار من غير أولئك الذين خارج المهاجرين والأنصارين.

السيد: بلي, قال: [وباقيهم من أهل العراق والقبائل العربية الذين رأوا الحق مع علي]

المقدم: وكثير منهم صحابة.

السيد: نعم, الآن سيأتي هذا قلت لا أريد أن استبق البحث, سيأتي إن شاء الله نقد هذه النظرية ليتضح حقيقة الأمر.

المقدم: أتصور أننا وصلنا إلى أسئلة المشاهدين الكرام, أعزائي المشاهدين أنا لم أذهب بفاصل هذه المرة لكي نستمع وإنما سوف أستغل الفاصل بسؤال: حقيقة أحد الأخوة في الحلقة السابقة طرح مسألة أن (من) الواردة في الآية 29 من سورة الفتح {محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم} وما يليها هذه (من) وصفية بيانية وليست (من) تبعيضية كما تذهبون فما هو الدليل على ذلك.

السيد: أعزائي هذه القضية من القضايا الأساسية والمحورية في فهم الآيات المرتبطة بالصحابة والمهاجرين ليس بالصحابة بالمهاجرين والأنصار في القرآن الكريم, إذا يسمح لي الوقت لعله في ست أو سبع دقائق أجيب على هذا السؤال وأدخل إن شاء الله إلى مداخلات الأعزة. يعني بعدها نستمع إلى المداخلات مباشرة.

هذه القضية إن لم تفهم تبقى هذه المسألة غائمة وقد يستدل بها في غير محلها.

الآية 29 من سورة الفتح: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمْ الْكُفَّارَ}, جيد إلى هنا ما عندنا مشكلة, {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ} ثم بينت أوصاف هؤلاء الذين معه, الله سبحانه وتعالى ما هو جزاء أولئك الذين كانوا مع رسول الله قال: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} وأنتم تعلمون أن الله لا يخلف وعده رسله, من الواضح أن الله يخلف وعده أو لا يخلف؟ فإذا وعد هؤلاء أنهم {مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} إذن كل من كان معه فهم ماذا؟ فهم في الجنة, وهذا هو الذي يحاول البعض أن يستدل به, وهو أنه كل من كان مع رسول الله فهو في الجنة.

نحن نعتقد أن هذه كلمة من الواردة في قوله {منهم} {وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم} من من؟ من هؤلاء الذين آمنوا وعملوا الصالحات من هؤلاء الذين كانوا معه أشداء على الكفار هؤلاء وعدهم مغفرة وأجرا عظيماً, بأي دليل؟

المقدم: هؤلاء يدخلون الجنة.

السيد: لا مطلقاً, يعني أنا لا أريد أن أنفي أنه لعله كانوا معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا. هذه لا خلاف فيها, أبدا طبعاً بعضهم كان من المنافقين وبعضهم كان لم يدخل الإيمان في قلوبهم وبعضهم كان في قلوبهم مرض, الآن بحثي ليس هذا, بحثي هل أن الإيمان, التفتوا إلى النقطة المركزية, هل أن الإيمان حدوثاً كافٍ لأن يكون الإنسان موعود من الله مغفرة وأجرا عظيما أو لابد أن يكون الحدوث مع البقاء إلى أن يرتحل من هذا العالم أي منهم.

المقدم: استمرارية.

السيد: استمرارية. وهذا الذي يعبر عنه أن الحدوث شيء وأن البقاء شيء آخر, نحن نقول أن هذه الآية عندما وعدت لم تعد من أحدث الإيمان من آمن فقط, من آمن ووفى بإيمانه, وبقي مستمراً إلى أن ارتحل من هذا العالم.

تقول سيدنا ما الدليل على ذلك؟ أقول: أنا الآن ما عندي وقت أن استعرض كل الآيات ولكنه أضرب مثال واحد للأعزة وبعد ذلك سيتضح صحة ما أقول.

أعزائي تعالوا معنا إلى قوله تعالى في سورة الفتح, هذه التي يعبر عنها الآية 18, يقول: { لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ}.

المقدم: بيعة الرضوان.

السيد: بيعة الرضوان, جيد, قال: { فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ} هذا أيضاً صحيح ما في شك, ولكن في الوسط توجد جملة بودي أن المشاهد الكريم يلتفت, يقول: {فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ} يعني أنزل السكينة على الجميع أو على من علم ما في قلبه؟ ماذا علم في قلوبهم؟ يكفي أعزائي جملة واحدة الوقت ضيق.

المقدم: كثير من الأحاديث التي ذكرتها سماحة السيد.

السيد: اسمح لي قبل الأحاديث أريد أن أتكلم النص القرآني, أعزائي ورد عن ابن عباس في ذيل هذه الآية قال, أولاً أنقل المصدر (الدر المنثور في التفسير المأثور للإمام السيوطي, ج7, در الفكر) قال: [وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم} قال: إنما أنزل السكينة على من علم منه الوفاء] إذن ليس كل من آمن وبعد ذلك نكث, لو نكث البيعة بعد ذلك أيضاً يكون ممن أثابهم فتحاً قريباً؟ الجواب لا.

قد يقول لي قائل سيدنا: هذه الرواية ليس معلوم سندها اين بحثها أين؟ تعالوا معنا إلى القرآن الكريم أنا لا أذهب بعيداً أنظروا أن القرآن الكريم قيد آية البيعة أو لم يقيد آية البيعة؟ هذه الآية 18 من سورة الفتح, تعالوا معنا إلى الآية 10 من سورة الفتح, هذه مطلقة قال كل من بايع أنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا, قال: {إن الذين يبايعونك} من؟ هؤلاء الذين يبايعونك تحت الشجرة, {إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم} هؤلاء كلهم وعدتهم فسيؤتيهم أجراً عظيما أم مقيدا قال: {فمن نكث فإنما ينكث على نفسه}.

المقدم: إذن هؤلاء منهم من ينكثون.

السيد: منهم من ينكث.

المقدم: وإلا لا يوجد داعي لأن يضع هذا القيد.

السيد: أحسنتم, إذا كان كلهم بايعوه لماذا هذا, قال: {ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيأتيه أجراً عظيما} إذن جعلها مطلقة لكل أهل البيعة أو قيدها بالوفاء بالبيعة؟ مقيدة, هذا الذي قاله ابن عباس, ابن عباس قال: [من وفى بالبيعة] من دام عليها.

المقدم: عادةً حتى الدساتير والقوانين تذكر المادة وتضع هناك تبصرة المقيد.

السيد: التبصرة ومقيده أنه هكذا في المطلق والمقيد وهكذا في العام والخاص.

المقدم: فإذن ما يستدل على المادة.

السيد: ما يمكن بآية واحدة أحسنتم, وهذا الذي مع الأسف الشديد نجده من بعض أنصاف أهل العلم في الفضائيات أو بعض هؤلاء المتداخلين يقرأ الآية المباركة ماذا تقول في آية بيعة الرضوان؟ أعزائي القرآن لا يمكن تبعيضه وإلا لو بعضته {جعلوا القرآن عضين} تبعضه ينبغي أن تفهم القرآن القرآن يفسر بعضه بعضا. ويبين بعضه بعضا. هذا كلام الله لابد أن ننظر إليه كاملة.

وإلا يوجد عندنا نقض. لا أقل أشير إلى نقضين وندخل إلى أسئلة الأعزة, ماذا يقول الأعزة في قوله تعالى في سورة الحجرات الآية 6, قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا} من هو هذا الفاسق؟ هذا الوليد بن عقبة, وهو صحابي, والقرآن عبر عنه ماذا؟ فاسق, إذن ليس بالضرورة إذا صار صحابيا أو صار من المهاجرين أو صار من الأنصار إذن بالضرورة من أهل الجنة, بل أكثر من ذلك, حتى قد يكون من المهاجرين الأولين, يعني بتعبير القرآن الكريم كما قرأنا أين؟ في سورة التوبة الآية 100, ماذا قرأنا؟ قال: {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار رضي الله عنهم ورضوا عنه} يقولون إذن كل المسابقين والأولين يقولون هذه من بيانية وليست تبعيضية, سؤال: تعالوا معنا إلى كتاب (أسد الغابة في معرفة الصحابة, لعز الدين بن الأثير المتوفى 630 من الهجرة, ج3, دار الفكر, تحت الترجمة 2856) يقول: [ترجمة عبد الله بن جحش, عبد الله بن جحش بن فلان بن فلان.. أسلم قبل دخول رسول الله دار الأرقم وهاجر الهجرتين] من؟ عبد الله بن جحش [إلى أرض الحبشة هو وأخواه أبو أحمد وعبيد الله بن جحش] إذن هو وأخواه هاجرا إلى الحبشة يعني من المهاجرين الأوائل, [وأختم زينب بن جحش] التي تزوجها رسول الله, [زوج النبي, وأم حبيبة وحمنه بنات جحش, فأما عبيد الله فإنه تنصر بالحبشة ومات بها نصرانياً] إذن صار مرتداً, بمجرد أن صار من المهاجرين يعني يكون من أهل الجنة.

المقدم: تنطبق عليه هذه الآية.

السيد: تنطبق عليه هذه الآية المباركة والسابقون الأولون من المهاجرين أو تقيدونها؟ فإذا قيدتموها في واحد إذن قيدوها في عشرة, قيدوها في مائة إذا تم الدليل, وإذا لم تقيد فلابد أن تقبلوا المرتد والفاسق أيضاً في الجنة؟!.

ولذا أساساً وطبعاً الآن ما أريد أن أدخل البحث اللغوي, البحث اللغوي وهو أيضاً عميق, وهو أن (من) التبعيضية وهذا بحث علمي الآن ما أدخل إليه, أن (من) التبعيضية تدخل على الضمير أو لا تدخل؟

الجواب: أعلام النحاة يقولون (من) البيانية لا تدخل على الضمير وإذا دخلت على الضمير فهي تبعيضية, وهذا جوابٌ آخر لهذا إذا صار وقت أشير إليه.

المقدم: إن شاء الله, أعزائي المشاهدين نستقبل مكالماتكم لكن قبل ذلك أذكر بأن البرنامج وبرنامج مطارحات في العقيدة وأيضاً الأطروحة المهدوية يمكنكم التواصل معه من خلال صفحة الفيسبوك تحت هذين العنوانين (مطارحات في العقيدة) وايضا (الأطروحة المهدوية) معي اتصال من السعودية, الأخ عادل الأمرد:

الأخ الأمرد: سلام عليكم, سؤالي: هل فيما يخص موقف ابن تيمية هل الرسول كان أحسن حالاً من علي بن أبي طالب.

المقدم: كيف يعني؟ يعني لم تبين موقف فيما يتعلق بموقف ابن تيمية, هل كان الرسول كان أحسن حالاً.

السيد: أتصور أن السائل كان يسأل بأنه ابن تيمية في مواقفه من الرسول كان أحسن حالاً من علي؟ الجواب: كونوا على ثقة كان أشد على رسول الله من علي, وفي الوقت المناسب إن شاء الله تعالى سأطرح لكم بشكل واضح وصريح مواقف ابن تيمية التي فيها إساءات واضحة لرسول الله’, هذا هو النهج الأموي, النهج الأموي عندما لم يستطع أن يقضي على هذا المشروع الإلهي وهو الإسلام حاول أن يلوثه بمختلف الأساليب وهذا الذي نظّر له ابن تيمية.

المقدم: أن يضرب الركنين الأساسيين.

السيد: بعد هذا إن شاء الله أعد المشاهد الكريم أن موقفه واقعاً لم يكن أحسن حالاً من رسول الله بالنسبة إلى رسول الله من علي.

المقدم: أبو أحمد من السعودية:

الأخ أبو أحمد: سلام عليكم, أنا أحيي فضيلة الشيخ على دفاعه عن فكر آل البيت وعن م.. والطغيان والقتل والغصب, ولكن أريد أن يعطينا نبذة لو تكرم عن رامي مخلوف وبشار ال..

المقدم: يعني أتصور أنتم أقرب إليه عندما كنتم تحتظنونهم قبل لربما عشرة أشهر من ذلك, يمكنك أن تعود إلى من خدم الجيش العربي السوري مثل يعني لا أذكر الأسماء عدنان العرعور وتسأل منه ذلك السؤال, أشرف من كندا تفضل:

الأخ أشرف: سلام عليكم, نحن نشكركم جزيل الشكر, طبعاً أنا من كندا الآن ولكن الأصل من ليبيا, أن الشيخ قد شرح أشياء كانت مغيبة بالكامل أنتم يعني أقول لكم فكر شيخ الإسلام الأمويين ابن تيمية والباز والعثيمين وكل من تابعهم من وعاض السلاطين مضلل وهو فكر سلب إرادة الشعوب وداعا للدكتاتورية والخلافة العائلية وكل هذه المآسي التي سببت التأخر, هناك من يعلق على أن حروب سيدنا علي ووقفه ضد الفتنة هي من سببت المآسي, أنا أقول: لو لا تلك الحروب التي وقف فيها سيف الله المسلول وكبح جناح المال والسلطان والملك الزائل لما وصل الآن السيد كمال الحيدري وأوصل الإسلام الصحيح الذي نحن نريده, إسلام ابن تيمية هو إسلام الفرقة إسلام التشتت إسلام آل سعود الذين يحكمون الشعب بالحديد والنار باسم الدين الزائف, لولا وجود مثل هذا النهج وهو نهج أهل البيت لكان الإنسان العربي والإسلامي قد سلب وسلبت إرادته ولقاد مثل الشاة وراء هؤلاء, أنا أقول لك أخي أن هذا النهج وهذا الشرح الذي هو بالدليل القاطع الذي لا يملك مجالاً للشك على خلاف التناقض بين الأسطر والخبث المبيت في كتب ابن تيمية ومن تبعه.

المقدم: أخ أشرف أعتذر للمقاطعة شكراً لك على هذه المداخلة القيمة وتحياتنا لجميع الأخوة في كندا وفي ليبيا, ليبيا اليوم التي تعاني من مشاكل على يد بعض التيارات السلفية لربما والقتال وسلب الأمن الذي يجري هناك على أيديهم, معي اتصال مسعود من الجزائر:

الأخ مسعود: سلام عليكم, بارك الله فيكم على البرنامج القيم, مداخلتي تتمثل في شكركم على هذا البرنامج القيم الذي تميلون فيه .. خاصة في المغرب العربي وأريد أن أسال الشيخ لماذا كان في ذلك الزمن ذاك الحقد الدفين ضد أهل البيت وخاصة ضد علي وأبناءه أريد أن أفهم لماذا وصل بالأمة الإسلامية حتى الآن .. بني أمية حتى وصل الزمن لهذا الزمن ونرى إعلامهم كيف يصنع في المسلمين ووصل بهم الحد حتى قطع البرامج الكوثر وغيرها من.. في المغرب العربي وكذلك في المشرق العربي, لماذا هذا الحقد الدفين على علي وأبناء علي, نحن في الجزائر وصدقوني لنا حب علي وآل علي وخاصة عندما تعرضون سيرة الحسن والحسين وخاصة سيدنا الحسين رضي الله عنه.

المقدم: أخ مسعود من الجزائر شكراً لك, أسئلة وجيهة لربما تتبادر إلى أذهان كثير من المسلمين هذا اليوم, من الكويت الأخ إبراهيم تفضل:

الأخ إبراهيم: سلام عليكم, سيدنا في صحيح البخاري من الصحابة الذين بايعوا الرسول في صحيح البخاري, في باب غزة الحديبية عن علاء بن مسيب قال: لقيت البراء بن عازب فقلت له طوبى لك صاحبت النبي وبايعته تحت الشجرة, فقال يا ابن أخي إنك لا تدري ماذا أحدثنا بعده, هذا الحديث موجود في صحيح البخاري, هذا الصحابي البراء بن عازب ماذا أحدث بعد الرسول وشكراً لك.

السيد: هذا إن شاء الله تعالى سنقف عنده في أحاديث الحوض, إن شاء الله في الأسبوع القادم.

المقدم: يظهر التشويش ليس على البث فقط وإنما على الاتصالات أيضاً, خالد من السعودية تفضل:

الأخ خالد: سلام عليكم, عندي مداخلة الشيخ يبدو أنه ..

المقدم: يعني غير مفهوم الكلام, شكراً خالد. يظهر أن دقيقتان على نهاية البرنامج سماحة السيد.

السيد: في الأعم الأغلب كانت مداخلات من الأعزة.

المقدم: مداخلات ولكن سأل الأخ مسعود من الجزائر يعني ما سبب هذا الحقد الدفين على علي وأبنائه.

السيد: أحسنتم, يعني في الحقبة التي جاء الأمويون فيها إلى الأندلس أنا لا أتوقع أنه من الحكّام الأمويين عندما يأتون إلى الأندلس ليحكموا فيها ينشروا فيها معارف أهل البيت أو يعطوا مجالاً لأحد أن يرتبط ولو ارتباطاً عاطفياً لا دينياً, ولو ارتباطاً عاطفياً محبة أهل البيت مع النص القرآن الكريم {قل لا أسألكم عليه أجر إلا المودة في القربى} أنا لا أعلم بأنه هؤلاء, ولذا هذه القضية وعموماً الناس على دين ملوكهم, بطبيعة الحال, أنه الأجواء الثقافية الأجواء الفكرية أجواء السلطة الأمور السياسية هذه كلها تكون داعمة لهذا الاتجاه, ولذا أنا أنصح الأعزة أن يراجعوا هذا الكتاب ليعرفوا بأنه عمق الفكر الأموي في بلاد المغرب وفي بلاد الأندلس وغير ذلك من المواقع يعني هنا يوجد عنده بحث مفصل هذا الأخ الكاتب في كتابه (النصب والنواصب) هناك يوجد عنده بحث تفصيلي في هذا المجال الذي نحن لا يوجد عندنا وقت.

المقدم: يعني لو نتركه إلى حلقة أخرى, لكن أنا أؤكد للمشاهدين الكرام, أنه رغم هذه الدعاية الأموية إلا أنه حب أهل البيت حتى في ذلك الوقت, لذلك كثيرون حتى يرون في موسى بن النصير الذي قاد الفتح إلى الأندلس كان علوي الهوى كان شيعي الهوى كان محباً لأهل البيت, وهناك قامت دول لأهل البيت في شمال أفريقا وفي المغرب بالتحديد.

السيد: بعد ذلك.

المقدم: بعد ذلك, وهذا يدل على أن رغم ذلك التضليل الأموي لم يكن المسلمون يتعاطون مع مثل هذا التضليل, على أية حال, شكراً لسماحة آية الله السيد كمال الحيدري, شكراً لكم أعزائي المشاهدين على حسن المتابعة ملتقانا إن شاء الله في الأسبوع القادم حتى ذلك الحين, استودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.