شذرات نورانيّة (44)

شذرات نورانيّة (44)

الدِّين
وهو حياة الإنسان في دنياه وحياته في أُخراه، وشخصيّته وعزّته وتدبير جميع شؤونه، ومنهاجه الذي يعمل وفقه على هُدىً وعلمٍ وبصيرة، وهو شريعته وعقيدته وأخلاقه.
ـ قال أمير المؤمنين عليه السلام: « لا حياةَ إلاّ بالدين، ولا موتَ إلاّ بجحود اليقين » ( الإرشاد للشيخ المفيد:157 ).
ـ وقال سلام الله عليه: « إعلموا أنّ ملاك أمرِكمُ الدِّين، وعصمتكم التقوى » ( نهج السعادة 50:2 ).
ـ وعنه عليه السلام كذلك: « إذا استخلص اللهُ عبداً ألهمه الدِّيانة » ( غرر الحكم:140 ).
 وتحت عنوان ( أوّل الدين وآخره ) جاءت هذه الكلمات العلويّة الرفيعة:
ـ « أوّلُ الدين معرفته، وكمال معرفته التصديقُ به، وكمال التصديق به توحيده ( سبحانه وتعالى ).. » ( نهج البلاغة: الخطبة 1 ).
ـ « إعلم أنّ أوّلُ الدين التسليم، وآخره الإخلاص » ( غرر الحكم:62، عيون الحكم 340:5 ).
ـ « غاية الدين الأمرُ بالمعروف والنهي عن المنكر، وإقامة الحدود » ( غرر الحكم:222 ).
ـ « غاية الدين الإيمان » ( غرر الحكم:222 ).
 وتحت عنوان ( أصل الدين ) جاء قول رسول الله صلّى الله عليه وآله:
ـ « أصلُ الدين الوَرَع، وأُسّه الطاعة » ( بحار الأنوار 86:77 ـ عن: مكارم الأخلاق ).
ـ كذلك جاء عن الإمام عليٍّ عليه السلام قوله: « أصلُ الأمور في الدين أن يعتمد على الصلوات، ويجتنب الكبائر، والزم ذلك لزوم ما لا غنى عنه طرفةَ عين... فإن جاوزته إلى الفقه والعبادة فهو الحظّ » ( بحار الأنوار 7:78 ).
وفي بيان آخر لأصل الدين في فروعٍ متعدّدة قال عليه السلام:
ـ « الدين شجرةٌ أصلها التسليم والرضا » ( غرر الحكم:27 ).
ـ « أصل الدين: أداءُ الأمانة، والوفاء بالعهود » ( غرر الحكم:41 ).
ـ « إنّ الدين كشجرة، أصلُها اليقين بالله، وثمرها الموالاة في الله والمعاداة في الله سبحانه » ( غرر الحكم:107، عيون الحكم 85:6 ).
ـ وعن رسول الله صلّى الله عليه وآله ورد هذا الحديث الشريف: « قال حبيبي جبرئيل: إنّ مَثَل هذا الدين كمَثَل شجرةٍ ثابتة: الإيمانُ أصلها، والصلاة عروقها، والزكاة ماؤها، والصوم سعفها، وحُسنُ الخُلق ورقها، والكفُّ عن المحارم ثمرها. فلا تكمل شجرة إلاّ بالثمر، كذلك الإيمان لا يكمل إلاّ بالكفّ عن المحارم » ( بحار الأنوار 388:71 / ح 40 ـ عن: علل الشرائع:237 ).
 أمّا تحت عنوان ( رأس الدين ) فقد توفّرت عن أمير المؤمنين عليٍّ عليه السلام هذه الغرر الحكيمة، وهي تتفرّع على أمرٍ واحد:
ـ « رأسُ الدين صِدقُ اليقين » ( غرر الحكم:182 ).
ـ « رأس الدين حُسنُ اليقين » ( غرر الحكم:182 ).
ـ « رأس الدين صحّة اليقين » ( بحار الأنوار 213:77 ).
ـ « رأس الدين اكتساب الحسنات » ( غرر الحكم:182 ).
ـ « رأس الدين مخالفة الهوى » ( غرر الحكم:182 ).
 وحول ( نظام الدين ) قال عليه السلام:
ـ « نظام الدين: مخالفة الهوى، والتنزّه عن الدنيا » ( غرر الحكم:323 ).
ـ « نظام الدين خَصلتان: إنصافُك من نفسك، ومواساة إخوانك » ( غرر الحكم:323 ).
 وأمّا جِماع الدين، فيتبين من خلال قوله عليه السلام:
ـ « جماع الدين في إخلاصِ العمل، وتقصير الأمل، وبذلِ الإحسان، والكفّ عن القبيح » ( غرر الحكم:164 ).
ـ « ثلاث هُنّ جِماع الدين: العفّة والورع والحياء » ( غرر الحكم:161 ).
 وعرّف عليه السلام مِلاك الدين هكذا: « شيئانِ هُما مِلاك الدين: الصدقُ واليقين » ( غرر الحكم:199 ).
 كما عرّف رسول الله صلّى الله عليه وآله عمادَ الدين بقوله: « لكلِّ شيءٍ عماد، وعماد الدين الفقه » ( بحار الأنوار:216 ـ عن: غوالي اللآلي. والفقه بالمعنى الأعمّ: الفهم، ويُراد به فهم أمور الدين من العقائد والأحكام والأخلاق والمعاملات ).
 ويعدّد أمير المؤمنين عليه السلام لقواعد الدين ستاً، حيث يقول: « ستٌّ من قواعد الدين: إخلاص اليقين، ونُصح المسلمين، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحَجّ البيت، والزهد في الدنيا » ( غرر الحكم:193 ).
 وإذا كان لكلّ شيء ثمرته، فإنّ للدين ثمارَه الطيّبة، دنيويّةً وأخرويّة، يذكر عدداً منها إمامنا الصادق عليه السلام حيث يقول: « إنّ صاحب الدين فكّر فَعَلَتْه السَّكينة، واستكان فتواضع، وقنع فاستغنى، ورضيَ بما أُعطيَ، وانفرد فكُفيَ الأحزان، ورفض الشهوات فصار حرّاً، وخلع الدينا فتحامى الشرور، وطرح الحسد فظهرت المحبّة، ولم يُخِفِ الناسَ فَلَم يَخَفْهم، ولم يُذنب إليهم فسَلِم منهم، وسخط نفسه عن كلّ شيء ففاز واستكمل الفضل، وأبصر العافية فأمِنَ الندامة » ( بحار الأنوار 277:69 / ح 12 ـ عن: أمالي المفيد:40 ).
 وإذا كان لكلّ شيءٍ آفة، فإنّ هنالك آفاتٍ تغزو ديانة المرء، بيّنتها الروايات الشريفة كي يحذر العاقل منها ألاّ تَذهب بدينه:
ـ قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « آفة الدين ثلاثة: فقيه فاجر، وإمام جائر، ومجتهد جاهل » ( كنز العمّال / خ 28954. ومجتهد بمعنى عامل مجدّ عن جهل ).
ـ وقال الإمام الصادق عليه السلام: « آفة الدين: الحسد، والعُجب، والفخر » ( بحار الأنوار 248:73 / ح 5 ـ عن: الكافي 307:2 ).
ـ وقال أمير المؤمنين عليه السلام: « آفة الدِّين سوء الظنّ » ( غرر الحكم:136 )، « فساد الدين الطمع » ( غرر الحكم:227 )، « فساد الدين الدنيا » ( غرر الحكم:227 ).
 ولكي يذهب التصوّر الواهم أنّ كلّ مَن صلّى وصام هو صاحب دين، جاءت الروايات الشريفة تبيّن وتُنبيِّه:
ـ قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « لا دِينَ لمَن لا عقلَ له » (بحار الأنوار 158:77).
ـ وقال صلّى الله عليه وآله: « مَن أرضى سلطاناً بما يُسخِط الله خرج مِن دِين الله عزّوجلّ » ( بحار الأنوار 393:73 / ح 5 ـ عن: الكافي 373:2 ).
ـ وقال الإمام الباقر عليه السلام: « لا دِينَ لمن دان بطاعةِ مَن عصى الله، ولا دِينَ لمن دان بفريةِ باطلٍ على الله، ولا دِينَ لمن دان بجحود شيءٍ من آيات الله » ( بحار الأنوار 392:73 / ح 4 ـ عن: الكافي 373:2 ).
ـ وقال الإمام الصادق عليه السلام: « لا دِينَ لمَن دان بولاية إمامٍ جائرٍ ليس من الله » ( بحار الأنوار 135:72 ـ عن: تفسير العيّاشي 138:1 ).
ـ وقال الإمام الرضا عليه السلام: « لا دِينَ لمَن لا ورعَ له » ( بحار الأنوار 395:75 / ح 16 ـ عن: إكمال الدين 42:2 ).